حسين القلا منتج فيلم «أوقات فراغ» صاحب بصمة متميزة في السينما المصرية، انتج عدداً من الأفلام التي أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية على رغم أنه غامر في بعضها بالاستعانة ببعض المخرجين الجدد وقتها. نذكر من إنتاجه «للحب قصة أخيرة» رأفت الميهي، و «الطوق والأسورة» خيري بشارة، و «البداية» صلاح أبو سيف، والأفلام الثلاثة من إنتاج 1986، ومنها «أحلام هند وكاميليا» محمد خان 1988، و «الكيت كات» داوود عبدالسيد 1991.

وفي انتاجه الأخير يُقْدِم حسين القلا على مغامرة إنتاجية جديدة تماماً على السينما المصرية. وإن كانت مغامرة محسوبة ولها أهدافها الواضحة، ولن تمر من دون أن تحسب في تاريخه، فالفيلم يجمع في دفعة واحدة بين مخرج جديد: محمد مصطفى، وكاتب سيناريو جديد: عمر جمال، ويقوم بأدوار البطولة فيه ممثلون يؤدون أدوارهم للمرة الأولى على الشاشة: أحمد حاتم، كريم قاسم، عمرو عابد، أحمد حداد، راندا البحيري، صفا، وألمح بين العناوين: موسيقى روبير خيري بشارة ومونتاج مها رشدي، وكلهم من الشباب.

ولا ترجع قيمة هذه التجربة الانتاجية الجريئة إلى محاولة التخلص من تسلط اسطورة النجوم التي ورثتها السينما المصرية عن السينما الهوليوودية، وأدت إلى اختناقها (أحياناً)، وإن أدمنها الجمهور المصري والعربي عموماً، ولكن ترجع قيمتها أيضاً إلى جانب اعتمادها على الدماء الشبابية الجديدة، إنها قدمت فكراً جديداً وأسلوباً جديداً في المعالجة الفنية.

دراما الحياة اليومية

يتعرض الفيلم لحياة مجموعة من طلبة الجامعة، ويكتسب صدقيته من شدة ارتباط تفاصيله بالواقع المُعاش، ومطابقة أعمار ممثليه للأدوار التي يقومون بها، وملاءمة أداء كل منهم لدوره حتى مستوى الاحتراف، ويرجع الفضل في ذلك، إلى جانب الموهبة التي يتحلى بها كل منهم، الى مهارة المخرج في توجيههم وحسن اختيارهم من قبل.

التفاصيل التي يقدمها الفيلم، لشدة واقعيتها مع مهارة التنفيذ، تخفي الصنعة وتبدو وكأنها مجرد تسجيل مباشر للواقع، خصوصاً أن منها ما هو معروف لدى المشاهد عن الواقع: جلسات النميمة للشباب حول البنات، وتبادل صورهن المأخوذة خلسة بكاميرا الموبايل، وتجمعاتهم في المقاهي وتدخين الشيشة، وضَرب «البانغو» في أحد الأركان، واختلاء أحدهم مع صور البورنو على شاشة الكومبيوتر، وجولاتهم بسيارة أحدهم لاصطياد بائعات الهوى.

الدراما في هذا الفيلم أشبه بدراما الحياة اليومية التي نراها في السينما التسجيلية المعاصرة. وهو إلى جانب ما توفره للفيلم من صدقية، تمنحه مذاقه الخاص، وجاذبيته الخاصة، وتميزه عن تيار السينما السائدة. فالفيلم إذ يصوغ أحداثه في شكل دائري، حيث يبدأ بمجموعة الشباب في حديقة الملاهي وينتهي بهم في المكان نفسه تقريباً، لا يسعى إلى تقديم حبكة قصصية شديدة الإحكام (والصنعة)، تتصاعد بالأحداث إلى ذروة ملتهبة، تؤدي إلى الحل النهائي للمشكل، كما السينما التقليدية، وإنما يلجأ إلى تقديم أحداثه في خط عرضي مستقيم تقريباً تنتابه بعض تجعدات صاعدة، ولا ينتهي إلى حل نهائي (أو موعظة) حيث يعود بنا إلى ما يشبه البداية.

ضياع

لكل شاب من مجموعة شباب الفيلم حكايته، ولكل حكاية دلالاتها الخاصة وإن جمع بين حكاياتهم أكثر من دلالة، وعلى رأسها الخواء الثقافي الذي يعصف بالشباب، وافتقادهم الى البوصلة الذهنية العاطفية التي تحدد اتجاهاتهم:

«حاتم» من أسرة بورجوازية عليا، يملك سيارة، يتبادل الحب مع زميلته «منة» كما يعلم كل الأصدقاء، لكنه يرفض الزواج منها بعد أن استسلمت لعلاقة جنسية معه على رغم ترددها ومقاومتها، ولا يلبث أن يطلقها فور إجباره على الزواج بها، ومن الملاحظ مطابقة قصته (تقريباً) مع الأحداث الواقعية المماثلة التي شغلت بها الصحف المصرية في الآونة الأخيرة حول الممثل الشاب أحمد الفيشاوي الذي أنكر ابنته لأنها جاءت من طريق علاقة لا يراها شرعية!

و«منة» لأسباب واهية، ترتدي الحجاب مرة لأنها سمعت حديثاً دينياً، وتخلعه مرة أخرى لأنها أرادت أن تكون حلوة في حفل عيد ميلادها.

و«أحمد» من أسرة بورجوازية متواضعة، يحب «مي» التي تحاول أن تساعده على النجاح، لكنه مشغول بملذاته الصغيرة مع شلته، ويتكرر رسوبه، ويتكرر كذبه على أبيه وعلى حبيبته لتغطية تصرفاته المشينة. يطرده أبوه من البيت، وتقطع «مي» علاقاتها به بعد أن فشلت في إصلاحه.

و«عمرو» من أسرة بورجوازية وسط، يجبره أبوه على الالتحاق بكلية الهندسة، لكنه على رغم نجاحه فيها، يهوى الصحافة ويريد أن يلتحق بكلية الإعلام، مع انه - وعلى حد قول أمه ساخرة - لم يحاول أن يحول رغبته إلى فعل ويكتب شيئاً يثبت به جدية رغبته.

المسؤول

لا يكتفي الفيلم بوصف الظاهرة التي تتمثل في هذه الحال من الضياع التي يتخبط فيها الشباب، بل يحاول الغوص بحثاً عن الأسباب، يلقي المسؤولية على أكتاف الكبار الذين يحكمون مؤسسات المجتمع (الأسرة والتعليم وغيرهما)، وأبرز ما يتهم به الكبار في الفيلم هو عجزهم عن التواصل مع الشباب. فوالد حاتم وأمه مشغولان عنه باهتماماتهما الخاصة التي تحتل كل وقتهما. الأب في عمله والأم في نشاطها الاجتماعي. أما والد أحمد فهو على العكس. غاضب دائماً على ابنه يحيط تصرفاته بسياج من الشكوك والاتهامات والضغوط التي تدفع أحمد إلى الكذب. وأما والد «عمرو» فيجبره على الالتحاق بكلية لا يحب الدراسة فيها.

وفي إحدى المحاضرات في الجامعة يبدو عدم الفهم على الطلبة، وعدم الاكتراث من الأستاذ الذي يواصل شرحه على السبورة لعملية رياضية معقدة. ويصدر فجأة عن موبايل أحد مجموعة الطلبة صوت غريب يكاد أن يكون تعليقاً ساخراً على شرح الأستاذ. فيأمر الأستاذ بطرد الطالب. وبينما يخرج هذا من باب المدرج يصدر الصوت فجأة مرة أخرى، يعج على أثره الطلبة بالضحك بعد أن تحول الصوت إلى سخرية واضحة تشمل الموقف كله: الطالب والأستاذ والمحاضرة. وعندما يلجأ عمرو إلى أحد الكبار في إحدى الدور الصحافية طالباً التدرب على العمل الصحافي، يقدم له الشخص سيجارة بدلاً من أن يلحقه للتدريب بأحد الأقسام، وعندما يبحث أحمد عن عمل بعد أن طرده أبوه، يكتشف أنه لم يتعلم طوال حياته الدراسية شيئاً يفيده في سوق العمل. لا لغة ولا كومبيوتر ولا مهارة في عمل ما.

وعندما تصدم مشاعر المجموعة حادثة موت زميلهم صدفة حيث تقتله سيارة وهو يقطع الشارع للقائهم، تهرع المجموعة إلى الدين. لكنهم لا يلبثون أن يضيقوا بما سمعوه من الشيخ في الجامع ومن شيوخ التلفزيون الذين يتحدثون عن أشياء لا يجدون فيها ما يعبر عنهم أو حل مشكلاتهم.

النهاية

وتعتبر النهاية التي ترينا مجموعة الشباب داخل صندوق المراجيح في حديقة الملاهي معلقين بين السماء والأرض بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، نهاية بارعة للفيلم تكتمل بها دائرة أحداثه، وهي نهاية مفتوحة لا تمثل حلاً، ومن ناحية أخرى تمثل تعبيراً سينمائياً رمزياً بليغاً عن حال الشباب المعلق بين أحلامه البعيدة وفقدان الوقوف على أرض الواقع، ولا يشوب صراخهم وهم يطلبون النجدة شعور بالخوف، بل يشوبه قدر من الاستخفاف، ولا تدري هل هو لعدم تقديرهم لخطورة وضعهم، أم أنه تعبير عن اللامبالاة.

والنهاية وما سبقها من أحداث تعبر في جملتها عن حال من الضياع الذي ينهك شبابنا اليوم ويهدد بمستقبل غامض، استطاع الفيلم أن يجسدها بمهارة ويحلل أبعادها، بخفة ظل شبابية على رغم ما تحمله من رؤية واقعية قائمة، ولم ينزلق إلى الميلودرامية على رغم فرصها المتاحة، وإن كنا نأخذ عليه مأخذين:

أولهما، هبوط إيقاع الفيلم نسبياً في نصفه الأول بسبب استغراقه في تقديم الشخصيات واستعراض حياتهم اليومية لمدة طالت أكثر من اللازم، أما الثاني فهو عدم الإشباع الدرامي لبعض المواقف التي مرت على عجل على نحو تقديري شبه إخباري على رغم أهميتها الدرامية مثل إجبار حاتم على الزواج من منة ثم طلاقه لها.

وقد يقلل هذان المأخذان من تأثير الفيلم الدرامي (نسبياً) لكنهما لا يقللان من قيمته كتجربة ريادية.

الحياة اللبنانية في 7 يوليو 2006

 

"أوقات فراغ".. الشباب يقرعون الأبواب!

عمرو حسين*  سعيد أبو معلا**

تأتي خصوصية الفيلم السينمائي "أوقات فراغ" وأهميته من كونه مغايرا لتلك الموجة الشبابية التي ظهرت في السينما المصرية منذ عام 1999 حتى الآن؛ والتي لم تأخذ من الشباب إلا الاسم فقط، فأغلب أفلام تلك الموجة لم تكن كذلك سواء في أفكارها أو في الموضوعات التي قدمتها. فقد اعتمدت على "تيمات" (مضامين) تقليدية ومستهلكة وكوميدية سطحية، وظل الشباب مغيبا عن الشاشة بصورته وأحلامه ومشكلاته الحقيقية.

فالفيلم الذي يمثل بحق مغامرة فنية خاضها بجرأة المنتج "حسين القلا" حيث قدم فيلما صنَّاعُه وأبطاله بالكامل من الشباب، بداية من كاتبَيْ سيناريو الفيلم: عمر جمال ومحمود محمد، اللذين لم يتجاوزا التاسعة عشرة من عمرهما، ومرورا بأبطاله الستة (أربعة شبان وفتاتين) الذين يقفون –باستثناء راندا البحيري- أمام الكاميرا للمرة الأولى، وانتهاء بمخرج الفيلم محمد مصطفى الذي يُعَد الفيلم تجربته الإخراجية الأولى.

شباب في شباب

الفيلم ببساطة يقدمه شابان عن جيلهما، ليكون أول ما يمكن ملاحظته عليه هو أن صناعه قدموا لغة الشباب في تخاطبهم مع بعضهم البعض كما هي بدون أي رتوش مما جعلها صادمة للمُشاهد الذي يسمعها للمرة الأولى.

فهي لغة سيئة كالواقع تماما، تخدش الحياء، ومليئة بالكلمات السوقية النابية التي أصبحت لها مدلولاتها السيئة وطريقا للتواصل بين بعضهم البعض، وهو بذلك على نطاق هذا الأمر يطرح أسئلة كثيرة، فكيف إذا تعدى الأمر ذلك لما هو أخطر وأعمق.

الفيلم بما يقدمه يعرض لنماذج كثيرة من الشبان في مرحلة الدراسة الجامعية، ينتمون في أغلبهم إلى الطبقة الوسطى, لكنهم يشتركون في الهمِّ ذاته، أو في الحالة الفصامية ذاتها مع المجتمع، وإن اختلفت طبيعة علاقة كل منهم مع أسرته: فعمرو (كريم قاسم) يقيم مع والدته وشقيقته بعد انفصال والده عنهم وزواجه، ويبدو واضحا انفصال عمرو عن أسرته؛ فهو يقضي معظم وقته أمام جهاز الكمبيوتر في مشاهدة الأفلام الإباحية ويرفض اصطحاب شقيقته الصغيرة إلى أي مكان، ويقضي معظم وقته مع صديقيه: أحمد (عمرو عابد) الذي يعاني من رقابة والده الموظف المتقاعد، ويصيبه الإحباط لرؤية شقيقه الأكبر الذي أنهى دراسته ولم يعثر على عمل بعد، ويصفه ساخرا بأنه "صايع بالبكالوريوس"، وحازم (أحمد حاتم) وهو الأكثر ثراء بينهم والمدلل من أبيه وأمه، ولذلك يعتمد عليه صديقاه لامتلاكه سيارة وشقة؛ مما يمكنهم من تناول المخدرات وإحضار بنات الليل إلى شقته؛ ليمارسوا طقس "التظبيط" كما يسمونه.

علاقات مضطربة

تتبدى طبيعة "حازم" في علاقته بـ"منة" (راندا البحيري) التي "يصاحبها" بالمعنى المتداول للكلمة بين الشباب، و"منة" نموذج آخر لمشكلة التذبذب وعدم الاستقرار التي سعى المؤلفان الى تأكيد وجودها بين الشباب، فحازم الذي لا يعرف ما يريد من صديقته "منة"؛ فهو يحبها ولا يحبها، ولا يريد أن يرتبط بها؛ ليكون في حالة أشبه بالضياع في مواقفه، وغداة ما يضعه والده على المحك ويجبره على الارتباط بها -عندما يمارس معها علاقة غير شرعية- نجده يعيش حالة مضاعفة من الضياع واضطراب المواقف.

مثال آخر: "منة" الطالبة الجامعية ترتدي الحجاب يوما ثم تخلعه في اليوم التالي، تقيم علاقة مع حازم ثم تنهيها، ثم تعود إليه من جديد، ثم ينتهي بها الحال في النهاية وهي ترتدي الحجاب مرة أخرى؛ لأسباب اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالتدين.

وعلى الجانب الآخر نرى شخصية "مي" (صفا تاج الدين)- طالبة الطب غير المحجبة التي يقدمها الفيلم على أنها الشخصية الأكثر نضجا- ترتبط بعلاقة عاطفية بـ"أحمد" أحد أطراف الشلة، ولكنها تتجاوزها إلى علاقة أقرب الى التبني؛ فهي توبخ أحمد لعدم اهتمامه بدراسته ولكذبه عليها، ولشربه المخدرات، وأحمد يعيش على الكذب على والده وصديقته مهملا دراسته ملتفا على شلل الأصدقاء وإشباع ملذاته الشخصية.

تحولات ثلاثة

يأتي التحول في مسار الفيلم على ثلاث مراحل، أولها: علاقة "حازم" بـ"منة" التي ينصرف عنها بعد أن يواقعها، ولكن ضغوط أسرته وأسرتها والتي تصل إلى ساحة القضاء تجبره على الزواج منها، لكن حتى هذا الزواج القصير ينهيه "حازم" بجملة يرددها دون أي مسئولية على تصرفه: "ما أقدرش أتجوز واحدة غلطت معاها".

ويأتي التحول الثاني حين يكتشف والد أحمد حقيقة إدمان ابنه للمخدرات فيطرده من المنزل؛ ليسعى جاهدا إلى إيجاد عمل ليصطدم بواقع لم يتخيله، حين يجد من هم أكبر منه سنا وأكثر خبرة لا يجدون عملا أيضا: "لما كل دول مش لاقيين شغل، أمَّال أنا هاعمل إيه؟" وهو نفس ما يواجهه "عمرو"، الصديق الثالث، حين يقرر التمرد على وجوده في كلية الهندسة التي فرضها عليه أبوه، ويعلن أنه يحب الكتابة ويريد الالتحاق بكلية الإعلام للعمل في مجال الصحافة، فتواجهه أمه قائلة: "لكن أنا عمري ما شفتك بتكتب حاجة" متسائلة عما إذا كان يحب الكتابة حقا أم يسعى إلى التمرد على أبيه فحسب، فيلجأ عمرو إلى أحد أقربائه العاملين بالصحافة، ولكن يواجه موقفا مشابها لما واجهه أحمد.

يكتشف الشبان أن العجز هو القاسم المشترك بينهم، فهم لا يعرفون ما يريدون أولا، ولا كيف يحققونه، ولا يدرون أي مستقبل ينتظرهم بعد تخرجهم، وكيف سيواجهون مجتمعهم.

ويأتي التحول الثالث عبر شخصية طارق (أحمد حداد) الشاب الأكثر عبثا ومرحا في المجموعة والذي يعلن صراحة أنه حاول أن يتدين لمدة شهر وفشل! لأن مشكلته هي "النسوان" والأفلام الإباحية! وهي مشكلة المجموعة برمتها. وفي أحد سهرات المجموعة المعتادة ينزل طارق من السيارة لشراء بضع زجاجات من الكحول، ويسرع في عبور الشارع ولكن سيارة تصدمه، ويسقط مغرقا في دمائه أمام أعين رفاقه ليردد وهو يتطلع الى السماء: "خايف.. خايف.. خايف.. أقابله".

عودة بلا أفق

يفيق الأصدقاء الثلاثة على موت زميلهم، ليحاولوا الابتعاد عن ماضيهم، واتخاذ طريق أكثر التزاما، ولكننا نكتشف -ولا نفاجأ- أن تدينهم كان وقتيا وشكليا وآنيا فقط؛ فهو كأشياء أخرى في حياتهم، جاء سطحيا ويفتقر إلى العمق والرغبة الحقيقية؛ فتكون العودة تدريجيا إلى الطريق السابق مؤكدة، فصدمة موت صديقهم زالت، وندَمُ حازم على ضياع "مِنَّة" بعد زواجها تلاشى، وطرْد أحمد وفشله في إيجاد عمل.. كلها أمور كرست فكرة عودتهم إلى سابق عهدهم.

والسبب في ذلك واضح وبشكل جلي، فهم مجموعة ليس لديها اهتمامات أو أحلام، وبالتالي تعاني من خواء كامل، وفقدان للإحساس بالذات، والذي يتحقق لهم سلبا ووهما عبر تغييب أنفسهم عن الوعي بتعاطي المخدرات.

وهذا ما يجعل عودتهم إلى طريق الصواب أمرا مؤقتا، فيعودون إلى سابق عهدهم؛ فهم لا يمكنهم كبح جماح نزواتهم وشهواتهم، ولا يمكن لهم أن يكونوا فاعلين في المجتمع؛ لعدم تملكهم أيًًّا من أدوات المعرفة.

يبدو الفيلم قرب نهايته وقد دار بنا دورة كاملة، فـ"منة" تتزوج، ويرقبها "حازم" من بعيد بعين الندم، وتنفصل "مي" عن أحمد؛ لعدم قدرتها على تحمل كذبه عليها.

وكما بدأ المخرج "محمد مصطفى" فيلمه بمشهد في مدينة الملاهي ينهيه بمشهد مماثل في نفس المكان، ولكن عجلة الملاهي هذه المرة تتوقف فجأة ليبقى الشبان الثلاثة معلقين بين السماء والأرض، طارحين سؤالا على الجميع : "إنتوا هتسيبونا متعلقين كده؟"

إن فراغ الشباب ليس فراغ أوقات- كما يشير عنوان الفيلم- بل فراغ على المستويات كافة، فهو خواء روحي يُسأل عنه الخطابُ الديني الحالي، وفراغ سياسي تسبب فيه "تمييع" القضايا السياسية، وآخر اجتماعي أسري تُسأل عنه الأسرة، وفراغ ثقافي تسببت به الجامعات.

مآخذ وهفوات

ورغم أن الفيلم مغلف بالصدق والتلقائية من أوله إلى آخره، ويعتبر تجربة مغايرة لواقع السينما الحالي، لكنه وقع في عيوب جمة أفسدت من جمالياته كعمل سينمائي أولا، ومن عرضه لرسالته ثانيا، ومن هذه العيوب:

* غلبة الحالة الوصفية على الفيلم، والتي جاءت أحيانا على حساب الدراما، ما انتقص كثيرا من قدرته على إيصال رسالته بحبكة درامية مقنعه، فالفيلم يمثل "مادة خام" لصناعة فيلم قدم شريحة واقعية دون أن يحيطها بسياج درامي، ودون أن يقدم إشعاعا سينمائيا.

* وقع الفيلم في خطأ التعميم؛ فالشريحة التي اختارها كانت من أبناء الطبقة الوسطى، ولا يمكن القول أنها تمثل الشباب المصري، كما لم يقدم نموذجا لشاب ناجح، بل أنه كرس اتهامات طالما كيلت بحق الشباب وأثبت الحراك السياسي في مصر- في العامين الأخيرين على الأقل- عدم صحتها.

* الفيلم يصف حياة الشباب في جو أسرهم وعلاقتهم بالأهل والدين والجنس، ورغم ذلك لم يتمكن من معالجة عميقة لتلك القضايا- وتحديدا في إطار الأسرة- بل اقتصر في أحيان كثيرة، على عرض سريع وموجز لأثر الأسرة على سلوك الأبناء، وكان عرضا غير مقنع للمشاهد.

* إبراز الفجوة الكبيرة بين الجيل الجديد والمجتمع كان ضعيفا، فهو قدم نماذج شبابية لم يكن سبب فشلها وانحرافها واضحا، فهم جزء من الأمل المفقود والطموحات غير الموجودة، كما لا يعاني الشباب من فراغ مقنع، فهم طلبة في الجامعات، وأسرهم تهتم بهم وتلبي الكثير من رغباتهم، لكن فيما يبدو أن الشباب هو الذي كبُرت ثورة حاجاته، وبالتالي أصبح يريد الكثير بما لا تفهمه الأسرة ولا تضعه في الحسبان.

* أسرف الفيلم في تقديم العشرات من التصرفات والسلوكيات السلبية للشباب، كذلك قدم حوارا شبابيا، حتى وإن كان واقعيا، فقد كان صادما، وهابطا للغاية، عبر تكرار الألفاظ السوقية، وإطلاق الشتائم واللعنات، كما أسرف في تقديم تعاطيهم للمخدرات، وتحديدا "البانجو"، حيث لا تخلو مجموعة مشاهد من مشهد يعكس ذلك.

إيقاع شبابي سريع

ومع ذلك فإن الفيلم برع في تصوير وعكس واقع نموذج محدد من الشباب، عبر استخدام تقنيات وفنيات الإخراج؛ فالإيقاع سريع، والكاميرا تتحرك وتدور لالتقاط تفاصيل عبث الشباب وحراكهم السلبي، والصور كذلك تنقلك بسرعة إلى أماكن متنوعة: ساحات عامة، ونواد، ومقاه، وملاه، وحدائق ألعاب، وباحات جامعات، إضافة إلى نوعية الموسيقى التصويرية التي رافقت المشاهد.

كل ذلك خدم رسالة الفيلم بما رافقه من تمثيل متقن وأداء طبيعي، وإن لم يصل لدرجة الاحترافية؛ كونه العمل الأول لأبطاله.

وظهر إبداع العمل عبر عدد من المشاهد القوية والمؤثرة نذكر منها: مشهد حادث اصطدام طارق أثناء قطعة للشارع، فقد كان مؤثرا وقويا للغاية، دلل بشكل عميق على بشاعة الحالة التي وصل إليها الأصدقاء.

وحمل مشهد الختام رمزية عالية ومؤثرة، حيث يدور الشباب الثلاثة على عجلة الملاهي التي تتوقف بهم فجأة بعد تماس كهربائي؛ ليكون المشهد معبرا: الأصدقاء الثلاثة معلقون عاليا والناس تتحرك أسفلهم، الحياة تدور وهم مكانهم في حالة ضياع تام، يصرخون دون مجيب، يهددون، ويطالبون الناس بالتدخل لإنقاذهم، ولا أحد يسمع صوتهم، تُطفأ الأنوار في مدينة الملاهي، ويغادر الناس، والشباب ما زالوا معلقين دون أن يساعدهم أحد أمام صيحاتهم التي تعلن: "حد يشوف لنا حل".

الخطير في هذه النهاية القاتمة يتمثل في كون الفيلم يقدم رؤية شبابية لواقع شبابي؛ لتأتي النهاية مركزة على التماس حل مشاكلهم من الغير، وكأنهم ليسوا جزءا من المشكلة، فالحل المطلوب من غير ذات الشباب، ودون أن يكون لهم دور فاعل تجاه أنفسهم وواقعهم، وهذه حتما رؤية القائمين على العمل، حيث يستهلكهم اليأس ويستحيل معه التفكير بالمستقبل.

فالشباب بقي معلقا طارقا الأبواب باحثا عن حل في بئر واقعه الصعب، والحياة تدور وتتحرك، وهو بذلك يطرح أسئلة مغايرة، ليست مبهجة أبدا، بل مؤلمة، فاجعة، بقيت معلقة في رقاب كل من شاهد الفيلم الذي يعد وثيقة إدانة للواقع بمستوياته وشرائحه.

*صحفي وناقد مصري.

**محرر في نطاق "ثقافة وفن" بـ إسلام أون لاين.نت.

إسلام أنلاين في 22 يونيو 2006

 

بطلة فيلم أوقات فراغ لم تتخذ القرار بعد

راندا البحيرى: نعم فكرت فى أرتداء الحجاب

أشرف توفيق 

قدمت الفنانة الشابة راندا البحيرى أول بطولاتها السينمائية من خلال الفيلم الشبابى الجرئ أوقات فراغ الذى يعد تجربة جديدة على السينما المصرية، حيث قدم المنتج حسين القلا الفرصة فيه لعدد من الوجوه الجديدة ليتحملوا بطولة فيلم بكامله فى سابقة تكاد تكون الأولى من نوعها، كما تميز الفيلم بجرأة لغة الحوار التى تتواصل مع لغة الشباب فى الشارع، ويتميز الفيلم كذلك بجرأة التناول لقضايا الشباب البانجو - الفراغ - البنات - التدين - الحجاب واعتماد الفيلم أسلوب الصدمة فى تعامله مع تلك القضايا، ونظرا لجرأة الفيلم وحداثة موضوعه توجهنا إلى رندا البحيرى وواجهناها بأسئلة حول دورها والفيلم والشباب والسينما وموضوعات أخرى كثيرة.

·         لم تترددين فى قبول دور منة فى فيلم أوقات فراغ بعد أن رفضته زميلات كثيرات من الفنانات نظرا لجرأة الشخصية؟

- لم ترفض الدور أى ممثلة بسبب جرأته أو لسبب آخر ولكنهن كانت لديهن ارتباطات بأعمال فنية أخرى، ولهذا اعتذرن عن قبول الدور، أما بالنسبة لجرأة الشخصية فلا توجد مشاهد جريئة أو قبلات وكل ما هناك هو جرأة الموضوع وأنا لا أحب أن أكون مثل النعامة التى حينما تشعر بالخطر تدفن رأسها فى الرمال، بل أحب أن أواجه المشاكل المجتمعية وأناقشها بجرأة.

·         ألم تخشين الهجوم عليك بسبب تعامل شخصية منه مع الحجاب بتذبذب؟

- لا أبدا هذا نراه فى المجتمع، نجد فتاة ترتدى الحجاب كموضة أو لأنها استمعت لشرائط أحد الدعاة، أو لأن صديقها طلب منها هذا، ثم تعود وتغير رأيها وتخلع الحجاب، ثم بعد فترة تعود إلى الحجاب مرة أخرى، أنا اتفق معك أن هذا لم يناقش من قبل بهذه الجرأة فى عمل سينمائى ولكن حان الوقت لمناقشته بلا خوف.

·         هل صادفت فى الحياة نماذج مماثلة لشخصيتك فى الفيلم منه؟

- نعم، وليس منة فقط بل كل الشخصيات التى ظهرت فى الفيلم، فهذه النماذج موجود بالفعل فى الواقع المجتمعى الذى نعيشه ولم يبتكرها المؤلف من بنات أفكاره، فهى شخصيات من لحم ودم نراها فى كل الطبقات وكل الأماكن.

·         هل أنت نفسك واجهت موقف مماثل كالذى تعرضت له منة وفكرت فى ارتداء الحجاب؟

- فكرت فى موضوع الحجاب، ولكنى لم أفكر أن اتخذ قرارا بارتداء الحجاب!

·     بعد انتشار ظاهرة الفنانات المحجبات هل اتصلت بك إحداهن وهل وجهن لك الدعوة لارتداء الحجاب أو لحضور دروس دينية؟ هل تتوقعين أن تشهد الفترة المقبلة صراعاً بين السفور والحجاب فى الوسط الفنى؟

- لا أعتقد، هناك فنانات محجبات يعملن بالفن، وهناك من اعتزلن الفن للزواج وليس لارتداء الحجاب، وأتصور أن السينما ستتسع للجميع المحجبات وغير المحجبات وهذا طبيعى جدا لأن هناك أدوارا وشخصيات لا تستطيع الفنانة أن تؤديها بالحجاب والعكس صحيح، والمجتمع به المحجبة وغير المحجبة فى كل الطبقات وفى كل المهن وهن جنبا إلى جنب، فلما لا يكون نفس الوضع ينطبق على السينما.

·     تؤدين دور فتاة محجبة فى فيلم إيناس الدغيدى الجديد ما تيجى نرقص فهل هناك تركيز عليك فى أداء دور المحجبة، وما صحة أن الفيلم به مشاهد شذوذ جنسى؟

- ليس مقصوداً أن أؤدى دور محجبة فى فيلمين متتاليين إنها مجرد صدفة، وعن مسألة المشاهد التى تقول عنها فهذا غير صحيح بالمرة ولا أعرف من أين جاءت تلك المعلومات، وعن دورى فهو دور لفتاة محجبة ولم أخرج فيه عن العادات والتقاليد أو عن قناعاتى الشخصية فى الأدوار التى أقدمها، فقد حظيت بشرف العمل مع المخرجة الكبيرة إيناس الدغيدى واستفدت من خبرتها بدون أى تنازلات من جانبى.

·         جرأة الفيلم الشديدة ولغته الصادمة هل كانت ضرورية؟

- بالتأكيد، فالفيلم قد وصل إلى الشباب لأن الشخصيات تتحدث بالطريقة التى يتحدثون هم بها فى الشارع، وقد آن الآوان لكى نقرب بين ما يدور فى الواقع وبين ما تقدمه السينما، لا أن نبعد عن الناس، والدليل حجم الإيرادات التى حققها الفيلم التى تدل على وصوله للشباب.

·         فى حوارى مع أحد أساتذة معهد الفنون المسرحية قال إن فتيات الإعلانات وخريجى استديو الممثل مجرد فقاقيع؟

- ضاحكة: يا ليتك تقول له إن الفقاقيع أصبحوا أبطالا لفيلم سينماذى، فالأصل الموهبة لا الدراسة الأكاديمية، وأنا أرى أن هناك خريجين أكاديميين كثيرين لم يحققوا أى نجاح، وعلى العكس هناك كثيرين لم يدرسوا الفن فى المعاهد الفنية وأصبحوا نجوماً ونجمات.

·         بعد البطولة هل تقبلين أدوار ثانية فى السينما؟

- هذا حدث بالفعل فى فيلم آخر الدنيا بطولة نيللى كريم وإخراج أمير رمسيس.

العربي المصرية في 2 يوليو 2006

"أوقات فراغ ".. صرخة جيل معلق بين السماء والأرض

سمير فريد 

"أوقات فراغ" الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه محمد مصطفي عمل فني جميل وحدث من أحداث سينما 2006 في مصر. انه أول فيلم مصري يكتب قصته شابان دون العشرين عن جيلهما. وهما عمر جمال ومحمود مقبل. وقد نجحا في التعبير بصدق فني كبير. وأثبت محمد مصطفي الذي عمل أكثر من عقدين مساعداً للإخراج مع أعلام الواقعية الجديدة انه امتداد متميز لهذه الحركة. وقادر علي المساهمة في صنع مستقبل السينما.

لم يتمكن عمر جمال كاتب السيناريو والحوار من دخول معهد السينما ربما لأن والده لا يعمل في السينما. وكما كان من الممكن أن يظل أول سيناريو كتبه في أدراج مكتبه حتي يصبح في الأربعين من عمره لولا المنتج حسين القلا كان من الممكن أن يظل الفيلم في المخازن لولا الموزعة الفنانة إسعاد يونس انه فيلم فقير في عصر أفلام الملايين. ومن دون نجوم في عصر نجوم من طراز غير مسبوق يلغون أدوار كاتب السيناريو والمخرج والمنتج معاً. ولكن الفيلم ثري بأسلوبه وموضوعه ومضمونه. ويصنع نجوماً جدداً يمثلون لأول مرة. وهم الذين جعلوه طازجاً ومقنعاً.

من دون أحكام

الفيلم عن أربعة من طلبة الجامعة في القاهرة وقت انتاجه وعرضه يقضون أوقات فراغهم في تدخين البانجو وممارسة الجنس مع العاهرات أو المداعبات الجنسية مع طالبات ثانوي في دور السينما. وبالطبع تؤثر طريقتهم في قضاء أوقات الفراغ بالسلب علي دراساتهم العلمية في الجامعة. ويعرض الفيلم ما يدفعهم إلي ذلك من دون أحكام مسبقة أخلاقية أو غير أخلاقية. ومن دون ادانات أو مواعظ ساذجة.
انهم يعيشون علاقات ممزقة مع ذويهم. ويفقدون القدوة الحسنة في أساتذتهم "احدهم يقول لزميله انه لا يعرف شيئاً. ومع ذلك ينجح بامتياز لان خاله أستاذ في الجامعة". ويعلمون ان البطالة متفشية بين خريجي الجامعات "احدهم يري أخاه الذي تخرج بتفوق. ويحثه والده علي الاقتداء به لا يجد عملاً بعد تخرجه". وليس لديهم أي وعي سياسي بعد أن تحولت الحياة السياسية في الجامعات إلي مع الجماعات الإسلامية أو ضدها. ويعبث في عقولهم الدعاة الجدد في الفضائيات لحسابات سياسية غير دينية وغير مصرية. انهم ثمرة الفشل الثقافي في مصر المعاصرة تماماً مثل الشباب الذين يشتركون في الجرائم الإرهابية.

القاهرة الثالثة

ينتمي الشباب الأربعة إلي الطبقة الوسطي القاهرية بدرجاتها المختلفة من القمة إلي القاع. وكذلك الفتاتان اللتان ترتبطان باثنين منهم. وهم جميعاً من سكان القاهرة المتأمركة أو القاهرة الثالثة "الأولي الفاطمية الإسلامية منذ ألف سنة. والثانية الخديوية الأوروبية من 150 سنة. والثالثة المتأمركة من 30 سنة مع حقبة البترودولار". وفيلم "أوقات فراغ" مصور بأكمله في بيوت وشوارع هذه القاهرة الثالثة وأشهر أحيائها "المهندسين ومدينة نصر". وسواء كانت الاشارة إلي المقاهي والمطاعم الأمريكية في الحوار أو تصويرها من الداخل والخارج اعلانات مدفوعة أو لم تكن فهي تعبير عن المناخ الذي يصنع ثقافة ذلك الجيل.

وتتكامل شخصيات الفتية الأربعة والفتاتين في التعبير عن أزمات جيلهم علي نحو درامي مؤثر وجذاب. فلا توجد أحداث بالمعني التقليدي. وإنما مجموعة من المواقف العادية التي تحدث كل يوم. ويقرأ عنها المتفرج في صفحات الحوادث وأبواب الشكاوي والاعترافات. ولكن يتم التعبير عنها في صياغة درامية تجعله وكأنه يسمع بها لأول مرة في ساعة ونصف الساعة من المتعة الفنية التي يقدمها فريق من أمهر السينمائيين علي رأسهم المصور سمير بهزان والمصمم فوزي العوامري والمونتيرة مها رشدي. وممثلون كبار في أدوار قصيرة مثل محمد أبو داود وحنان يوسف وأحمد مرسي.

حازم "أحمد حاتم" من أعلي الطبقة الوسطي "والده طبيب معروف ووالدته سيدة مجتمع كل منهما في عالمه ولا يعلمان شيئاً عن ابنهما". وأحمد "عمرو عابد" من قاع نفس الطبقة "يذكره والده دائماً بضرورة التفوق. ويحاصره حتي يطرده من البيت يأساً منه". وعمرو "كريم قاسم" الذي لا يعاني الفقر وإن لم يصل إلي رفاهية حازم. ويعيش في سلام مع والدته وأخته رغم ان والده تزوج من أخري وترك البيت. ولكن والده مع ذلك يفرض عليه دراسة الهندسة بينما يريد دراسة الإعلام ليكون صحفياً. وتعلق والدته: ولكني أراك لا تحب القراءة أو الكتابة. ويرد عليها: ولكني لا أعرف ماذا أقرأ وماذا أكتب. أما الشاب الرابع طارق "أحمد حداد" فهو شخصية ثانوية تستخدم درامياً كمرآة تكشف حيرة وتخبط الأصدقاء الثلاثة. وخاصة عندما يقتل في حادث سيارة. ويقول قبل وفاته "خايف أقابله" أي انه يخاف الله سبحانه وتعالي فتنقلب حياة الثلاثة رأساً علي عقب. وتصبح كل أوقاتهم في المساجد يصلون ويقرءون القرآن الكريم.

مفاهيم سطحية

الجملة التي يقولها طارق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة تعبير عن المفاهيم الدينية التي تنشرها البرامج الدينية. وفقرات الفتاوي في برامج المنوعات عبر الفضائيات. والتي جعلت الشباب يتصورون ان العلاقة بين الفرد المسلم وخالقه علاقة خوف من شدة العقاب. وليست علاقة خشية من عمق الإيمان. وكأنه سبحانه وتعالي يحتاج إلي إيمان من يؤمن به. وكأن إسلام المسلمين في مصر كان ناقصاً منذ ألف وأربعمائة عام حتي جاء الفتح الحقيقي مع فضائيات التليفزيون. ويعبر الفيلم عن هذا المعني عندما نري الشباب الثلاثة في المساجد يتذكرون جملة طارق وهم يصلون في اللقطات الوحيدة التي تخرج من الزمن الحاضر إلي الماضي القريب. ويتأكد تأثير دعاة الفضائيات السطحي عندما نري الشباب الثلاثة وهم يعودون إلي سيرتهم الأولي بعد مرور أسابيع قليلة علي مصرع صديقهم. فالمسلم الحق يصلي ويقرأ القرآن الكريم. ولكن الإسلام لا يطلب منه التفرغ لذلك.

ويعبر الفيلم عن نفس المعني من خلال شخصية منة "راندا البحيري" التي تتبادل الحب مع حازم عندما ترتدي الحجاب ذات صباح وتفسر ذلك بقولها "سمعت شريطين لعمرو خالد". ففي مساء نفس اليوم تذهب إلي حفل عيد ميلادها في مطعم أمريكي وقد خلعت الحجاب. انها النتيجة المنطقية عندما لا يصبح التركيز في نشر المفاهيم الدينية علي القيم الأخلاقية الرفيعة والمبادئ الانسانية السامية. ويصل التعبير عن ثقافة هؤلاء الشباب ومفاهيمهم الدينية السطحية إلي ذروته عندما يقوم حازم بممارسة الجنس مع منة في سيارته ثم يرفض الزواج منها لانها وافقت. ورغم انه الذي دفعها وضغط عليها ورغم الحب الذي يربط بينهما. وعندما تتفق أسرته مع أسرتها علي زواجهما في قسم الشرطة يقوم بتطليقها لنفس السبب ثم يحزن عندما تتزوج من شخص آخر.

وفي مقابل منة هناك مي "صفاء تاج الدين" التي تتبادل الحب مع أحمد. وتحاول إنقاذه. وعندما تفشل تتركه دون تردد. انها ليست ضد الحجاب فهي تقول لمنة عندما تراها ترتديه "مبروك". ولكنها لا تنشغل بالحجاب. وإنما بدراستها لتصبح صيدلانية ناجحة مثل أي فرد مسلم يدرك ان الدين ليس وظيفة. وإنما يساعد بالقيم وبالمبادئ علي إتقان الوظيفة. وعلي النقيض من منة ترفض مي أن يلمسها أحمد عندما تذهب إليه في الشقة التي أقام فيها بعد أن طرده والده. وأصبحا منفردين معاً لأول مرة.

اللغة والتفاصيل

ولغة حوار الشباب في الفيلم هي اللغة التي تستخدمها الأفلام السائدة كنوع من الاستظراف السمج. ولكنها هنا لغة جيل لا يعرف اللغة العربية. وينهي وجودها في حياته من دون أن يدرك انها أساس بقاء ثقافته. وان الثقافة من مقومات البقاء. وان التاريخ يعلمنا أن هناك شعوباً اندثرت لانها لم تحافظ علي ثقافتها بالاهمال أو بالانغلاق وعدم التفاعل مع ثقافات الآخرين.

وكل تفاصيل "أوقات فراغ" تعبر عن زمن الفيلم زماننا الراهن وتجعلنا نعيشه علي الشاشة. ونتأمله. ونعيد اكتشافه مثل كل عمل فني واقعي عميق وأصيل مثل الكمبيوتر علي مكتب عمرو في البداية يشاهد عليه في الخفاء سي دي من أفلام البورنو. وبعد موت طارق يشاهد عليه مع صديقيه سي دي من أحاديث عمرو خالد. ومثل الطالب في كافتيريا الكلية يصور منة بكاميرا الموبايل وهي لا تدري. ومن دون أن تلاحظ ظهور أجزاء من صدرها وهي تنحني ببراءة علي مقعدها. وغير ذلك من تفاصيل الحياة اليومية "أوقات فراغ" صرخة جيل يعبر عن عالمه وأزماته ومستقبله الغامض ويبدو ذلك عندما يبدأ والأصدقاء الثلاثة في الملاهي وينتهي وهم في الملاهي أيضاً ليس بقصد إغلاق القوس وإنما علي العكس لاطلاق صرختهم بالفعل فنحن نراهم في الدائرة الكبيرة الدوارة. ولكنها تتوقف بهم بين السماء والأرض لانقطاع الكهرباء عنها فيصرخون: "الدور لسة في أوله.. هتسيبونا كده متعلقين.. النور.. النور يا ريس".

الجمهورية المصرية في 28 يونيو 2006

 

أوقات فراغ.. كلاكيت أول مرة!

كريم الشناوي - قلم رصاص - القاهرة  

"للكبار فقط".. عبارة تعودنا أن نراها على الكثير من أفيشات الأفلام العربية، ولكن هناك عبارة أخرى أهم، وهي "للشباب فقط"، يستحقها فيلم من نوع آخر، وهو "أوقات فراغ"، فهو فيلم شبابي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

طيش، حرية، تهور، ضياع، تمرد، فراغ.. كلها صفات ترافق مرحلة الشباب، وكلها أيضا محاور في "أوقات فراغ" الذي يستحق بشدة لقب فيلم الشباب الأول لهذا الصيف، فقد ناقش كل تلك المشكلات وأكثر وبطريقته الخاصة، فأبطاله شباب والقصة لكاتب شاب.

أول مرة سينما

"أول مرة سينما".. عبارة أخرى يجسدها الفيلم؛ فأبطاله هم مجموعة من الوجوه الشابة يدخلون عالم السينما لأول مرة، وهم: أحمد حاتم وكريم قاسم وأحمد حداد وعمرو عابد وصفا تاج الدين، أما راندا البحيرى - وهي أقدمهم نسبيا – فهي البطولة الأولى لها، فقد أعادت اكتشاف نفسها فى دور مميز من خلال هذه المجموعة.

ولم تكن تلك هي التجربة الأولى للأبطال فقط، بل السيناريو أيضا انتهى الشابان (عمر جمال – محمود مقبل محمد) من كتابته وعمرهما 17 سنة، أما المخرج محمد مصطفى، فالفيلم يعد أول تجربة إخراجية له بعد فترة طويلة من العمل كمساعد مخرج.

الفيلم يتناول مشاكل الشباب بشكل واقعي غاب أو ندر فى السينما المصرية لفترة طويلة، وهو قريب جدا من حياتنا العادية.

فأبطال الفيلم عمرو، وهو شاب ينتمي لأسرة غنية، ينشغل عنه أهله، وحازم الذي ينتمي لأسرة متوسطة ينفصل والده ويعيش مع والدته، فتتعامل معه على أنه كبير البيت، وهو فى الوقت نفسه يدرس الهندسة مرغما بسبب رغبة والده ويريد أن يدرس فى كلية الإعلام ويعمل فى الصحافة.

أما الثالث، فهو أحمد وهو شاب من أسرة أقل مستوى من صديقيه، ويعانى من تزمت والده وعدم قدرتهم على الحوار، فيلجأ إلى الهروب من مواجهة والده بالكذب فى معظم الأحيان والأصدقاء الثلاثة يمضون أوقاتهم فى شرب المخدرات أو التسكع أو حتى الجنس، مع لحظات تمرد كثيرة لكل منهم على حياتهم بسبب نمطيتها.

أما منة (راندا البحيرى)، فعلى علاقة متذبذبة مع عمرو، وهي شخصية مترددة ترتدي الحجاب، ثم تخلعه مرة أخرى، وهو ما ينعكس على علاقتها مع عمرو، وتقوم صفا تاج الدين بدور صديقة أحمد، وعلى عكس منه، فهي شخصية قوية تحاول أن تحتويه وتصلح منه، وأغلب مشاكلهما بسبب تصرفاته غير المسئولة.

حياتهم.. شباب

وخلال الفيلم يتنقل هؤلاء الشباب ما بين أحوال مختلفة ما بين التدين الشديد وبين الإنصراف إلى المخدرات والجنس، وهم فى هذا التذبذب يعكسون حالة الاضطراب التى يعيشونها ويعيشها معظم الشباب.

وعلى الرغم من إنها التجربة الأولى لمعظمهم، فقد لاقى الفيلم إعجاب معظم النقاد والمخرجين الذين شاهدوه، وذلك فى العرض الخاص للفيلم فى نقابة الصحفيين، إلا أن نجاحه الأكبر كان بين الشباب، حيث رأى الكثير منهم أن الفيلم يعكس حياتهم بالضبط ويجسد مشاكلهم وأحاسيسهم والواقع أنك ستجد جميع شخصيات الفيلم فى حياتك، ما بين أصدقاء وجيران وزملاء أو حتى قد تجد نفسك فى شخصية من تلك الشخصيات.

كلام كبار

على الجانب الفني وعلى الرغم من تمييز مستوى الفيلم بشكل عام، إلا أن القصة والسيناريو شابهما بعض المشكلات، فالفيلم ركز على رسم الشخصيات بشكل كبير فظهرت عميقة وتعايشنا معها بشكل كبير، إلا أن ذلك جاء على حساب الحدث أو المشكلة، وهذا التركيز على عرض الشخصيات أدى إلى تحول الفيلم في أوقات كثيرة لشكل سردى تسجيلي، كما ساهم في الشعور ببطء الإيقاع فى بعض الأوقات في الفيلم خصوصا فى الجزء الأول، وإن كان البعض يرى أن فى ذلك انعكاسا لحياة الشباب انفسهم ونمطيتها.

وربما كان الهدف منها التطويل في الجزء الأول هو التأكيد على تصوير ونقل حياة هؤلاء الشباب بما بها من فراغ وشهوانية، ورغم أن هذا التطويل كان له تأثيره الإيجابى على معظم الشباب الذين شاهدوا الفيلم، حيث توحدوا مع أبطاله، وشعروا أنه يحكى حياتهم بشكل مباشر، إلا أن هذا جاء على حساب باقى عناصر الفيلم، فقد تم اختزال الجزء الثاني، وهو الأهم نسبيا، كما ضاع الإحساس بالحدث أو المشكلة مقابل الإحساس بالشخصيات، فالكثير خرجوا من الفيلم فى حالة إعجاب شديد به، ولكن دون وضوح لمشكلة محددة فى الفيلم.

وإذا كان لنا تعليق سلبي على السيناريو، إلا أن الحوار جاء مميزا، وواقعيا ويعد من أبرز عوامل نجاج الفيلم لدى الشباب، ولعل أهم ما ساعد على ذلك هو صغر سن عمر جمال كاتب السيناريو، فهو يكتب بلغته وعما يراه فى حياته، فجاء الحوار تلقائى وغير مفتعل.

التمثيل من أبرز إيجابيات الفيلم، فعلى الرغم من أن الفيلم يمثل التجربة الأولى لجميع الأبطال عدا راندا البحيرى، إلا أن أداءهم جاء مقنعا وطبيعيا وتميزوا فى أداء هذه الأدوار، وربما ساعدهم في ذلك مدى قرب الحوار للغتهم وحياتهم الطبيعية، إلا أن هذا لا ينفي وضوح الموهبة لديهم وخصوصا صفا تاج الدين والثلاثي أحمد وكريم وعمرو.

أما المخرج محمد مصطفى، وفي أول تجربة إخراجية طويلة له، أثبت أن لديه رؤية معينة للفيلم جاءت واضحة فى كل عناصر العمل، حتى أن بصمته تبدو واضحة على جميع العناصر، حتى السيناريو على الرغم من نفيه أن يكون قد تدخل فيه.

وبعيدا عن مشكلة الإيقاع فى بعض الأجزاء من الفيلم، إلا أن المخرج استطاع أن يتغلب على طول بعض المشاهد من خلال التقطيعات وتوزيعها على عناصر الصورة، مما خلق نوعا من سرعة الإيقاع، كما أن مشهد النهاية يحسب للمخرج، فعلى الرغم من بساطته، إلا أنه جاء مؤثرا جدا، وبشكل فنتازي، كان من الممكن أن يظهر بشكل سيء، لولا تمكن المخرج من أدواته.

وكذلك جاءت صورة الفيلم جاءت مميزة، وربما يرجع ذلك بشكل كبير لطبيعة أجواء التصوير، حيث كثرت المشاهد الليلية، مما أعطى فرصة للمخرج ومدير التصوير (سمير بهزان) لخلق جو عام بالإضاءة استطاع من خلالها تكثيف الحالات المتعددة فى الفيلم وفق رغباتهم وبحرية أكبر، فتميزت على سبيل المثال مشاهد إضاءة شوارع مصر الجديدة ليلا ومنها مشهد الحادث، إلا أن الفيلم لم يخلُ من بعض الأخطاء فى الإضاءة، خصوصا فيما يتعلق بمراعاة مصادرالضوء.

كما استخدمت الموسيقى بشكل محدود في لحظات معينة، وذلك من أجل تكثيف الحالة، وقلة الاستخدام تحسب للمخرج، فهو لم يرد أن يخلق جوا ميلودراميا مأساويا، وإنما أراده فيلما واقعيا، فجاء استخدام الموسيقى قليل، حتى يكون لها التأثير المطلوب فى لحظات معينة، فالعبرة ليست بملء شريط الصوت بالموسيقى والمؤثرات، ولكن بمدى ملائمة هذه الموسيقى لمشاهد الفيلم.

ومما يلفت الإنتباه أيضا عدم استخدام أية موسيقى لحظة موت صديقهم، ولكنه فضل الاستعاضة عنها بلحظات من الصمت مرت، وكأنها دهر وحققت تأثير أقوى مما كان سيحدث فى حالة استخدام الموسيقى كما هو شائع فى أفلامنا!!، فهو بذلك راهن على قوة مشهده وعلى أداء ممثليه دون اللجوء لعناصر تأثير أخرى، وقد ربح الرهان وكان المشهد من أكثر المشاهد حرفية فى التنفيذ وتأثيرا على الجمهور.

وعموما، فإن هذا الفيلم – رغم أية سلبيات – يستحق الإشادة، وتجربة تستحق التشجيع، فقد عكس الفيلم واقع الكثير من الشباب في المجتمع المصري – حتى وإن جاء ذلك بشكل صادم – ويمكننا أن نعتبره توثيقا لحالة من الفراغ الشديد الذى يعانيه الشباب.

كما أنه لفت الإنتباه للعديد من القضايا التى تشغل مجتمع الشباب وحتى إن لم يقدم حلولاً لهذه المشكلات، فإنه وعلى الأقل ألقى الضوء عليها على أمل الإنتباه لها، كما أن الفيلم دليل على أن أربعة ملاببن جنيه، شاملة تكاليف الدعاية، – وهو ليس مبلغا كبيرا فى ميزانيات الأفلام حاليا– تصلح لصنع عمل جيد يتناول موضوع جاد، ولا يعتمد على الإسفاف فى جذب الجمهور.. أليس كذلك؟!

موقع "عشرينات" في 1 يوليو 2006

 

نجاح تجربة «القلا» في شباك التذاكر يفتح الباب لتجارب سينمائية شابة 

القاهرة/ الحياة: تصدر الشريط السينمائي «عمارة يعقوبيان» لعادل إمام قائمة إيرادات السينما المصرية في اسبوعه الثاني محققاً 8.5 مليون جنيه، وجاء في المرتبة الثانية شريط «لخمة راس» لأشرف عبدالباقي وأحمد رزق وحقق في أسبوعه الرابع 4.2 مليون جنيه. والمفارقة أن الشريط السينمائي «أوقات فراغ» للمنتج حسين القلا والذي يقوم ببطولته عدد من الوجوه الجديدة حقق المرتبة الثالثة في الإيرادات برصيد 2.5 مليون جنيه في أسبوعه الثالث. ومن بعده جاء شريط «زي الهوا» لخالد النبوي وداليا البحيري برصيد مليون وثلاثمئة ألف جنيه، ثم شريط «العيال هربت» للمطرب حمادة هلال ومحمد نجاتي 922 ألف جنيه في الأسبوع الأول، أما شريط «الغواص» فحقق 80 ألف جنيه في الأسبوع الرابع لعرضه، وجاء في المركز الأخير شريط «الفرقة 16 إجرام» برصيد 130 ألف جنيه.

اللافت في الموسم السينمائي الحالي وطبقاً للإيرادات أن الأشرطة السينمائية التي تحفل بها دور العرض جذبت فئات جديدة من الجمهور كما قالت إسعاد يونس المنتجة والموزعة. ففيلم «عمارة يعقوبيان» جذب شريحة من الجمهور كانت قد توقفت عن ارتياد دور العرض وهي الفئة العمرية من 40 إلى 50 عاماً، وحتى الآن الجمهور التقليدي (تقصد شريحة الشباب) للموسم الصيفي لم يظهر في شكل قوي، خصوصاً أن الأشرطة السينمائية لنجومه المفضلين لم تعرض بعد وهم أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد ومحمد هنيدي.

أما تجربة حسين القلا التي وصفها البعض بأنها «انقلاب سينمائي» في السوق المصرية، فقد استطاعت جذب فئة عمرية إلى دور العرض هي فئة المراهقين، كما جذب الفيلم العائلات أيضاً، وأرجع القلا نجاح الشريط إلى أنه «صادق ولا يكذب فهو من الشباب وإليهم. فأبطاله شباب من الفئة العمرية نفسها، يتحدثون لغة الشباب سواء في الشارع أو في حواراتهم الخاصة».

ويبدو أن نجاح مغامرة القلا الانتاجية ستفتح الباب أمام المنتجين والمخرجين لاكتشاف وجوه جديدة وتقديم تجارب مماثلة، فالمنتج هاني جرجس فوزي انتهى هو الآخر من تصوير شريطين سينمائيين «علاقات خاصة» و «استغماية» بوجوه جديدة بلا رصيد يذكر في السينما المصرية.

الحياة اللبنانية في 7 يوليو 2006

 

سينماتك

 

ثورة مكتومة ضد الكبار تُنذر بالانفجار...

بعيداً من المعالجة الدرامية التقليدية.. «أوقات فراغ» شباب ضائع وأحلام مكسورة ومستقبل غامض

هاشم النحاس

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك