المؤلف فشل في رسم شخصياته الواقعة تحت سيطرة وهم الحب

البكائية الميلودرامية في الفيلم ليست قاصرة علي أحمد السقا الذي قدم دورا لا يصلح لتجسيده رغم محاولاته الصادقة في تجسيده وإنما امتدت إلي شقيقه طارق لطفي

ماذا أراد تامر حبيب أن يقول في الفيلم الذي كتبه للمخرجة المتألقة كاملة أبوذكري هل رغب باستعراض رأيه في الحب من خلال شخصيات متعددة.. كما كان الحال في فيلمه الأول «سهر الليالي» الذي استعرض فيه نماذج من الزواج وحدد رأيه حول هذه المشكلة الاجتماعية التي تجمع بين شخصين متحابين إلي الأبد.. ولكن الأيام والزمن واختلاف الأمزجة تضع علاقتهم بالميزان وتجبرهم علي مواجهة نفوسهم الحقيقية.

ولكن قدر ما استطاع تامر حبيب أن يوفق بين النماذج الزوجية التي اختارها لفيلمه الأول.. قدر ما فشل في رسم شخصياته الجديدة الواقعة تحت سيطرة الحب أو وهم الحب إذا أردنا الدقة.

الشخصيات في هذا الفيلم الأخير تبدو وكأنها اسكتشات متفرقة لا يجمع بينها أي رابط منطقي.. ولم تستطع المخرجة الموهوبة.. رغم دقة نظرتها السينمائية أن تردم هذا الشرخ الرهيب في السرد رغم محاولاتها المتكررة بل أنها لا تستطيع أيضا أن تجعلنا نتعاطف مع أي واحدة من هذه الشخصيات .. رغم اختيارها مجموعة جيدة من الممثلين حاولوا قدر استطاعتهم أن يعطوا لهذه النماذج حياة ودما وروحا.

تامر حبيب اختار أسلوب الميلودراما الذي عفا عليه الزمن .. ليروي قصص متفرقة عن العشق والهوي الذي لم نر له أي أثر في الفيلم .. قدر ما رأينا علاقات عابرة تقوم علي المصادفة والجنس والاضطراب النفسي والعاطفي غير المبرر.

أحمد السقا في دور لا يصلح له رغم محاولته الصادقة في تجسيده يحب مني زكي حبا حقيقيا ويرغب بالزواج منها رغم الفارق الطبقي الذي يفصل بينهما.. ولكن أخاه العازب يكتشف أن شقيقة الفتاة التي تعمل ساقية في بار ليست إلا «عاهرة» محترفة ترافق زبائن البار.. مقابل مبالغ مادية يمنحونها.. وبتشجيع خاص من صاحب البار ولكي يتأكد الشقيق من هذه المعلومة يذهب بنفسه لإقامة علاقة عابرة معها ثم يخبر شقيقه بحقيقة الفتاة التي يحبها.. «هل تريد أن تكون خالة أولادك .. مومس محترفة».

وبمشهد ميلودرامي حقيقي يواجه «السقا» الشقيقة المنحرفة ويخبرها أنه اكتشف حقيقتها وأنه قرر قطع الصلة نهائيا مع الأخت الصغيرة التي أحبها.

يفعل ذلك دون أن يواجه الفتاة التي أحبها، ليخبرها بالحقيقة الرهيبة التي اكتشفها تاركا لأختها حق أخبارها .. ثم يذهب إلي داره لينفجر بنوبة بكاء مليودرامية تكاد أن تنقلب إلي كوميديا حقيقية.. لأن الممثل أصلا لا يصلح لها ولأنها جاءت مفتعلة.. بعيدة عن الإقناع والمنطق خصوصا للمثل في سن «السقا» إذ ربما كنا سنصدقها لو جاءت من مراهق بالسابعة عشر من عمره لا من رجل في أوج نضوجه ورجولته.

البكائية المليودرامية لم تكن قاصرة مع الأسف علي أحمد السقا .. ولكنها امتدت أيضا إلي أخيه الذي يلعب دوره طارق لطفي .. والذي نكتشف عليه أنه كان السبب في تحطيم قلب أخيه وإبعاده عن الفتاة التي يحبها.. أنه غارق في حب مكتوم لزوجة أخيه الجديدة «بشري» وينخرط هو أيضا في بكاء حار.. يشابه بكاء «مجدي كامل» الذي يلعب بمبالغة مضحكة، وبمكياج لا يليق دور مدمن مخدرات يقع في عشق «مني زكي» ويتجرد من ملابسه أمام نافذتها ويلاحقها باستمرار حتي يموت شبه منتحر وهو يطارد سيارتها بدراجته.

هذه العلاقة التي لا تقرها مني زكي وترفضها وتهرب منها ثم نكتشف في أحداث الفيلم أنها حامل وتحاول أختها مساعدتها علي إجهاض نفسها .. ممن حملت؟ وكيف؟».

وينتقل بنا الفيلم فجأة إلي فترة زمنية أخري أربع سنوات أو يزيد وهو عمر الطفل الذي انجبه السقا من زوجته دون أن يختل توازن الاحداث.

فمجدي كامل المدمن لا زال يلاحق مني زكي التي أصبحت الآن عازفة بيانو في ملهي ليلي محترم بينما تزوجت اختها المستهترة من منتج تليفزيوني ويلعب دوره بنمطية مؤسفة القدير خالد صالح الذي ابتدأ يحلق بزميله الكبير حسني حسني في تكرر ظهوره.. ونمطية ادواره، مجدي الذي نراه طوال الفيلم عاشقا متيماً لدرجة الوله والجنون.. لا يمانع في إقامة علاقة جنسية مع أم زميله!! لكي يحصل علي مخدر.. وهو الذي يهيم عشقاً ويكاد أن يصبح مجنونا بالفتاة التي تؤكد من بداية الفيلم وحتي نهايته أنها تكرهه!! وهل يمكن بهذه الحال أن تظن أنها حملت منه!! وهذا ما تركه الفيلم سراً عجيبا لا يفسره أحد.

والسقا يدخل في علاقة حب ملتهبة مع منة شلبي التي تعمل سكرتيرة لديه ويتزوجها سراً وتنجب له ابناً..«هذه العلاقة هي خير ما جاء في الفيلم.. أضافت فيها كاملة أبو ذكري الكثير من حساسيتها وجاء أداء منة شلبي .. مدهشاً كالعادة طبيعيا وصادقاً جعلنا نصدق كل ما كانت تقوله وتفعله .. خصوصا بالمشاهد التي يبدأ الحب يمس فيها قلبها ويجعلها تستسلم للرجل الذي أحبته.

ويعلن السقا خبر زواجه الثاني لزوجته .. التي كما قالت لم تشعر بالسعادة معه إلا خلال الفترة التي خانها فيها «!!!» وتطلب الطلاق لكي تصبح منة شلبي الزوجة الوحيدة له، ولكن ما إن يتم ذلك حتي يقابل السقا.. حبيبته القديمة مني زكي .. تشتعل نار الحب مجددا.. مما يجعلنا نتساءل ما هي طبيعة هذا الحب الذي يكنه السقا.. لكل هاته النساء من حوله!!

لكن مني ترفض العودة إليه وتفضل حباً جديداً مع مخرج تليفزيوني تعرفت عليه بواسطة زوج أختها المنتج.

قصص متداخلة مرتبكة وأحداث غير مقنعة تغلب عليها الميلودراما الفظة، وتجعلنا نتسائل أين غاب تامر حبيب وحساسياته الحلوة التي اطلت علينا مدهشاً حلوة في «سهر الليالي» واختفت تماما هنا لتحل محلها .. عواطف مسطحة وغير مقنعة تتراوح بين الميلودراما المفرطة والحوار الفريد المثقل بعاطفية ساذجة وبأفكار عن الحب تصلح للوضع في قصة نقرأها لا في فيلم نشاهده.

كيف يمكن اذن لمخرجة اثبتت حساسيتها المرهفة في فيلم صعب ونضج رؤيتها السينمائية.. ان تتفاعل مع أحداث كهذه وشخصيات كهذه.

كيف يمكنها أن تعالج الفارق الزمني الذي لم يمسه كاتب السيناريو ودور الأفعال اللامنطقية لشخصياته.

وعلي ذلك نجحت كاملة أبو ذكري في رصد قصة الحب بين منة شلبي وأحمد السقا واعطتها الكثير من التفاصيل السينمائية الحلوة التي ذكرتنا بأن كاملة واحدة من أهم آمالنا السينمائية التي نعتمد عليها خلال السنوات المقبلة.

الحسنة الوحيدة التي انطلقت خارج القيود المحكمة والقضبان الصلبة التي وضعها تامر حبيب حول شخصياته كانت إلي جانب منة شلبي .. غادة عبدالرازق التي سحبت تقريبا أوراق الفيلم كله إلي صالحها.. عذوبة وحرارة وقوة حضور ورقة تعبير في فيلم لم يحقق أي نجاح هو «زي الهوا» وهاهي اليوم تقف صامدة شامخة أمام مجموعة من الممثلات الموهوبات اللاتي اثبتن أكثر من مرة وحضورهن بل انها جعلت من أكثر مواقفها ميلودرامية مواقف إنسانية عابقة بالحرارة والصدق.

ورغم عدم نجاح السيناريو في تبرير قصة الحب التي ربطتها بالمنتج وانقذتها من الجحيم الذي كانت تعيش فيه إلا أنها جعلتنا نصدقها ونتعاطف معها، بل ونحبها حتي في مشاهد «ابتذالها» في البار.

غادة عبد الرازق اثبتت مرة بعد مرة أنها نجمة حقيقية وأنها تستطيع بمفردها أن تتحمل عبء فيلم يكتب خصيصا لأجلها.

مني زكي ضاعت في ثنايا دور لم تخلق له ولم يخلق لها ولم تنجح موهبتنا الكبيرة في الثغرة الكبيرة في شخصيتها ولا إدارة كاملة أبو ذكري، نجحت في اعطائي طوق النجاة.

أما أحمد السقا فتحسب له جرأته واندافاعه في أداء دور لا يصلح له بالمرة ومع ذلك نجح في أن يعبر خطوط ادواره بيسر وسهولة.. تاركا لنا ذكري أفلامه الحركية التي لم تنجح أدواره العاطفية في جعلنا ننساها.. وأقول العاطفية وأنا اتساءل عن أية عاطفة كان يدافع السقا من خلال علاقته بالنساء الثلاث اللاتي مررن في حياته!!

عن العشق والهوي فيلم لا يمس العشق ولا يمس الهوي. ولكنه تجربة لا تخلو من جرأة وخصوصية .. ذهبت إلي غير محلها وما اشبهه بسفينة صغيرة تتقاذفها الرياح وتعجز عن الوصول إلي هدفها رغم مهارة الربان والبحارة.

جريدة القاهرة في 11 يوليو 2006

 

بعد أن أصبحت مهنة مفتوحة

مخرجو «الفيديو كليب» قرروا غزو السينما فحولوها إلي كليبات متواضعة فنياً

محمد كمال  

نجاحهم يتوقف علي نوع الدراما التي سيقدمونها

تأخر حلم محسن أحمد 15 عاماً.. وتجربته الأولي متواضعة

بدايتهم في الفيديو كليب لن تعوق بعضهم عن تقديم شيء مختلف

تجاربهم الأولي كانت متواضعة جداً وفقيرة فنياً

سينما الفيديو كليب:

الفيديو كليب هو فن الأغنية المصورة، أخذ في الانتشار حتي أصبح أحد الأسباب الأساسية لنجاح المطرب واثبات وجوده الفني وتحقيق جماهيرية كبيرة حتي أصبح تصوير المطرب لأغانيه بطريقة الفيديو كليب ضرورة ونجد أن هناك مطربين ابتعدوا عن الفيديو كليب وهذا أثر بالسلب علي وجودهم مثل «محمد فؤاد» وهناك البعض يصور أكثر من أغنية وهناك من يصور ألبوماً بالكامل «روبي» وزاد من أهمية الفيديو كليب وجود قنوات تليفزيونية فضائية خاصة لعرض أغاني الفيديو كليب فقط طوال اليوم.

الفيديو كليب كما يقال عنه انه فيلم قصير مدته من 3: 5 دقائق يعرض فكرة الأغنية فأصبح له أسلوب خاص في الإخراج والتصوير والمونتاج يختلف عن السينما مثل سرعة الإيقاع واستغلال دور الكاميرا واستخدام الموسيقي في الأماكن المناسبة والاعتماد علي المونتاج «اللاهث» والاعتماد علي الخدع مما أدي إلي وجود مخرجين متخصصين في هذا المجال فقط.

في البداية اتجه المطربون إلي مخرجي السينما لاخراج الفيديو كليب ولكن هذا النوع الجديد من الفن لم يستهويهم فلم يستمروا فيه ثم ظهر بعض المخرجين الذين أصبحوا متخصصين في هذا النوع مثل «طارق الكاشف ومحسن أحمد وأشرف شيحة وطارق العريان» والعريان زادت شهرته كثيراً بعد اتجاهه لإخراج الفيديو كليب مع أنه في الأصل مخرج سينما وكان له أعمال سينمائية مميزة «الامبراطور- الباشا».

ثم المخرجة «ساندرا نشأت» فبرغم أن بدايتها كانت سينمائية في فيلم «مبروك وبلبل» إلا أن شهرتها جاءت من خلال إخراج الفيديو كليب الناجح مثل «فاكرك ياناسيني» لمحمد فؤاد و«أصعب حب» لخالد عجاج ثم عادت إلي السينما وتوالت أفلامها وآخرها «ملاكي إسكندرية» الذي حقق لها نجاحاً كبيراً.

وبمرور الوقت أصبح لهذا الفن مخرجون متخصصون فيه ومعروفون كمخرجي فيديو كليب وأصبح الذي يحدث هو العكس المخرج يتجه لإخراج الفيديو كليب ثم بعد فترة يتجه إلي السينما.

شهدت السينما المصرية في الفترة الأخيرة تحول عدد من مخرجي الفيديو كليب للإخراج السينمائي وأصبحت تزيد كل يوم، فمنهم من أخرج أفلاماً مثل عثمان أبو لبن «أحلام عمرنا- فتح عينيك» وسامح عبد العزيز «درس خصوصي» وشريف صبري «7 ورقات كوتشينة» ويستعد لفيلمه الثاني ومرشح لبطولته راغب علامة، وأيضاً يوجد محسن أحمد «السيد أبو العربي» وحامد سعيد «الحب الأول- كيمو وانتيمو» ويعمل الآن في فيلم «الفرقة 16 إجرام» وإسماعيل فاروق في فيلم «90 دقيقة» لساموزين وغادة عبد الرازق، منهم من يقوم بإخراج أفلام سوف نشاهدها قريباً مثل «أحمد يسري» في فيلم «45 يوم» بطولة أحمد الفيشاوي وهشام سليم و«محمد جمعة» في فيلم «أحلام حقيقية» مع حنان ترك وفتحي عبد الوهاب و«أحمد سمير فرج» في فيلم «أبيض وأسود» بطولة مصطفي شعبان ومايا نصري.

والسؤال هنا هل اتجاه مخرجي الفيديو كليب إلي الإخراج السينمائي سوف يفيد السينما وينعش الإخراج السينمائي أم تصبح السينما مثل أغاني الفيديو كليب كثيرة ومعظمها غير جيد أم يساعد علي عودة الفيلم الغنائي والاستعراضي من جديد. وهل يستطيع هؤلاء المخرجون الاستفادة من امكانيات وتقنيات إخراج الفيديو كليب في الإخراج السينمائي.

< الناقد السينمائي «نادر عدلي» يري أن بعضاً من مخرجي الفيديو كليب في الأساس من خريجي معهد السينما فاتجاههم إلي الإخراج السينمائي طبيعي جداً وابتعادهم عن السينما واتجاههم إلي الفيديو كليب كان للظروف الإنتاجية السيئة في السينما وعندما حدث انتعاش في الإنتاج السينمائي وزيادة الأفلام المنتجة مما أدي إلي زيادة عدد المخرجين علي الساحة فوجدوا لهم مكاناً الآن ويري أيضاً أن دخول القنوات الفضائية التي تذيع الفيديو كليب في الإنتاج السينمائي الآن أدي إلي زيادة عدد مخرجي الفيديو كليب في السينما، ويضيف أن نجاح هؤلاء المخرجين في السينما يتوقف علي نوع الدراما التي سوف يقدمونها ومن وجهة نظره أن التجارب السابقة لمخرجي الفيديو كليب في السينما كانت متواضعة وفقيرة فنياً أما الحكم علي التجربة ككل لن يتضح الآن بل بعد أن نري الأفلام القادمة لهم نستطيع الحكم عليهم جيداً.

< يري «طارق الشناوي» في اتجاه مخرجي الفيديو كليب إلي السينما أن المجال مفتوح لأي مخرج جديد شرط أن يكون استوعب تفاصيل الإخراج السينمائي والعبرة سوف تكون بما سيقدمه في مجاله الجديد، ويقول إن هناك مخرجين سينما وتليفزيون كبار اتجهوا إلي الإخراج الإذاعي ويعلل زيادة عدد مخرجي الفيديو كليب الذين اتجهوا للسينما نتيجة فشل عدد من مخرجي السينما الحاليين فيتجه المنتجون إلي مخرجين جدد قد يكونون بالفعل موهوبين.

أما عن التجارب السابقة فيري أن «ساندرا» و«طارق العريان» قد نجحا وعثمان أبو لبن في فيلمه الثاني «فتح عينيك» أفضل حالاً من سابقه «أحلام عمرنا» ولكنه لم يصل بعد إلي الذروة، أما عن «محسن أحمد» فيري أن فيلمه الأول «أبو علي» كان متواضعاً ويبرر ذلك لأن «محسن أحمد» يحلم بالإخراج من خمس عشرة سنة فقد يكون تأخر الحلم وراء ذلك وينتظر تجربته الثانية.

< المخرج «محمد أمين» قال إن اتجاه مخرجي الفيديو كليب إلي السينما سيكون مفيداً في حالة إذا كان هؤلاء المخرجون دارسين لإخراج السينما فلا يوجد مشكلة في أن تكون بدايتهم في إخراج الفيديو كليب والإعلانات أما المشكلة الحقيقية هي أن يكونوا غير دارسين وغير واعين للدراما التي يقدمونها فهذا لن يفيد السينما بشيء.

وبسؤاله ما الإضافة التي سوف يقدمها مخرجو الكليب إلي السينما أجاب أعتقد أنهم سوف يضيفون «الدقة» لأن الفيديو كليب هو تقديم فكرة الأغنية في 3 دقائق مما يتطلب الدقة في تنفيذ فكرة الأغنية في هذه الفترة القصيرة وقال إنه شاهد جزءا من فيلم «45 يوم» للمخرج «أحمد يسري» وأشاد بما يقدمه هذا ا لمخرج في الفيلم وأنه يتوقع أن يكون عملاً جيداً وبداية قوية لـ «يسري».

وبسؤال هل هذا سوف يساعد علي عودة الفيلم الاستعراضي الغنائي قال لا، حيث إن الفيلم الاستعراضي يتطلب ورقاً جيداً في المقام الأول ومنتجاً يتشجع لتنفيذ هذا العمل ولا يشترط وجود مخرج فيديو كليب ويضيف أن الفيلم الاستعراضي اختفي وصعب جداً عودته من جديد بسبب الظروف الإنتاجية وكثرة القنوات الفضائية التي تعرض الأغاني لمدة 24 ساعة. < أما المخرج الشاب «عثمان أبو لبن» الذي جاءت شهرتهع من خلال إخراج الفيديو كليب واتجه للسينما وقدم فيلمين «أحلام عمرنا» و«فتح عينيك» قال إن اتجاه مخرجي الفيديو كليب إلي السينما لن يؤثر بالسلب علي السينما فطريقة إخراج الفيديو كليب تختلف كثيراً عن الإخراج السينمائي أما عن تجربته السينمائية قال إنه لا يستطيع أن يحكم علي أفلامه فالحكم وإبداء الآراء يكون للجمهور والنقاد ولكن أعتقد أنني كنت موفقاً إلي حد كبير وأضاف إن عمله في إخراج الفيديو كليب افاده كثيراً في السينما من حيث ضبط الزوايا والتصوير وحركة الكاميرا.

وبسؤاله عن تجارب زملائه مخرجي الكليب في السينما قال إنها في النهاية تجربة معرضة للنجاح والفشل ولكن علي النقاد والجمهور الصبر وعدم الحكم علي هؤلاء المخرجين الآن لأنهم لم يقدموا كل ما لديهم واتمني أن يكونوا أفضل في تجاربهم القادمة.

وبسؤاله هل هذا سوف يعيد الفيلم الاستعراضي؟ قال أعتقد نعم ولكن هذا يتوقف علي وجود منتج جريء يتحمس لهذا العمل لأن الفيلم الاستعراضي في ظل ظروف السوق الحالية مخاطرة كبيرة. < أما المخرج «علي أدريس» قال إنه سعيد بكل التجارب السينمائية لمخرجي الفيديو كليب لأن معظمها ناجح واتجاه المخرجين للسينما أفادها كثيراً وأثر بالإيجاب علي الإنتاج السينمائي وأشاد بتجربة المخرج «عثمان أبو لبن» في فيلم «أحلام عمرنا».

< يري «حسين فهمي» أن اتجاه مخرجي الفيديو كليب للإخراج مسألة طبيعية جداً فالفيديو كليب فن حديث له تكنيك مختلف في الإخراج يختلف عن الإخراج السينمائي ويري أن التجربة تتوقف علي الدراما التي سوف يقدمها هؤلاء المخرجون والتي سوف تظهر فيها مدي استيعابهم للإخراج السينمائي، كما يري أن هناك مخرجوين فيديو كليب اتجهوا للسينما وحققوا نجاحاً ولكنه رفض ذكر أسماء.

والفنان «إبراهيم يسري» فيري أن هذا شيء عادي فقديماً اتجه مخرجو المسرح إلي الإخراج السينمائي ومؤخراً اتجه مخرجو السينما إلي الإخراج التليفزيوني فمن الطبيعي اتجاه مخرجي الفيديو كليب إلي الإخراج السينمائي بوصفه أصبح فناً وأن مسألة نجاحهم تتوقف علي مدي الأعمال التي سوف يقدمونها قائلاً «هنشوف».

إن الإضافات التي أضافها مخرجو الفيديو كليب حتي الآن في السينما هي أن تنفيذ الأغاني التي تكون داخل الفيلم أصبح أفضل من الماضي فمثلاً فيلم «90 دقيقة» للمخرج «إسماعيل فاروق» كان متواضعاً فنياً ولكن أفضل ما نفذه المخرج في الفيلم هما الأغنيتان، وأعتقد أنهم أضافوا التقنيات العالية والحديثة التي تستخدم في الفيديو كليب وينقص فقط الاهتمام بالدراما مثل الاهتمام بالتقنيات واتمني أن تكون التجارب القادمة أفضل.

جريدة القاهرة في 11 يوليو 2006

أندريه مالرو يكتب في السينما

فكرة الإنتقال من الفوتوغراف إلى الفضاء الأثيري

ترجمة: عدنان المبارك ـ كوبنهاغن  

بعد مئة سنة سيكون هذا التبدل في علاقة الإنسان بالسيّار الأرض ، والذي نحن شهوده ، أمرا مصدما أيضا وكما هو مصدم بالنسبة لنا الإنتقال من أقدم تقنية فوتوغرافية الى السينما. والطرافة هي أنه حين تنزوي في الظل إنما تكشف عن أن ما سَلط الضوء َ على التفاصيل حجبَ ماهو بلاحدود وأنه حين ُيسلط الضوءُ على مقطع من العالم يحصل حجب البقية كلها. فسواء أكان نصبا ً أو كوخاً بائسا ما أرونا إياه كان الغرض إقناعنا بشيء. إلا أنه عند إظهار العالم وحتى المزيف ، لايمكن إظهار أي شيء . وعند إظهار صفٍّ من القصور في الفلم تفعل السينما ذلك كي تقارن بين طرزتلك القصور لكن بالرغم من وجود شرط معين للصور - وقبل كل شيء ذاك الذي نتمناه بصورة شبه واعية - فأن كل شيء يتعرض للتبدل بفعل قوة الطرح السمعبصري الذي هو شبيه بالحياة.

الإنسان بطبيعته ميّال الى التصديق وأن أولئك الذين لم يرهم على الإطلاق هم ملفوفون بآذانهم الضخمة ، كما هناك التصديق بكثير من الفوارق التي يزعم بأنه من غير الممكن العثور على قاسم مشترك بينها ، ولا شيء يحميها من الصيرورة شائعة او عادية.. وهل الحل هنا بالإتصال المباشر ؟ كم يبلغ يوميا عدد السواح وكم هوعدد مشاهدي التلفزيون ؟ منذ بضع سنوات دخل عامل هو الموقف الأساسي للإنسان إزاء الآرض ، إزاء الناس ، فمعرفتنا بالنفس هي لاعقلانية وعميقة أيضا. وإذا َفصلت هذه المعرفة الإنسان َعن الآخرين والأرض أو إذا إقتربت فأيّ شيء ستكونه أشكالها السياسية والإخلاقية والدينية إزاء الهدف الحقيقي للتحول والذي هو تدجين الكون؟

الإنسان العادي تدهشه القنبلة الذرية بدرجة أقل من دهشة نوح بقوس القزح. العلاقة الأساسية للإنسان والعالم والمقرِّرة للثقافة كانت دائمة نسبيا ً ، لغاية أزماننا.

لايشعر الإنسان بهذه الصورة بأنه إنسان من أزمان مصر القديمة أو في فرنسا عصر الغوتيك. لكن المصري من القيصرية القديمة إمتلك كونه الخاص الكائن بقربه كما حماره ، والشيء نفسه عند المسيحي من القرن الثالث عشر. قبلها كان هناك الرحالة و اليوم إبتكرنا ( من هم موضع السفر ) . الأرض تحاصر الإنسان n هي حاضرة بإستمرار ، بعناد و تلقي عليه ، بنفاد صبر ، وابلا من الأسئلة. وقد يبدو أحيانا أن وسائط الإعلام السمعبصرية تستفز التحول ، و في أخرى تكون بإنتظاره. وها أنه الآن تعرضت ، بفضلها ، الأرض الى التبدل : جوزيف كونراد لن يملك خلفاء له. الأبجدية ، المطبوع ، التعليم الإلزامي ( وهذا يعني إشاعة القراءة ) كلها أبدلت العلاقة المتبادلة بين الإنسان ومملكة المخيلة ،وليس صدفة ً أن التلفزيون نتج عن عصرنا الذي حُرِم من الإستمرار والبعد المكاني ، والتلفزيون شبيه بهذا العصر. فموجات الأثير مثل الطائرات تدّمر الفضاء ، لكنها تدمرالزمن الى درجة أكبر.  عند النظر من خلال موشور المسرح قد نرتكب الخطأ الذي سبّبه النظر عبر موشور الصحافة. في الصحافة حصل تغير وراثي عندما بدأ إستخدام التلغراف تحت البحري cablegram والفوتوغرافيا الصحفية. التلفزيون يواصل السينما ولأنه يشيعها وهو هنا يتوجه الى مشاهدين فرادى ، لكن على الشاشة الصغيرة يرافق فلم الويسترن كرونيكل الأحداث الجارية. لم نعرف أبدا هذا القدر من الصورالتي ُتكرس لحلامنا ولا أيضا صورالواقع الذي يرافقنا. فالحضورالشامل للتلفزيون الذي هو ثانويا ًفي خدمة الفرد ، يبقى فوق كل شيء في خدمة اللحظة : ( المدينة المغلقة ) البكينية قد تظهر في فلم موضوعه المعمار لكن حين يموت تشو إن n لاي تبقى تلك المدينة حيّة. والشعار التلفزيوني " في كل مكان فوراً " لايقول كثيرا لكن في اللحظة التي بثت فيها شبكة البرامج التلفزيونية والتي تطوق الأرض ، صورَ الهبوط (الإعجوبي ) لأوائل رجال الفضاء على سطح القمر ، أدرك كل واحد منا أن هذا الشعارهو الحقيقة .

إن أحداثا من هذا النوع تحقق أولمب الإثارة حيث ترتبط بالذهن فعلية ُ الهبوط على القمر ب( الأعجوبية ) حيث تحال الرجولة والمجهول الى مملكة المخيلة ، فمعبودو هذا الأولمب هم أحداث نريد جميعا أن نشاهدها. وأيُّ شيء يربط الهبوط على القمر بدفن جثمان تشرتشل ؟ رغم كل شيء ما يفرق بين هذين الحدثين هو الطبيعة الراهنة و إسهام مشاهدي التلفزيون فيهما. و لاينفصل الإسهام عن الحضور الشامل. ولايعامل المُشاهد برنامجا من هذا النوع ككرونيكلات يومية للأحداث الراهنة ب(طبعة أحسن) ، فهو يشعر فيها أيضا بطقس الدين ، لكن بدون معبودين وعبادة ، والمكرس (شان كل مراسيم يكرسها أيُّ جمهور ) من قبل حشود متوزعة لاتحصى أعدادها - للقمر ، للموت. هل تبدو حالات الوهم السمعبصرية ، وبضمنها السينما ، مضحكة بالمقارنة بمملكة مخيلة الحقيقة التي نهضت بعد مرور ستة قرون ؟ هو أمر رممكن ، وبمعزل عن الرواية ، أن توجد السينما والتلفزيون في مسرحهما المفتوح على كل جهات العالم ، وعبقري مثل شكسبير ُوجِدَ على خشبة المسرح ، وممكن ايضا أن القرن القادم لن يتوقع إنفعالات شعرية من مكبث ٍ ما جديد ٍ ، لكن سيلقاها في ما سيسمى بالهبوط الأول على القمر.

ألف ياء في 11 يوليو 2006

 

في فيلم "الترا فيوليت"..

قصة مشوقة للأطفال ونتائج مخيبة للآمال

عرض وتحليل: عماد النويري

كلما حقق شباك التذاكر نتائج مخيبة للآمال بالنسبة إلى صناعة السينما الأميركية، تتجه هوليوود إلى استراتيجية مختلفة ـ ربما يكون قد جرى تكراراها مرات ومرات ـ لاجتذاب جماهير السينما وذلك بالبحث عن بديل للافلام الكبيرة التي تحاط بقدر هائل من الدعاية.

ولكن ما الذي تعتمد عليه صناعة السينما للتفوق على الأفلام الضخمة التي تتسم عادة بضعف الحبكة الدرامية وكثرة المشاهد الاكشنية الخيالية التي تصور في أعالي الجبال وفي أعماق المحيطات حيث الوحوش نصف الآدمية والحيوانات المرعبة والأسماك القاتلة، وحيث تسحق جيوش بأكملها من اجل إنقاذ خطيبة البطل، أحيانا تجري التضحية بشعوب وقبائل ومجتمعات شريرة من اجل إنقاذ طفل صغير ينقذ في نهاية الفيلم قبل ان تجرفه مياة شلالات نياغرا أو اي شلالات اخرى من مدن الأفلام السحرية.

ربما تكون الإجابة هي مجموعة من الأفلام الموسيقية والكوميدية أحيانا الأفلام الاكشنية التي تعتمد على شخصيات نسائية ملهمة، وجميلة وقوية وجذابة ولا تكتفي بنفخ الشفاه وانما هي جاهزة ايضا للظهور بعضلات منفوخة يمكن ان تنافس عضلات هرقل وشمشون وشوارتزنيغر وستالوني وفان دام. وتهدف هذه النوعية من الافلام إلى اجتذاب فئات معينة من الجماهير وهم الرجال في أواسط العمر الذين يشغلون وظائف تنفيذية، والنساء في العشرينيات اللاتي يتمتعن بالحرية ولديهن المال، وتهدف هذه الافلام ايضا الى اجتذاب الفئة العمرية المتشوقة الى مشاهدة افلام الاكشن بشكل عام، خاصة اذا كان ابطال هذة الافلام من الفتيات الصغيرات او من النساء بشكل عام.

وتوفر هذه الافلام قدوة يمكنهم أن يتعرفوا على أنفسهم من خلالها في شكل بطلة تبحث عن مكان لها في المدينة الكبيرة التي عادة ما تكون نيويورك أو لندن أو لوس انجلوس، في الوقت الذي تعمل فيه بوظيفة في مجال كالدعاية أو الازياء أو الاعلام وتكون منغمسة في كثير من الاحيان في علاقة رومانسية، او في شكل بطلة غير مستكينة تستطيع ان تقف ضد شجاعة الرجل، بل تستطيع ان تقهره وتتفوق عليه في القوة الجسمانية وفي مقدار الذكاء. ومن مميزات هذه الافلام ايضا أنها تروق للمشاهدات اللاتي يحلمن بالسلطة، كما تجتذب الرجال بسبب قصصها المثيرة وبطلاتها الفاتنات.

صورة مختلفة

كثيرا ما تلعب دور البطولة في هذه الأفلام نجمات مثل رينيه زيلويغر في فيلم مثل 'مذكرات بريدجت جونز' وريس ويذرسبون في فيلم 'الشقراء القانونية' أو الثلاثي كاميرون دياز ودرو باريمور ولوسي ليو في فيلم 'ملائكة شارلي' الذي استطعن فيه التغلب على الرجال وإنقاذ الأرض من كل الشرور.

ومن النجمات الأخريات اللاتي يعبرن عن الصورة الجديدة للفتيات في السينما الأميركية يمكن أيضا ذكر انجلينا جولي التي تألقت في دور الشجاعة المتمردة لارا كروفت، ويمكن ذكر هال بيري التي تقمصت 'المرأة القطة'. وفي الماضي يمكن الاشارة الى بعض افلام جين فوندا وفاي دونواي ثم شارون ستون وساندرا بولاك. ناهيك عن البطلات الصينيات الجدد اللواتي تألقن في الأفلام الصينية الشهيرة مثل 'النمر الرابض والتنين المخفي' و'البطل' و'بيت الخناخر الطائرة'.

وسبب السباق على اقتناص حقوق إنتاج هذه الأفلام بالفعل مزايدات على أحدث الكتب التي تدور أحداثها حول شخصيات نسائية من الحياة اليومية أو من الحياة الخيالية، ومن بين هذه الكتب 'النسائية' التي تتهافت عليها السينما الأميركية 'حفلة العازبة الصغيرة' و'آكلة الرجال' و'مذكرات مربية أطفال' و'شقراوات بيرجدورف'، فضلا عن رواية 'ذي ديفيل ويرز برادا' التي تصور الحياة وراء الكواليس في مجلة فوج للأزياء ويعني كل ذلك ان ظاهرة بطلات الدراما الاجتماعية أو الدراما الاكشنية ليست جديدة في السينما الاميركية.

مراوغة وانقضاض

في فيلم الترا فيوليت' نحن بصدد بطلة اكشنية تحمل العديد من المواصفات المطلوبة، فهى جميلة ورشيقة وجذابة ورشيقة، في غمضة عين تستطيع قتل عشرات الرجال من دون ان تصاب بأذى، ومهما كان عدد المقاتلين ومهما كان سلاحهم وعتادهم فبقدرتها ان تصرع الجميع من دون عناء يذكر، وهي قادرة على الحركة مثل النمر الرابض، وقادرة على المراوغة مثل التنين المخفي، وقادرة على الانقضاض على الجميع مثل الاسد الهصور. وفي كل الاحوال لابد ان تنتصر في النهاية مهما كانت الصعاب ومهما كانت المؤمرات.

في فيلم 'الترا فيوليت' من الصعب التوقف عند نقاط تميز سوى تميز البطلة في الحركة، وتميز الكمبيوتر في صنع المشاهد الافتراضية للساحات والمباني والابنية إلى الدرجة التي تشعر فيها احيانا انك تشاهد احدى العاب 'البلاي ستيشن' الخاصة بالاطفال. طبعا لا تتعب نفسك في عمل بطاقة شخصية للبطلة او بقية الشخصيات، ولا تبحث عن منطق درامي للاحداث وكن متأكدا انك ستقضي وقتا مسليا. ولا تغضب عندما تكتشف في النهاية انك ضيعت ساعة ونصف الساعة او اكثر في مشاهدة فيلم مشوق يصلح اكثر لتسلية الاطفال.

القبس الكويتية في 11 يوليو 2006

 

سينماتك

 

د. رفيق الصبان يكتب عن ميلودراما تامر حبيب

في العشق والهوي اسكتشات متفرقة فشلت موهبة المخرجة في تجميعها

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك