من جوف الالم السقيم والتمزق والرؤية الابوكاليبتية، تمتص أفلام اليخاندرو غونزاليث ايناريتو وجودها، لترتوي من مجانية الانحطاط والاستسلام لاشياء الحياة البغيضة. بثلاثة افلام لا غير، كرّس حنكة سيناريستية، وبرع في اشاعة القلق المتين في عاصمة سينماه، المفتوحة على شتى انواع الاختلافات الحضارية، والداعية الى قمع الموروث. إنه ايناريتو دائماً وأبداً: هذا اللهاث في تركيب الوحدات التصويرية واحدة تلو الآخرى، وتأطير الحركة الجسمانية، وهذه الاقدار المشؤومة المتراكمة فوق بعضها، وأيضاً هذه النفخة في النفوس الميتة، ثم هذا القلب المتعاطف مع الحياة والموت والوجود والعذاب. بالسرد المتقطع يدخلنا ايناريتو تدريجاً في نفق سينمائي مظلم، حيث لا تلتقي الشخصيات الا لكي تثبت ان عين المخرج، ترعاهم، وأن يديه تتلاعبان بمصائرهم. النابغة المكسيكي، صياد الصور والمتملك أدواتها، يؤمن بالموارد السينمائية كعنصر له وظيفة كبرى، كلغز من الغاز اللغة السينمائية التي تؤثر في المشاهد وتنتزع منه دموعاً ساخنة. إنه المتمكن تمكناً فذاً من المونتاج والتقاط المشاهد وادارة الممثلين واختيار الموسيقى التصويرية. واذا كانت اعماله ترتكز على ردود فعل متلاحقة (منطق الدومينو) تنشأ نتيجة حادث عرضي، مثل حادث الاصطدام في "حب كلاب" أو البندقية في "بابل"، فإنها في المحصلة، كثيراً ما تحمل في طياتها ارقاماً سوداء تزين واجهة العمل الخلاب والمتقن، مثل الوردة البيضاء البريئة التي تنام على نعش حزين.

"بابل"، الذي كان بعيداً سنتيمترات قليلة فقط عن نيل "السعفة الذهب" في "مهرجان كانّ" الاخير، هو امتداد لفن ايناريتو، وتكريس لمفرداته وابجديته. كأن المخرج يريد أن يجزم ان ثمة ألف قصة قد تروى بهذه الطريقة. ثلاث حكايات متوازية تنطلق اذاً في الفيلم الجديد لمخرج "21 غراماً". يتخذ ايناريتو العالم، الكون، الكرة الارضية، مسرحاً شكسبيرياً، ليقول ان شيئاً ما ليس على ما يرام، ذاهباً بحساسيته ابعد بكثير من الطموحات والتحديات التي رسمها لنفسه في اعماله السابقة، إن من الناحية البصرية او من جهة الخطاب السياسي المطمور تحت سابع أرض، محارباً على اكثر من جبهة، وذلك بعدما وسّع بؤرته بغية الاتيان برؤية بانورامية للتفاصيل الانسانية، وبعدما انكسر حلم المكسيك المعاصر في "حب كلاب" وضاقت عليه الولايات المتحدة التي تخبط فيها ناومي واتس وشون بن في شريطه الاسبق. معركة خاسرة سلفاً لأن مفهوم النصر لا يخدم السينما التي يعمل ايناريتو من اجلها، بقدر ما تخدمها العبثية وفقدان الحواس والتهميش والشتات والتشرد والضياع، على غرار ما سنعيشه في هذه الرحلة، بدءاً من المغرب الى الحدود الاميركية - المكسيكية مروراً باليابان ذات الصورة الحالكة التي لا تقل مأساة عن غيرها من البلدان النامية ذات الافق المسدود والعيش البائس. ثلاثة اقدار، الراجح انها ما كانت لتتلامس لولا البدعة التي اسمها "زابينغ" وهذا المخرج الطليعي. الوجع مستمر رغم الـ"زابينغ" السينمائي.

في "بابل"، يعيد ايناريتو بناء ذلك البرج الذي دمّره غضب الهي اطل على البشر بأشكال مختلفة وفي أكثر من مناسبة. بحسب العهد القديم، فإن بناء مثل هذا البرج كان تحدياً لله وعظمته، ذلك ان الذي خطط له كان يريده جسراً لعبور الجنة. بالنسبة الى المصير الانساني، هناك مرحلة ما قبل بابل ومرحلة ما بعده: تشعب الانسانية وانقسامها فصائل وتعدد اللغات، انتج حروباً دامت سنوات ومجازر وابادات وتطهير اعراق. الكل اصبح له لغته الخاصة، ولم يعد احد يفهم الآخر. بعد سنوات على هذا "المنعطف"، يؤكد فيلم ايناريتو ان الانسان، في كل بقعة من بقاع الارض كان ولا يزال يعاني فشل التواصل، وهذا الفشل شديد التأثير على مصيره. انسجاماً مع رؤيته، يختار ايناريتو ثلاث قارات تجري فيها حوادث الفيلم: الاولى، افريقيا، وتحديداً المغرب. بعد أن تنطلق رصاصة من بندقية يلعب بها مراهقان لتصيب سائحة اميركية (كايت بلانشيت)، يفتتح ايناريتو شريطه قبل ان تجتاز كاميراه، بلمحة بصر، المسافات الملموسة في عملية لاسقاط الحواجز البسيكولوجية. يحط فجأة، وبدون قطع وصل، في القارة الاميركية، في منطقة واقعة على حدود المكسيك - الولايات المتحدة، حيث مربية من اصل مكسيكي تعمل لدى عائلة اميركية تتلقى الخبر المفجع، اي اصابة السائحة، من الزوج المنهار (براد بيت، على غير عادته التمثيلية وركاكته). قصة ثالثة تدخل على الخط بلا استئذان، تقتحم حميمية العائلتين المفجوعتين، عائلة المعتدي والمعتدى عليه. المشكلة آتية من القارة الاسيوية هذه المرة، ومحورها فتاة صماء وبكماء يتبين تدريجاً انها فقدت والدتها في ظروف ادعوكم الى اكتشافها.

ايّ منطق درامي يربط هذه القصص المتداخلة؟ بندقية وينشستر الاميركية لصاحبها الياباني تحلّ ضيفة ثقيلة في المغرب لتساهم في مأساة امرأة اميركية؟ في نظر ايناريتو، الحادث كما الفيلم، من إنتاج العولمة، ومن هذا المنطلق ينسج حبكته الروائية. الحق انه لا يهتم في الحصة الاولى من الشريط بمنح المعطيات التي تسهّل الادراك واليقين. دائماً الامر هكذا عنده. اللافت في ثلاثيته انه يتلاعب مع المتلقي مرجحاً اياه بين الشك واليقين، باستمرار. فلمَ لا، عندما يكون في حوزتك سيناريو في منتهى الدقة يمنح الاحساس بأنه من الباطون المسلح، وتكون مصحوباً بالحجة المتماسكة، وعندما تحمل طبيعة المناخ المرصود في الفيلم طبقات عدة من القراءة، واحدة سينمائية وثانية سياسية وثالثة دينية.

تدريجاً، نكتشف ان البندقية هي القضية - الام في "بابل". ما يدفع المخرج في هذا اللف والدوران ليروي ما يشبه حادث سير على تقاطع طريق، ليس الرغبة في انجاز شريط معولم مفاده ان العالم بات قرية صغيرة، انما للقول ان اسرع مسافر على متن طائرة العولمة هو الاصولية والتقوقع والعقول البوليسية المتحجرة، التي تجعل من الشرطي المسؤول عن الامن على الحدود الاميركية - المكسيكية كائناً غير رحوم يفضل القبض على سيدة لا تملك اوراقا ثبوتية، من ان يهرع الى اسعاف طفلين ضلا طريقهما في الغابة. هذا التطرف في السلوك، الناجم عن حالة التربص والدفاع عن الذات، يجعل الشرطة المغربية متعطشة للدماء، فتطلق الرصاص على من تعتبرهم ارهابيين، وهم ليسوا سوى نزلاء في حفرة القضاء والقدر. بنفخة انسانية رقيقة ومتشائمة ومعبّرة، يرينا ايناريتو كيف ان الميثولوجيات الحديثة قائمة على ابطال استلوا السيف لاستئصال سرطان الارهاب وقطع رأس الشر والضغينة. وكيف ان مفهوم البطولة انتقل من الشاشة كي يغدو منطقاً اخلاقياً شريفاً ينبغي الاحتكام اليه. وكيف أن طلقة رصاص في الصحراء، في غير زمانها ومكانها، يمكنها تعكير صفاء الدنيا فجأة في زمن الهلع والخوف والبارانويا والتحفظ والتشكيك في وجود الآخر ولغته وايديولوجيته. اللافت مع ايناريتو انه يفلح في تصديقنا ان ما يجمع البشر ليس سوى الالم. فالعقائد تختلف، كذلك الانبياء والرسل والايديولوجيات، لكن العذابات تجمع شمل العائلة الكونية ولا تحرم احداً من ارثها.

مدهش هو الفيلم على الصعيدين الجمالي والدرامي. يكمن تفوق ايناريتو في انه يعلم جيداً ان السينما فن قائم على اختزال الزمن والتلاعب به.

صدقاً، ليس "بابل" مزحة. انه صفعة لم نشف من وجعها بعد.

النهار اللبنانية في 1 يوليو 2006

 

الكاميرا.. في ضيافة البندقية

بشار إبراهيم 

في جديده السينمائي، ينتهج المخرج إياد الداوود خياراً آخر، يختلف إلى حدٍّ كبير عمَّا سبق أن شاءه في أفلامه التي حقَّقها من قبل: "القدس وعد السماء" (1997)، "دير ياسين.. الوجع" (1999)، "مآذن في وجه الدمار" (1999)، "عودة" (2000)، "أعراس الزهور" (2001)، "جنين" (2002)، "فن الحياة" (2003)، التي أسَّست بمجموعها لحضور مخرج سينمائي، من طراز خاص، يبني مدرسة متميزة في مجال الفيلم الوثائقي العربي.

هنا، في فيلمه الجديد "في ضيافة البندقية" 2006، يستعين المخرج إياد الداوود بما أمكنه من معارف متحققة في مجالات الفيلم الوثائقي، ويقوم بالبناء عليها، مضيفاً عليها مدماكاً جديداً، سوف يُحسب له أن يقوم النقاد بتأصيل ما، في هذا الصدد.

إنه لا يتوقَّف عند حدود استخدام القواعد الأصيلة، المُتعارف عليها، والمُتناقلة بين أجيال السينمائيين العاملين في الفيلم الوثائقي، منذ عقود من الزمن تكاد تقارب القرن، كما لا يكتفي باستخدام "الدوكيودراما"، كما كان قد فعل من قبل، في أكثر من فيلم له، خاصة فيلمه "أعراس الزهور"، ولا يعتمد أسلوب المراقبة أو التلصص.. بل يذهب أكثر باتجاه الغوص في الموضوع، من حيث المعايشة، والمحايثة "أي التواجد حيث يجب"، والدخول في ثنايا الحالة، ويتلبَّسها إلى أقصى ما يمكن، مُعيداً إنتاج حياة كاملة، بشخوصها، وتفاصيلها، وإيقاعها، دونما أي تدخُّل، محافظاً على المصداقية التامة.

هذه المرة يظهر إياد الداوود أمام الكاميرا، يُحدثنا عن الموضوع الذي قصد تصويره، ويفسح لنا المجال لرؤية ما يدور، في واقع أقلّ ما يمكن وصفه بالحذر. إنه يدخل إلى كواليس "كتائب عز الدين القسام"، هناك في قطاع غزة، ليس حيث يتدربون على الأعمال القتالية، ولا حيث يتسامرون، فقط، بل في أماكن لا نبالغ في القول إنها المرة الأولى التي تصل إليها الكاميرا، ومع أشخاص يبدو الوصول إليهم مهمة مستحيلة حقاً!..

محمد ضيف!.. هذا الرجل القسَّامي، المُطارد رقم واحد، والذي يتحمحم الجيش الإسرائيلي، منذ سنوات، للوصول إليه، والنيل منه، هو أحد الذرى "الدرامية" العالية التي يحقّقها الفيلم، حتى لو كان الرجل ملثَّماً لا تبين منه ملامح، فمجرد الوصول إلى حيث هو، واللقاء معه، والحديث إليه، ينبغي أن يكون على غاية من التقدير، وحده، فكيف إذا ما جاء ذلك مندغماً في نسيج الفيلم، الذي وضع لنفسه أعلى مهمات الفيلم الوثائقي، في الحديث عن "الآن"، و"هنا"، متكاملاً مع العناصر الفيلمية الأخرى.

فالقائد الأول في كتائب عز الدين القسام، (محمد ضيف)، ووسط كل ما يحيطه من حذر وخطر، لا يبدو وحيداً، على فرادته.. ولا فريداً، على تميّزه.. بل ستظهر وجوه أخرى، لها ما لها من نضالات وتضحيات، وتترقّب الحياة بين أنياب الموت المشرعة.. شخصيات تتمكن ببراعة من تقديم وجهات نظرها، ورؤيتها لمجرى الصراع مع العدو، ويكشف الفيلم عن أدوارها الهامة، في مواقعها المتميزة، بدءاً من ساحات التدريب، إلى مجالات التخطيط والتنفيذ، دون أن ينسى زيارة تلك الأماكن الغامضة، حيث يتم تصنيع صواريخ "القسام"، وقواذف "ياسين"، والقنابل اليدوية، والعبوات الناسفة، التي تمكنت ذات وقت من تحويل الـ"ميركافا" ذاتها أشلاء بيد أطفال غزة!..

هكذا، لا تبدو الزيارة التي قام بها الفيلم، والتي جعل من خلالها الكاميرا "في ضيافة البندقية"، زيارة عادية. ليست هي زيارة دعائية، ولا تحريضية، وإن امتلكت الكثير من هذا بسبب طبيعة الموضوع.. إنها فرصة للمعرفة الحقيقية، المتوارية بعيداً عن متناول نشرات الأخبار، أو عنوان: "الخبر العاجل".

الفيلم، فرصة كي يتعرَّف المشاهد كيف تنبني هذه الأسطورة، التي تُدعى "كتائب عز الدين القسام"، ومن هم أولئك الرجال الذين يعِدون العدو بالمزيد من المواجهات، وبالأقسى من الضربات، والذين لا يفتُّ من عضدهم، كل الخسارات..

لا يكتفي فيلم "في ضيافة البندقية"، بالمألوف من المشاهد، إذا أنه يبني وثيقته السينمائية بنفسه، تلك المهمة التي انتدب المخرج إياد الداوود نفسه إليها، على الرغم مما فيها من خطورة، تكاد تمس حياته.. ليس فقط، وهو على مسافة قريبة من إطلاق صواريخ، وتفجير عبوات ناسفة، وإلقاء قنابل يدوية.. بل أيضاً عندما نراه يجوس في أحد الأنفاق التي تستخدمها كتائب القسام في عملياتها المقاوماتية، الانفاق التي أثارت جنون شارون، فحاول إحراق الأخضر واليابس، وحرث البيوت والسهول، على امتداد قطاع غزة، للتخلُّص من هذه الأنفاق..

لن يُتاح هذا الأمر لمخرج بسهولة، ولا أعتقد أن السيناريو كان مكتملاً في رأس المخرج إياد الداوود، على هذا النحو، عندما بدأ التصوير، ولعله ليس من المبالغة القول إن الدأب الذي يتميَّز به المخرج، وإصراره على تنفيذ عمله السينمائي بروحية المقاتل، الذي لا يتراجع عمَّا أراد وقرَّر، هو من وفَّر كل هذا التحقُّق، والقطف البكر لمشاهد، ولقاءات، وحوارات..

ولأن المخرج لم يرد من فيلمه أن يكون مجرد زيارة للمجاملة، فقد انتبه إلى شرطين أساسيين لا بد منهما في الفيلم الوثائقي: أولهما أنه لم يضع الكاميرا في خدمة من يزورهم، يتباهون أمامها، أو يستعرضون عضلاتهم، بل بقيت الكاميرا في موقع الراصد المراقب المتأمل، وهذا هو دورها، وتلك هي مهمتها.. وثانيهما أن المخرج لم يتورَّط في الموضوع، ولم يجعل الإغراءات تسوقه خلفها، نحو الوقوع في مطبِّ المديح "أو الإدانة"، بل بقي المخرج محاوراً على قدر من الرصانة، والاقتراب الذكي بأسئلته من حدود الاستفزاز، وإثارة الشخصيات، في مسعى لنيل ما يمكن من معلومات جديدة أو مفيدة، إجابات، وآراء.. تغني الموضوع، وتفيه حقَّه.

"في ضيافة البندقية"، فيلم المخرج إياد الداوود 2006، يعتبر نقلة نوعية في مسار هذا المخرج، على الصعيد الفني، من حيث قدرته على قيادة الفيلم بسلاسة ملفتة، بدءاً من اختيار الشكل الفني الجديد والمناسب، المتجلّي بظهوره على الشاشة متحدثاً عن التجربة، محاوراً لشخصياته، متجولاً في أمكنته، مروراً بالتصوير المتقن، خاصة التصوير الليلي، الذي تعامل مع مصادر الضوء الطبيعية، أو الاصطناعية، دون أي نشاز، وصولاً إلى المونتاج السلس، إلى حدٍّ لا يلفت الانتباه لوجوده، أصلاً..

أما على الصعيد المضموني، فهذا الفيلم الجديد يأتي استكمالاً لما كان قد بدأه إياد الداوود، في أفلامه السابقة، إذ نراه على غاية العناية بالكشف عن الجوانب الإنسانية للمقاومة، والمقاومين، وفضّ الاشتباك الدائر حول سؤال الحياة والموت، وهو ما كان قد أسَّس له في فيلمه "فن الحياة" 2003، الذي رصده للكشف عن الجوانب الإنسانية لدى الاستشهاديين، دون أي إدعاء أو فبركة، إذ تمكَّن من الدخول إلى غرفهم، الوقوف أمام طاولاتهم أو أسرَّتهم، والإطلاع على أوراقهم الخاصة، والإطلالة على التفاصيل الحميمية، في حيواتهم..

لم تظهر هذه الشخصيات مُستعارة من مجمَّع الملائكة، منقَّاة من كل رغبة أو شهوة أو هواية.. ولا هي شخصيات نابتة من عوالم الشياطين المردة.. ليسوا أصوليين متعصبين، ولا مهووسين بالموت أو القتل.. "وإلا لماذا نأخذ كل تدابير الحيطة والحذر؟"، يقول أحد قادة كتائب عز الدين القسام.. وسنرى أن تدابير الأمن والأمان طافحة في الفيلم، منذ لحظاته الأولى..

وسيقولون لنا إنهم في غالبيتهم يستكملون تحصيلهم الجامعي، يخلِّفون في البيوت أبناء وبنات وزوجات.. أمهات وجدات، يغسلن الوقت بالدعوات والتضرّعات، بعد أن جهزن كل ما يحتاجه الرجال في ميدان الجهاد، وبتن لا يردن لـ"أم محمد فرحات" أن تكون وحدها، في امتيازها المشرِّف.

المستقبل اللبنانية في 2 يوليو 2006

 

"بابل" أربع قصص مترامية الأطراف

شخصيات وحكايات من المكسيك الى المغرب

محمد رضا

الكلمة الموجزة التي تناولنا فيها فيلم الياندرو غونزاليز ايناريتو “بابل” خلال عروضه في مهرجان “كان” قبل أسابيع ليست وافية لتعرض الصرح الكبير الذي أنجزه ذلك المخرج عبر أربع قصص مترامية الأطراف. التالي استعراض شامل للفيلم يكشف عن جوانب أخرى عديدة.مثل فيلميه السابقين “الحب عاهر” و”21 غرام”، يبني المخرج وشريكه في الكتابة غواليرمو أرياغا، عدّة قصص على محور واحد. لمن لم يستطع مشاهدة فيلميه السابقين، فإن الرابط بين القصص المختلفة في الفيلم الواحد هو نسبة عالية من القدرية ومشاركة في المصير. في “الحب عاهر” (2000) حادثة بين سيّارتين. لا أحد من أفراد كل طاقم سيارة يعرف الآخر او كان على لقاء معه. القصة الأولى تسبر غور مجموعة من الشبّان الباحثين عن سبيل لقهر الفقر والعوم على سطح المجتمع بأي ثمن.

 القصة الثانية تدور حول زوجين هي كانت موديلاً والآن أصبحت مقعدة، والثالثة حول شاهد عيان مر بالمكان حين وقعت الحادثة. لكل قصة مختلفة. الحادثة هي المفصل. في “21 غرام” (2003)  هناك أيضاً ثلاث قصص تجمعها حادثة واحدة: شون بن الذي يعاني من متاعب في القلب، بنيثيو دل تورو، المتطرّف الذي يحاول استخدام الدين ليبقى بعيداً عن المشاكل، وناوومي واتس، المرأة المتزوّجة التي تتبدّل حياتها بسبب الحادثة. في حين أن “الحب عاهر” يترك قصة ليلتقط أخرى حين تنتهي الأولى انما يعود في كل مرة الى الحادثة نفسها، عانى “21 غرام” من حقيقة أن انتقال المخرج بين قصصه مفبرك وغير سلس أو طبيعي. المخرج يختار حجب حقائق لمجرد ابقاء القصة الواحدة مثيرة، ثم يكشف الحقائق على نحو متأخر فإذا بالمشاهد ينتقل ضمن حركة لولبية غامضة ومفارقات تتجه الى كل الجوانب قبل أن تنضبط في اتجاهاتها المفترضة.

انفعال رسمي

“بابل” يختلف من عدة أوجه. أولاً أنه أفضل من الفيلمين السابقين معاً، وثانياً ينتقل بين القصص والأزمنة بسلاسة واضحة على الرغم من اعتماده السرد المتوازي بينها وعلى الرغم أيضاً من بعدها الجغرافي، ثم -أيضاً- على الرغم من أنها عبارة عن أربعة قصص وليست ثلاثة. قصص هذا الفيلم تنتقل ما بين المغرب والولايات المتحدة والمكسيك واليابان. صحيح أن العلاقة لا تفضح نفسها باكراً، كما في “21 غرام”، لكن حسنة الفيلم أنها علاقة مفهومة، واضحة وليست مفتعلة او مثيرة للحيرة.

اللقطة الأولى في المغرب على وجه ذلك القروي. تمشي الكاميرا معه بنفس الخطى الحثيثة. لقطة أبعد ونشاهده يحمل بندقية. حين يصل الى مقصده ويلقي السلام يعرض البندقية للبيع مقابل 1000 دولار. لكن الشاري، أب لولدين، يعرض 500 دولار وعنزة. يقبض البائع المبلغ ويحمل العنزة ويعود من حيث أتى. غاية الرجل الذي اشترى الماشية هي الدفاع عن الغنم ضد الضباع المنتشرة. ونلحظ تحبيذه لابنه الصغير على الكبير. الأول قادر على اصابة الهدف أفضل من أخيه. هناك على قمّة أحد الجبال يحاول ذلك الابن الصغير معرفة الى أي مدى يمكن للبندقية اصابة هدفها. يصوّبها على حافلة سياحية ويطلق النار. داخل الحافلة هناك  الزوجان الأمريكيان رتشارد (براد بت) و سوزان (كيت بلانشت) والرصاصة تصيب الزوجة في كتفها. حالة هلع بين الركّاب جميعاً. السائق يحوّل الحافلة الى أقرب قرية. أحد الشبّان المحليين يقود رتشارد وزوجته المصابة الى بيت أهله حيث يحاول الزوج انقاذ حياة زوجته التي تنزف بشدّة. الطبيب الوحيد المتوفر هو بيطري. السفارة الأمريكية التي يتصل بها رتشارد تأخذ وقتها في التحرك اذ عليها أن تدرس أوّلاً اذا ما كان الهجوم من قبل متطرّفين معادين للولايات المتحدة. الفترة التي يقضيها رتشارد في تلك القرية (يوم وليلة) تعلّمه الكثير عن حياته وحياة الآخرين. في تقدير يخرج ما معه من مال ليعرضه على الشاب الذي وقف الى جانبه وذلك بعدما وصلت طائرة الهيلوكابتر لتقل زوجته، لكن الشاب يرفض بلطف. ليس الشاب فقط هو من يصوّره الفيلم في اطار ايجابي، بل كل العرب تقريباً بمن فيهم الولدان البريئان من كل نية شريرة وأبوهما المصعوق. أقول تقريباً، لأن انفعال الشرطة المغربية هو الوحيد الذي قد يتعرّض لنقد بعضنا على أساس أنه يصوّر رجال الشرطة عنيفين قساة في تحقيقهم. لكن المخرج لا يقصد النيل منهم، بل النيل من فكرة سياسية مهمة مفادها أنه حين تكون المسألة متعلّقة بأمريكيين وتتدخل فيها السفارة الأميركية فإن ردّة فعل البوليس المحلّي هي أثقل وأنكى مما لو كانت المسألة محليّة صرفاً. والخبر شاع على أساس انه هجوم ارهابي بالتالي التصرّف مرهون بعوامله وليس بخصائص وملامح شخصية.

ترتيب ظاهر

العائلة المغربية وما يحدث معها تبعاً لما سبق، والعائلة الأمريكية وما يحدث معها في المغرب هما قصتان من قصص الفيلم الأربعة. القصّة الثالثة تقع في الولايات المتحدة قبل أن تنتقل الى المكسيك وفيها تستأذن خادمة مكسيكية (أدريانا بارازا)  هاتفياً من رب الأسرة التي تعمل عنده والذي نفهم انه مسافر بعيداً، لحضور عرس ابنها المقام  في قرية مكسيكية قريبة من الحدود الأمريكية. لهذه الغاية لابد أن تأخذ معها ولديه (فتاة وطفل). يوافق. تنتقل الى المكسيك. تحضر الزفاف. تلتقي بحب غابر. بعد ساعات تقرر العودة مع الولدين في سيارة يقودها قريب شاب لها (غايل غارسيا برنال). الوقت ليلي. السيارة تنطلق سريعاً. تصل الى الحدود. الشرطي الأميركي يرتاب في الوضع (مكسيكيان وطفلان أبيضان). حين يطلب البوليس من الشاب ترك السيارة ينطلق بها. تطارده الشرطة. يطرد الخادمة والولدين في الصحراء ويمضي. انها مسألة حياة او موت بالنسبة لهذه الخادمة، ليست حياتها هي بل حياة ولدين بريئين. القصة الرابعة تقع في اليابان. شيكو (رينكو كيكوشي) فتاة شابة صمّاء بكماء انتحرت والدتها منذ حين. والدها يرعاها بكل حنان، لكن حياتها التي لا تستطيع أن تستقبل من الخارج الصوت ولا تستطيع أيضاً التعبير عن نفسها به، لديها حل واحد لأزمتها وهو التواصل مع العالم بواسطة الحب. والحب عندها هو الجنس لكنه، وعلى الرغم من جمالها الا أنها لا تستطيع الحصول عليه. قصّتها هي أكبر من هذا الملخص لكن معظمها يمضي في متابعة لحالة وجدانية أساساً وسلسلة مفارقات وقليل من الأحداث.

ينتقل الفيلم بين هذه القصص الأربع على نحو متواز. بضعة مشاهد من كل واحد منها قبل الانتقال الى أخرى من دون ترتيب ظاهر انما مع الكثير من الدراسة بحيث لا شيء معرّضٌ للفوضى او سوء السرد. في الوقت المختار، يكشف الفيلم عن أن البندقية كان والد شيكو تركها عند القروي المغربي الذي شاهدناه في مطلع الفيلم الذي كان دليلاً سياحياً له حين زار الياباني المغرب في رحلة صيد. وأن الولدين اللذين يتعرّضان لتجربة صعبة هما ابنا رتشارد وسوزان اللذين كانا يخوضان تجربة صعبة أخرى. لكن السؤال هو ما المقصود بحبكة تأخذ أربعة قصص وأربع أو خمس مناطق جغرافية وعدّة ثقافات ولغات وتقاليد اجتماعية؟

انهيار التواصل الانساني

بعض الجواب في عنوان الفيلم، “بابل” هو البرج الذي، يذكر في الكتب الأولى أن الانسان  بناه لكي يصل الى ربّه. لكن غضب الله كان شديداً فسخط عليه وأحبط غايته ثم كتب عليه التفرّق الى شعوب وأجناس بشرية متعددة بلغات مختلفة ما يصعب عليهم بعد ذلك التوحّد أو التواصل. لا أدري شيئاً من هذا، لكن اذا ما كان هذا مصدر المخرج فإن الفيلم يعبّر عن رؤيته تلك: في كل موطن ننتقل اليه هو رابط انساني واحد يشد الشخصيات كلها. حتى الفتاة اليابانية التي تعيش في عالم من الصدى والكبت متّصلة بما يحدث مع  المغربي الذي اشترى البندقية وأعطاها لابنه لكي يدافع عن الأغنام بها. على صعيد افتراضي، ربما كانت هناك قصص عديدة مرتبطة لا نراها على الشاشة وبنفس الأهمية. هذا يعني أن كل واحد منا مرتبط، بدوره، بقصة طرفها الأقصى قد يكون صينياً او برتغالياً او برازيلياً. انها، والفيلم، طريقة للنظر الى العالم بأسره. شخصيات هذا العالم، والفيلم تحديداً، كلها خيّرة. انها الانسان ذو النيّة الطيّبة الذي تتعرقل مساعيه ضمن كل هذا الخضم من الظروف بالاضافة الى سوء تقديره او سوء تصرّفه الناتج عن جهله. الفيلم لا ينتقد الانسان بل ينتقد هذه الظروف المتكالبة. ينتقد السياسة وكل ما يخرج منها وعنها من فقر وجهل وتخلّف وبطالة وهجرة غير شرعية (الخادمة تعمل بلا اذن عمل في الولايات المتحدة والحادثة تكلّفها سبع سنوات من الخدمة) وكل ما من شأنه وضع مصير انسان موضع تساؤل (العربي بسبب الأمريكي أو العكس) أو خطر. انه في نهاية الأمر عن انهيار التواصل الانساني. كلنا تلك الفتاة اليابانية، لا نسمع ولا نستطيع أن نُسمّع.

على الرغم من وجود بعض الخلل في الكتابة (بعض الأزمنة التي لا تبدو متوائمة او المفارقات التي تطرح أسئلة لا اجابات عنها) الا أن ذلك الخلل لا يظهر الا في التعرّض الى التفاصيل. الفيلم من أوّله الى آخره يبقى عملاً مشدود الوتيرة، حابساً  للنفس، متلاحق الايقاع، كل دقيقة منه تعني شيئاً وليس هناك من لقطة تستطيع اغفالها لئلا تكون أهم من سابقتها. والمخرج يعرف كل التفاصيل المهمة. يعرف أين يضع الآذان وماذا يلتقط بعدسته حين نسمعه. يعرف كيف يجعل المسافة تنذوي بين الشخصيات ومتى تستجيب لدواعي البقاء بعيدة بفعل الخوف أو الحذر. وكل ذلك جهد واضح في شتى شؤون العمل من الكتابة الى التصوير والتوليف والتمثيل (الممثلون العرب يؤدون أدوارهم بذات الاقناع والاجادة التي يؤدي بها الغربيون أدوارهم بمن فيهم محترفون مثل براد بت). في نواحي عدة هو فيلم مثالي لكل هذه الفروع حين تلتحم لصنع فيلم كبير.

المفكرة.. رسائل

القارئ الأخ حامد محمّدي من الشارقة يكتب مجدداً رسالة فيها أكثر من موضوع مهم. تقول الرسالة: بداية أشكرك جزيل الشكر على تفاعلك وردودك الجميلة في جريدة “الخليج” رغم الارتباك الذي أصابني حيث لم أقرأ أحد ردودك الا لاحقاً بما أنني كنت أنتظر الرد على بريدي الالكتروني. لكن لا بأس. لدي بعض الاسئلة أرجو منك توضيحها لي وأولها هو السؤال الدائم الذي لم أحظ بجواب عنه: أرجو أن تزوّدني بمعلومات لو توفرت عن أفلام عصابات قادمة أو في طور التنفيذ.

ثانياً، لاحظت في أكثر مقالاتك في نقد الأفلام أنك نادراً ما تمتدح فيلماً معيّناً (بالتأكيد معظم الأفلام سخيفة ولا تستحق المدح)، فهل صادفك مؤخراً (وأعني ب “مؤخرا” السنتين الأخيرتين) فيلم ممتاز استحق الاشادة. كما أرجو أن تخبرني عن نوعية الأفلام المفضلة لديك وأمثلة عليها.

لديّ مشكلة تحد من استمتاعي بالأفلام وهي التركيز على الأفلام بعين الناقد. بمعنى أنني أنتقد للانتقاد من الفيلم فقط لا غير، وأجد نفسي أنتقد هذا المشهد وأعلق على أداء هذا الممثل بالتأكيد من دون معايير ثابتة، خصوصاً اذا دعاني بعض الأصدقاء لمشاهدة فيلم خيال علمي او رعب والتي أكرهها بشدّة وأجدها سخيفة، وعلى عكس أفلام العصابات والانتقام التي رغم أخطائها فإنني لا أنتقدها لإعجابي بها.

أرجو ابداء رأيك بهذا الموضوع مع بعض النصائح للاستمتاع بجميع الأفلام الى أقصى حد.

أخيراً، هذه الأفلام أعجبتني بشدّة وأود معرفة رأيك فيها واظهار أخطائها ان وُجدت وهي:

  • Road to Perdition

  • Lord of War

  • Lucky Numver Sleven

 وراء رغبتي نشر رسائلك ورسائل القراء على صفحات “الخليج” هو محاولة تعميم الفائدة. معظم ما أستلم ينم عن طروحات جيّدة وجادّة تستحق أن تُعرف وتُعمم ورسالتك هذه خير نموذج.

 المراجع الأجنبية التي تتحدّث عن أفلام يتم تحضيرها أو تصويرها لا تذكر لا نوع الفيلم ولا ملخّصاً له، بل عنوانه والقائمين به. واذا ما ذكرت نوع الفيلم فكلمة “عصابات” يتم استبدالها ب “جريمة” او “تشويق بوليسي”.  لذلك من الصعب معرفة أي منها فيلم عصابات او لا. على أي حال أول ما يأتيني خبر فيلم عصاباتي سأذكره في زاوية “لقطات” فتابعها. هذا أفضل ما أستطيع القيام به واعذرني اذا لم يكن كافياً.

 هناك العديد من الأفلام التي تعجبني (اقرأ موضوع هذا الأسبوع مثلاً) وكذلك أفلام مثل “باتمان يبدأ” للأمريكي كريستيان نولان  و”الجنّة الآن” للفلسطيني هاني أبو أسعد والفيلم الفرنسي  “مختبئ” لميشيل هنيكي  و”كابوتي” للأمريكي بانت ميلر،  و”تصبح على خير، وحظ سعيد” لجورج كلوني  و”موت السيد لازارسكو” للروماني كريستي بايو، و”ساراباند” للسويدي انغمار برغمان و”سن سيتي” لفرانك مولر وروبرت رودريغز و”شمس” للروسي ألكسندر سوكوروف.  وكما ترى، هي من نوعيات مختلفة ومن جنسيات متعددة.

الحاصل أن هاوي السينما يستطيع، وربما عليه أن يحب الأفلام الجيّدة من دون التعلّق بنوعية معيّنة. الناقد -تحديداً- يجب عليه أن يُعامل كل الأنواع معاملة واحدة. صحيح أنني لا أطيق الأفلام العاطفية ومعظم أفلام التهريج التي يسمّونها كوميديا أو كوميديا عاطفية، لكن ذلك لا يحد من مشاهدتي لها لأنها وظيفتي في الحياة ومن يدري لعلي أكتشف أن كاميرون داياز لا تزال موهوبة على الرغم من اختياراتها. أو أن أحد الأفلام قدّم شخصية عربي تقديما حسناً أو سيئاً... من يدري. لذلك، كله لا أستطيع أن أقول: أحب هذا النوع المحدد وهاك أمثلة عليه.

 بعض الجواب الوارد أعلاه يتعلّق أيضاً بالنقطة التي أثرتها حول مشكلة الاعجاب بنوعية أفلام معيّنة. لا تنسى أن بعض الأفلام الخيالية العلمية أنقذت العالم من الدمار النووي أكثر من مرّة (أمزح). أضيف: حين تشاهد الفيلم (من نوعية أخرى غير أفلام العصابات) حاول أن تبدأ بشعور ايجابي ودع شعورك طبيعياً يتحوّل اما الى تقدير أو انتقاد. لا تحاول فرض الرأي المسبق أو الموقف المعتاد على الفيلم. ربما ذلك سيساعدك على قبوله أكثر. لكن كما ذكرت معظم الأفلام الواردة من هوليوود  لا تستحق هذا الجهد. ماذا تفعل؟

الأفلام التي ذكرتها جيّدة عموماً. “الطريق الى برديشن” يثير الاعجاب بسبب تصاميمه الانتاجية وقصّته التي تعود الى أجواء الأربعينات. المشكلة هي أن الفيلم لم يجد وسيلة لتمييز نفسه بأكثر من ذلك  فلم يبق طويلاً لا في العروض ولا في الأذهان. “سيد الحرب” فيلم ذو رسالة مهمة أكثر منه عملاً خالداً. هناك الكثير من الرغبة في ادانة تجّار السلاح لكن التعب يحل بالفيلم في نهايته. المأساة تنتهي الى معضلة. بالنسبة ل “رقم الحظ سلفين” فيه جهد لتنفيذ فيلم مختلف، لكنه أقل هذه الأفلام نجاحاً فنياً. لم يعجبني به نظرته العنصرية التي مفادها أن مأساة الأبيض هو الأسود واليهودي.

م. ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في 25 يونيو 2006

توقعات بأن يحقق100  مليون دولار في أسبوعه الأول

"سوبرمان يعود" تحد كبير في زمن "السينما الطائرة"

محمد رضا 

الملصق الجديد للدورة الثامنة من مهرجان “السينما العربية في باريس” الذي يقيمه “معهد العالم العربي” في باريس ترصع في سمائه نجمة داوود بارزة في المقدّمة. السؤال إذا ما كان القائمون على هذا المهرجان لم يلاحظوا (وهذا احتمال ضعيف) او لاحظوا وغضّوا الطرف على أساس أنها ليست قضيّة!

 مالك العقاد في سبيله لإنتاج حلقة جديدة من سلسلة “هالووين” المعروفة بعدما تم اختيار المخرج. الفيلم الجديد يعود الى سنوات القاتل مايكل مايرز الأولى وفي ذلك استعادة لبعض ما كوّن شهرته ونجاحه بين الهواة. المخرج المختار هو روب زومبي.

 كلينت ايستوود ينتج لابنته أليسون فيلمها الأول كمخرجة. الفيلم بعنوان “آثار وروابط”. الفيلم وصف بأنه دراما اجتماعية. أليسون ممثلة عندما كانت طفلة في العام 1980 وظهرت مع أبيها في فيلمه “برونكو بيلي”.

لن يكون عجيباً إذا ما ارتسم رقم 100 مليون دولار في حصاد “شباك التذاكر” لفيلم “سوبرمان يعود” في الأسبوع المقبل . ذلك لأن هناك الكثير من الانتظار والتوقع. لكن هذا السوبرمان لم يكن مشروعاً سهل الإنجاز بل سبقته تحضيرات وتخللته حكايات تصلح فيلماً بدورها. هذا الأسبوع نعرضها على أمل التقاط الفيلم نقدياً في الأسبوع المقبل.

هل يستطيع هذا السوبرمان أن يطير؟

السؤال المطروح لا يتعلّق بإذا ما كان الفيلم نفسه سينجز المهمّة التجارية المناطة به (على أهمية هذا السؤال)، بل يمتد ليشمل أيضاً الطيران على أنواعه: طيران ممثل جديد يبدو أكثر شباباً من الصورة المحفوظة عن البطل المعروف. طيران الشخصية ذاتها بعدما امتلأت سماء الأفلام بأبطال آخرين قادرين على الطيران والقفز من أسفل الى أعلى، بحيث ما عاد عجيباً، كما كانت الحال حتى ثلاثين سنة مضت، مشاهدة سوبرمان يعبر الأجواء. وطيران الفيلم على صعيد التقنيات والمؤثرات الجديدة خصوصاً أن الخدع السينمائية في نهاية الأمر هي ذاتها ولو تطوّرت ما يشكل تحديّاً للفيلم الجديد او لأي فيلم فيه شخصية من تلك التي تطير.

“سوبرمان” إنتاج جديد بتكلفة كبيرة جداً (260 مليون دولار) وعليه أن يبرهن عن أن كل دولار منها يعود الى الشركة (وورنر) اثنين قبل أن تعتبره هذه ناجحاً. لا عجب أن “وورنر” أمضت عشرين سنة وهي تتردد وتبحث وتناقش وتقبل سيناريوهات ثم ترفضها وتعيّن ممثلين ومخرجين وكتّاباً ثم تقيلهم قبل أن تضغط على الزر السحري فتضيء النور الأخضر ويبدأ التصوير. الرحلة طويلة ومجهدة. فقط الفيلم يستطيع أن يقول لنا إذا ما كانت مجدية او إذا ما كان هناك عذر لسوبرمان أن يعود من منفاه.

 تاريخ طويل

في العام 1938 سرح خيال الكاتبين جو شستر وجيروم سيجل بعيداً وعاد ببطل مرسوم لمجلات الكوميكس لم تكن هذه الثقافة الشعبية المحببة للأمريكيين (حينها كما اليوم) اعتادت عليه. ولم يكن بشراً من الأرض بل من كوكب جليدي بعيد اسمه كريبتون. تبعاً لذلك وللنجاح الذي حققه سوبرمان على الورق، خرجت السينما وتبعها التلفزيون بأكثر من 100 فيلم وحلقة مسلسل. لكن الشاشة الكبيرة احتفلت بولادته السينمائية الأولى بفيلم باسمه (“سوبرمان”) أخرجه ديف فلايشر سنة 1940 وقام بالدور بد كوليَر الذي كان ممثلاً إذاعياً في الأساس. وفي العام 1978 ولد سوبرمان مرة ثانية على الشاشة الكبيرة المستفيدة من تطوّر التكنولوجيا. ذلك “السوبرمان” أخرجه رتشارد دونر (“سلاح قاض”، “16 زاوية”) من بطولة كريستوفر ريف الذي بدا حينها وتأكد ذلك فيما بعد أنه وُلد لهذا الدور. وريف، الذي رحل عن دنيانا قبل عامين تقريباً، لعب الجزء الثاني تحت إدارة رتشارد لستر سنة 1980 والجزء الثالث تحت إدارة لستر أيضاً سنة 1983 قبل أن يؤجّر المنتجان إيليا وألكسندر سولكايند المشروع لشركة اليهودي مناحيم غولان وأسمها “كانون”. لكن غولان لم يضع الميزانية التي يتطّلبها الفيلم الجديد كما استعان بمخرج أقل موهبة من سابقيه، هو سيدني فيوري، فخرج الجزء الرابع سنة 1987 كما لو كان النفس الأخير للسلسلة بأسرها.

وفي مطلع التسعينات ابتاعت وورنر حقوق سوبرمان من الأخوين سولكايند وأخذت تبحث في أمر إعادته الى الحياة. ومن بحثت معه هذا الأمر كان المخرج تيم بيرتون الذي كان أنجز لها نجاحاً كبيراً حين أخرج “باتمان” سنة 1989. مصادر وورنر لا توضح ما المشاكل التي لم يستطع بيرتون حلّها او المحتمل من وجهات النظر المختلفة، لذلك اتجهت بعد عدّة أعوام من المحاولات الى المخرج المعروف باسمه الواحد ماكجي (أخرج “ملائكة تشارلي”) ثم انتقلت، بعد عامين من الصراع للمخرج برت راتنر (“ساعة الزحام”، “رجال إكس 3”) قبل أن تستبدله بمخرج “رجال إكس” الأول والثاني برايان سينجر. بذلك راتنر توجه الى “رجال إكس 3” وسينجر انتقل ليحل محلّه في “سوبرمان: الجديد”.

 حفنة ممثلين ورواتب

وكما تعرّض “سوبرمان” لطاقم من المخرجين تعرّض أيضاً لطاقم آخر من الممثلين. في إحدى المراحل انتشر أن نيكولاس كايج سيلعب سوبرمان. والحقيقة أن بيرتون رغب فيه ووقع عقداً بقيمة عشرين مليون دولار. لكن وورنر آنذاك (أي ما بين 1997 و1998) خشيت اختراق التكاليف سقف المائتي مليون دولار فدفعت لكايج ملايينه العشرين وفسخت العقد ولاحقاً ما دفعت لبيرتون خمسة ملايين دولار (أجره) وفسخت العقد أيضاً. حين دخل برت راتنر على الخط طلب من وورنر التفكير بالممثل أشتون كوتشر، لكنها كانت تفكّر أكثر بجوش هارتنت او جيمس مارسدن. لكن لا أحد من هؤلاء حظى بالعقد بعدما نشب خلاف بين المخرج وبين وورنر عندما تجاوزت المصروفات على الورق 200 مليون دولار فعلاً.

أما حقبة ماكجي (2004) فشهدت خلافاً مشابهاً حول الميزانية كما فوجئت الشركة بالمخرج وهو يرفض ركوب الطائرة المتوجّهة الى استراليا لخوفه ركوب الطائرات. عندها تساءلت وورنر كيف سيخرج المخرج فيلماً عن رجل يطير عبر السماء إذا كان هو نفسه يخشى الطيران؟

في كل حقبة كانت هناك متاعب الكلفة. نسخة بيرتون قدّرت حينها ب 190 مليون دولار، وحين لم تُنفّذ قام الاستوديو بدفع 25 مليون دولار رواتب. حقبة راتنر انتهت بكلفة 20 مليون دولار (أبحاث وأجور مختلفة واستكتابات الخ...). وحقبة ماكجي انتهت أيضاً بعشرين مليون دولار خسارة. المجموع 65 مليون دولار وسوبرمان لا يزال على الأرض.

 سوبر أسئلة

ميزانية الفيلم حسب مصادر مختلفة تبلغ 260 مليون دولار، لكن مصادر وورنر تقول إن الميزانية الحقيقية هي 184 مليوناً و500 الف دولار. هذا ممكن على أساس إضافة ال 65 مليون دولار التي تكبّدتها الشركة كلما انتقلت من مرحلة الى أخرى.

المرحلة التي انتهت اليها بجلب برايان سينجر لا مزاح فيها. سينجر أعجبها بسبب نجاح فيلميه “رجال إكس” لكن السؤال الذي كان لا يزال مطروحاً على الطاولة بينهما، الى جانب ما إذا كان يستطيع أن يقلّص الميزانية الى مائتي مليون دولار او أقل، هو إذا ما كان يستطيع إيجاد دور فاعل لسوبرمان في هذا العصر.

السبب وراء السؤال يقوم على أساس أن الجمهور منذ وداعه “سوبرمان” الأجزاء السابقة، اعتاد على شخصيات أخرى مثل باتمان وسبايدرمان فهل لا يزال يكترث لسوبرمان؟

جواب المخرج هو: “انظروا الى عالمنا اليوم... ألا تعتقدون إننا بحاجة الى سوبرمان”؟

وربما نظر رؤساء وورنر حولهم او لم ينظروا الا أنهم فهموا المغزى من السؤال. في حين أن “باتمان” هو الشخصية الداكنة و”سبايدرمان” الشخصية المركّبة نفسياً، فإن “سوبرمان” هو الجانب الشمسي من هذا النوع من البطولات. إنه بطل النهار مقابل باتمان بطل الليل. وهو الذي لا مركّبات عميقة في شخصيّته (باستثناء ما هو ضروري لوازم الدراما) فهو قادم من عمق الكون لإنقاذ الحياة على الأرض. ومواجهة الأشرار الذين يريدون تقويضها ودمارها.

إنها مهمّة العديد من الأبطال، لكن فقط هواة سوبرمان يجدون سوبرمان الوحيد الصالح لإدائها أكثر من غيره.

هل أدّاها؟ هناك أكثر من جواب... للجمهور جوابه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وللنقاد أجوبتهم المختلفة خلال هذه الأيام. ولابد من عودة._

المفكرة ... رسالة وفيلم

رسالة من عبّود عبّود من الإمارات يسأل فيها بعد السلام: “أين أستطيع أن أشاهد افلاماً غير أمريكية؟ كما تعلم صالات العرض هنا لا تعرض غير الأفلام الأمريكية. فلقدت شاهدت أفلاماً كثيرة جيدة مثل تلك التي ذكرتها “كابوتي” و”تصبح على خير وحظ سعيد” والتي لم تذكرها مثل “صدام” و”فندق روانادا”، لكن هل تستطيع أن تفيدني لأنه لا أمل من أننا سوف نشاهد أفلاماً عالمية غير أمريكية في صالات السينما مع العلم أنهم قاموا بعرض فيلم “الجنّة الآن” ولكن العرض استمر لمدة أسبوع وكان العرض يومياً في الواحدة والنصف ظهراً.. من هذا الذي يستطيع الذهاب الى السينما في هذا الوقت؟ ثم هل يمكنني الحصول على هذه النوعية من الأفلام في محلات فيديو متخصصة؟ لأنني أذكر أنني حصلت على فيلم حصل على جوائز عالمية ولم يكن عرض في السينما المحلية وهو الفيلم الاسباني “ذ سي إنسايد”...وآسف على الإطالة وشكراً”.

* هذه ليست أوّل رسالة من نوعها استلمها من قرّاء يسألون عن كيفية الحصول على مثل هذه الأفلام ويحتجّون على تغييب الأفلام العالمية من العروض المحلية. ويا ليت أصحاب شركات التوزيع يقرأون ليعرفوا أن هناك مجموعة من المشاهدين لا تكترث ل “المهمة: مستحيلة” و”رجال إكس” وإن فعلت فهي أيضاً ترغب في إتاحة الفرصة كاملة لأفلام يقرأون عنها ولا يشاهدونها.

كما لاحظت أنت، فإن معظم الأفلام الأمريكية تعرض على نحو روتيني كون الموزعين مرتبطين بها على أي حال. أما تلك العالمية فللأسف الشديد لن تعرض ولابد أن أحيلك إما لمحل “فيرجين” في بيروت او في باريس ولندن او الى محلات أخرى. متخصصة في أوروبا، لكي تحصل على ما تطلب. طبعاً أن تسافر الى تلك العواصم كلما رغبت في التقاط بضعة أفلام جيّدة ليس حلا والمشكلة عند شركات التوزيع العربية التي تتعامل مع الموضوع على أساس أن هذه الأفلام ليست مربحة فلِمَ نشتريها. طبعاً ستكون مربحة إذا ما توفّرت على نحو دائم.

وبالنسبة لفيلم “الجنّة الآن” ملاحظتك صحيحة ويا ليتك كتبت لي لأعرضها حينها على موزّع الفيلم.

وفي النهاية وحتى نكون عمليين، إليك موقعين: الأول متخصص بالأفلام الكلاسيكية النادرة والثاني يشمل مجموعة كبيرة جداً من الأفلام العالمية. أدخل الموقع واختر ما تريد واذا رغبت في نصيحة او معلومات حول ما تريد شراءه ابعث لي برسالة أخرى. الموقعان هما:

http://www.vicpine.co.uk/

http://www.kino.com

* بعد “بروكباك ماونتن” وما أثاره من لغط حول استخدامه نوع “الوسترن” لكي يسرد قصّة حب بين شابيّن، تعود سينما الغرب الى حكايات الخير ضد الشر في فيلم تلفزيوني بعنوان “مسيرة مقطوعة” بطله كل من روبرت دوفال وتوماس هايدن تشيرش. الحكاية حول رعاة بقر يكتشفون تاجر نساء اشترى خمس فتيات صينيات لتسليمهن الى ماخور. بعد قتله (لسرقته أموالهما) يتولون البحث عن مأوى لهؤلاء الفتيات لكن صاحبة الماخور تشتري بضعة قتلة مأجورين لقتلهما واسترجاع الفتيات منهما. على مساحة أربع ساعات هناك حديث عن الثقافات المتباينة وانتصار للمرأة وحقّها والكثير من تصوير الطبيعة المتأمل في جمال ذاوٍ.

المخرج هو وولتر هيل الذي كان قال مرّة إثر تحقيقه فيلماً عن “جيرانيمو” (المقاتل الهندي الذي حارب بثلاثين رجل من الأباتشي الجيشين الأمريكي والمكسيكي لأكثر من اثني عشر عاماً قبل استسلامه): “لو كان لدي اختيار لما حققت أي نوع آخر من الأفلام سوى أفلام الوسترن”.

مثل أي فيلم يتم مطّه لكي يصبح عملاً تلفزيونياً، هناك الكثير من الوقت الضائع (نحو ساعة على بعضه البعض)، لكن الوقت المتبقّي هو متابعة لأداء رائع ونموذج لحياة من الفروسية والمبادئ ولإخراج يرصد الحياة كما كانت وليس كما يطلبها بعض مشاهدي اليوم، صاخبة او مزيّفة.

وعلى ذكر “جيرانيمو”، الذي أنتج سينمائياً قبل نحو خمس سنوات، فإن الكثير مما عرضه ذلك الفيلم من أوضاع مواطني القارة الأمريكية الأصليين يلتقي والكثير من أوضاع الفلسطينيين. ملاحظة وافق عليها المخرج الراحل مصطفى العقّاد وإن وجدها محض صدفة.

أفلام القمّة ... "كليك" أدام ساندلر.. الأول

1- (-) * Click

40،011،365 دولاراً

الكوميدي أدام ساندلر والمخرج فرانك كوريسي يعودان للتعاون معاً (بعد “غيلمور السعيد” وتفاهات أخرى) في تهريج غير نافع حول “روموت كونترول” يمكّن ساندلر من تجاوز الزمن الى الأمام او الى الوراء والسعي لتجديد حياته الزوجية غير المتوازنة . إنه فيلم قائم على فكرة بلا قصّة حقيقية ذات تطوّرات والكوميدي يحافظ على شخصيّته وتصرّفاته وبل على قصّة شعره (صوني).

2- (1) *** Cars

23،285،367 دولاراً

أنيماشن جيّد التنفيذ لكنه ليس نقلة مع أصوات: أووين ويلسون، بول نيومان، بوني هانت. سيّارات كلاسيكية ناطقة تحاول لعب دور ما قبل أن تتحوّل لخردة (ديزني).

3- (2) ** Nacho Libre

12،299،864 دولاراً

الوهج يبتعد سريعاً عن هذه الكوميديا حول جاك بلاك الراهب الذي يمارس رياضة المصارعة خفاء. الفكرة عذر لبضع نكات تتبدّد مثل فقاقيع الصابون (باراماونت).

4- (3) * The Fast and the Furious: Tokyo Drift

9،801،835 دولاراً

لوكاس بلاك براندون برندل. اثنان من الشبيبة التي تنقل هوسها بسباق السيارات غير المرخّص من لوس انجلوس الى طوكيو... لكن النتيجة لاتزال هزيلة (يونيفرسال).

5- (-) ** Waist Deep

9،404،180 دولاراً

تايريز جيبسون أب ترك ابنه الصغير في السيارة وحين عاد اكتشف سرقتها. العصابة تطلب فدية كبيرة وطريقته الوحيدة لاسترجاع ابنه هي سرقة المصارف. أكشن على ملئه: رصاص وسيارات ومعارك وألفاظ نابية وكل ما يطلبه جمهور اليوم، لكن لا شيء يمكن الخروج به على الرغم من الفرص المتاحة للقصة. الإخراج للجديد فوندي كيرتس هول (فوكاس فيتشرز).

6- (4) ** The Lake House

8،832،259 دولاراً

كيانو ريفز، ساندرا بولوك

دراما عاطفية مع كيانو ريفز في دوره الأول مع ساندرا بولوك منذ أن لعبا معاً بطولة “سرعة 2” قبل سنوات. الفيلم حول تباين الأزمنة. هو يعيش قبل عامين منها (وورنر).

7- (5) ** Break-Up

6،596،625 دولاراً

الكوميديا العاطفية بين جنيفر أنيستون وفينس فون اخترقت سقف المائة مليون دولار رغم ضعفها. الفكرة قائمة على المراحل الثلاث: لقاء، فراق، لقاء جديد (يونيفرسال).

8- (7) ** Garfield: The Tale of Two Cities

5،209،818 دولاراً

صراع بين قطّتين (إحداهما جارفيلد بصوت بيل موراي) للسيطرة على قلعة التنفيذ الفني لا بأس به في حدود المدرسة التقليدية (فوكس).

9- (6) ** X-Men: The Last Stand

4،841،950 دولاراً

هالي بيري، هيو جاكمان، فامكي جانسون ومجموعة مخلوقات شاذّة القدرات (هذا يخرج نصولاً من يده، تلك تسبب الإعاصير، ثالث يشعل النيران الخ..) تدخل حرباً أهلية (فوكس)

10- (9) ** The Da Vinci Code

4،050،844 دولاراً

تمثيل: توم هانكس، أودري توتو.

توم هانكس في هذا الاقتباس عن كتاب روائي شائع حول جرائم بتدبير مجموعة تابعة للكنيسة الكاثوليكية وذلك لإخفاء براهين أن المسيح تزوّج من مريم المجدلية (كولمبيا)

*: سيئ، **: وسط، ***: جيد، ****: ممتاز، *****: تحفة.

الخليج الإماراتية في 2 يوليو 2006

 

سينماتك

 

"بــــابـــل" لأليـــخــــانـــدرو غـــونــــزالـيــث ايـــــنــاريــــتـو

نـــــزلاء فــي حــــــفـرة الـقـــضـــــــاء والـقــــــــدر

باريس - من هوفيك حبشيان:

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك