يعتبر الشاعر والناقد السينمائي السوري محمد عبيدو واحد من اهم المهتمين والباحثين في الحركة النقدية السينمائية العربية وقد أصدر حتي الآن اربعة دواوين هي: 1 - وقت يشبه الماء - الغياب ظلك الآخر - تمارين العزلة -ارتباكات الغيم، الحالة الشعرية بكل ألوانها وطيفها الجميل لم تستهلك محمد عبيدو اتجاه تحليقة امام الفنون الاخرى، بل ترافقت الحالة باتجاهه الابداعي للنقد السينمائي والصحافة السينمائية العربية والعالمية، وهو الآن يشرف علي صفحة سينمائية أسبوعية في جريدة البعث السورية، وأصدر مؤخراً كتابين في النقد السينمائي، الأول باسم السينما الصهيونية، والثاني السينما الاسبانية.

ثقافة اليوم التقت الناقد والشاعر محمد عبيدو وسألته عن حال السينما العربية وإشكاليات النقد السينمائي وبواعث الانتاج السينمائي السعودي الذي بدأ يسجل حضورا في المهرجانات الدولية.

٭ بعد قراءة كتابك حول السينما الصهيونية، تبدأ علامات الاستفهام عن غياب السينما العربية؟ وكيف تُواجه شاشة التضليل؟

- هذا السؤال عليك أن تحيله إلى المتحكمين بالشأن السياسي والثقافي العربي، فعلي المؤسسات العربية المعنية مثلاً أن تعرف ما يفعله ويساهم فيه الآخرون من تحطيم وتشويه لشخصيتنا العربية والاسلامية لدي العالم، ومع الأسف نرى هذه المؤسسات تقف متفرجة على هذه المهزلة ولا تفعل شيء، مع ان الواجب يتطلب منها ولو بالحد الادنى ان تكون أكثر جدية في إنتاج صورتنا وابراز هويتنا الحقيقية ووضعها أمام صورة الأعداء النمطية التي ينتجونها ويسوقونها عنا.

٭ في كتابك الثاني «السينما الاسبانية» ابتعدت عن حقل أيديولوجي لتدخل في موضوع أكثر إغواء بالمعني السينمائي مع أنه قد يكون أقل إثارة للمتابع العربي؟

- الكتاب هو الاول في سلسلة ارسلتها للطبع تتناول سينمات مختلفة ومتميزة من العالم مثل الالمانية والصينية والايطالية والافريقية السوداء وسينما المغرب العربي. وهنا احاول ان اجمع العمل التأريخي بالتحليل النقدي للاعمال المضيئة في هذه التجارب.

٭ من خلال متابعتك النقدية لمهرجانات السينما العربية، كيف تري لوحة السينما العربية؟ وهل يمكننا الحديث عن سينما عربية أم عن سينمات محلية؟

- منذ أكثر من أربعين عاما، نالت الأقطار العربية استقلالها، لتحقق وجودها عبر صناعاتها الخاصة ومنها السينما.. وبرزت أسماء سينمائية عربية مهمة في معظم الأقطار العربية حازت أفلامها جوائز في مهرجانات عالمية، ليثبت هؤلاء المخرجون حقيقة من خلال إبداعهم، أن السينما العربية موجودة، ولكنها لأسباب كثيرة محاصرة ومهمشة ومكبلة بأغلال قاسية تبدأ بالجانب الإنتاجي ولا تنتهي بالجانب السياسي أو الثقافي.. فمثلا: ثمن سيارة مرسيدس حديثة يمكن أن ينتج فيلما طويلا، ولكن الحكومات العربية تفضل شراء أكثر من مئة سيارة حديثة لموظفيها في العام ولا تخصص أموالاً لإنتاج فيلمين.. وإذا استثنينا التجربة المصرية التي يوجد بها ارث صناعة سينمائية، تلفت الانتباه التجربة المغربية في السينما عبر إنشاء الصندوق لتنمية السينما الذي يدفع جزءا كبيرا من تكاليف الإنتاج علي السيناريو، ثم على المخرج أن يؤمن باقي التمويل من جهات محلية وأجنبية، ونتج عن ذلك تقديم عشرة أفلام في العام بالمغرب وضمن شروط رقابية متقدمة ثلاثة أفلام عن المعتقل السياسي ..

إن التساؤل عن العمق القومي للسينما العربية يبدو أكثر إلحاحاً لأن الفكر العربي المعاصر لم يدمج بعد حقل السينما في اهتماماته كحقل للإبداع الثقافي أو كمجال خصوصي للتذوق الجمالي ولإنتاج الأيديولوجيا. فما زالت السينما على هامش التفكير العربي بالرغم من كونها تشكل احد الروافد الأساسية لتشكيل الحساسية العربية المعاصرة.

وأنا لا أري انه يجب الحديث فقط عن سينما عربية واحدة بل سينمات عربية في السينما العربية، يعني أن هناك هماً وجودياً وحياتياً وثقافياًس بكل بلد علي حدة محكوم بشروط الواقع وان كان يجمع السينمائيين العرب سمات معينة أهمها: الحلم المكسور.

٭ لأول مرة تنجح صفحة فنية مخصصة للسينما في الصحافة السورية، كيف تجد مساهمة النقد السينمائي بتطوير الأشكال السينمائية في سورية وتطويرها القدرة على تذوق السينما؟

- النقد السينمائي هو ساحة حوار.. حوار معرفي ينتج خطاب إبداعي وجمالي يضيء الإبداع السينمائي ويطور الحساسية الجمالية، ويحاول أن يجيب علي العديد من الأسئلة العالقة. والنقد السينمائي الحقيقي لا يأتي إلا بعد متابعة دقيقة وخصبة لعناصر السينما فيها وبعد تجربة عملية شاقة وطويلة في ميدان الاختصاص السينمائي في سورية هناك إشكالات عدة، خاصة بالوضع الثقافي والسياسي العام، وبالواقع السينمائي والصحافي.. من حيث الإنتاج المحلي الذي لا يتجاوز الفيلم أو الاثنين في العام. إلى غياب الإنتاج السينمائي العربي والأجنبي. والحديث عن دور العرض المحلية، والتي لا يزيد عددها في دمشق عن عشر صالات بشروط عرض سيئة وتعرض أفلاما قديمة، - وان كانت مؤسسة السينما تحاول ان تعوض النقص باسابيع سينمائية متميزة - ألا يجب أن تكون هناك أولاً سينما وطقس سينمائي في البلد كي يكون هناك تأثير للنقد السينمائي؟ ثم الواقع الإعلامي المحلي وعلاقة القائمين عليه بالنقد السينمائي، ففي سورية لا توجد منذ ثلاثين عاما صفحة سينمائية نقدية متخصصة في الصحف اليومية الثلاث الصادرة بدمشق وهذا يعود إلى أن السينما والثقافة السينمائية هما في آخر اهتمامات القائمين عليها ويجدون بديلا مناسبا لهم عنها في المواد الفنية العامة والمنوعات. وبالتالي أصبح من الصعب التفرقة بين المحرر الفني الذي يجمع الأخبار الفنية والحوارات مع الفنانين والنقد السينمائي وصارت الكتابة عن السينما لا تخرج عن كونها عرضا سريعا لقصة الفيلم أو مدائح للعاملين فيه أو تجريح لا يخلو من الشتيمة انطلاقا من تصفية الحسابات الشخصية. كما يلاحظ ان عدداً من النقاد ابتعدوا عن الصحافة المكتوبة واتجهوا للبرامج التلفزيونية .

وربما سبب نجاح هذه الصفحة المتخصصة واستمرارها أسبوعياً للعام السادس يعود بالدرجة الأولي لاهتمام القراء والمشتغلين بالهم الثقافي والسينمائي بها، ومحاولتها خلق فضاء معرفي وجمالي عبر متابعتها الجدية والجديدة لأهم النشاطات والأفلام السينمائية الحديثة العربية والعالمية من خلال التحاور معها وطرح التساؤلات الملحة بعيدا عن الاستسهال والرثاثة التي تحكم من يكتبون عن الشأن السينمائي من سورية.

بواعث السينما السعودية

٭ وعن مشاركة المملكة بثلاثة افلام سينمائية في مهرجان الفيلم العربي في هولندا؟

- لاشك بأن المشاركة بهذا المهرجات تكتسب طابعا طيبا في الحسابات الحضارية، وهي بالتالي خطوة متقدمة لتشجيع الانتاج السعودي السينمائي لان هناك الكثير من المبدعين السينمائيين السعوديين سيسكبون رؤاهم في هذا المجال بعد هذه الصحوة. وهنا لابد من الاشارة الى ان الحراك السينمائي السعودي بحاجة الى توسيع هامش الثقافة السينمائية واعداد بنية تحتية تساهم في الحراك على المسرح الثقافي والفني الذي بدوره يخدم المجتمع.

ظلال الصمت بذرة طيبة تنهي مخاض السينما السعودية الطويل وتنفض الغبار عن الابداع

٭ مع عرض «ظلال الصمت» للمحيسن في مهرجان «كان» السينمائي الدولي كيف ترى هذا الحضور السينمائي السعودي؟

- في يوم واحد وُلدت السينما الروائية السعودية مرّتين هكذا عبر احد النقاد في الدورة الاخيرة لمهرجان كان. هكذا بعد نحو 110 سنوات على اختراع السينما تتم ولادة توأمين للسينما السعودية كل واحد منهما حالة منفصلة من الطرح والأسلوب والموضوعظلال الصمت» للمخرج السعودي عبد الله المحيسن وهناك فيلم «كيف الحال» للمخرج الفلسطيني ايزودور مسلم المنتج سعوديا.

وبعودة للتاريخ نرى ان معرفة السعوديين السينما تعود إلى ستينيات القرن الماضي؛ حيث كانت هناك أماكن - وليست صالات - لعرض الأفلام السينمائية، اعتمد القائمون عليها على آلة العرض السينمائي الشبيهة بجهاز السينما توغراف، وكانت مدينة جدة من أشهر المدن السعودية التي تضم مثل تلك العروض وسمحت السلطات في الرياض بعرض افلام كارتون للاطفال على شاشات ضخمة في نوفمبر/تشرين الثاني وهي المرة الاولى التي تعرض فيها افلام بصورة عامة منذ السبعينيات.

ينظر السعوديون إلى «عبدالله المحيسن» بوصفه السعودي الأول الذي مارس العمل السينمائي وأرسى دعائم لانطلاق السينما السعودية؛ حيث درس السينما في «معهد لندن للفيلم» عام 1975م ومارس عملية الإنتاج والإخراج التلفزيوني مع عدد من المصورين السينمائيين المحترفين المتواجدين في لندن قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية؛ ليؤسس عام 1975 أول استوديو تصوير سينمائي في السعودية؛ مجهزاً بأحدث التقنيات السينمائية آنذاك، وبعد أقل من عام يخرج فيلما تسجيليا بعنوان (اغتيال مدينة) دار عن الحرب الأهلية في لبنان. وعام 1982 فيلمه التسجيلي الثاني (الإسلام جسر المستقبل). ثم ببداية التسعينات فيلمه التسجيلي الثالث (الصدمة) وبعد حلم واعداد طويل امتد لربع قرن ينجز هذا العام فيلمه السينمائي (ظلال الصمت) الذي يعد بمثابة أول فيلم روائي سعودي. وجاء بمثابة خطوة صائبة تؤسس لبنيان صلد. الفيلم يتحدث اللغة الفصحي لكنه يدور حول أوضاع المثقف العربي في أزمته الحالية مع الحكومات العربية من دون تسمية واحدة ومع العالم. الفيلم يشير إلى أهمية التغيير في حياتنا من الداخل، لمواجهة العنف والتدمير الذاتي والخراب العشوائي الذي أصابنا بكوارث مروعة، وهذا ما يجب أن يكون هنا الآن، لأننا في سباق مع المتغيرات الكبرى التي لا تسمح بالانتظار، أو التأمل الطويل.

أما بالنسبة للفيلم الروائي القصير والتسجيلي، فهناك كم كبير من الأفلام، يبشر بوجود فنانين متعطشين لهذا الفن الجميل، وهنا لابد من الاشارة الى ان هيفاء المنصور لفتت الانظار لها من خلال الضوء الذي تسلطه داخل المجتمع السعودي في افلامها بالرغم من قلتها وتصنيفها ضمن الافلام الروائية القصيرة. وهنا لابد من الاشارة الى الجهد الكبير الذي تحاول صحيفة الرياض تقديمه من خلال افراد مواد سينمائية نقدية تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تأسيس حراك سينمائي سعودي ينتظر منه ان يكون مكملا للانتاجات العربية السينمائية الاخرى.

الرياض السعودية في 2 يونيو 2006

 

ميل جيبسون.. من «آلام المسيح» إلى حضارة المايا القديمة

محمود الزواوي 

بعد النجاح غير العادي وغير المتوقع الذي حققه الممثل المخرج ميل جيبسون في فيلم آلام المسيح (2004)، وهو ثالث فيلم من إخراجه، يعكف هذا الفنان حاليا على الانتهاء من إخراج فيلمه الرابع أبوكاليبتو، وهو ثاني فيلم يخرجه ولا يظهر فيه كممثل بعد فيلم آلام المسيح.

ويبدو أن ميل جيبسون، الأميركي المولد والأسترالي النشأة والعالمي الشهرة، قد وجد في إخراج وإنتاج الأفلام التاريخية الناطقة بلغات أجنبية تحديا جديدا في مشواره السينمائي الذي قام فيه ببطولة أكثر من 40 فيلما على مدى الثلاثين عاما الماضية، وتحول بفضلها إلى أشهر نجوم السينما الأسترالية قبل أن يتبوأ مكانته كواحد من أشهر وأنجح نجوم هوليوود.

وفي حين أن قصة فيلم آلام المسيح تتعلق بالاثنتي عشرة ساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح وبتعذيبه وصلبه وتقع أحداثها في القرن الأول الميلادي وينطق الفيلم باللغتين الآرامية واللاتينية مع ترجمة إنجليزية على الشريط السينمائي، فإن قصة فيلم أبوكاليبتو تقع في القرن الخامس عشر الميلادي وتتعلق بحضارة شعب المايا الذي عاش في جنوب المكسيك حتى ذلك الوقت، ويقدم الفيلم بلغة المايا مع ترجمة إنجليزية على الشريط السينمائي.

والمايا هم سكان المكسيك الأصليون، على غرار الهنود الحمر في بقية أرجاء أميركا الشمالية، ولكنهم طوروا حضارة متقدمة وحققوا تقدما كبيرا في الرياضيات وعلم الفلك ووضعوا واحدا من أدق التقويمات (الروزنامات)، بل إن تقويمهم يتفوق في دقته على التقويم الجريجوري الذي وضع في أواخر القرن السادس عشر.

وتقع أحداث قصة فيلم أبوكاليبتو في مرحلة تدهور مملكة المايا، ويعتقد حكامها أن الآلهة لن تكون راضية ولن تعيد التقدم والازدهار إليها إلا ببناء المزيد من المعابد وتقديم المزيد من التضحيات البشرية، وإذا لم يتحقق ذلك فسوف تغضب الآلهة وتقضي على المحاصيل. ويقع الاختيار على شاب اسمه جاجوار بو (الوجه الجديد رودي يونجبلاد) لكي يقدم كقربان للآلهة، ويتم فصله عن زوجته وطفله لهذا الغرض. إلا أنه يفر في الوقت المناسب وتتم مطاردته في الغابات الكثيفة، وهو يواصل سعيه لتحقيق العدل في وطنه والعودة إلى أسرته. وتتخلل ذلك سلسلة من المغامرات العنيفة والمثيرة.

واشترك الفنان ميل جيبسون مع الكاتب السينمائي الجديد فرهاد سافينيا في كتابة سيناريو فيلم أبوكاليبتو، وانكب الاثنان بشغف على دراسة تاريخ حضارة شعب المايا والأساطير المتعلقة بتلك الحضارة والتي تشير إلى أن إساءة استخدام البيئة وإثارة الحروب هما السببان الرئيسيان في الانهيار المفاجيء لتلك الحضارة قبل أن يصل إليها الأوروبيون. ويقول الكاتب السينمائي فرهاد سافينيا إن التشابه الكبير بين عدم التوازن البيئي وفساد القيم اللذين أديا إلى انهيار حضارة المايا وبين ما يحدث لحضارتنا في هذه الأيام مثير للقلق والخوف. أما الفنان ميل جيبسون فيذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يقول إن مثيري الخوف الذين نصورهم في فيلم أبوكاليبتو يذكرونني قليلا بالرئيس بوش ورجاله. وهناك شيء من التشابه في الإطار العام لقصة فيلم أبوكاليبتو ولقصة الفيلم التاريخي المتميز القلب الشجاع (1995) الذي قام الفنان ميل جيبسون بإخراجه وبطولته، والمبني على أحداث تاريخية حقيقية وقعت في القرن الثالث عشر وتتعلق بالبطل الوطني الأسكتلندي وليام والاس الذي قاد المقاومة ضد طغيان الملك الإنجليزي إدوارد الأول. وفاز هذه الفيلم بست من جوائز الأوسكار شملت جائزتي أفضل فيلم وأفضل مخرج التي منحت لميل جيبسون، وهو واحد من ستة ممثلين مخرجين فازوا بجائزة الأوسكار عن الإخراج دون الفوز بها عن التمثيل، وهم بالإضافة إلى ميل جيبسون كل من كلينت إيستوود،الذي فاز بالجائزة مرتين، ووودي ألين وروبرت ريدفورد ووارين بيتي وكيفين كوستنر.

وقد اختار المخرج ميل جيبسون لفيلم أبوكاليبتو ممثلين غير محترفين من أبناء المايا الناطقين باللغة الأصلية الذين يعيشون في المكسيك، حيث تم تصوير مشاهد الفيلم. وقد أسهم افتقار هؤلاء الأشخاص إلى الخبرة السابقة في التمثيل وتدريبهم المتواصل قبل تصوير كل مشهد من مشاهد الفيلم، بالإضافة إلى الأمطار الموسمية الغزيرة، إلى إطالة فترة تصوير مشاهد الفيلم إلى ستة أشهر بدلا من الفترة المعتادة التي تتراوح بين ستة أسابيع وثلاثة أشهر لمثل هذا الفيلم.

وقام ميل جيبسون بإنتاج فيلم أبوكاليبتو بنفسه بتكاليف بلغت قرابة 50 مليون دولار، بالإضافة إلى إخراجه. وكان قد أنتج فيلم آلام المسيح على نفقته الخاصة بتكاليف بلغت 30 مليون دولار بعد أن رفضت جميع استوديوهات هوليوود تمويل ذلك الفيلم بسبب موضوعه المثير للجدل، خاصة فيما يتعلق بدور اليهود في موت السيد المسيح. إلا أن فيلم آلام المسيح حقق نجاحا جماهيريا وفنيا غير متوقعين. فقد بلغت إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 612 مليون دولار، وبذلك أصبح أنجح فيلم ذي موضوع ديني وأنجح فيلم من إنتاج شركة سينمائية مستقلة في تاريخ السينما. ويقدر دخل الفنان جيبسون من هذا الفيلم بنصف مليار دولار بعد أن يضاف إلى إيرادات شباك التذاكر دخل الفيلم من بيع واستئجار أشرطة الفيديو وحقوق العرض التلفزيوني ومبيعات التسجيلات الموسيقية والمنتجات والهدايا الدينية التي رافقت عرض الفيلم. كما رشح فيلم آلام المسيح لإحدى وثلاثين جائزة سينمائية شملت ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار، وفاز الفيلم بعشر جوائز بينها جائزة خيار الشعب في الولايات المتحدة للعام .2005

وقد تحول الفنان ميل جيبسون إلى الإخراج السينمائي في العام 1993 في الفيلم الدرامي الرجل بدون وجه وهو في ذروة نجوميته السينمائية، وأتبعه بإخراج فيلم القلب الشجاع (1995) قبل أن يخرج فيلمي آلام المسيح (2004) وأبوكاليبتو (2006). وقام ميل جيبسون ببطولة الفيلمين الأول والثاني، إلا أنه لم يظهر في الفيلمين الثالث والرابع، ولكنه شارك في كتابة سيناريو هذين الفيلمين.ئ؟

الرأي الأردنية في 3 يونيو 2006

<تظاهرة الوردة للسينما المستقلّة> في سبيل السينمائيين الشبّان

بشّار إبراهيم: إنها عمل أفراد بعدد أصابع اليد

نديم جرجورة   

تنظّم المجلة الفنية <الوردة> (تصدر شهرياً في دمشق) تظاهرة سينمائية بعنوان <تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلّة>، بين الرابع والسابع من حزيران الجاري، في صالة <سينما الحمراء>، علماً أن الافتتاح سيُقام في صالة <سينما الشام>، وسيُعرض في خلاله الفيلم الروائي الطويل <البشرة المالحة> (70 دقيقة) للسوري نضال حسن.

يُذكر أن التظاهرة تتضمّن عرض واحد وسبعين فيلماً في ست فئات: مخرجون وأفلام، تجارب خاصّة و<فيديو آرت>، أفلام طالبية (مشاريع تخرّج سينمائية)، أفلام ورشة بيت الفن، أفلام دورة الإعداد السينمائي (ورشة قارصلي) وأفلام عربية. بالإضافة إلى تنظيم ندوتي <السينما المستقلّة: المفهوم، الولادة، المستقبل> و<التصوير الرقمي <ديجيتال>: حلّ أم مشكلة؟>.

هنا حوار مع منظّم التظاهرة ومديرها الناقد السينمائي بشّار إبراهيم.

اعتبر الناقد السينمائي بشّار إبراهيم، في حوار أجرته معه <السفير>، أن <تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة> مبادرة <جديدة وجادة وغير مسبوقة من قبِل مجلة <الوردة>، غايتها تسليط الضوء على هذا النسق الإبداعي الوليد، الذي ينمو تدريجاً، ويحاول أن يجد هوية ومشروعية له، بين سينما القطاع العام من جهة أولى، وسينما القطاع الخاص، أو سينما الاستوديوهات والشركات الكبرى، من جهة ثانية>. أضاف أنه <إذا كنا متّفقين على أن <السينما المستقلة> نشأت عالمياً باعتبارها الخط الثالث، على المستوى الإنتاجي، وجاءت تمرّداً على هيمنة السوق والشركات الاحتكارية ونظام الاستوديو، فإنها، على المستوى البنائي، قدّمت الكثير من الاقتراحات البصرية الفنية والمضمونية، الجديدة والجريئة، وهي في عالمنا تكاد تكون سبيل السينمائيين الشباب، الذين غالباً ما يفتقدون وجود المموّل والمنتج والداعم، ولا يجدون فرصة للعمل في السينما السائدة، أو لا يرغبون في العمل فيها، أو لأنهم اكتشفوا أنها لا تستطيع أن تكون المعبّر الحقيقي عنهم، لارتباطها بشروط غير فنية>.

فرصة اطّلاع

بهذا المعنى، اعتبر إبراهيم أن التظاهرة <فرصة مهمّة وغير مسبوقة في سوريا، تتيح عرض مجموعة كبيرة من الأفلام العربية المستقلّة، التي أُنتجت في خلال السنوات الأخيرة، وهي الأفلام التي استطعنا الحصول عليها في فترة قصيرة وعاجلة، من سوريا ولبنان والأردن ومصر وفلسطين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدّة والعراق وتونس. إنها، أيضاً، فرصة لعقد الصلة بين هذه الأفلام والجمهور السوري المتعطّش لمشاهدة الجديد والمختلف، في السينما. إنها فرصة للتعرّف على إنتاجات شركة <سمات> في مصر، و<تعاونية أفلام عمان>، و<تعاونية بيروت>، و<الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة>، وطلاب الصحافة والإعلام، ودارسي السينما الشباب، كما على أعمال المخرجة السعودية هيفاء المنصور ومخرجين من العراق وفلسطين>.

من ناحية أخرى، قال بشّار إبراهيم إن فكرة تنظيم هذه التظاهرة ليست جديدة بالنسبة إليه، بل موجودة في صلب هواجسه السينمائية والثقافية منذ أعوام طويلة، <عندما بدأت هذه السينما المستقلّة تحتلّ أولويات اهتماماتي، وتحثّني على ملاحقتها لمعرفة المزيد عنها>. أضاف أن الجديد في المسألة كامن في استلامه إدارة التحرير في مجلة <الوردة>، مما أتاح له التحرّك في هذا الإطار <من خلال مؤسّسة معنية بالعمل الفني، لأني أعتبر أن المطلوب من المجلة عدم الاكتفاء بإصدار أعداد شهرية، إذ لا بدّ أن تكون فاعلة وعاملة في الحراك الفني. من هنا، كان تبنّيها فكرة إقامة هذه التظاهرة، كجزء من عملها وواجبها وهمّها>. أما أهداف التظاهرة، فتتوزّع على محاور عدّة: أولاً، تأصيل مفهوم السينما المستقلّة، سورياً وعربياً. ثانياً، التعريف بالسينمائيين الشباب، هواة ومحترفين، ممن يعملون على تحقيق أفلام مستقلّة. ثالثاً، إتاحة الفرصة لعرض هذه الأفلام في سوريا. رابعاً، اكتشاف هذا العالم الابداعي، الذي لم تتوضّح معالمه في بلدان عربية كثيرة، وخصوصاً في سوريا.

جهودٌ فرديةٌ

إلى ذلك، تحدّث بشّار إبراهيم عن آليات التنظيم، فقال إن التظاهرة، في دورتها الأولى هذه، <تعتمد على جهود فردية، قام بها أفراد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، مع احترامي للسينمائيين والشباب معاً الذين تشاورنا معهم وتداولنا وإياهم في شؤون عدّة>، مضيفاً أن فريق العمل يطمح إلى أن تكون التظاهرة سنوية: <نعمل على أن تكون دورة العام المقبل أكثر مأسسة، من حيث وجود لائحة داخلية، أو نظام داخلي، للتظاهرة، وأن تكون هناك لجنة تحكيم، ومسابقة، وجوائز. اكتفينا، في هذا العام، ببرنامج عروض للأفلام بالشكل الأنسب، الذي يؤمن للمُشاهد فرصة مشاهدة أكبر عدد ممكن من الأفلام، في ثلاثة أيام>. وعن المعايير المعتمدة في اختيار الأفلام، قال إبراهيم: <أعترف أن هذه المعايير لم تكن صارمة تماماً، بل حدث تساهل في هذا الجانب أو ذاك، أي بالنسبة إلى تاريخ الإنتاج أو على مستوى النوع (أفلام ديجيتال، فيديو آرت، أفلام طالبية، مشاريع تخرّج، أفلام محترفة، إلخ.). هناك حدّ أدنى لا بدّ أن يتوفّر في الفيلم، باعتباره نصاً إبداعياً، أولاً وثانياً. هذا ما تمّت مراعاته: أي أن يكون الفيلم فيلماً، وأن يكون مستقلاً، إنتاجاً ومضموناً وفناً، أو أفلام هواة وطلاب. ربما في الدورة المقبلة، يكون هناك ضبط أكبر في المعايير الفنية والنقدية والتقنية. لكن هذا كلّه كان يصعب تحقيقه فوراً، ومنذ الدورة الأولى>.

بالإضافة إلى هذا كلّه، تنظّم إدارة التظاهرة ندوتين <تتناولان بشكل مباشر مفهوم السينما المستقلة، (معناها، جوهرها، تأصيلها)، والمشروع الجديد الذي أطلقته <المؤسّسة العامة للسينما> في سوريا، المتعلّق بالتصوير بالديجيتال، إذ استوردت المؤسّسة معدات وآلات، مما يتيح إنتاج عدد أكبر وأكثر تنوّعاً من الأفلام، خصوصاً الأفلام القصيرة، التي يحقّقها سينمائيون شباب وهواة> كما قال إبراهيم، مضيفاً أن <سؤالنا يتمحور حول: هل سيكون التصوير بالديجيتال حلاً للاستعصاء السينمائي في سوريا، أم بوابة حل؟ أعتقد أن الندوة ستميل نحو الجانب العملي التطبيقي ونحو المفاهيم، كما ستُطرح فيها اقتراحات حلول مستقبلية>.

في النهاية، تحدّث بشّار إبراهيم عن الدعم الرسمي أو الخاص، فقال إن التظاهرة تلقّت <دعماً مناسباً من عدد من الهيئات الحكومية: <المؤسّسة العامة للسينما> قدّمت صالة <سينما الشام> لإقامة حفل الافتتاح، بالإضافة إلى تقديمها آلات عرض وعاملين عليها، و<مديرية المسارح والموسيقى> قدّمت صالة <مسرح الحمراء> لعرض الأفلام المشاركة، و<المؤسّسة العربية للإعلان> وعدت بتقديم خدمات إعلانية عن التظاهرة في وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي. هذا أمر بالغ الأهمية، مع ملاحظة أن أياً من هذه الجهات لم يتدخل في اختيار الأفلام، أو برمجة العروض، بل حصل دعم وتعاون واحتضان، من دون أي تدخل مباشر في أي من التفاصيل المتعلّقة بالتظاهرة. على الصعيد غير الحكومي، أتمنّى فعلاً، في الأعوام المقبلة، أن تبادر المؤسّسات الخاصة والمستقلّة إلى دعم هذه التظاهرة، بشكل لائق>.

السفير اللبنانية في 3 يونيو 2006

 

أفلام عربية وأجنبية متنوعة في الدورة الثانية عشرة لمهرجان الفيلم العربي الفرنسي

عمان- ناجح حسن 

تنظم أمانة عمان الكبرى والسفارة الفرنسية وبالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والتجمع العالمي الثاني لدراسات الشرق الأوسط إضافة إلى نقابة الفنانين الأردنيين الدورة الثانية عشرة لمهرجان الفيلم العربي الفرنسي في مركز الحسين الثقافي بالفترة الواقعة بين 11 الى 18 من شهر حزيران الحالي.

وبهذا الصدد عقد المنظمون في مركز الحسين الثقافي ظهر الخميس الماضي مؤتمرا صحفيا اداره مدير الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى الشاعر والناقد عبدالله رضوان تحدث فيه المهندس عبد الرحيم البقاعي نائب أمين عمان الكبرى إن إقامة هذا المهرجان يشكل نموذجا طيبا في مجال التعاون الثقافي بين أكثر من دولة ومؤسسة تعني بالجانب الثقافي وصناعة الأفلام تحديدا مما سيساهم في تعزيز الحوار والتبادل المعرفي المشترك.. خاصة وان هذا النوع من الثقافة السينمائية يبرز ملامح من الواقع والإسهام الحضاري والاجتماعي والسياسي في أكثر من بيئة ودولة.

من ناحيته عبر السفير الفرنسي جان ميشيل كازا عن أمله أن يسهم هذا المهرجان الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الأميرة ريم علي وجهات ومؤسسات ثقافية أردنية في إثراء التعاون بين السينمائيين العرب والأجانب كونه يجيء في لحظة حراك بصري في الحياة الثقافية الأردنية عدا عن كونه بمثابة جسر ثقافي للحوار بين الثقافات والشعوب.

بدوره بين د. حسن أبو نعمة مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية إن التجمع العالمي لدراسات الشرق الأوسط سيقيم دورته الثانية بعمان إبان فترة المهرجان مما سيعطي زخما إضافيا للفعاليات كما أن هذا النشاط السينمائي سيشكل بداية نهوض في إبراز دور السينما في المجتمع لما تشتمل عليه الأفلام المشاركة من رصد دقيق لقضايا ومشكلات الواقع الإنساني في أكثر من بلد متنوع الثقافات والاهتمامات.

يذكر أن المهرجان سيتضمن عروضا لأفلام عربية روائية هي: الفيلم المصري  دنيا  لمخرجته اللبنانية جوسلين صعب الذي جرى اختياره للافتتاح بحضور مخرجته، الفيلم التونسي  بابا عزيز للناصر خمير، الفيلم اللبناني  البوسطة لفيليب عرقتجي، واللبناني أيضا  يوم آخر  لمخرجيه جوانا وخليل توما، السوري  تحت السقف لنبيل الدبس، المغربي  طنجة  لحسن الغزولي، والفلسطيني  انتظار لرشيد مشهراوي.. وهناك الفيلم السويدي / الفرنسي المشترك خفي يناقش قضية عن العرب في المهجر كان قد نال إعجاب الكثير من النقاد العرب والأجانب في أكثر من مناسبة سينمائية ،كما سيتضمن برنامج المهرجان على مجموعة أخرى من الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة التي حققها مخرجون من العراق ولبنان وفرنسا منها :  العراق: أغاني الغائبين  لليث عبد الأمير وفيلم  مغمضا عينيك  للفرنسي روبين هونزنغر وفيلم  قافلة الأسيرات  لسابرينا ميرفين،  خادمة للبيع  لديما الجندي عن عالم الخادمات السيريلانكيات في بلد مثل لبنان.

وستقام على هامش المهرجان عدة فعاليات موازية لورش ومحاضرات وندوة متخصصة في مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام يشارك فيها مخرجون أردنيون شباب بحضور ضيوف المهرجان.

الرأي الأردنية في 3 يونيو 2006

 

سينماتك

 

عبيدو لـ «ثقافة اليوم»: المحيسن في ظلال صمته يقرع جرس الإنذار الأخير للمجتمع العربي أمام بوابات «كان»

النقد السينمائي ساحة حوار معرفي وجمالي يرتقى بالذائقة البصرية

دمشق - مكتب «الرياض»محمد أحمد طيارة:

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك