أليخاندرو أمينابار من أبرز المخرجين الأسبان الجدد، وكأغلب المخرجين الجيدين يتبع أسلوب صانع الفيلم الذي يشمل إلى جانب الإخراج كتابة النص، بالإضافة إلى ذلك يقوم ألمنبار بوضع موسيقاه التصويرية بنفسه، مشكلا حالة متكاملة من الإبداع.

ولد في 27 اذار 1973 من اب تشيلي و ام اسبانية هاجرت لتشيلي هربا من الحرب الاهلية الاسبانية . وعادت عائلته الى اسبانيا , واليخاندرو في عامه الأول , بعد انقلاب بينوشيت الفاشي. حيث كبر ودرس في مدريد وعندما بلغ ال19 من العمر انتج فيلمه القصير الأول " cabezay " وبعد اربع سنوات قدم فيلمه الروائي الطويل الأول "تيسيس" Tesis الذي ظهر على المستوى الدولي عام 1996وهو فيلم إثارة يبحث عن الخط الفاصل بين العنف التخيلي و الحقيقي . وأثبت أن نجاحه الأول لم يكن من فراغ . فقد كان لفيلم Open Your Eyes  " افتح عينيك " نجاح مدويّ عندما عرض لأول مرة في كانون الاول من عام 1997 في أسبانيا . و وزع على مستوى عالمي, وشكل تجربة فريدة في السينما لمن سيحظى برؤيته

"افتح عينيك":

يقول انطونيو تابوكي : أن المشاعر التي تجتاحنا بغتة أما الرؤية الأولى لشيء أو مكان، أمام درب لم نتعرف على مواضع الخطوات فيه من قبل، تمر على الدماغ دون أن يتمكن من إدراكها. لذلك تظل بلا هوية بلا اسم. مما يربك الإنسان عندما تجتاحه مرة أخرى وهو يراجع ذاكرته لتعريف هذا الشعور المألوف والمجهول معا، الذي يحتفظ بقوته وغموضه كلما حضر.كم هو من المحزن أن نعجز عن امتلاك أسماء عواطفنا.

فيلم أمينابار  " افتح عينيك " يحمل ضمن عدته هذا الهم، هم المشاعر المجهولة. فيلم وجودي عذب رغم دكانته، يستخدم قصة خيالية تتسلق عليها تأملات عميقة متنوعة في قالب محكم.

 فيلم بهذا الذكاء , بهذه الجرأة , بهذا التعقيد , هو تحفة سينمائية ستجعل كل من يتابعها يغرق في التخمين و التساؤل من البداية إلى النهاية

الفيلم ينتقل بخفة بين العديد من التصنيفات , بل و ربما يتجاوزها نهائيا . فهو ميلودراما حينا .. و رومانسي حينا آخر .. و غامض فينة ثالثة .. ثم يصبح قصة عن المؤامرات .. ولا يلبث أن ينتقل إلى الخيال العلمي . إلا أن أكثر ما يثير الإعجاب هو كيف تمكن المخرج و الكاتب أمينابار - ببراعة فائقة - من المزج بين كل هذا و الخروج بهذا الفيلم المتمكن : استعمل أساليب السرد التقليدي . أسلوب الفلاش باك . أسلوب الأحلام . الأسلوب الواقعي . و لكن الطريقة التي سلسل بها هذه الأساليب و ركبها فيها جعلتنا نشعر - نحن و بطل الرواية - بأننا ننقض خيوط مؤامرة شديدة الأحكام . كلما مرت دقيقة أو ظهرت حقيقة إنتابنا شعور أنه حتى مع اكتمال قطع الأحجية ما زالت هناك الكثير من الأسئلة ليس لها إجابة شافية .

دليلنا في متاهة هذا الفيلم هو سيزار ( إدواردو نوريغا ) الشاب الوسيم الثري الأناني الذي يربأ بنفسه أن يبيت أكثر من مرة مع نفس المرأة !! و عندما يخطأ صديقه باليّو ( فيل مارتينيز ) و يعرفه إلى صديقته الحالية صوفيا ( بينلوب كروز ) تبدأ المشاكل .... سيزار - الذي أغرم بصوفيا و شعر بطعم الحب الحقيقي لأول مرة في حياته - يحاول أن يوقع صوفيا في حبائله ليبعدها عن صديقه باليّو . صوفيا تبدو و كأنها وقعت تحت تأثير سيزار إلى أن تحدث المأساة : نوريا ( نجوى نيميري ) - إحدى النساء التي قضى معهن سيزار ليلة من الليالي - تستولي عليها الغيرة , و تستدرج سيزار إلى الركوب معها في سيارتها , تبدأ في الإسراع لتصل إلى مرحلة تصعب فيها السيطرة على العربة ثم تقفز بالسيارة لتقتل نفسها و يصاب سيزار معها بجروح خطيرة .

سيزار لم يمت . لكنه دفع ثمن ذلك غاليا : وسامته اختفت تحت عدة جروح تركت وجهه مخيفا . و لكي لا ينفر منه من حوله , عليه ارتداء قناع خالٍ من التعابير . عندما يلتقي صوفيا مرة أخرى تبدي قدرا من الجمود و الجفاء تجاهه . على كلٍ , بعد أن يمضي سيزار ليلته مخمورا على قارعة الطريق , يرى أن الأمور بدأت بالتحسن : صوفيا رجعت لطبيعتها المحبة و اللطيفة و أعادت علاقتها به , الأطباء أعادوا إليه الأمل بتقنيّة جراحيّة جديدة تعيد له وسامته السابقة . إلا أنه يبدأ في المرور بلحظات من التشويش و يثور لأتفه الأسباب مما يجعله يشكك بكل ما يحيط به من مظاهر قد تكون خادعة .

. وأخيرا على سطح المبنى الشاهق حيث تهب الريح والشمس بقسوة يدعو صوفيا التي تأتي بثوب أبيض خفيف وهي ترتجف من البرد يضمها للمرة الأخيرة. يقرر خوض الحياة، ارتياد المغامرة الكبرى مرة أخرى، يعتلي سور السطح الواطئ ينظر إلى الأسفل ويسبح في الهواء إلى الأسفل. الفيلم مليء بالمنعطفات . إلا أنه عندما تستعيد الأحداث يبدو الفيلم منطقيا

باستطاعتك أن تصف الفيلم كمجموعة من حالات الأزدواجيّة : الكوابيس إزاء الحقائق . الذكريات إزاء الواقع . الجمال إزاء القبح . الجنون إزاء التعقل .. كل هذه العوامل يجب أن نضعها في الحسبان عندما نريد أن نعرف حقيقة ما حدث لسيزار .

جوهر الفيلم يدور حول موضوع واحد : الفجوة الواسعة بين الأدراكات الحسيّة و الواقع المرير . فعندما كان سيزار وسيما في المظهر , كان قذرا في العمق . و لكن عندما تشوّه وجهه و شعر بالمهانة لذلك و قرر أن يغير من شخصيته , عاكسته الظروف و قلبت له ظهر المجن ( هل حصل ذلك فعلا ؟) مع ذلك , و حتى في هذه المرحلة , ما زلنا في بداية التنقيب عن الحقيقة وسط هذا التعقيد . و أميناربار يجبرنا على الخوض أكثر لاكتشاف الحقيقة

الفيلم  يكشف عن مخرج صاحب اهتمام مميز بالجماليات، الاهتمام الذي نلحظه عبر السرد المتجزئ عبر الأحلام الصريحة التي نميزها عن الحلم الكبير، والواقع المفترض، الحوار الذي يعتمد على تكرير الجمل في مواضع مختلفة وبمعاني مختلفة، وطبعا تقنيات التصوير وهي التي تطبع أعماله اللاحقة بنفس الروح، وتكرر فيها بشكل أساسي حركة الكاميرا الدائرية، حول نقطة ينصب فيها الحدث وترافق هذه الحركة بشكل عام عقدة درامية نلحظها من خلال تصاعد الموسيقى بشكل متناسق، اللعب بالإضاءة من خلال تدرجات معينة. لكن الإنجاز الحقيقي هو قدرة ألمنبار على تهميش الكادر بأكمله، ولنقل تشيئه أيا كانت محتوياته لصالح تركيز أكبر على الحدث حتى وأن جرت أغلب المشاهد في مواقع مكشوفة، مثلا مشهد صوفيا وهي تأدي دور ممثلة ايمائية في حديقة عامة، حيث تأخذ وقفة ما وتلتزم بالسكون طوال ساعات ووجهها ملون بالأبيض والأسود، تغيم السماء يسقط المطر وسيزار بوجهه المشوه يحدق بالفتاة التي تركته بحزن. مشهد الحديقة، أو الحلم الأول بحد ذاته يشكل مثلا رائعا حيث يستطيع ألمنبار من تركيز الطاقة الجمالية للكادر وعكسها على حوار سيزار وصوفيا.

كما قلنا أن الفيلم يحمل بين همومه، هم المشاعر غير المعنونة. يدخل المخرج إلى عالم المشاعر والرغبات الدفينة، العالم الداخلي للإنسان، من خلال تشكيكه بالواقع تمجيده لعالم الأحلام، مذكرا بالوقت ذاته على سلطة الإنسان على هذه الحديقة الغامضة. وبشكل ملتوي يشير إلمنبار إلى موضوع مدلل في السينما الأسبانية: الهوية. يلبس البطل القناع لأن وجهه مشوه،سيخطأ الآخرين في التعرف عليه. إذا لبس القناع البارد لن يخطأوا أبدا لأنه سيكون بلا هوية. يخلع القناع ويستمر وجهه بالتحول مشوها طبيعيا مشوهان ولا يجد وجهه أبدا، ليس قبل أن يستيقظ من عالمه المصغر.

و بين رموز عديدة يظهر رمز الجسد المجمد بعيدا هناك في أمريكا؟ ماذا تعنيه أمريكا لشاب أسباني؟

الفيلم الذي  مع الكثير من الأفلام التي تبين كم بات الإنسان وحيدا، فأنه يقول ذلك بنفس جميل، بإحكام نادر، وكلمات جديدة.

« الآخرون » :

وتقوم / نيكول كيدمان / في فيلم /اليخاندرو أمينابار / « الآخرون » انتاج 2001 بدور امرأة تُدعى ( غريس) تعيش مع طفليها في جزيرة نائية في عزلة تامة عن العالم.‏

بعد ان يذهب زوجها للحرب ، وتنتظر دون جدوى عودته ، وتمضي الاحداث طبيعية في بادىء الامر بعد ان تقبلت /غريس/ واقع غياب الاب عن البيت.. لتنكب على تربية طفليها في القصر الذي يعود بناؤه الى الحقبة الفيكتورية ، الا ان الامور لم تبق على طبيعتها خاصة بعد ان تعين /غريس/ ثلاث خادمات، ليختفين في ظروف غامضة من البيت ، بعد ذلك تخبرها ابنتها انها تشاهد وتتحدث الى اشخاص غرباء ، لم ترهم من قبل .‏

وبالطبع لاتصدق الام كلام ابنتها وتعتبره محض خيال طفولة ، بيد ان احداثاً غريبة تًجبر الام على تصديق ادعاءات اولادها ، وتجعلها تدرك لاحقاً ان ارواحاً دخيلةً تسكن الدار ، ومن اجل ان تعرف /غريس/ من هم هؤلاء الغرباء ، ماذا يريدون من هذه العائلة كان عليها ان تتخلى عن واقعيتها وتلجأ الى عالم ما وراء الطبيعة والخيال .‏

الفيلم هو من نوع افلام الرعب والفنتازيا التي تعتمد على الاضطرابات النفسية والهواجس ، اذ يعتمد كثيراً في بنائه الدرامي على سبر أغوار النفس البشرية وخوفها من المجهول ، ويثير الفيلم تساؤلات في نفس المشاهد عمن يجب ان نثق ، وبماذا نصدق؟ ومن ماذا نخاف؟ .‏

اما المخرج /أليخاندور أمينابار / فقدترك الكاميرا تتنقل بحرية داخل غرف القصر ، ولم يستخدم التكنولوجيا الحديثة في تجسيد مشاهد الرعب ،بل اعتمد على الاضاءة ورهبة المكان واداء كيدمان المتميز والقصة المخيفة.. لينقل المشاهد الى عالم الارواح والخوف من المجهول ، ويجعل هذا النوع من الخوف كأنه واقعي حقيقي

"البحر من الداخل " :

امينابار الذي سبق وتعاطى مع الموت باسلوب قاتم من خلال فيلمه" الأخرون "مع نيكول كيدمان، يقدم فيلما آخر عن الموت , ولكن في شكل مضيء وغارق بالنور. ولهذا السبب حتماً نجح "البحر في الداخل "(The Sea Inside) في انتزاع كل من جائزتي "الاوسكار" و"الغولدن غلوب" كأفضل فيلم اجنبي هذه السنة

على شفا الميلودراما الملطّفة بالسخرية ودائرة القلق ومعانيه، يحيي أليخاندرو أمينابار مأساة واقعية حصلت في اسبانيا أواخر الستينات وأثارت الرأي العام الإسباني في التسعينات حين طلب رجل تلك المأساة الى السلطات القضائية منحه حقّ وضع حد لحياته [الموت الرحيم مثار جدال في العالم كله الى اليوم] إثر نحو تسعة وعشرين عاماً أمضاها في فراشه مصاباً بشلل تام وانعدام قدرة على تحريك كل جسده، إذ ارتطم رأسه بصخرة تحت الماء حين قذف بجسده في البحر مثل ابطال الاولمپ. وعدّل أمينابار، كاتب السيناريو ايضاً، في الشخصية فجعل رجل فيلمه رامون سامپيدرو [خافيير بارديم، باداء مذهل استحق عنه جوائز افضل ممثل في عدة مهرجانات سينمائية] شاعراً مثقفاً وصاحب افكار عميقة خلاّقة اوحاها شلله وذا أفكار فلسفية ووجودية صادمة وعميقة، كي يهب الشخصية مزيداً من القيمة، والشريط مزيداً من الابعاد الميتافيزيكية حول الوجود وعبثيته وهشاشة الوضع الانساني عامة.

رامون الخمسوني الملازم فراشه شخصية مركزية في "البحر في الداخل" تتحلق حولها شخوص عديدة من دون ان تكسر عزلة رامون ووحدته ووحشته وقراره الإراديّ الحرّ بالموت ووضع حدّ لمعاناته التي استطالت وجعلت منه طيف كائن حيّ - ميت. والحسّ الساخر سلاحه الوحيد لمواجهة حاله العبثية والمأسوية، وللتعامل مع الآخرين، أقربين وأبعدين، رغم الحب والتعاطف والرعاية من بعضهم، وفي مقدمهم عدد من ذويه، ما انفك مؤمناًً بالفكرة الأبلغ في الفيلم أن "الحياة حقّ وليست واجباً ". معظم الذين أحبّوه والذين لم يحبّوه كما ينبغي كانوا يلقون مشقّة في قبول قراره "الانتحاريّ" الاراديّ، غير مدركين عمق ألمه. ، ويقين حدسه الذي افصح عنه صوب النهاية ان الحياة عدم قبل الولادة وعدم بعد الموت، وأن اللاشيء ينتظر الإنسان.

رامون الذي نراه في الفيلم يسكن في بيت أخيه، تعتني فيه خمس نساء في نفس الوقت، خمس نساء تحبه بشكل متواز. الأمر الذي يسبب العديد من الإشكالات، من حالات الغيرة والمقالب الكوميدية التي لا تخلو من تراجيدية. الحماة مانويلا (مانويلا ريبيرا) خادمة خرساء؛ المحامية يوليا (بيلين رويدا)، التي تعاني هي الأخرى من مرض مميت، تريد مساعدته، لنشر كتاب "رسائل من الجحيم"، يحوي جميع رسائله وطلباته وإحتجاجاته؛ جينه (كلارا سيغورا) التي تبدو ممثلة قوية لـ"الجمعيات التي تبارك الموت الطوعي: الإنتحار"؛ وعاملة المصنع روزا (لولا دوينياس) التي تجد في رامون رجل الأحلام الذي كانت تبحث عنه طوال حياتها، والذي تريد أن تمنحه الرغبة بأن يعيش.

وحدها نافذة غرفته هي بطاقة سفره الى موانئ البحر القريب منه. البحر الذي اعطاه كثيراً ثم عاد وسلبه كل شيء. ورغم انه محاط باسرته واصدقائه، الا ان امل رامون الوحيد هو النجاح في انهاء حياته بيده وبكرامة

"عندما يقترب الموت، تُسحب الستائر في البلدان. فقط في إسبانيا تُفتح الستائر على سعتها"، ذلك ما كتبه ذات مرة شاعر الموت، فديريكو غارسيا لوركا. في وسط فيلم "البحر في الداخل "، وفي مشهد معبر عن الرغبة العارمة بالخلاص، يفتح أمينابار، شباك الغرفة على مصراعيه أمام بطله اليائس من الحياة، والمتشوق للموت.

رامون تتملكه رغبة واحدة، عاش معها متوحداً كل سنوات العذاب هذه: أن يموت بحرية، على طريقته. رامون هذا، نراه في المشهد المذكور، يلقي فجأة وبقوة شراشف الفراش ويقف بتماسك هذه المرة، وكأنه مقبل على فعل عظيم، يعيد له شخصيته! لقطة مباغتة بالفعل، تجعلنا نحن الجالسين في صالة السينما، نتساءل: ترى، هل كانت قصة مرضه غير حقيقية، هل هناك خديعة في الأمر، أم ان ما نراه هو معجزة تتحقق: لحظة شفاء مفاجئة؟ رامون يلقي غطاء الفراش إلى جانب، يبدأ بالمسير. وما أن يصل الى شباك غرفته الواقعة في الدورالعلوي، حتى يرمي بنفسه. وعندما يسقط جسده في البحر، لا يسقط إلى العمق، إنما يظل طافياً على السطح، بينما نسمع في العمق، موسيقاه المفضلة، الموسيقى التي صاحبت ألمه وشكواه كل هذه السنوات: قطعة الموسيقار الإيطالي بوتشيني: Nessun dorma لست نائماً"، والتي سترافقه في الرحلة ـ الحلم هذه المرة، عبر تلال ومرتفعات غاليسيا حتى الشاطئ، حيث ينتهي رامون في أحضان إمرأة أحلامه.

الرحلة الحلمية اليائسة، الجميلة، المتخيلة، بعد ليلة مليئة بالأرق، تبرز من بين كل تلك الصور التي تعبر عن هواجس رامون وأحلامه، تستحضر معها ذلك الشعور الملحاح الذي يثقل عليه، توقه للمسة حب رقيقة وحرية جسدية، يعرفها من الذكريات فقط. وهي الصورة الوحيدة المغرية بالنسبة إليه، بمواجهة الذكرى الحزينة، لذلك اليوم المشؤوم، (نراها بالتصوير البطيء، وكأنها تعبير عن ألم رامون البطيء)، عندما كان شاباً في سن الخامسة والعشرين، يقفز من قمة صخرة إلى البحر، بالذات في المكان الذي لم يكن فيه الماء عميقاً، ليكسر رقبته وعموده الفقري. فقط عندما يرى المشاهد هذه القفزة الحلم يعرف لماذا كان الشلل الذي كبله، وجعل جسده يفقد كل إحساس، بالنسبة إليه بمثابة "الجحيم"، مثلما يتفهم لماذا يريد رامون الموت، ولماذا يبحث عن احد يساعده على تحقيق رغبته تلك!

في رابع افلامه ، يعود المخرج الاسباني الى تقديم مقاربة للموت "تسطع" من زاوية الحياة والطبيعية والحياة اليومية. فرغم الموضوع المعقد نجح امينابار في اعداد فيلم متألق ببساطته المضيئة، يكرم من خلاله الحزم والكرامة والحرية الانسانية بنفس مأسوي وشاعري في الوقت عينه سيهزنا ويمزقنا من الاعماق. واللافت ايضاً في الفيلم انه رغم مأسويته، هو عابق بالحيوية والطاقة والرومانسية ويدافع عن الحرية الفردية والكرامة الشخصية ويرسم ملامح من اسبانيا البلاد المفتوحة على الضوء والدفء والبحر والقدر والحياة. انه ببساطة فيلم عن الموت ولكنه يعطينا رغبة كبيرة في عيش الحياة. كل ذلك بفضل الممثل الاستثنائي خافيير بارديم ، فالفيلم يلتحم بالممثل الرئيسي فيصبح من الصعب فصلهما. فيرتكز تماماً على "كاهل" خافيير بارديم، أو بالأحرى على وجهه ولسانه ونظراته التي وحدها تتحرك وتعبر بينما جسده مسمّر على فراش طوال ثلاثين عاماً واللافت ان بارديم تمكن من ان يتحوّل روح الفيلم،. حضوره الطاغي وتأملاته الفلسفية وغناه الداخلي وقدرته على سحر الآخرين بذكائه المتوقد وطرافته الساخرة وخطابه المدهش بطبيعته حول الحب والحياة والموت والجنس، كلها امور حوّلته رجلاً استثنائياً. استثنائي لأنه سيمنحنا الشعور بأنه يرتجل دائماً بينما هو يلتزم السيناريو المكتوب. والى جانب خافيير بارديم مجموعة من الممثلين المدهشين كلهم في ادوارهم وخصوصاً يلين رويدا ولولا رونياس. 

محمد عبيدو obado@scs-net.org

الحوار المتمدن في 4 يونيو 2006

سينما نيازي مصطفي

أول مصري يطرق مجال الخدع السينمائية

بقلم أمل عزيزة الجمل 

يُعتبر كتاب "سينما نيازي مصطفي " ـ للناقد السينمائي محمد عبد الفتاح ـ الأول في المكتبة السينمائية عن المخرج السينمائي الراحل نيازي مصطفي الذي يتناول مسيرة حياته وعالمه السينمائي, مُوضحاً إتجاهه إلي التجديد, والابتكار في نوعية الأفلام الغنائية الاستعراضية, وطرقه مجال الخدع السينمائية واتقان أفلام الفروسية, والحركة وغيرها بما يجعلنا بحق نصفه بأنه مخرج سبق عصره.

الكتاب صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ مصر ـ سلسلة آفاق السينما 43. ويقع في 327 صفحة وهو مُقسم إلي أربعة أبواب, كل منها مُقسم إلي عدد من الفصول فيما عدا الأول والأخير .. بعد المقدمة مباشرة يتناول الباب الأول رؤية للحياة والمُناخ العام الذي كان ساد مصر والعالم, ورؤية للحياة السينمائية في مصر, وصدور قانون الرقابة علي الأفلام في عام 1911, وهو العام الذي وُلد فيه المخرج نيازي مُصطفي. ورغم اختلاف المصادر حول تاريخ ميلاد " نيازي " إلا أن مؤلف الكتاب ينتصر لتاريخ 11/ 11/1911م. ولا يكتفي بذكر المعلومة, لكنه يذكر الآراء المتناقضة والمختلفة ويُفندها جميعاً إن أمكن في محاولة للوصول إلي الحقيقة قدر الإمكان. ويتبع المؤلف نفس الأسلوب في مُعظم أجزاء الكتاب الذي يُعد وثيقة تاريخية هامة.. إنه تأريخ لذاكرة فنان ترك بصمته الخالدة في تاريخ السينما المصرية.

وُلد نيازي ـ لأب من أصل سوداني, وأم تركية ـ في مدينة أسيوط. كان يذهب مع والدته إلي دار العرض الوحيدة بالمدينة والتي لعبت دوراً مؤثراً في حياته فيما بعد .. ويطرح المؤلف أكثر من قصة تربط بين إجادة نيازي للغة الإنجليزية ولغة السينما خاصة أثناء الدراسة الثانوية .. وإن كانت الروايات متناقضة لكنها بشكل أو بآخر تُكمل بعضها البعض. فالتردد علي السينما وهو بأسيوط قاده بطريقة ما إلي حب السينما والإهتمام بها. وزاد هذا العشق والتعلق والحب لها عندما انتقل إلي المدرسة الثانوية بالقاهرة.

لم يُعرف عن نيازي إنضمامه لأي من الأحزاب السياسية, لكنه كان يعد نفسه وفدياً كأغلب الشعب المصري في ذلك الوقت. إحدى المجلات الفنية أشارت إلي أن نيازي مصطفي كان ممثلاً هاوياً بفرقة رمسيس قبل سفره إلي ألمانيا وأن هذه الفترة أفادته عندما اشتغل بالإخراج. لكن الناقد السينمائي محمد عبد الفتاح يُؤكد عدم صحة المعلومة السابقة مُضيفاً أن نيازي قام فقط بدورعربي "جمّال " أثناء وجوده بألمانيا. وهو دور أقرب إلي الكومبارس. وكان الفيلم من إنتاج شركة ميونخ.

حتي عام 1930م لم يكن في أوروبا مدرسة لدراسة السينما غير مدرسة الفيلم الألماني بميونخ. لذلك سافر نيازي في عام 1929م لدراسة السينما لمدة ثلاث سنوات. وفيها درس الطبع والتحميض والعدسات والتصوير والكهرباء, وكل ما له علاقة بفن التصوير والإخراج . وحصل علي إجازة التخرج عام1933م. وكان أول طالب مصري يدرس السينما بطريقة أكاديمية. فكل الذين سبقوه أو تلوه في السفر إلي الخارج مثل محمد بيومي أو محمد كريم كل منهما درس السينما من خلال الملاحظة لما يجري في الإستوديوهات فقط دون دراسة علمية أكاديمية.

في ألمانيا وأثناء فترة التدريب بعد الانتهاء من الدراسة تعرف نيازي علي مهندس الديكور والمخرج "ولي الدين سامح " الذي كان يدرس هناك وعرف منه أن طلعت حرب يقوم بانشاء ستوديو مصر, ونصحه بالعودة للعمل في هذا الاستوديو. وبعد عودته ساعده أحمد بدر خان ـ الذي كان يُراسله وهو بالخارج ـ في مقابلة طلعت حرب باشا.

منذ اليوم الأول لإفتتاح ستوديو مصرعمل نيازي رئيساً لقسم المونتاج, ثم بدأ في إخراج الأفلام القصيرة وأفلام الدعاية. وكان أول عمل له في ستوديو مصر عن شركات بنك مصر, كذلك قام بمونتاج كل أعمال ستوديو مصر كالجريدة السينمائية الأسبوعية. وقام بمونتاج الأفلام الأولي التي أنتجها ستوديو مصر : " وداد " ـ " لاشين " ـ "الحل الأخير ". وتدرب علي يديه في قسم المونتاج كثير من المخرجين وموولفي المونتاج مثل أخيه جلال مصطفي , وحسن الإمام, وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ ومحمد عبد الجواد, وإبراهيم عمارة.

بعدها بعامين أخرج نيازى مصطفي أول أفلامه " سلامة في خير" من إنتاج "ستوديو مصر " والذي رشحه لإخراجه أحمد سالم. في فيلمه الأول لم يقتصر دوره علي الإخراج فقط, لكنه قام بالمونتاج والتصوير مع محمد عبد العظيم, بالإضافة إلي كتابة السيناريو. بعد النجاح الكبير للفيلم اعترف نجيب الريحاني أن فيلم "سلامة في خير " أعاده عن قرار "تطليق السينما" واعتزالها , بل وفتح شهيته الفنية لأفلام آخرى.

كان فيلم "الدكتور " 1939 ثاني أفلام نيازي. لكن الفيلم لم يكن له بريق وتألق ونجاح التجربة الأولي. وفي فيلمه الثالث تكرر لقاء الريحاني ونيازي مرة آخرى في "سي عمر" لكنهما اختلفا وتدخل الريحاني في السيناريو مما عطل التصوير عام ونصف ليُسجل تجربة الفراق بين الاثنين. كما أن الفيلم لم يُحقق نجاح الفيلم الأول, ويُرجع مؤلف الكتاب أحد أسباب ذلك إلي تدخل الريحاني في السيناريو, واستئثاره بدور البطولة.

في فيلم " مصنع الزوجات " 1941 ـ التجربة الرابعة ـ اعتمد نيازي علي المزج بين الموسيقى والغناء والحوار في المشهد الواحد. وقامت فكرة الفيلم علي الدعوة لتحرير المرأة, والمشاركة في الحياة العامة وتعليمها. كانت الدعوة متقدمة وسابقة لعصرها مما عرض نيازي مصطفى لحملات صحفية شرسة, ومظاهرات نسائية تُهاجمه بتهمة التحريض علي تحرير المرأة ودعوته لها لممارسة حقوقها السياسية.

كان فيلم " مصنع الزوجات " نقطة تحول خطيرة في حياة نيازي مصطفي ـ علي حد قوله في جميع حواراته الصحفية ـ فلو تلقى ما يستحقه من تقدير لغير حياته تماماً. ويُؤكد مؤلف الكتاب أن "مصنع الزوجات " كان صدمة علي كافة المستويات. في البداية بسبب الرقابة التي اعترضت علي السيناريو إذ كيف تُشجع الفتاة المصرية علي الخروج علي التقاليد وتعلم الرقص التوقيعي. واضطر نيازي إلي التحايل علي الرقابة فطرح أفكاره من خلال الحُلم لكن التحايل من وجهة نظر المؤلف أخل بالفيلم.. ورفضه الجمهور والصحفيون الذين تجاهلوا ما قدمه نيازي من تجديد فني بالعمل.

للأسباب السابقة توقف نيازي مع نفسه, وتنازل عن أحلامه السينمائية وقرر التخلي عن الأفكار التقدمية, واتجه لأفلام الفروسية ـ الويسترن ـ العربية.. فقدم فيلم " رابحة " الذي نجح نجاحاً كبيراً وأصبح علامة فارقة في أفلامه. وأصبحت الأفلام البدوية ملمحاً خاصاً بسينما نيازي مصطفي وقدم عليها تنويعات كثيرة مثل " عنتر وعبلة ".

ساهم نيازي بشكل فعال ومؤثر في نشر الثقافة السينمائية, والحياة السينمائية النقابية في مصر. لذك تعددت أسفاره إلي الخارج للإحاطة بكل ما هو جديد في المجال السينمائي. في عام 1933 وعقب عودته مباشرة من الخارج شارك نيازي في تكوين "جماعة النقاد " التي ضمت أحمد كامل مرسي, وأحمد بدرخان, وحسن عبد الوهالب, وسراج منير, والسيد حسن جمعة, وأصدرت هذه الجماعة مجلة ناطقة باسمها .. وكتب فيها نيازي أكثر من مقال عن الحيل والخدع السينمائية. كما ساهم في إلقاء المحاضرات وإدارة الندوات قبل وبعد عروض الأفلام المختارة المعروضة بنادي السينما بنقابة السينمائيين.. كذلك اهتم نيازي بالعمل النقابي وحركة االنقابات الفنية ودراسة أهم الحركات النقابية وقونين ونظم اتحاد المخرجين.

تزوج نيازي من كوكا مساعدته وزميلته في قسم المونتاج وهي مثله من أب سوداني. قدمت كوكا أول أعمالها مع نيازي سنة 1941 "مصنع الزوجات" لكنها لم تحقق بريق الشهرة والنجومية إلا بعد فيلمهما "رابحة " 1943. واستمر صعود نجمها مع زوجها من خلال الأفلام البدوية ومنها "عنتر وعبلة " 1945.. وواجه نيازي إتهاماً بتفضيله زوجته وترشيحها لكل فيلم يُقدمه. لكن كوكا نفت مجاملة زوجها لها, في حين برر نيازي تفوق أفلامهما معاً بأنه يعمل تحت سلطان إحساسين هما قلبه وعقله.. ورغم التبريرات العديدة تناثرت الشائعات حول قوة شخصية كوكا المسيطرة علي نيازي.. ورغم زواجه المفاجيء من الراقصة نعمت مختار عام 1965, ـ لم يستمر هذا الزواج أكثر من شهر ـ عادت بعدها الحياة بين الزوجين هادئة, تربطهما علاقة صداقة متينة حتي رحيل كوكا عام 1980.

تميز نيازي مصطفي بأنه فنان شامل بل يُعد مدرسة فنية. يمتلك القدرات والمهارات التكنيكية بدءاً من كتابة القصة والسيناريو والحوار, مروراً بالتصوير والمونتاج .. وقدرة نيازي علي التصوير هي التي مكنته من أن يقوم بتصوير فيلم "طاقية الإخفاء " ليضمن نجاح الخدع والحيل السينمائية والتي يكاد يكون أول مصري يعتمد علي الخدع بصورة لافتة للنظر والتي تم تنفيذها بمستوى عالي, من النادر أن يراه المشاهد العربي إلا في الأفلام الغربية.

لم يعتمد نيازي كثيراً علي الأعمال الأدبية في أغلب أفلامه ماعدا القليل منها حوالي5% من مجمل أعماله مثل "رابحة " لمحمود تيمور ـ " فتوات الحسينية " لنجيب محفوظ ـ "فارس بني حمدان " لعلي الجارم ـ "التوت والنبوت " لنجيب محفوظ ـ" عنتر بن شداد " لمحمد فريد أبو حديد.. ويُبرر مؤلف الكتاب سبب عزوف نيازي عن التعامل مع الأعمال الأدبية إلي عدة عوامل منها ثقته بنفسه التي جعلته يُؤمن بأن حرفية المخرج وقدراته الفنية أهم من الإعتماد علي الأعمال الأدبية. والسبب الثاني إيمان نيازي بأن السينما للتسلية فقط, مؤكداً مراراً أن السينما تمتلك لغة خاصة تختلف عن لغة الأدب. وأن المخرج الجيد هو الذي لا يعتمد علي الأدب الجيد.. ويُرجع محمد عبد الفتاح هذا الموقف من الأدب إلي الصدمة التي تلقاها نيازي في بداية حياته كمخرج إثر عدم نجاح فيلمه "مصنع الزوجات".

رغم أن نيازي مصطفي ظل دائماً لا يعترف بأستاذية أحد له لكنه يُشير في أماكن متفرقة إلي بعض الشخصيات التي تأثر بها أو لعبت دوراً في حياته وتمنى أن يكون مثلها .. فهو يعترف بتأثره بالأستاذ يوسف وهبي عندما عمل معه كمساعد في الإخراج في فيلم "الدفاع" كما تأثر بنجيب الريحاني وبديع خيري أثناء عمله معهما في فيلم "سلامة في خير" .. كما يعترف بتأثره بالمخرج روبين ماموليان مخرج أفلام "الملكة كريستينا "ـ "ودماء ورمال". وتمنى أن يصل في يوم من الأيام إلي عظمة هذا المخرج. ويرجع سبب إعجاب نيازي بهذا المخرج إلي اهتمامه بالحركة بواسطة الأشخاص داخل المنظر نفسه إلي جانب اهتمامه بالناحية الدراماتيكية بالفيلم. لم يُخفي نيازي مصطفي إعجابه بالسينما الألمانية, وتأثيرها عليه خاصة السينما الصامتة مثل : " متروبوليس " 1926 ـ " الملاك الأزرق " 1930 ـ ثم الكوميديات الموسيقية في السينما الناطقة. لكن التأثير الأكبر جاء من السينما الأمريكية التي عشقها كمتفرج عادي, والتي استهوته لما بها من اختزال, وتركيز, وسرعة. لذلك اتبع الأسلوب الأمريكي في إخراج أفلامه, وحرص علي اختيار موضوعات تعتمد علي الصور المرئية والحركة مع قلة الحوار.

بعد وفاة كوكا رفيقة رحلة العمر والنجاح توقف نيازي مصطفى عن العمل لمدة خمس سنوات نتيجة الاكتئاب والزهد في الحياة إثر فراقها. يُنهي مؤلف الكتاب الباب الأول من كتابه والذي حمل عنوان "مسيرة حياة" بمفارقة أن أغلب أفلام نيازي مصطفي عرفت الجريمة الغامضة, لكنها لم تعرف الجريمة الكاملة. إلا إن حياته إنتهت بجريمة كاملة وظلت سراً غامضاً. ففي عام 1986 وبعد يوم تقريباً من تصوير آخر مشهد لفيلمه "القرداتي " قُتل نيازي مصطفى, ولم يعرفوا الجاني حتي لحظة كتابة هذه السطور.

يُعد الباب الأول من الكتاب بمثابة إطلالة شاملة لكنها سريعة وموجزة لحياة المخرج نيازي مصطفي. كانت أقرب ما تكون إلي نظرة الطائر من عنان السماء نظرة واسعة .. يتبعها في الباب الثاني نظرة مُقربة ـ zoom in ـ ورغم ما بها من استطراد, وتكرار سردي. لكنها تُصبح أكثر عمقاً وتحليلاً لموضوعات :

  • نيازي مصطفي في استوديو مصر.

  • البدايات التسجيلية.

  • مدخل إلي سينما نيازي الروائية.

  • البدايات المبشرة.

  • أفلام الوسترن العربي/ أفلام الفروسية.

  • أفلام الحركة.

  • الكوميديا في سينما نيازي مصطفي.

  • أفلام الخدع والحيل السينمائية.

  • أفلام ملتبسة.

أما الباب الثالث فخصصه محمد عبد الفتاح لمساهمات نيازي مصطفي الفكرية من دراسات ووثائق .. واختتم المؤلف كتابه بفيلموجرافيا تفصيلية لأعماله السينمائية سواء الأفلام الروائية التي أخرجها بإنتاج مصري أو غير مصري, وأعماله التليفزيونية. وأعماله كمساعد مخرج, وكاتب سيناريو لغيره من المخرجين, والأفلام التي قام بعمل المونتاج لها. وكذلك الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي أخرجها أو ساعد في إخراجها.

موقع "ديوان العرب" في 7 يونيو 2006

 

سينماتك

 

"أليخاندرو أمينابار"

سينما شعرية تحاكي الموت وتقارب نبض الحياة

محمد عبيدو

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك