"كفاية يا زينب هاتعملي إيه بعشرين فرخة؟".. "غزال..حمار" و"ارحميني بقى يا زينب.. كل دي سندوتشات" و"سيبها تولد في بيت جوزها تولد عند أبوها ليه؟".. كلها كلمات وجمل قالها عبد المنعم مدبولي في رائعته "الحفيد" وظلت عالقة في وجداننا نحن الأبناء قبل الآباء، فوجدنا فيه تلك الصفات التي تنطبق على أي أب في أي منزل.

أب هاديء في أغلب الأحيان متفاهم مسالم إلى درجة تجعلك تشعر بأنه زوج الست، ولكنه في النهاية يفعل ما تريد زوجته، ليس خوفا، ولكن تقديرا واحتراما لها، ناصح لأبنائه متفاهم إلى درجة تزعج زوجته التقليدية.

تعودنا عليه كأب رغم تميزه في دور (حسب الله) في "ريا وسكينة" ولكننا صدقناه كأب أكثر من أي دور آخر، ولم نتخلى عن اعتقادنا هذا، فنحن لم نراه عبد المنعم مدبولي رائد المسرح المصري، ولا مدبولي نجم الكوميديا الساخرة ولم نقرأ عن نظريته المعروفة بالمدبوليزم...

قدم الكثير والكثير، ولكنه رحل عن عالمنا منذ عدة ساعات؛ ليجعلنا نسطر اسمه مع من ودعناهم في هذا العام المزدحم بالأخبار الحزينة.. رحمه الله

أول تصفيق.. في الفناء

عبد المنعم حسن مدبولي هو اسمه بالكامل، وهو من مواليد عام 1921 في حي باب الشعرية، هذا الحي الشعبي المعروف بأهله الطيبين، رحل والده وهو لا يزال ابن ستة أشهر وتحملت والدته عبء الأسرة المكونة من ثلاثة أبناء أصغرهم مدبولي.

ورغم كل تلك الظروف، اكتشف مدبولي ارتباطه بالفن، وظهرت موهبته الفنية وهو لا يزال طفلاً في المرحلة الابتدائية، وعن بدايته معه يحكي في حواره مع جريدة (الجزيرة) السعودية قائلا: "أثناء دراستي بالمرحلة الابتدائية قمت بتكوين فريق من التلاميذ الصغار مثلي لنمثل في فناء المدرسة وقت الفسحة أو في أحد الشوارع بعد انتهاء اليوم الدراسي وكان هذا أول فريق للتمثيل أكونه في حياتي".

ويكمل: "وفي إحدى الحفلات طلبت من ناظر المدرسة أن يتيح لي الفرصة لأقود زملائي وأقدم عرضاً مسرحياً مدته 20 دقيقة فقط، ولم يعارض ورحت أمرن التلاميذ ليل نهار على العرض الذي قمت بتأليفه وإخراجه وحصلت في هذا العرض على أول تصفيق في حياتي سواء من داخل المدرسة أو البلكونات المحيطة، حيث كان الجيران المحيطون يشاهدون العرض من النوافذ فانتزعت ضحكاتهم ووقفت أحييهم بثقة كبيرة".

ووقتها انتهزتها فرصة واستأذنت النظر في إعفائي من دفع المصاريف بسبب ظروفي الصعبة، فاحتضنني الناظر بحنان شديد، وقال لي: "سأقوم بإعفائك من المصاريف بشرط أن تقوم بتكوين فريق للتمثيل في المدرسة تنافس به فرق المدارس الأخرى، وكلفني بكتابة هذه المسرحيات وإخراجها".

ويضيف مدبولي: وبالفعل كونت فريقاً متفوقاً وفاز على كافة الفرق الأخرى، كما طلب مني واشتهرت وأنا في هذا السن في حي باب الشعرية فقمت أيضاً بتكوين فريق من أبناء الحارة وكنت أوزع عليهم الأدوار واحتفظ لنفسي بدور البطولة، وحققت معهم نجاحا جيدا وقتها، ولكني حافظت على دراستي حتى أرضي والدتي التي كانت تعتقد أن اهتمامي بالفن سيبعدني عن التفوق.

وانشغلت بعدها بالدراسة، ولكنني لم أنسى التمثيل حتى التحقت بمعهد التمثيل بكلية الفنون التطبيقية وتخرجت منها بتقدير جيد عام 1945 وبدأت أبحث عن طريق الاحتراف وتحقيق الحلم بتكوين فرقة مسرحية كبيرة.

المسرح.. حب ومعجزات

تخرج مدبولي من معهد التمثيل مع الكثير من العمالقة في هذا الزمن أمثال عبد المنعم إبراهيم وعدلي كاسب وإبراهيم سكر وناهد سمير ومحمد الطوخي وعلي الزرقاني، وشارك في العمل مع العديد من الفرق المسرحية الصغيرة دون أن ينال أي شهرة إلى أن عمل في فرقة جورج أبيض وفاطمة رشدي، وبدأ تألقه الشديد مع انضمامه إلى فريق "ساعة لقلبك"، ومنها كانت الانطلاقة إلى عالم الكوميديا، وفتح الباب أمام مدبولي.

إلى أن جاءت بدايته التي حلم بها منذ مشاهدته لعرض (الدلوعة)، وهو لا يزال في مدرسة الصنايع الثانوية بأن يكون فنان مشهور، فكانت البداية في عام 1952 فقام بمشاركة صلاح منصور وسعد أردش بتكوين فرقة (المسرح الحر) وقدمت باكورة عروضها الأرض الثائرة التي كتبها خريجا قسم النقد بالمعهد محمد كمال هاشم وعباس الرشيدي، وأخرجها خريج قسم التمثيل عبد المنعم مدبولي، وذلك في يناير 1953، ثم قدمت بعدها مسرحية "حسبة برما" لـ عزت السيد إبراهيم وإخراج مدبولى أيضا في أبريل 1953.

وبعد مرور سبعة أعوام أي عام 1959، ساهم في تكوين فرقة الفنانين المتحدين مع سمير خفاجي وفؤاد المهندس واكتشفنا من خلالها عدداً كبيراً من النجوم مثل عادل إمام وسعيد صالح والضيف أحمد وغيره.

ليركز بعدها إلى حلمه الفردي من خلال فرقة "المدبوليزم" هذه المدرسة التي أسسها ودرسها بنفسه ويقدم من خلالها رؤيته الخاصة في الكوميديا والفن ويعتمد فيها على التلقائية والتصرف بطبيعة الأداء والكلام والحركة؛ لأن هذه التلقائية هي التي تصل للمشاهد بسرعة وقدم من خلالها الكثير من العروض الناجحة التي أصبحت من علامات المسرح.

وشهدت رحلته تميز مسرحي واضح وأهم المسرحيات التي أخرجها "حالة حب" و"مطار الحب" و"السكرتير الفني" و"مطرب العواطف" و"أصل وصورة" و"حلمك يا شيخ علام"، التي قام ببطولتها الراحل أمين هنيدي.

وقدم مدبولي أشهر أدواره المسرحية على الإطلاق في مسرحية "ريا وسكينة" إلى جانب المطربة والفنانة الشهيرة (شادية)، التي وقفت فيها على خشبة المسرح لأول وآخر مرة، وكان آخر ظهور له على المسرح في مسرحية "وسط البلد".

وفي دنيا المسرح، قدم مدبولي الكثير غير العروض المسرحية وأكثر ما يحسب له هذا الكم الكبير من النجوم الذي اكتشفهم وقدمهم ويحكي عنهم قائلا: "قدمت الكثيرين وعلى رأسهم الجميلة شويكار التي أتذكر حتى اليوم أول مرة جاءت لي في المسرح وأخذتني بعيداً لكي أتعامل معها برفق في البروفات، ولا أحرجها، ثم وجدتها من أول بروفة جريئة وجيدة وكانت مفاجأة للجميع وأشهد لها بأنها كانت مطيعة لكل توجيهاتي.

ولم تكن شويكار الوحيدة، فالنجم عادل إمام الذي يملأ العالم العربي ضجيجاً بأدائه العالمي، كان تلميذاً في مدرسة مدبولي أيضا، فيروي الأستاذ عن تلميذه قائلاً: "عندما جاءني عادل إمام لأول مرة لمست فيه الذكاء من أول يوم فقد حضر لي وهو يريد أن يتعلم، فكان يستجيب لكل ما أقوله له وينفذ التعليمات بسرعة، كما أنني قدمت العديد من الممثلين والممثلات لأول مرة أذكر منهم صفية العمري وسمية الألفي ونوال أبو الفتوح وميمي جمال وخيرية أحمد وأعتز كثيراً بهم جميعاً وعشرات غيرهم.

ولعل آخرهم الممثل الشاب أشرف عبد الباقي الذي اكتشفته في مسرحية (خشب الورد) مع محمود عبد العزيز وإلهام شاهين فقد وجدته مطيعا جداً وتعرفت بسرعة على قدراته وموهبته والتزامه الكامل فنصيحتي الدائمة التي أوجهها لأي وجه جديد هي ضرورة أن يعرف جيداً معنى الحب فأقول له: "عليك بالحب.. حب العمل وحب الناس وحب أكثر من حب الشهرة فالحب يصنع المعجزات".

نجم سينما وتلفزيون

ورغم هذا العشق المدبولي للمسرح، إلا إن مشواره الفني لم يقتصر على تلك الخشبة والجمهور والتصفيق الحاد، بل امتدت إلى الفن السابع ليدخل إلى دنيا السينما من باب موارب في أدوار مساعدة مع فؤاد المهندس وشويكار في البداية، ونجد نتاج هذا الثلاثي (المهندس وشويكار ومدبولي) في: (عالم مضحك) و(غرام في أغسطس) و(مطاردة غرامية) و(المليونير المزيف) و(اقتلني من فضلك).. وغيرها من الأفلام التي تميزت وقتها بالكوميديا شديدة الثراء.

كما قدم الكثير من الأفلام مع نجوم الشباك في هذا الوقت مثل (آخر حنان) عام 1965 مع أحمد رمزي وعماد حمدي، و(التلميذة والأستاذ) مع سعاد حسني وشكري سرحان عام 1968 و(حواء والقرد) في نفس العام مع سعاد حسني ومحمد عوض و(شيء من العذاب) مع سعاد حسني ويحي شاهين وحسن يوسف و(غرام في الكرنك) قصة وإخراج علي رضا مع فريدة فهمي ومحمود رضا عام 1967.

أما في السبعينات، فزادت نجومية مدبولي إلى درجة كبيرة فقدم 52 فيلماً في عشرة أعوام منها (صراع مع الموت) مع فريد شوقي وسهير زكي، و(سوق الحريم) مع صلاح ذو الفقار ومريم فخر الدين وسميحة أيوب، وبعدها قدم أفلاماً مع ميرفت أمين وحسن يوسف وسهير رمزي عام 1971 و(جنون المراهقات) مع محمد عوض ونبيلة عبيد عام 1972 و(مدرسة المشاغبين) عام 1973 مع نور الشريف وميرفت أمين ومحمد عوض وسمير غانم و(أنا وأبنتي والحب) عام 1974 مع هند رستم ومحمود ياسين و(العيال الطيبين) مع ميرفت أمين وسمير صبري و(مولد يادنيا)، وغيرهم كثيراً و(إحنا بتوع الأتوبيس) مع عادل إمام.

ورغم هذا المشوار الفني والسينمائي الطويل فلم يمانع مدبولي في قبول دور مدته عشر دقائق فقط في فيلم (عايز حقي) مع النجم هاني رمزي، ثم كان آخر تلك الأدوار دوره في فيلم (أريد خلعا) مع أشرف عبد الباقي وحلا شيحة.

ولأنه فنان بحق، فلم يحرم الشاشة الفضية من بصماته التي ظلت عالقة في الوجدان، فتعاطفنا معه في "لا يا ابنتي العزيزة" ومازلنا نردد أغنيته الشعيرة "توت توت" مع الراحلة هدى سلطان وأرغم الجميع على احترام المسنين والبحث عن أحوالهم ومحاولة إسعادهم في"أبنائي الأعزاء شكرا " وجعلنا نهتف في صوت واحد بنحب بابا عبده وذكرنا بزمن الفن الجميل في "زمن عماد الدين".

الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي رحل عن دنيانا أمس الأحد وهو في الخامسة والثمانين من عمره وترك وراءه تركة فنية لا نستطيع نسيانها ولا تجاهلها تتكون من 90 فيلماً سينمائياً و40 مسلسلاً و35 عملاً إذاعياً و82 عرضاً مسرحياً قام بتأليف وإخراج 34 عرضاً منها وإخراج 26 عرضاً من تأليف الغير، ومعظمها حققت نجاحات كبيرة وتركت بداخلنا ضحكات لن ننساها حتى بعد رحيله.

رحل مدبولي في نفس العام الذي شهد رحيل عدد كبير من رفقاء الدرب ونجوم الفن وعلى رأسهم صاحبة الدويتو الشهير "توت توت" هدى سلطان التي سبقته إلى السماء بأيام ليست ببعيدة، وقبلها أبو بكر عزت، وآخرهم وأقربهم في التوقيت إليه الجميلة سناء يونس، لنجد في الـ7 شهور الأولى من هذا العام وداعا فنيا لأعمدة الفن المصري.

رحمك الله يا من أدخلت على قلوبنا البهجة والسرور.. وجعل الله تلك البسمة التي رسمتها على وجوهنا في موازين حسناتك..

 * استمع إلى بعض حلقات ساعة لقلبك:

- الرئيس والمرؤس  ـ  جوز الجزمة ـ سي منعم ـ يا كُمسري ـ السادة والسيدات ـ ورق ـ الصرافين

* استمع إلى أغنيات بصوت مدبولي:

- توت توت ـ الحفيد ـ كاكي كا ـ لي لي كو ـ دادادا ـ أش.. أش


* شاهد: مجموعة من صوره

موقع "عشرينات" في 10 يوليو 2006

 

«بابا عبده» الذي أسس مدرسة «المدبوليزم»...

رحيل عبدالمنعم مدبولي أحد علامات الكوميديا العربية

القاهرة/ الحياة:  

مَنْ كان يتصور أن ذلك الفتى القصير، الذي ولد في حي باب الشعرية، أحد أقدم أحياء القاهرة، في 28 كانون الأول (ديسمبر) 1921 (وهو الحي الذي ولد فيه نجيب الريحاني ومحمد عبدالوهاب)، سيصبح عبدالمنعم مدبولي أحد أهم علامات الكوميديا العربية وصاحب تيار «المدبوليزم» الذي غيّبه الموت أمس عن 85 عاماً.

رشحه نجيب الريحاني للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وهو في الثامنة والعشرين من عمره، بعد أن تخرج في مدرسة الصناعات الزخرفية، وعمل في فرقة جورج أبيض وفي فرقة فاطمة رشدي، الى جانب عمله في ورشة كلية الفنون التطبيقية.

لم ينكر مدبولي في حواراته الصحافية والتلفزيونية انه عاش طفولة صعبة، وعمل في مهن متعددة في صباه كي يكسب قوت يومه، إذ عمل سباكاً وخياطاً. وبعد تخرجه في معهد الفنون المسرحية طوّر حضوره المسرحي والإذاعي. ورفض التفرغ في فرقة المسرح المصري الحديث مع الرائد زكي طليمات، مكتفياً بمشاركته في بعض عروضها.

شارك العام 1956 في تكوين فرقة «المسرح الحر» وأخرج خمس مسرحيات هي «الأرض الثائرة» و «حسبة برما»، و «خايف اتجوز»، و «مراتي نمرة 11»، و «الرضا السامي». وفي الخمسينات ايضاً شارك، إعداداً وتمثيلاً، في البرنامج الإذاعي الفكاهي «ساعة لقلبك». وقدم نوعين من الهزليات تحاكي ما كان يقدمه الريحاني في العشرينات، وكانت هزلياته قائمة على لفظة «هايجننوني» التي نجحت اذاعياً وتحولت الى فيلم بالعنوان نفسه للمخرج فطين عبدالوهاب، وصاغ مدبولي السيناريو والحوار للفيلم الذي قام ببطولته اسماعيل ياسين.

وظل مدبولي شخصية ثانية في الأفلام التي مثلها، خصوصاً مع فؤاد المهندس ومحمد عوض، اذ لم يكن صاحب حظ في السينما، الا انه حقق نجاحاً كبيراً في المسرح الهزلي، ومن مسرحياته «جوزين وفرد»، «مطار الحب»، «حالة حب». كما أخرج مسرحيات «جلفدان هانم»، «السكرتير الفني»، «أنا وهو وهي»، و «حلمك يا شيخ علام» و «ريا وسكينة».

ومن أمتع ما قدم مدبولي في التمثيل ذلك القائم على فن الاراجوز وفن الكوميديا الشعبية عموماً، خصوصاً في دور فنان المسرح الجوال، المتشرد، المفلس في مسرحية «هاللو شلبي».

شارك في تمصير مسرحيات عالمية، ووظّف فيها جيل الإضحاك الهزلي والكوميديا الشعبية، معتمداً على ما أطلق عليه «المدبوليزم»، وهو النهج الذي قدمه في مسرحية «الضفادع» لأريستوفان ومسرحية «الزوج الحائر» لموليير. و «المدبوليزم» تقوم على تكرار الكلمات بنغمات وأطوال مختلفة، فيأتي الضحك من تحول الانسان الى اراجوز، وينبع الضحك من سوء التفاهم والتلاعب بطبقات الصوت المتغيرة.

على رغم نجاحاته المسرحية الا انه دخل عالم السينما على استحياء وهو في السابعة والثلاثين من عمره في فيلم «أيامي السعيدة» لأحمد ضياء الدين، العام 1958، و «مطاردة غرامية» لنجدي حافظ (1968)، و «الحفيد» لعاطف سالم (1974). وقدم مجموعة من الأفلام الغنائية منها «أهلاً يا كابتن» لمحمد عبدالعزيز (1978)، و «مولد يا دنيا» لحسين كمال (1974)، و «المرأة والساطور» لسعيد مرزوق. لكن حضوره اللافت كان في فيلم «إحنا بتوع الأوتوبيس» لحسين كمال أيضاً الذي ركز على فترة تشدد الأجهزة الأمنية في المرحلة الناصرية. وكان له حضور على الشاشة الصغيرة في مسلسلات أبرزها «ابنائي الأعزاء شكراً» الذي قدم فيه شخصية «بابا عبده».

وبرحيل عبدالمنعم مدبولي المؤلف والمعد والمخرج المسرحي والممثل، أغلقت مدرسة «المدبوليزم» أبوابها بعد ان قدمت مجموعة من نجوم الكوميديا أبرزهم عادل إمام وفؤاد المهندس ومحمد عوض.

الحياة اللبنانية في 10 يوليو 2006

 

الساحة الفنية المصرية والعربية تنعى الفنان عبد المنعم مدبولي 

أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وفاة الفنان عبد المنعم مدبولى صاحب واحدة من أهم المدارس الكوميدية المصرية فى السيتينات والسبعينات من القرن الماضى عن عمر يناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

وعمل مدبولى بالفن أكثر من نصف قرن وتنوعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون وبين التمثيل والإخراج.

ولد مدبولى بالقاهرة يوم 28 ديسمبر كانون الأول عام 1921 ومارس التمثيل على سبيل الهواية فى أثناء دراسته بالمدرسة الثانوية الصناعية ثم التحق بفرقة جورج أبيض المسرحية وفرقة فاطمة رشدى قبل أن ينضم عام 1943 الى فرقة " ساعة لقلبك" التى كانت تديرها الإذاعة المصرية.

أسس مدبولى عام 1952 فرقة المسرح الحر لكنه عمل فى الوقت نفسه مع سبعة فرق أخري. وكان له الفضل فى اكتشاف عدد كبير من الفنانيين الكوميديين مثل فؤاد المهندس وعادل إمام والراحلين محمد عوض وأبو بكر عزت.

كما شارك فى نحو خمسين فيلما سينمائيا.

عاش مدبولى الذى ولد فى منطقة باب الشعرية الشعبية فى القاهرة طفولة بائسة. توفى والده وعمره ستة اشهر فقط واضطر للعمل كعامل بسيط قبل أن يلتحق بفرقة فاطمة رشدى المسرحية ثم يدخل معهد التمثيل الذى تخرج منه عام 1949.

وإلى جانب نجاحه فى التمثيل عرف مدبولى كمخرج مسرحى اعطى الثنائى فؤاد المنهدس وشويكار، اهم فنانى الكوميديا فى الستينات، واحدة من أهم مسرحياتهما وهى "أنا وهو وهي" التى أطلقت كذلك عادل امام قبل تألقه فى مسرحية مدرسة المشاغبين".

من أهم المسرحيات التى أخرجها حالة حب و"مطار الحب و"السكرتير الفنى " و"مطرب العواطف و"أصل وصورة" و"حلمك ياشيخ علام" التى قام ببطولتها الراحل أمين هنيدي.

ومن هذه المسرحيات انطلق مصطلح "المدبوليزم" لوصف هذه المدرسة الكوميدية اعترافا بقيمة مدبولى وأهميته كواحد من أعمدة الكوميديا فى مصر فى ستينات وسبعينات القرن الماضي.

لعب أهم أدواره المسرحية فى مسرحية " ريا وسكينة" إلى جانب المطربة والفنانة الشهيرة شادية التى وقفت فيها على خشبة المسرح لأول وآخر مرة.

وكان آخر ظهور لمدبولى على المسرح قبل ثلاثة أعوام فى مسرحية "وسط البلد" لناصر عبد المنعم.

وفى الستينات أخرج مدبولى لمسرح التلفزيون المصرى أعمالا منها " جلفدان هانم" و"السكرتير الفني" و"مطرب العواطف" و" لوكاندة الفردوس" و" حلمك يا سى علام" وشارك بالتمثيل فى عدد منها الى جانب الإخراج.

وقدم مدبولى عددا من أغانى الأطفال كما شارك بالتمثيل فى عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من أشهرها " أبنائى الأعزاء شكرا" الذى عرف فى مصر جماهيريا باسم مسلسل " بابا عبده" وهو اسم مدبولى فى المسلسل الذى شارك فى بطولته يحيٌ الفخرانى واثار الحكيم وصلاح السعدنى وفاروق الفيشاوي.

ومنذ عام 1958 بدأ مدبولى يشارك بأدوار قصيرة أو ثانوية ذات طابع كوميدى فى أفلام سينمائية مصرية.

ولكنه فى فترة لاحقة شارك بأداور أكثر أهمية وتركيبا فى أفلام منها "الحفيد" عام 1947 و" مولد يا دنيا" 1975 و " احنا بتوع الاتوبيس" عام 1979 و" حب فى الزنزانة"عام 1983.

-وكالات-

العرب أنلاين في 9 يوليو 2006

بكل الصدق

فكري كمون 

لم يكن عبدالمنعم مدبولي فنانا عاديا في الوسط الفني بل كان هرما دراميا متحركا بل إنه أحد بناة هذا الهرم كما أنه كان حاضرا في كل مراحل هذا البناء وعلامة متميزة وصاحب بصمة.. وأنا لا أتصور الفن بدون مدبولي.. إن صوته لا يفارقك حتي وإن أغلقت الراديو أو جهاز التليفزيون لقد استقر في وجداننا بأدائه المصري الأصيل خفيف الظل وقفشاته السريعة الذكية.. وهو علي صعيد الثنائيات الفنية عبقري من الدرجة الأولي. خذ مثلا دويتاته في الإذاعة مع العبقري الآخر فؤاد المهندس التي بدأت في فرقته "ساعة لقلبك" إنها مونولوجات أكثر من رائعة.. انسجام في الأداء لا نظير له ينادي كل واحد منهما الآخر باسمه في مسامع البرنامج الخالد خلود الإذاعة وستشعر رغم أنك مع الميكرفون زمن الفن الجميل وامتد تعاونهما في مونولوجاتهما المسرحية معا التي كانت مباريات في الأداء.. كوميديا لا متناهية.. إضحاك حتي النهاية.. تري كم من الفنانين نذكر صلتهم بالمسرح وتقلبهم في كواليسه وعشقهم لدهاليزه ورعاية لأبنائه إنه مدبولي الذي لا مثيل له الذي أنشأ فرقة المسرح الحر وبفضله كان مسرح التليفزيون الناجح ومشاركته الفعالة في مسرح الفنانين المتحدين والمسرح المدرسي ثم كم من الفنانين صاحب مدرسة تخرج فيها فؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي وعادل إمام وشويكار وخيرية أحمد وكثيرون غيرهم ثم من منا لا يذكر المفتش العام والسكرتير الفني وأنا وهي وهو ولوكاندة الفردوس وحلمك يا شيخ علام وريا وسكينة وأكاد أقول إن وجود شادية في "ريا وسكينة" كان بفضل تشجيعه إنها المدبوليزم التي تستحق أن نطلقها علي أحد المسارح أو تدرس في أقسام كليات أكاديمية الفنون كما أن هذه المدرسة ظلت معه واستمرت حتي آخر أيام حياته حيث كان يتبني مشروعات مسرحية لاكتشاف وتبني المواهب وقد شارك في إحداها مع الكاتب أنور عبدالله والفنان فاروق نجيب وامتد هذا العطاء إلي التليفزيون في العديد من المسلسلات أذكر منها "أبنائي الأعزاء شكرا" الذي تألق فيه بدوره الإنساني "بابا عبده" ثم انطلاقته السينمائية التي لا تنسي في أفلام منها "الحفيد" و"مولد يا دنيا" وغيرهما.

ويا أهل الفن الجدد هل يمكن أن يخرج من بينكم مدبولي آخر يعظم هذه المهنة ويعطيها كل اهتمامه ويضمن لها البقاء وإذا كان مدبولي رحل بجسده الذي ودعناه بالأمس فإنه قبل ذلك قد حفر اسمه وعبقريته بداخلنا وفي وجدان عشاق الفن جميعا من الجمهور ولا يمكن لأحد أن ينتزعه من عرشه الذي استقر به في قلوبنا ولذلك يظل حيا بفنه وما قدمه لجمهوره ويفرض المقام أن أتساءل أين مسرحياته العبقرية مع فؤاد المهندس بالأبيض والأسود وهل لاتزال كلها محفوظة مؤمنة اللهم إلا إذا كانت الأتربة والحفظ الرديء قد أفسدها في مكتبة التليفزيون ولذلك أخشي أن يكتفي التليفزيون بإذاعة مشاهد في دقائق من أعمال مدبولي في "البيت بيتك" أو أنها أصبحت مثل أوراق بردي مهددة بالتمزق أو أحالتها أجهزة التكييف إلي شيء هلامي لا يتحمل الدوار مع ماكينات التشغيل بماسبيرو.

إن مدبولي بمسرحياته التي خلفها يستطيع إضحاكنا عشرات الليالي المتتالية بلا ملل ثم إنني واثق أن الدكتور أشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح ونقيب الممثلين سوف يطلق اسمه علي مسرح متميز بالقاهرة وأنه سوف يستشير في ذلك الوزير الفنان فاروق حسني.. إن تكريم مدبولي في المهرجان القومي الأول للمسرح لا يجب أن نكتفي فيه بالوقوف دقيقة حدادا عليه أو إهداء الدورة إليه ولكن بعقد ندوات حوله وتخصيص جائزة باسمه في دورات المهرجان ولتكن الأولي إن مدبولي يستحق أكثر من ذلك.

Fikrykammon@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 12 يوليو 2006

 

مصر تودع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي

كتب ـ أشـرف إبراهيم‏:‏ 

شيع ظهر أمس جثمان الفنان الكوميدي الكبير عبد المنعم مدبولي أحد المؤسسين لفن الكوميديا المصرية والعربية من مسجد آل رشدان بمدينة نصر بحضور حشد غفير من المثقفين والفنانين وأعضــــاء النقابات الفنيـــــــــة يتقدمهم اللواء د‏.‏ أحمد رالجي مندوبا عن الرئيس محمد حسني مبارك والفنان فاروق حسني وزير الثقافة وشارك أيضا مدوح الليثي والسيد راضي وخيرية أحمد وحسين فهمي وسمير صبري وصلاح السعدني وأحمد بدير ود‏.‏أشرف زكي وجمال اسماعيل وسمير خفاجي وأسامة عباس ومحمد رياض ومحسن علم الدين‏.‏

ثم توجه المشيعون الي مقابر البساتين حيث تم دفن الجثمان ويقام العزاء مساء اليوم بمسجد آل رشدان‏.‏ الراحل من رواد المسرح المصري والعربي وتخرج علي يده تلاميذ أصبحوا نجوم الكوميديا الآن‏..‏ وكان الراحل قد توفي ظهر أمس الأول عن عمر يناهز‏85‏ عاما بمستشفي المقاولون العرب اثر تعرضه لإلتهاب رئوي حاد وكان يرافقه بالمستشفي أبناؤه أمل وأحمد وأحفاده وصديقه أحمد كمال‏.‏

الأهرام اليومي في 11 يوليو 2006

 

المدبولي مدرسة في الكوميديا أثرت الحياة الفنية العربية

القاهرة ــ عادل دسوقي: 

..ورحل عبد المنعم مدبولي ذلك الفنان من الزمن الجميل، وفارس المسرح المصري في النصف الثاني من القرن العشرين، الذي استطاع على مدى مشواره الفني المديد أن يؤسس مدرسة خاصة في الكوميديا تخرج منها عشرات الممثلين الذين أثروا الحياة الفنية في مصر والعالم العربي.

كان لمدبولي رؤية متميزة في فن الإضحاك الهادف، هو الذي تتلمذ على يد أساتذة المسرح الكبار، وتربى في مسرح الريحاني على عشق الحرية وانطلق من فضاءاتها، أسس مع مجموعة من زملائه عام 1952 أول فرقة للمسرح الحر في مصر حيث استطاعت هذه المجموعة أن تقدم عدداً من العروض المسرحية التي خرجت عن نمط المسرح التقليدي بعيداً عن محاكاة مؤسسة المسرح الرسمية.

شارك في التمثيل والإخراج في عدد كبير من المسرحيات منها »السكرتير الفني« بطولة فؤاد المهندس، و»ريا وسكينة« بالاشتراك مع شادية وسهير البابلي وأحمد بدير، بالإضافة إلى عشرات أدوار البطولة في أفلام كوميدية زاد عددها على المائة، واستطاع خلالها أن يحقق نجاحاً في عالم السينما يساوي ذلك النجاح الذي حققه في المسرح،

ومن أشهر أفلامه »الزوج العازب، شاطئ المرح، مطاردة غرامية، امرأة تحت المراقبة، والمرأة والساطور، السيد كاف، كريستال، ابتسامة في عيون حزينة، شهادة مجنون، مدرسة المشاغبين، صراع مع الموت، سوق الحريم، ربع دستة أشرار، للمتزوجين فقط، فتاة الاستعراض، شيء من العذاب، عالم مضحك، ابن الحتة، شنطة حمزة، غرام في أغسطس، سوق الحلاوة، البعض يعيش مرتين، وأول حب«.

يقول عن رحلة المسرح: »إنها رحلة حياة فيها كثير من الصعوبات وقليل من الأفراح لأنه هو ابن المعاناة الحقيقية وابن التجربة ولا توجد تجربة مسرحية تحاول أن تقدم شيئاً إلا بالاتكاء على التجريب على مستوى التأليف والإخراج والديكور، وغيرها من جماليات المسرح المختلفة وآلياته، وقد حاول مدبولي أن يمارس التمثيل والإخراج ومازال يتعامل مع الفن وهو في العقد التاسع من عمره من منطلق الهواية«.

رحلة حياة

بدأ مدبولي مشواره الفني في سن صغيرة وقبل دخوله طالباً »مستمعاً« في معهد التمثيل، حيث كان قد تجاوز السن القانونية عند التحاقه بالمعهد، وحمل نجاحه المتميز فيه زكي طليمات مدير المعهد على تحويله إلى طالب نظامي، حيث شد إليه الأنظار في المؤسسة الأكاديمية،

ثم التحق بالإذاعة في مطلع الستينات وسجل برنامج »ساعة لقلبك« الذي ذاع صيته في الأوساط الشعبية قبل الثقافية، واستطاع أن يكون قاعدة عريضة من المستمعين ساهمت بشكل إيجابي في ذيوع نجومية مدبولي وانتشارها على نحو واسع، ثم تأسيسه لمدرسة المدبوليزم الفنية التي استطاعت أن تنجب عدداً من نجوم المسرح والسينما من أبرزهم »عادل إمام وفؤاد المهندس وشويكار وفؤاد خليل ومحمد عوض ومحمد رضا وغيرهم«،

إضافة إلى تأسيسه لمنهج جديد للكوميديا المصرية التي تواصلت مع كوميديا الريحاني وإسماعيل يس والابياري وعلي الكسار وعادل خيري، وهي الكوميديا التي فتحت له ولأتباعه أبواب السينما والتلفزيون.

البيان الإماراتية في 11 يوليو 2006

 

وفاة الفنان الكوميدي عبدالمنعم مدبولي

كانت ‘’المدبوليزم’’ مدرسة في الكوميدية واعترافا بقيمته كواحد من اعمدة الكوميديا توفي امس الاول الفنان عبدالمنعم مدبولي صاحب واحدة من اهم المدارس الكوميدية المصرية في السيتينات والسبعينات من القرن الماضي في احد مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان كما اعلن نقيب الفنانين المصريين اشرف زكي. والفقيد هو من مواليد عام 1921 متزوج وله ولدان وبنت.

اسس مدبولي عام 1952 فرقة المسرح الحر لكنه عمل في الوقت نفسه مع سبعة فرق اخرى. وكان له الفضل في اكتشاف عدد كبير من الفنانيين الكوميديين مثل فؤاد المهندس وعادل امام والراحلين محمد عوض وابوبكر عزت. كما شارك في نحو خمسين فيلما سينمائيا. عاش مدبولي الذي ولد في منطقة باب الشعرية الشعبية في القاهرة طفولة بائسة.

توفي والده وعمره ستة اشهر فقط واضطر للعمل كعامل بسيط قبل ان يلتحق بفرقة فاطمة رشدي المسرحية ثم يدخل معهد التمثيل الذي تخرج منه عام .1949 كانت ‘’المدبوليزم’’ مدرسة في الكوميدية واعترافا بقيمته كواحد من اعمدة الكوميديا.

توفي امس الاول الفنان عبدالمنعم مدبولي صاحب واحدة من اهم المدارس الكوميدية المصرية في السيتينات والسبعينات من القرن الماضي في احد مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان كما اعلن نقيب الفنانين المصريين اشرف زكي. والفقيد هو من مواليد عام 1921 متزوج وله ولدان وبنت. اسس مدبولي عام 1952 فرقة المسرح الحر لكنه عمل في الوقت نفسه مع سبعة فرق اخرى. وكان له الفضل في اكتشاف عدد كبير من الفنانيين الكوميديين مثل فؤاد المهندس وعادل امام والراحلين محمد عوض وابوبكر عزت. كما شارك في نحو خمسين فيلما سينمائيا. عاش مدبولي الذي ولد في منطقة باب الشعرية الشعبية في القاهرة طفولة بائسة. توفي والده وعمره ستة اشهر فقط واضطر للعمل كعامل بسيط قبل ان يلتحق بفرقة فاطمة رشدي المسرحية ثم يدخل معهد التمثيل الذي تخرج منه عام .1949

عمل في بداياته في ورش الفنون التطبقية حيث التقى رائد المسرح المصري الحديث جورج أبيض الذي تنبأ له بمستقبل باهر في المسرح. واعطت مشاركة مدبولي في برنامج ‘’ساعة لقلبك’’ الدرامي الاذاعي المعروف شهرة جماهيرية ساهمت في انطلاقه. وعلى صعيد الدراما التلفزيونية قدم مدبولي الكثير من المسلسلات اهمها ‘’بابا عبده’’ و’’شارع عماد الدين’’.

والى جانب نجاحه في التمثيل عرف مدبولي كمخرج مسرحي اعطى الثنائي فؤاد المنهدس وشويكار، اهم فناني الكوميديا في الستينات، واحدة من اهم مسرحياتهما وهي ‘’انا وهو وهي’’ التي اطلقت كذلك عادل امام قبل تألقه في مسرحية ‘’مدرسة المشاغبين’’. من اهم المسرحيات التي اخرجها ‘’حالة حب’’ و’’مطار الحب’’ و’’السكرتير الفني’’ و’’مطرب العواطف’’ و’’اصل وصورة’’ و’’حلمك ياشيخ علام’’ التي قام ببطولتها الراحل أمين هنيدي.

ومن هذه المسرحيات انطلق مصطلح ‘’المدبوليزم’’ لوصف هذه المدرسة الكوميدية اعترافا بقيمة مدبولي واهميته كواحد من اعمدة الكوميديا في مصر في ستينات وسبعينات القرن الماضي. لعب اهم ادواره المسرحية في مسرحية ‘’ريا وسكينة’’ الى جانب المطربة والفنانة الشهيرة شادية التي وقفت فيها على خشبة المسرح لاول واخر مرة. وكان اخر ظهور لمدبولي على المسرح قبل ثلاثة اعوام في مسرحية ‘’وسط البلد’’ لناصر عبدالمنعم.

وعانى مدبولي من توقف نبضات القلب مرتين السبت وذلك في إطار ما كان يعاني منه من مشكلات بالصدر والرئة وفقدان للشهية على مدار الاسابيع الماضية مما استدعى نقله لمستشفى المقاولون العرب بالقاهرة وهو يعاني من فقدان كامل للوعي.

ولد مدبولي في 28 ديسمبر / كانون الاول عام 1921 في باب الشعرية في القاهرة وكان أصغر أشقائه وتوفي والده وعمره ستة شهور واضطر للعمل كسباك وخياط حتى انتقل للعمل في فرقة فاطمة رشدي المسرحية وبعدها اتجه للدراسة في معهد التمثيل حيث تخرج منه في عام .1949 وعلى رغم أنه أنشأ فرقة المسرح الحر في عام 1952 إلا أنه اضطر للعمل في فرق أخرى للحصول على لقمة العيش حتى أنه ضرب رقما قياسيا بقيامه بالعمل مع سبع فرق مسرحية من فرق الهواة في نفس الوقت. وقدم في بداية حياته أدوار الاطفال في المسرحيات وعمل في ورش الفنون التطبيقية والتقي مع أحد آباء المسرح المصري الحديث جورج ابيض في مسرحية ‘’الضحية’’ حيث تنبأ له أبيض بمستقبل باهر في المسرح.

كما أخرج مدبولي لمسرح التلفزيون أعمالا منها ‘’جلفدان هانم’’ وشارك بالتمثيل في عدد منها. ومن أشهر مسرحياته كممثل ‘’الرضا السامي’’ و’’مراتي نمرة’’11 وغيرها. ولكن يعد أبرز أدوار مدبولي على المسرح دوره في مسرحية ‘’ريا وسكينة’’ إلى جانب المطربة والفنانة الشهيرة شادية التي قبلت بالقيام بالتمثيل لاول مرة على خشبة المسرح بسبب مشاركته في هذا العمل وذلك إلى جانب سهير البابلي وأحمد بدير. وكان آخر ظهور للراحل على المسرح في مسرحية ‘’وسط البلد’’ لناصر عبدالمنعم قبل ثلاثة أعوام. أما في السينما فقد كان آخر ظهور لمدبولي في فيلم ‘’أريد خلعا’’ الذي جمع بينه وبين الكوميدي الشاب اشرف عبدالباقي وحلا شيحا. كما شارك الراحل بالتمثيل في عدد من المسلسلات التلفزيونية من أشهرها ‘’أبنائي الاعزاء شكرا’’ الذي شارك في بطولته يحيى الفخراني وآثار الحكيم وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي و’’شمس يوم جديد’’ و’’اجري اجري’’ وغيرها. واشتهر مدبولي بعدد من الاغنيات المتميزة التي أداها بصوته في إطار أعمال سينمائية وتليفزيونية خاصة ‘’طيب يا صبر طيب’’ و’’توت توت’’. وللراحل ولدين وبنت.

وكان من أهم الاعمال التي أخرجها لفرقة المسرح الحر التي أسسها قبل أن يحظى بشهرة واسعة مسرحيات ‘’الارض الثائرة’’ و’’حسبة برما’’ و’’خايف اتجوز’’. ودفعته هذه الاعمال للمشاركة في البرنامج الدرامي الاذاعي ‘’ساعة لقلبك’’ الذي وقف وراء تألقه الجماهيري وأعطاه دفعة كبيرة.

وقدم مدبولي أيضا ما يقارب الـ 50 فيلما بدأها بفيلم ‘’هايجنوني’’ في عام 1960 وكان يمثل في هذا الفيلم بطريقة تقترب من الاداء المسرحي إلا أنه انطلق بعد ذلك وأصبح أكثر التصاقا بالدراما السينمائية والتلفزيونية حيث قدم أدوارا مهمة في أفلام منها ‘’الحفيد’’ و’’مولد يا دنيا’’ و’’إحنا بتوع الاتوبيس’’ و’’المرأة والساطور’’. و’’حب في الزنزانة’’ وآخر افلامه ‘’أريد خلعا’’ مع الكوميدي الشاب اشرف عبدالباقي وحلا شيحا.

الوقت البحرينية في 11 يوليو 2006

 

سينماتك

 

عبد المنعم مدبولي.. أبونا كلنا!

دعاء الشامي- قلم رصاص- القاهرة

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك