منذ عرضه الأول للجمهور، في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان»، بدأ فيلم «ظلال الصمت» يثير الاهتمام الذي كان متوقعاً له. ومن ناحية ثانية بدأت المهرجانات السينمائية الدولية تتسابق للحصول عليه. والصحافة تتسابق للكلام عنه... ولكن ليس للأسباب نفسها. فإذا كان الفيلم، بالنسبة الى الصحافة العربية يستقي قيمته من كونه «أول فيلم سعودي روائي طويل»، فإنه بالنسبة الى المهرجانات الأكثر جدية، فيلم يستحق أن يعرض ويناقش لموضوعه وقيمته الفنية. أما إذا كان بالفعل، الفيلم السعودي الأول في هذا المجال، فهذه قيمة مضافة من دون أن تكون جوهر أهمية الفيلم. طبعاً، لاحقاً، سيدخل «ظلال الصمت» تاريخ الفن السابع العربي، لكنه لن يدخله فقط لقيمته التاريخية، بل أيضاً – وخصوصاً – لخطابه الفكري وأسلوبه في تقديم هذا الخطاب، لشيء من التجديد من لغة السينما العربية ومواضيعها، حتى إن كانت على الفيلم في هذين المجالين بالذات، مآخذ كما سنرى.

بيد أن أول ما يمكن قوله عن «ظلال الصمت» هو أنه فيلم معركة، ومعركة متعددة الجوانب والأبعاد. فهو، في الدرجة الأولى، معركة شخصية بالنسبة الى مخرجه عبدالله المحيسن، الفنان السعودي الحاضر في السينما العربية التسجيلية منذ أكثر من ربع قرن، والمقترب دائماً من مناطق الخطر في الحياة العربية العامة، عبر أفلام قد تصدم، وقد تثير غيظ البعض وحماسة البعض الآخر، لكن أهميتها انها صوت عربي يعكس التمزق العربي العام في لغة دينامية وانطلاقاً من مواضيع شائكة («اغتيال مدينة» عن تدمير بيروت خلاله السنوات الأولى للحرب الأهلية، و «الإسلام جسر المستقبل» عن بدايات الصراع الإسلامي في أفغانستان ومن خلال راهن العالم الإسلامي في العام 1982، ثم «الصدمة» عن حرب الخليج الأولى بين التحالف الدولي ونظام صدام حسين – 1991). في هذه الأفلام وفي عشرات غيرها دنا عبدالله المحيسن دائماً من قضايا انسانية ووطنية وتنموية. لكنه كان يتطلع – ودائماً أيضاً – الى لحظة يدنو منها من مواضيع أكثر خطورة، ولكن في لغة روائية، هو الذي يعتبر نفسه من كبار هواة السينما ومتابعيها في بلاده. معركة المحسين الأولى، إذاً، كانت تتمحور من حول التمكن يوماً من تحقيق روائي أول طويل. كان كل شيء في محيطه يشتغل ضد هذه الرغبة... وفي المقابل كان عناده يتجه نحو تحقيقها. ومنذ البداية كان قراره واضحاً: هناك ثلاثة مواضيع سيقترب منها، ان قيض له أن يغوص في قلب السينما الروائية يوماً: توحيد المملكة، القدس، والأوضاع العربية بين سلطات القمع والآفاق المسدودة.

والحقيقة ان هذا الموضوع الثالث، كان – ولا يزال – بالنسبة الى المحيسن، جوهر معركته الثانية – والأساسية -، ومن هنا فإن «ظلال الصمت» أتى تعبيراً عن هذه المعركة: عن تطلع عبدالله المحيسن الى وضع الحريات والقمع والإنسان عموماً، في المنطقة العربية وربما في العالم عموماً. إذ، من خلال تركيز الفيلم على الإنسان العربي، والسلطة العربية، والفكر العربي، يبدو واضحاً انه عالمي البعد في مواضيعه هذه.

سينما الرسالة

إذاً، يعتبر المحيسن نفسه قد تمكن من خوض معركتين من خلال «ظلال الصمت»، أضاف عبر أولاهما عملاً جديداً الى السينما العربية ذات الرسالة، وعبر الثانية عن تمزقات الإنسان العربي طوال نصف القرن الماضي، حتى وإن كان أعطى موضوعه طابع الأمثولة، وقدمه في لغة الخيال العلمي، الذي يتحول خلال الفيلم الى لغة الخيال السياسي، في ترابط جديد على السينما العربية، لكنه حاضر دائماً في بعض أقوى أفلام السينما العالمية. ويقيناً ان عبدالله المحيسن كان يتطلع وهو يحقق فيلمه الى تحقيق عمل ينتمي الى هذه السينما. ويمكن ان نقول ان الجهد الكبير الذي بذل في هذا الفيلم إخراجاً وإنتاجاً، أعطى ثماراً ستكتشف مفاعيلها تدريجاً لا سيما في مجال اشتغال عبدالله المحسين على لغة سينمائية لها ديناميتها الخاصة أحياناً، ولها تجديداتها في أحيان أخرى، حتى وإن كان سيناريو الفيلم قد أخفق في مدها بالخلفية التي تساعدها على الوصول الى غايتها. ذلك ان المشكلة الحقيقية مع «ظلال الصمت» مشكلة سيناريو – كما هي الحال بالنسبة الى 99 في المئة من الأفلام العربية -. وقد يغري وجود هذه المشكلة بالقول إن الثناء على عبدالله المحيسن يجب أن يكون مضاعفاً: أولاً لأنه تمكن من تحقيق الفيلم، وثانياً لأنه فعل هذا من خلال سيناريو أقل ما يمكن أن يقال عنه انه عصيّ عن التصوير، عصيّ عن الاقناع، مفتقر الى الإيقاع الذي يميز عادة هذا النوع من السينما.

ولعل المقارنة بين اللغة السينمائية الحيوية، شكلاً ومضموناً التي تفاجئ المتفرج منذ اللقطات الأولى للفيلم، حين تنزل قوة من رجال الأمن في منطقة شعبية لتعتقل الناس وتمارس القمع ضدهم، وبين بلادة الإيقاع اللاحق – منذ تبدأ رحلة البحث عن المعهد وهي رحلة سينطلق فيها ابن واحد من المعتقلين، وزوجة معتقل آخر هو كاتب رفض ان يبيع ضميره وأدبه للسلطة وتجارها فأرسل – كما تروي حكاية الفيلم – الى معهد «يعيد تأهيل» المشاكسين ويدجّنهم، حيث التواطؤ بين السلطة والعلم التطبيقي، ضد الفكر والإبداع، كما ضد الشعب البسيط.

فالحقيقة ان العشر دقائق الأولى من الفيلم، صورت في شكل أخّاذ وحركة وتقطيع مميزين، يحس معهما المتفرج انه في قلب لعبة الحكم من طريق قوة السلاح... وفي هذه المشاهد بالذات تمكن المخرج من أن يقدم لحظات لا تنسى – فنياً – ولكن أيضاً من الناحية الاجتماعية – مشهد التلفزيون -، ما وعد بأن الفيلم لو استمر على هذا الايقاع سيسفر في نهاية الأمر عن عمل مميز... ولقد تأكد هذا خلال مشاهد عدة تالية «فرشت» لنا فيها الشخصيات: «كارتل» السلطة، المبدع وناشره، الحياة الاجتماعية. هنا أيضاً، في مشاهد موضحة لطبيعة الأمكنة وطبيعة العلاقة بين البشر والأمكنة، تمكن المخرج من أن يربط بين القمع المباشر والطبقة التي تمارسه، ثم الأفراد المتمردين عليه، بوضوح أو مواربة. ونقلنا الفيلم هنا الى المناخ السياسي – الفكري الممهد، للمحور الأساس الذي يقوم عليه: المعهد الغامض المقام وسط الصحراء، محروساً من مسلحين أقوياء غامضين. في الواجهة تبدو صورة المعهد صحية، مجرد مكان يمضي فيه المتمردون أو المشاكسون، أو حتى الغاضبون وإن بحدود، فترة نقاهة يعودون بعدها، إن عادوا، وقد برئوا وصاروا أكثر قدرة على التلاؤم مع المناخ السائد. لكن المعهد في الحقيقة مؤسسة علمية تحول المفكر الى دمية، والمتمرد الى شخص كلي الخضوع (حسناً... الفيلم لا يحدد لنا البلد الذي تدور فيه الأحداث، لكن القرن العشرين كان حافلاً بهذا النوع من المعاهد، ولا سيما في بعض بلدان المعسكر الاشتراكي. وحتى ولئن كانت البلدان العربية لم تعرف هذا النوع من المعالجة بالصدمة، فإن الأمثولة واضحة، والروح عربية تماماً، قمعاً وتمرداً).

الثمن

في النهاية، ينتصر حب الحرية على القمع. ولكن الثمن واضح – من دون أن ندخل هنا في تفاصيل قد تفقد المتفرج القارئ متعة التوقع حيث يشاهد الفيلم – الثمن هو تحالف بين الأصالة، ممثلة بالبدو من سكان المنطقة، وبين الفكر الذي يواصل مشاكسته، وبين العلم – الطبيب – الذي يعي ما يحدث ويتوب، ويضحي لمساعدة هذا التحالف على الانتصار على القمع. طبعاً هذا كله لا يبدو، من الناحية الفكرية، واضحاً... والوصول اليه ضمن إطار منطق الفيلم – منطق السيناريو أعني – لم يكن مقنعاً. ولكن هنا، مرة أخرى، لا بأس من المقارنة بين لغة المخرج السينمائية الدينامية في مشاهد النهاية (الهجوم على المعهد) وبين بلادة السيناريو الذي جعل التحالف – إيديولوجياً – أي مسقطاً من فوق من دون مبررات اللهم إلا المبررات الإرادية التي يحملها فكر كاتبي السيناريو، أو تصورهم لما يمكن أن يكون مقبولاً. ولنذكر هنا، مرة أخرى أن مشهد النهاية يسقط – ومهما كانت جودته الفنية – قسراً على سياق كان شهد، خلال النصف ساعة التي تتوسط الفيلم، تلك الرحلة الشهيرة التي لم تؤد في الحقيقة الى أي تبدل، باستثناء انها جمعت في نهايتها الباحثين عن الأب والزوج، مع البدو الذين سيتولون هم مهمة الإنقاذ من الآن وصاعداً.

فهل ننطلق من هنا لنقول كم ان هذا البعد – الرسالة الفكرية الإيديولوجية -، ضيّع الى حد ما جهود مخرج بدا متمكناً من لغته. مخرج عرف في مشاهد المعهد نفسها كيف يقدم عملاً كبيراً من خلال غوص كاميراه في التفاصيل. وعرف من خلال تعامله مع الممثلين – الآتين من بلدان عربية عدة -، كيف يطلع بأفضل ما عندهم، ويفاجئنا من خلال تقديمه للبعض منهم، من الذين لم نكن نعرف سابقاً ان لديهم مثل هذه الامكانات (إحسان صادق مثلاً، رجا فرحات – في دور الطبيب – وخصوصاً مدير المعهد، والى حد ما غسان مسعود الذي لم يكن، على أية حال في أحسن حالاته!)، يفاجئنا بإدارة ممثلين كان من الصعب توقعها من مخرج تعامل دائماً مع الواقع يصوره من دون أن ينحو الى إعادة تركيبه.

مهما يكن هنا لا بد من أن نفتح هلالين لنتساءل عن جدوى استخدام الفصحى – الثقيلة غالباً على ألسنة بعض الممثلين – في حوار الفيلم؟ من المؤسف ان استخدام الفصحى أعطى الفيلم، من ناحية طابعاً تلفزيونياً – يتناقض تماماً، مع لغة عبدالله المحيسن السينمائية بامتياز -، ومن نايحة ثانية طابعاً أدبياً بعيداً من لحم الحياة وشحمها.

غير ان هذا كله لا يلغي ان «ظلال الصمت» عمل تجديدي تجريبي يؤكد لنا ان عبدالله المحيسن انتصر، الى حد كبير، في المعركتين اللتين خاضهما من خلاله: معركته الفكرية ومعركته الخاصة. عمل يعد بأن المرحلة المقبلة قد تشهد استكمالاً منه لمشاريعه الروائية، التي من دون ان تتخلى عن رسالتها الفكرية البديلة، وعبر الاستفادة من تجديدات المحيسن على صعيد اللغة السينمائية العربية، قد يكون عليها ان تهتم أكثر بالسيناريو، وتعيد التفكير بقضية الحوار. فالنيات الحسنة والأفكار الجيدة لا يمكنها وحدها أن تصنع سينما كبيرة. تماماً كما أن قوة الاخراج وحب السينما لا يمكنهما فعل الكثير حين يكون السيناريو ضعيفاً.

الحياة اللبنانية في 23 يونيو 2006

 

الكويتى محمد المنصور مع السورى غسان مسعود فى لقطة من ظلال الصمت

نقاد : مخرج أول فيلم سعودى يتجنب أى قضايا تخص المملكة

سعد القرش -رويترز- 

ما إن تشعر بالتفاؤل بانتاج أول فيلم روائى سعودى حتى تصاب بما يشبه الاحباط لغياب المملكة المعروفة بتشددها ازاء الفنون عن أحداث فيلم " ظلال الصمت" الذى جعله مخرجه عملا تجريديا يعفيه من أى تبعات.

والتعميم فى الفنون يشير الى عدم الجرأة وتجنب الصدام والاكتفاء بالوقوف فى منطقة محايدة رمادية بين التصريح والتلميح. والقول والصمت وهى طريقة انتهجها عبد الله المحيسن الذى سيكتب له أنه أول سعودى يخرج فيلما روائيا طويلا.

وتدور أحداث الفيلم فى مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكى للعراق عام 2003 فى مكان غير محدد لكنه بالطبع خارج المملكة التى يحظر فيها على السيدات قيادة السيارات أو الاختلاط.

وتعالج الاحداث فى صورة رمزية قضية الاستبداد وكيف يمكن لنظام متسلط أن يحكم السيطرة على العقول والكفاءات بعزل أصحابها فى مكان غامض اسمه "المعهد" أشبه بقلعة لا يمكن الخروج منها تمهيدا لغسيل عقولهم واحتوائهم وتأهيلهم من خلال التدريب على كيفية الظهور بصورة افتراضية يريدونها هم لانفسهم فى المجتمع بدلا من الصورة الحقيقية.

وكان المفكر الفرنسى جان بودريار قد أطلق فى مطلع التسعينيات مقولة شهيرة هى أن حرب الخليج عام 1991 التى انتهت باخراج الجيش العراقى من الكويت لم تقع بل شاهد الناس منها نسخة تلفزيونية تتفق مع ما أراده الساسة الامريكيون الذين قادوا ما عرف انذاك بقوات التحالف لتحرير الكويت.

وفى فيلم المحيسن يصبح علماء ومفكرون ضحايا مسؤولى المعهد وتجرى عليهم اختبارات صارمة ويخضعون ليلا ونهارا لمراقبة بالصوت والصورة حتى تكاد أحلامهم تسجل وتختلط عليهم اليقظة بالاحلام الى أن تخوض زوجة أحدهم مغامرة حين تقود سيارتها فى الصحراء وتقابل شيخا بدويا يتعاطف معها ويدبر حيلة ينفذها أبناؤه وأتباعه باقتحام المعهد وانقاذ الزوج وضحايا اخرين.

وأدرج الفيلم ضمن مسابقة مهرجان الفيلم العربى بروتردام فى هولندا فى دورته السادسة. لكن مخرجه اعتذر قبل العرض عن ذلك مكتفيا بعرض الفيلم خارج المسابقة حتى تتاح له فرص المشاركة فى المسابقات الرسمية بمهرجانات أخرى.

وفى ملف أنيق أجاب المخرج عن سؤال افتراضى هو "ما المهرجانات التى سيشارك فيها الفيلم. خطة العرض فى المهرجانات بدأت ونستعد الان للمشاركة فى تظاهرة مهرجان الفيلم العربى بباريس ومهرجان قرطاج السينمائى فى تونس وهناك دعوات ندرسها للمشاركة فى مناسبات سينمائية عالمية."

كما سجل الملف ،الذى جاء على غلافه أن "ظلال الصمت" هو "أول فيلم روائى عربى سعودي"، الجوائز التى حصل عليها مخرجه ومنها ميدالية الاستحقاق من الدرجة الاولى من العاهل السعودى الراحل فهد بن عبد العزيز تقديرا لجهوده فى مجال السينما الوثائقية وشهادة تقدير عن تلك الجهود من الامير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد اضافة الى شهادة تقدير من الامم المتحدة عام 1976 عن أول فيلم سعودى قصير عنوانه "مدينة الرياض" كما "تلقى خطاب شكر وتقدير من الحبيب الشطى رئيس منظمة المؤتمر الاسلامى تقديرا على العمل الذى يخدم الاسلام والمسلمين."

ويعمل المحيسن "59 عاما" فى مجال السينما الوثائقية منذ نحو 30 عاما ومن أفلامه "اغتيال مدينة" 1977 عن الحرب الاهلية فى لبنان و"الاسلام جسر المستقبل" 1982 و"الصدمة" 1991.

ويبلغ طول فيلم " ظلال الصمت" 110 دقائق وهو من انتاج الشركة العالمية للدعاية والاعلان التى أسسها المحيسن بعد أن أنهى دراسته فى بريطانيا فى السبعينيات حين "أنشأ أول استوديو تصوير سينمائى فى المملكة" العربية السعودية التى تخلو من دور للعرض السينمائي.

وشارك فى الفيلم الذى صور فى سوريا ممثلون سعوديون وعرب منهم السوريون غسان مسعود وفرح بسيسو ومنى واصف والكويتى محمد المنصور. والموسيقى التصويرية لزياد الرحباني.

ويبدو الفيلم فى نصفه الاول على الاقل أقرب الى مضخة للافكار الذهنية عبر حوارات ومناظرات يتبارى فيها المتحدثون فى اطلاق "الكلام الكبير" عن العولمة والاحتلال والانتداب والاستعمار‏ الجديد من دون أن تترجم هذه الافكار الى دراما‏‏.‏

فأين السعودية كمكان أو واقع اجتماعى من الفيلم؟

يجيب الناقد السينمائى المصرى سمير فريد قائلا إن هذا العمل الذى يتجنب الخوض فى أى قضايا تخص السعوديين يمكن اعتباره فقط "أول فيلم لمخرج سعودى وليس أو فيلم سعودي."

لكن هيفاء المنصور أول مخرجة فى المملكة شاركت فى المهرجان بفيلم وثائقى طويل عنوانه "نساء بلا ظل" نوهت به لجنة التحكيم "تقديرا للجرأة فى الطرح ومساندته قضية المرأة وإظهارها على أنها مسؤولة أساسا عن وضعها وأيضا إظهاره كيف أن النمو الاقتصادى المتسارع فى الخليج عموما ساهم فى إرجاعها إلى الوراء بدل أن ينهض بها."

وفى فيلم " نساء بلا ظل" تنتقد سيدات سعوديات بصراحة مدهشة التقاليد الوهابية التى اعتبرنها تشل حركة نصف المجتمع فى حين لا يزال بعض رجال الدين السعوديين فى الفيلم مختلفين حول قضيتى صوت المرأة والنقاب‏.

لكن فيلم " ظلال الصمت" يقفز فوق مشكلات كثيرة حتى أن الناقد العراقى عبد الرحمن الماجدى صرح أن "السعودية غائبة فى الفيلم سوى من اسم المخرج وممثل كان أداؤه ضعيفا جدا ومتركبا من هالة من النجوم والنجمات من سوريا الذين طغى وجودهم على الفيلم فبدا كفيلم سورى معتاد.

والخطوة الذكية الوحيدة فى الفيلم هى هرب المخرج باتجاه استخدام العربية الفصحى فى الحوارات فتفادى عدم إجادة الممثلين السوريين للهجة السعودية وخشية الإحراج باعتبار الفليلم سعوديا إذا تحدثوا بلهجتهم السورية. وهى خطوة للايحاء بان موضوع الفيلم يشمل كل الدول العربية."

ووصف الفيلم بالمباشرة حيث ركز على ما يجرى فى العراق وإن غلفه بإشارات ورموز "بدت مضحكة فما دار من حوارات لا تبتعد عما يدور من أحاديث فى الشارع العربى من وجود مؤامرة تستهدف العرب."

وتساءل "إذا كان المخرج يريد الإعلان عن رأيه من خلال شريط سينمائى بأن العراق محتل من قبل أمريكا وهذا معروف للجميع فهل يحتاج ذلك إلى تجنيد هذا العدد من الممثلين والتقنيين."

وقال الماجدى إنه كان جديرا بالمحيسن أن يكون مباشرا ويسمى الشخصيات بأسمائها فالمعهد هو المنطقة الخضراء المحصنة فى العاصمة العراقية بغداد التى يوجد بها مقر القيادة العسكرية الامريكية ومقر الحكومة العراقية كما ركز المخرج على "الشبه الكبير بين مدير المعهد والحاكم المدنى "الامريكي" السابق للعراق بول بريمر أما الشيخ البدوى فهو شبيه "عضو هيئة كبار العلماء بالعراق" حارث الضارى وابنه هو "أبو مصعب" الزرقاوى اللذين أبرزهما المخرج كبطلين أسطوريين .

"جعل من البدو أبطالا أسطوريين فكاميرات المعهد التى تتسلل حتى داخل رؤوس النزلاء وتسجل أحلامهم عجزت عن تصوير البدو المتسللين لإنقاذ الزوج. ضاع الفيلم بين أخطاء تقنية ولغة خطابية مباشرة ونهاية متوقعة جدا انتصر فيها الأبطال البدو على التقنية الغربية." ‏

العرب أنلاين في 8 يونيو 2006

<ظلال الصمت> فيلم سعودي من بلد بلا سينما

لسان ثقيل في شتيمة مُستبدّينا والتحامل على النخبة

زياد الخزاعي  

أسوأ ما سيواجهه المخرج السعودي عبد الله المحيسن وباكورته <ظلال الصمت>، الذي عُرض على هامش سوق الفيلم الدولي في الدورة الأخيرة (أيار الفائت) لمهرجان <كان>، أن البعض (هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم خُلاَّناً له) سيقرأ الفيلم من باب المجاملة التي ستغمط حقّ تجربته الأولى وتفوّت عليه (وعليها) فرصّة مقاربتها من باب سجّالي تحريضي، باعتبارها ريادة سعودية في مجال إنتاج وتسليع الفيلم الروائي الطويل في بلاد لا ترتضي سلطاتها (نتيجة الوازع الديني في المقام الأول) الإقرار بمثل هذه الصناعة أو تشجيعها أو حتى السماح بإنشاء صالات العروض. على الطرف الآخر، هناك مَنْ (هؤلاء الذين لا ترتضيهم شجاعته) سينهال على هذه الريادة وعليه تقريعاً وذمّاً، كونها ولدت قيصرياً في محيط تغريبي لا دالّة له سوى عمومية المكان و<شبحية> الشخصيات وهلاميّة سحناتها وخطابية حكايتها وتثاقفها. لكن الإنصاف يقول إن الطرفين يملكان دوافعهما وتبريراتهما. ذلك أن المشكلة كامنة في المحيسن نفسه، وليس في فيلمه. فالرجل الذي تأنّى طويلاً، أي منذ إنجازه فيلمه الوثائقي الثالث <الصدمة> (1991) حول عواقب غزو صدام حسين الكويت، وعمل بدأب على تأمين أفضل مسلتزمات الإنتاج قبل شروعه بالتصوير، تحوّل الى معضلة. إنه أول من ارتكب <إثم السينما وشريطها الطويل> في بلده، ما جعله واقعاً بين منزلتين: الرائد الذي يجب أن يُحمد، وإن كان منجزه يعاني تقصيراً وخَلَلاً، وفي المقابل، هو ذاك المغامر الذي خانته الحصافة فركب <موجة غرور المخرج المتعجّل>. غير أن هذين الكيلين جائران في حقّ المحيسن، ويبخّسان فطنته كفنان في امتهان السينما (كاختيار يقوم على الشغف الذاتي والايمان، باعتبارها مهنته، بقدرة السينما على تسليع قناعاته)، ومن ثم التريث في التنقّل من وسيط إعلامي (الوثائقي) الى آخر رؤيوي (الروائي)، وهو أمر يحتاج إلى أكثر من قرار شخصيّ، وأبعد من شأن وفرة مالية متاحة.

<ظلال الصمت>

لا ريب في أن <ظلال الصمت> (115 دقيقة) أوجد حالة مستجدة نقدياً في مساءلة ما إذا كان اعتباره نواة لسينما سعودية (غير الموجودة أصلاً، باستثناء اجتهادات شبه تلفزيونية متواضعة لشباب مهووسين بالصنعة طبّل كثيرون لهم من دون إمعان نظر) ستستمر في ظل قانون عصيّ يفرض على المحيسن وزملائه ومن سيتبعهم البحث عن بلدان أخرى تسهّل تصوير واتمام أعمالهم السينمائية، تماماً ك<ظلال الصمت> الذي صُوّر في سورية (هناك فيلم آخر سيئ الصنعة من إنتاج مؤسّسة سعودية كبرى صُوِّر في دبي). أما الكلام عن عروض شعبية، فهذا أمر لن يحدث كما يبدو. كلمة <نواة> هي التي ستبرّر اندفاعة المحيسن في كتابة <أول فيلم روائي عربي سعودي> على ملصقات فيلمه، فإعلان <تاريخ ولادة> هو الأكثر إقلاقاً ورهاناً: الأولى، لأنها ستكرّسه أباً شرعياً لصناعة لا أحد يعرف ما إذا كانت ستكرّر الإنجاب، مثلما أن يُقدّر للمحيسن، ظرفياً وليس مالياً، إنجاز فيلمه الروائي الثاني أو الثالث. والثانية، وبسبب اهتمام السعودية غير المحدود وانتصارها لتجارة الفضائيات ودعمها كإعلام واستثمار، فإن <ظلال الصمت> يجب، أو هكذا يُفترض به، أن يُحرِّض محركيها وأصحاب جيوبها المالية في الاقتناع بنجاعة التجربة، وإضفائها بُعداً أكثر ثقلاً في المشهدية الثقافية المحلية التي لا تبتعد عن المكتوب والمتلفز، ما يعني أن شركة المحيسن <العالمية للدعاية والاعلان> وشقيقاتها الأُخريات (مثل <روتانا> وذراعها الإنتاجية المستحدثة للأفلام) ستواجه استحقاقين: إما تفعيل الدعم الحكومي، وهو المأمول به، لتحفيز المنتوج السينمائي الوليد، أو الرضوخ ل<المطاوعة> الفنيين الناهين والمانعين بشدة إطلالة السينما في المملكة، على الرغم من معرفتهم بالسوق المتضخمة داخلها فيما يتعلق بأفلام الفيديو والاسطوانات المدمجة (دي في دي) المهربّة والمستنسخة.

ما هو مؤكّد الآن، أن هناك مؤشرات على الالتفاف الرسمي فيما يخص هذا المنتوج، بغضّ النظر (على الأقل) عن حزم الموانع. لسان الحال الرسميّ يقول: <صوّروا، أنتجوا وافعلوا ما تريدون سينمائياً، لكن لا تأتوا إلى هنا>. هذا ما يبرّر وجود فيلم المحيسن (ولد في مكة المكرمة عام ,1947 ودرس السينما في بريطانيا) في المقام الأول، كنص يمثّل <سعودية> المحيسن الشخصية وليس كمنتوج مُزكّى به من قبل الإدارات الرسمية في بلده، التي يُفترض بها أن تعضد وتبرّر ما كتبه المحيسن على ملصق فيلمه (أول فيلم سعودي). وهذا ما يُفسّر أيضاً تيمة الفيلم وحدوته المتباسطة ذات البُعد الشمولي المفتوح والمتفلسف في ما يتعلّق بمؤسسات الدولة الاستبدادية العربية، والخيارات العصيّة للنخبة، ومواجهاتها وتأزّماتها وتشظياتها. لكن الفيلم لا يُسمّي هذه الدولة، ولا يعطيها ملمحاً أو سحنة، بل يداور في رسم تضاريسها التي يغلب عليها الجفاف والتصحّر والفيافي. إنها دولة افتراضية، يُمكن جمع اسمها من الحروف الأولى لنظم عربية استبدادية. والهاجس هو الإدانة بالدرجة الأولى، التي سيحتفل بها المخرج المحيسن حتى <تحرير> نزلاء المعهد الطبي السري التعسفي على أيدي رجال قبائل الصحراء. فهذا <المعهد> النائي وسط جبال الواحات، صَنَعَة خليّة أزمات تابعة الى نظام تسلّطي مهووس بتطوير أدواته، وتضمّ ردهاته وعياداته ثلة من النخب السياسية والثقافية، منها من أُرغم على المجيء، وآخرون وفدوا بإراداتهم سعياً وراء إغراء <كذبة المناصب العليا> التي وعدوا بها. الغرض من هذا كلّه: إعادة صوغ، أو فرض أساليب نُظُم تفكيرها بما يتساير مع خطاب ذلك النظام، وإلغاء دوافعها في الاعتراض والمناهضة والمناكفة.

هذا المعهد، ليس مؤسّسة علمية، بل معتقل تُدبّر فيه عمليات تصفية معارضين. لكن، هناك من يفسد عمل أجهزة غسيل المخ والتنويم والتخدير، ما يعيد النزلاء الى صوابهم وعنفوانهم في الهجوم على الإدارة المتعسّفة التي يقودها مدير جائر (أداء لافت للجزائري سيد أحمد أقومي، الذي ظهر في فيلم <الصحافيون> لكريم طريدية)، في مقابل أداء مصطنع لغسان مسعود.

لا يُفترض بهجوم الخارج (الناصري ومعه ولده صالح برفقة الوافد عمر) على داخل المعهد التغيير، بل هدم مؤسسة سيئة المقاصد وحسب. إن كل شخصية ذات هدف معين: بديع ينجح في الحصول على شريط الفيديو الذي يفبرك اتهامه بالقتل، وعمر يصل الى والده الذي تحّول الى بستاني، ومثله سميرة التي ستلتقي زوجها الكاتب. أما كينونة المكان، فتُغلف بغبار المعركة القصيرة، وهي تورية ملتبسة في شأن مؤسسات استبدادية أُخرى يجب أن تُقصى. ف<ظلال> مثل هذه المراكز المشبوهة يجب كسر <صمتها> و<صمتنا> نشداناً للحرية.

خطابيات

ألا يرّن هذا الكلام في الذهن بعضاً من خطابيات خمسينيات القرن الماضي وستينياته، ومنافحاتها الإيديولوجية في الضرورات التاريخية لإسقاط (أو على الأقل تغيير) أنظمة العرب التوتاليتارية (هذه الكلمة الأخيرة أصبحت اليوم صفة تدليس سياسي أكثر منها تعييباً؟ هل هذه شجاعة من المحيسن، أم عدم تبصّر؟ أقصد، بالذات، استعارة الثلاثي العربي الأزلي (الذي يحمل صفة السُّبة): أزمتنا في <ماضينا وتراكماته، وحاضرنا بوطأة خياراته القليلة، ومستقبلنا المجهول الخالي من الوعود والآمال والأحلام>، كما كتب المحيسن في تقديمه فيلمه. فما فات <ظلال الصمت> أن المتغيّر السياسي العربي، حتى في أقصى حدود تهافته الذي نشهده الآن في حقبتنا الأميركية، لم يعد ممسوكاً بإرادة الشارع، كما كانت أيام الهبّات <القومجية>، بل بات في قبضة وراثات العشيرة السياسية. فهل أراد المحيسن الإشارة إلى أن الشيخ فلاح الناصري وفرقته البدوية ومضاربها، التي صُوّرت على الطريقة السياحية، هم الكَيُّ الوحيد لخرابنا وتفكّك إيماننا، وهم أيضا مُلاَّك القوة والثبات والبصيرة والإقدام (غامر المحيسن في جعل شخصياته تتكلّم العربية الفصحى، فاللهجات المولدة ستخدش عروبية نصه). ثم إن الناصري شيخ شديد البأس ومحارب، لا تهزّه رشاشات السلطة، موارب (مشهد استضافته المدير الجائر للمعهد في الاحتفال المفتعل وغير المبرّر درامياً) ورجل منفتح لا يجد ضيراً في استقبال امرأة تدّعي أنها متزوّجة برفقة شاب غريب (الغيرية الأخلاقية لن توفّر لنا ما إذا كانت بدويته وتزمتها الاعتباري قمينة بأن تجعله يشك قليلاً بمرامي الاثنين) قبل أن يشمّر لهما عن شهامته. فابن الصحراء هو ابن المبادأة كمقابل لوافدي المدينة الذين ستُرعبهم الذئاب الجائعة، وتفشل أدوات حداثاتهم (السيارة) في إيصالهم الى مبتغاهم. و<ظلال الصمت> يصّر على أن بوادينا هي خلاصنا من ربقة المدائن التي لا تنتج سوى العسف والمهانات والتصفيات.

عمل المحيسن متأخّر في خطابه السياسي، وهو فيلم ملتو، ثقيل اللسان في قول شتيمته ضد مستبدّينا، ومثلها تحامله الموجع على النخبة العربية التي جعلها المحسين حمّالة خطايا تستأهل القمع والمهانة.

السفير اللبنانية في 22 يونيو 2006

 

نقاد: أول فيلم تنقصه الجرأة

باكـورة السينمـا السعـودية يكتفي بالوقوف في منطقة محايدة 

الشعور بالتفاؤل بإنتاج أول فيلم روائي سعودي لا يلبث ان يصيب المهتم بما يشبه الإحباط لغياب حضور الأجواء السعودية عن أحداث فيلم ‘’ظلال الصمت’’ الذي جعله مخرجه عملا تجريديا يعفيه من أي تبعات. والتعميم في الفنون يشير الى عدم الجرأة وتجنب الصدام والاكتفاء بالوقوف في منطقة محايدة رمادية بين التصريح والتلميح.. والقول والصمت وهي طريقة انتهجها عبدالله المحيسن الذي سيكتب له أنه أول سعودي يخرج فيلما روائيا طويلا.

وتدور أحداث الفيلم في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 في مكان غير محدد لكنه بالطبع خارج السعدوية وتعالج الأحداث في صورة رمزية قضية الاستبداد وكيف يمكن لنظام متسلط أن يحكم السيطرة على العقول والكفاءات بعزل أصحابها في مكان غامض اسمه ‘’المعهد’’ أشبه بقلعة لا يمكن الخروج منها تمهيدا لغسيل عقولهم واحتوائهم وتأهيلهم من خلال التدريب على كيفية الظهور بصورة افتراضية يريدونها هم لأنفسهم في المجتمع بدلا من الصورة الحقيقية.

وكان المفكر الفرنسي جان بودريار قد أطلق في مطلع التسعينات مقولة شهيرة هي أن حرب الخليج عام 1991 التي انتهت بإخراج الجيش العراقي من الكويت لم تقع بل شاهد الناس منها نسخة تلفزيونية تتفق مع ما أراده الساسة الأميركيون الذين قادوا ما عرف آنذاك بقوات التحالف لتحرير الكويت. وفي فيلم المحيسن يصبح علماء ومفكرون ضحايا مسؤولي المعهد وتجرى عليهم اختبارات صارمة ويخضعون ليلا ونهارا لمراقبة بالصوت والصورة حتى تكاد أحلامهم تسجل وتختلط عليهم اليقظة بالأحلام الى أن تخوض زوجة أحدهم مغامرة حين تقود سيارتها في الصحراء وتقابل شيخا بدويا يتعاطف معها ويدبر حيلة ينفذها أبناؤه وأتباعه باقتحام المعهد وإنقاذ الزوج وضحايا آخرين.

وفي ملف أنيق أجاب المخرج عن سؤال افتراضي هو ‘’ما المهرجانات التي سيشارك فيها الفيلم.. خطة العرض في المهرجانات بدأت ونستعد الآن للمشاركة في تظاهرة مهرجان الفيلم العربي بباريس ومهرجان قرطاج (السينمائي في تونس) وهناك دعوات ندرسها للمشاركة في مناسبات سينمائية عالمية’’. كما سجل الملف الذي حرص غلافه على أن ‘’ظلال الصمت’’ هو ‘’أول فيلم روائي عربي سعودي’’ الجوائز التي حصل عليها مخرجه ومنها ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز تقديرا لجهوده في مجال السينما الوثائقية وشهادة تقدير عن تلك الجهود من الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد إضافة الى شهادة تقدير من الأمم المتحدة عام 1976 عن أول فيلم سعودي قصير عنوانه ‘’مدينة الرياض’’ كما ‘’تلقى خطاب شكر وتقدير من الحبيب الشطي رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي تقديرا على العمل الذي يخدم الاسلام والمسلمين’’.

ويعمل المحيسن (59 عاما) في مجال السينما الوثائقية منذ نحو 30 عاما ومن أفلامه ‘’اغتيال مدينة’’ 1977 عن الحرب الأهلية في لبنان و’’الإسلام جسر المستقبل’’ 1982 و’’الصدمة’’ 1991 عن آثار غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في أغسطس/ آب .1990 ويبلغ طول فيلم ‘’ظلال الصمت’’ 110 دقائق وهو من انتاج الشركة العالمية للدعاية والإعلان التي أسسها المحيسن بعد أن أنهى دراسته في بريطانيا في السبعينيات حين ‘’أنشأ أول استوديو تصوير سينمائي في المملكة’’ العربية السعودية التي تخلو من دور للعرض السينمائي.

وشارك في الفيلم الذي صور في سوريا ممثلون سعوديون وعرب منهم السوريون غسان مسعود وفرح بسيسو ومنى واصف والكويتي محمد المنصور. والموسيقى التصويرية لزياد الرحباني. ويبدو الفيلم في نصفه الأول على الاقل أقرب الى مضخة للأفكار الذهنية عبر حوارات ومناظرات يتبارى فيها المتحدثون في إطلاق ‘’الكلام الكبير’’ عن العولمة والاحتلال والانتداب والاستعمار الجديد من دون أن تترجم هذه الأفكار الي دراما.

فأين السعودية كمكان أو واقع اجتماعي من الفيلم.. يجيب الناقد السينمائي المصري سمير فريد قائلا إن هذا العمل الذي يتجنب الخوض في أي قضايا تخص السعوديين يمكن اعتباره فقط ‘’أول فيلم لمخرج سعودي وليس أول فيلم سعودي’’. لكن هيفاء المنصور أول مخرجة في المملكة شاركت في المهرجان بفيلم وثائقي طويل عنوانه ‘’نساء بلا ظل’’ نوهت به لجنة التحكيم ‘’تقديرا للجرأة في الطرح ومساندته قضية المرأة وإظهارها على أنها مسؤولة أساسا عن وضعها وأيضا إظهاره كيف أن النمو الاقتصادي المتسارع في الخليج عموما ساهم في إرجاعها إلى الوراء بدل أن ينهض بها’’.

والخطوة الذكية الوحيدة في الفيلم هي هروب المخرج باتجاه استخدام العربية الفصحى في الحوارات، فتفادى عدم إجادة الممثلين السوريين للهجة السعودية وخشية الإحراج باعتبار الفيلم سعوديا إذا تحدثوا بلهجتهم السورية. وهي خطوة للإيحاء بأن موضوع الفيلم يشمل كل الدول العربية’’. ووصف الفيلم بالمباشرة حيث ركز على ما يجري في العراق وإن غلفه بإشارات ورموز ‘’بدت مضحكة فما دار من حوارات لا تبتعد عما يدور من أحاديث في الشارع العربي من وجود مؤامرة تستهدف العرب’’.

الوقت البحرينية في 10 يونيو 2006

 

سينماتك

 

بعد ربع قرن من الانتظار والكفاح عبدالله المحيسن يحقق فيلمه الروائي الأول...

«ظلال الصمت»: الإنسان المحاصر بين القمع والعلم والتدجين

إبراهيم العريس

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك