أبدى الكاتب المصرى علاء الأسوانى مؤلف رواية "عمارة يعقوبيان" دهشته من عدم دعوته لحضورالعرض الخاص للفيلم المأخوذ عن روايته مرجحا أن يكون التجاهل "الرسمي" بسبب توقعه أن يحضر العرض جمال مبارك نجل الرئيس المصرى وبعض كبار المسؤولين موضع انتقاده الدائم.

وقال الأسوانى يوم الاثنين قبل موعد عرض الفيلم "أنا مندهش جدا ولا أتصور أن يكون غيابى عن حضور العرض الأول للفيلم بمصر بقرار من أسرة الفيلم. هذا خارج عن إرادتهم."

ويعد الأسوانى فى مقالاته بصحف معارضة من أبرز المنتقدين لنظام الرئيس المصرى حسنى مبارك الذى يحكم البلاد منذ عام 1981 بعد مصرع سلفه أنور السادات على يد متشددين اسلاميين فى احتفال عسكري.

ويأمل الأسوانى أن يكون الفيلم "الذى يقول صراحة إن البلد "مصر" فى بلوى قد عجب جمال مبارك . أتمنى أن يفهم "جمال" المقصود وينسحب من الحياة السياسية ويترك الناس تختار بحرية."

ويصف مراقبون مبارك الابن الذى صعد بسرعة إلى مركز القيادة فى الحزب الوطنى الحاكم بأنه "الرئيس الموازي" ويشككون فى تصريحاته التى يؤكد فيها عدم رغبته فى تولى رئاسة الجمهورية.

وشهدت دار الاوبرا المصرية منذ صباح الاثنين استعدادات غير مسبوقة قبل عرض الفيلم حيث وزعت ملصقاته بالساحة المؤدية إلى المسرح الكبير كما وضعت أربع صور لأبطال الفيلم بارتفاع نحو عشرة أمتار أمام مدخل المسرح وهو ما لم يحدث لأى فيلم من قبل.

وشهد عرض الفيلم رئيسا مجلسى الشعب والشورى وبعض الوزراء وسفراء عرب وأجانب.

وعرض الفيلم هذا العام خارج مسابقتى الدورة الأخيرة لمهرجانى برلين وكان كما شارك الفيلم فى مهرجان تريبكا الذى أسسه الممثل الأمريكى البارز روبرت دى نيرو فى نيويورك وحصل مخرجه مروان حامد على جائزة أفضل عمل أول كما حصل بطله عادل إمام على جائزة تقديرية عن دوره.

كما عرض فى هولندا مشاركا فى مسابقة مهرجان الفيلم العربى بروتردام الذى اختتمت دورته السادسة فى الرابع من يونيو حزيران الجارى لكنه لم يحظ بأى جائزة.

وقال ناقد سينمائى يوم إن الفيلم مقبول للمشاهد المصرى لكنه ليس مناسبا لتمثيل السينما المصرية فى مهرجانات دولية.

وأضاف الناقد الذى طلب عدم ذكر اسمه أن الفيلم أشبه ببطاقة هوية "تصلح داخل حدود البلاد لكنه ليس جواز سفر. يتناول أشياء محلية لا تعنى المشاهد الأجنبي" مفسرا بذلك عدم حصول الفيلم على جوائز.

قضايا

يبدأ الفيلم بتعليق صوتى على خلفية لصور بالأبيض والأسود لمنطقة وسط البلد بالقاهرة مشيرا إلى تاريخ إنشاء "الخواجة" يعقوبيان للبناية عام 1937 وكانت ذات طابع "كوزموبوليتاني" تضم سكانا من ديانات وأعراق مختلفة.

ويحمل التعليق الصوتى كثيرا من الحنين إلى ذلك الزمان كما يدين الضباط الذين قاموا بثورة 23 يوليو تموز عام 1952 على النظام الملكى ويحملهم ما يعتبره فوضى وقبحا حيث كانت الشقة التى تخلو بموت صاحبها الأجنبى "يخطفها ضابط من ضباط الجيش" ونقل الضباط ثقافتهم إلى بناية تحول سطحها إلى حى عشوائي.

وقال الأسوانى إنه لم يسيء إلى ثورة يوليو فى نصه الأدبى أما الرؤية السينمائية فتخص صناع الفيلم الذى شاهده فى نيويورك فى ابريل نيسان الماضى ويراه معبرا عن روح الرواية.

ويستعرض الفيلم الذى كتب نصه السينمائى وحيد حامد مصائر شخصيات تقيم بالبناية فى مقدمتهم زكى باشا الدسوقى المهموم بمطاردة النساء والذى ينعى حاضر مصر ويردد بمناسبة وبدون أن مصر الآن فى أسوأ حالاتها بسبب تزايد من يعتبرهم لصوصا وفاسدين. ويقول إن "البلد باظت.. احنا فى زمن المسخ."

لكن زكى لا يفعل شيئا إيجابيا لنفسه أو لمصر رغم مشاجرات أخته معه حيث تتهمه بتلويث سمعة العائلة وهو يوجه إليها اتهامات أخلاقية مماثلة فتقيم عليه دعوى حجر مشككة فى قواه العقلية.

أما طه الشاذلى فهو يحب بثينة الفتاة الفقيرة التى تقيم على سطح البناية ويطمح إلى الالتحاق بكلية الشرطة وتتحطم آماله بسبب الوضع الاجتماعى لوالده بواب البناية.

ويصبح عضوا فى جماعات إسلامية متشددة وتتوتر علاقته ببثينة التى لا تمانع فى تقديم "تنازلات" حين يتحرش بها صاحب محل للملابس تعمل به مقابل بضعة جنيهات.

ويعتقل الشاذلى بعد إحدى المظاهرات فيخرج مصمما على الانتقام ويطلق النار على الضابط الذى آذاه. وفى تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومتشددين إسلاميين يلقى الشاذلى والضابط مصرعهما.

ويضم الفيلم نموذجا لرأس المال الذى يوصف بالطفيلى ممثلا فى الحاج محمد عزام الذى كان ماسح أحذية ثم أصبح يمتلك مشاريع استثمارية ويطمح إلى دخول البرلمان ويرضخ لابتزاز الوزير المسؤول عن تلك المهام كمال الفولى الذى يقدم نفسه باعتباره مندوبا عن "الكبار".

ويرى عزام أن الفولى "رجل يوقف البلد "مصر" ويقدر يقعدها" فى زمن تصفه الفتاة بثينة بأنه جعل مصر "قاسية قوى على أهلها".

والفيلم الذى يضم حشدا من أبرز الممثلين ويعد من أضخم إنتاج السينما المصرية مأخوذ عن الرواية التى صدرت قبل بضع سنوات بالعنوان نفسه للأسواني. وحظيت الرواية بشهرة واسعة لتناولها قضايا الفساد السياسى والاقتصادى والدعارة والمثلية الجنسية التى يعتبرها الفيلم والرواية "شذوذا".

وعلى هامش مهرجان روتردام قالت الناقدة الهولندية بيليندا فان دى خراف إن الفيلم أقل من مستوى المنافسة فى مهرجانات دولية رغم ما اعتبرته بذخا فى الإنتاج.

وأشاد ناقد عربى طلب عدم ذكر اسمه بالمخرج فى أولى تجاربه مع السينما الروائية الطويلة لكنه قال إن الفيلم "يغازل هوى الجمهور بتقديم معالجة أقرب إلى السينما التجارية كما تتأرجح رؤيته بين الإفصاح والتلميح فيما يخص توجيه الاتهام الصريح إلى مسؤولية رؤوس الفساد السياسي."

لكن الأسوانى الذى أبدى إعجابه بالفيلم فنيا وفكريا تساءل "إذا كان الأخ جمال مبارك يريد مشاهدة الفيلم ألا يريد مشاهدة مؤلف الرواية" مشيرا إلى أن التقاليد فى مثل هذه الحالة جرت على أن يصافح المسؤول أسرة الفيلم عقب انتهاء العرض.

ورجح أن يكون جهاز "مباحث أمن الدولة راجع الأسماء واستبعدنى لأن كتاباتى مصدر إزعاج."

العرب أنلاين في 20 يونيو 2006

 

فيلم «عمارة يعقوبيان».. للكبار فقط 

القاهرة - الرأي - وافقت الرقابة المصرية على عرض الفيلم السينمائي الجديد ''عمارة يعقوبيان'' جماهيريا يوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري،، دون حذف أي مشاهد منه مع الأخذ في الاعتبار أن العرض سيكون للكبار فقط.

ويرجع السبب في عرض ''عمارة يعقوبيان'' للكبار فقط لاحتوائه على مشاهد جنسية شاذة تمنع عرضه للصغار، كما تقرر عرضه فى عرض خاص يوم 19 يونيو الجاري بسينما "جود نيوز'' في القاهرة، ويحضر العرض النقاد والصحافيون.

وستعرض النسخة الكاملة للفيلم دون حذف مشهد واحد من أحداثه على مسؤولية المخرج مروان وحيد حامد ، وقد تم طبع 71 نسخة منه حتى الآن، ومن المتوقع ان يحقق نجاحا كبيرا حيث يعد اضخم انتاج فني في تاريخ السينما المصرية، حيث تجاوزت تكلفة انتاجه 16 مليون جنيه مصري، بذلك يعد أضخم فيلم مصري على الاطلاق من حيث التكلفة العالية.

كما يحشد لاول مرة نخبة من اكبر واهم نجوم الصف الاول فى السينما المصرية، وهم النجم عادل إمام، ونور الشريف، ويسرا، وسمية الخشاب، وأحمد راتب، وخالد الصاوى، وخالد صالح، وجيهان قمرى، وتامر عبدالمنعم ، مخرجه الشاب وحيد حامد، والروائى علاء الاسوانى صاحب قصة الفيلم، والسيناريست وحيد حامد كاتب النص السينمائى للفيلم.

تجدر الاشارة الى أن ''عمارة يعقوبيان'' قد لاقى اعجاب الكثير من النقاد العرب والأجانب عند عرضه بمهرجان'' كان السينمائي الدولي''، حيث كشف الناقد قصي صالح الدرويش عن تفاؤله بمستقبل مخرج الفيلم مروان حامد، وأوضح قائلا: ''هذا الفيلم لا ينتمي لنوع السينما التجارية وليس من النوع الذي يجمع عددا كبيرا من الجمهور، وأتمنى أن يكون ناجحا في السينما العربية وعالميا''.

وبالاضافة الى أن الفيلم سبق ان لاقى نجاحا كبيرا أيضا عندما عرض ضمن فاعليات مهرجان ''برلين السينمائي''، حيث حضره أكثر من 500 شخص في العرض الأول بالرغم كان من المقرر حضور 300 شخص فقط.

من ناحية أخرى أعلنت لجنة المهرجانات المصرية أنه تم اختيار فيلم''عمارة يعقوبيان'' لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان '' أوشينز سيفيلم'' الهندي الذي تنطلق فعالياته في 22 من الشهر المقبل.

وقال رئيس المركز القومي للسينما علي أبو شادي إن: "لجنة المهرجانات اختارت هذا الفيلم الذى كان بين الأفلام الجيدة في الإنتاج المصري خلال العام الماضي لتمثيل مصر في هذا المهرجان المهم على صعيد الهند''، مشيرا الي أن الفيلم حقق نجاحا في المهرجانات التي شارك بها حتى الآن ولقي ترحيبا من النقاد في البلدان التي عرضا فيها.

وقد أعرب النجم عادل إمام عن سعادته البالغة بالاستقبال والحفاوة الهائلة لفيلمه الجديد ''عمارة يعقوبيان'' حيثما قدم في عروض خاصة حتى الآن ولا سيما في مهرجان برلين، وباختياره ضمن افضل 10 أفلام عرضت في المهرجان الدولي.

وقال إمام لصحيفة ''الحياة'' اللندنية'' سعادتي في الفيلم كبيرة جدا لأنني عندما قرأت الرواية التي كتبها علاء الاسواني للمرة الأولى كنت متأكدا من انها يمكن أن تصبح فيلما سينمائيا على مستوى عالمي، وهذا ما تحقق بالفعل في فيلم ''عمارة يعقوبيان'' الذي أخرجه مروان حامد.

الرأي الأردنية في 19 يونيو 2006

عرض هوليوودي خاص لـ "عمارة يعقوبيان"

القاهرة ـ علاء طه وصبحي موسى 

على غرار ما يحدث في هوليوود وأوروبا، أقيم أمس الأول عرض خاص لفيلم 'عمارة يعقوبيان' العمل الأضخم والمثير للجدل في السينما المصرية.

شركة جودنيوز برئيسها عماد الدين أديب اعتبرت هذا العمل الخطوة الأولى لها في عالم السينما وهي حسبما قدمت نفسها تريد صناعة سينما مختلفة تكون اطلالة لمصر على السينما العالمية.

وخلال الشهور الماضية، أنفقت ما يزيد على 40 مليون جنيه ما بين الدعاية والانتاج والترويج للفيلم، سواء في مهرجان كان أو روتردام أو برلين مصطحبة في كل مرة نجوم الفيلم وعددا من الفنانين الكبار وكتبة من النقاد وثمار ذلك ان العالم العربي متعطش لمشاهدة الشريط السينمائي، وفي مصر وحدها أي دار عرض ستقدم الفيلم، اضافة الى شق الطريق لعرضه في أوروبا عبر موزلين من فرنسا.

وكان العرض الخاص قد أقيم في دار الأوبرا المصرية على غرار ما يحدث للأفلام الجديدة بالغرب، حيث بدأ الأمر بشكل محترف من الدعوات التي وزعت لنحو 1500 ضيف ووضع عليها عدد من الرعاة من شركات السيارات العالمية والمياه الغازية.

العرض جرى في المسرحين الكبير والصغير بدار الأوبرا اللذين أحيطا بديكورات فيلم 'عمارة يعقوبيان' وفرشت سجادة حمراء شبيهة بسجاد كان الشهير، الذي سيجر من الجانبين، حيث اصطف المصورون ومراسلو القنوات الفضائية.

وسمح للمرة الأولى بدخول السيارات الى قلب دار الأوبرا بالنجوم والسياسيين ورجال الاعمال حتى سجاد المسرح.

اما المسرح المكشوف فقد حول الى مطعم مفتوح لتقديم المشروبات للضيوف عبر العرض.

الضيوف أكدوا قوة الفيلم وعلى رأسهم وزير الاعلام المصري أنس الفقي ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف الذي جاء ملبيا للدعوة، وانصرف قبل عرض الفيلم، كما حضر عدد كبير من السفراء العرب والأجانب وكل نجوم الفيلم على رأسهم ابطال الفيلم.

خصص مساء أمس عرض آخر خاص للصحافيين فقط الذين أعلن كثير منهم غضبهم من عدم دعوتهم للعرض الخاص في دار الأوبرا.

لكن الحدث الأبرز الذي سيطر على المشاركين هو غياب صاحب رواية 'عمارة يعقوبيان' علاء الأسواني عن الحفل، حيث أكد ل'القبس' انه لم توجه اليه دعوة أصلا، مرجعا ذلك الى أسباب سياسية حسب قوله.

وقال الاسواني ان اسرة الفيلم تجمعه بها علاقات طيبة، ووجهت اليه الدعوات لحضور مهرجانات شارك فيها الفيلم، مشيرا الى ان مقالاته التي يشن فيها هجوما ضد النظام قد تكون السبب في عدم دعوته، خاصة ما قيل عن مشاركة أمين لجنة السياسات بالحزب الحاكم جمال مبارك في الحفل.

وأكد الاسواني ان الفيلم يعد عملا عالميا، ومن أعظم ما قدمته السينما المصرية، مشيرا الى ان السيناريو قام بعدد من التغييرات عن الرواية، لكن هذا جرى من أجل الرقابة أولا، ولأن السينما وسيط مختلف عن الرواية ثانيا.

القبس الكويتية في 22 يونيو 2006

 

"عمارة يعقوبيان" أطول الافلام المصرية

نور شريف يشيد بفيلم عمارة يعقوبيان والنقاد يعتبون على طوله 

يعتبر الفنان النجم نور الشريف فيلم "عمارة يعقوبيان" محاولة جادة لإصلاح حال السينما المصرية التى تردى مستواها فى السنوات الأخيرة بفعل العاملين فيها الذين لم يحرصوا على الصناعة قدر حرصهم على تحقيق الارباح.

وقال الفنان المصرى قبل عرض إعلامى للفيلم إن الإقبال الجماهيرى والاحتفاء الإعلامى بالفيلم يسهمان بشكل كبير فى تنبيه صناع السينما إلى إمكانية تحقيق الأفلام الجادة للنجاح والايرادات التى تتجاوز ما تحققه الأعمال السائدة حاليا لإعادة تلك الصناعة إلى ما كانت عليه قبل أن تتحول إلى مجرد وسيلة ساذجة للتسلية.

وأضاف أن استعادة الصناعة لبريقها يتوقف على الكثير من العوامل المساعدة خاصة دور العرض التى أصبحت أحد أهم معوقات الصناعة، موضحا أنه بينما كانت الشكوى فى السنوات الماضية تتمثل فى قلة عدد دور العرض، أصبحت المشكلة الأساسية حاليا زيادة دور العرض الراقية على حساب نظيرتها الشعبية زهيدة السعر على حد تعبيره.

وأشار الشريف إلى أن جمهور السينما الحقيقية التى يحلم بعودتها ليس الشباب المرفه الذى يرتاد دور عرض المولات التجارية وإنما الطبقات المتوسطة التى تعبر بشكل حقيقى عن تكوين الشعب المصرى والتى انصرفت تقريبا عن متابعة الأعمال السينمائية بسبب تناقص أعداد دور العرض الشعبية التى يطلق عليها "الترسو" بشكل ملحوظ.

وأضاف أنه يحلم بألف دار عرض سينمائى تغطى مصر من شمالها إلى جنوبها وأن تكون قيمة تذكرة الدخول فى النسبة الاكبر من تلك السينمات زهيدة حتى تجذب الجمهور للعودة لمشاهدة الاعمال السينمائية مجددا بدلا من انتظار عرضها على القنوات الفضائية التى اعتبر أنها أصبحت تمثل منافسا قويا لدور العرض.

ويقدم نور الشريف فى عمارة يعقوبيان دور محمد عزام التاجر الثرى الذى يدعى التدين والورع بينما جمع ماله من تجارة المخدرات والذى يرتبط مع أحد الوزراء الفاسدين بعلاقة شراكة لتمرير أعماله المشبوهة حتى أنه يحصل على عضوية البرلمان مقابل رشوة كبيرة.

"عمارة يعقوبيان" كان يمكن أن يكون أفضل

ومن الجانب الآخر، بعيدا عن السجادة الحمراء التى لونت احتفالية العرض الخاص والدعاية الضخمة التى رافقت بداية عرض فيلم "عمارة يعقوبيان" اعتبر النقاد أن "طوله عيبا كان يمكن تلافيه" خصوصا وأنه أكثر الأفلام المصرية كلفة حتى الآن".

والفيلم الذى تستند خطوطه الدرامية إلى رواية حملت نفس الإسم للروائى علاء الاسوانى وقام بكتابة رؤيته السينمائية كاتب السيناريو وحيد حامد وقام ابنه مروان بإخراجه يناقش ضمن خطوط درامية متوازية الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى المجتمع المصرى ضمن منطقة وسط العاصمة المصرية التى شيدت فى فترة الملكية قبل عام 1952.

وبعد عرض سريع لاجزاء من أفلام تسجيلية فى بداية الفيلم التى تغطى ملامح من حياة ما قبل تولى الضباط الاحرار الحكم ينتقل الفيلم إلى الوقت المعاصر ليصور مشهدا يحدد المخرج من خلاله رؤيته الفكرية والابداعية بتركيزه على تمثال طلعت حرب مؤسس الاقتصاد الوطنى المصرى واحد الرجال الذين لو استمرت خططهم فى تطوير مصر اقتصاديا لاستطاع تحقيق إنجازات مهمة.

ويعرف المخرج شخصيات عمله من خلال خطوط درامية متوازية تتطور وتسير جنبا إلى جنب وتجتمع من خلال عيشها المشترك فى عمارة يعقوبيان التى شيدت فى مراحل النهوض الاقتصادى بدايات القرن الماضى ليبرز من خلالها التناقضات التى يعيشها الواقع الاجتماعى والسياسى والاقتصادى المصري.

ومن خلال هذه الخطوط يقدم الفيلم انتقاداته عبر لغة الصورة فى مشاهد العائلات الفقيرة التى تعيش فى الغرف الضيقة فوق السطح والاسر والشخصيات الغنية التى تعيش فى الشقق الواسعة فى العمارة وتعبر كل شخصية من هذه الشخصيات عن وجه من وجوه الازمة التى يعيشها المجتمع بين النبل والحقارة وبين الانسانية وانتهاكها.

ورغم اعتبار النقاد أن الفيلم جيد إلا أنه كان يمكن أن "يختصر الكثير من المشاهد التى لا مبرر درامى لها مثل أغانى كريستين "يسرا" ومثل رحلة زواج عزمى من سمية الخشاب" كما يقول الناقد طارق الشناوي.

كذلك اعتبرت الناقدة علا الشافعى أن "مشهد تدريب الارهابيين ومشهد الاغتيال هو إعادة تكرار لما قدمه وحيد حامد فى سيناريوهات سابقة له ما كان يجب أن يتم إعادتها ثانية فى هذا الفيلم وكان يمكن لها أن تقدم بطريقة مختلفة عبر الاشارة لها فى موقف درامى مختلف".

والفيلم الاعلى تكلفة فى تاريخ السينما المصرية إذ تكلف ما يقارب 22 مليون جنيه مصرى "حوالى 4 ملايين دولار" رغم الملاحظات التى تعرضت لطوله حيث يصل وقت عرضه إلى ثلاث ساعات اعتبره النقاد أيضا من "الافلام الجيدة التى تعرض خلال الموسم الصيفى الحالي" .. إلى جانب أنه "يشكل إلى جانب أفلام أخرى خروجا على سينما الكوميديا التى تعمل على تسطيح الذهن ولا تقدم رؤية فنية ولا جمالية ولا فكرية لتطوير ذائقة الجيل الجديد الذى يشكل القطاع العريض من رواد دور العرض السينمائي.

-وكالات-

العرب أنلاين في 22 يونيو 2006

 

سينماتك

 

عادل إمام أحد ابطال "عمارة بعقوبيان" والمخرج مروان حامد

مؤلف عمارة يعقوبيان مندهش من عدم دعوته إلى العرض الخاص للفيلم

سعد القرش -رويترز-

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك