الفن عنده رسالة، واجه من أجلها الكثير من المشاكل والصعاب، تارة مع الرقابة وأخرى مع طيور الظلام، وأعداء الحرية، وحزب الفساد الذى شن عليه هجوما كبيرا، بل وصل الأمر إلى حد توجيه إنذار له على يد محضر، إذا لم يتوقف عن كتابة فيلمه القادم.. إنه إرهاب فكرى مسنود بمناخ فاسد هزلى، يتحداه الكاتب الكبير وحيد حامد فى السيناريو القادم لفيلم العبارة كما فعل فى أفلامه السابقة وكان آخرها عمارة يعقوبيان الذى وضع يده فيه على بؤر فساد المجتمع ومواجعه أملا فى تحقيق غد أفضل.. وإلى نص الحوار..

سقطة كبري

·         فيما يخص فيلم العبارة الذى تعد له الآن.. إلى أين وصلت معركة الإنذارات بينك وبين صاحب العبارة 98 ممدوح إسماعيل؟

أعتقد أن الإنذار الذى أرسله ممدوح إسماعيل كان أشبه بسقطة له، لأكثر من سبب، أولها أنه لا يعرف ماذا سأكتب، ولا يملك حق منعى من الكتابة، لأن هذا حق يكفله لى الدستور، وحرية الإنسان لا يمكن لأحد أن يصادرها.. وبالتالى فهذه قضية منتهية، ولقد جمعت كل المعلومات، والوثائق التى أحتاجها لكتابة سيناريو هذا الفيلم، وخلال شهور قليلة سيكون السيناريو جاهزا للتصوير.

·         فى رأيك، لماذا يخاف صاحب العبارة من فيلم سينمائى عن كارثة وقعت بالفعل.. وشاهدها العالم عبر الفضائيات؟

لا أعرف لماذا وجه لى إنذارا، هو من يعرف.. فلا يمكننى أن أدعى أسبابا لذلك..

·         هناك كوارث كثيرة تقع على مدار العام، لماذا قررت كتابة فيلم عن حادث العبارة تحديدا؟

أعتقد أنها مأساة إنسانية، ولا أريد أن أقول إن ضحاياها كانوا من الفقراء، لا.. حتى إذا كانوا من الأغنياء فنحن نتعامل مع إنسان، سواء كان غنيا أو فقيرا، فهؤلاء الضحايا هم بشر بصرف النظر عن دياناتهم أو جنسياتهم أو مستواهم الاجتماعى هم بشر، ماتوا بسبب الفساد والإهمال والقصور فتأثرنا جميعا، والفن الصادق عليه أن يهتم بقضايا المجتمع، وأعتقد أننى طوال مسيرتى الفنية تناولت الكثير من تلك القضايا.

·         قضية العبارة.. اتخذت أبعادا سياسية.. مثل علاقة صاحب العبارة ببعض رموز السلطة.. فهل ستتطرق لتلك المنطقة؟

أنا لن أغفل شيئا فى السيناريو.. كل ما كتب وأثير، سيكون بالفيلم من واقع الحقائق، وليس من واقع الإشاعات..

·         حكم المحكمة فى هذه القضية. لم يصدر بعد.. ألا ترى أن هذا أمر مهم فى كتابة سيناريو الفيلم؟

لا أنتظر حكم المحكمة فى شيء، لأننى لست قاضيا، وحكم البراءة أو الإدانة لن يفيدنى فى شيء.. لأننى معنى بالبشر أساسا وليس الأشخاص.

·         إذن هناك خطوط عريضة سيتم التركيز عليها فما هى؟

حتى الآن.. الفيلم فى ذهنى.. أعرف كيف سأبدأ وكيف سأنتهى لكنى فى مرحلة اختيارات بمعنى أننى قد أتنازل عن شيء من أجل آخر أهم، لأن الفيلم يحتاج توازنات، والدراما تحتم أن أتناول كل القطاعات التى تمس جوهر القضية.

·         إذن هناك جزء درامى من وحى خيالك؟

أكيد، فهو ليس فيلما تسجيليا

إدانة شاملة

·     ألا ترى أن إرسال صاحب العبارة إنذارا لك بالتوقف عن الكتابة وأنت كاتب كبير فيه نوع من الإرهاب الفكرى، والإحساس بأنه مسنود من جهات أو شخصيات كبيرة فى النظام؟

طبعا.. هذا إرهاب فكرى.. وأنا سعيد لأنه لأول مرة يحدث إجماع من المثقفين على إدانة هذا الفعل، واعتباره إرهابا فكريا للكتاب والمفكرين..

·         ألا ترى أن هناك مناخا مساندا لمثل تلك الشخصيات؟

أعتقد أن هناك أناسا خيالها أو إحساسها بذاتها يصور لها أنها تقدر على فعل كل شيء، فيقدمون على مثل هذه الأفعال، وهم مسنودون بقوة مالهم، وعلاقاتهم، والمال يشترى كل شيء، لكن الزاهد فى المال - مثل حالاتى كده - لا يخشى شيئا، ولا أخشى العلاقات القوية لأصحاب النفوذ، لسبب بسيط، أننى رجل أحترم القانون، فكيف سينال منى الآخرون ما دمت أحترم القانون.

·         ألا ترى أن مأساة العبارة هذه تعبر عن أزمة مجتمعية عميقة؟

طبعا فهى تعبر عن حالة انفلات وعدم انضباط وفوضى يتسبب عنها كوارث كثيرة، فما الفارق بين حادث العبارة وحادث القطار، وحريق مسرح بنى سويف كلها كوارث والاختلاف الوحيد هو عدد الضحايا، هذا إلى جانب حوادث أخرى تؤلمنى وهى متكررة ومسيئة لمصر واقتصادها وسمعتها.. وهى حوادث تصادم الأتوبيسات السياحية ومصرع سياح أجانب جاءوا لنا حبا فى مصر وحضارتها.. وهى حوادث تتكرر نتيجة الفوضى والإهمال وعدم الاعتناء بالبشر..

·         فى ظل هذا التوصيف وتلك الرؤية لأحوالنا مصر رايحة فين؟

والله.. لا أعرف.. ليس لدينا بوصلة! وعندما يكون الضباب منتشرا لا نرى إلا تحت أرجلنا!

·         هل تعنى أنه ليس لدينا أى رؤية استراتيجية للمستقبل؟

نعم

دور تنويري

·         ولكن أليس منوطا بالفن الصادق، الجيد أن يقوم بدور كاشف للمجتمع؟

هو يقوم بدور تنويرى.. ولكن لا يقدم حلولا، السلطة مسئولة وكذلك الشعوب عن تقديم الحلول، ومن الخطأ أن يعتقد الناس أن الفن موجه فقط للسلطة، فالفن موجه للمجتمع بالدرجة الأولى.. إذا ما انصلح حال المجتمع سيجبر السلطة على إصلاح حالها.. سلطة فى الدنيا مآلها إلى زوال أو تغيير، لكن الشعوب باقية ومن المهم إصلاح حالها.. والشعوب القوية هى التى تأتى بحكومات قوية واعية وتستطيع محاسبتها، إنما الشعوب التى تعانى من الخنوع والاستهتار هى التى تمكن الحكومات من طغيانها..

·         أنت تحمل الشعوب مسئولية طغيان الحكومات.. ألا ترى أن الحكومات تمارس عنفا شديدا يؤدى إلى خنوع الشعوب؟

عنف السلطة موجود فى العالم كله، حتى فى أمريكا، كل الحكومات عنيفة، لكن هناك فارقا، أن بعض الحكومات تمارس العنف وهى تبتسم، بينما الأخرى تمارسه وهى مكشرة لكن كلها تمارسه بنفس الدرجة، ومشكلتنا فى مصر أن الحكومة مكشرة لكن بوش يمارس العنف وهو مبتسم ويتحدث عن ديمقراطيته ولكنه ديكتاتور حقيقى وإسرائيل التى تقول إنها واحة الديمقراطية هى أكبر دولة ديكتاتورية ولا يحكمها رئيس الوزراء، بل مؤسسة عسكرية قابضة، عنيفة جدا، ولذلك رئيس الوزراء يتم تغييره، وتظل السياسات كما هى.. وأكبر دليل على ذلك ما يحدث فى غزة الآن من اجتياح عسكرى إسرائيلى.

·         قلت فى حوار سابق بإحدى المجلات، إن التغيير يأتى من خلال ثورة، أولا هل قلت هذا فعلا وثانيا كيف يأتى التغيير فى رأيك؟

لا، أنا أرى أن التغيير يأتى عبر الديمقراطية الحقيقية، وهناك بلدان فى العالم الثالث، وأقل منا عددا ومكانة ويجرون انتخابات نزيهة، ولديهم نظم ديمقراطية، فأنا مع التغيير عبر السبل الديمقراطية، وأرفض التغيير عبر الفوضى تماما، لأننا شعب فقير، مسكين والفوضى ستسبب خرابا أكثر مما نحن فيه.

عمارة يعقوبيان

·         هل هناك مساحة اختلاف بين الرواية الأدبية للدكتور علاء الأسوانى وسيناريو الفيلم؟

الفيلم الآن أمام الناس، وليحكموا عليه كعمل فنى مستقل، لكن د. علاء الأسوانى أعلن فى حوار تليفزيونى أنه سعيد جدا بالفيلم ويعتز به، وأن الفيلم حافظ له على الرواية بشكل جيد.

·     سيناريو الفيلم به عبارات صعبة، وموجعة ولكنها تعبر عن الواقع. مثل مصر أصبحت قاسية على أهلها، محدش قادر يتحمل ظلمها، نسافر أى حتة بعيد عن المحروسة، أنا ما شفتش فيها أى حاجة حلوة، وأن كل الناس عايزة تسافر. فى رأيك ما الذى أوصلنا لمثل هذه الحالة المؤلمة؟

ليس عندى إجابة لكن يمكن أن أقول أن بلدنا غنية بشبابها وثرواتها وأرضها.. لكن هناك عيبا أساسيا، هو أننا لا نعرف شيئا اسمه التخطيط، ولا نحلم بالمستقبل عكس الدول المتقدمة التى لديها خطط استراتيجية تتحقق حتى إذا ما تغيرت الحكومات.

·         لماذا اخترت رواية عمارة يعقوبيان تحديدا.. لتحولها إلى فيلم؟

إنى لا أتصدى لرواية إلا إذا كان لى فيها رؤية ومنهج وعادة أنا لا أفضل عمل قصص الآخرين، ولكنى وجدتها رواية جيدة، ويمكن تحويلها لفيلم جيد.

·         البعض يرى أنه لا توجد نماذج إيجابية فى الفيلم، كما أن كم الدم والعنف كبير؟

أنا لا أصادر رأى أحد، ولا المطلوب منى أن أشكل ذوق المشاهدين، ولكن هذا موجود فى الواقع، وبالتالى طبيعى أن يكون موجودا فى الفيلم.

·         وما ردك على بعض الأقلام التى قالت إن هذا الفيلم يسيء لمصر؟

أقول لهم بطلوا النغمة دى فمن يروج لها أهل الفساد، ودعاة الفوضى، الذين يكشفهم الفيلم، وأنا أرى أن هذا الفيلم وسام على صدر مصر، لأنه يتحدث عن مشاكلها بصدق، إن ما يسيء لمصر - على سبيل المثال.. لا الحصر - قصة الطالبة آلاء التى عبرت عن رؤيتها فى موضوع الإنشاء، فيتحول المدرس إلى رجل مخابرات، ويحولها إلى متهمة، بينما بوش يهان علنا فى أمريكا ولا يحاسب أحد على ذلك.. ينبغى على كل من تسبب فى أذى هذه الطالبة أن يقدم استقالته بدءا من وزير التربية والتعليم إلى المدرس ومدير المدرسة.. إلخ

.. وفى لقاء سريع مع مخرج الفيلم مروان حامد كان هذا الحوار:

·         تميز إخراج هذا الفيلم بالإيقاع المتلاحق، والمتدفق، من أين أتى مروان حامد بهذه الخبرة مع إخراج أول فيلم روائى طويل له؟

أولا.. السيناريو ساهم فى بناء هذا الإيقاع، إلى جانب وجود فريق عمل متميز، كما عملت كمساعد مخرج مع المخرج الكبير شريف عرفة، وتعلمت منه الكثير، كذلك عملت مع سمير سيف، ودرست على أيدى خيرى بشارة فى معهد السينما، وكان حظى جيدا أننى عملت مع هؤلاء الأساتذة الكبار.

·         هل وجدت صعوبة فى التعامل مع هؤلاء النجوم الكبار مثل عادل إمام ونورالشريف أو يسرا... إلخ؟

بالعكس لقد كانوا مدركين أنها التجربة الأولى لى، فقرروا أن يشجعونى باستمرار ويعطونى مساحة حرية كبيرة، لأنه لا يمكن لعمل إبداعى جيد أن يظهر إلى النور بدون حرية والحوار هو الذى كان يحكم بيننا فى النهاية..

·         وما مدى تأثير وحيد حامد الكاتب والأب عليك؟

علاقتى به ككاتب، وكوالد وطيدة جدا، رؤيتنا تكاد تكون واحدة.. وهناك تقارب كبير فى الأفكار بيننا.

·         هل لديك خطة مستقبلية لما ستقدمه فيما بعد؟

صعب جدا أن يخطط الإنسان فى مصر لمشروعه السينمائى الذوق العام يتغير، والسوق كذلك، وليس لدينا الشكل المؤسسى كأن أعمل مع ستوديو كبير، كما أن رؤية المنتجين قد تعطل مشروعى السينمائى.

·         مشهد تعذيب الطالب الجامعى طه الذى لعبه الفنان الواعد محمد إمام كان شديد الإيلام هل أردت تعاطف الجمهور معه؟

شدة الألم قد تحدث صدمة، تدفع الناس للتفكير فى الواقع المر الذى أدى إلى هذا، وهنا قد تتكون ردود أفعال.

·         هل أنت مسئول وحدك عن اختياراتك لأبطال الفيلم؟

نعم أنا أساسا المسئول ولكن فى نفس الوقت كنت أرحب ببعض الترشيحات.

·         وفى رأيك لماذا وافق بعض النجوم ك يسرا مثلا على أداء هذا الدور الصغير، فى المساحة ولكنه فى الحقيقة دور عميق وراق!

كل الأبطال وافقوا بسرعة جدا على أدوارهم لأنها مكتوبة بشكل جيد، كما أن الرواية كانت قد حققت نجاحا كبيرا فى السوق..

·         مروان حامد فى تجربتك الأولى.. إلى من تهدى هذا النجاح؟

طبيعى أن أهديه لوالدى وإلى الفنان عادل إمام والمنتج عماد الدين أديب لأنهم كانوا وراء نجاح العمل.

الأهالي المصرية في 5 يوليو 2006

 

شريف منير: التوربينى الذى تأخر انطلاقه

أشرف بيدس 

شريف منير من الفنانين الذين يتمتعون بنفس طويل وصبر ومثابرة، فرغم أن ظهوره كان فى أوائل الثمانينيات وسط مجموعة من الشباب الواعد فى ذلك الوقت، ورغم أن معظم هذا الجيل خفت نجمه، إلا أنه استطاع الاستمرار والتواجد عبر كل هذه السنوات وما صاحبها من تقلبات فى السينما والفيديو، فإن حالة الإحجام التى مورست على جيله لم تطله، وظلت أعماله السينمائية والتليفزيونية علامات مضيئة، ربما لأنه لم يعرف اليأس حتى فى الوقت الذى ظهر فيه نجوم آخرون احتلوا أماكن كان يطمح فيها، ورضى فى قناعة وذكاء بالعمل فى أدوار لا توافق إمكاناته وقدراته. كأنه ينتظر دورا يفجر كل طاقاته التمثيلية. حتى الوقت الذى لم يشهد له أى أعمال، لجأ إلى تقديم البرامج حتى يستفيد من هذا الكساد، وعندما وأتته الفرصة من جديد للانطلاق مسك بها.

قدم المخرج أحمد فؤاد فى عام 1983 فيلمه الاحتياط واجب، وكان فرصة لانطلاق مجموعة من الوجوه الجديدة، ومن بينهم شريف منير، ثم قدم بعد ذلك فيلم عودة مواطن 1986 من إخراج محمد خان، واستعان به عاطف الطيب فى أبناء وقتلة، واختاره داود عبد السيد فى الكيت كات ليلعب دور البطولة أمام محمود عبد العزيز عام 1991، ثم فيلم ديسكو ديسكو عام 1994، حتى يسند له المخرج عادل أديب فى فيلم هيستريا دورا صعبا يجسد فيه دور فتاة ليل تصطاد ضحاياها من الشوارع، وهذا الدور أعاد شريف منير لبؤرة الاهتمام مرة أخرى.

ورغم أن موجة الكوميديا أطاحت بأحلام الكثيرين من أبناء جيله، وقلصت من فرص البطولة لهم، وشغل أماكنهم على الساحة السينمائية، إلا أن شريف منير استطاع بذكاء أن يمسك العصا من منتصفها، ويقبل بشروط السوق ويقوم بدور ثان فى فيلم لأحمد السقا شورت وفانلة وكاب فى دور متواضع لم يقدمه بالشكل اللائق، لكنه أفاده فى طرح اسمه مرة أخرى، وبالفعل يأتى فيلم سهر الليالى (2003) وتسند البطولة لمجموعة من الشباب فتحى عبد الوهاب وخالد أبو النجا وأحمد حلمى، كان شريف أشهرهم وأقدرهم وأكثرهم خبرة، وبالفعل يلتقط الخيط ويجسد الشخصية بحرفيته المعهودة ويستحوذ على اهتمام الجماهير، حتى يبدو أن الفيلم أنتج خصيصا لإعادة تقديم شريف منير، ثم ينتقل نقلة أخرى، بمساحة تمثيلية كبيرة فى فيلم مع عادل إمام عريس من جهة أمنية ليؤكد من جديد بأنه يملك موهبة حقيقية وإمكانات تمثيلية عالية، وبالفعل يحكم قبضته على هذه الفرصة ويقدم دورا من أروع أدواره أمام الزعيم، ثم يقدمه خالد يوسف فى فيلم ويجا أمام مجموعة من الشباب هانى سلامة وهند صبرى ومنة شلبى ويحتكر الكادر مرة أخرى بتلك الكاريزما التى يتمتع بها، وتكون نقطة انطلاقه التى تأخرت كثيرا. ولكن هذه المرة أصبح من الصعب التفريط فيها، أو تجاهله سينمائيا بعد أن بدأ اسمه يتوهج من جديد، فهو من الفنانين القلائل الذين يتصفون بسمات شكلية وجسمانية تشبه جيلين يفصل بينهما أكثر من عشر سنوات، كما إنه لم يستكن لما يدور حوله، وقام بتلوين أدائه بما يتماشى مع المعطيات الجديدة، والتى يسرت له احتلال مكانة مرموقة مع هذا الجيل.

ينهى شريف منير المشاهد الأخيرة من فيلمه الجديد التوربينى فى أول بطولة مطلقة له، والفيلم مقتبس عن الفيلم الأجنبى رجل المطر الذى قام ببطولته داستن هوفمان وتوم كروز، حيث يؤدى شريف منير دور توم كروز وهى شخصية متسلطة ووصولية لا يشغل باله سوى المكاسب المادية، بينما يؤدى أحمد رزق دور داستن هوفمان والذى نال عنه جائزة الأوسكار، يشاركهما البطولة هندى صبرى ومحمد كريم وسامى العدل، الفيلم سيناريو وحوار محمد حفظى وإخراج أحمد مدحت فى أول تجاربه السينمائية.

يراهن شريف على هذا الدور، ويتحدى به - حسب تصريحاته- أداء توم كروز، وحتى يتم ذلك، فالجماهير منتظرة إجراء مقارنة قام بالتحريض عليها شريف منير، ونزعم أنه قادر على التحدى والتفوق، فهل سينطلق التوربينى فى دوره الجديد ليحطم كل ما يقف أمامه ويصل بالأداء إلى تشخيص عالمى، أم ستتعطل أحد محركاته ولا يبرح المحطة؟! سنرى قريبا النتيجة!        

الأهالي المصرية في 5 يوليو 2006

زوووم
الروتين الزوجي وأزمة منصف العمر...

منصورة عبدالأمير 

ما الذي يجلب السعادة للحياة الزوجية، أهو الحب بين طرفيها، أم النجاح في تنشئة أبناء صالحين وناجحين في حياتهم، أم أنه التمكن من عيش حياة مستقرة وهادئة.

ثم لماذا يقال دائماً إن الروتين هو ما يقتل الحياة الزوجية، وما هو الروتين أصلاً، أهو الاعتياد على الأمور، وهي هنا شريك الحياة، أو امرأة، والأسرة والأبناء ومشكلاتهم و... «وجع رأسهم»، ثم دخرجلاًول دوامة الملل والسأم منهم، أم إنه اللا تجديد الذي يؤدي إلى موت شباب وزهوة العلاقة، أي علاقة أسرية، زوجية أو أبوية.

السعادة الزوجية، والروتين الذي يقتلها، وابتكار طرق لمحاربة هذا العدو الذي يتربص بكل تفاصيلها، هي أهم المحاور التي بنى عليها المخرج بيتر تشيلسوم الفيلم الذي قدمه العام 2004ecnaD ew llah وتعرضه شبكة «شوتايم» على قناة الأفلام مساء كل ثلثاء من الشهر الجاري. تشيلسوم بالمناسبة كان قد قدم فيلما حقق نجاحا مشابها في العام 2001 هو الفيلم الرومانسي الكوميدي الرائع ytipidnereS الذي حصل على استحسان المشاهدين حال عرضه وحقق أرباحا لا بأس بها.

في فيلمه الجديد يستعرض تشيلسوم أحد سبل القضاء على الروتين الزوجي عبر قصة المحامي جون كلارك (ريتشادر غير) الذي يعلم تماما أنه يعيش حياة كاملة تقريباً، فهو يحب زوجته الجميلة (تقوم بدورها الرائعة سوزان ساراندون)، كما إنه تمكن من أن ينجح في عمله وأن ينشئ ابنين رائعين وناجحين في حياتهما.

على رغم كل ذلك يعاني كلارك من الروتين ومن الحياة التي لا إثارة فيها والتي يعيشها بين مكتب المحاماة الذي يعمل فيه لساعات طويلة، وبين منزله الذي يقضي فيه ما تبقى من ساعات اليوم. هذا العمل الذي يأخذه من كل شيء ويمنعه حتى من التفكير في نفسه وفي أسرته، يكاد يقضي على كل حيوية بداخله، كما يجعله غير قادر على أن يجيب على سؤال زوجته، في أحد مشاهد الفيلم، عما إذا كان كل شيء بخير، فيرد عليها بكل ثقة مؤكدا ان كل شيء على ما يرام، بينما تنبئ تعابير وجهه بأمر آخر. منذ البداية يشعر المتفرج أن هناك ما هو مفقود في حياة كلارك، ليس الحب طبعاً ولا النجاح ولا أي شيء آخر، بل السعادة والتوقد والحماس.

تتغير الأحوال، وتنقلب حياة كلارك رأسا على عقب، حين يقرر فجأة الالتحاق بإحدى مدارس الرقص. يفعل حينها ما لم يكن متوقعاً من شخص مثله، وما لم يخطر على بال أي أحد، لا لشيء إلا لأنه أراد الاطلاع على السر الذي يتسبب في تعاسة فتاة تطل من شباك المدرسة يوميا.

فضول كلارك هو ما يأخذه إذاً، فهناك ما يثيره في عزلة هذه الفتاة ووحدتها واستغراقها الشديد والدائم في التفكير، ومن الواضح أيضاً أن هناك ما يشده إلى... جسدها الممشوق. هكذا يجد نفسه فجأة في داخل مدرسة تعلم الرقص، واقفاً عند مكتب التسجيل، بل ومطلوب منه الاستعداد لبدء أول دروسه خلال دقائق.

هل هو مهتم بالرقص حقا؟ طبعاً لا... هل يحمل اهتمام وانجذاب لتلك المرأة، باولينا، التي تلعب دورها جنيفر لوبيز، ويدفعه فضول لمعرفة ما يسبب كآبتها؟ نعم... لكن السؤال هل تبادله هي الاهتمام؟ كلا وقد ردت عليه صراحة حين قالت في أحد المشاهد، رداً على دعوة منه للعشاء، «لا أحب أن أصادق الطلبة».

بداية يبقي كلارك الأمر سراً عن أي أحد، ربما لرغبته الأولى في مغازلة باولينا والتقرب إليها، خصوصاً أنها تشكل عامل الإبهار الأول لكثيرين ممن ينضمون لدروس الرقص تلك، وهذا ما أكدته زميلتها في المدرسة بوبي (ليزا آن والتر) حين يمتنع كلارك عن الاجابة عن سؤالها بشأن ما دفعه للالتحاق بفصول الرقص. فتفاجئه مباشرة بمعرفتها للسبب الذي يدفع كثيرين مثله للالتحاق بالمدرسة فقط من أجل عيون الأميرة وهي تقصد هنا باولينا.

تزيد حدة انبهار كلارك بباولينا ويشتد انجذابه اليها حين تقوم هي نفسها بتعليمه الرقص، وحين تشاركه رقصة تانغو تطلق فيها العنان لنفسها ولمشاعرها وأحاسيسها المرهفة، وهي التي تنكرها عادة في حياتها ومع الجميع.

مهما يكن من أمر، فإن العلاقة التي تربطهما لا تبدو كأنها تشكل أهمية كبرى للمتفرج، المهم هو الناتج الذي يخرج به كلارك، والآثار التي تعود على حياته من وراء دروس الرقص تلك، وخصوصاً أن المخرج يسعدنا حين يغير مجرى الأحداث، ويفعل ما هو غير متوقع من كثير من الأفلام التقليدية، فلا نجد أنفسنا فجأة وسط علاقة عاطفية سرية غامرة بين رجل يمر بأزمة منتصف العمر يقتله الروتين فيقرر اللجوء لحضن فتاة تحتاج لمن يضمد جروحها بعد أن هجرها الحبيب وبعد أن فقدت مجدها وهي التي كانت بطلة رقص عالمية.

هكذا وعند نقطة ما، لا تبدو لعلاقة البطلين أي أهمية فباولينا غير مهتمة بكلارك، وحب كلارك لزوجته أقوى من أي طوفان آخر سواء أكان طوفان باولينا أم طوفان الروتين.

ما يحدث هو أنه على رغم كل انبهار كلارك بباولينا، فإنه يجد نفسه بعد فترة وقد دخل عالماً جديداً، عالم من الحركة، والموسيقى، والرفقة الطيبة، والعواطف الجياشة. عالماً يخلق منه شخصا مختلفا، خفيف الحركة، متقد الحماسة، كما تتغير حياته عموماً، والأهم من ذلك كله، فإن عالمه الجديد يشكل حياته الزوجية من جديد، ويعيد الحرارة والحماس والتوقد للجانب العاطفي الذاوي فيها.

الوسط البحرينية في 5 يوليو 2006

 

الإستياء من «المنتج المنفذ» إحدى المشكلات

هل ستحفظ «نقابة الفنانين» كرامة الفنان البحريني؟ 

وسط الزخم الذي تعيشه الدراما البحرينية هذه الأيام، وتصوير أربعة مسلسلات دفعة واحدة بغية عرضها أثناء شهر رمضان المبارك تطفو على السطح تساؤلات ليست بجديدة حول تهميش الممثل البحريني، وسياسة المنتج المنفذ المتمثلة في مساومة الممثل البحريني وكأنه أقل شأنا من نظيره الخليجي.

الجميع يذكر قصة الخلاف الذي حدث بين الفنانة زينب العسكري والمخرج محمد القفاص حول مسلسل ‘’عذراي’’ والذي امتد إلى أروقة المحاكم. وهنا يجدر أن نتساءل عن ضرورة وجود نقابة للفنانين تحل خلافات الوسط الفني، وتحمي الممثل البحريني حتى لا تهضم هضم حقوقه.

يتساءل الفنان علي الغرير عن كرامة الفنان البحريني. يقول علي ‘’لا أبالغ إن قلت إن الممثل البحريني يهان مئة مرة في اليوم من أجل الظهور في دور تلفزيوني. وعلى رغم التضحيات والتنازلات الكبيرة التي نقدمها، فإن ذلك يشجع المنتجين المنفذين على استغلالنا والتقليل من شأننا’’.

ويشير إلى أنه ‘’سبق أن تم التوقيع على عريضة يطالب فيها الممثلون بتأسيس نقابة لهم. ولكن لم نسمع عن شيء لاحقا’’، مستدركا أنه ‘’من الصعب تحقيق ذلك’’.

ويحمل الغرير وزارة الإعلام المسؤولية فيما يتعلق بتهميش الفنانين البحرينيين، الذين لا يعلمون إلى أين يسيرون، حسب تعبيره. ويرى أن ‘’النقابة ستضع حدا للكثير من الأمور وأولها سياسة المنتج المنفذ في البحرين، حيث يتم استقطاب الممثلين الخليجيين للمشاركة في المسلسلات المحلية، ومن ثم يتم تسديد النقص بإشراك الفنانين البحرينيين في العمل’’.

الغيلان: قانونيا لا يمكننا تأسيس نقابة

يتفق الفنان جمال الغيلان على ضرورة وجود نقابة للفنانين، لكنه يوضح أنه ‘’قانونيا لا يمكننا تأسيس نقابة نظرا لعمل معظم الفنانين في وزارات حكومية، ومن شروط النقابة أن يكون الممثل متفرغا للفن’’.

وتتمثل مميزات النقابة في ‘’ضمان حقوق الممثلين بحيث لا يسمح بالمساومة من قبل المنتج المنفذ. فكثيرا ما يضطر الممثل البحريني إلى التضحية من أجل الدور على حساب أجره. كما ستتكفل النقابة بالبحث عن نصوص للفنانين والتسويق لمسلسلاتهم، وذلك مقابل دفع ضريبة كما هو الحال في النقابات’’. متمنيا أن’’ يتولى الفنانون ( المحاربون القدامى) - كما وصفهم - مسؤولية الإشراف على النقابة التي ستلم الفنانين الشباب الذين يعد التمثيل مصدر دخلهم’’.ومنتقدا مجلس النواب، الذي ناقش جميع المواضيع وصولا إلى نانسي عجرم، وأهمل الفنان البحريني. مطالبا بتفريغ الفنانين من وظائفهم عند تصويرهم أي عمل ذي وزن، وذلك كأدنى تقدير لهم.

جمال الشوملي: الممثلون آخر المتحدثين

على خلاف الآراء التي مرت يلقي المخرج جمال الشوملي اللوم على الممثلين إذ يعتبرهم آخر من يتحدث في هذا الشأن، نظرا لتقصيرهم في حق أنفسهم وعدم إجادتهم الدفاع عنها. وحول إمكانية تأسيس النقابة يعلق ‘’فليؤسسوا جمعية بالأول.. والحق يقال، هل رأينا الممثلين البحرينيين متكاتفين مع بعضهم البعض حتى يعملوا على تأسيس نقابة؟ (...) على الممثلين أصحاب الريادة والباع الطويل تبني الموضوع’’.

وحول ما قاله الغرير عن العريضة التي تم التوقيع عليها منذ عدة سنوات، يوضح الشوملي أنه ‘’لم يسمع بهذا الأمر (...) وفي جميع الأحوال لا يمكن رفع العريضة إلى وزارة الإعلام باعتبارها جهة الضرر للفنانين’’.

أما المسارح الأهلية - يقول الشوملي - فإنها لم تتحرك لنيل دور ريادي في هذا الشأن، إذ يكتفي كل مسرح بالحديث عن نفسه. ولذا يجب أن تكون الخطوة الأولى في تأسيس النقابة من قبل العاملين في قطاع المسرح، وأن يكون لهم الدور التمثيلي للنقابة بعيدا عن وجود سلطة حكومية تتولى زمام الأمور’’.

وعن شكوى الممثلين من مساومات المنتج المنفذ، ينتقل الشوملي ليصبح في صف الممثلين مبينا أن ‘’وزارة الإعلام حددت أجرا ثابتا للممثلين البحرينيين وبالتالي فإن ذلك يمنع المساومة. ولكن لعدم وجود قانون يحمي الممثلين فإن المنتج المنفذ يهضم حقوقهم. ناهيك عن عدم وجود الرعاية من قبل تلفزيون البحرين نفسه، إذ لا تشترط على المنتج المنفذ - عند تمويله - أن يكون طاقم الممثلين بحرينيين’’. وبطبيعة الحال ستنتقل أدوار البطولة للممثلين الخليجيين، وسيتم سد النقص بالممثل البحريني كما قال الفنان علي الغرير.

العرادي: كيف يتساوى أجر النجم والمبتدئ ؟

المنتج المنفذ علي العرادي، منتج منفذ للمرة الأولى في مسلسل ‘’جنون الليل’’، ينفي تذمر الممثلين البحرينيين من ظروف العمل. موضحا أن ‘’أجور الممثلين البحرينيين في المسلسل متساوية مع النجوم الخليجيين حتى إن البعض أصبح يتقاضى أجورا أعلى من السابق’’.

ويضيف ‘’مما لا شك فيه اختلاف مستويات التمثيل بين الفنانين، فمن غير المعقول أن يتساوى أجر الممثل المبتدئ وأجر النجم’’.

وردا على سعي المنتج المنفذ لاستقطاب الممثلين الخليجيين وسد النقص بالكوادر المحلية يبين العرادي أن ‘’استقطاب النجوم يعطي قوة للعمل وهو دافع للممثل البحريني كي يرتقي، فارتقاء الأعمال هو من ارتقاء الممثل، ناهيك عن وجود ممثلين بحرينيين هم من دعائم الفن الخليجي. واليوم فإن الممثل هو من يفرض نفسه على الساحة والمنتج المنفذ يسعى وراءه’’.

وبالانتقال إلى أهمية وجود نقابة للفنانين، يؤيد العرادي وجودها باعتبارها ‘’ارتقاء للفن البحريني’’.

لطيفة مجرن: نعطي البحريني حقه

تؤيد الفنانة لطيفة مجرن بشدة وجود نقابة للفنانين نظرا للمشاكل التي تحدث في الوسط الفني، ولا يدري عنها أحد، وبالتالي ستعمل النقابة على إعطاء كل ذي حق حقه.

وفي الوقت ذاته، تتحدث مجرن باعتبارها منتجا منفذا مبينة أنها ‘’كمنتج منفذ تحترم الفنانين وتعطيهم حقوقهم. أما عن مسألة استقطاب الفنانين الخليجيين فإن ذلك ليس هضما لحق أو إجحافا للممثل البحريني، بل هو من باب التعاون. كما إن استقطاب النجوم الخليجيين يساعد على التسويق للعمل’’ منوهة أن ذلك ‘’لا يعني التقليل من شأن الممثل البحريني، ولكن العمل المشترك يحمل دائما طابعا مختلفا ويصح وصفه بأنه عمل درامي متكامل’’.

وحول تدني أجر الممثل البحريني توضح المجرن أن ‘’دفع الأجور يتم قياسا بميزانية العمل.. وكوني ممثلة أيضا وشاركت في مسلسلات خليجية فلقد ظلمت أيضا من قبل المنتج المنفذ في الخارج.. إذاً لماذا يقع اللوم على المنتج المنفذ في البحرين فقط؟’’.

...تتعدد الآراء في مشكلات الفنان البحريني لكن تظل الحاجة ماسة لمؤسسة (جمعية أو نقابة) تلم شملهم وتدافع عنهم وعن حقوقهم وتسعى إلى حل مشكلاتهم .أما كيف يمكن للفنانين تحقيق ذلك فالجواب يفترض أن يكون عندهم .أما السؤال الأهم فهو لو صار وتوفرت مثل هذه الجمعية فهل يمكنها القيام بدورها وتحفظ كرامة الفنان البحريني؟

الوقت البحرينية في 6 يوليو 2006

 

سينماتك

 

وحيد حامد.. لـ الأهالى:

موقف صاحب عبّارة الموت.. إرهاب فكري - أنا مع التغيير عن طريق الديمقراطية

ماجدة عبد البديع

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك