> لا يمكن أن نقارن أنفسنا لا بأمريكا ولا حتي بإيران!!

> أنتمي لنفس مدرسة خيري بشارة السينمائية وأسعد بالوقوف أمام كاميراته

> استرجعت ذكرياتي في الستينيات من خلال فيلم «بحب السيما» وقدمنا المشاهد الجنسية مفرقة في الظلام حتي تمر علي الرقابة!

> لا توجد عندي حلول مسبقة في التصوير والاضاءة استخدمها مع كل فيلم!  

بالرغم من أن العمر المهني لـ مدير التصوير «المعروف» طارق التلمساني لم يتجاوز الـ 20 عاما، صور خلالهم قرابة الـ 40 فيلما سينمائيا إلا انه استطاع أن يبرز باسمه وسط أفراد الجيل الثالث والرابع من مصوري السينما الكبار بمجموعة أفلامه المهمة مع أشهر وأهم مخرجي السينما المصرية في عقديها الاخيرين امثال محمد خان، خيري بشارة، سعيد مرزوق، داود عبد السيد ومجدي أحمد علي ورضوان الكاشف.

بدأ «طارق التلمساني» حياته الفنية مصوراً مع والده «حسن التلمساني» في مجموعة أفلام تسجيلية منها «ثلاثية سيناء» بعدها قام بتصوير مجموعة أخري من الافلام التسجيلية منها من أجل مسافر، الكلية الحربية.. الي أن بدأ مشواره العملي في التصوير السينمائي بفيلمي خرج ولم يعدو، مشوار عمر مع «محمد خان» عامي 85،1986..

·     بداية من فيلم الاخير «بحب السيما» مع المخرج أسامة فوزي ماذا عن مفردات الصورة السينمائية بداخله، ومخاطر التصوير في أفلام مصنفة عقائدياً؟

ـ شوف.. في فيلم بحب السيما قدمت اسلوباً انطباعياً حسياً في الاضاءة معتمداً علي المكان غير المألوف ودراما الفيلم وقصته فأنا لا توجد عندي حلول مسبقة استخدمها في الإضاءة مع كل فيلم.. لكن اثناء التحضير للعمل، أري المكان وأتخيل الاضاءة الموزعة فيه بعد قراءة متأنية للسيناريو وتعاون كامل مع كل من المخرج ومهندس الديكور.

في فيلم «بحب السيما» أنا صورت ذكرياتي في فترة الستينيات وحاولت استرجاع ماهو مخزون في عقلي الباطن عن هذه الفترة، فوقتها كنت أعيش في غمرة والبناية التي كنت اسكن فيها كان بها مسيحيون وكنت الاحظ نوعية الاضاءة وشكل المصابيح المعلقة في منزلهم، لذا عندما جاءني سيناريو «بحب السيما» حاولت أن أجتر أحاسيسي ومشاعري خلال تلك الفترة.. مضيفاً عليها خبراتي المكتسبة خلال السنوات الطويلة الماضية مستخدماً اضاءة قريبة من الايقونات حاولت ان أضع بها دفئاً لونيا وحسياً ملموساً.

·         وماذا عن المشاهد الجنسية وتفاصيل الحياة العاطفية بين الزوجين؟

ـ قدمت المشاهد الجنسية في الفيلم.. متتبعاً السيناريو العبقري، فمثلا هو يقول لها «اطفي النور.. أنا باحب اشوفك في الضلمة» فترد عليه وتقوله «كل حاجة في الظلمة.. كل حاجة في السر» لذا تعمدت أن أقدم صورة اكثر اظلاماً وتعمدت ذلك اكثر من أجل الرقابة وتمرير المشاهد الجريئة الموجودة في العمل..

·     كيف استطعت ايجاد جسر للتواصل بينك ـ كأحد افراد جيل الوسط من مصوري السينما الكبار ـ والجيل الجديد من المصورين الشباب؟

لقد بدأت العمل 1984 وكنت موفقاً في أن أبدأ مشوار حياتي بفيلم «خرج ولم يعد» مع المخرج محمد خان الذي أعطاني فرصة لإثبات وجودي في ظل ساحة مليئة بالعملاقة وقتها امثال عبد العزيز فهمي، وحيد فريد، عبده نصر.. اضافة الي بروز موهبة جيل آخر امثال سعيد شيمي، محسن نصر، ماهر راضي، سمير فرج.. ووسط كل هذا استطعت التواصل معهم بفيلمي الاول في الريف.

هكذا الآن انا ضد كلمة شبابية وعواجيزية وضد كل المصطلحات العبيطة التي تستخدم في وسائل الاعلام والصحافة المصرية.. فالفن فن وتواصل الاجيال فيه شئ طبيعي ومنطقي جداً..

·     ما الذي ينقص الصورة السينمائية في مصر حتي تتحول الي صورة عالمية مبهرة مثل افلام سبيلبرج وجيمس كاميرون وغيرهما من كبار المخرجين العالميين؟

يلزم أن نكون امريكا؟! ويضحك ـ يلزم كتير قوي، رؤوس أموال ضخمة، اتباع اسلوب عالمي منظم في التصوير والتمثيل والاخراج، التركيز علي الموضوعات الجادة، وتوفير المزيد من دور العرض.

لايمكن ان نقارن انفسنا بأمريكا ولاحتي بإيران فظروفنا الاقتصادية ضعيفة والسينما تأخذ الفتات فظلم ان نقارن أنفسنا بالآخرين المهم أن نقدم سينما راقية..

·         يري البعض ان الهدف الاسمي للمصور هو تقديم صورة جميلة للفنانين الموجودين بداخل المشهد؟

هدف المصور بشكل بسيط جدا هو أن يوفر المناخ المناسب للممثل الذي يعتبر أحد أهم ادوات السينما المقدمة ـ فإذا كان يبكي فالمفروض ان تبكي الصورة معه، واذا كان يرقص.. ترقص الصورة معه، لابد ان تواكب الصورة السينما المقدمة من خلال السيناريو لاتسبق الحوار المقدم ولا تتأخر عنه.

·     استطعت الاقتراب بنجاح من شخصية تاريخية لها حضور قوي هي شخصية «أنور السادات» في فيلم أيام السادات. فما هو في رأيك دور مدير التصوير الذي يقوم بتصوير شخصيات حية ومعروفة؟

هو نفس الدور الذي أقوم به في أي فيلم آخر، فليس هناك فرق بين فيلم تاريخي وفيلم اجتماعي القضية بالنسبة لي كيف أري أنا الدراما الموجودة بداخل الفيلم وأعبر عنها بالضوء سواء كانت تاريخية أو اجتماعية سادات أو غير سادات لا تفرق مع مدير التصوير إلا في جزئية المكياج المطلوب تنفيذها لابراز هيئة الشخصية.

·     كيف تري مفردات الصورة السينمائية في سينما «خيري بشارة» الذي تعاونت معه في مجموعة افلام منها الطوق والاسورة، يوم مر.. يوم حلو، اشارة مرور وغيرها؟!

ـ خيري بشارة ينتمي الي نفس المدرسة السينمائية التي أنتمي اليها، فقد تربي جوجدانياً في المدرسة البولندية وأنا تخرجت في السينما الروسية القريبة منها الي حد بعيد، بشارة بهتم بواقعية الصورة وأسلوبه يقترب من الواقعية التسجيلية اضافة الي حسه المرهف في تحريك الكاميرا وتكوين الكادرات السينمائية.

·     قمت بالاخراج السينمائي لمرة واحدة في فيلم «ضحك ولعب وجد وحب» لكن المثير انك لم تقم بتصويره وقام بذلك مدير التصوير كما ل عبد العزيز.. لماذا؟

ـ يرد بعفوية علشان صاحب بالين كداب، فلم يكن ممكناً ان اصور وأخر ج في نفس الوقت ففضلت أن أركز في الاخراج وكانت لي وجهة نظر اردت ابرازها.

·         خضت تجربة التمثيل اكثر من مرة آخرها مسلسل «مسألة مبدأ» مع المخرج خيري بشارة؟

ـ اكيد العمل مع خيري بشارة امام الكاميرا سيكون به شيء جديد بالنسبة لي، وانا انسان مجّرب ودائماً في حالة تمرد علي القوالب الثابتة، فأنا سينمائي متخصص في التصوير لكن لامانع من العمل في الافلام التسجيلية والاعلانات والتمثيل وغيرها أنا احب السينما في جميع فروعها واكره كلمة الفشل ولم أعتد عليها.

·     أفلام الادانة «التي عملت بها مع كل من محمد النجار وسعيد مرزوق وصلاح ابو سيف في زمن حاتم زهران، المغتصبون، المواطن مصري.. أشاد الكثيرون بقوة الصورة المقدمة بها.. لكن عابوا عليها استفزازها؟

الاستفزاز خاص بالدراما وليس بالصورة السينمائية فأنا لا اكرر اسلوبي من فيلم لآخر وليست عندي حلول جاهزة لأي مشهد واسلوبي يقع بين المدرستين التأثيرية والتعبيرية.

·     في سينما داود عبد السيد» قدمت صورة معبرة في كل من فيلمي سارق الفرح، البحث عن سيد مرزوق لكن الغموض كان أحد الاتهامات التي نالت الفيلم الاخير وصورته؟

البحث عن سيد مرزوق كان فيلماً خاصاً جداً، به كثير من الرمزية والاسقاطات فكان من المفروض ان تكون اساليب الاضاءة المستخدمة فيه غير مألوفة كذلك لان الفيلم غير مألوف ويعتبر تجريبياً، أما «سارق الفرح» فكان نوعية أخري «وعموماً سينما «داود عبد الستار» سينما متأملة لها بعد مركب في الشخصيات ويكتنفها غموض خاص ويجب ان يدرك كل مصور يتعامل معه هذه المفردات..

·         أخيراً.. قدمت صورة بكر.. في «عرق البلح» لكنها لم تنل الرضا وفشل الفيلم وفشلت معه صورته.. ما رأيك؟

ـ الحقيقة ان فيلم «عرق البلح» قد اغتيل قبل ان يعرض للاسف حورب حرباً شعواء من قبل سينمائيين ومنتجين كثيرين ولا أعرف السبب حتي الآن؟

لكن أنا أتحدي من ينتقده أو حتي يمتدحه فالفيلم لم يره الجمهور حتي الآن.. فكيف تحكمون عليه؟! في فيلم «عرق البلح» قدمت مزجا ما بين الواقع والخيال.. لأن الرواية نفسها لاهي واقع ولا خيال.. لذا قدمت بتعمد مثلاً مشاهد الليل شديدة الزرقة ـ رغم أن هذا غير مألوف ـ وصورة مغرقة في الفانتازيا.. أنا أري أن الجمهور بحاجة الي أن يشاهد الفيلم ويحكم عليه.

جريدة القاهرة في 4 يوليو 2006

احـلام في مهرجان موسكو السينمائي

فالح الحمـراني من موسكو:  

اختتم مهرجان موسكو السينما اعماله الاحد بالاعلان عن فوز الفيلم السويدي "عن ساره" بالجائزة الاولى للمهرجان وذهبت الثانية للفرنسي "ما هي قيمتك" وتنافس في خلال المهرجان 17 فيما عرضت خارجه زهاء 200 عملا سينمائياومنح الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديه جائزة خاصة لبلوغه ذروة فن التمثيل اخلاصه لتقليد مدرسة ستانسلافسكي وحضر المهرجان عدد كبير من مشاهير الممثلين ونقاد السينما. وشاركت في مهرجان موسكو السينمائي ال 28 افلام من فرنسا واميركا واليابان والفلبين وايران والسويد واسرائيل والعراق والمجر وبولندا ورومانيا وغيرها.

وكان فيلم "احـلام" للمخرج العراقي محمد الدراجي، هو المشاركة العربية الوحيـدة في المهرجان. ونال الفيلم الذي عرض خارج المهرجان لكونه عرض في مهرجانات دولية اخرى، استحسان المشاهدين والنقاد بما في ذلك ادارة المهرجان. وتناول باسلوب " الواقعية ـ الوثائقية" ماساة شعب العراقي ابتداءا من السنوات الاخيرة للنظام الديكتاتوري المقبور وحتى الشهور الاولى من سقوطه. ويروي متاعب وسقوط احلام ثلاث شخصيات تداهمها احداث الحرب الاميركية وسقوط النظام الدكتاتوري وهي في مستشفى " المجانين".فالجندى "علي" (يقوم بدوره بشير المجيد) يلقى به في غياهب السجون بتهمة محاولة الفرار من الجيش في وقت كان يحاول نقل صديقه حسن الجريح الى اقرب منطقة سكنية لمعالجته، واحلام( تقوم بدورها اسيل عادل) الطالبة المجتهدة التي ياخذ رجال الامن لبعثي زوجها دون سبب معروف زوجها في ليلة العرس والطبيب مهدى( يقوم بدوره محمد حسين) الذي رفض النظام البعثي له الالتحاق بكلية الطب امله المنشود لان والده الذي اعدم كان شيوعيا. وعلى خلفية مصير الشخصيات الثلاث يعرض العراق ناسا وتقليد وعادات واجواء اجتماعية بكل ما فيها من ماساوية وامل وتطلع نحو المستقبل. وتظهر بصورة حية وتبعث على شعور الصدمة، الصورة الكارثية التي عاشتها بغداد في الاشهر من الاولى من سقوط النظام حيث انعدام الامن والقتل المجاني للمدنيين وصلافة الجنود الاميركيين، وتضامن الناس العاديين لتجاوز المحنة، ويشارك على في البحث عن المجانين الذي تركوا المستشفى وهاموا في الطرقات فيما تقع احلام في يد حيوان ـ بشري ليستغل حالتها الصحية التعسة ويغتصبها مع مجموعة من اصدقائه. ويستخدم المخرج محمد الدراجي على خلفية المشاهد الموسيقى والاغاني الفولكورية العراقية لتضفي المزيد من الشعور بالماساة على الحدث.

وقال المخرج محمد الدراجي لايلاف على هامش المهرجان انه وظف في الفليم بالاضافة الى عدد من الممثلين المحترفين، عددا غفيرا من الناس العاديين واطلق حريتهم في الحوار بلهجتهم الخاصة. وافاد بان احداث تعتمد على الاغلب على احداث واقعية عايشها بنفسه خلال زيارته للعراق. وانه تعرض خلال التصوير للمضايقات من كافة الاطراف التي كان لها حضور في الساحة العراقية، واحتجز مرات عديدة كما تعرض وفريق التصوير لاطلاق نار كما ان الممثلين بما في ذلك الرئيسين عملوا بصورة طوعية ويامل الدراجي ان يظهر فيلمه في دور العرض العالمية ويوزع بتسجيل الدي في دي. ويرى الدراجي ان بمقدور السينما ان تلعب دورا هاما في حياة العراق الجديد بيد انه ان السلطات الحالية غير معنية بالسينما وتطويرها وتشجيع السينمائيين، وتوفير منح دراسية للراغبين في العمل في المجال السينمائي. ويستعد محمد الدراجي لتصوير فيلم جديد عنوانه مبدئيا "ام حسن" يتناول قصة ام عراقية تبحث عن ابن فقدته في احدى حروب صدام حسين.

ان احـلام الذي صور في ظروف قاهرة وامكانات شحيحة، دون شك وثيقة تاريخية تصور بعمق معاناة شعب العراق القاسية في ظل الانظمة والحروب، الشعب الذي غدى حطبا في نار اشعلتها غطرسة الديكتاتور وحزبه والصراعات الدولية على نفط العراق وموقعه الاستراتيجي. السينما في احلام تساهم في فهم وادراك حقيقة ما جرى ويجري.

موقع "إيلاف" في 3 يوليو 2006

 

اللعنة.. هل هو فيلم سياسي أم ديني أم مجرد رعب!

فتحي العشري 

الفيلم يدور في إطار من الرعب المعتمد علي الموسيقي الصارخة الصادمة أكثر من اعتماده علي المشاهد البشعة والأحداث المفزعة.. ولكنه ينطلق من نبوءة دينية تربط بين السماحة المسيحية والشر اليهودي كما فسر رجال الدين المسيحي بعض ما ورد في الإنجيل، وقد بين هذا التفسير أن أحداثاً كبري ستقع في اليوم السادس من الشهر السادس من العام السادس بعد الألفين عندما ينفخ إسرافيل في البوق مرات متتالية إيذاناً بانتهاء العالم! وهو تاريخ قد وقع قريباً جداً ومر دون أن تقع هذه الأحداث وإن كانت هناك مؤشرات تماماً مثلما تتحدث التنبؤات عن يوم القيامة وتحديده ولا يحدث بالفعل، علي العكس من الدين الإسلامي الذي يربط هذا اليوم بمؤشرات وأحداث تنبئ به، وهي لم تقع بالكامل حتي الآن، وإن كانت هناك مؤشرات قد وقعت..

والجانب الديني في هذا الفيلم يشير إلي أن ظهور المسيخ الدجال هو مؤشر قيام القيامة وهو هنا الطفل، وأن ظهوره سيجئ نتيجة لانتشار الشر الذي سببه اختلاط الأنساب الإنسانية والحيوانية فابن آوي الذي يجمع بين مكونات الإنسان والذئب متمثلاً في امرأة تلد طفلاً جميلاً شكله إنساني ولكن داخله حيوان مفترس يحطم كل شيء بمجرد النظر إليه، ويختار القدر رجلا وامرأة أمريكيين لكي ينسب إليهما هذا الطفل الشر بعد ولادته وموت أمه الآوية، بعد إيهامهما بأن طفلهما الوليد قد مات وأن الأم لن يقدر لها أن تحمل وتلد بعد ذلك ومن الخير أن يتخذا من هذا الطفل الحي ابناً وسيغفر المسيح لهذا الرجل قبول نصيحة القس وعدم إفشاء السر لزوجته.. ويكبر الطفل نوعاً وسط حب وولع المتبنيين له، ويعتقدان أن وجوده في حياتهما فاتحة خير، فقد عين الرجل سفيراً للولايات المتحدة في المملكة المتحدة، وهي إشارة سياسية ولا شك إلي تنقل الشر بين المتحدثين علي دمار وخراب واحتلال العالم.. ويظهر قس آخر يحذر الرجل من هذا الطفل الذي سيدمره هو وزوجته، ويطلب منه التوجه إلي قس أكبر في القدس هو الذي سيخلصهما من هذا الطفل وشروره، لكن الرجل المثقف لا يصدق هذه التخاريف حتي عندما تخبره زوجته بتصرفات الطفل الغريبة مثل انغزاله بين زملائه ورعب القرود والشامبانزي من نظرات عينيه واهتياجه من رؤية الصليب الكبير المعلق علي مدخل الكنيسة لدرجة ضربها وجرحها، إلي أن تحمل الزوجة علي عكس ما قيل له، ولكن عند الوضع يقتل الطفل والأم معاً، ويكتشف الرجل أن طفله الأول كان قد قتل هو الآخر ولم يمت.. وهنا يتوجه الرجل للقس الأكبر في القدس ويظل يتابعه ويتابع الأحداث مصور فوتوغرافي يسجل بالكاميرا كل ما يدور في هذا الإطار.. ويعطي القس الأكبر خناجر وأسلحة للرجل لكي يقتل بها الطفل جسداً وروحاً تخلصاً من شروره التي تتخطي هذه الأسرة الموعودة بالعذاب، إلي العالم كله، ولكن الرجل المتحضر يرفض قتل طفل تربي في أحضانه مهما كان الأمر، وتجئ الإشارة بقتل المصور، فالطفل لا يعمل وحده ولكن معه وحوله وراءه عصابة أو عصابات شر، منها المربية التي تسببت في قتل الزوجة والكلب الذي من فصيلة الذئاب وأنباء آوي.. وهنا يقتنع الرجل بضرورة التخلص من الطفل، يصحبه في سيارته إلي مذبح الكنيسة لذبحه بعد أن وجد تحت شعر رأسه حروف النبؤة (6- 6- 6) وشاهد في صور المصور الأسهم التي تشير إلي كل من عليه الدور. في القتل بدءاً بزوجته وانتهاء به شخصياً، وفي الطريق تتبعه سيارات البوليس نظراً لقيادته المسرعة، ويدخل إلي الكنيسة ويهم بقتل الطفل فيتصور رجال البوليس أنه شخص مجنون فيردونه قتيلاً.. وبعد جنازة رسمية عسكرية مهيبة يقف رئيس الولايات المتحدة ممسكاً بيد الطفل إشارة إلي تبنيه ورعايته عن طريق الدولة وليس عن طريق فرد بذاته، بينما الطفل ينظر إلينا نحن مشاهدو العالم وهو يضحك رمز الانتصار والاستمرار، وكأنه يقول ولدت في روما وجئت إلي واشنطن وانتقلت إلي لندن، لكن روحي في القدس وخلاصي في القدس حيث يغتصبها اليهود ويحمونني بمساعدة الولايات المتحدة، أنا الشر!

والغريب أنه فيلم أمريكي ويدين أمريكا في المقام الأول، ولكنه يدين قوة العالم القديم (روما) ومنبت وعد بلفور (لندن) سبب القلاقل والاضطرابات ليس في الشرق الأوسط وحده ولكن في العالم أجمع والقوة الأوحد الأم (البيت الأبيض) التي تتبني الطفل أو إسرائيل، التي ستكون يوماً سبباً في دمار أمريكا ذاتها!

هو إذن فيلم رعب ديني سياسي علي أعلي مستوي. كتبه ديفيد سلتزر وأخرجه چون مور ووضع موسيقاه ماركو بلترامي وقامت ببطولته چوليا ستيلز وبيتي يوستسويت.. إنه The Omen أو اللعنة!

جريدة القاهرة في 4 يوليو 2006

 

سينماتك

 

قدم 40 فيلماً في 20 عاماً وعمل بالتصوير والاخراج والتمثيل معاً

طارق التلمساني: أنا سينمائي متخصص في التصوير.. لكن لا مانع من الاخراج والتمثيل!

ابراهيم شعبان

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك