تدمر ـ القدس العربي: التاريخ أم استلهامه؟ تلك كانت الإشكالية الأساسية في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أسرة فيلم المهد ، حيث تجري حاليا عمليات التصوير في مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، إذ بنت شركة الريف الإماراتية المنتجة للفيلم مدينة سينمائية خاصة لهذه الغاية، بعد أن تعذر التصوير في إمارة الفجيرة لشدة الحر.

والمهد يعتبر أول فيلم روائي طويل إماراتي، يحمل توقيع محمد ملص مخرجا، ويشارك في تمثيله عدد من الفنانين العرب والسوريين، لكن مروحة الفنيين المشاركين في تنفيذ هذا الفيلم تتسع للكثير من الأسماء العربية والعالمية، والتي تهدف الشركة المنتجة من وراء توظيفها لمحاولة الوصول إلي مستوي عالمية الإنتاج، بينما يذهب موضوعه في التقاط لحظة تاريخية قد تشي بموقف الأنا تجاه الآخر، أو الأمة إزاء غزو خارجي، كما صاغها الكاتب حمدي البصير كقصة، إلا أن الدكتور رياض نعسان آغا الذي قام بكتابة السيناريو حاول توظيف معطيات محددة من التاريخ دون سواها، فيما أسماه استلهام التاريخ، مضيفا خط أبرهة الحبشي الذي غزا مكة المكرمة في عام الفيل، وهو عام مولد الرسول العربي محمد بن عبد الله،مستبعدا الخوض في إشكالية المقدس الديني لصالح التأكيد علي الهوية القومية في عمقها الزمني والأنطولوجي أيضا.

شارك في المؤتمر الصحافي كل من الدكتور القلعة والمخرج ملص مع السيد هاشم قيسية مسؤول شركة الريف المنتجة، بالإضافة للسيناريست حمدي يوسف والممثل هشام عبد الحميد من مصر، والممثل السوري الكبير خالد تاجا، وقد حضرت القدس العربي وشاركت في هذا المؤتمر الصحافي.

تحدث الدكتور رياض نعسان آغا بداية عن فكرة الفيلم قائلا:

هذا الفيلم ثمرة تعاون فني عربي كبير، بإنتاج إماراتي وإخراج وسيناريو سوري، وكوكبة من الممثلين والفنيين العرب والأجانب، شاء منه فريق العمل فيلماً علي مستوي عال يطرق باب العالمية، وهيأ لإنجاحه كافة الظروف المادية والفنية.

فكرته الأساسية تدور حول كيف تتصرف الأمة حين تتعرض لغزو خارجي يريد طمس هويتها. وهو يُجسّد ردة فعل الأمة حين يأتيها غزو خارجي، وقد تبلورت الفكرة عندما قدمها الكاتب حمدي البصير الذي كتب قصة الفيلم.

ومع اكتمال الفكرة ـ يضيف الدكتور نعسان آغا ـ قال لي الأستاذ هاشم قيسية من تقترح علينا مخرجا لهذا الفيلم، وعلي الفور قلت المخرج محمد ملص، الذي تمكن عبر مسيرته الفنية الطويلة من أن ينشئ ويشق لنفسه طريقا هاماً عبر أفلامه المهمة، التي طرح خلالها قضايا هامة بحس جمالي متميز.

هذا الاقتراح ورطني بكتابة السيناريو، فقمت بإعادة صياغة الفيلم وكتبت سيناريو له وقمت بتحويل القصة ما بين التاريخ والاستلهام منه، وما بين التاريخ والواقع.. هذه المحاولة جعلتني أتعلم الكثير عن السينما من صديقي محمد ملص، واعترف لكم أني كتبت السيناريو ثلاث مرات وأنا سعيد جدا بذلك.

·     هل تعاطيتم مع الفيلم كوثيقة تاريخية أم كفن جمالي محض، وكيف استطعتم التغلب علي تحدي التاريخ الذي واجهتموه في الفيلم، وكيف تعاملتم مع المقدس بوصفه يتناول مرحلة تاريخية مهمة قبل ظهور الإسلام؟

لا أدري إن كان هذا الأمر غائما أو واضحا لان الفيلم لم ينته تصويره بعد. بالنسبة لي فأنا أضفت خط أبرهة الحبشي لموضوع الفيلم ، لان أبرهة غزا هذه الأمة في العام الذي ولد فيه النبي المصطفي، وهو ما يسمي عام الفيل، وكان غزو أبرهة يهدف إلي طمس الهوية العربية، عندما أقحمت أبرهة في الفيلم بوصفه جاء لليمن وأقام فيها مملكته و بني فيها كنيسته، وبالتالي كان لديه مخطط أن يهدم البيت (الكعبة المشرفة)، كان يعنيني أن استنبط وأستبعد المقدس من الرموز، فالفيلم يفصل بين ديانة أبرهة المسيحي وبين كونه ينفذ غزواً. لم يكن أحد من الجزيرة العربية قبل الإسلام يقاوم المسيحية ولا يوجد في تاريخنا القديم أي حكاية أو أي راوية لمؤلف تذكر مقاومة مسيحية، كان هناك تعددية في الجزيرة العربية.. كانت هناك المسيحية واليهودية، لذلك فالمسألة أعمق وأبعد من المقدس الديني.

لقد تعاملت مع الكعبة بوصفها رمزاً للهوية العربية والفيلم يذكرها علي أنها ليست مقدسا دينيا وإنما هي رمز، والفكرة الأساسية هي الغزو. وهنا أنا لا أُزوّر التاريخ، أنا أُقدّم لوحة مستوحاة من التاريخ، ومهمة الفن فيها أن يحاكي التاريخ ويجاريه ويماشيه ويعيد قراءاته، باختصار: الفيلم ليس تاريخياً ولكنه لا يخالف الوثائق. كذلك الفن ليس بحثاً أكاديمياً، إلا أنه بالمقابل ليس قرصنة،ولا يحق للفن أن يزيّف التاريخ، وهذه علاقة جدلية بين الفن والتاريخ.

ووصف الدكتور وزير الثقافة عمليات التحضير للفيلم بالقول: (كنا نعمل معا ونلتقي كل ليلة لساعات طويلة وكان هذا الحوار المعمق ينعكس علي رؤية أوسع للفيلم.. والرؤية كانت رائعة، سرعان ما وسعت من خلال مطالب الأستاذ محمد ملص الذي يقدر الإبداع المتميز علي صعيد السينما، فقام بالاستعانة بخبرات أجنبية بالإضافة إلي وجود فنانين كبار من مصر ولبنان والأردن وتونس وغيرها من الدول العربية، وكذلك من الدول الأوروبية، وهذا التجمع يعكس رؤيتنا للثقافة المشتركة التي تجمعنا معا، وحول الإنتاج ذكر قائلاً: أعلم أن إنتاج الفيلم هو مغامرة كبيرة وهو مكلف في زمن سينما تستعجل الأرباح.

·         لماذا العودة إلي المواضيع التاريخية الآن..؟

أنا لم أكتب نصاً تاريخياً، إنني استلهم من التاريخ، والفيلم السينمائي ليس أطروحة ماجستير تقدم في كلية التاريخ، وأنا لست في هذا النص باحثاً أكاديمياً، بالطبع درست المرحلة التاريخية دراسة معمقة، ولكني بعد أن قرأت في تراثنا استبعدت أكثر من 80% من المعلومات، فأنا لا أريد عبرها إلا قراءاتي لما ينفعني كفيلم سينمائي، أما لماذا تم اختيار أبرهة؟ فلأنه أجنبي جاء ليغزو أمتنا واعتقد أن اختياري وخياري لقصة جيش أجنبي يغزو أمتنا لن يكون سرا أو لغزاً فالصحافيون والمشاهدون سيعرفون فيما بعد لماذا أبرهة، وما الرسالة التي سيحملها الفيلم...

·     هل هدفتم إلي إسقاطات معاصرة من وراء الرؤية التاريخية لهذا الفيلم؟ وإذا كان الخطاب الفكري للفيلم يتحدد بخطوطه العريضة ويحدد الصراع وفق إطار قومي، ألا ترون أن الحرب الأمريكية التي نعيشها الآن تجاوزت أي بعد قومي خاصة وأن الرد علي ما تفعله أمريكا الآن هو عالمي أيضاً؟

أنا لا أزج أمريكا في فيلم المهد ولا أتـوقف عند مفهوم القومية لأن الفيلم يتحدث عن مرحلة ما قبل سايكس بيكو.. والفيلم ينظر إلي العرب كقبائل من أمة عربية وليس كدول، قد تكون القبائل تعكس الحالة القومية التي نعيشها اليوم، لكن العرب لم يكونوا ممزقين، بل كانت بينهم علاقات دم وعلاقات لغة ونسب، فالعرب كما كل الأمم ينتمون إلي آبائهم، وهكذا تتشكل القبيلة ومنها تتشكل الشعوب، و كما قال الله تعالي: وجعلناكم شعوباً وقبائل، أما مسألة العولمة فهي غير مطروحة في الفيلم، حتي أن حملة أبرهة الحبشي علي الجزيرة العربية كانت في عام الفيل، حين لم تكن هناك مثل تلك المفاهيم، ولم تكن هناك ولايات متحدة، فهي كانت أرضا لم يكتشفها العالم القديم، ولا نريد أن نقحم هذه الأشياء بما ليس لدينا.

·         ماذا قصدتم بعنوان الفيلم (المهد)..؟

أخذت النص الأول كمادة خام وحافظت عليها وحافظت علي اسم (المهد) الذي كان عليه، وكلمة (المهد) تكشف نفسها وأجمل ما في العنوان أنه يفتح مسارات لمحاولة التفكير، فهنا الأرض، وهو المهد وهو الانتماء، والمهد هو ما يتعلق بالذاكرة وهو مرتبط بالذاكرة المعاصرة، وبلادنا العربية مهد الحضارات، وهذه المنطقة مهد التواصل الحضاري الإنساني ، لذا لم أنكر هذا العنوان بل أبديت إعجابي به.

·         لماذا استبعدتم المؤسسة العامة للسينما من إنتاج الفيلم؟

ببساطة أنا والأستاذ محمد ملص لم نطرق باب المؤسسة العامة للسينما، كون مؤسسة الريف هي التي دعتنا، ونحن استجبنا للدعوة.

المخرج السينمائي محمد ملص قال انه لا يستطيع أن يرد علي الإطراء الذي سمعه إلا بإرجاعه إلي الجهد الكبير الذي يقدمه كل فريق الفيلم الكبير، الذي يعمل ليلا ونهارا من أجل أن يرد علي هذا الإطراء السينمائي وليس الشخصي تجاه كل ما قيل حول الفيلم، وأضاف المخرج ملص: أريد أن أحقق هذا الفيلم لنرفع به رؤوسنا كسينما وكموضوع وكفكرة، وأصارحكم أنني كنت أتساءل لماذا هذه الدولة، دولة الإمارات، يوجد لديها كل شيء ما عدا السينما. وجاء هذا المشروع و وراءه كل هذا الجهد والطموح والتحدي ليكون فيلما جيدا يحقق إنتاجاً سينمائياً في دولة الإمارات.

·     فيلم المهد كموضوع هل هو فيلم تاريخي؟ ومتي يحق للمخرج أو المؤلف أن ينتقي من التاريخ ويوظف ما انتقاه من أجل فكرة معينة ويستبعد بعض محطات التاريخ؟ وما هو الفرق بين العمل التاريخي والعمل الذي يستلهم موضوعه من التاريخ؟

حين أقدم د. رياض نعسان آغا علي تحقيق هذه التجربة علي صعيد الكتابة وأنجز ما أنجزه، قال لي العبارة التالية لا تنظر إلي هذا النص كسيناريو يجب أن ينفذ، لقد قدمت لك مادة افعل بها ما تشاء .. ولا أخفيكم كنت أتمني لو يكتب لي ذلك، ولكني خجلت منه، فقال لي حرفياً: إن هذا النص هو قماشة طويلة ممتدة عليك أن تصنع منها فيلماً، لأن الفيلم في النهاية، ولأن السينما هي نص منفرد لصورة المخرج...

وهنا أريد أن أؤكد علي نقطة واحدة أن هذا الفيلم ينتمي إلي السينما، بمعني أن الموضوع يتناول أحداثاً تعود إلي مرحلة من تاريخنا، ولكننا بالاتفاق مع د. رياض نعسان آغا كنا نريد أن نقدم قراءة للمرحلة التاريخية، وليس ادعاء التماهي بداخلها.. واعتبر أن هذا التوجه هو ما سيعطينا مصداقية التعبير، لأننا لا نريد أن نكثر من الادعاء، ولكن نريد أن نقدم الحقيقة كما نقرأها، وكما نريد للمتفرج اليوم أن يعرف لماذا نتحدث عن ذلك دون إسقاطات أخري، وهذا ما نريد أن نحققه، وأتمني أن أكون قادراً علي تحقيقه.

·     المخرج محمد ملص بدءاً من أحلام المدينة إلي فيلم الليل يتناول موضوعات راهنة، ألا تري اليوم أن هذا الموضوع غريب عنك؟ كم يشبهك إخراجياً وأنت من افتتح سينما المؤلف في سورية؟ كيف تري تجربة إخراج فيلم ليس من كتابتك؟

فيما يخص موضوع الغربة وما يخص ما حققه أي سينمائي، دعنا ننتظر ونر الفيلم، ولكن صدقني في كل ما تحقق من مشاهد حتي اليوم لم أشعر بأي غربة لا في الحوار ولا في الشخصيات التي أمام الكاميرا. لنر هل استطعت التعامل مع موضوع آخر لم أكتبه، ومع مرحلة زمنية لا أعرفها إلا عبر الأخبار حتي لا توجد وثائق مكتوبة، دعنا ننتظر لنر الفيلم، هل أستطيع تحقيق فيلم كهذا أم لا؟

·         لماذا يتردي وضع السينما السورية، وكيف يمكن لها أن تستعيد حضورها؟

هذا يعود لسياسة السينما في سورية، وللمسؤولين عن السينما السورية، وأنا رأيي ـ أمام صديقي وأخي الدكتور رياض نعسان آغاـ أقوله بصوت عالِ: الإشكالية في السينما السورية لا تكمن في المخرجين أو الموضوعات، وهذه السينما منذ 15 سنة وحتي الآن كانت قادرة علي إنتاج أكثر من عشرين فيلما، وكنا قادرين أن نصل بأفلامنا إلي كل المنطقة العربية، لكن لماذا نحن هكذا؟ ولماذا السينما علي هذا النحو؟ هذا السؤال ليس مطروحاً لكي أجيب أنا عليه، ولكنه مطروح أمام بلدي لتجيب عليه.

·     هل حقا أن محمد ملص لا يعطي نص السيناريو إلي الممثلين إلا وقت التصوير؟ وهل صحيح ما تنشره بعض وسائل الإعلام بأنك تشيع عن كون أفلامك ممنوعة؟

هذا خالد تاجا أمامك، اسأله إذا أعطيته السيناريو أم لا، فهو يجيبك، دعني من الشائعات، بالمقابل إذا كانت وسائل الإعلام تشيّع أن أفلامي ممنوعة، فتأكد أنها إشاعة غير صحيحة، لأنني أحلم ولا زلت أحلم وأعمل بكل جهدي من أجل أن تصل أفلامي إلي الناس، لأنني مؤمن بها، وأنا لا أشيع.

إذا أردت الحقائق، فأنا أقول أنه منذ عام 1974 مُنع لي فيلم واحد في سورية تحت الشمس... فوق الأرض لا أدري إذا كنت شاهدته، وسامحني علي ذلك، لكنني لا أشيع أن أفلامي ممنوعة لأنني لا أحتاج إلي هذه الشائعة.

·         لماذا لا تتعامل مع فنيين وفنانين سوريين؟

أنا أتعامل مع مدير تصوير الزوروك من البرتغال، سبق له وتعامل مع أربع أو خمس مخرجين سوريين، ولست الوحيد، نعم أنا أتعامل ليس مع الطاقم الأجنبي، ولكن مع السينمائي الذي أعتقد أنه يحقق لي فيلمي، وأعتقد أنه من حقي أن أستعين بأي فني عندما أدرك قدرته علي تحقيق ما أريده فنيا.

أما فيما يخص الممثلين فكل أفلامي تنتمي إلي الممثلين السوريين الذين أعرف أنهم يستطيعون أداء أدوارهم المهمة لدي، وليست خياراتي لممثلين بالمطلق، ولكنني أحمل تقديراً عالياً للممثل السوري، واعتبر أن في سورية ممثلين قليلي الحظ، رغم أنهم مدهشون بطاقتهم وإمكانياتهم، وإحدي النتائج التي توصلت إليها حين حققت فيلمي باب المقام أنني قررت الاستعانة ب 90 إلي 95 بالمئة من طاقم العمل من ممثلي حلب، ووجدت قامات مهمة في هذه المدينة، ومن سوء حظي أنني لم أحتج في هذا الفيلم للاستعانة بكل من اعتقد أنهم ممثلون كبار في سورية، ولكنك تستطيع أن تري اليوم بيننا الكثير من الأسماء الهامة في سورية. كما استضفت، كضيوف شرف، الفنان الكبير عمر حجو، والفنان محمود حامد من حلب، والذي لعب دوراً مهماً في فيلمي باب المقام . وأخيراً أقول إن السينما في رأيي الشخصي ليست هوية قومية بل هوية فنية وشكراً.

وفي سؤال للشركة المنتجة حول توجهها لإنتاج هذا العمل السينمائي.. قال الأستاذ هاشم قيسية: الحقيقة نحن نبحث عن أفلام وأعمال متميزة، وقد اتخذنا سياسة جديدة تهدف إلي إنتاج أعمال درامية سورية وخليجية ومصرية كل عام. وحاليا في مجال السينما وإضافة لفيلم المهد نقوم بتصوير فيلم مهمة صعبة لكاتبه حمدي يوسف، كما نقوم بالتحضير لفيلم آخر سنبدأ تصويره بعد رمضان القادم.

القدس العربي في 7 يوليو 2006

الدورة الثامنة لمهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي...

جديد الأفلام العربية أحمد زكي وبنات البؤس في باريس 

باريس/ الحياة: متأخراً أسابيع قليلة عن موعده الصيفي مرة كل عامين، يقام مهرجان السينما العربية في باريس، في قاعات معهد العالم العربي بين 22 و 30 تموز (يوليو) المقبل. والجديد هذه المرة هو الإعلان عن أن هذه الدورة الجديدة لـ «أشهر مهرجان للسينما العربية في العالم» تقام ضمن اطار «كارافان السينما العربية – الأوروبية».

وكالعادة تتألف دورة هذا العام من تظاهرات عدة ومتوازية، تقدم في باريس، ولكن كذلك في كل من مرسيليا وبواتييه. ومجموع عروض الدورة نحو مئة فيلم (بين طويل ومتوسط وقصير) موزعة على ثلاثة أقسام رئيسة: المسابقة الرسمية للأفلام الروائية، والأفلام التسجيلية، تكريم الفنان الراحل أحمد زكي، وأخيراً «الوثائقيات العربية». وإضافة الى هذا ينظم المعهد ندوة حول «توفير الظروف المناسبة لظهور سوق للسينما العربية - الأوروبية».

واذا كان قد أعلن عن حضور عدد من السينمائيين والنجوم والنقاد ومن أهل المهنة الآخـريـن، فإن الأسـاس يبقى الأفلام الأساسية المشاركة. واذا كان كثر تـوقـعوا أن تعمد هذه الدورة الى عـرض الأفـلام الطويلة وغير الطويلة نفسها، التي سبق أن عرضت في مهرجانات أقيمت خلال العامين الماضيين، فإن إدارة المهرجان تمكنت، على رغم ذلك، من الحصول على أفلام جديدة بعضها لم يسبق عرضه، جماهيرياً، أو حتى على الصحافة، ما يؤكد، مكانة هذا المهرجان كنـافـذة يـطل منها الجديد السينمائي العربي على جمهور يزداد عدداً ونوعية، ويطل منها الجمهور على جديد السينما العربية.

ومن أبرز العروض في هذه الدورة: «المنارة» و «بركات» من الجزائر، و «ظلال الصمت» من السعودية، و «العشق والهوى» و «عمارة يعقوبيان» من مصر، و «أحلام وزمن النرجس» من العراق، و «بوسطة» و «الساحل» و «زوزو» من لبنان، و «البوم» من عُمان، و «تحت السقف» و «صباح» من سورية، إضافة الى «بابا عزيز» جديد ناصر خمير، و «هي وهو» من تونس، والفيلم اليمني الأول «يوم جديد في صنعاء» الذي جال، مثل بعض الأفلام الأخرى، على مهرجانات عدة قبل أن يحط رحاله في تظاهرة معهد العالم العربي.

هذا بالنسبة الى الجديد، أما الحنين، فتؤمنه تظاهرة تكريم أحمد زكي التي تشهد عرض 10 من أفلامه، سيكون أكثرها إثارة للإهتمام، بالطبع «حليم» الذي كان آخر ما حققه قبل رحيله، واستكمله ابنه هيثم زكي في دور العندليب الأسمر شاباً. وكان «حليم» عرض عرضاً خاصاً في مهرجان «كان» الأخير ولاقى استحساناً.

يبقى أن نشير هنا الى غياب فلسطين الملحوظ عن مسابقة الأفلام الطويلة، مقابل حضورها بقوة – كما حال المغرب – من خلال مسابقة الأفلام التسجيلية، حيث تحضر شرائط لافتة، بعضها غير معروف مثل «أخي عرفات» لرشيد مشهراوي و «يوميات بيروت» لمي مصري و «بازوليني في فلسطين» لعرين انستاز. أما العمل الذي سينال أكبر قدر من النقاش فسيكون، «البنات دول» لتهاني راشد، الفيلم الذي شكل قبل أسابيع احدى المفاجآت العربية النادرة في مهرجان «كان» الدولي.

الحياة اللبنانية في 7 يوليو 2006

 

العدد الثامن من مجلة سينما يستمر في حوار السينما المغربي

مراكش ـ من حسن وهبي:  

أكد الناقد خليل الدامون ان جمعية نقاد السينما مستعدة لتأطير الحوار الدائر حول السينما المغربية وخصوصا بعد الضجة التي دارت وتدور حول فيلم ماروك وذلك في افتتاحية العدد الثامن من مجلة سينما التي تصدرها الجمعية وذلك في اطار الدور الذي يلعبه النقد السينمائي باعتماد قواعد الفعل السينمائي كما يقول الناقد. وفي هذا الصدد ادرج العدد المذكور تحليلا مطولا للناقد عبد الجليل لبويري عن فيلم (ماروك) للمخرجة ليلي المراكشي تحت عنوان (ماروك الهوية علي عتبة التقديس والتدنيس) وبدا بحثه بضبط دواليب السجال، ويشير في تحليله للتجربة السينمائية الجديدة إلي ان المخرجة لم تخرج عن ذاكرتها الفردية كما فعلت فريدة بليزيد في باب السماء مفتوح ونرجس النجار في العيون الجافة وحذر في الاخير من النقاش الذي يقوم بالتجني علي حرية الابداع. هكذا انتقلت المجلة الي موضوع المتخيل في السينما المغربية للناقد نور الدين محقق مشيرا في البداية الي ان هناك متخيلا احاديا مستمدا من الواقع المعيش ساردا امثلة: كمصير امرأة ونساء وهو متخيل قريب من المشاهد العادي. ثم المخيل المضاعف مستمد من متخيل اخر واورد الناقد نماذج من كل متخيل. وفي موضوع اخر كتب الناقد محمد اشويكة عن هجرات السينما المغربية والذي تناوله العديد من المخرجين المغاربة واشار الي ان الموضوع مفضل للداعمين واشار في حديثه عن هذه التجربة الي ان هناك هجرة داخلية واخري خارجية وردت بالفيلموغرافيا المغربية، مشيرا الي نماذج من عدة افلام كما في الرحلة الكبري لاسماعيل فروخي وابن السبيل لعبد الرحمان التازي. وثم التناول السينمائي وفق عدة محاور منها السوسيو اقتصادي والامني والسياسي واشار اخيرا الي ان الصورة التي تظهرها غالبية الافلام المغربية سلبية الي حد كبير خصوصا ما يعالج مشكل الهجرة الخارجية التي اصبحت خدماتها مذمومة.

ومن جهة اخري تناول محمد الخيتر موضوع السينما المغربية وتجربة الفيلم القصير من شعرية الصورة الي تعدد المعني معتمدا المخرج محمد متفكر نموذجا انحاز في نظر الناقد الي لغة سينمائية مسكونة بعنصر التشويق معتمدا عدة مفارقات وانواع الصمت سواء الثابث او المتحرك. ويستمر النقاش ليتناول الناقد الجريء محمد سكري ما سماه بسينما اقلية فيلم يقظة لمحمد زين الدين وفيلم العايل لمومن السميحي لانهما فاجآ المهرجان الثامن للفيلم الوطني ولاستعمالهما لصيغة المقاومة باعتبار ان الخلق صيغة مقاومة كما قال جيل دولوز واورده محمد سكري في دراسته الثاقبة لهاتين التجربتين والتي قلما يكتشفها النقاد لانها تقرأ الفيلم من الداخل وتكتشف من خلاله سيرورة السينما المغربية. وحاورت مجلة سينما صاحب كتاب (حوار حول السينما والفلسفة). وفي القسم الفرنسي كتب المخرج والناقد سعد الشرايبي عن مستقبل السينما المغربية مجيبا علي الاسئلة التالية: اي سينما نريد؟ ما الافلام التي نرغب في انتاجها؟ من هم سينمائيوها؟ ما هي وسائلها؟ وممثلوها؟ وجمهورها؟ وبنيتها المهنية؟ والادارية؟ وتحت اي نظرة نقدية واية صحافة؟ هذه الاسئلة تناولها في ثماني صفحات بالنقد والتحليل الدقيقين المعهودين في كتابة سعد الشرايبي. ويعود رشيد بيي للحديث عن المتخيل في الفيلم المغربي بدءا من توضيح مصطلح المتخيل والحدود الممكنة لهذا المتخيل. وتناول الناقد بوبكر الحيحي فيلم: l'enfant endormi فشرح كيف تناول الفيلم وضعية المرأة وكيف كتب عبر اللقطة واللون والموسيقي .... ليخلص الناقد الي ان الفيلم هو هدية للحياة وعلي المخرجة ان تمتعنا في فيلمها المقبل بعد ان تأخد وقتها لكتابة اجمل. هكذا ساهم العدد الثامن من مجلة سينما في الجدل الذي ينتظر كتابات اخري ليستمر الحوار الجاد حول السينما المغربية وتحولاتها التي تستحق كل عناية وتقدير ونقد كذلك.

القدس العربي في 6 يوليو 2006

 

سينماتك

 

فيلم المهد أول إنتاج سينمائي إماراتي:

الاخراج لمحمد ملص والسيناريو لوزير الثقافة السوري!

أنور بدر

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك