محمود حميدة فنان مختلف‏,‏ يزداد نضجا وتألقا مع كل خطوة جديدة يخطوها‏,‏ يعشق التفاصيل‏,‏ ويملك عالمه الخاص جدا والذي بناه عن قناعات وبعد جهد شديد‏.‏

قد يراه البعض بلغة السينما فلن ولكن حميدة لمن يعرفه عن قرب شخص شديد البساطة والتلقائية‏,‏ آراؤه الواضحة والصريحة هي ما تجعل البعض يراه متعاليا‏,‏ ولكنه يكره الزيف‏,‏ ولا يعرف المجاملة‏,‏ يملك دأبا يفتقده الكثير من الفنانين ولا يتوقف عن الاطلاع أو المعرفة‏..‏ وستشعر بذلك فور أن تدخل عالمه‏,‏ فالجدران مزينة بلوحات بعضها يحمل أشعار فؤاد حداد‏,‏ وابن عربي‏,‏ أما اللوحة التي تتصدر الجدار فهي لوحة شديدة الخصوصية تأخذ عينيك بمجرد أن تدخل‏,‏ سألته عنها ابتسم معلقا دي أول لوحة رسمها محمد عبلة بعد أن احترقت كل مقتنياته‏,‏ فأقام فترة في جزيرة الدهب‏..‏ عشقتها لخطوطها وتوزيع الإضاءة فيها‏,‏ ولوحده قال لي أما الموسيقي التي تتصاعد فهي كورساكوف ألفها لابنة شقيقته لتتعلم الباليه‏,‏ صمت للحظة هذا هو عالمي الحقيقي الموسيقي‏,‏ والقراءة‏,‏ ومشاهدة الأفلام‏..‏ ولكنه فاجأني قائلا‏..‏ منذ ثلاث سنوات وهناك عالم يخصني وحدي‏,‏ بعيدا عن صخب الحياة وعن عالمه‏,‏ وآرائه‏,‏ وابتعاده عن ممارسة السياسة وقناعاته فيما يحدث حولنا تحدث حميدة للأهرام العربي‏.

**‏ ماذا عن المؤتمر الذي شاركت فيه عن الإصلاح الدستوري في مصر والذي نظمته مؤسسة ألمانية بالتعاون مع أحد المراكز البحثية وما دورك في مؤتمر مثل ذلك؟

باغتني قائلا‏..‏ هل قرأت دستور بلدك؟

‏..‏ قلت له‏..‏ منذ فترة طويلة‏,‏ ومن أيام الدراسة‏..‏ أخذنا بعضا من مواد الدستور‏.‏

علق قائلا‏..‏ هذه هي المشكلة فالمفروض أنك تملكين الوعي الكافي لتهتمي بمثل هذه التفاصيل فالتلاميذ في المدارس عليهم أن يعرفوا دستور بلادهم‏,‏ ليكونوا علي وعي بحقوقهم ومسئولياتهم‏,‏ وللأسف ستجدين أن هناك بعض المرشحين الذين يمثلوننا في مجلس الشعب‏..‏ لا يعرفون شيئا عن الدستور ولم يقرأوه‏.‏

‏**‏ ألا تري في كلامك بعضا من المبالغة؟

عن أية مبالغة تتحدثين؟‏!‏ والدليل أن هناك بعض المرشحين مثلا رفعوا شعار الإسلام هو الحل فهو لا يعرف شيئا ولم يأت بجديد يا سيدتي‏..‏ نحن دولة إسلامية بالأساس ودستورنا ينص علي ذلك إذن أين مشروعك الانتخابي الحقيقي‏..‏ لذلك فالقانونيون الكبار هم من يتحكمون في مجريات الأمور ويوجهون البوصلة‏..‏ أما عن مشاركتي في مثل هذا المؤتمر فأنا شخصية عامة يتم دعوتها لمناقشتها وأخذ رأيها في بعض التفاصيل‏.‏

‏**‏ هل المؤتمر الذي تشارك فيه‏..‏ هو الذي دفعك لقراءة الدستور؟

يضحك‏..‏ أبدا أنا قرأت الدستور لأول مرة وعمري‏8‏ سنوات‏.‏

‏**‏ وباستغراب طفل‏8‏ سنوات يعني في ثانية أو ثالثة ابتدائي كيف فكرت في ذلك؟

أكيد لم أفكر في ذلك‏..‏ ولكن كان عندي أب شديد الوعي‏,‏ وجهني وأرشدني لضرورة عمل ذلك‏..‏ تماما مثلما فعلت أنا مع بناتي وأحضرت لكل واحدة منهن نسخة من الدستور منذ أن كن في الابتدائي لأنهن لابد وأن يعرفن حقوقهن وواجباتهن‏..‏ ويكن علي دراية بحقوق المواطنة‏.‏

‏**‏ أنت من أكثر الفنانين وجودا في الحياة العامة‏,‏ وتشارك في الكثير من الأنشطة الفنية لذلك ستكون رؤيتك للأشياء مختلفة؟ هل تتفق معي في ذلك؟

بداية هذا ليس له علاقة بأنني أتكلم في السياسة أم لا‏..‏ ولكن المسألة أبسط من أن يتخيلها البعض‏,‏ فكل هذه الأشياء لها علاقة بعملي وأنا رجل أهتم بعملي‏..‏ فأنا ممثل ولذلك من الطبيعي أن أهتم برؤية ما يقدم والتعرف إلي الوجوه الجديدة والتجارب الإخراجية المميزة كما أن السينما هي مزيج من الفنون ودراسة السينما الحقيقية يجب أن تكون لمدة‏8‏ سنوات وليست أربعا‏,‏ تقسم أربع سنوات لفن السينما وأربعا لباقي الفنون الموسيقي والفن التشكيلي‏..‏ فالسينما هي مزيج من كل ذلك‏.‏

وأنا للأسف لم أحقق هذه الأشياء‏..‏ لذلك بعد عملي في الفن سعيت لأن ألم بكل ما فاتني‏,‏ أما مهنتي كمنتج وكموزع فلم تكن في الحسبان ولكنها ضرورية ومهمة لعملي‏..‏ لذلك سافرت إلي أمريكا وقمت بدراستها وحصلت علي كورسات فيها‏.‏

‏**‏ من خلال مشاركتك في العديد من الأنشطة ووعيك كيف تري حالة الارتباك التي تسود البلد؟

جميعنا يعاني من حالة ارتباك وبأشكال متفاوتة وفي ظني أن كل ما نشهده يعود إلي حدوث خلل في منظومة القيم ـ إن جاز القول ـ لذلك لم تعد الأفعال تفعل فعلها‏,‏ وطبعا الأخلاق كائن متغير‏..‏ ولكن ليس إلي درجة حدوث الخلل‏,‏ إلي جانب أن هناك أفكارا كبيرة معلنة تلاحقنا مثلا يقولون لك فلان رجل متدين‏..‏ وللأسف لم يعمل أحد عقله في حقيقية التدين وهل الظواهر هي المعيار الفعلي للحكم علي الأشخاص أم لا‏!‏

يسترسل في كلامه‏..‏ لذلك حدث الخلل وأصبح رأس المال هوما يتصدر المنظومة ليس ذلك فقط بل هو الأهم مع أنه في حقيقة الأمر أحد عناصر الإنتاج ويأتي في الترتيب بعد الكثير من العناصر المهمة مثل الآلهة‏,‏ المعرفة‏,‏ العنصر البشري‏.‏

لذلك أصبحنا نسأل هتدفع لي كام في الشغلانة دي قبل أن نبذل مجهودا يذكر من الأساس‏,‏ وفي ظني هذا ما أدي إلي تغيير منظومة الأخلاق‏,‏ إلي جانب تكدس الثروات المالية واقتران ذلك بالجهل‏,‏ وهيئ للناس أن كل الأمور يمكن أن تسير بالمال‏.‏

‏**‏ لكنك لا تستطيع أن تنكر أن هناك تزايدا في نسبة الفقر‏,‏ وشرائح من الناس تعيش معاناة حقيقية وهناك بشر يعيشون تحت خط الفقر؟

فاجأني بعد صمت للحظات‏..‏ للأسف أصبح أول شعور بالفقر هو نقص المال‏..‏ مع أن عندنا مثلا شعبيا يقول الغني‏..‏ غني النفس أي أن الغني هو كل ما يستطيع الإنسان أن يستغني عنه وليس أن يمتلكه‏,‏ ومدلول الكلمة في الإنجليزية غير مدلول اللفظ في العربية‏(rich)‏ تعني مليء بي وفي العربية غير محتاج لـ‏!‏

والأزمة الأكبر أن هذا الخلل الحادث في منظومة القيم لا يعوضه تعليم حقيقي ونظرة بعيدة المدي تقول ماذا سيدرس هؤلاء الطلبة لصالح المستقبل بغض النظر عن هيروحوا فين لأن هذا كلام ليس له معني‏.‏

‏**‏ أليس من المهم أن نسأل عن حجم هؤلاء الخريجين وماذا سيفعلون؟

أكررها للمرة الثانية هذا كلام فاضي وليس له معني‏..‏ فالمهم هو ماذا يتعلمون‏..‏ وكثيرا ما أصادف أولاد أصدقائي والذين يسألون ندخل كلية إيه وماذا ندرس وهنشتغل بكام‏!‏ دون التساؤل عن فاعلية الوظيفة ومدي إفادتها للمجتمع‏,‏ لذلك أصبحت الأغلبية تؤثر السلامة‏,‏ فهم في حالة بحث عن لقمة العيش وليس ذلك فقط بل وصلنا إلي المرحلة التي يبحث فيها كل فرد عن شيء للاحتماء خلفه وقد تكون العقيدة مثلا‏..‏ لذلك اعتدنا سماع مقولات مثل حفظ أولادك شوية قرآن‏..‏ طبعا مهم جدا أن نفعل ذلك‏,‏ ولكن في المقابل علينا أن نعلمهم أهمية وقيمة العمل‏..‏ خاصة وأن نظرتنا للعمل اصبحت قائمة علي أساس أنه شيء تكميلي‏..‏ مع أنه أصل الأشياء‏,‏ ولذلك أصبحنا نسمع كثيرا جملة هنشتغل شوية‏.‏

‏**‏ إذن أنت تري أن هناك حالة فوضي تعم المنطقة وهل تتفق مع فكرة الفوضي الخلاقة؟

لا أفهم‏..‏ ماذا تقصدين أو ماذا يقصد أصحاب هذا المصطلح‏.‏

إن الفوضي سينتج عنها خلق نظام جديد مستقر‏..‏

آه‏..‏ تماما مثلما يقولون الرأي العام بيقول يا جماعة لا يوجد شيء اسمه الرأي العام‏..‏ فالرأي بألف‏..‏ لام التعريف لا ينطبق إلا علي فرد‏..‏ واسم الرأي يأتي من الرؤية وعندما يصدر بيان قائم علي الرؤية فكيف يصبح عاما‏..‏ وأقصد من كل ذلك أنني لا أفهم منطوق العبارة‏..‏ وأصلا لا يوجد خلق دون نظام فكيف ستكون الفوضي دافعا للخلق‏,‏ وهي تساوي انعدام النظام‏.‏

وإذا كانوا يرغبون في القول بأن الناس بعدما تنتهي من قتل بعضها البعض فإن كل الأمور ستهدأ فهم لم يأتوا بجديد‏..‏ وخير مثال علي ذلك الثورة الفرنسية وكيف انقلبت علي نفسها في خمس أو ست جمهوريات ثم هدأت الأمور ونتج عن هذه الفوضي نظام خلاق‏..‏ ولكن أبدا لن تكون الفوضي خلاقة‏..‏ ولا أعرف إذا كانوا سيحولون الكلمة إلي مصطلح فكري أم ماذا؟

‏**‏ علي الرغم من اهتماماتك العديدة ووجود رؤية سياسية واضحة لك إلا أنك لم تشارك في أي مظاهرة علي الإطلاق وحتي السلمية منها ولم تنضم لحركة مثل أدباء وفنانين من أجل التغيير؟

بصراحة مسألة المظاهرات هي شيء لا أستطيع أن أفهمه منذ أن كنت طفلا‏,‏ بمعني هل هذا السلوك سيأتي بنتيجة ملموسة للفرد أم لا؟‏!‏ وعن نفسي لم أر ذلك‏..‏ ومن ثم لن أشارك في المظاهرات يعني ممكن أن أشارك في خناقة‏..‏ فالهدف محدد‏..‏ فلان أخطأ في حق فلان ويستحق العقاب‏.‏

‏**‏ لكن المظاهرات صراعها الأساسي حول سلوك شرعي؟

أتفق معك فمن يتظاهر يذهب ليطالب بتغيير الدستور مثلا‏,‏ ولكني اتساءل هل أصبح التظاهر بديلا عن اللجوء إلي القنوات الشرعية‏,‏ فهناك مؤسسات يجب أن تقوم بدورها‏..‏ مثلا عندما نقول إن الشعب يرغب في تعديل القانون الفلاني لذلك عليه أن يلجأ إلي نوابه‏.‏

‏**‏ التظاهر حق دستوري أيضا‏..‏ وقد يكون ضد المؤسسة نحتج علي أدائها وعلي خذلانها للشعب؟‏!‏ والفعل يمارسه العالم أجمع؟

أنا لست معترضا علي الفعل‏..‏ ولكن لا أستطيع أن أفهم‏,‏ هذا هو الفرق‏,‏ وغالبا لا أجد إجابة من الشخص الذي يدعوني إلي التظاهر عن السبب هل سنذهب إلي المظاهرة لنهتف‏..‏ يمكن حد يسمعنا ويقول لرئيس الوزراء والذي بدوره قد يحمل صوتنا إلي رئيس الجمهورية‏,‏ أو وزير الداخلية‏,‏ الذي يعمل أنه لا يسمعنا‏.‏

‏**‏ قاطعته‏..‏ مظاهرات الطلبة في نهاية الستينيات‏,‏ وأوائل السبعينيات شكلت رد فعل‏..‏ وكونت رأيا عاما ضاغطا؟‏!‏ فكيف لا تري أن التظاهر فعل مؤثر؟ وهذا هو المقصود بالرأي العام‏.‏ الذي أصبح علما يدرس؟‏!‏

يضحك‏..‏ أوافقك علي الرأي العام ولكن أنا حضرت هذه الفترة ومظاهرات الطلبة والعمال في‏1968‏ كانت في العالم كله‏..‏ وهي عبرت عن مشاركة عقلية ووجدانية من قطاع عريض من القيادات البشرية المتوافقة عمريا‏,‏ الطلبة في المدارس والجامعات والعمال الذين كان بعضهم إخوة وأخوات القطاع الطلابي أو آباءهم‏..‏ لذلك كانت للحركة أصداؤها الواسعة‏.‏

‏**‏ إذن التراكم مهم وقد يحدث رد الفعل؟

يصمت معلقا‏..‏ سأكمل حديثي‏..‏ عن التظاهر كان هناك في ذلك الوقت الحزب الاشتراكي وكانت المظاهرات تنظم بأوامره‏..‏ ومن كانوا يطالبون بالتغيير الثوري في هذا التوقيت أصبحوا هم أركان النظام الرجعي فيما بعد والذي رسخ للرجعية‏.‏

وعن نفسي أنا لا أتخذ قرارات عشوائية فعندما قررت مقاطعة المظاهرات لم يكن ذلك من فراغ بل بناء علي مشاهدات وتساؤلات حول كيف ينظم النظام مظاهرات في حق نفسه؟ في حين أن الفقراء عندما يقومون بهد النظام وحرث الأرض من جديد‏.‏

‏**‏ الظرف التاريخي مختلف والقياس لا يصح‏..‏ وعن نفسي أعرف الكثيرين يذهبون إلي التظاهر بدون أن يملي عليهم شيء وبالتأكيد أنت تتابع ذلك علي الفضائيات؟

صدقيني أنا لا أقرأ جرائد أو مجلات ولا أشاهد القنوات الفضائية الإخبارية منذ ثلاث سنوات وأربعة شهور‏.‏

‏**‏ أنت تبالغ؟

أبدا والله هذا صحيح لأنني رفعت شعار أن من يريد أن يبلغني شيئا عليه أن يرسله لي بخطاب بعلم الوصول؟

‏**‏ كيف؟

مثلا من بوش إلي محمود حميدة تم احتلال العراق ولن نتركه‏!!‏

‏**‏ هل تمزح؟

أبدا لا أمزح‏..‏ وحقيقة أنا أرفض فكرة أن أفتح التليفزيون وأظل جالسا في مكاني لا أقوم سوي بدور المتلقي الأبله ـ العاجز عن فعل أي شيء وهذا شيء لو استسلمت له سيصيبني بالتأكيد بانفجار في المخ‏.‏

والذي حدث أنني منذ ثلاث سنوات كنت أشاهد نشرة الأخبار وبدأ المذيع يصب في أذني ويملؤ بصري بأخبار القتلي في العراق‏,‏ ثم في فلسطين‏,‏ ثم قتلي المجاعات في الصومال‏,‏ وأنهي النشرة بخبر عن عشاء فاخر في البيت الأبيض‏,‏ فانهرت وانفجرت باكيا ونقلت إلي المستشفي مصابا بارتفاع حاد في ضغط الدم ومخي علي وشك الانفجار‏,‏ ومن وقتها قررت مقاطعة الأخبار‏,‏ والجرائد‏..‏ وأصبحت أركز فقط في عملي‏.‏

‏**‏ بما أنك تركز في كل تفاصيل عملك‏..‏ ماذا عن مطالباتك المستمرة بقانون ينظم صناعة السينما‏!!‏ خصوصا وأن هناك لقاء حدث بين مجموعة من الفنانين وصناع السينما وكمال الشاذلي رئيس المجالس القومية المتخصصة؟

مسألة حديثي عن قانون ينظم الصناعة عادة ما يقابل إما باستهجان أو استنكار أو إشارات عدم الفهم‏..‏ وهناك من يترفقوا بحالي فيرددون علي مسامعي بأننا لدينا قانون وللأسف من يقولون هذا الكلام لا يعرفون شيئا‏,‏ فالقانون الموجود يخص غرفة صناعة السينما‏,‏ التي لا تتبع وزارة الثقافة أصلا ككيان‏..‏ بل تتبع وزارة الصناعة‏,‏ وببساطة فالفكر الإداري للموضوع غائب عن وزارة الثقافة ومسئوليها‏.‏

والمعروف أن أي صناعة لابد لها من قانون ينظم عناصر الصناعة ببعضها ولا يصح أن نترك كل صناعة للعرف الذي ينظمها‏,‏ ومثلا عندما أختلف مع منتج سنقف أمام القاضي مثل أي اثنين تعاركا في الشارع‏,‏ وكثيرا ما يلجأ القضاة إلي كلمة الإحالة إلي خبير والذي عادة ما يكون مجهل؟‏!‏ وكيف الحال عندما يكون الخبير خصما في نفس الوقت‏,‏ وللأسف في جميع القضايا الخاصة بالملكية الفكرية لم يبت فيها أو يبت فيها علي غير أساسها‏.‏

‏**‏ كيف تري حجم الاستثمارات العربية في السينما المصرية‏..‏ هناك من وصفه بأنه غسيل أموال؟

هذا اتهام خطير‏,‏ ولا يصح‏,‏ والمسألة من وجهة نظري وكما وصفتها لك‏..‏ أننا أصبحنا نعاني من تكدس في الثروات المالية‏,‏ ومع غياب مفهوم الصناعة بشكل أساسي‏,‏ أصبحنا نندهش من حجم الأموال التي يتم استثمارها في السينما‏,‏ ولكن ما يحدث هو محاولة أصحاب رؤوس الأموال الإمساك بزمام الأمور عن طريق الاستثمار في المالتي ميديا قنوات فضائية ستتحول إلي منابر وأبواق دعائية‏,‏ وللأسف داخل هذا الإطار يتم التعامل مع السينما بمنطق المقاولات أقصد أن أسلوب الصنع يشبه المقاولة منتج يتفق مع مخرج ومع مجموعة ممثلين ليصنع توليفة مبدئية يذهب بها إلي الموزع وكل ما يحدث هو نتاج التصرف في الأموال بشكل سيء‏.‏

ولا أنسي اليوم الذي دخلت في نقاش حاد مع أحد السينمائيين العرب الكبار لأنني قلت إن السينما صناعة وهو يراها ثقافة‏,‏ في حين أنها صناعة ثقيلة أكثر من صناعة الفضاء‏.‏

‏**‏ ما تعليقك علي فكرة دعم وزارة الثقافة للسينما‏..‏ والتي نادي بها السينمائيون منذ فترة طويلة وقد قاربت علي التحقق؟ بعد منح وزارة المالية‏20‏ مليونا لوزارة الثقافة؟

الفلوس ليست هي الأزمة‏..‏ ولن يستطيع وزير الثقافة أن يفعل شيئا بها اللهم إلا إذا أدخلها في برنامج تعليمي يخص أكاديمية الفنون‏,‏ الوزير قد يمنح صدقات علي شكل جوائز‏.‏

‏**‏ صدقات؟‏!‏ هل تشبه الجوائزبالصدقة؟

نعم وأعنيها تماما‏.‏

ويضيف‏..‏ لكي تكون المسألة مجدية بالنسبة للصناعة علينا أن نهتم بالعملية التعليمية فالأكاديمية تعاني من مشاكل مالية في صناعة المشروعات الخاصة بالطلبة مثلا‏.‏

‏**‏ ولكن هناك تصورات لمشروعات مقدمة من لجنة السينما والدعم‏..‏ التي ستبدأ في اختيار سيناريوهات لإنتاجها؟

أتمني‏..‏ ولكن في البداية يجب أن يحدد وزير الثقافة علاقته بالسينما‏..‏ خاصة أن أصول صناعة السينما لا تتبعه وإنما تتبع وزارة قطاع الأعمال العام‏..‏ بعدها يمكننا الحديث عن طرق دعم السينما‏,‏ وأتمني ألا تظل المسألة مثل الدائرة المغلقة مادام لا يوجد مشروع قانون‏.‏

وكنت أقترح أن ينظم بهذه الأموال مؤتمر لصناعة السينما في العالم العربي‏,‏ علي أن يدرس الوضع بشكل جيد‏,‏ حتي نخرج بقانون ينظم الصناعة ويحمي الصناع وحقوق الملكية الفكرية حتي ينضبط السوق‏,‏ ولا أقصد مؤتمرا عقيما بل‏..‏ مؤتمرا فاعلا‏..‏ يجمع كل السينمائيين العرب نهدف من ورائه أن يستفيد أولادنا ولا تفرق الأجيال الجديدة من بعدنا‏.‏

‏**‏ في النهاية سمعنا عن تحضيرك لمشروع عن الأكراد سيتم تصويره في شمال العراق وآخر عن اليمن؟

يضحك قائلا‏..‏ الفيلم لا أعرفه إلا إذا كان هناك عقد‏..‏ الكلام لا يفرق معي‏..‏ وحاليا نحن في مرحلة الكلام لكنني بصراحة وقعت في غرام أربيل فهي قطعة من الجنة والناس هناك يحبوننا بجد ولكن للأسف نحن لا نعرف عنهم شيئا‏,‏ أما اليمن‏..‏ فالفيلم دخل في تفاصيل معقدة أتمني أن تحل‏..‏ خاصة أنها بلد بكر‏..‏ تشعر فيه بالراحة الشديدة‏.‏

‏**‏ أخيرا‏..‏ اتجهت ابنتك آية للتمثيل؟ كيف وجهتها؟

ليست لي أدني علاقة‏..‏ فهي فاجأتني باختيارها وكل ما طلبته منها أن تتحمل خيارها‏,‏ ولم أقرأ حتي سيناريو فيلم علاقات خاصة الذي تصوره‏..‏ ولكن طبعا أتمني لها التوفيق‏*‏

الأهرام العربي في 24 يونيو 2006

طارق الشناوي يكتب

عمر الشريف المفتري عليه!!  

مرات قليلة هي تلك التي التقيت «عمر الشريف» في المهرجانات أو في الحفلات الفنية.. مرة واحدة فقط أجريت معه حوارا طويلا نشرته في مجلة «روزاليوسف» في مطلع عام 1998.. كان عمر مرشحا وقتها ليخلف سعد الدين وهبة في رئاسة مهرجان القاهرة الدولي السينمائي.. والتقي به فاروق حسني وزير الثقافة وكانت هناك موافقة مبدئية من عمر وأيضا ترحيب مبدئي من الوزير وفي الحوار المسجل قال لي عمر بتلقائيته إنه يري أن القاهرة لا تصلح لإقامة المهرجان لأنها متخمة بالزحام والمشكلات وعوادم السيارات وأنه يقترح أن يتم نقل المهرجان إلي «طابا» ولم يمانع عمر وقتها من أن يشارك المنتجون اليهود في المهرجان وأضاف أن بين طابا وإسرائيل خطوة واحدة فلماذا لا يشاركون في المهرجان ونشرت الحوار وانتقدت آراء عمر لأن الثقافة والتبادل الثقافي تحديدا هو هدف اسمي لإسرائيل وهي ورقة تسعي دائما لتحقيقها أو لتوريط الفنانين في تحقيقها مثلما حدث مع أكثر من فنان مثل «مدحت صالح» الذي غني للفلسطينيين بعد أن حصل علي تأشيرة إسرائيلية علي جواز السفر!!

إسرائيل تسعي أيضا لكي تمنح السينمائيين ثمن بيع نسخ أفلامهم التي تعرض في إسرائيل لكن غرفة صناعة السينما المصرية بدوافع وطنية ترفض أن تستجيب لهذا النوع من الصفقات.. وبالطبع هناك أمثلة عديدة أخري تؤكد الإحساس الوطني العام برفض التطبيع الثقافي بعد أن رفضت جموع الشعب المصري كل الأشكال الأخري من التطبيع!!

وأنا بالطبع أقف مع جموع المثقفين ومع نبض الشارع المصري الذي يرفض أي نوع من الاختراق ولكن يظل أن عمر الشريف لديه قناعات أخري بسبب ثقافته المغايرة وهو لا يحصل أبدا علي الثمن بقدر ما إنه فقط يعبر عن مواقفه وقناعاته، وفي كل المجالات مثلا عندما أرادت شركة «جود نيوز» من عمر الشريف أن يقدم في مهرجان كان الأخير فيلم «حليم» في الحفل الذي أقيم هناك لأسرة الفيلم علي شاطئ الريفيرا ارفض الشريف المبدأ.. رغم أن الشركة المنتجة سربت الخبر لأكثر من مجلة أجنبية مثلي «فاريتي» و«سكرين» إلا أن عمر كان صريحا وواضحا عندما قال لهم: الفيلم معروض في السوق وليس عرضا رسميا وأن أفلام السوق لا تعني شيئا ثم أضاف أنه كان صديقا لعبدالحليم وفي نفس الوقت يعتز بأحمد زكي وهو يري أن السماح لفنان وهو يقترب من حافة الموت علي أن يصور عمل فني حتي ولو كانت هذه هي رغبته مدعمة من الفريق الطبي إلا أنه يعد استغلالا في غير موضعه ورفض «عمر الشريف» أن يستغل نجوميته في تقديم فيلم «حليم». هذا هو عمر الشريف يحكي ما يعرفه وينفس عن مشاعره بدون حسابات.. فهو عندما طالب بأن ينقل مهرجان القاهرة إلي «طابا» وأن يسمح لإسرائيل بالمشاركة كانت هذه هي قناعاته ولم يحسبها سياسيا ولا شعبيا وبعدها مباشرة قرر وزير الثقافة فاروق حسني أن يسند رئاسة المهرجان إلي حسين فهمي.. إلا أن عمر لم يغير قناعاته من أجل أي موقع.

عمر الشريف عندما يرفض أن يقدم فيلم «حليم» لا يحسب ما الذي يخسره إذا اعترض علي رغبة شركة ضخمة مثل «جود نيوز» تملك الكثير من الأسلحة المادية والدعائية وهو لديه أيضا مصالح معها ومن حق الشركة أن تطلب وعليه أن يوافق لكن عمر الشريف لم يحسبها هكذا.. رفض لأنه لا يضع أمامه حساب المكسب والخسارة.. ومؤخرا فتح عمر الشريف الملف الشائك لاتفاقية كامب ديفيد ولم تكن المرة الأولي التي يعلن فيها عمر الشريف أنه ساهم بتكليف من الرئيس أنور السادات في التمهيد لزيارة السادات إلي القدس عام 1977 لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل وبعيدا عن بنود الاتفاقية وما هو من الممكن أن تثيره من مواقف متباينة لتحديد ما كسبته مصر وما خسرته بعيدا عن كل ذلك فأنا أصدق عمر الشريف في هذه الرواية التي أعادها مؤخرا وبثتها بعض وكالات الأنباء.. ولا أجد أي مبالغة أو ادعاء فالمعروف أن الرئيس السادات سبق له وأن طلب من عمر العودة لمصر وهو بطبعه يميل إلي الفن ويقدم الفنانين وهو صاحب عيد الفن الذي كان يمنح فيه درجة الدكتوراة لكبار المبدعين بالإضافة إلي شهادات التكريم الأخري.. ليس بعيدا عن التصديق أن يتصل عمر الشريف بالسفير الإسرائيلي في باريس ويجري اتصالات تمهيدية.. من الناحية السياسية فإن عمر الشريف ينفذ توجيها من رئيس الجمهورية وهو كمصري وطني يستغل اسمه ونجوميته في تحقيق هذه الاتصالات، كل ما يقوله عمر من الممكن تصديقه بما فيه أن سفير إسرائيل في فرنسا يعرف خط التليفون المباشر للرئيس أنور السادات.. ولا يعني أن السفير لديه تليفون الرئيس أنه دائم الاتصال بالرئيس أو حتي إنه سبق له الاتصال بالرئيس.. معرفة رقم التليفون لا تعني بالضرورة استخدام الرقم ولكن تمني إمكانية أو احتمال استخدامه فيما بعد لا أوافق علي أن نتسرع ولو بحسن نية في كيل الاتهامات من هذا النوع بأن عمر كان عميلا أو بأنه يدعي دوراً ما أو يبحث عن دور ما فلن يزيد عمر نجومية أن يروي تلك الوقائع أو يختلقها. هي وقائع تحمل مصداقيتها ومنطقها وعمر الشريف نختلف معه وأنا كثيرا ما اختلفت خاصة مع أفكاره حول التطبيع مع إسرائيل ولكن لا أنسي أبدا أن عمر الشريف يعبر عن ثقافة مختلفة، إنسان عايش منذ منتصف الستينيات في الغرب وتعامل مع كل الديانات والجنسيات.. يملك زاوية رؤية مغايرة لنا.. مثلا عندما نجد أن مخرجا فلسطينيا يعيش في إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية مثل ايليا سليمان أو توفيق أبو وائل ويحصل أحيانا علي مساعدة من صندوق السينما الإسرائيلي لدعم أفلامه.. لا نستطيع بالطبع أن نوافق علي أن يحصل فنان عربي علي مساعدة إنتاجية من إسرائيل إلا أننا في نفس الوقت عندما نحاسب فنانا فلسطينيا يعيش داخل إسرائيل ومجبر علي أن يحمل الجنسية الإسرائيلية تختلف زاوية الرؤية.. ويصبح ما هو ممنوع علي الفنان العربي مسموحا به للفنان الفلسطيني الذي ولد بعد «48» وعاش داخل فلسطين حتي بعد الاحتلال الإسرائيلي ورفض أن يغادر أرضه!!

عمر الشريف عنوان لنا نفخر به، نختلف معه في بعض مواقفه السياسية أو اختياراته الفنية لكننا لا يمكن أن نشكك أبدا في وطنيته أو في انتمائه المصري.

جريدة القاهرة في 27 يونيو 2006

 

سألنا يسرا وبوسى وداليا البحيرى ولقاء الخميسى وأسماء البكرى:

هل ترتدى السينما المصرية الحجاب؟

أشرف توفيق 

الحجاب والفنانات ليس موضوعا جديدا، فالحجاب ليس بجديد على الفنانات والقائمة طويلة منذ القديرة شادية، وشمس البارودي، ولن تنتهى بحنان ترك، ولكن الجديد فى حجاب حلا شيحا الذى تبعه حجاب حنان ترك وقبلهما عبير صبرى وصابرين، أنهن ارتدين الحجاب وهن مازلن فى بداية مشوار النجومية السينمائية، وكذلك قررن عدم الاعتزال كسابقاتهن، بل قررن الاستمرار فى العمل، لكن بشروط خاصة، وهنا كان لابد أن نسأل، ما أثر حجاب نجمات السينما الشابات على السينما المصرية، وهل يمكن أن تتحول السينما المصرية إلى سينما إيرانية، وهل سنضطر إلى استيراد ممثلات من بعض الدول العربية كما حدث بالفعل ليؤدين الأدوار التى لا تقبلها نجماتنا المصريات، وهل يؤدى كل هذا إلى حالة ارتداد للفن المصرى كل هذا وأسئلة أخرى طرحناها على مجموعة من النقاد والمخرجين، والأهم الفنانات فى هذا التحقيق.

فى البداية تقول النجمة يسرا: الحجاب حرية شخصية، وليس من حقى أن أحكم على أحد، وأقول لها لا تتحجبي، إذا كانت الفنانة تشعر بأنها سترتاح نفسيا بهذا الطريق خلاص هذه خياراتها، ولكن ليس معنى هذا أن كل الفنانات يقلدنها، وبالنسبة للسينما الإيرانية، فهى لم تحصل على جوائز لأن فنانات إيران محجبات، ولكن السينما هناك تنتج فى ظل نظام حكم يفرض على المرأة غطاء الرأس بقوة القانون، والسينما الإيرانية قبل هذا الحكم كانت تقدم بشكل عادي، ولا معنى أبدا أن يقول أحدهم لابد أن تكون السينما المصرية، كالسينما الإيرانية كلها محجبة، لأننا فى السينما نقدم كل شرائح ونوعيات المجتمع، وليس منطقيا أبدا أن يكون كل الناس أخيارًا ومتدينين، فهذا ضد المصداقية الفنية للعمل السينمائى.

النجمة بوسى تقول: لا أعتقد أن موضوع الحجاب سيمثل قضية أو ظاهرة تضر بصناعة السينما المصرية، وإيه يعنى نجمة أو اثنتين اتحجبوا، مصر تعدادها اثنان وسبعون مليونًا، وكل عام تظهر نجمات جديدات، ومن الممكن أن تتجه الفنانات المحجبات للعمل بالتليفزيون، فهو الأنسب لهن، أو يختارهن المؤلفون والمخرجون فى أدوار تناسب وضعهن الجديد فى السينما، ولكن ضد أن تكتب لهن أعمال مخصوص أو يتم لى عنق الدراما من أجل أن تظهر الفنانة، بحجابها فهذا يضر بالمصداقية الفنية ويجعل المشاهد يرفض تصديق العمل، وقد سبق وتحجب نجمات كثيرات ولم تحدث هزة لصناعة السينما منهن أختى نورا، وكانت فى عز شبابها، فلا داعى للقلق.

الفنانة داليا البحيرى كان رأيها: أن تحجب فنانة أو اثنتين، لا يمكن أن يؤثر على صناعة ضخمة بحجم صناعة السينما المصرية، وحتى لو وضعت الفنانات المحجبات شروطا معينة فى الأفلام اللاتى يشاركن فيها، فهذا سيكون مقصورا عليهن فقط، ومازال عددهن اثنتين فقط، يمكن أن تكون هناك مشكلة، حينما تتحول المسألة إلى ظاهرة، حينها يمكن أن نتكلم ونحلل وننقد.

الفنانة الكبيرة نادية لطفى: ترى أن هناك تعارضا كاملا بين ارتداء الحجاب والتمثيل، وتقول أنا لا أفهم لماذا يناقض الإنسان نفسه، بدرجة مائة بالمائة، فإذا كنت مؤمنة بشيء على أن أؤديه، كما يجب وبشروطه وكما ينبغي، أما إذا لم أكن مقتنعة بما أقدم من فن مثلا، فعلى أن اترك المجال لمن تكون مقتنعة اقتناعا كاملا، لتؤدى هى هذا العمل كمال ينبغي، وأرفض من تضع شروطا للتمثيل، ولا أحب الإنسان غير الصادق مع ذاته، فالفنانة إن إرادت أن تتحجب من الممكن أن تشتغل أى حاجة تانية غير الفن، لأن لكل مقام مقالاً، وعلى أيامنا كانت هناك فنانات محتشمات أمثال فردوس محمد وعزيزة حلمي، ولكن لم يكن هذا بشكل فيه حدة وصراخ، وأنا اتفق معك أن المجتمع يعيش حالة تخبط وتوهان ويقول هل الفن حلال أم حرام؟! من مائة عام كنا نستعين بالممثلات من الشام، فهل نعود للوراء مائة عام؟! وفى النهاية تقول نادية لطفى كل واحدة حرة فى شروطها، لكن الفن لا يعرف الشروط.

الفنانة الشابة لقاء الخميسى ترى أن الفن مهنة مثل أى مهنة أخري، فإذا كان من الممكن أن ترتدى المهندسة أو الطبيبة أو المدرسة الحجاب، فلم نمنع الممثلة من أن ترتديه، وإذا كان على الملابس أو القبلات، فهناك فنانات كثيرات غير محجبات، وفى نفس الوقت يرفضن ارتداء الملابس القصيرة أو القبلات، أما بالنسبة للمصداقية الدرامية فترى لقاء أنها غير متحققة، فهل يعقل فى مسلسلاتنا، أن تسلم الزوجة على زوجها باليد، أو تجلس معه فى حجرة النوم بملابس كاملة؟!

وعن تأثير الظاهرة على السينما تقول: لا أعتقد أن السينما ستتأثر سلبا بحجاب نجمتين من نجماتها، وعن نظرة الجمهور إلى الفنانات غير المحجبات نظرة دونية، قالت لقاء: إذن المشكلة فى الجمهور وثقافته، والمشكلة فى ثقافة المجتمع، لابد أن نغير فكرة الناس التى تقول إن غير المحجبة غير محترمة، فنحن لدينا فنانات غير محجبات مثل حنان مطاوع، وريهام عبدالغفور، وغيرهما، ولكنهن محترمات ومثقفات وعلى خُلق، ولابد أن يفرق الجمهور بين علاقة الفنان بربه والتى تتمثل فى الصلاة والحجاب، وبين علاقة الجمهور بالفنان التى تتمثل فى العمل الفنى فقط.
المخرجة أسماء البكرى ترى أن ما يحدث هو عبط وجهل وتخلف، ورجوع إلى بدائيات وقشور الدين، وترى أن العمل الصالح أهم مما تلبسه المرأة وتذكر بالآية الكريمة "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون"، وتضيف أسماء البكرى أن ما تفعله بعض الفنانات بارتداء الحجاب سيجعل الجمهور يقول من ترتدى الحجاب ستذهب وحدها للجنة، ومن تمثل سافرة ستذهب للنار، ويعيد نظرة الناس الدونية للفن وتفكيرهم بأنه حرام، فإذا كانت الفنانات يفعلن هذا، وفى تلك الحالة من التخبط هل تمثل بشعرها أم بالحجاب أم تعتزل، فإذن الفن حرام، وترى أسماء البكرى أن ما يحدث هو جزء من مؤامرة للقضاء على الفن المصرى من جهات عربية، بدأت بمن قاموا بشراء نيجاتيف أفلام السينما المصرية، واستمرت بتحجيب الفنانات، وتقول لقد قالت لى فنانات بدون ذكر أسماء لقد عرضت علينا فلوس لنتحجب ونترك الفن ورفضنا!

العربي المصرية في 25 يونيو 2006

 

سينماتك

 

محمود حميدة‏..‏ يري أننا نعاني من حالة ارتباك

لست سياسيا‏..‏ ولا أفهم المظاهرات‏!!‏

أجرت الحديث ـ علا الشافعي    عدسة ـ موسي محمود

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك