"لما إتحجبت حسيت كأني عملت كيكة كبيرة، وكان نفسي أوزع منها على الناس كلها" هكذا بررت الفنانة الطاهية حنان ترك تدشينها لمؤتمر صحافي خاص لإعلان خبر إرتداءها الحجاب. إستوقفتني الإستعارة المطبخية التي وجهتها الفنانة إلى مشاهديها من ربات البيوت في نشرة مجلة روتانا الفنية، فتلخيص بهجة الحجاب في صينية كيكة ليس بغريب على وعي الفنانة الشابة ووعي متلقيها. المدهش بحق كانت تلك الحالة من التبرير التي سقطت فيها حنان أمام مشاهدين أصبحت بشائر الفتح الحجابي لفنانة مشهد إعتيادي لا يحتاج إلى تبرير أو مصطلحات. فهل صدمت حنان ترك شيئاً من المخيلة الجمعية لمشاهديها بقرارها المتوقع؟ لا أعتقد. كذلك تنتابني الدهشة من حملة الصحافيين المصريين الذين إعتبروا حجاب حنان ترك إنهياراً لآخر قلعة من قلاع الفن المصري. ربما أجد لبعضهم من ضعاف العقل والخيال مبرراً، لكن لماذا أصابت الجميع هذه الدهشة الملتاعة وكأن السينما المصرية فقدت بحجاب ترك رائدة من رائدات السينما؟ حالة التثقيل المبالغ فيها لحنان ترك تؤكد أن بعض نقادنا أصابهم شيء من ضعف الذاكرة، فالفتاة التي رفضت منذ عامين دوراً لحبيب قلبها وأستاذها ومعلمها ـ هكذا كانت تصف يوسف شاهين بمنتهى النفاق التمثيلي لسنوات عدة ـ لمجرد أن الدور إحتوى على قبلة طويلة، ليس بغريب عليها إختيارها للحجاب والفن بالسلطات التشبيهية. كما يعرف المحيطون بها والبعيدون عنها تدينها الشديد وإنتماءها لعائلة متدينة تقليدية من الطبقة الوسطى. الأمر لايحتاج إلى خيال خصب فهي في كل إطلالة تجعل من ـ إن شاء الله والحمد لله وبإذن الله ـ نصاً متكرراً بين كل جملة وأخرى، ولا أقصد بذلك المعنى الثقافي لتلك الكلمات ولكن المعني الديني الذي ينير وجهها كلما تكلمت عن دور جديد في فيلم تجاري وليس للحديث مثلاً عن فيلم الشيماء. بإختصار حنان ترك ردت إلى أصحابها الحقيقيين وبقت الحسرة لمن إستهلكوها مرة عبر المخرج الشهير الذي وصفها في إطار خطرفة الشيخوخة بأنها شبيهة فاتن حمامة، ومرة عبر طلتها الجريئة الإنفعالية وهي تدافع عن دورها في فيلم "دنيا" التافه فنياً. صدق البعض أن خلف العيون الجاحظة بمبرر وبدون مبرر في كل أدوارها ـ على عادة كل ممثلي الأستاذ شاهين في آخر عشرة أفلام ـ صدقوا أن خلف تلك الإطلالة المزيفة ثمة عقلية تقدمية ما. بمنتهى الصدق لم أتوقع شخصياً أن أكتب سطراً واحداً عن ترك بخير أو بشر، ولكنها مصر بلد الألف عجيبة وطاحونة الهواء القادرة على تحويل حدث متوقع إلى أزمة بعد أن فقدنا الخيال الذي ربما يسمح لنا بالحديث عن أزمات حقيقية.

لكن الأمر لايخلو كذلك من مناسبة لتأمل حال السينما المصرية من حيث هي ظاهرة إجتماعية ثقافية معبّرة عن الظرف الذي تمر به مصر بإمتياز، ليس عبر تثمين أو أدلجة مصير فردي تمثله حالة ترك بإمتياز، لكن عبر إعتبار الحالة منفذا لتأمل ما خلفها من تأويل. حنان ترك هي إبنة هذه الشريحة باقتدار ونموذجها الشارح. دخلت هي وجيلها من فناني التسعينات إلى الساحة السينمائية في لحظة ما بعد حرب الخليج الأولى، بينما جيل جديد من المتلقين قد صدموا في حال سينما تاريخية لم تستطع صناعتها أن تتجاوز مأزق وجوهها الواقعيين، وجوه نور الشريف ويحيي الفخراني ومحمود عبد العزيز وقبلهم بمسافة وإختلاف كبير أحمد زكي وعادل إمام بطلا الثمانينيات المتوجان، أو جيل ليلي علوي وإلهام شاهين ويسرا، وهو الجيل الذي هزمته هزيمة مخرجيه الواقعيين الجدد من أمثال عاطف الطيب أو محمد خان أو داوود عبد السيد أو خيري بشارة ورأفت الميهي. فحرب الخليج أعادت السينما المصرية إلى نقطة الصفر متزامنة مع مناخ هزيمة وجودية كاملة للمجتمع، هزيمة الشيوعية وإنهيارها المدوي، سقوط الحلم القومي العروبي، هشاشة المصير النهائي للقضية الفلسطينية مع مدريد... ثمة إنهيار كامل لمنظومة رمزية من القضايا التي كونت خيال هذا الجيل، كذلك كان للأزمة الإقتصادية العنيفة وتصاعد روح الإرهاب المؤجج في كل شوارع العاصمة والأقاليم، ما أشاع روحا من الصدمة المجتمعية الكاملة في أحلام ذلك الجيل من مبدعيه، أحس كارتيلات الإنتاج التقليدي للسينما المصرية بمعالم اللا أمان التي أطاحت فجأة بمقدرات جيل كامل من السينمائيين، (كان حجم الإنتاج عام 94 قد وصل إلى 16 فيلماً لسينما تفاخرت بحاجز المئة كثيراً). ولكن أين كانت حنان ترك من ذلك الظرف التاريخي؟ كانت في أقصى طرف المشهد راقصة باليه قدمها خيري بشارة في دور الطفلة اليتيمة بين ثلاثي نسائه في فيلم "رغبة متوحشة" عام 91، وهو الفيلم الذي لم تنقذه جماهيرية بطلته الثمانينية نادية الجندي من الفشل الجماهيري. مرّ رغبة متوحشة دون إحتفاء نقدي ـ بينما إحتفوا بفيلم عن نفس المعالجة لعلي بدرخان تحت إسم "الراعي والنساء" ـ ومر كذلك دون إحتفاء جماهيري بعد أن فشلت خلطة بشارة . مرة ثانية في مسلسل أصاب بعضا من النجاح في العام التالي، وكان "المال والبنون" فتحا في رسم صورة حنان الفتاة الصغيرة الفقيرة العاشقة بطل الحي من أعلى سطوح البناية. تسربت إذن إبنة السادسة عشرة في نسخة ستينية درامية لحال الحارة المصرية أبدع فيها السينارست محمد جلال عبد القوي في الإمساك بمصائر عائلتين في حي الجمالية وإن بقيت المعالجة أثيرة تسمية المسلسل ذي التهويم الديني عن الصراع بين المال الفاسد والأبناء الصالحين والأبناء الفاسدين. توفر لحنان معبر آمن عبر الدراما التلفزيونية التي شهدت رواجاً على حساب السينما أوائل التسعينيات، ودخلت مع يوسف شاهين تجربة المصير ذي النزعة الجماهيرية متزامنا مع فيلم الإنقلاب التسعيني الأول "إسماعيلية رايح جاي" الذي كان بداية المرحلة الجديدة. جمعت حنان إذن بين كل المتناقضات في تلك المرحلة، وضعت قدما في السينما التي يخرجها عظيم السينما المصرية ووضعت قدما أخرى في السينما التجارية الجديدة وقدما ثالثة وأخيرة في الوسط الأكثر جماهيرية. كان من الواضح أنها تعبر بين زمانين للسينما وتنال كلا حسناتهما. ربما لايشبهها من بنات جيلها الآتي قدر لهن الدخول للساحة بمغامرات أكثر وحظ أقل ما توفر لحنان ترك من حظ وإعتراف من كل أطراف المعادلة. فماذا قدمت حنان ترك طوال تاريخها لتستحق به هذه اللهجة المتشنجة المتأسفة على الخسارة التي مثلتها؟ لا شيء... ليس أكثر من الحضور اللافت في كل الأفلام التي بشرت بموضة السينما منزوعة الدسم والمغلفة بتوابل التقنية الفارغة. لا أتذكر لها دوراً ذا بصمة واضحة، هي أبنة المرحلة لاأكثر، راقصة باليه شابة إستطاعت بملامح هي مزيج من الفكرة التقليدية للفتاة المصرية السمراء مع تشنج شبابي إنفعالي وعيون جاحظة بلا مبرر، لاتستطيع مثلاً أن تضع تعريفاً واضحاً لمدرستها التمثيلية. إذا كان هناك ثمة تمثيل في ما يقدمه جيلها. كانت مثلاً من رواد مصطلح السينما النظيفة الخالية من الجنس والقبل أو المشاهد الساخنة، وتوجت حضورها بزواج فني من رجل أعمال أمن لها الظهور الجيد كنموذج للصعود الطبقي التقليدي. كانت إن طلت في حوارتها التلفزيونية تستطيع أن تشعرك بأنها فعلياً لاتحمل من الوعي ما يتجاوز ما تقدمه من أدوار. ليست مثلاً في ثقافة هند صبري، او غنوجة شعبية تقليدية على شاكلة منة شلبي، أو هي بخفة حضور ياسمين عبد العزيز. هي في المحصلة فكرة مكررة ومجمدة إستطاع النجاح المبكر أن يحفظ لها مساحة لا تستحقها. لذا لم يكن غريباً أن تنطق بما ليست تعرفه حين ساوت ما يفعله جيلها وسينماتهم بالسينما الإيرانية في معرض دفاعها عن تمثيلها بالحجاب. تقول حنان ترك ماهو المانع في سينما بطلتها محجبة بدليل نجاح السينما الإيرانية بالحجاب. لا تعرف حنان ترك عن السينما الإيرانية كما هو واضح غير حجاب بطلاتها على الأفيش، أو ربما راودها حلم الصعود إلى منصة كما فعلت سميرة مخملباف. ربما من همس لها بتلك المقارنة الفارقة لا يعرف عن السينما الإيرانية إلا كونها إبنة شرعية لتجربة أحمدي نجاد السياسية. الجهل العصامي ذلك ليس بجديد على هذا الجيل، جيل تربي على بركة الله، نجمه الأهم وشريك ترك في بطولة معظم أفلام الفترة ـ محمد هنيدي ـ يذبح يومياً عجلاً ولمدة اربعين يوما في بلاتوه فيلمه الجديد خشية الحسد (سيدخل التاريخ بحجم ما ذبحه وليس بحجم إنجازه الفني). هو جيل من أجل التلفزيون، وجيل الحديث عن الخرافة والأعمال والسحر، وهذه الأسباب بالتحديد هي مبررات نجاحه الفني، جيل حركته السينما الجديدة من منطقة إمبابة الشعبية إلى حي المهندسين الأرستقراطي في عامين، جيل إنفتحت له مغارة على بابا، فجلس على بابها يحمد الله على رزقه الحلال، جيل يتفاخر أحد دون جواناته ـ مصطفي شعبان ـ بسرقة الأفلام الأميركية ويري مصيبة السينما المصرية في الثمانينيات أنها قدمت الحارات الوسخة وأحبال الغسيل والأسطح العفنة بإسم الواقعية. هو أخيراً ذلك الجيل الذي لم يرَ في رمزية السينما الإيرانية والتي تحولت إلى إسلوب لمواجهة قمع السلطات الدينية إلا حجاب الرأس. هل تعرف الباليرينة السابقة أن أهم الأفلام الإيرانية صورت خارج إيران؟ هل تعرف أزمة سميرة مخملباف مع خصلة شعرها المتدلية من أمام طرحة رأسها يوم مهرجان كان؟ هل تعرف أن هناك فيلماً إيرانياً إسمه "الدائرة" قدم شخصية الداعرة بحجاب وتعاطف معها؟ هل تعرف أن كيروستامي يصور فيلمه الجديد عن راقصة خارج إيران؟ هل يهمس أحد في أذن حنان ترك بأن أيران ليست المملكة؟ هل تتأمل ترك صورها الصحافية فيما صدور عارية تحيطها بباقات الورود الكرنفالية؟ هل ينصح أحد ترك بأن تتفرغ أخيراً لصناعة الكيك وتترك السينما الإيرانية وأي سينما لحالها؟ إرحمونا يرحمكم الله.

المستقبل اللبنانية في 18 يونيو 2006

 

هداية حنان الترك 

"الحجاب وصل الى حنان ترك". هكذا عنونت مجلة "روز اليوسف" (27 أيار 2006) المقالة التي تروي بالكلمة والصورة خيار الممثلة المصرية حنان ترك بارتداء الحجاب.

من المقالة نقتطف:

كانت حنان تحمل في حقيبة يدها "إسدال" الصلاة وعندما وصلنا الى ساعة صلاة العصر أغلقت باب الغرفة وقامت بتأدية الصلاة؟

من يعرف حنان عن قرب يدرك أن طريقها الى الحجاب بدأ قبل سبع سنوات تقريباً. وبصرف النظر عن اقتناعنا أو رفضنا لهذا الاتجاه بين الفنانات إلا أن حنان كانت تدرك ما تفعله وربما كانت أول خطوة في هذا الطريق أنها بدأت تضع شروطاً للشخصيات التي تقبل تمثيلها للسينما بالذات بحيث لا تتضمن أي مشاهد "ساخنة" أو ملابس مكشوفة وربما كان آخر دور لها بلا محاذير هو دورها في فيلم "الآخر" مع يوسف شاهين الذي تعتبره أستاذها وأباها الروحي، ومع ذلك رفضت قبل عامين تقريباً أن تقوم ببطولة فيلم "اسكندرية نيويورك" لاعتراضها على بعض المشاهد.

الخطوة الثانية في طريقها للحجاب فاجأت جميع المحيطين بها قبل عدة أشهر بأنها امتنعت عن مصافحة الرجال باليد وكان هذا يضعها في مواقف محرجة كثيرة. وفي الوقت نفسه، ومما يؤكد أن قرار الحجاب كان مخططاً في ذهنها، أنها بدأت تركز على اختيار أدوار تسمح لها بالتحرر من الشكل الحر للممثلة وأشهر دليل على ذلك مسلسل "سارة" الذي ما زال يعرض في بعض القنوات حتى الآن حيث أدت دور فتاة لديها تأخر عقلي، واتفاقها على مسلسل "أولاد الشوارع" الذي يعتمد على البعد الانساني بعيداً عن النواحي الشكلية للممثلة... الى جانب اهتمامها الخاص بالمشروعات المتعلقة بالأطفال والتي بدأت قبل سنوات بمشاركة صوتية في حلقات "الأسد الملك" وأعمال دولية أخرى للأطفال كان يشاركها بالبطولة الصوتية "محمد هنيدي"، هذا الى جانب إصدار مجلة لؤلؤ الخاصة بالأطفال.

تفاصيل الخطوة الأخيرة روتها حنان قائلة: شعرت أنني قادرة في هذه اللحظة على "طرد" الدنيا من قلبي وخاصة أنني أديت فريضة الحج هذا العام بالاضافة الى أكثر من "عمرة" آخرها عمرة المولد النبوي. وفي هذه العمرة قلت لنفسي وأنا في الكعبة إن آخر أعمالي سأمثلها من دون حجاب ستكون مسلسل "أولاد الشوارع" وفيلم "أحلام حقيقية".

وبالتالي رفضت جميع الأعمال الأخرى وطلبت التأجيل الى ما بعد رمضان وكنت قد وصلت الى قرار مع نفسي لم يعلمه أي أحد أنني سأرتدي الحجاب في اليوم الأول من شهر رمضان. وفجأة، وأثناء وجودي في أحد الدروس الدينية، ارتديت إسدال الصلاة وأديتها ووجدتني غير قادرة على "خلعه". وعندما سألتني صديقتي لماذا أبقى بالاسدال فوجئت بأنني أقول "أنا اتحجبت". طلعت مني من غير ما أحس... وشعرت أنني في حالة تشبه بداية تأثير "البنج" في الانسان أو في مرحلة الافاقة منه. وتركت منزل صديقتي بنفس الزي واتصلت بزوجي فلم يرد فقمت بالاتصال بشقيقي وحكيت له ما حدث وبعدها اتصل بي زوجي. وعرف الخبر ويومها لم أستطع النوم كنت أسأل نفسي هل أخذت القرار فعلاً، وقبل ذلك اتصلت بمنتج مسلسل "أولاد الشوارع" ومخرجته وأخبرتهما بالقرار.

قالت حنان: اتصلت في الصباح بأسرة فيلم "أحلام حقيقية" ثم قررت الذهاب الى أمي. ولأنني أمتلك مفتاح الشقة قمت بفتح الباب مباشرة، وعندما دخلت الى أمي لم تعرفني في البداية ثم قبلتني وبكت وقامت بالاتصال بأخي الأكبر وهو "ملتح" منذ 10 سنوات وكان يحاول معي منذ رحيل والدي. وعندما جاء الى البيت دون أن يعرف لماذا طلبته أمي ظن أنني كنت "أصلي". وعندما تأكد من الخبر قام بتأدية ركعتين شكراً لله. ولأنني كنت في حاجة الى نوم عميق فقد أغلقت تلفوني ودخلت لأنام عند أمي واستيقظت على تلفون من المخرجة "شيرين عادل" وهي تقول لي: "الدنيا مقلوبة"... فظننت أن القيامة قامت وقلت الحمدلله "أني لحقت نفسي واتحجبت"... ثم فوجئت بأنها تقصد بهذه الجملة وصف رد الفعل على هذا القرار.

أما عن المستقبل في الفن والحياة مع الحجاب، فتقول حنان: سأبدا يوم السبت تصوير مسلسل "أولاد الشوارع" لأن الشخصية التي أقدمها ترتدي "إيشارب" طوال الحلقات وفي الفيلم اكتشفت أنني انتهيت من تصوير 60 في المئة من دوري والباقي مشاهد خارجية وكلها تحت المطر وبالتالي فسيكون من الطبيعي ارتداء أشياء فوق الرأس وسوف نجلس مع مجموعة الفيلم لنتفق على الشكل الذي سوف أظهر به.

ولم أقرر بعد ماذا بعد هذه المرحلة وإن كنت سأختار ما يتناسب وطبيعة تفكيري في الفترة المقبلة.

كاتبة المقالة في مجلة "روز اليوسف" تقول انه خلال الساعة التي قضتها مع حنان ترك، كان يأتي الكثير من الناس ليقدموا لها التهنئة قائلين "مبروك".

وتعلق الكاتبة: إن البطلة المحجبة قد تصبح قاعدة تشجع على انتشار الفكرة وان المستقبل في السينما والتلفزيون سيكون فناً تحت الحجاب وربما ستقوم بعض غير الموهوبات بارتداء الحجاب حتى يستطعن العمل ويكون الحجاب هو تأشيرة الدخول الى الفن وربما يصبح ذلك هو القاعدة وما عدا ذلك هو الاستثناء!

المستقبل اللبنانية في 4 يونيو 2006

 

لن اندم: حنان ترك آخر الممثلات في عالم المحجبات

القاهرة – من محمد ج. عرفة  

·         حلا شيحة وحنان ترك تفرضان الحجاب على السينما المصرية لكسر حاجز الجمع بين الحجاب والتمثيل.  

بعد تصريحات صحفية متتالية لها حول شعورها بالذنب لعدم لبس الحجاب، وعيشها صراعاً داخلياً بين رغبتها في إرضاء الله من جهة، وبين حبها للتمثيل الذي تخشى أن تُحرم منه من جهة أخرى، تغلبت الفنانة المصرية حنان ترك على تردّدها، وحسمت أمرها بلبس الحجاب، والتمثيل به مؤكدة أنها سعيدة به جداً، ولن تخلعه لأي سبب من الأسباب.

ويرى نقاد فنيون مصريون أنّ موجة عودة الفنانات المحجبات المعتزلات سابقاً للتمثيل مرة أخرى بكثافة في الموسم الصيفي الحالي، وانتقال فنانتين من أشهر جيل الشباب الجدد إلى الجمع بين الحجاب والتمثيل بدون اعتزال، وقبول كتاب السيناريو والمنتجين لهذا الشكل الجديد؛ يمثِّل مؤشراً على حضور الحجاب على السينما المصرية، بعد عقود طويلة من الرفض، خصوصاً في ظل اعتراف صناع السينما أنّ غالبية فتيات مصر محجبات، ومن الطبيعي التعامل مع هذا الواقع.

وسبق هذا بسنوات، اتجاه فني نحو إدخال عنصر السيدة المحجبة في المسلسلات المصرية لأول مرة، وإسناد أدوار لممثلات محجبات معتزلات في عدد من المسلسلات والأفلام، ووضع سيناريوهات لبطلات أفلام محجبات في السيناريو، فضلاً عن قيام مطربين شباب بإنتاج فيديو كليب تظهر محجبات فيه أيضاً.

وجاء حسم الفنانة الشابة حنان ترك، ذات الشعبية الكبيرة في مصر، لصراعها الداخلي الخاص بالحجاب، والذي عبّرت عنه كثيراً في حواراتها الصحفية، في أعقاب نجاح زميلتها حلا شيحة في التغلب على التردّد ذاته، والجمع بين الحجاب والتمثيل، لتشارك في أفلام الصيف المقبل بفيلم اجتماعي عادي، تمثل فيه شخصية فتاة محجبة، ما كسر الحواجز والمخاوف بين الراغبات في الجمع بين لبس الحجاب والتمثيل.

كما جاء سعي عدد من الفنانات القدامى والجدد للعودة للتمثيل بالحجاب، ونفي نية الاعتزال، متزامنة مع صدور عدد من الفتاوى الدينية التي تجيز التمثيل الهادف بالحجاب، وترغيب عدد من علماء الأزهر والدعاة الشباب الجدد للممثلات المحجبات بعدم الاعتزال والسعي لفرض نوع محترم من التمثيل. وفي المقابل، فإنّ عدداً من منتجي الأفلام والمسلسلات تقبّلوا هذا التوجّه الجديد، أملاً في أن يجذب المزيد من العائلات المصرية للسينما، ويحقق عوائد مالية جيدة لهم.

وفي أول تصريح لها عقب الحجاب؛ قالت حنان ترك، لموقع "مصراوي" على الإنترنت، إنها سعيدة وفرحة جداً وتشعر باستقرار نفسي بعد قرارها بارتداء الحجاب، الذي اعتبرته خطوة فاصلة في حياتها، وأكدت أنها كانت تفكر في ارتداء الحجاب منذ فترة طويلة، حيث كانت تعيش "صراعاً نفسياً" من أجل اتخاذ هذا القرار، على حد توضيحها.

وأوضحت الممثلة أنها رغم "الضغوط" التي واجهتها، إلاّ أنها قررت أن تضع حداً فاصلاً بارتداء الحجاب، "مهما كانت النتائج والتبعات المترتبة على هذا القرار"، معترفة أنها تأخرت إلى حد ما في قرارها، والذي فكّرت فيه منذ وفاة زميلها الفنان علاء ولي الدين، ومشدِّدة على أنها "لن تفكر في خلع الحجاب أبداً مهما كانت الضغوط".

ونفت حنان أن يكون ارتداؤها للحجاب خطوة نحو الاعتزال، وقالت "إنها ستواصل تقديم الأعمال الفنية لأنها تحب الفن لأقصى درجة"، معتبرة في هذا الصدد أنّ الحجاب لن يتعارض مع مشوارها الفني، وأنها سوف تبدأ الخميس (25/5)، تصوير أول مشاهدها في فيلم "أولاد الشوارع"، بعد ارتدائها الحجاب.

ووجهت حنان رسالة لجمهورها عبر الموقع الإلكتروني قائلة "أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دائماً في كل أعمالي، وأنتظر دعمكم ومساندتكم لي في قراري الأخير بارتداء الحجاب"، فيما عبر زوجها رجل الأعمال خالد خطاب عن سعادته البالغة بقرار حنان، مؤكداّ أنه لم يضغط عليها مطلقاً، وأنّ "القرار نابع من اقتناعها الشخصي".

وسبق أن رددت صحف فنية، أنّ حنان ترك تعيش حياة الالتزام الديني في السنوات الأخيرة، وأنها حريصة على أداء الصلوات والحج والعمرة، وحضور دروس تعليم النساء التي تشرف عليها فنانات محجبات معتزلات، ووضع أموالها في بنوك إسلامية، بخلاف حرصها الدائم على تلبية جميع دعوات الجمعيات الخيرية، كما شاركت في حفلات "جمعية رسالة" الخيرية.

كذلك أبدت مؤخراً اهتماماً كبيراً بأطفال الشوارع والأيتام، الذين يهيمون على وجوههم في شوارع مصر، وحرصت على التصوير مع الأطفال الأيتام ورسم البسمة على وجوههم، كما أنّ فيلمها الجديد "أولاد الشوارع" يتطرق إلى جانب اجتماعي لهذه الظاهرة.

ويرى مثقفون وكتاب أنه على الرغم من الجانب الإيجابي لظاهرة دخول الحجاب عالم السينما المصرية بصورة طبيعية، باعتباره "انعكاساً صحياً" لانتشار الحجاب في المجتمع؛ إلاّ أنه يُخشى أن تمتهن بعض الأفلام والأعمال الدرامية الحجاب، من خلال قصص وسيناريوهات تصور المحجبة على أنها منحرفة أو شريرة، خصوصاً أنّ بعض الأفلام التي يجري تصويرها حالياً ومنها فيلم المخرجة إيناس الدغيدي "تيجي نرقص"، للفنانة المحجبة حلا شيحه، يعتمد على قصة فتاة تلبس الحجاب، وهي مجبرة، في حين أنها ترغب في الرقص والانطلاق خارج عالم التدين. (قدس برس)

العرب أنلاين في 25 مايو 2006

فضائية مصرية أبلغته بتلقيها تهديدات تستهدف حياته...

عكاشة يتهم دوائر سلفية غنية بتحجيب حنان ترك 

تلقى برنامج »اسهر معانا« الذي تقدمه المذيعة المصرية سلمى الشماع على قناة المنوعات المصرية تهديدات ضد الكاتب والسيناريست المصري المعروف أسامة أنور عكاشة، بسبب ظهوره في البرنامج وانتقاداته لعودة ظاهرة تحجب الفنانات المصريات.

وقال عكاشة لـ »العربية.نت«: إن الشماع أبلغته بوصول تهديدات بقتله من مجهولين عبر ايميل البرنامج، مؤكدا أن هذه التهديدات لا تخيفه وأنه سيستمر في مقاومة هذه الظاهرة التي يراها »حملة منظمة تستهدف القضاء على الفن المصري، وتحويله إلى فن يتحدث بلسان الأفكار السلفية المتشددة التي لا تتسق مع الطبيعة السمحة للمصريين«.

وأضاف ان عودة »تحجيب الممثلات المصريات واختيار الشهيرات منهن بوجه خاص، كما في حالة الفنانة حنان ترك، تدل على أنها حملة منظمة ومرتبة جيدا من دوائر سلفية ثرية تملك المال ولها مقر خاص، وأشخاص يديرونها إعلاميا لتلميع الفنانات اللاتي تحاول جذبهن للحجاب أو اللاتي تم تحجيبهن فعلا«.

حنان لاتعرف في السينما الإيرانية

وأشار إلى أن نموذج السينما الإيرانية الذي طالبت به حنان ترك بعد تحجبها »ينم عن جهل، فهي لا تعرف تلك السينما ولم تشاهدها، ولا يوجد وجه للمقارنة على الإطلاق بينها وبين السينما المصرية، فالشادور الذي ترتديه الممثلة الإيرانية هو زي وطني إيراني، أما حجاب بعض الممثلات ومنهن حنان ليس زيا وطنيا وإنما تلفيقة من تلفيقات الهجوم السلفي، ليس أكثر«.

وقال »هدوء ظاهرة تحجيب الفنانات ثم تنشيطها من جديد كما يحدث مؤخرا، دليل على أنها حملة موجهة وليست طبيعية، ويتم توجيهها حسب الظرف والمناخ السائد، فعندما تكون هناك اضطرابات سياسية أو عنصرية أو طائفية تعلو هذه النغمة، وتطغى أخبار التائبات والمعتزلات وما شابه، ويبدأ الهجوم على الفن والتبذل الموجود فيه، ويدعون إلى ما يسمونه السينما النظيفة، كأن الأشياء عندنا في مصر وسخة وتحتاج إلى تنظيف«.

ومضى الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة متحدثا لـ »العربية.نت«: »من خلال هذه النظافة التي يتحدثون عنها يقومون بتسريب الأفكار السلفية المتشددة إلى مصر، ويتزامن ذلك مع انتشار عدد كبير من الفضائيات التي تقدم الشيوخ والدعاة الجدد. إنها مسألة فلوس، فمن الذي يملك هذا المال الذي يستطيع إطلاق قناة فضائية، انهم مجموعة من أثرياء النفط«.

وأكد أن تلك الحملة »يديرها المناهضون للدور المصري الثقافي والفني في المنطقة العربية، والأمر الثاني هو فائض الثروة المهول الذي يجري في أيدي هذه الدوائر ويستطيعون الضغط به على كافة المجالات في مصر«.

الدعاة الجدد هم جنود الحملة

وأضاف ان »الدعاة الجدد هم جنود هذا الهجوم الذي يتعرض له الفن المصري، وهؤلاء هم خريجو أزهر اجتذبتهم تلك الدوائر السلفية المتشددة، فتربوا في حضنها وأصبح لهم ولاء مادي وليس دينيا، ومن ثم يتم إعادة تصديرهم ثانية إلى مصر لكي ينتشروا في أرجائها ويقفزوا إلى منابع الإعلام، حتى أنه أصبح حاليا مفت أو داعية في كل قناة تليفزيونية«.

وحول ما يقصده بالإسلام المصري وهو التعبير الذي ورد على لسانه وفي كتاباته قال »أقصد الإسلام الوسطي، فديننا وسطي وليس متطرفا، وقد بدأ الإسلام بعيدا عن التطرف، لأنه يعايش الحياة«.

وبشأن ما إذا كان هناك استهداف للفنانات الشهيرات أجاب »بالطبع هذا هو السائد، لأن تحجب هؤلاء الفنانات، يكون مصحوبا بالطنطنة الإعلامية المطلوبة. في النهاية هم يريدون الفن المعلب أو المدجن لترسيخ قيم معينة، وهذا يماثل الرقابيات التي كانت تمارسها المحطات التليفزيونية الخليجية في الماضي عندما كانت تتعامل مع الدراما المصرية، فقد كانت تضع مجموعة من الممنوعات لابد أن تشطب من العمل الدرامي ليجاز عرضه عندهم، ومنها بعض الكلام وحظر التلامس بين الرجل والمرأة وتحريم المصافحة بينهما. هذه العادات ليست مصرية وهم يريدون ترسيخها عندنا، المصريون ليسوا هكذا أبدا، وعندما تنتشر هذه القيم سيضطر المؤلفون بالتالي للانصياع لها في أعمالهم الدرامية ويضطر المخرجون للاستجابة لشروطها«.

الأيام البحرينية في 20 يونيو 2006

 

حنان ترك بعد ارتداء الحجاب:

اخترت الوقت المناسب .. والهداية من الله.... أدرس أعمالي بعناية .. ولا تراجع في قراري

كتب مصطفي البلك وصفوت عمران : 

أكدت الفنانة حنان ترك ان ارتداءها الحجاب جاء في الوقت المناسب وأن هناك خطراً كان يراودها منذ فترة وانها قررت ارتداء الحجاب وبدأت منذ أكثر من شهر في الترتيب له وقامت بعمرة وعقب عودتها من الأراضي المقدسة ارتدت الحجاب بالفعل.

أضافت حنان في تصريح ل "الجمهورية" ان الحجاب كان أمنية كبيرة تمنيتها من الله وأعطاني إياها في هذه السن وألا يكون ارتدائي الحجاب وأنا مسنة أو مريضة.. وأشعر أن هذا هو الوقت الذي لابد أن أكون فيه طائعة لله ولم يكن هذا وليد اللحظة ولكن نتيجة تفكير عميق وكان هذا واضحاً في أعمالي الأخيرة والتي حرصت فيها أن يكون عملي في الفن رسالة ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع ومن بينها مسلسل سارة وحالياً أولاد الشوارع واستديو لؤلؤ.. ذلك.

قالت: بعد ارتداء الحجاب سيكون اتجاهي لموضوعات خاصة بالفتاة المحجبة فهي موجودة في بيوتنا ونموذج يعيش بيننا ويتفاعل مع كل من حوله وهناك أدوار كثيرة للمحجبات ربما لم تقدم ولكنها موجودة.

اختيار الأعمال

* دائماً أدقق في اختيار أعمالي والحجاب سيجعلني أدقق أكثر وأبحث عن مضامين هادفة وقضايا مصرية نعيشها وحالياً أشارك في مسلسل أولاد الشوارع الذي أبدأ في تصويره اليوم.. فشخصيتي لا تتعارض مع ارتدائي الحجاب والذي أعتبره قراراً لا تراجع فيه وأن جميع المقربين مني يعرفونه خاصة كاتبة السيناريو لمسلسل أولاد الشوارع "شهيرة سلام".

كما أن الشخصية في المسلسل تبدأ من خلال إحدي الفتيات الصغيرات من أولاد الشوارع وهذه الفتاة ترتدي إيشارب علي رأسها وهذه طبيعة أطفال وفتيات الشوارع وهذه الفتاة حين تكبر يظل الإيشارب علي رأسها سمة ولاكوراً أساسياً لدرجة ان د. سامية عبدالعزيز مصممة الأزياء وضعت في تصميمها وتصورها لملابس الشخصية أن تكون بهذا الشكل لهذا فإن الحجاب لن يؤثر علي دوري في مسلسل أولاد الشوارع.

جميع المشاهد

وبالنسبة لفيلم أحلام حقيقية فإنه تم الانتهاء من جميع المشاهد الداخلية والمتبقي من الفيلم بعض المشاهد الخارجية تم الاتفاق مع منتجي الفيلم والسيناريست محمد دياب والمخرج محمد جمعة علي الشكل الذي سأظهر به وسيكون بالحجاب.

* كل ما قدمته من أعمال سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح مقتنعة به وإلا لما شاركت فيها ولو رجعنا لكل عمل من هذه الأعمال سنجد انه يناقش قضية وله هدف وكان ينقصني أن أتجه أكثر إلي الله ولا يجب الربط بين قرار ارتدائي للحجاب وبين ما قدمته من أعمال.

كما اني حريصة علي نفسي الآن أكثر من أي وقت وأتمني أن يزداد تقربي من الله وأن أقدم أعمالاً تعود بالنفع والخير خاصة ان الساحة الآن بها العديد من الفنانات المحجبات.  

الجمهورية المصرية في 27 مايو 2006


 

قليلات ما قاومن اغراء المال

شيوخ النفط والوعاظ يسعون لتحجيب الفن المصري

القاهرة - من رياض ابو عواد  

·         انتقادات لموقف حنان ترك بعد تحجبها ودعوتها للسينما والتلفزيون المصريين للاقتداء بالنموذج الايراني.  

دعت الفنانة المصرية حنان ترك لدى اعلان قرارها ارتداء الحجاب الى الاقتداء بالسينما الايرانية ما اثار حفيظة الوسط الفني في مصر الذي اعتبر انها "لا تملك الحق في توجيه السينما المصرية بالصورة التي تراها".

وكانت حنان ترك (31 عاما) وهي من ابرز نجمات جيل الشباب اعلنت السبت الماضي في استوديو نحاس خلال تصويرها مسلسل "اولاد الشوارع" انها قررت ارتداء الحجاب منادية "باستخدام الحجاب بنفس الطريقة التي تستخدمها الفنانات الايرانيات" كما ذكرت الصحف المصرية.

وكررت ترك دعوتها هذه في واحد من البرامج الاكثر جماهيرية في مصر وهو برنامج "البيت بيتك" الذي يبث على القناة الثانية المصرية في اول ظهور لها بعد ارتدائها الحجاب.

واعتبر الكثير من الفنانين والمثقفين المصريين خطوة حنان ترك ارتداء الحجاب "قضية شخصية تتعلق بشخصيها وحريتها" حسب قول الفنانة ليلى علوي والمخرج المصري داود عبد السيد.

الا ان الكل اتفق من داخل وخارج الوسط الفني وبينهم الناقدة علا الشافعي على ان حنان ترك "لا تملك الحق في توجيه السينما المصرية بالصورة التي تراها وبالتالي دعوتها للاقتداء بالسينما الايرانية دعوة تخصها وحدها".

من ناحيته قال الناقد طارق الشناوي "مضى وقت طويل وحنان تفكر في وضع الحجاب لكنها تاخرت كثيرا رغم معرفتها انها فقدت بحجابها فرصة ان تصبح نجمة شباك في السينما المصرية".

وتابع "لكنها وصلت اخيرا الى قرارها الموقوف منذ سنوات بارتداء الحجاب وبذلك انسجمت مع نفسها لانها قبل ان تتحجب كانت تتصرف كمحجبة حيث رفضت الكثير من الادوار التي كان يمكن ان تضعها في مكانة هامة في السينما المصرية".

لكن الناقد مجدي الطيب يرى في الموضوع ابعادا اخرى اذ يعتبر ان "حنان ترك كشفت خلال مقابلتها مع البيت بيتك مخططا يستهدف الفن المصري وتحجيبه بعد ان تم اقناعها من قبل الوعاظ الجدد".

واعتبر ان دعوة الترك للتماثل مع السينما الايرانية "يرتبط بمخطط تغيير الحياة الفنية المصرية من الداخل باتجاه ديني يخدم هذا النوع من الفكر بعد ان فشلت عملية التغيير من الخارج مع بروز ظاهرة الفنانات اللواتي تحجبن واعتزلن الفن ثم عاد بعضهن للتمثيل من جديد في اطار مخطط تحجيب السينما المصرية".

وقال ان "شركات الانتاج السينمائي المرتبطة بالفضائيات العربية التي يملكها شيوخ النفط هي التي تتولى تنفيذ هذا المخطط، وصولا لتحجيب الفن المصري بعد النجاح في تحجيب الكثيرات في الواقع الاجتماعي ليتم عزل غير المحجبات ومنعهن من العمل".

واعاد التذكير بحالة اعتزال العديد من الفنانات خلال العشرين عاما الماضية وبينهن سهير البابلي وسهير رمزي وهناء ثروت وغيرهن الى جانب توقف بعض الفنانين عن التمثيل تحت ضغط التاثير الديني مثل حسن يوسف ومحمد العربي .

واشار الى موقف سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة انذاك التي اكدت انذاك انها "رفضت الحجاب واعتزال العمل الفني عندما حاول رموز من التيار الديني اغرائها بالاموال الا انها رفضت بطريقة لم يفلح فيها سيف المعز ولا ذهبه في انتزاع موافقتها على الاعتزال والتحجب".

من ناحيته اعتبر الروائي عزت القمحاوي ان "حنان لها الحق في ان تحصل على شهادة من وعاظ الموجة الجديدة وان تقوم بتقديم فتاويها .. ولكن ليس من حقها ان تفتي في الفن فذلك جزء من تاريخ وضمير الامة والشعب".

وتابع "يبدو ان حنان ترى الامور بعين واحدة ولا ترى القضايا بعمقها فهي تعتقد ان السينما الايرانية دينية رغم انها ليست كذلك حيث ان الفنانين الايرانيين يكافحون من اجل اخراج سينما ضمن الحد المتاح لهم ويشكون مر الشكوى من تحكم الملالي في عملهم وابداعهم".

ولم يتسبب ارتداء ترك الحجاب بازمة في الاعمال التي تشارك في بطولتها خلال هذه الفترة حيث ستقوم كاتبة سيناريو مسلسل "اولاد الشوارع" شهيرة سلام بعد موافقة المخرجة شيرين عادل بتغيير المشاهد المتبقية لبطلة المسلسل بما يتناسب مع قرارها التحجب.

كما سيتم التغلب على المشاهد الثلاثة المتبقية لحنان في فيلم "احلام حقيقية" لمحمد جمعة وكاتب السيناريو محمد دياب بقيام بطلة الفيلم بارتداء معطف له قبعة خصوصا وان المشاهد سيتم تصويرها في الشتاء وتحت المطر.

وحنان ترك من مواليد عام 1975 بدأت حياتها راقصة بالية وقدمها للسينما المخرج خيري بشارة في فيلم "رغبة متوحشة" وعملت مع داود عبد السيد في فيلم "سارق الفرح" وفيما بعد عملت مع يوسف شاهين في فيلمي "المصير" و"الاخر" وقدمت خلال الفترة الماضية العديد من الافلام ابرزها "سهر الليالي" و"احلى الاوقات".

ميدل إيست أنلاين في 31 مايو 2006

 

سينماتك

 

حنان ترك:

الاستعارة الإيرانية... والجهل العصامي اللذيذ

هاني درويش

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك