اختتمت فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، وقد اشتمل المهرجان هذا العام علي برنامج حافل ضم العديد من المحاور والأنشطة الثقافية والفنية من بينها عروض الأفلام العربية التي جاوزت الخمسين فيلماً، اضافة الي بعض الأفلام الأجنبية مثل اله واحد للجميع لسيريل كوهين، وأفلام أخري تتحدث بأكثر من لغة مثل بابا عزيز لناصر خمير. كما تضمن البرنامج أربع مسابقات للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة التي تتنافس علي جوائز الصقر الذهبي والفضي، اضافة الي جائزة الـ اي آر تي التي تُمنح لأفضل عمل أول. وعلي هامش المهرجان أقيمت أربع ندوات وحلقات نقاشية مع عدد من المخرجين والنقاد السينمائيين العرب والأجانب.

البوسطة يخطف جائزة الـ اي آر تي

خلافاً لتوقعات الكثير من المخرجين والنقاد والمشاهدين الموضوعيين فاز فيلم البوسطة للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي بجائزة أفضل عمل أول والتي تُمنح من قبل اي آر تي . وقد جاء في قرار لجنة التحكيم ما يلي جائزة أحسن عمل أول مُنحت لقصة مليئة بالحيوية والمشاعر تخلط بشكل نوعي بين فيلم الطريق والفيلم الموسيقي. الفيلم يبيّن الحاجة بعد الحرب اللبنانية الي روح الحياة عبر الرقص، وعبر مزج واعادة مزج الموسيقي التقليدية والحديثة . والغريب أن قصة الفيلم ليست حيوية، ولا مليئة بالمشاعر كما ورد في تقييم اللجنة، بل ان القصة علي العكس مملة، وبطيئة، وتفتقر الي الأحداث والحبكة في آن معاً، ولعل الشيء الجديد فيها هو رقصة التكنو الحديثة التي تمزج بين الموسيقي التقليدية والمعاصرة. وقد نجحت اللجنة في تصنيف هذا الفيلم بأنه فيلم طريق وموسيقي في آن واحد.

جوائز الأفلام الروائية القصيرة

تنافس ثلاثة عشر فيلماً روائياً قصيراً علي جائزة الصقر الفضي، وكان هناك عدد كبير من الأفلام المهمة، والناجحة فنياً من بينها الغسّالة للسوري هشام الزعوقي، و علي فين للمصري كريم فانوس، و صباح الفل للمصري شريف البنداري، و شعرك الأسود يا احسان للعراقية/ المغربية تالا حديد، و زيارة الي الجنة للعراقي مقداد عبد الرضا، و تصاور للتونسي نجيب بلقاضي، غير أن الجائزة قد ذهبت باستحقاق كبير الي فيلم بيروت بعد الحلاقة للمخرج اللبناني هاني طمبا. وقد بررت لجنة التحكيم منحها الجائزة لأن الفيلم ذو قصة محبوكة بعناية، ومروية بمهنية عالية، ومدعومة بأداء مميز من الشخصيات الرئيسية، ما أضفي الكثير الي متعة الحكاية. نجح المخرج بذكاء في تصميم عالم يجمع الواقعي بالسريالي والحياة بالعالم الآخر . أما جائزة الصقر الذهبي للأفلام الروائية القصيرة فقد أُسندت لفيلم صباح الفل للمخرج المصري المتميز شريف البنداري. وقد توفرت قصة الفيلم علي تقنيات سردية ممتازة عن امرأة واحدة في غرفة واحدة تخلق عالماً كاملاً من حولها عبر مونولوجها الداخلي. وفي الفضاء المصغر للغرفة نشعر بتدفق الوقت، ونحس بماضي حياتها وحاضرها ومستقبلها .

دوار النساء ينال كبري جوائز المهرجان

أما جائزة الصقر الفضي للأفلام الروائية الطويلة فقد ذهبت الي فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة للمخرج اليمني المقيم في بريطانيا بدر بن هرسي، والذي سبق له أن أخرج فيلماً مهماً يحمل عنوان الشيخ الانكليزي، والسيد اليمني وفيلماً آخر مثيراً للجدل ينضوي تحت عنوان اليمن والحرب علي الارهاب بنسختين انكليزية وعربية. أما لجنة التحكيم للأفلام الروائية والتي ضمت هذا العام واحداً من أكبر المخرجين الهولنديين الباقين علي قيد الحياة جورج سلاوزر، اضافة الي عضوية كل من الناقدة السينمائية الهولندية بيليندا فان دو خراف، والمخرج المغربي المقيم في باريس اسماعيل فروخي، والفنانة المصرية سميرة عبد العزيز. وقد رأت هذه اللجنة متنوعة الانتماءات أن الفيلم يتوفر علي شروط النجاح الفنية، وأنها منحت الجائزة لفيلم نكتشف فيه بلداً لم نره من قبل في فيلم روائي. في اليمن وفي مدينة صنعاء نتعرف علي مجتمع تصطدم فيه التقاليد بلغة القلب مما يؤدي الي ضرورة اتخاذ قرارات صعبة . أما كبري جوائز المهرجان، وهي جائزة الصقر الذهبي فقد فاز بها فيلم دوّار النساء للمخرج الجزائري محمد شويخ. وقد تناول الفيلم حكاية أسطورية تجري أحداثها وسط غابات نائية وتتأمل في أحوال مجتمع يحكمه الخوف والرعب. انه فيلم يذكرنا بأفلام رعاة البقر الكلاسيكية عندما يغادر الرجال القرية فتمسك النساء بزمام الأمور، يستبدلن حقائبهن ببنادق وقوة يقاتلن كلا من العدو اللامرئي القادم من خارج القرية والعدو القابع بينهن . وقد سبق لمحمد شويخ أن مثّل في عدد من الأفلام المميزة من بينها فجر المعذبين و رياح الأوراس .

الأفلام الوثائقية

ارتأت لجنة التحكيم لهذا العام منح تنويهين أحدهما لفيلم وثائقي طويل والآخر قصير، وكلاهــما جاء تـــــقديراً لجرأتهما في الطرح، ولتعاطيهما مع مــــوضوع انساني أولاً قبل أن يكون موضوعا خاصا بالمرأة.

الفيلم الأول الذي استحق هذا التنويه هو فيلم المهنة امرأة للمخرجة المصرية الشابة هبة يسري، وقد طرح هذا الشريط قضية حساسة تدخل في مجال التابوهات، وفيما يتعلق بابتزاز المــــرأة علي نحو عام. وقد منع الفيلم في مصر وعدد من الدول العربية، وقد كانت سانـحة حظ أن يُعرض في مهرجان الفيلم العربي، ويُشاهد من قبل الجمهور العربي الذي كان تواقاً لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا المنع.

أما التنويه الثاني فقد مُنح لفيلم نساء بلا ظل للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وقد منح هذا التنويه لأن الفيلم يساند قضية المرأة السعودية، ويظهرها علي أنها مسؤولة عن وضعها.كما يشير الفيلم الوثائقي من جانب آخر الي أن النمو الاقتصادي المتسارع في الخليج عموماً يساهم في ارجاعها الي الوراء، بدل أن ينهض بها، ويضعها بموازاة النساء اللواتي يعشن في الدول المتحضرة التي تحترم المرأة، وتضعها بمستوي الرجل من دون تمييز علي أساس الجنس.

أما جائزة الصقر الفضي للفيلم التسجيلي القصير فقد منحت لشريط محمود المساد ثلاثون مترا من الصمت لنجاحه في تصوير الصراع من أجل الحفاظ علي الهوية في بلد يدعي الانفتاح، لكنه يعمل علي الدمج القسري للأجانب والوافدين الجدد الي هولندا.

الصقر الذهبي للعراقية هبة باسم

أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي القصير فقد أسندت عن جدارة للمخرجة العراقية الشابة هبة باسم عن فيلمها المهم أيام بغدادية لشموليته في تصوير راهن وطن هو العراق عبر يوميات امرأة تحاول أن تجد عملاً وسكناً وحباً في أرض بات كل شيء فيها شبه مستحيل.

أما جائزة الصقر الفضي للفيلم الوثائقي الطويل فقد فاز بها مناصفة فيلم مكان اسمه الوطن للمخرج المصري تامر عزت، وفيلم وجوه معلقة علي الجدار للمخرج اللبناني وائل ديب.

وجدير ذكره أن فيلم مكان اسمه الوطن قد نال اعجاب الجميع، وقد ضجت القاعة عشرات المرات بالضحك والتصفيق لأن الفيلم كان شديد الاثارة والتعبير والرمزية، ويقول أشياء كثيرة في جمل خاطفة سريعة. وقد بررت اللجنة منح هذا الفيلم جائزة الصقر الذهبي لتصويره الناجح والممتع لحياة وأحلام مجموعة من الشباب القاهري الباحث عن تحقيق ذاته في مكان ما علي الأرض وسط عالم سريع التحول. أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي الطويل فقد أسندت لشريط من يوم ما رحت للفلسطيني محمد بكري لقدرته علي الجمع بين السيرة الذاتية والجماعية فيما يعرض واقع شعب يرفض التخلي عن الأمل. ومن اللافت للانتباه أن تختار اللجنة التنظيمية للمهرجان فيلم بنات وسط البلد لحفل الافتتاح. ومع أن محمد خان هو مخرج متميز الا أن هذا الفيلم كان مملاً، ونمطياً، ورتيباً، ولا يصلح للافتتاح قطعاً، علماً بأن هناك أفلاماً روائية عديدة كانت أفضل منه بكثير لكنها لم تنل هذه الفرصة السانحة مثل عمارة يعقوبيان لمروان حامد، و دوار النساء لمحمد شويخ، و زوزو لجوزيف فارس، و ماروك لليلي مراكشي.

وجدير ذكره أن حفل الافتتاح كان جميلاً ومنساباً هذا العام لولا الكلمة الطويلة لبن زقور التي أربكت الحفل وسببت بعض التأخير لفيلم البوسطة لمخرجه فيليب عرقتنجي. كما أن بعض الندوات والحلقات النقاشية كانت ارتجالية وتحتاج الي تنظيم مسبق.

وثمة شيء جدير بالاهتمام هو أن العديد من السفـــراء العرب قد حضروا هذا المهرجان وشاهدوا أفلام بلدانهم القادمة من مصر وتونس والمملكة العربية السعودية وليبيا واليمن.

القدس العربي في 8 يونيو 2006

 

مسابقات وندوات ثقافية وأفلام مثيرة للجدل

الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام:

عدنان حسين أحمد*

تبدأ فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بين 30 أيار (مايو) ولغاية 4 حزيران (يونيو) 2006. وسوف يشترك في مسابقات المهرجان الخمس 37 فيلماً روائياً ووثائقياً، طويلاً وقصيراً. وسوف تتوزع المسابقات كالآتي: مسابقات الأفلام الروائية الطويلة، وتتضمن 10 أفلام وهي علي التوالي: عمارة يعقوبيان للمخرج المصري مروان حامد و انتظار للفلسطيني رشيد مشهرواي، و أحلام للعراقي محمد الدراجي، و تحت السقف للسوري نضال الدبس، و خشخاش للتونسية سلمي بكار، و دنيا للبنانية جوسلين صعب، و دوّار النساء للجزائري محمد شويخ، و يوم جديد في صنعاء القديمة لليمني بدر بن حرسي و أبواب السماء للمغربيين عماد وسهيل نوري، و البوسطة للبناني فيليب عرقتنجي. أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فتشتمل علي 13 فيلماً من بينها علي فين؟ للمخرج المصري كريم فانوس، و زيارة الي الجنة للعراقي مقداد عبد الرضا، و أحلام منتصف الظهيرة لغسان عبد الله، و أحلام حلوة لمريم ريفاي، و ياسمين تغنّي لنجوي نجار، و شعرك الأسود يا احسان للعراقية/ المغربية تلا حديد، و نهار وليل للمصري اسلام عزت، و صباح الفل للمصري شريف البنداري، و تصاور للتونسي نجيب بلقاضي وأفلام أخري. أما مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فتتضمن 6 أفلام وهي العراق: أغاني الغائبين للمخرج العراقي ليث عبد الأمير، و مِنْ يُوم ما رُحْت للفلسطيني محمد بكري، و مكان اسمه الوطن للمصري تامر عزت، و VHS. كحلوشة للتونسي نجيب بلقاضي، و نساء في الظل للسعودية هيفاء المنصور، و أوراق سجينة لسعد هنداوي. بينما ضمّت مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة 8 أفلام وهي أيام بغداد للعراقية هبة باسم، و 30 متراً صمت للأردني محمود المساد، و مُلوِّن في زمن الحرب للعراقي كاظم صالح فرج، و سيمون المستعمِد للسورية أنطوانيت عازارية، و ست بنات للمصري شريف البنداري، و موزائيك للسوري روش عبد الفتاح، و حاجز سوردا للعراقي قاسم عبد، و الغسّالة للسوري هشام الزعوقي. بالاضافة الي المسابقات الأربع التي تمنح جوائز الصقر الذهبية، والفضية، والبرونزية، هناك مسابقة خامسة تمّ استحداثها العام الماضي وتبناها راديو وتلفزيون العرب ART والتي تُمنح جائزتها لأفضل عمل سينمائي أول لمخرجه.

بنات وِسط البلد يُحيّين حفل الافتتاح

سوف يُفتتح المهرجان بالفيلم الروائي الطويل بنات وِسط البلد للمخرج المصري محمد خان الذي أصدر مع عدد من أقرانه بيان السينما الجديدة في نهاية السبعينات من القرن الماضي، ودعا الي ارساء قيم فنية وجمالية تحترم ذائقة المتلقي العربي، وتتعاطي مع مشكلاته الراهنة. الفيلم من بطولة منّة شلبي وهند صبري ومحمد نجاتي وخالد أبو النجا. ومن أبرز الأفلام التي تعزز رؤية محمد خان للسينما الجديدة هي أحلام هند وكاميليا 1988، و زوجة رجل مهم 1988، و السوبر ماركت 1989، و فارس المدينة 1992، و أيام السادات 2001، كما سيُعرض فيلم الغسّالة وهو وثائقي قصير للمخرج السوري هشام الزعوقي الذي سبق له أن فاز بجائزة الصقر الذهبي في الدورة الثانية لمهرجان الفيلم العربي في روتردام عن فيلم غرباء دوماً .

برامج خاصة وندوات ثقافية علي هامش المهرجان

ينظّم مهرجان الفيلم العربي كعادته برامج وحلقات نقاشية معززة لبرنامج المسابقات الخمس. وهذه البرامج هي أفلام من أجل السلام وتتضمن عرض 4 أفلام من أبرزها انتقم ولكن من أجل عين واحدة لآفي مغربي، و الجنة الآن لهاني أبو أسعد. وبرنامج كرفان السينما العربية ـ الأوروبية الذي يشتمل علي 4 أفلام وهي زوزو لجوزيف فارس، و بذور الشك لخمير ناصر، و ماروك لليلي مراكشي، و من أجل الخبر فقط لرشيد حاجي.

أما برنامج التكريم فيشمل المخرج التونسي ناصر خمير الذي سوف يعرض له فيلم بابا عزيز ، وفنان الديكور المصري صلاح مرعي الذي عمل في فيلم المومياء و حكاية الفلاح الفصيح ، وبعض المشاهد التحضيرية لفيلم أخناتون للمخرج المصري شادي عبد السلام. كما ستعرض 5 أفلام أخري في دورة الأحياء في روتردام، ودورة لاهاي. أما الندوات والحلقات النقاشية الأربع والتي ستُقام يومياً ما عدا يومي الافتتاح والاختتام فهي تجارب سينمائيين عرب في أوروبا، والصراع العربي ـ الاسرائيلي في السينما، وأفلام من أجل الاصلاح، ومسلمون تحت مجهر السينما الغربية. وسوف يشترك في هذه الندوات عدد من النقاد والفنانين السينمائيين العرب والهولنديين.

لجان التحكيم

تتألف لجنة تحكيم الأفلام الروائية من المخرج الهولندي جورج سلاوزر رئيساً، وعضوية كل من المغربي اسماعيل فروخي، والتونسي ناصر خمير، والممثلة المصرية سميرة عبد العزيز، والناقدة الهولندية بليندا دي خراف.. وجدير ذكره أن جورج سلاوزر 74 هو واحد من أشهر ثلاثة مخرجين هولنديين علي قيد الحياة، وهو من أصل يهودي، ومناصر للقضية الفلسطينية، ويقف الي جانب الحق الفلسطيني بشجاعة نادرة. ومن أعماله السينمائية في هذا الصدد فيلم أوديوز بيروت حيث تابع سلاوزر حياة عائلتين فلسطينيتين لمدة ثماني سنوات 4197 ـ 1982 وخرج بانطباعات مذهلة عن رحلة تشريدهما التي أبهرت المشاهدين، وحرّكت مشاعرهم. أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فيترأسها المخرج الهولندي بوب فيسر (57 عاما) ويشارك فيها كل من الناقدة اللبنانية هدي ابراهيم والمخرج التونسي مصطفي الحسناوي.

ضيوف المهرجان

قامت اللجنة المنظمة للمهرجان بدعوة 75 شخصية فنية ونقدية عربية وهولندية، بينهم عدد من نجوم السينما العربية، أبرزهم الممثل فتحي عبد الوهاب، والممثلة منّة شلبي، والممثلة التونسية هند صبري، والممثلة السورية سلاف معمار، والممثلة الفلسطينية عرين عمري، والفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز، وكاتب السيناريو الكبير محفوظ عبد الرحمن الرئيس الشرفي للمهرجان وعدد كبير من النقاد السينمائيين نذكر منهم د. سمير فريد، ومحمد رضا، وعدنان حسين أحمد، ووائل عبد الفتاح، وفيكي حبيب، وهدي ابراهيم، ومصطفي المسناوي، وقيس قاسم. وسوف يشارك عدد كبير من المخرجين العرب الذين اشتركت أفلامهم الروائية سواء في المسابقات الخمس أو البرامج الموازية لها أمثال محمد خان، والناصر خمير، ومصطفي الحسناوي، وتامر عزت، وشريف البنداري، ومحمد شويخ، ورشيد بلحاج، ونضال الدبس، وسمير نصر، ومريم ريفاي، وغسان عبد الله، ورشيد مشهراوي، ومحمد الدراجي، ومحمود المساد. كما وجهت الدعوة لعدد من مسؤولي المهرجانات والقائمين علي المؤسسات السينمائية العربية من بينهم عبد اللطيف العصادي، ورأفت شركس، وهالة جلال، ود. ماجدة واصف، ويوسف شريف رزق الله، ومسعود أمر الله، وعلي أبو شادي، ونزار الراوي.

أفلام مثيرة للجدل

تحتفي الدورة السادسة لهذا المهرجان بعرض عدد من الأفلام السينمائية التي تتحرش بالتابو الجنسي والسياسي علي وجه التحديد. فقد أثار فيلم ماروك أو مراكش لليلي مراكشي، المخرجة الفرنسية من أصل مغربي، ردود أفعال متباينة بين التأييد المطلق للفيلم، والرفض القاطع للثيمة الحساسة التي تتمحور حول العلاقة الغرامية الساخنة بين غيثة الفتاة المسلمة، ويوري الشاب اليهودي المغربي اللذين كانا علي وشك ممارسة الحب. وبعد عرض الفيلم بشكل محدود في المغرب تصاعدت الآراء الغاضبة الي الدرجة التي اتهم فيها البعض مخرجة الفيلم بالتصهين، فيما ذهب المخرج محمد العسلي الي وصف الفيلم بأنه انتهاك في حق المغاربة والمسلمين. كما أصدرت نقابة المسرحيين المغاربة بياناً تصدت فيه لمضمون هذا الفيلم ورأت فيه تشويهاً معتمداً لبعض السلوكات المفضوحة، والتي تظهر بجلاء ووضوح من خلال بعض الأعمال السينمائية المحسوبة علي الانتاج المغربي، والتي أنتجت بالاشتراك مع جهات خارجية، يقف خلفها لوبي يستغل الصورة ليمرر بكيفية صارخة ايديولوجيته المشينة والمسيئة للمتلقي المغربي.

وأوضح البيان ان ما جاء في فيلم ماروك هو لتكريس الاستعمار الثقافي والولائية الفرانكفونية الجديدة . ودعا نقابة المسرحيين الي ادانة مثل هذه الأفلام المدسوسة وكل من يقف خلفها وشدد علي ضرورة مقاطعتها ومقاومتها انتاجاً وتصويراً وتمثيلا فوق تراب هذا الوطن المقدس.

ومن جانب آخر صرحت المخرجة ليلي مراكشي لصحيفة لا في ايكو ان ماروك عبارة عن صورة تعكس الحياة الناعمة لشباب مصاب بانفصام الشخصية، منقطع عن الواقع، يعيش حسب الانماط الغربية لكنه غالباً ما يبقي متمسكاً جداً ببلاده وتقاليدها. وسوف يعرض المهرجان أيضاً فيلمين مثيرين للجدل وهما انتقم، ولكن من أجل عين واحدة لآفي مغربي، المخرج الاسرائيلي وناشط السلام المعروف بمواقفه المساندة للقضية الفلسطينية حيث يتمحور فيلمه حول أسطورتين مثيرتين للجدل وهما شمشون ودليلة وقلعة مسادا التي رسخّت في أذهان الاسرائيليين منذ وقت مبكر بأن الموت هو أفضل من الاستسلام بكثير. وفيلم الجنة الآن الحائز علي جائزة الغولدن غلوب والذي يتناول حكاية شابين انتحاريين يُحجمان في اللحظات الأخيرة عن تنفيذ العملية الانتحارية بعد وصول كل منهما الي قناعة راسخة تفيد بعدم جدوي هذا النوع من المقــــاومة اللاانسانية. كما تتعرض أفلام أخري الي المشـــاهد الساخنة، وغرف النوم الوثيــرة، وعوالم الدعارة، والمثلية الجنسية كما في فيلم عمارة يعقوبيان وفيلم خشخاش أو زهرة النسيان لسلمي بكار وفيلم الخبز الحافي للمخرج الجزائري رشيد بلحاج.

* ناقد من العراق يقيم في هولندا

القدس العربي في 16 مايو 2006

سمير فريد يكتب من مهرجان «روتردام»:

عرب هولندا يقدمون للعالم مخرجًا عبقريا اسمه هاني أبو أسعد.. وقاتلاً عالميا ارتكب جريمة اغتيال فان جوخ 

المهرجان الذي يعرض 50 فيلمًا تحول إلي أكبر احتفالية عربية في هولندا.. وثاني أكبر مهرجان للسينما العربية في أوروبا < تكريم صلاح مرعي بعرض فيلمين لأستاذه شادي عبدالسلام 

انعقدت الأسبوع الماضي الدورة السادسة من مهرجان روتردام للفيلم العربي (من 30 مايو إلي 4 يونية) حيث تم عرض 50 فيلما (25 فيلما طويلاً و25 فيلماً قصيراً) من مختلف الدول العربية من الأفلام الروائية والتسجيلية، القصيرة والطويلة، في أكبر احتفالية ثقافية عربية في هولندا، وثاني أكبر مهرجان للسينما العربية في أوروبا إلي جانب مهرجان معهد العالم العربي في باريس.

في تقديمه للمهرجان قال مديره الكاتب التونسي خالد شوكات «لقد أنجب عرب هولندا خلال السنوات القليلة الماضية مخرجا عالميا هو هاني أبو أسعد مخرج «الجنة الآن»، ومجرما عالميا هو قاتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، وبيد العرب أن يبنوا جنة حقيقية علي الأرض كتلك التي دعا إليها أبو أسعد، بدل أن يساهموا في دفع شبابهم إلي جنة وهمية»، وقال إن المهرجان دعوة صادقة إلي الحياة، ورفض قاطع للغة الموت، وكذلك يبقي.

ينتقل المهرجان الذي يرأسه شرفيا الكاتب المصري محفوظ عبدالرحمن، ويرأسه الكاتب الفلسطيني محمد أبو الليل، ويديره فنيا الكاتب العراقي انتشال التميمي من روتردام إلي امستردام من 9 إلي 11 يونية، ثم إلي لاهاي من 15 إلي 18، ثم إلي أوترخت من 23 إلي 25. وقد تضمن 4 ندوات: «تجارب سينمائيين من أصل عربي»، «الصراع العربي الإسرائيلي في السينما»، «تجربة ناصر خمير»، و«مسلمون تحت المجهر: السينما الغربية وقضايا الشرق الأوسط».

الأفلام الروائية

تكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة من المخرج الهولندي جورج سلوزير رئيسا وعضوية كل من الممثلة المصرية سميرة عبدالعزيز، والناقدة الهولندية بيليندا فان دوخراف، والمخرجين التونسي ناصر خمير والمغربي إسماعيل فروخي.

وعرض في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من مصر «عمارة يعقوبيان» إخراج مروان حامد بحضور نور الشريف، و«دنيا» إخراج جوسلين صعب بحضور فتحي عبدالوهاب، ومن الجزائر «دوار النساء» إخراج محمد شويخ، ومن تونس «خشخاش أو زهرة النسيان» إخراج سلمي بكار، ومن فلسطين «انتظار» إخراج رشيد مشهراوي، ومن لبنان «البوسطة» إخراج فيليب عرقتنجي ومن سوريا «تحت السقف» إخراج نضال الدرس، ومن العراق «أحلام» إخراج محمد الدراجي ومن اليمن «يوم جديد في صنعاء القديمة» إخراج بدر بن الحرس، ويلاحظ غياب السينما المغربية، ولكن الأفلام المختارة تمثل أغلب الأفلام العربية المتميزة.

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة عرض من مصر «صباح الفل» إخراج شريف البنداري، و«علي فين» إخراج كريم فانوس، و«نهار وليل» إخراج إسلام العزازي، وعشرة أفلام أخري هي: «الغسالة» إخراج هشام الزعوقي، و«بيروت بعد الحلاقة» إخراج هاني طمبا، و«شعرك الأسود إحسان» إخراج تالا حديد، و«ياسمين تغني» إخراج نجوي نجار، و«أحلام منتصف الظهيرة» إخراج غسان عبدالله، و«زيارة إلي الجنة» إخراج مقداد عبدالرضي، و«الأيام الحلوة» إخراج ريم ريفاي، و«رجل في فنجان» إخراج يحيي العبد الله، و«تصادور» إخراج نجيب القاضي، و«القطعة الأخيرة» إخراج محمد بازيد.

وجوائز الأفلام الروائية الطويلة (ذهبية 1500 يورو وفضية 1000 يورو والفيلم الأول «2000 يورو» من راديو وتليفزيون العرب) والقصيرة (ذهبية 500 يورو وفضية 250 يورو).

الأفلام التسجيلية

وتكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة من المخرج الهولندي بوب فيسر رئيسا، وعضوية المخرج التونسي مصطفي الحسناوي، والناقدة اللبنانية هدي إبراهيم.

وعرض في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة من مصر «مكان اسمه الوطن» إخراج تامر عزت و«أوراق سجينة» إخراج سعد هنداوي، ومن فلسطين «من يوم مارحت» إخراج محمد بكري، ومن العراق «العراق: أغاني الغائبين» إخراج ليث عبدالأمير، ومن لبنان «وجوه معلقة علي الجدار» إخراج وائل الديب، ومن السعودية «نساء بلا ظل» إخراج هيفاء المنصور.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة من مصر «المهنة امرأة» إخراج هبة يسري، و«6 بنات» إخراج شريف البنداري، و6 أفلام أخري هي «30 مترا من الصمت» إخراج محمود المسار، و«سمعان العمودي» إخراج انطوانيت عازاريه، و«حاجز سوردا» إخراج قاسم >>> و«أيام بغدادية» إخراج هبة باسم، و«ملون في زمن الحرب» إخراج كاظم صالح، و«موازييك» إخراج روش عبدالفتاح.

وجوائز الأفلام التسجيلية الطويلة (ذهبية و750 يورو وفضية و250 يورو) والقصيرة (ذهبية و500 يورو وفضية و250 يورو).

«بنات وسط البلد» في الافتتاح

عرض من مصر في افتتاح المهرجان «بنات وسط البلد» إخراج محمد خان بحضوره خارج المسابقة، كما عرض خارج المسابقة الفيلم السعودي «ظلال الصمت» إخراج عبدالله المحيسن بحضوره ومنتجه الفني فنان السينما الجزائري الكبير أحمد راشدي، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرج سعودي، وكان قد عرض لأول مرة عرضا خاصا في سوق الفيلم الدولي بمهرجان كان.

أول فيلم إسرائيلي

وفي برنامج خاص تحت عنوان «أفلام من أجل السلام» عرض المهرجان «الجنة الآن»، كما عرض لأول مرة فيلم من إسرائيل، وهو الفيلم التسجيلي الطويلة «انتقم ولكن من أجل عين واحدة» إخراج آفي مغربي، والفيلم الفرنسي الروائي القصير «إله واحد للجميع» إخراج الفرنسي سيريل كوهين.

وفي برنامج خاص آخر تحت عنوان «قافلة السينما العربية الأوروبية» عرضت 4 أفلام روائية أوروبية لمخرجين عرب هي الفيلم الإيطالي «الخبز الحافي» إخراج الراحل رشيد بلجاح عن رواية الكاتب المغربي محمد شكري، والألماني «أضرار لاحقة» إخراج المصري سمير نصر الذي فاز بجائزة نجيب محفوظ في مهرجان القاهرة العام الماضي، والسويدي «زوزو» إخراج جوزيف فارس، والفرنسي «ماروك» إخراج ليلي مراكش، إلي جانب الفيلم التسجيلي القصير «بازولين» إخراج العراقي عرفان رشيد.

تكريم خمير ومرعي

وكرم المهرجان فنان السينما التونسي الكبير ناصر خمير وعرض أحدث أفلامه «بابا عزيز»، كما كرم مصمم الديكور والأزياء فنان السينما المصري الكبير صلاح مرعي بعرض فيلمي شادي عبدالسلام الروائيين الطويل «المومياء» والقصير «شكاوي الفلاح الفصيح» وهما تحفتا المخرج الراحل اللذان شارك صلاح مرعي في إبداعهما.

 

تجاهل مخجل لفيلم "عمارة يعقوبيان" في روتردام

الجمهورية / روتردام- سمير فريد:

فاز الفيلم المصري "صباح الفل" اخراج شريف البنداري وتمثيل هند صبري وإنتاج المركز القومي للسينما بالجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في ختام مهرجان روتردام السادس للأفلام العربية.. وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فاز الفيلم المصري "مكان اسمه الوطن" اخراج تامر عزت بالجائزة الفضية مع الفيلم اللبناني "وجوه معلقة علي الجدار" اخراج وائل ديب. كما فاز فيلم معهد السينما التسجيلي "المهنة امرأة" اخراج هبة يسري بشهادة تقدير.

تجاهلت لجنة التحكيم فيلم "عمارة يعقوبيان" اخراج مروان حامد علي نحو مخجل رغم شبه الاجماع علي استحقاقه للجائزة الذهبية.

الجمهورية المصرية في 6 يونيو 2006

 

اشتراك مصري مشرف في روتردام..

بنات وسط البلد في الافتتاح وعمارة يعقوبيان ودنيا في المسابقة

رسالة مهرجان روتردام: سمير فريد 

تعلن غداً جوائز مهرجان روتردام السادس للافلام العربية الذي افتتح الثلاثاء الماضي في المدينة. الهولندية وينتقل الي امستردام من 9 الي 11 يونيو ثم الي لاهاي من 15 الي 18 ثم الي اوترخت من 23 الي 25 أي يقام لمدة 16 يوماً في 4 مدن هولندية من 30 مايو الي 25 يونيو ويعرض 50 فيلما "25 فيلما طويلا و25 فيلما قصيرا" من مختلف الدول العربية.

تنظم المهرجان مؤسسة مستقلة بقيادة ثلاثة من المثقفين العرب المقيمين في هولندا وهم الفلسطيني محمد ابوالليل رئيس المهرجان والتونسي خالد شوكات مديره والعراقي انتشال التميمي مديره الفني ويحضره اكثر من 50 من السينمائيين والصحفيين والنقاد العرب والاجانب جوائز المهرجان ذهبية وفضية في 4 مسابقات للافلام الطويلة الروائية "ذهبية 1500 يورو وفضية ألف يورو" والتسجيلية "ذهبية 750 يورو وفضية 250 يورو" وللافلام الروائية القصيرة "ذهبية 500 يورو وفضية 250 يورو" ومثلها للافلام التسجيلية القصيرة الي جانب جائزة احسن فيلم روائي طويل أول وقدرها الفان يورو من راديو وتليفزيون العرب.

ولكل من مسابقتي الافلام الروائية والافلام التسجيلية لجنة تحكيم خاصة الروائية برئاسة المخرج الهولندي جورج سلوزير وعضوية الممثلة المصرية سميرة عبدالعزيز والناقدة الهولندية بيليندا فان دوخراف والمخرجين التونسي ناصر خمير والمغربي اسماعيل فروخي والتسجيلية برئاسة المخرج الهولندي بوب فيسر وعضوية المخرج التونسي مصطفي الحسناوي والناقدة اللبنانية هدي ابراهيم.

السينما المصرية

عرض في افتتاح المهرجان الذي يرأسه شرفيا الكاتب محفوظ عبدالرحمن "بنات وسط البلد" احدث افلام فنان السينما المصري محمد خان خارج المسابقة بحضوره وحضور فتحي عبدالوهاب نجم فيلم "دنيا" اخراج جوسلين صعب الذي يعرض داخل المسابقة ويعرض داخل المسابقة من مصر مع "عمارة يعقوبيان" اخراج مروان حامد بحضور الممثل والمنتج والمخرج الكبير نور الشريف وتشترك السينما المصرية. في المهرجان داخل وخارج المسابقة اشتراكا كبيرا ومشرفاً.

في مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة يعرض "مكان اسمه الوطن" اخراج تامر عزت و"أوراق سجينة" اخراج سعد هنداوي وفي مسابقة الافلام التسجيلية القصيرة و"6 بنات" اخراج شريف البنداري الذي يشترك ايضا في مسابقة الافلام الروائية القصيرة بفيلمه "صباح الفل" مع "نهار وليل" اخراج اسلام العزازي و"علي فين" اخراج كريم فانوس.

ويكرم المهرجان فنان السينما التونسي ناصر خمير بعرض احدث افلامه "بابا عزيز" وفنان الديكور المصري الكبير صلاح مرعي ويعرض من اخراج شادي عبدالسلام تحفاه الفيلم الطويل "المومياء" والفيلم القصير "شكاوي الفلاح الفصيح".

خارج المسابقات

ويعرض المهرجان خارج مسابقاته الاربعة ثلاثة برامج "خارج المسابقة افلام من اجل السلام وقافلة السينما العربية والاوروبية".

الي جانب فيلم الافتتاح يعرض خارج المسابقة الفيلم السعودي "ظلال الصمت" اخراج عبدالله المحيسن وفي برنامج "من اجل السلام" الفيلم الهولندي "الجنة الان" اخراج الفلسطيني هاني ابوسعد والفيلم الاسرائيلي التسجيلي الطويل "انتقم ولكن من اجل عين واحدة" اخراج الاسرائيلي آفي مغربي الذي يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني والفيلم الفرنسي الروائي القصير "إله واحد للجميع" اخراج الفرنسي سيريل كوهين.

وفي قافلة السينما العربية الاوروبية اربعة أفلام روائية طويلة اوروبية لمخرجين عرب السويدي "زوزو" اهراج اللبناني جوزيف فارس. والالماني "اضرار لاحقة" اخراج المصري سمير نصر والايطالي "الخبز الحافي" اخراج الجزائري الراحل رشيد بلحاج والفرنسي "ماروك" اخراج المغربية ليلي مراكشي والفيلم الايطالي التسجيلي القصير "بازوليني" اخراج العراقي عرفان رشيد.

نجاح مضطرد وملاحظات ضرورية

يحقق المهرجان المزيد من النجاح في كل دورة فهناك اكثر من 90% من الافلام العربية الهامة والافلام الاجنبية للمخرجين العرب ولكن من الضروري أن يتضمن الكتالوج وكذلك البرنامج جنسيات الافلام فهي معلومة من داخل الفيلم وليست من خارجه وهناك فرق كبير بين انتاج عربي لمخرج عربي وانتاج اجنبي لمخرج عربي لابد من معرفته لتقييم الافلام سواء بالسلب أو الايجاب كما يفتقد المهرجان اصدار الكتب ولا حتي عن الشخصيات المكرمة واقامة المعارض ويحتاج الي مضاعفة القيمة المالية لجوائزه علي الاقل.

الجمهورية المصرية في 3 يونيو 2006

 

سينماتك

 

اختتام الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام:

جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي القصير للمخرجة العراقية هبة باسم .. الجزائر ومصر وفلسطين والعراق ولبنان تحصد الجوائز الكبري للمهرجان

روتردام ـ من عدنان حسين أحمد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نور الشريف لــ «البيان »: الشائعات حول عائلتي مجرد «تخريف» وأمر مشين

«ظلال الصمت» ينتصر للماضي الخلوق على الحاضر الرديء

روتردام ـ حسين قطايا  

كرّم مهرجان روتردام للفيلم العربي أمس الفنان نور الشريف عن مجمل ما قدم للسينما. كما كرم السينوغرافي المصري صلاح مرعي، للمرة الأولى خارج بلاده، وهو أستاذ جامعي يدرس الديكور والصناعة المشهدية. وألقى خلال حفل التكريم رئيس المهرجان محمد أبوالليل، كلمة جاء فيها: «يسعدنا ان نستقبلكم ونكرمكم وتكرمون بحضوركم في روتردام العاصمة الثقافية لأوروبا، ومدينة المهرجانات الفنية في هولندا».

وأضاف: «لقد اتصل بعض أبناء الجاليات العربية المهاجرة بإدارة المهرجان، ليعترضوا على وجود فيلم من إخراج وإنتاج إسرائيلي، وأقصد فيلم أخي مغربي، «انتقم من أجل عين واحدة». فهذا السينمائي الإسرائيلي في فيلمه هذا، وفي أفلام كثيرة قام بها دافع ويدافع عن الشعب الفلسطيني، ويهاجم وحشية الاحتلال الإسرائيلي، لهذا اقتضى التوضيح.

«ظلال الصمت»

عرض أمس الفيلم السعودي «ظلال الصمت»، وتبدأ أحداثه في مكان يدعى المعهد يستخدمه النظام الرسمي لغسل الأدمغة والسيطرة على الرعية، من ناشطين ومثقفين ومفكرين، في سبيل استخدامهم للسيطرة على المجتمع، بعض نزلاء المعهد يضيقون ذرعاً من هذا التسلط، فيقررون الهرب بمساعدة البدو العرب، وينجحون في النهاية، أي أن الماضي بأعرافه الأخلاقية ينتصر على الحاضر الرديء بكل المعايير، الماضي الذي يستنبط أحكامه وسياسته من قيمه الإنسانية يواجه الحاضر التكنولوجي المتفوق بالتقنية والمتخلف بإنسانيته.

في المعهد يستخدمون أحدث الوسائل العلمية لصناعة الناس عبيداً للسلطة، ويتناسون أنهم يجردون العبد والسيد من قيمة الحرية الفردية والجماعية، والتي هي قيمة الحياة الفعلية. شارك في بطولة الفيلم الذي أخرجه السعودي عبد الله المحيسن، غسان مسعود وفرح بسيسو ومنى واصف من سوريا، وعبد المحسن نمر ونايف خلف من السعودية، ومحمد المنصور من الكويت، ورجاء فرحات من تونس، والجزائري أحمد قوامي المذهل بأدائه إلى جانب القدير غسان مسعود.

بالطبع «ظلال الصمت»، أعاد مخرجه عن صمته وتوقفه عن العمل في الإنتاجات الوثائقية الكثيرة التي قدمها وحصد عليها الكثير من الجوائز، منها: «اغتيال مدينة» عن الحرب الأهلية اللبنانية، و«الصدمة» عن احتلال صدام حسين للكويت. عمله الروائي الأول يبشر بولادة سينما سعودية عربية روائية طويلة، تساهم إلى جانب سينمات خليجية خاصة وعربية عامة برفع شأن هذا الفن البصري الذي تزداد أهميته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية يوماً بعد يوم.

«دنيا»

الموضوع الذي يطرحه فيلم جوسلين صعب «دنيا» طرحته الإنتاجات الثقافية العربية بالشعر مثلاً مع نزار قباني، وفي الرواية مع نوال السعداوي وسواهما، ممن شغلهم الكبت الذي يتعرّض له الجسد العربي، وردّات الأفعال التي تعبِّر عن قمع إرادي توافقت كل مرجعيات المجتمع على تنفيذه، مواربة أو مباشرة.

فمشكلة الفيلم الأولى أنه لا يقدم جديداً ولا يخرج عن رؤية نمطية لواقع نمطي، فالأفكار الأولى عن مشكلة معينة أيضاً محكومة إلى تسرع أحياناً يختاره أصحابه كردة فعل على فعل وعي حديث، فلم يعد جائزاً اليوم استخدام الوصفات الجاهزة والمعلبة حول قضية بهذا المستوى من العمق.

«دنيا» صعب حقيقية كفكرة ومؤلفة كمالة فنية، تصرح مباشرة مخرجته عبره، بدل أن تستخدم وسائل التعبير الإبداعي، فلم نلحظ مثلاً أي «كبت» في حركة الكاميرا، ولا لغة بصرية ذات معنى، بل أن صعب استخدمت «فانتازيات» ومشاهد كوريغرافية اعتبرتها كافية على المستوى التعبيري، وهذا أوقع مشاهد العمل في حيرة حول جدية الطرح وعمقه. فيلم من مستوى متوسط كان يمكنه أن يكون أفضل. ومن المؤكد أنه لن يفوز هنا في أي جائزة.

نور الشريف ينفي الشائعات

أعرب نور الشريف النجم المكرم في المهرجان، في تصريح ل«البيان» عن فرحته بمهرجان روتردام، ورأى أن العرب في أشد الحاجة لمثل هذه التجمعات الفنية، لتغيير الصورة في ذهن المواطن الغربي عن العرب والإسلام، وقال: إن السينما العربية بحاجة لهذه المهرجانات، من أجل التقارب بين السينمائيين العرب، والمسألة الثانية ان هذا المهرجان متخصص بالسينما العربية إلى جانب ما يقدم معهد العالم العربي في باريس، لكن بالطبع المعهد تدعمه مؤسسات رسمية على عكس مهرجان «روتردام».

وأضاف الشريف قائلا: من حسن حظ الجيل الذي أنتمي إليه اننا في زمن قل فيه تكريم الفنان الا ما ندر، وأنا أرى في التكريم أنني على الطريق الصحيح وأن سنوات عمري لم تذهب هباء. ويضاف إلى ذلك حب الجماهير الذي لمسته من كل ابناء الجالية العربية المهاجرة وهذا أكبر تكريم حقيقة.

وحول عودته إلى السينما قال: ابتعادي عن السينما كان رغما عني، في حين كنت أمتلك ثلاثة سيناريوهات سينمائية جاهزة، ولكن للأسف الشديد الشركات الكبرى التي تعمل في السينما الآن تفضل الأفلام الكوميدية في المقام الأول، وبالطبع الموضوعات التي اخترتها تحمل هموم وقضايا وآراء يرى خبراء السينما التجارية ان هذه الأفلام لا تحقق الإيراد الذي يغطي التكلفة،

وفي العام 2005 عرض علي فيلمان هما: «دم الغزال»، و«عمارة يعقوبيان» وسعدت بالمشاركة بهما، وأسعدني أكثر حصول الفيلم على أكثر من جائزة. وكنت أتمنى أن يعرض «دم الغزال» في دولة الإمارات في الوقت ذاته لعرضه في القاهرة، حتى لا يشعر الجمهور الإماراتي بأنه يشاهد الفيلم متأخراً، وأرجو أن يتم تدارك ذلك بالنسبة لكل الأفلام العربية الاخرى.

وحول الشائعات التي طالت في الفترة الأولى حياته العائلية والشخصية والتي قابلها بالصمت، وتحدث الشريف للمرة الأولى عن هذا الموضوع، قائلاً: «الأيام ستثبت أن ما يشاع ليس سوى «تخريف». لم أصمت خوفاً، إنما احتراماً لذاتي، ولمن طاولتهم هذه الإشاعات من أفراد عائلتي، أو من أصدقاء ومحبين، ولن أعتب على أحد، ولكنني أقول لأصحاب العقول السوداء، ان خداعكم الناس لن يصيب من الحقيقة شيئاً، والزمن سيثبت أن ما فعلتموه كان أمراً مشيناً.

البيان الإماراتية في 2 يونيو 2006