أفلامها عرضت عبر أكثر من مائة محطة تلفزيونية عالمية، لعل أبرزها فيلم “أحلام المنفى”، الذي حصد أربع عشرة جائزة، من بينها أفضل فيلم تسجيلي، في كل من مهرجاني الاسماعيلية ومعهد العالم العربي في باريس. فيما نال فيلم “أطفال شاتيلا” جائزتي أفضل مخرج وكاميرا في مهرجان السينما العربية في لندن.

وفاز فيلم “أطفال جبل النار” بالجائزة الأولى في مهرجان القاهرة للأفلام التلفزيونية، أما فيلمها “امرأة في زمن التحدي” فذهبت إليه جائزة أفضل فيلم وثائقي في كل من مهرجان العالم الواحد بلندن ومهرجان البحر المتوسط بإيطاليا.

مي المصري المخرجة والمنتجة الفلسطينية اعتبرت في حوارها مع “الخليج” أن الخطوط وهمية بين ما هو انساني ووطني وشخصي أيضاً، وأن السينمائي الحقيقي لا بد له من مزج هذه الأبعاد، لينتج فناً جديراً بالمشاهدة والبقاء.

·         الى أي مدى يسهم الواقع السياسي في تكوين هوية “سينمائية” إن صح التعبير؟

بداية اخترت هذه المهنة لعوامل ذاتية، فطبيعتي تميل الى الفنون بأنواعها وبخاصة الصورة، التي أستطيع التعبير من خلالها أكثر من الكلمة، كذلك فإن انتمائي الفلسطيني، ومرحلة تربيتي ودراستي، شهدت تحولات سياسية، وفكرية كبيرة، وبخاصة في سبعينات القرن العشرين، التي تميزت بحراك ثقافي سياسي، وحضور قوي للثورة الفلسطينية، فوجدت نفسي (من دون أن أدري) أفكر في السينما، كمجال مثالي للتعبير عن مشاعري وأفكاري.

·         من هي مي المصري خلف الكاميرا؟

ليس هناك حد فاصل بين الشخصي والانساني والانتماء الوطني، وأحاول دائماً أن أكون مقتنعة بما أفعل، وأعالج قضية تمسني في الصميم، من دون إغفال الجودة الفنية، والبحث الدائم عن لغة سينمائية جديدة، وأعود ثانية لتأكيد مسألة جوهرية، فأنا مي المصري التي تنتمي لذاتها ولفلسطين وللانسانية كلها.

·         معظم أفلامك وثائقية وتسجيلية، ألا يستهويك الفيلم الروائي الطويل؟

لا أميل الى هذه التصنيفات الحادة، فيمكن لهذه الأنواع أن تتواجد معاً شريطة توافر لغة سينمائية عالية، وقصة تروى. وخضت تجربة الأفلام الروائية كمنتجة لفيلم “طيف المدينة” ولدي مشاريع أخرى بهذا الخصوص.

·         هل استندت أفلامك لتجربة شخصية، أم لقصص الآخرين وبخاصة تلك التي ارتبطت بفلسطين؟

صحيح انني فلسطينية من نابلس، ولكن ولادتي كانت في عمان ونشأتي في لبنان، أي لم أعان كمن نزح، أو بقي في الأرض المحتلة، ورغم ذلك كان أول فيلم تسجيلي لي عن نابلس خلال الانتفاضة الأولى، فكانت تلك التجربة مدهشة حقاً لأنها أتاحت لي اكتشاف مدينتي التي لم أرها مطلقاً، وبتعبير أدق أعدت بناء هويتي كما ينبغي، وأنا خلف الكاميرا كمحاولة لاستعادة طفولة حرمت من التفتح في نابلس، لذلك كان فيلم “أطفال جبل النار” إعادة للصلة مع فلسطين، ومعايشة لآلام الناس على أرض الواقع.

·         كيف تمكنت من تصوير الفيلم داخل فلسطين المحتلة؟

كان الأمر غاية في الصعوبة، لأن نابلس محاصرة وخاضعة لحظر التجوال، فأخذ الفيلم منحى آخر، حيث دخلت المدينة بطريقة “التهريب”، وعشت مع أقاربي طيلة هذه الأيام ولا أنسى تلك التجربة، لأنها كانت يوميات حقيقية تحت الاحتلال، أشارك بكل تفاصيلها وأخاطر بإنجاز الفيلم، وتعلمت حينها أن كل الصعوبات يمكن قهرها، وهكذا صورت فيلماً حقيقياً دونما حاجة لكتابة سيناريو، ثم طورت هذا الأسلوب لاحقاً خاصة في فيلم “أطفال شاتيلا” بتركيزي على أطفال المخيمات، وتسليط الضوء على أهمية الهوية والتاريخ في حياة الشعب الفلسطيني من خلال طفل يعاني فقداناً للذاكرة.

·         لمن تتوجهين في أفلامك، أو من هو مشاهدك المفترض؟

أتوجه بالدرجة الأولى الى نفسي، وأحاول ارضاءها فنياً والتعبير بصدق عما أشعر به، بعد ذلك يأتي دور الناس الذين صورتهم او كتبت عنهم، فإن أعجبهم العمل أكون نجحت في الامتحان وسأرضي عندها الجمهور الأوسع في كل مكان، وهذا هو مفهومي عن العالمية.

·         تحدثت مطولاً عن الناس وأطفال المخيمات، هل ذلك تفضيل لسينما الواقع؟

أميل الى سينما الواقع المليء بالشعر والاحساس، وليس الذي نراه من خلال النشرات الاخبارية المصورة، لذلك أحب أن يرى فيلمي أولاً جمهور الحي، او المخيم، وأستشهد هنا بفيلم “زهرة القندول” الذي عرضه التلفزيون الأردني وأحدث ضجة كبرى في فلسطين.

·         ما القضايا التي تشغلك كسينمائية خارج الهم الفلسطيني؟

قضيتي لا تتجزأ، لأنني معنية بالانسان أبداً، فأنا أعد الآن فيلماً وثائقياً عن الحرب الأهلية اللبنانية، كما صورت أفلاماً عن البرازيل والمكسيك، وأحلم دائماً بمعالجة المشكلات العربية، وخاصة المسكوت عنها.

·         لم تحدثينا عن فريق العمل؟

أتعاون بشكل دائم مع زوجي، السينمائي اللبناني جان خليل شمعون، حيث يخرج أفلاماً لي، او ينتجها، وأقوم أنا بالأمر نفسه بالنسبة لأفلامه، وهي علاقة تكاملية مع احترام الخصوصية الفنية لكل منا، فالسينما هي صناعة جماعية، ولكنها تبقى أيضاً رؤية فردية.

·         بم تتعلق هذه الرؤية.. بالنص، بالكاميرا، أم بكافة الأدوات؟

شخصياً تستهويني الأفلام التي تعتمد على الصورة، كإعادة اعتبار للكاميرا، وأقصد الصورة التي تقدم عمقاً، وليس مجرد توثيق، وهذا البعد الثالث، او علاقة الكلمة بالصورة، هو جوهر الفكرة التي أسعى لتقديمها، ففي فيلم “أطفال شاتيلا” كان هناك واقع مرير وخيال جميل، فبدا ذلك تناقضاً لكنه مقصود، كرد على الواقع، فحفل الفيلم بالسخرية، والكوميديا أيضاً، من دون أن يكون الإضحاك هدفاً، علماً بأننا نحتاجه كسلاح لمواجهة أزماتنا.

·         هل تؤمنين بضرورة وجود رقابة ما، تضبط العمل السينمائي؟

أمتلك رقابة داخلية على أعمالي، وهي الالتزام بنقد الظواهر السلبية في حياتنا، بعيداً عن الوعظية والمباشرة.

·         وإن تعارض ذلك مع مصلحة المنتج؟

زوجي وأنا ننتج معظم أفلامنا، وحتى عندما خضنا تجربة الانتاج المشترك مع محطات تلفزيون مثل “BBC” و”BBS” وبعض المحطات العربية، لم أشعر بضيق هامش الحرية.

الخليج الإماراتية في 29 مايو 2006

 

"بغداد..غرفة الطوارئ" وثائقي عنيف بالعبث وجحيم الواقع

جهاد الترك 

فيلم وثائقي مؤثر في واقعيته، جريء في تزويد المشاهد بحقائق نادرة حول عمل المراكز الطبية الأميركية في العراق. عنوانه "بغداد.. غرفة الطوارئ"، بدأ عرضه، أول من أمس، على عدد من محطات التلفزة الفضائية في الولايات المتحدة على الرغم من الاستياء الشديد لوزارة الدفاع (البنتاغون). يتناول الوثائقي، على نحو مثير للدهشة والمفاجأة الأجواء "المأسوية" التي يشهدها المستشفى التابع لاحدى فرق القتال الأميركية المتمركزة في العاصمة العراقية، بغداد. رعب دائم سرعان ما يتحول ضرباً من الأهوال والكوابيس نتيجة للحالات التي تنقل، على جناح السرعة إلى المستشفى، أطراف مقطعة لجنود أميركيين، أحشاء ممزقة، أصابع مبتورة، قتلى يقضون، على حين غرة من دون ان يجيبهم أحد عن تساؤلاتهم القلقة. أطباء يعملون، ليل نهار، كخلية نحل، تبلدت مشاعرهم لانهماكهم الدائم وهم يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه من المصابين ذوي الحالات المستعصية. يبدو المستشفى، في هذا السياق، حلبة للصراع مع الموت المتفشي أكثر منه مكاناً طبياً للمداواة. جحيم من المفاجآت الدائمة على ايقاع حرب عبثية تزداد شراسة دموية يوماً بعد آخر.

وثائقي عنيف بواقعيته الفجة التي تبعث على القشعريرة وتتسلل عميقاً إلى حيث تصطدم التساؤلات بمأزق الامتناع عن الاجابة.

من ناحيته، المخرج يستجيب لطبيعة هذا الأتون المرهق. يأخذ الفيلم من ذروة مرعبة إلى اخرى أكثر رعباً. لا يستهدف إراحة المشاهد أو إدخال شيء من الطمأنينة، إلى أعصابه المتوترة. ينبغي الوصول إلى نهاية الطريق حيث تتضاءل السياسة، بكل أبعادها الأميركية والدولية، لينكشف الالم الانساني بعريه الكامل. على هذا الأساس، يستميت الاطباء المناوبون لتوسيع رقعة الحياة، داخل المستشفى، على حساب مساحة الموت المتفاقمة. عبثاً يحاولون، غير انهم يتشبثون بخياراتهم القليلة. كل منهم مغرق في وحدته تماماً كالجندي المصاب الذي يلفظ انفاسه وحيداً. لحظات تراجيدية يعيشها الجراحون وهم يتلمسون موتهم في موت الآخرين تحت مباضعهم. مستشفى يركبه المخرج على شروط من الجحيم المفجع في عبثيته.

 

أخرج الوثائقي: جون ألبرت وماثيو أونيل، وانتجته شركة (لاين بروديوسر).

المستقبل اللبنانية في 29 مايو 2006

ضوء ... نجمات أفلام في إطار من حجاب

عدنان مدانات 

تعرفت إلى السينما الإيرانية للمرة الأولى في العام 1993 أثناء حضوري مهرجان “الفجر” السينمائي في طهران. وقد كانت الأفلام الإيرانية بالنسبة لي بمثابة الاكتشاف المفرح. وقد بهرتني الأفلام الإيرانية الحديثة المعروضة ضمن البرنامج الرسمي في الحفلات المسائية في المهرجان لدرجة أني قضيت بقية أوقات النهار الحرة بمشاهدة عدد كبير من الأفلام الإيرانية القديمة والحديثة، بمعدل خمسة أفلام على الأقل في النهار الواحد، ضمن فرصة أتاحها المضيفون للضيوف الأجانب في قاعة خاصة داخل الفندق. ومن بين ما شاهدت أفلام عباس كياروستمي وأحدها الفيلم المذهل “أين بيت صديقي؟” وأفلام محسن مخملباف ومنها فيلمه الرائع “لقطة قريبة”، وشاهدت أيضا فيلم “بادوك” أول أفلام المخرج مجيد مجيدي الذي سيبهر العالم بعد ذلك بسنوات بفيلميه: “أطفال الجنة” و”لون الفردوس”. كانت هناك أفلام حربية وأفلام تاريخية من الإنتاج الضخم وأفلام اجتماعية قليلة الكلفة. اشتملت الأفلام على شتى أنواع المواضيع ومنها المواضيع المتعلقة بقصص الحب على مختلف حالاتها. وأذكر من بين أفلام قصص الحب واحدا بعنوان “نرجس” أثارني بجرأة موضوعه الذي يتجسد عبر قصة تحكي عن نرجس، المرأة اللصة، التي تعشق وتقيم علاقة غير شرعية مع شاب أصغر منها سنا بكثير ثم تتزوجه وتورطه إذ تجعله مساعدا لها في عمليات السرقة.

توجد في جميع هذه الأفلام ممثلات ، ممثلات في أدوار رئيسية وثانوية، ممثلات من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ممثلات مقنعات في أدائهن وأخريات بارعات مبدعات، ممثلات عاديات الجمال وأخريات ذوات جمال خارق مثل الممثلة الرشيقة القامة، الساحرة الوجه والطلّة والتعبير سوزان تسليمي، بطلة الفيلم الرائع “باشو، الغريب الصغير” والتي تبقى صورتها وهي تمثل في هذا الفيلم مطبوعة في الذهن ، جمالا وأداء وحضورا، لسنوات طويلة.

وبالطبع، كنّ جميعهن محجبات.

جلسنا في الأمسية الأخيرة من أمسيات المهرجان في قاعة العرض الرئيسية لحضور حفل الاختتام وتوزيع الجوائز على الأفلام والسينمائيين والسينمائيات الإيرانيين. ثم جاءت اللحظة التي علا فيها التصفيق حيث أعلن عن جائزة أفضل ممثلة، وكانت من نصيب فنانة وصفها مقدم الحفل بأنها نجمة من نجوم السينما الإيرانية.

في انتظار صعود هذه النجمة الإيرانية إلى خشبة المسرح، اندفعت إلى ذاكرتي مناظر ممثلات السينما العربيات والأجنبيات يتواجدن في الاحتفالات بكامل ألقهن وأناقتهن، كاشفات عن مفاتنهن، محاطات ببريق كاميرات التصوير وعيون الرجال المتشهية.

أخيرا، صعدت النجمة الإيرانية الفائزة بالجائزة الأولى لأفضل ممثلة إلى خشبة المسرح لتسلم جائزتها، صعدت تجر خطواتها بتثاقل، كانت امرأة متقدمة في العمر، قصيرة القامة، مع شيء من البدانة، كانت محجبة ومتشحة بالسواد من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، وحين استدارت لتقف في مواجهة الجمهور مطأطأة الرأس بدت للحاضرين من الضيوف الأجانب وكأنها تنتمي لعالم آخر.

نعم، عالم آخر، ليس فقط تاريخيا واجتماعيا وأخلاقيا وغير ذلك، بل تحديدا، عالم سينمائي آخر مختلف. عالم فيه سينما تبحث عن الجوهر لا المظهر، تبحث عن الفن والفكر لا الاستعراض والترفيه، سينما تحترم الممثلات، جميلات كنّ أم غير جميلات، تحترم الأدوار التي يقدمنها، تحترم فنهن وليس جاذبيتهن الجنسية وأجسادهن شبه العارية ، سينما تمسكت بهويتها الحضارية الخاصة وطرحت نفسها كخيار فني وفكري بديل عن السينما التجارية الترفيهية الهوليودية النمط، ولهذا كله فرضت نفسها على المهرجانات السينمائية الدولية وجوائزها الرئيسية واكتسبت سمعة دولية ونالت إعجاب المشاهدين والنقاد في جميع أرجاء العالم.

بالمقابل، أصبح حجاب الممثلات القضية المركزية في السينما المصرية المعاصرة، والشغل الشاغل لجميع العاملين فيها والصحافيين المتابعين لأحوالها والمهتمين بمستقبلها، ففي هذه الأيام تتناقل وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمرئية أخبار بعض ممثلات، أو نجمات السينما المصرية، ممن قيل عنهن أنهن اعتزلن الفن ثم عدن إليه لكن بشرط التمثيل وهن محجبات.

وأولئك الممثلات العائدات صرن يشكلن فريقا يقف في مواجهته فريق آخر من ممثلات يدافعن عن حقهن في التعري وتمثيل أدوار تتضمن ما صار يصطلح على تسميته بالمشاهد الساخنة. ومن البديهي في مثل هذا الوضع أن يحتدم الجدال في الوسط الفني السينمائي وعبر وسائل الإعلام بين الفريقين وأنصار كل منهما.

يأتي هذا الجدال في وقت تعاني فيه السينما المصرية من حالة ترد وهبوط عام في المستوى الفني وتزايد الضحالة في مضامين الأفلام، بحيث يوحي هذا الجدال وكأن مشكلة السينما المصرية المعاصرة لا تكمن في تراجعها كصناعة وفي هبوط مستواها وابتعاد جلّ إنتاجها من الأفلام عن قضايا الواقع ومشاكل المجتمع المصري، بل تكمن في الصراع بين فريق المحجبات المصرات على الحشمة في التمثيل وفريق الأخريات الراضيات بالمشاهد العارية والساخنة.

الخليج الإماراتية في 29 مايو 2006

 

فيلم وثائقي روائي يدين التطرف

تذكر أن تتذكر”.. تجسيد لمأساة العراق

بغداد - علي حبش: 

يواصل المخرج السينمائي العراقي نزار حسين في بغداد تصوير مشاهد فيلمه الجديد “تذكر أن تتذكر” الذي يقع في 70 دقيقة ويمثل فيه كل من إياد طارش وعادل خالد والممثلة الشابة هبة باسم، والفيلم لم يدعم من أي جهة مسؤولة حيث إنه من انتاج شخصي بحت، وقال مخرج وكاتب السيناريو نزار حسين عنه: “الفيلم وثائقي روائي يحمل حالة شخصانية جداً، وهي نوع من البوح الجمالي، وتظهر فيه انعكاسات الحرب على شخصية الانسان العراقي ويسلط الضوء على المخاطر التي تحيق بأي سينمائي عراقي يحمل كاميراته ويحاول اقتناص لحظات من واقع حياته التي يعيشها يومياً، فواقع الحياة التي نعيشها ليس بالسهل أبداً، حيث الموت مجاني، لمن أراد الموت او أراد الحياة لا فرق، لأن بغداد أصبحت مدينة زاخمة بالموت بطريقة عجيبة، هذا الموت الذي يمكن أن تهديه لك سيارة مفخخة او رصاصة طائشة او قذيفة هاون أخطأت إحداثياتها”.

وأضاف حسين: إنني أحاول من خلال هذا الفيلم مخاطبة الآخر الذي في الجهة الثانية من العالم الآخر الآمن الجالس في منزله أحاول أن أوصل للآخر أن الممارسات التي تحدث في العراق على الصعيد السياسي والاجتماعي هي ممارسات تجذر لمجموعة من الأخلاقيات الجديدة على المجتمع العراقي وهي تنخر بنية المجتمع وتضع أسافين تترك انعكاساتها الى مائة سنة من الآن.

الفيلم هو بوح جوّاني لإشكالية الحياة في مدينة مجنونة مثل بغداد هذه المدينة العريقة التي ولدت من الرماد.

وعن موضوع الفيلم وثيمته الرئيسة قال حسين: يتحدث عن كيفية خروج المواطن العراقي صباحاً الى الشارع، وكيف يواجه السيارة المفخخة او العبوة الناسفة التي لا يعلم أحد أنها ستزوره او تزور حبيبته او أهله فعملية الخروج الى الشارع هي الفكرة الرئيسية للفيلم، فهل الخروج الى الشارع الآن في بغداد هو أمر سهل؟ وكيف يكون الخروج الى الشارع مقترن بصناعة فيلم سينمائي مثلاً او مقترن بلقاء حبيبة بعد حظر التجوال، فتصبح عملية الخروج الى الشارع أمر يستدعي التركيز والانتباه، ففي أحد المشاهد الاستهلالية داخل العمل، يظهر البطل، وهو يقف أمام المغسلة في بيته ويفكر أنه ربما سيقتل بمجرد خروجه من المنزل فيبدأ بالتغزل بالمنزل، وأثاثه، ثم يدرك أن عملية الخروج الى الشارع بسلام وصعود التاكسي، وعبور مائة متر من الشارع بسلام، والمرور جانب سيارة غريبة بسلام، عملية تدعو للفرح الدائم في داخله، ثم يدخل في الفيلم مجموعة محاور ثانوية فيها إدانة واضحة لكل الخطوط المتطرفة السياسية، التي ستمزق البلد، وتؤدي به الى كارثة حقيقية اضافة الى أن الفيلم يحمل إدانات من خلال خطوط السرد الجانبية للبنية الفيلمية المكتوبة.

والجدير بالذكر أن المخرج نزار حسين قام بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة وشارك ممثلاً في فيلم “ظل حرب” للمخرج ضياء خالد، وفيلم “شمس منتصف الليل” للمخرج عمر زنكنة.

الخليج الإماراتية في 29 مايو 2006

 

سينماتك

 

فيلمها “أحلام المنفى نال 14 جائزة دولية

مي المصري: السينما هي الكاميرا

حوار: خالد شيا

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك