لم تتوقف السينما في أميركا اللاتينية والجنوبية عن إمتاعنا عبر سنوات طوال بكلاسيكيات متنوعة واتجاهات فنية متباينة على أيدي رموزها في الإخراج مثل فراناندو سولانا وهيكتور بابنكو من الأرجنتين، وغلوبير روشا وجوليو بريسين وروجيريو من البرازيل وأرتورو ريبشتاين من المكسيك وغيرهم.

صحيح أن الحال لم تعد كما كانت عليه في الماضي، إذ تشهد حركة الإبداع السينمائي في هذه الدول صعوداً وهبوطاً في العقدين الأخرين؛ لكن مع المحاولات الجادة لبعض المخرجين الشباب، ومع مساهمات بعض مخرجي جيل الوسط، يبقى هناك أمل في إحياء مجد هذه السينما.

بدأ الأرجنتيني راؤول بيروني الإخراج السينمائي في العام 1993 وقدم حتى نهاية العام الفائت 16 فيلماً روائياً كان أحدثها «بعد ثمانية أعوام» وهو الجزء الثاني والمكمل لفيلم «جراسياديو» الذي أخرجه بيروني قبل ثمانية أعوام (1997). وكما هو جلّي، يكمل المخرج في هذا الجزء قصة فيوليتا وغوستافو اللذين كانا يشعران في الجزء الأول بانجذاب قوي تجاه بعضهما بعضاً، ومع ذلك لم تنشأ بينهما أية علاقة حميمة. لكن الصدفة التي تجمعهما مجدداً في إحدى المدن الصغيرة بعد ثمانية أعوام أثارت في داخلهما ذكريات وأفكاراً تتعلق بإمكان ما كان يمكن أن يحدث في علاقتهما. والسؤال المطروح في بداية الجزء الثاني: هل ستؤدي هذه الذكريات والأفكار إلى اكتمال قصة حبهما؟

من خلال لقطات طويلة تحاكي السينما الفرنسية «المثقفة» بحواراتها المسيطرة وأمكنتها المحدودة، يزيد عليها هنا وحدة الزمن، إذ تدور أحداث الفيلم في يوم واحد، من خلال هذا الاسلوب يسرد علينا المخرج قصة اللقاء الثاني بين الحبيبين اللذين كانا يتمنيان قبل ثمانية أعوام أن تربطهما علاقة حميمة خصوصاً غوستافو، وفي الوقت نفسه يقدم لنا لمحات يمكن أن ندرك من خلالها لماذا لم تكتمل قصة حبهما، منها اختلاف وجهتي نظريهما تجاه أشياء عدة، صغيرة كانت أم كبيرة، أهمها طبيعة علاقتهما بالماضي، إلى جانب حواراتهما الجدلية الطويلة، والعقيمة أحياناً، التي تؤكد تمسك كل منهما بآرائه من دون التفكير في أي محاولة لتغييرها، خصوصاً فيوليتا.

حرص المخرج على ترك مساحة كبيرة من الحيرة لممثليه، فجاء في أداء الشخصيتين المحوريتين نوع من الطبيعية والتلقائية. وعلى رغم أن الحوار كان مسيطراً بالفعل على أحداث الفيلم ضمّن بيروني بعض مشاهده جماليات بصرية رفيعة منها مشهد غروب شمس ذلك اليوم الذي تقابلا فيه والذي وظفه في الوقت ذاته كدلالة على غروب قصة حبهما.

من المشاهد الجيدة الأخرى في الفيلم مشهد النهاية الذي يأخذهما إلى محطة القطار فيجلسان على مقعد انتظار القطار فيها في صمت ليأتي القطار بالفعل ويحتل مقدمة الكادر ويتم تثبيت الكادر هكذا كلقطة النهاية المفتوحة، إنما بتأمل أحداث الفيلم واسترجاع حوارات الحبيبين يمكن أن نفهم أن هذه اللقطة هي الستار الذي يُسدل على قصة حب لم تتحقق منذ ثمانية أعوام ولن تتحقق هذا العام.

تلفزيون في السينما

أما فيلم «الماكينة» للمخرج البرازيلي خوأو فالكأو (47 عاماً) فيناقش التأثير الطاغي للتلفزيون في المشاهدين، والرغبة الأبدية في البحث عن حياة أفضل وأفق جديدة من خلال الشكل الفانتازي لكوميديا استعراضية.

تدور الأحداث في قرية برازيلية نائية يهجرها أهلها خصوصاً بعد إهمال المسؤولين لها وتجاهلهم لوجودها على خريطة البرازيل. لكن رغم هذا يحدث أن يعثر أنطونيو الشاب القادم من المدينة على الحب الحقيقي في هذه القرية، يعثر على كارنينا التي تحلم بامتلاك جهاز تلفزيون كما تحلم بالسفر ومتعة الاكتشاف، ولكي يفوز انطونيو بقلبها يسعى إلى أن يقدم لها العالم تحت قدميها، ولا يجد في سبيل تحقيق هذا اكثر من «الماكينة» التي سيستطيع هو أيضاً من طريقها تحقيق حلمه القديم قدم هذا العالم نفسه وهو السفر عبر الزمن بهدف تغيير المسار التاريخي الماضي الخاص به وبكارنينا وبأي شخص يرغب في هذا.

من خلال المزج بين الحلم والواقع، والفقر والرفاهية وبين الماضي والحاضر والمستقبل، يعرض المخرج لتأثير التلفزيون في تغيير نمط الحياة حتى على سكان قرية نائية مثل قرية كارنينا، كما يعرض بصورة دقيقة لطبيعة الحياة داخل هذه القرية في شكل أقرب إلى الحكايات الخيالية، وما ساعد المخرج على تحقيق هذا أنه صور فيلمه كاملاً داخل الاستوديوات، لكن على رغم ضخامة الطموحات تظل الامكانات لصنع فانتازيا برازيلية استعراضية متواضعة إلى حد كبير إذا ما قورنت بتلك الأعمال هوليوودياً.

من عالم الفانتازيا والأحلام يأخذنا الفيلم الكولومبي «زيارات» إلى واقع مرعب عاصره مواطنو العاصمة بوغوتا لسنوات طوال نتيجة لسلوكيات العصابات السياسية بها. من الطريف في هذا الفيلم، الذي لا توجد أي طرافة في موضوعه القاتم، أن مخرجه بيدرو لانغ يعمل أيضاً مدرساً للغة الاسبانية وهذا الفيلم أولى تجاربه الإخراجية. يصور لانغ الذي صاغ فيلمه في ثلاثة أجزاء أجواء، العنف والإرهاب التي سادت العاصمة، وعبّر في كل جزء منها عن الخوف والكرب اللذين اتسمت بهما حياة هؤلاء المواطنين بدءاً من الطبقات المتوسطة حتى الطبقات الدنيا.

وإذا كان فيلم لانغ يتفرد بخصوصية ما، فهي بلا جدال عدم لجوئه إلى السرد التصاعدي الكلاسيكي في عرض الأحداث، وعلى غير المعتاد يلقي المخرج بمشاهديه منذ البداية وسط أجواء من العنف والإرهاب على غرار أفلام الرعب. لكنه يعود ويدعم أجزاء فيلمه ببعض المشاهد التي لا تتبع تماماً الواقع الذي يسرده ومشاهد أخرى من دون تحديد هوية بعض شخصياتها لنكتشف عبر بعضها على سبيل المثال إحدى شخصياتها مرعوباً بسبب أصوات تعذيب غير مفسر صادرة من غرفة ملاصقة لغرفته التي ينزل بها في أحد الفنادق. والذي نفهمه من هذا المشهد الذي لا يحدد هوية المُعذب أنه يشير بصورة ما إلى أن الأسباب السياسية والاجتماعية المسؤولة عن العنف في كولومبيا ما هي إلا أسباب ثانوية. إذاً يتحول الفيلم مع نهايته عن فكرته الرئيسة ويعرض للإرهاب ويندد به بصفة عامة أو كظاهرة أكثر مما يناقشه في هذا البلد، كولومبيا، على وجه الخصوص، ما يعد تراجعاً انتقص بشدة من قوة الفيلم «المحتملة».

ما بين واقع متغير وكوميديا اجتماعية ساخرة يقدم المخرج الأرجنتيني الشاب مارسيلو مانغوني (32 عاماً) فيلمه الروائي الثاني «الهدم» بعد فيلم «طبيعي» أو «ناتشورال» في العام 1999 الذي قوبل بردود فعل نقدية إيجابية خصوصاً لكونه أول عمل لمخرج شاب في السابعة والعشرين.

تدور أحداث فيلم «الهدم» حول شخصيتيه المحوريتين وهما موظف في إحدى الشركات المعنية بهدم البنايات المطلوب إزالتها وهو يتقاضى راتباً ضعيفاً يُمكنه بالكاد من سد رمقه هو وأسرته، وصاحب إحدى الشركات الذي ما زال يعيش في وهم الثراء والرفاهية والمكانة الاجتماعية البارزة. وعندما يتقرر هدم بناية قديمة وغير مأهولة بالكامل ليتم إنشاء سوبر ماركت ضخم مكانها، يلتقي الموظف بصاحب الشركة الموجودة في البناية ذاتها التي على وشك الهدم فيجده جالساً بكبرياء أمام مكتبه المكتظ بالأوراق ومتحدثاً بالهاتف اللاسلكي، كما لو كان كل شيء عادياً وكما لو كانت شركته ما زالت تعمل على رغم أن البناية نفسها ستزال خلال ساعات. منذ ذلك اللقاء تنطلق هذه العلاقة الغرائبية والمثيرة للمواقف الكوميدية أحياناً والساخرة أحياناً أخرى، ومن خلالها يركز المخرج على لحظة «الأزمة» التي يواجهها الإنسان - أي أنسان؛ ولكن في مستوى أكثر خصوصية ومن خلال العلاقة هذه نفسها يسلط أضواء على المواطن الأرجنتيني وصراعه اليومي مع مجتمع متغير.

روعة التسجيلي

كان المخرج المكسيكي ارتورو ريبشتاين (63 عاماً) حقق فيلماً تسجيلياً العام 1976 قابل من خلاله سجناء سياسيين داخل سجني ليكومبري والبلاسيونيرو، في فكرة لامعة. وبعد مرور ثلاثين عاماً كاملة، يعود المخرج في فيلم «الأبطال والزمن» الى مقابلة هؤلاء السجناء مجدداً بعد الإفراج عنهم. أثناء هذه اللقاءات الجديدة يتحدثون عن معارك الماضي ووجهات نظرهم عنها والأضرار التي اصابتهم نتيجتها وعما آل اليه حالهم بعدها. ولكن لم تقتصر أحاديثهم مع المخرج عن معارك الماضي، إنما وبفضل الثقة التي كان اكتسبها المخرج من قبلهم من خلال علاقته القديمة بهم، تحدث معظمهم بكل حرية وعمق وفهم عن مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية وحقيقة القوى في المكسيك اليوم. فجاءت كل شهادة أدلى بها كل شخص من بينهم بمثابة جزء صغير من الصورة. وبتجميع هذه الشهادات معاً تتضح معالم الصورة وتكبر لتعكس بكل وضوح صورة شاملة للمجتمع المكسيكي اليوم بمتغيراته وتناقضاته وأيضاً بمميزاته.

وكما هو متوقع من موهبة وحرفية مخرج في حجم ريبشتاين لم تأت هذه الشهادات من طريق شخص يدلي بأقواله أمام الكاميرا وحسب، إذ تداخلت مع شهادتهم المهمة صور ولقطات أرشيفية لا تقل عنها أهمية فدعمت هذه الشهادات بصرياً في بلاغة فنية استثنائية.

من أعمال أميركا اللاتينية المهمة التي سجلت لمسيرة الشخصيات أيضاً، لكنه يأتي هذه المرة من أورغواي «كلمات صادقة»، يقدم المخرج ريكاردو كاساسي (50 عاماً) بورتريه ثرياً عن شاعر أورغواي الكبير وأديبها ماريو بنديتي مستعيناً في عرضه له بوسائل عدة، من لقاءات حوارية مع الشاعر نفسه، وشهادات كُتاب آخرين عن أدبه ومبادئه إلى صور أرشيفية نادرة.

وأظهر المخرج من خلال ذلك البورتريه المودة والصدق المتسمة بهما شخصية الشاعر إلى جانب تأكيده القيمة الرفيعة لأعماله. أما الخط الرئيسي الذي قام عليه بناء الفيلم فكان عن الدوافع والأسباب التي رفعت ذلك الرجل المتواضع إلى مصاف الأدب المكتوب باللغة الاسبانية والتي دفعته دفعاً إلى الانخراط في الصراعات المتلاحقة في المشهد السياسي ببلاده.

نجح المخرج في تسليط الضوء على شخصية بنديتي وإظهارها بصورة خلاقة يمكن أن يحتذى بها في هذه النوعية إذ كان يضعها دائماً في مواجهة مع الخلفية التاريخية والاجتماعية لأورغواي. فكانت شخصية الكاتب تلقي أضواء كاشفة على هذه الخلفية، وفي المقابل كانت هذه الخلفية تلقي أضواء مماثلة على شخصيته، خصوصاً في ما تعلق بجزئية نفيه إلى اسبانيا، ونتج من هذه العلاقة التبادلية نوع من الإيقاع البصري المحبب والمدروس الذي يكاد المشاهد أن يسمعه لا أن يراه فقط.

على العكس من المخرج ريبشتاين الذي أخرج ما يقرب من 20 فيلماً روائياً لم يعمل كأساس حتى الآن إلا في التسجيلي والروائي القصير.

الحياة اللبنانية في 30 يونيو 2006

 

فيلمان لها يعرضان في الموسم الصيفي وتصور آخرين قريباً...

منى زكي: أُفضّل الجلوس في بيتي على تقديم أعمال سطحية

القاهرة - محمد الشرقاوي 

حال من النشاط الفني المكثف تعيشها الفنانة منى زكي هذه الأيام على الساحة السينمائية اذ تنتظر عرض فيلمين جديدين لها هما «حليم» آخر ما قدم النجم الراحل احمد زكي و «عن العشق والهوى» إخراج كاملة ابو ذكري الى جانب تعاقدها على بطولة فيلمين جديدين هما «لسه فاكر» إخراج محمود كامل و «تيمور وشفيقة» مع احمد السقا ومن تأليف تامر حبيب.

«الحياة» التقتها في حوار تطرق الى جوانب شتى من حياتها الفنية.

·         تعاقدت أخيراً على بطولة فيلمي «لسه فاكر» و «تيمور وشفيقة» فماذا تقولين عنهما؟

- فيلم «لسه فاكر» من تأليف وائل حمدي وإخراج محمود كامل وألعب فيه دور فتاة تعاني من اعراض مرض «ألزهايمر» بعدما لاحظت هي ومن حولها انها أصبحت كثيرة النسيان ما حير الاطباء في التشخيص لا سيما ان مرض ألزهايمر كما هو معروف يصيب كبار السن فقط. ولذلك تصاب بالحيرة ولكن طبيبها يجد أنها حالة نفسية بسبب الفراغ الذي تعيشه وينصحها بالاتجاه إلى الرومانسية لتبتعد عن ضغوط الحياة وان تعيش قصة حب. ومن المقرر البدء في التصوير بمجرد انتهائي من تصوير مسلسل «السندريلا» الذي بدأت في تصويره أخيراً وأجسد من خلاله شخصية الفنانة الراحلة سعاد حسني في العمل الذي يعرض سيرة حياتها.

اما فيلم «تيمور وشفيقة» فيجمعني بالفنان احمد السقا ومن تأليف تامر حبيب في ثالث تعاون بيننا بعد فيلمي «سهر الليالي» و «عن العشق والهوى» والمنتظر عرضه خلال الموسم الصيفي المقبل. وقد تحدد نهاية شهر ايلول (سبتمبر) المقبل موعداً لبدء تصوير هذا العمل الذي يدور في قالب رومانسي ناعم ارفض البوح بتفاصيله وان كنت اعد الجمهور بأنه بمثابة مفاجأة سارة وادعوهم لانتظاره.

أدوار قيّمة

·         هل تهتمين في هذه المرحلة من حياتك الفنية بتقديم ادوار بعينها؟

- بالتأكيد فأنا احرص على تقديم ادوار ذات قيمة متميزة في اعمال تحمل مضموناً. وأرى ان من الافضل لي الجلوس في منزلي ألاعب ابنتي الصغيرة «لي لي» وارعاها، على ان اشارك في اعمال سطحية تهدف فقط الى الربح التجاري ومغازلة شباك التذاكر بغض النظر عن مضمونها او مدى استفادة الجمهور منها.

·     تأجل العرض الجماهيري لاحدث افلامك «عن العشق والهوى» من عيد الفطر الى عيد الاضحى وأخيراً تقرر عرضه في منتصف شهر تموز (يوليو) فهل أغضبك ذلك؟

- غضبت بعض الشيء وبالأحرى شعرت بالإحباط لفترة ولكنني لم اتضايق لأنني مؤمنة بأن كل شيء يأتي في وقته وهذا الأمر خارج عن ارادتي، فهو من اختصاص جهة الانتاج والتوزيع وهما الأقدر على اختيار انسب توقيت عرض للفيلم يكفل له تحقيق نسبة مشاهدة عالية وأعتقد بأن التوقيت الجديد لعرض الفيلم مناسب جداً.

·         وما ملامح الشخصية التي تجسدينها في هذا العمل؟

- ألعب من خلال الاحداث التي تدور في قالب اجتماعي رومانسي شخصية علياء الفتاة التي تعمل عازفة بيانو في معهد الموسيقى وتعيش قصة حب مع شاب ذي منصب اجتماعي مرموق - يلعب دوره احمد السقا - وهو يسعى للاقتران بها، ولكنه يفاجأ بأن لها اختاً تعمل نادلة في احد الملاهي الليلية فيخشى من ان يسوء مركزه الاجتماعى جراء الزيجة فيبتعد كل منهما عن الآخر. وتمر سنوات ويتزوج الشاب وفقاً للمعاير التي تناسب وضعه الاجتماعي المرموق، كما أن حبيبته تتزوج من جارها الذي يحبها منذ سنوات في صمت. ولكن يفشل كل منهما في زيجته وبعد فترة يلتقيان، وفي لقائهما يعود الحب الذي جمعهما كأن شيئاً لم يحدث ويتعهدان بألا يفرق بينهما الا الموت. يشاركني بطولة هذا العمل المتميز الى جانب أحمد السقا كلاً من منة شلبي وغادة عبدالرازق ومجدي كامل والفيلم من تأليف تامر حبيب واخراج كاملة أبو ذكري.

·         هل أصبحت تكوّنين مع احمد السقا «دويتو» فنياً لا سيما بعد ان تشاركتما في تقديم عدد من الاعمال الفنية الناجحة؟

- عملت انا وأحمد السقا في خمسة اعمال فنية في السينما والمسرح والتلفزيون واستطيع ان اجزم اننا نفهم بعضاً جيداً امام الكاميرا لدرجة ان كلاً منا يستطيع ان يدرك ما يريده الآخر من نظرة العين وهو ما ينعكس على اعمالنا، فالجمهور يصدقنا في جميع الادوار التي نقدمها معاً سواء الرومانسية او الاكشن.

نكران الجميل

·     اتهمك المخرج محمد خان أخيراً انت وهند صبري بنكران الجميل وانكما محدودتا الموهبة وذلك في رده على اعتذاركما عن لعب دور البطولة في فيلم جديد يحضر له حالياً فما ردك على ما قاله؟

- بصراحة فوجئت بما قاله المخرج الكبير محمد خان، أنا لست ناكرة للجميل فهو أستاذي الذي تعلمت منه الكثير ولا أجد سبباً واحداً لهجومه علي فمن حقي ان اقبل او ارفض اي عمل فني لا يناسبني. فأنا لا اجامل على حساب شغلي وقد قرأت السيناريو الذي ارسله إلي ولم اشعر بنفسي فيه ومن الممكن انه يناسب غيري من الفنانات وتنجح في تقديمه وهذا لا يغضب أحد.

·     يعرض لك خلال الايام المقبلة فيلم «حليم» فماذا تقولين عنه وهل تطمحين من خلاله الى نيل جوائز والى تكريم كما حدث لك من قبل في فيلم «ايام السادات»؟

- لم انتظر يوماً نيل جائزة عن عمل فنى اشارك فيه. فقط كل ما اسعى اليه هو ان ينال دوري اعجاب وتقدير الجمهور والنقاد. وما حدث في فيلم «ايام السادات» من نيلي الجوائز والتكريمات ابرزها من الرئيس حسني مبارك، اسعدنى كثيراً وكذلك اشادة السيدة جيهان السادات بتجسيدي شخصيتها. واليوم أجسد في العمل الضخم الذي يروي قصة حياة المطرب الكبير الراحل عبدالحليم حافظ شخصية نوال الفتاة التي احبها في احدى مراحل حياته. والعمل يجمعني بنخبة كبيرة من النجوم في مقدمهم النجم الراحل أحمد زكي والممثل السوري جمال سليمان وسلاف فواخرجي وهو من اخراج شريف عرفة.وكان أحمد زكي من رشحني للعب الدور ووافقت على الفور دون تردد واعتبره من العلامات المهمة في مشواري الفني لا سيما بعد الاستقبال الطيب للفيلم أخيراً في عروض خاصة في مهرجان «كان».

·         بماذا تفسرين عدم تحقيق فيلمك الأخير «دم الغزال» لإيرادات كبيرة وقت عرضه للجمهور؟

- من الأمور التي يصعب تفسيرها في المجال الفني أن يحظى فيلم مثل «دم الغزال» بإشادات النقاد لجودته الفنية وأهمية القضية التي تناولها ومع ذلك لم يقبل عليه الجمهور فتلك هي المعادلة الصعبة ومع ذلك فأنا اعتز كثيراً بهذا الفيلم الرائع والذي جمعني بنخبة كبيرة من النجوم هم الكاتب المتميز وحيد حامد والنجم الكبير نور الشريف ويسرا وصلاح عبدالله الذين اكن لهم جميعاً كل تقدير واحترام لموهبتهم الفائقة ولعطائهم المتميز على الساحة الفنية وقد استفدت كثيراً من العمل معهم.

الحياة اللبنانية في 30 يونيو 2006

"كارافان السينما الأوروبية العربية" مشروع ثانٍ لدعم السينما العربية

في إطار "أوروميد أوديوفيزويل 2": نجاح المشروع مرتبط بقدرته على تثبيت مكانة الفيلم العربي في أوروبا وخلق شبكة تعاون عربية ـ عربية دائمة

ريما المسمار

"كارافان السينما الاوروبية العربية" تظاهرة سينمائية جديدة دخلت المشهد السينمائي اللبناني والعربي . هي قافلة سينمائية تتنقل بين عواصم اوروبية وعربية وتحط على شاشاتها في محاولة لتقديم نتاجات السينما العربية والاوروبية التي لا تحظى بمكان على خارطة العروض التجارية. واذا كانت القافلة في ما مضى وسيلة التنقل والتواصل والسفر في العالم القديم، فإن عصرنا هذا بات يتواصل عبر الصورة بالدرجة الاولى.

يهدف "كارافان السينما الاوروبية العربية" الى مد الجسور بين ضفتي المتوسط والى اقامة تبادل للخبرات والكفاءات في مجال عرض وترويج الافلام وتكوين جمهور جديد وواسع للأفلام. انطلق المشروع قبل نحو ثلاثة أشهر وكانت محطته الاولى القاهرة حيث اقيمت "أيام السينما الاوروبية­العربية" ومن ثم انتقلت الى الاسكندرية وبعدها الى عمان. بيروت كانت المحطة الرابعة وستكون لها حصة أخرى من نشاطات المشروع في كانون الثاني/نوفمبر المقبل موعد انعقاد مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية.

يمول المشروع الاتحاد الاوروبي من ضمن مشاريع مختلفة يدعمها في دول المتوسط بموجب اتفاقية الشراكة الاوروبية­المتوسطية. تصب المشاريع في اطار تنموي وتتوزع على ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. في الاطار الاخير، أطلق الاتحاد برنامج "اوروميد اوديوفيزويل 2" الداعم للنشاط السينمائي في المنطقة وذلك بعد تجربة "اوروميد اوديوفيزويل 1" التي قامت على دعم مشاريع سينمائية وصالات عرض مستقلة وسواها في بلدان المتوسط. من بين المشاريع الاثني عشر التي اختارها الاتحاد الاوروبي ليدعمها والمقدمة من عشر دول متوسطية، يستفيد المشهد السينمائي اللبناني من مشروعين في الخطة الجديدة هما "ميد سكرين" و"كارافان السينما الاوروبية العربية". تناولنا في الاسبوع الفائت (يوم الجمعة 23 حزيران) المشروع الاول الذي أطلقته جمعية "بيروت دي سي" والذي يهدف الى دعم ترويج السينما العربية وتوزيعها في اوروبا والعالم العربي من خلال اقامة اسابيع سينمائية وانشاء موقع الكتروني للنتاج السينمائي العربي ودعم اطلاق افلام عربية على "دي.في.دي" وتقديم الامكانيات لأصحاب الافلام العربية لحضور ابرز الاسواق السينمائية.

يصب "كارافان السينما الاوروبية العربية" في دعم السينما العربية ايضاً ويهدف الى ترويجها في اوروبا. أطلقته جمعية "سمات" المصرية التي يتقاطع بعض أهدافها وأنشطتها مع مدونة "بيروت دي سي" العملية لاسيما في ما يخص دعم السينما المستقلة. ولعل اللافت في المشروعين هو انبثاقهما من جسمين سينمائيين شابين حديثي السن والخبرة نسبياً (كلتا الجمعيتين انطلقتا في وقت متزامن بين 1999 و2000) في ما يؤشر على اكتساب السينما العربية الجديدة مفهوماً جديداً في علاقتها بالمبادرات والروح الشابة. ومثلما تشاركت "بيروت دي سي" مشروعها مع أطراف أخرى، كذا فعلت سمات باتخاذها أربعة شركاء عرب: بينالي السينما العربية في باريس، مهرجان بيروت الدولي للسينما الوثائقية Docudays، مهرجان الفيلم العربي في روتردام وشركة "الرواد" للانتاج بالاردن.

يتحدث مدير مهرجان "دوكيودايز" محمد هاشم عن "كارافان السينما العربية الاوروبية" نيابة عن الاطراف الاخرى.

"يتكون مشروع كارافان من ثلاثة اقسام: مهرجان عروض ضمن مسرح، عروض في الهواء الطلق والمشاركة في مهرجانات موجودة أصلاً. انتهينا من المرحلة الاولى التي تضمنت عرض افلام في القاهرة والاسكندرية وعمان وبيروت وذلك خلال شهر نيسان/ابريل الماضي". يتضمن برنامج القاهرة والاسكندرية النشاط الاوسع. فإلى جانب العروض الاوروبية والعربية هناك ايام السينما الفرنسية ونظرة على السينما التونسية وبرنامج للافلام الالمانية.

يشير هاشم الى ثلاثة أهداف للمشروع "اولاً التبادل السينمائي العربي الاوروبي؛ ثانياً محاولة أخذ افلام عربية واوروبية الى الصالات التجارية وثالثاً السعي الى ان تأخذ الافلام العربية في اوروبا حيزاً أكبر. في ما يخص هذا العام، واجهنا مشكلة ضيق الوقت لذلك كان اختيارنا للأفلام قائماً على اختزانها قيمة جماهيرية بما يسهل وصولها الى جمهور الصالات التجارية."

تنطلق المرحلة الثانية من المشروع في شهر آب/أغسطس المقبل وتتألف من عروض في الهواء الطلق في الاسكندرية وعمان وبيروت ومرسيليا. كذلك، اطلق القيمون على المشروع القسم الثالث منه، اي اقامة فئات خاصة بالكارافان في مهرجانات سينمائية، في مهرجان روتردام للفيلم العربي الذي انعقدت دورته السادسة بين 30 ايار و4 حزيران الفائت وتنقل بعض عروضه في مدن هولندية مثل امستردام ودين هاغ واوتريخت على ان تكمل قافلة الافلام في مهرجانات أخرى مثل بينالي السينما العربية في باريس الشهر المقبل ومهرجان الاسماعيلية في شهر ايلول/سبتمبر و"دوكيودايز" في تشرين الثاني/نوفمبر. عرض مهرجان روتردام قرابة خمسة عشر فيلماً في اطار "كارافان السينما العربية الاوروبية" كان بعضها مشاركاً في المسابقة. كيف يختار أصحاب المشروع اذاً افلامهم؟ وكيف يميزون بين افلام تعرض في اطار برنامج الكارافان وأخرى في فئات أخرى في المهرجان؟

"يتم الاختيار وفقاً لجمهور كل مدينة إذ يختلف برنامج العروض بين مدينة وأخرى آخذاً في الاعتبار طبيعة نشاطها السينمائي وحركتها بحيث لا تتقاطع عروض الكارافان مع عروض المهرجانات الأخرى او عروض الصالات التجارية. ويهدف النشاط الى التوجه الى الجمهور العريض بأفلام قد لا تُتاح الفرصة له لمشاهدتها في الصالات التجارية وان كانت تحمل ملامح الجماهيرية. ولا ننسى ان عروض الكارافان ترتكز على افلام وثائقية وروائية قصيرة هي بطبيعة الحال على هامش خارطة العروض السينمائية وخارج حسابات الموزعين."

يمكن القول ان تجربة العام الاول لـ"كارافان السينما العربية الاوروبية" في ما يخص العروض داخل المسارح لم تكن على مستوى آمال المنظمين وتوقعات المتابعين. . ففي بيروت على الاقل لم يحظَ الكارافان بالاهتمام الكبير وخلّف برنامج عروضه علامات استفهام اولها فيلم الافتتاح الفرنسي Fauteuille D'Orchestre الذي خرج في اليوم عينه في عروضه التجارية. لماذا اختيار فيلم افتتاحي مبرمج للعرض التجاري اصلاً؟ كما حفل البرنامج بأفلام مصرية بما نبه الى آلية اختيار الافلام في مشروع يديره شريكان مصريان اساسيان.

"في بيروت، خضنا مخاطرة تقديم مهرجان سينمائي جديد خارج موسم المهرجانات وفي منطقة­ رأس بيروت­ لا تحظى في العادة بهذا النوع من الانشطة وفي صالة سينمائية­كونكورد­ لم يسبق لها ان استقبلت مهرجاناً سينمائياً من هذا النوع." ويضيف هاشم مبيناً المشكلات التي واجهوها خلال تنظيم المرحلة الاولى من "الكارافان":

"لقد تسلمنا التمويل قبل وقت قصير من الموعد المحدد لانطلاق الكارافان. عملنا على الافلام المتاحة التي يسهل الحصول على نسخها والتي تراعي معايير المهرجانات التي نتعامل معها. ولكن في السنوات المقبلة، سنعود الى المعايير الاساسية اي الافلام التي تنقل صورة عن مجتمعاتها وتختزن قيمة العمل السينمائي." وإذ يبدو ذلك المعيار بديهياً وتعميمياً في الوقت عينه، نتساءل عن التفاصيل التي من شأنها ان تبين المنهاج العملي للمشروع وتوضح رؤيته.

"بعد انتهاء المرحلة الاولى من العروض، اجتمعنا ووضعنا المشكلات على الطاولة. هناك مشكلة الوقت التي واجهناها كما ذكرت وهناك ايضاً مشكلة إختيار الافلام الذي اقتصر هذا العام على لجنة في مصر. ولكن في المرحلة المقبلة ستكون لجنة الاختيار متنوعة بحيث تضم افراداً ملمين بطبيعة النشاط السينمائي لكل بلد ومدركين لواقعه. في بيروت مثلاً مهرجانات كثيرة مما حتم علينا مراعاتها عند اختيار افلام الكارافان بحيث لا تتعارض معها. كذلك سنتدارك مشكلة الافلام الاجنبية التي اخترناها هذا العام من خلال السفارات والموزعين لضيق الوقت. بينما سنعتمد في اختيارها لاحقاً على مشاركاتنا في المهرجانات العالمية كما سنعمل على الخروج من دائرة الافلام الاوروبية الضيقة لنتوجه الى سينمات اوروبية أخرى غير منتشرة مثل فنلندا والدانمارك وسواهما.".

الحاجة الى التطوير

يشير هاشم الى ان الوقوع في هذه الاخطاء أمر لا مفر منه في بداية انطلاق اي مشروع جديد فكيف اذا كان مشروعاً بموازنة ضخمة تبلغ مليون ونصف مليون يورو: "هذا مبلغ كبير وليس سهلاً ادارته. لعل من الاهداف غير المعلنة لهذا المشروع هو تدريب مؤسساتنا الصغيرة على العمل بامكانيات كبيرة وبشكل مثمر وفعال." يرى هاشم أهدافاً كثيرة غير معلنة لهذا المشروع الى جانب القدرة على ادارة الاموال وتصريفها بفعالية: "ان هذا المشروع يشكل فرصة للعلاقات بين الأطراف لتنمو وتتفاعل. فغني عن القول ان العلاقات الاوروبية العربية تتطور بمعزل عن هذا المشروع. ولكننا كعرب في حاجة الى ان نطور علاقاتنا في ميادين مختلفة منها الثقافة والسينما. هذه فرصة لنتعاون يقدمها المشروع لمدة ثلاث سنوات ولكن الاهم ان تستمر هذه العلاقات وان يتطور التعاون بعد انتهاء مدة المشروع."

ليس خافياً على متابع الحركة السينمائية المحلية والعربية انها، اي الحركة، تدور في دائرة مغلقة في غياب الرؤى الخلاقة والمختلفة. ثمة اعتماد شبه كلي على حفنة من الانشطة السينمائية التي تنحصر المبادرات فيها. وتلك تتألف من المهرجانات والعروض بشكل عام. لذلك يبدو مشروعاً ان نتساءل لماذا نبقى في الدائرة عينها حتى عندما يتوفر تمويل كبير كالذي يمنحه الاتحاد الاوروبي؟ او بمعنى آخر، أليس هناك من وسيلة أخرى لدعم السينما العربية غير زيادة المهرجانات والاسابيع السينمائية؟

"لو كنت مسؤولاً عن هذا المشروع لكنت قلت كفى للمهرجانات السينمائية في العالم العربي. ولكن دعينا لا ننسى ان هذا مشروعاً انطلق من مصر وبيروت ليست سوى محطة فيه. في مصر، هذا ليس مشروعاً مكرراً لأن ما من مهرجان مستقل يقام فيها وليس من عروض بديلة. فأن تقام تظاهرة كبيرة من هذا النوع في القاهرة والاسكندرية وتتيح للجمهور مشاهدة افلام قصيرة ووثائقية وفرنسية والمانية وفي عدد كبير من الصالات التجارية وغير التجارية..فهذه خطوة سباقة. الامر سيان بالنسبة الى عمان التي تفتقر الى هذا النوع من النشاط السينمائي الحر والمستقل. بالنسبة الى بيروت، ربما تكون الحلقة الاضعف في المشروع لأنها تملك خصوصية التنوع في هذا المجال. ولكن هناك دائماً فرصة لتقديم جديد او اضافته." وعن التقاطع الحاصل بين مشروعي "كارافان" و"ميد سكرين" في ما يخص تشابه بعض نشاطهما يعلق: "هذا التقاطع حاصل في بيروت فقط لأنها مدينة متعددة النشاطات السينمائية. ولكن هذا التقاطع ليس مشكلة لأنه موزع على مناطق مختلفة ومهرجانات متعددة. أي انه في المحصلة ثمة تكامل بين النشاطين من حيث انهما يغطيان معاً مساحة كبرى من المهرجانات والمناطق لن يستطيع مشروع بمفرده ان يشملها كلها. وهذا التداخل بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي يخلق منافسة من شأنها ان تثمر نتائج أفضل على صعيد سعي كل جهة الى التميز والتخصص."

واذ يتكلم هاشم كطرف محايد، يبدي دهشته ازاء غياب اي مشروع تطويري للسينما العربية: "برنامج اوروميد 2 وزع موازنته في ثلاثة اقسام: العرض والتوزيع، التطوير والانتاج. من المفاجىء بمكان ان تكون المشاريع العربية المقدمة غائبة عن التطوير على الرغم من انه الحاجة الاساسية للسينما العربية. في المقابل، حاز مشروع اسرائيلي هو "غرينهاوس" التمويل لتطوير مشاريع وثائقية يدعي انها ستطول العالم العربي. كلنا يعرف ان احداً من العالم العربي لن يدخل في هذا المشروع وانه سيصب في تطوير مشاريع اسرائيلية فقط من الكتابة وحتى التمويل وصولاً الى الانجاز. هذا المشروع يجب ان يكون عربياً. ولكننا في المقابل، لا نعترف بحاجتنا اليه ونختبيء خلف المهرجانات لنقول اننا ندعم السينما العربية."

عن سبب عدم تقديمه مشروع من هذا النوع مادام مدركاً اولويته يقول هاشم: "دوكيودايز اطلق بالفعل مشروعاً من هذا النوع في دورته السابقة يقوم على ورشة عمل تضم منتجين واصحاب مشاريع يعرضون افكارهم للحصول على تمويل. ولكن المشروع لم يكن مكتملاً في خلال المدة المحددة لتقديمه للاتحاد الاوروبي."

كذلك يتحدث هاشم عن الشق الانتاجي الذي كان من نصيب مشاريع من المغرب وتونس مشيراً الى احتمال ان تكون هيكلية الانتاج السينمائي المكرسة في تلك المنطقة السبب وراء خصولها على دعم للانتاج. بكلام آخر، تبدو مفارقة حقيقية ان يحظى بالانتاج من يملك هيكلية انتاجية وان يذهب تمويل الانتاج والتوزيع الى بلدان لا تملك انتاجاً سينمائياً!

"لعل وجود هيكلية انتاجية في المغرب وتونس متمثلة بالمركز السينمائي الوطني تسهل عملية منحهم مالاً لانتاج الافلام. بينما لا نملك نحن هيكلية أكانت مركزاً وطنياً للسينما او صندوق دعم او اي شيء آخر. وبالتالي فإن المانح سيجد في منح المال لبلد لا خبرة له في الانتاج مخاطرة كبرى. ربما علينا التفكير في خلق هذه الهيكلية لنستفيد من اوديوفيزويل 3 لجهة تفعيل انتاج الافلام في منطقتنا وليس فقط توزيعها والترويج لها".

يوافق هاشم على ان تنظيم اسابيع سينمائية في مدن عربية واوروبية لا يعدو كونه نشاطاً "مارقاً" لا يؤسس بالفعل لعلاقة مختلفة بالسينما ولا يترك اثراً طويل المدى. "أعتقد ان تثبيت موقع السينما العربية في اوروبا يأتي بالدرجة الاولى عن طريق المهرجانات. لذلك نحضر لبرنامج عربي في مهرجان لايبزيغ المقبل الذي هو من اقدم المهرجانات وأعرقها في مجال الانتاج الوثائقي. كذلك نقوم باتفاقات مع مهرجانات اخرى لم تتأكد بعد من بينها مهرجان نيون بسويسرا. في رأيي ان ما سيبقى بعد مرور فترة البرنامج او بالاحرى ما يجب ان يبقى هو التعاون بين المؤسسات السينمائية العربية أكانت جمعيات او مهرجانات او شركات انتاج. اذا استطاع هذا المشروع ان يحقق التواجد للفيلم العربي في المهرجانات الاوروبية وان يخلق شبكة علاقات عربية­عربية بين العاملين في السينما يكون قد نجح. هذا البرنامج تحدي كبير بالنسبة الينا على مستوى الامكانيات المادية والعلاقات والشغل بين المؤسسات ويجب ان نبرهن اننا على المستوى المطلوب."

على صعيد نشاط الكارافان في بيروت، يؤكد هاشم انه في صدد التوصل الى صيغة نهائية له ليكمل بها بعد انتهاء مدة الثلاث سنوات المخصصة للمشروع: "هذا النشاط سيكمل ليكون نشاطاً سينمائياً ربيعياً يقام سنوياً. ولكنه سيكمل بنكهة خاصة لا تتعارض مع المهرجانات الموجودة. هناك دائماً قدرة على خلق التميز من خلال البحث اولاً عما ينقص المشهد السينمائي المحلي. بنظرة سريعة واولية، نلحظ ان الفيلم القصير لا يأخذ حقه في العرض والتواجد وكذلك الامر بالنسبة الى سينمات العالم."

المستقبل اللبنانية في 30 يونيو 2006

 

سينماتك

 

سياسة وفانتازيا وسير ذاتية...

جديد السينما في أميركا اللاتينية

القاهرة - أيمن يوسف

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك