يُعتبر السيناريست والمنتج السينمائي المصري وحيد حامد أحد أبرز العاملين في صناعة السينما المصرية، لكتابته عدداً من الأفلام المصرية المهمّة، التي لا يزال بعضها يُشكّل معالم تجديدية في قراءة الواقع الإنساني في تشعّبات علاقاته المختلفة. لكن حامد لم يكتف يوماً بالسينما، ولم يبن شهرته الإبداعية على الشاشة الكبيرة فقط: إنه أحد الكتّاب الذين أغنوا الإذاعة والتلفزيون والمسرح بأعمال بعضها صادم، وبعضها الآخر متوغّل في مآزق المجتمع والفرد والعلاقات الإنسانية.

زار حامد بيروت مؤخّراً، فكانت مناسبة لإجراء حوار معه، تناول شؤون السينما والطائفية والإرهاب.

منذ أواخر السبعينيات المنصرمة، أطلّ وحيد حامد على المشهد الفني المصري، بتجربة إذاعية لافتة للنظر بعنوان <طائر الليل الحزين>، تحوّلت لاحقاً إلى فيلم سينمائي هو الأول له. لا يتّسع المجال هنا لسرد العناوين الفنية كلّها التي قدّمها، لكن بعض الأفلام كفيل بإعطاء فكرة عن مسيرة رجل لا يزال مثابراً على تفكيك الحالات الضاغطة على الفرد والجماعة معاً، خصوصاً أنه قدّم مؤخّراً عملين سينمائيين يندرجان في سياق مقارباته الفنية شؤون الناس والمجتمع: <دم الغزال> لمحمد ياسين (تمثيل يسرا ونور الشريف ومنى زكي) و<عمارة يعقوبيان> لابنه مروان في تجربته الإخراجية الأولى في مجال الفيلم الروائي الطويل (تمثيل يسرا ونور الشريف وعادل إمام وهند صبري وخالد الصاوي وعدد كبير من الممثلين المصريين). في الأول، تناول حامد موضوع الإرهاب، المستمرّ في ضرب المجتمع المصري بأشكال مختلفة. وفي الثاني، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه لعلاء الأسواني، سرد الكاتب فصولاً من التحوّلات السياسية والاجتماعية والحياتية والثقافية التي شهدتها القاهرة في الحقبة الأخيرة.

في مسيرته السينمائية، قدّم وحيد حامد <البريء> و<غريب في بيتي> و<الإنسان يعيش مرّة واحدة> و<التخشيبة> و<الغول> و<الإرهاب والكباب> و<اللعب مع الكبار> و<طيور الظلام> و<النوم في العسل> و<اضحك الصورة تطلع حلوة> و<كشف المستور> و<معالي الوزير> و<محامي خلع>، وغيرها. كما أن المسلسل التلفزيوني <أوان الورد> أثار جدلاً حاداً بسبب طرحه مسألة العلاقات القائمة بين المسلمين والأقباط في المجتمع المصري.

رصد لا تأليف

من هنا، يُمكن القول إن وحيد حامد لا يزال مشغولاً بالسياسة، بمعانيها الاجتماعية والإنسانية والثقافية: <إذا أردتَ الدقّة، أقول لك إني لا أؤلّف، بل أرصد أحوال المجتمع، وأكتب نظرتي وتحليلي ورؤيتي الشخصية>، كما قال في حوار <السفير> معه، مضيفاً أن الأفلام التي يكتبها لا تنال دائماً إجماعاً شعبياً ونقدياً. اعتاد معالجة مسألة الإرهاب في أفلام اتّسم بعضها بنَفَس كوميدي جميل (<الإرهاب والكباب> لشريف عرفة، مثلاً) أو بحساسية نقدية ودرامية عالية (<طيور الظلام> لعرفة أيضاً)، أو بمستوى عال من <الخطاب> النقدي الغاضب في مقارعة الإرهابيين (<دم الغزال> لياسين)، في حين أنه أفرد حيّزاً ما للمسألة نفسها من خلال سرده مسار التحوّل العام في التسعينيات الفائتة (<عمارة يعقوبيان> لمروان حامد): <كان عليّ أن أرفع حدّة المواجهة، لأن الإرهاب طوّر نفسه وأصبح أعنف. ولأنه أصبح أعنف، كان على وسائل التعبير التي تناهضه، ومنها السينما، أن تكون أكثر حدّة في مواجهته. أمرٌ طبيعيٌ أن يكون هناك شيء من العنف في تناول المسألة هذه المرّة، كي يتساوى، ولو إلى حدّ ما أو بشكل من الأشكال، مع العنف الذي لجأ إليه الإرهابيون في الأعوام الأخيرة>.

في <دم الغزال>، سلّط وحيد حامد الضوء على مشكلتين اعتبرهما سببين لتنامي الإرهاب، هما الفقر والبطالة. لكنه، في حواره هذا، لم ينفِ وجود أسباب أخرى، منها: الفساد الحكومي وغياب العدالة الاجتماعية: <تمتلك الجماعات الإرهابية شبكة تنظيمية ومصادر تمويل يؤدّيان بها إلى تحقيق أهدافها: غسل دائم لعقول الشباب، وشحنها بأفكار خاطئة، بسبب ارتفاع حدّة الأزمات اليومية التي يستغلّها الإرهابيون لاستمالتهم. أضيف أيضاً العوامل السياسية، ومصلحة القوى الأجنبية في إحداث الافتراق الداخلي في المجتمع العربي كلّه، وفي العمل على انقسام الشعب وتأليبه على بعضه البعض، باستخدام الدين>.

السلطة والفتن

ألا يُمكن القول، في هذا الإطار، إن السلطة الحاكمة تغذّي هذه النعرات والأحداث، كي تزيد من تسلّطها القمعي؟ رأى حامد أن <السلطة خاسرة دائماً. إنها لا تستفيد من هذه الصراعات. ثم إن السلطة في مصر ضعيفة، والسلطة الضعيفة تشعر دائماً أن وجودها يتهدّد كلّما وقعت مشكلة، على نقيض السلطة القوية. صدّقني، كمواطن مصري أعيش في المجتمع المصري، أقول لك: إن ما جرى ويجري بين المسلمين والأقباط لا يُشكّل أي خطورة. إنها أحداث فردية. بمعنى أن الخلاف ينشأ بسبب متشدّد رأسه محشو بأفكار خاطئة، يُقابله متشدّد بأفكار خاطئة من الطرف الآخر. إذا تعمّقت في النسيج الاجتماعي المصري، سترى أن هناك تداخلاً حقيقياً بين المسلمين والأقباط الذين يقيمون معاً في بناية واحدة مثلاً. لا توجد أحياء مستقلّة بطائفة من دون الأخرى. لا تستطيع القول إن هذا الشارع قبطي أو مسلم. إن المصريين متعايشون معاً، وهم على وفاق. لكن، هناك من ينفخ في النار بين حين وآخر، مستخدماً طرقاً عدّة لإشعال الفتن>.

ألا يشبه هذا الأمر ما كان قائماً في لبنان قبل الحرب الأهلية، مثلاً؟ لا يرى حامد أي تشابه بين المثلين على الإطلاق: <هناك فرق شاسع في التركيبة السكانية. في لبنان، هناك أحزاب مسيحية وأخرى إسلامية. هذا غير موجود في مصر، لأن الحزب الواحد يضمّ مسيحيين ومسلمين (هذا إذا توقّفنا فقط عند مستوى الأحزاب). لا تستطيع إحراق كنيسة في القاهرة، لأن النار ستلتهم الجامع القريب منها. المسلمون العاقلون يعرفون الدين الإسلامي جيّداً، ويرونه الدين الذي يعترف بالمسيحية ويدعو المسلمين إلى احترامهم. آيات قرآنية كثيرة تبجّل المسيحيين، وسورة مريم خير دليل على احترام الإسلام المسيحية وتبجيلها. إنسَ الحكاية. ليس المسلمين جميعهم جهلة ومتشدّدين كأولئك الراغبين في زرع الفتن الطائفية والعاملين عليها>.

<عمارة يعقوبيان>

ردّد وحيد حامد، مراراً، أن اقتباسه السينمائي <عمارة يعقوبيان> للأسواني كانت أمينة جداً للرواية. ألا يعني هذا إلغاء للخصوصية الفنية والإبداعية الخاصّة بهذين النوعين من التعبير، البصري والكتابي؟ قال حامد: <إطلاقاً. إن المشكلة في التعاطي مع هذه الرواية تحديداً نابعة من أنها (أي الرواية) حصدت إعجاباً شديداً لدى القرّاء، مما حتمّ عليّ عدم التلاعب الدرامي والفني بها. لو أهمل الاقتباس جزءاً او أغفله، سيُعدّ هذا انتقاصاً من قيمة الفيلم، الذي سيُتّهم بعجزه عن إيصال محتوى الفيلم، أو بالجبن. في الرواية جرأة واضحة وشديدة، لو أهملت شيئاً منها سأتعرّض لاتّهام بالجبن أو بالخوف من السلطة. لذا، كان عليّ أن أضيف لا أن أحذف، وأن أركّز لا أن أستهين. إن الذين شاهدوا الفيلم في الدورة الأخيرة (شباط الفائت) لمهرجان برلين أشادوا ب>السينما> الموجودة فيه، قبل أن يناقشوا مضمونه>. وعلّق حامد على الدعاوي القضائية المقدّمة ضد الفيلم بالقول: <هناك أكثر من دعوى. كل الذين تقدّموا بها يدّعون أنهم هم المعنيون في الرواية، وأن الرواية تتعرّض لهم وتروي سيرهم. تمّ تغيير الأسماء في الفيلم. لكن، إذا كان هناك سياسي فاسد رأى نفسه في الرواية/الفيلم فليتقدّم بدعوى. وإذا اعتبر شاذ جنسي أنه المقصود في الرواية/الفيلم، فليتقدّم هو أيضاً بدعوى. كل من يرى نفسه في العملين يمكنه تقديم دعوى. لن يضرّنا هذا بشيء>.

من ناحية أخرى، كان لا بُدّ من سؤال عن الواقع السينمائي الكوميدي الآنيّ. لكن حامد لم يجد وصفاً أكثر دقّة من <تافهة>، مضيفاً أن <شوارع المدن تمتلىء بالنباتات والأعشاب البرية حين تصبح مهجورة بسبب اندلاع الحرب في مدنها، مثلاً. التفاهة تظهر مع الإحباط وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وغيره. الفوضى موجودة، والتفاهة أيضاً. في الحرب العالمية الثانية، قدّمت السينما المصرية أفلاماً متنوّعة، من بينها الأفلام التافهة. كلّما كان المجتمع في حالة يقظة، كانت الفنون في حالة يقظة ووعي. المشاكل طاحنة، لذا، ساد هذا النوع الفني. لكنها مجرّد دائرة تدور، ولا شكّ في أن هذه الموجة ستخسر في يوم ما، وستعود للسينما أصالتها وجودتها>. لكن، هل يتمّ <الاتّكال> على القدر كي تنتهي هذه الموجة؟ <لا. هناك مشاريع سينمائية جديدة، يُمكن وصفها بكل تأكيد بأنها جدّية تماماً. والذين يعملون على تحقيقها، أناس متحمّسون جداً لها، ولهذا النوع الجميل والمختلف عن الرائج حالياً>.

السفير اللبنانية في 27 مايو 2006

 

بن عمار يسعى لجعل تونس مركزا للانتاج السينمائي العالمي

انشاء اول مركز سينمائي بتقنيات عالية في تونس

كان (فرنسا) - من نجاح مويلهي  

·         تخصيص يوم كامل للسينما التونسية في مهرجان كان يعد اعترافا عالميا بمستوى الانتاج السينمائي التونسي.

 

اعلن المنتج العالمي طارق بن عمار على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي عن قرب افتتاح اول "مركز سينمائي تونسي" يحتوي على تقنيات عالية سيجعل من تونس قاعدة للانتاج السينمائي على المستوى العالمي.

وقال بن عمار "ان مركزا سينمائيا ذا تقنيات عالية تضاهي ما هو موجود فى اوروبا والولايات المتحدة الاميركية سيفتح ابوابه فى تشرين الاول/اكتوبر القادم فى قمرت" بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية "بمناسبة الدورة الجديدة لايام قرطاج السينمائية ذات البعد العربي الافريقي".

واضاف انه سيحتل مكان الساتباك (الشركة التونسية للانتاج والتوزيع) التى توقفت عن العمل منذ اكثر من 12 عاما بعد اكثر من 26 سنة قضتها فى خدمة السينما التونسية".

وتبلغ مساحة هذا المركز 15 هكتارا وتقدر ميزانيته بنحو ثمانية ملايين دولار.

وقال ان "هذا المركز سيجعل من تونس قاعدة للانتاج السينمائي على المستوى العالمي وسيعطي دفعا جديدا لانتاج الفيلم الاجنبي والعربي الافريقي فى تونس لما يتوفر فيه من مؤثرات خاصة وخدع سينمائية ذات تقنيات متطورة".

ودعا بن عمار المستثمرين التونسيين الى "الاهتمام بالمشهد الثقافي والاستثمار فيه لان السينما تلعب دورا فى التنمية من خلال توفير الوظائف وتنمية السياحة الثقافية".

واشار الى دور مثل هذا المشروع فى توفير "فرصة هامة لبروز جيل جديد من الفنيين التونسيين فى الانتاج السينمائي".

وتابع بن عمار "ان تقنيين ذوى خبرة عالية سيدربون المخرجين وخاصة الشبان منهم الذي يشهد عددهم تزايدا فى السنوات الاخيرة وهو ما من شانه احداث طفرة فى السينما التونسية وكذلك العربية والافريقية .

واكد ان "مشروعه السينمائي هو اضافة لتجربة سينمائية فاقت الثلاثين عاما تهدف الى خلق ديناميكية جديدة بين دول الشمال والجنوب وارساء سوق متكافئة بينها".

واشار الى ان "تخصيص يوم كامل للسينما التونسية فى مهرجان عريق مثل مهرجان كان الدولي "هو اعتراف اوروبي بالمستوى الذى وصل اليه الانتاج السينمائي التونسي".

ويشارك 19 فيلما تونسيا فى هذه التظاهرة ضمن قسم "كل سينماءات العالم".

ويشهد "يوم تونس" على مدى ثماني ساعات متتالية العرض العالمي الاول لثلاثة افلام روائية طويلة هي "الخشخاش" او "زهرة النسيان" لسلمى بكار و"خرمة" لجيلاني سعدى و"كحلوشة/في اس اتش" لنجيب بلقاضي.

واضاف "انها فرصة من ذهب لم تتح الى غيرهم لذا على السينمائيين ان يحسنوا استغلالها".

و اشار بن عمار الى انه غادر تونس وعمره ثلاثين عاما " ولم اكن انذاك اعرف شيئا عن السينما ولا عن التكنولوجيا ولم تكن لي علاقات مع اهل السينما، لقد عملت وثابرت للوصول الى المستوى الذى انا فيه الان".

ويملك بن عمار مع رئيس الحكومة الايطالية السابق سيلفيو برلسكوني فى منتجع منطقة الحمامات على بعد 60 كيلومترا جنوب العاصمة التونسية استوديوهات ضخمة اطق عليها اسم "امبريوم".

وتم فى اطار هذا التعاون انجاز ستة افلام طويلة عن كبار اباطرة الرومان.

وانتج بن عمار الحاصل على دبلوم تجارة دولية سنة 1970 اكثر من 50 فيلما بميزانية تقارب 500 مليون دولار.

ومن افلامه "القراصنة" من اخراج رومان بولانسكي.

وبن عمار رجل اعمال ومستشار لمجموعة فيفندي الاوروبية وللامير السعودي الملياردير الوليد بن طلال وهو قريب وسيلة بن عمار زوجة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

ميدل إيست أنلاين في 27 مايو 2006

رصيدها 8 أفلام... منها 3 في سنة من «الزمن الانتقالي»...

جوليا قصار: السينما اللبنانية لم تروِ ظمأي

بيروت - فيكي حبيب 

يبدو ان الفنانة اللبنانية جوليا قصار تعيش أفضل ايامها الفنية، سينمائياً على الأقل: ثلاثة أفلام دفعة واحدة من بطولتها، في بلد يشكو ندرة الأعمال السينمائية، ويعيش فترة انتقالية شهدت انتعاش الفن السابع بعد فترة شلل سادت خلال سنوات الحرب.

أول هذه الافلام شريط قصير بعنوان «بيروت ما بعد الحلاقة» للمخرج هاني طمبا. وهو فيلم روائي حاز إعجاب النقاد، قبل ان ينال صاحبه جائزة «السيزار» في فرنسا.

ثانيها «أ بلوس» من إخراج فؤاد عليوان، ولا نزال ننتظر عرضه.

أما الفيلم الثالث فهو «يوم آخر» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج. وهو فيلم روائي طويل جال في مهرجانات حول العالم، من طوكيو الى فرنسا وسويسرا وبلجيكا وهونغ كونغ ودبي، قبل ان ينتقل الى بيروت، حيث يعرض حالياً في صالاتها التجارية.

اللافت في الافلام الثلاثة تنوع الشخصيات التي تجسدها جوليا قصار في كل منها. وإذا كانت جوليا في الفيلم الاول («بيروت ما بعد الحلاقة») الحبيبة الساحرة التي تعود من الماضي ثم تختفي، فهي في الثاني («أ بلوس») أم «مجنونة» تهجر ابناءها، أما في الفيلم الثالث («يوم آخر») فامرأة تعيش هاجس الماضي.

وحسبنا هنا ان نتوقف عند تلك الشخصية السلبية التي رسمها المخرجان الشابان جوانا وخليل لبطلتهما في «يوم آخر»، كونها تبتعد عن الشخصيات التقليدية في السينما العربية. ووفق المخرجان في اختيار ممثلة محترفة من طينة جوليا قصار لأداء هذه الشخصية. فماذا عنها؟

«كلوديا سيدة لبنانية خطف زوجها في الحرب قبل 15 سنة، ولا تزال حتى اليوم عاجزة عن الاعتراف بالواقع المرير»، تقول جوليا قصار، وتتابع: «حاضرها رهن ماضيها. وهي اسيرة الانتظار. انتظار أن تسمع صرير الباب ودخول زوجها ارجاء الغرفة. ومع هذا، يُطلب منها ذات يوم أن توقع وثيقة وفاته لتسيير الامور القانونية. قرار ليس سهلاً، حتى لو وقعت لن ينتهي الأمر عند هذا الحدّ. لن تنتهي عذاباتها الا عندما تعرف مصير زوجها».

انخطاف

«يوم آخر» تدور احداثه خلال 24 ساعة تسبق توقيع الأوراق القانونية لوفاة الزوج. «هو يوم آخر لقرارات كبيرة، فهل ستتخطى كلوديا عذابها؟ تسأل جوليا، ثم تجيب: «أبداً، في هذا النهار سيتواجد زوجها أكثر من أي وقت مضى، وسنعيش صراعها مع ابنها مالك».

هو يريد أن يقلب صفحة الماضي، ويعيش الحاضر، لكن كلوديا لا تتركه بسلام. فهي حتى وإن لم تتلفظ بكلمة، نظرة واحدة منها تعيده الى الماضي، الى الذكريات المرة.

«علاقة كلوديا بابنها علاقة خاصة جداً. مثلها مثل أي أم شرقية، تريد ان تسيطر وأن تدير دفة الأمور في غياب الأب. وهنا تكمن المشكلة: عليها ان تكون الأب والأم. وفي الوقت ذاته هي أكثر من بحاجة الى الحب والحنان»، تقول جوليا وتتابع: «طبعاً يشكل سلوك كلوديا عبئاً على محيطها، وعلى المشاهد. لكن شيئاً فشيئاً لا يمكن المرء إلا أن يتعاطف معها، علماً انني في حياتي العادية أقرب الى مالك مني الى كلوديا».

لعل هذا التعاطف هو الذي جعل جوليا تتقمص تلك الشخصية على افضل وجه، فأبصرت النور امرأة أرهقها الحزن. وجهها يصرخ ألماً من دون ان تتفوه شفتاها بكلمة... وعيناها غارقتان في عالم آخر. ربما توقف الزمن عندها سنة 1985، السنة التي غيرت حياتها بعدما حرمتها شريك الدرب...

وقد أجادت جوليا في ايصال تلك المشاعر والاحاسيس العميقة بأسلوب لم تعتده السينما العربية، وتتقنه السينما الاوروبية التي قطعت أشواطاً طويلة في ممارسة هذا الفن... أسلوب لا مكان فيه لكل أنواع الشرح والتفسير، للوصول الى لحظة الانخطاف التي تغني عن ألف كلمة أو إشارة. ولم يكن سهلاً إقناع جوليا بجدوى هذه العملية، تقول: «تحدٍ كبير واجهته في هذا العمل. إذ كنت دوماً أتساءل: كيف يمكن أن أمحو تعابير وجهي، واعبّر في الوقت ذاته عن احاسيس مختلفة، مثل الخوف والألم والقلق... الخ، من دون ان أكرر نفسي في المواقف كافة؟ لكن، بعدما شاهدت الفيلم تمنيت لو انني امتنعت عن مقاومة الشعور بالانجراف حتى النهاية».

محكومون بالتفاؤل

من يتفحص المسيرة السينمائية لجوليا قصار، يكتشف أن رصيدها الفني لا يتعدى 8 أفلام، منها الثلاثة التي صورت السنة الماضية، عدا عن عشرات الأدوار في المسرح والتلفزيون. تقول: «قدر لي ان اتواجد في هذا الزمن الانتقالي من عمر السينما اللبنانية. فالحرب أخمدت الانطلاقة التي عرفتها، بل قضت عليها... قبل أن تعود وتنبعث في السنوات الأخيرة. عموماً، عجلة السينما اللبنانية بدأت تسير في الاتجاه الصحيح، بعد سنوات من الجمود والقهر. من هنا أقول إن السينما لم تروِ ظمأي بعد، فأنا أتعطش للمشاركة في مزيد من الأفلام.

في النهاية نحن «محكومون بالتفاؤل»، فمن ينظر اليوم الى الحياة الثقافية اللبنانية، بكل صخبها وحيويتها، لا يسعه الا التفاؤل خصوصاً في هذه الظروف الصعبة».

الحياة اللبنانية في 26 مايو 2006

 

شعاره «كل النجوم يتنافسون»...

موسم مصري استثنائي يشهد المنافسة الأخيرة لأحمد زكي

القاهرة – أحمد فرغلي 

هي المرة الأولى وربما الأخيرة التي سيتنافس فيها جميع نجوم السينما المصرية السابقين والحاليين فيما بينهم وفي موسم واحد. ولذلك يتوقع الجميع موسماً ساخناً لا يستطيع احد التكهن بنتيجته. اذ للمرة الأولى يجتمع هذا العدد من النجوم في الموسم. فمن القدامى نجد الفنان الكبير عادل امام وهو الوحيد الذي لا يزال قادراً على المنافسة بل يتفوق على معظم النجوم الشباب في الإيرادات. يدخل إمام سباق الصيف ومعه كتيبة من ابناء جيله بفيلم «عمارة يعقوبيان» وهو الأضخم إنتاجاً في تاريخ السينما المصرية (22 مليون جنيه) ويراهن عادل إمام ومعه نور الشريف ويسرا بهذا الفيلم وبأنهم لا يزالون قادرين على المنافسة.

الغائب وآخر ظهور

ثم يأتي الظهور الأخير والدراماتيكي للنجم الراحل احمد زكي والذي طالما كان له دور اساسي في المنافسة السينمائية طوال العشرين سنة الماضية. يدخل زكي آخر منافسة بفيلم «حليم» والذي يحكي قصة حياة المطرب عبدالحليم حافظ... ولا شك فإن ظهور احمد زكي هذا سيكون له تأثير خاص على معجبيه. ولذلك يتوقع كثيرون ان تحسم المسألة لمصلحة زكي في فيلم «حليم» الذي كان اثار جدلاً بعد رحيل احمد زكي، وشكوكاً في إمكان استكماله. ولكن المخرج شريف عرفة حسم الجدل واستكمل الفيلم بنجل الفنان احمد زكي (هيثم) الذي جسد شخصية حليم في مرحلة الشباب. ويشارك في بطولة الفيلم منى زكي وجمال سليمان وسلاف فواخرجي من سورية.

الشباب... منافسة شرسة

ويأتي بعد ذلك النجوم الشباب، ويتقدمهم محمد سعد المتصدر لإيرادات السينما المصرية منذ 4 سنوات، بفيلم «كتكوت» هذه المرة. من بعده يأتي منافسه اللدود محمد هنيدي الذي ما زال يبحث عن كيفية استرداد عرش الإيرادات مرة اخرى بفيلم «وش إجرام». ولكن يبدو ان وضعه بات صعباً إذ تقدم عليه نجوم آخرون غير محمد سعد.

ويعود الى موسم الصيف بثقة، النجم الشاب كريم عبدالعزيز بعد أن حقق آخر افلامه ايرادات تخطت 12 مليون جنيه، وعودته هذه المرة بفيلم «واحد من الناس» بمشاركة بسمة ومنة شلبي ومعهم النجم المحظوظ جداً احمد حلمي، الذي حقق فيلمه الأخير «ظرف طارق» 15 مليون جنيه! يدخل حلمي السباق تدعمه ثقة المنتجين فيه بفيلم «جعلتني مجرماً»... وكان كريم وحلمي يعرضان افلامهما في الماضي بعيداً من زحمة الصيف؟

اما النجم احمد السقا فيراهن هذا الموسم بفيلم رومانسي متخلياً عن الأكشن الذي تميزت به افلامه. فهو يدخل السباق بفيلم «العشق والهوى» مع النجمة منى زكي التي شكل معها ثنائياً رومانسياً يظهر على فترات. الفيلم الجديد من تأليف تامر حبيب وإخراج كاملة ابو ذكري...

ثم تأتي بعد ذلك افلام عدة لفنانين من غير نجوم الشباك، وهي افلام ربما تحقق مفاجأة، من بينها فيلم عبلة كامل «عودة الندله»، وعبلة حازت ثقة المنتجين في السنوات الأخيرة لتحقيق افلامها ايرادات عالية مقارنة بكلفتها وأجرها. ويلي ذلك فيلم «احلام حقيقية» من بطولة داليا البحيري وحنان ترك وخالد صالح وفتحي عبدالوهاب وإخراج محمد جمعة وتأليف محمد دياب، في اولى تجاربهما.

وفي المقابل يعود المنتج حسين القلا ليقدم فيلماً من صنع الشباب الجدد وهو «اوقات فراغ» الذي يفتتح الموسم الصيفي في منتصف حزيران (يونيو) المقبل. ويحسب للمنتج المجازفة مع هؤلاء الشباب. ثم هناك فيلم «ثمن دسته اشرار» بطولة ياسمين عبدالعزيز وخالد صالح ونيكول سابا وإخراج رامي إمام، وفيلم «ظاظا» بطولة هاني رمزي، والذي واجه تصويره مشاكل رقابية لأنه يدور حول مواطن يريد الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ثم فيلم «لخمة راس» من بطولة أشرف عبدالباقي وأحمد رزق، و «عبده مواسم» بطولة محمد لطفي. وأخيراً فيلم «زي الهوى» لداليا البحيري وخالد النبوي.

الخوف من كأس العالم

وعلى رغم «ضخامة» الأسماء فإن الخوف منتشر من عدم تحقيق ايرادات والسبب كأس العالم والذي تتزامن مبارياته مع بداية الموسم الصيفي. ولكن ايرادات الموسم الماضي التاريخية (130 مليون جنيه) تبعث في الوقت نفسه الأمل لدى النجوم بتحقيق ايرادات. ومع هذا يظل التوقع صعباً في ظل الصراع الملتهب بين نجوم السينما المصرية. وتردد ان موزعي الأفلام اتفقوا على تخصيص ما بين 40 الى 50 دار عرض لكل فيلم ولكن هناك استثناءات لكبار نجوم الإيرادات من امثال عادل إمام ومحمد سعد والراحل الفنان احمد زكي. واللافت وسط هذا الحضور الكثيف من جميع النجوم استمرار غياب النجمات عن المنافسة باستثناء النجمة العائدة نبيلة عبيد بفيلم «مفيش غير كده» اخراج خالد الحجر وتأليف عزة شلبي...

الحياة اللبنانية في 26 مايو 2006

 

سينماتك

 

في مواجهة العنف الإرهابي لا بُدّ من أن تغدو السينما عنيفة

وحيد حامد: الموجة الكوميدية الجديدة تافهة لكنها ستنحسر

نديم جرجورة

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك