هو كاتب سيناريوهات "يا رجال العالم اتحدوا" و"النساء قادمون" و"الوزير جاي" إلي جانب العديد من الأعمال التراجيدية منها "الوليمة" و"لا" و"دموع صاحبة الجلالة". إنه الكاتب السيناريست الكبير عاطف بشاي كاتب مسلسل" السندريلا" الذي يتناول حياة النجمة الراحلة سعاد حسني عن معالجة درامية لممدوح الليثي، رئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي، والذي شاركه في كتابة السيناريو، والمنتظر عرضه في رمضان القادم.

ولهذا كان لابد أن تحاوره "القاهرة" لتعرف حقيقة الخلافات حول المسلسل وكيف يري حياة السندريلا.

مصادر الكتابة

·         ما المصادر التي اعتمدتم عليها في كتابة السيناريو؟

ـ اعتمدنا علي كل ما كتب عن سعاد حسني، فهناك حوالي ثمانية كتب نشرت عنها منها كتب لنعم الباز وعبد المنعم السباعي وحسام عبد الهادي. كما كان علينا دراسة كل من عاصروها. وأنا لا أعمل علي سيرة ذاتية فقط بل انعكاس لعصر كامل بكل رموزه العظيمة عبد الحليم حافظ ، وكامل الشناوي، وعبد الرحمن الخميسي، وصلاح جاهين وليلي مراد إلي جانب عدد كبير من الرموز الأخري.

ولكي أتناول علاقة سعاد حسني بعبد الرحمن الخميسي أو كامل الشناوي مثلا كان لابد أن أقرأ تاريخ كليهما كاملا. هذا بالإضافة إلي المجلات والجرائد القديمة جدا والإنترنت.

·         إذن فأنت تعمل منذ فترة طويلة منذ عام. وهل عرفت سعاد حسني عن قرب؟

ـ التقينا عدة مرات في فترات متفاوتة. ولكني لم أعرفها عن قرب حقيقي، بل من خلال أعمالها وما كتب عنها وعلاقتي بالمحيطين بها مثل سمير سيف، وصلاح جاهين، وعلي بدرخان، ورأفت الميهي، وممدوح الليثي (الذي كتب لها سيناريوهي الكرنك وأميرة حبي أنا). وقد كنت أعمل مساعدا للمخرج سيد عيسي في فيلم"شفيقة ومتولي" ثم توقفت سعاد عن التصوير معترضة علي المخرج. وانتهت القضايا والخلافات بأن أخرجه علي بدرخان.

سعاد.. مأساة إنسانية

·     تقديم شخصيات تاريخية مؤثرة يعد مشكلة، وما حدث مع أم كلثوم خير مثال حيث جاءت شخصيتها في المسلسل مثالية وتختلف كثيرا عن الحقيقة التي عرفها كل من حولها. فكيف ستقدم شخصية سعاد حسني؟

ـ هذا سؤال جميل. وأنا لم أقدم صورة مثالية بل إنسانة من دم و لحم. وأراها من زاوية معينة تمثل شكلا من أشكال المأساة الإغريقية بطلها ليس له يد في مأساته ولم يتسبب في حدوثها. والمأساة تكمن في بدايات سعاد حسني التي تشبه بداية هاملت حيث شخصية الشبح تحمل بذور المأساة. ومن هذه الزاوية فالنجمة لا تخلص إلا لفنها ولا تتحقق سوي من خلال عملها الفني. وهنا نلمس انعدام التوازن. فخارج الاستوديو هي شخصية عادية جدا. بينما تتقمص الأدوار لدرجة أنه في فيلم "الزوجة الثانية" مثلا لا يمكن أن نعرف أنها سعاد حسني فهي فلاحة حقيقية رغم أنها ليست من أصول ريفية.

وقد قال كامل الشناوي لسعاد في أحد المواقف (خللي بالك عبد الحليم حافظ لا يصدق إلا عندما يغني) وهي لا تصدق إلا إذا مثلت. وبعيدا عن ذلك فهي إنسانة عادية جدا و(مطفية) حيث تفقد الجاذبية والبريق الذي نراه وهي تمثل.

فمأساتها الشخصية أنها الشخصية المشهورة التي يحبها كل الناس والتي أصابهم موتها بنوع من الاكتئاب العام. بينما في الواقع لم يحدث أن أحبها شخص بعينه وليس لها ابن أو ابنة تحبها. وعندما بدأت تكبر في السن أصبحت نجمة تزوي والأضواء تطفأ ويغلق الستار ويغادر الجمهور المسرح. وهي شديدة الحساسية وكانت تعيش في سنواتها الأخيرة في وحدة وصقيع ومرض وعزلة وفقر ولذلك فهي نوع من المأساة الإغريقية.

أما أم كلثوم فلم يحدث لها هذا. فصوتها جميل ولكنها ليست جميلة. ولم يحاربها جمالها وتقف ضدها شهرتها كما حدث مع سعاد حسني التي فشلت أن تحقق التوازن المطلوب بين فنها وحياتها الشخصية. ولذلك قدمناها ليس كملاك بل كبشر.

سعاد وعبد الحليم حافظ

·         وكيف تناولت علاقتها بعبد الحليم حافظ؟

ـ لي تصور عن السير الذاتية فلست مؤرخا. وإذا كان العمل يقدم الواقع كما هو، لا يعد عملا فنيا. إنه انعكاس لهذا الواقع لكن الواقع مترهل وغير منطقي بينما الدراما متماسكة ومنطقية حيث المقدمات تؤدي إلي النتائج. وأنا اتبع المنطق الفني حتي ولو تناقض مع الوقائع الحقيقية.

فيروي البعض أن عبد الحليم وسعاد تزوجا وينفي آخرون ذلك.وهذا لا يعنيني إذ لن يستفيد منه المشاهد أو يخرج بمعني أو قيمة. وطالما أقدم دراما لابد أن اتبع ما أحقق به فهما عميقا لدي القاريء فليس لي علاقة بـ (نميمة الستات).

ففي الدراما أسال هل من المنطقي أن يتزوج عبد الحليم سعاد حسني؟ والإجابة أن عام 1956 أي قبل أن يعرف عبد الحليم سعاد بسنوات طويلة فاجأه الطبيب أن كبده تليف تماما ولا يصلح للزواج.

والمدهش أن يقول مفيد فوزي أنه تزوجها رغم أنه يذكر في كتابه عن عبد الحليم حافظ أنه نزف عندما مارس الجنس مرات قليلة. وقال كما لو أن الله يعاقبني علي جريمة الزنا أو الخطيئة.

ما يهمني أن عبد الحليم صرح كثيرا أن طبيعته النفسية والاجتماعية تتناقض مع تركيبة سعاد حسني. فهو رجل منظم يجيد صنع هالة حول نفسه وله علاقات عامة ولوبي معين ويخطط لمشاريعه بدقة ومنضبط. وهي أقرب للتركيبة البوهيمية فلا تهتم بنفسها. ومثلا لا يجد عبد الحليم لديها كوبا جيدا يشرب فيه الشاي. تسكن حجرة فوق أحد أسطح الزمالك وسيارتها قديمة فهي تعيش للفن وتنفق كل ما تكسبه. و(تطأ في دماغها فكرة تسير الساعة الثانية بعد منتصف الليل في الشوارع).

وعلينا أن نستقي من الواقع ونبني العلاقة فقد كان عبد الحليم حافظ يؤمن بنظرية معبود الفتيات ويخشي أن يفقد بالزواج جمهوره. ونقل لها عدوي الفكرة بالإضافة إلي أنانية الفنان فزوج وزوجة نجمان أمر لا يتفق مع تركيبة الرجل الشرقي الفلاح القادم من الزقازيق، والذي لا يتصور أن تكون زوجته نجمة والذي لمح لها بموافقته أن تصبح ربة منزل بعد الزواج إذا أرادت.

فهو بناء درامي يدخل فيه جزء من خيالي يتفق مع المنطق الدرامي وليس الواقعي. وبالمنطق الدرامي لم أكن لأقدم علاقة عبد الحليم وسعاد لو لم أخرج منها بمغزي.

وفاة منطقية

·         وكيف سيتناول المسلسل وفاتها التي يشوبها الغموض حتي الآن؟

ـ المسلسل يتناول حياتها وعلاقاتها. وأري أنه ينطبق مع موتها أنها شخصية اكتئابية فكرت في الانتحار مرة أو اثنتين من قبل. وطفولتها البائسة جدا انعكست علي سلوكها. انفصال والديها وفقد أبيها الروحي صلاح جاهين وموت عبد الحليم وانحسار الأضواء والفقر والغربة ودولة أوقفت علاجها (وزارة الجنزوري). ولم تكن تود أن يراها الناس هكذا فقد أصبحت بدينة وتغير شكلها وكانت تسير في شوارع معينة بلندن فلا يعرفها المصريون وقابلها الفنان صلاح السعدني في إحدي العيادات فلم يعرفها.

·         هل اختيار الوقت الحالي لتقديم مسلسل "السندريلا" له علاقة بمسلسل حليم؟

ـ لا. وباختصار فقد عرض علي ممدوح الليثي الفكرة وتحمست لها. وبعد وفاة سعاد حسني كتبت عنها مقالات صحفية حيث آلمني رحيلها وضايقني بعض الناس الذين يبيعونها حية وميتة، وبذلك فقد كانت تشغل ذهني دائما.

خلافات الإنتاج

·         وما حقيقة الخلافات بينكم وبين آل العدل الذين يخططون لإنتاج مسلسل عن السندريلا؟

ـ عرض علي الليثي الفكرة منذ عام. وليس لي علاقة بمسلسل آل العدل وهو للكاتب محفوظ عبد الرحمن بينما ينتج مسلسل "السندريلا" مخرج الإعلانات طارق نور.

وأري الموضوع بشكل شخصي فالفيلم العظيم "بحب السيما" رآه أحد عشر قسيسا ومحاميا ورفعوا دعوة حسبة لمنع عرضه. واستطاعوا أن يضروا الإيرادات حيث قاطعه ملايين الأقباط من شبرا تحت تأثير القساوسة الذين ربما لم يروا الفيلم وفرضوا أنفسهم كأوصياء علي الفن وحدث خلط بين الخطاب الفني والخطاب الديني. كما اعترض الأزهر علي فيلم المسيح.

وهذا نوع من الوصايا يمثل ردة حضارية عدنا من خلالها إلي ما قبل محمد عبده وعصر التنوير في مصر، فأصبح لدينا خلط في الخطاب الديني وفقهاء للمصادرة.

فهل نحن (ناقصين الورثة) كسلطة جديدة تتسلط علي فننا وتريد أن تصادره. ووجهة نظري لن تتغير سواء كنت كاتب المسلسل أم لا. فلماذا اتفق آل العدل مع جانجاه (أخت الفنانة سعاد حسني) إنها قصة سعاد حسني وليست قصة جانجاه. لقد تعاملوا مع العمل الفني بمنظور الوصايا وأعطوا الورثة حق مراجعة العمل حرفا حرفا وبذلك خلقوا لنا سلطة جديدة. بينما قانون الملكية الفكرية واضح فيما يختص بالتأليف حيث المؤلف الفني ينسب إلي مؤلفه نسب الابن للأب، ليس إلي الورثة أو المنتج أو المخرج. لقد تطوع آل العدل بعمل غير قانوني يهين الفن ويعد ردة مع احترامي الشديد للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن.

·         ألن يمثل ذلك مشكلة أمام عرض العمل؟

ـ مشروع آل العدل سيتم العام القادم. وقد قدمت أعمال شكسبير كهاملت وغيرها تسعمائة مرة بتسعمائة رؤية. وأتوقع أن يتم رفع دعاوي قضائية. أما أن يوقفوا تصوير عملنا كجهة إنتاج فليس من حقهم وموقفنا قانوني كما ذكرت.

·         هل ستقوم الفنانة مني زكي بأداء دور النجمة سعاد حسني طوال حياتها ومن هم الفنانون الآخرون بالعمل؟

ـ ستقوم طفلة بالدور في مرحلة الطفولة وتلعب مني زكي دور سعاد حسني طوال عمرها. فمني صغيرة ويمكن أن نكبرها بالمكياج وهو أفضل من أن تؤدي الدور في مرحلة الشباب فنانة كبيرة السن. وسيلعب الفنان مدحت صالح دور عبد الحليم حافظ، وغادة رجب نجاة الصغيرة، وسامي مغاوري كامل الشناوي، وصلاح جاهين السيناريست الشاب تامر حبيب.

تلفزيون و سينما مختلفين

·     منذ سنوات وأنت تقدم أعمالا كوميدية ساخرة مثل "يا رجال العالم اتحدوا" و"النساء قادمون" و"الوزير جاي" فما سر حماسك للعمل في نوع مختلف الآن وهو التراجيديا؟ ولماذا أنت مقل في أعمالك؟

ـ قدمت سيناريو وحوار " الوليمة" و"لا" و"دموع صاحبة الجلالة" و"حضرة المحترم" وهي ليست روايات كوميدية. وقد اختلفت طبيعة العرض الآن بسبب الزيادة الشديدة في عدد القنوات وهناك محطات مجهولة. فالأمر لا يرجع إلي كسل مني فمثلا عرض لي مسلسل" وهج الصيف"، عن قصة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وإخراج ابنه هشام وهو مخرج جيد، ولم يره أحد. فمسألة العرض لا يستطيع المرء أن يتحكم فيها.

·         وماذا تكتب الآن؟

ـ يتم الآن تصوير مسلسلي "شخلول" عن رواية ليوسف جوهر من إخراج حسن إبراهيم وبطولة أشرف عبد الباقي ورياض الخولي وغادة نافع.

·         وماذا عن الكتابة للسينما؟

ـ (أروح فين) إنني أحترم نفسي. فرحلة كتابة مسلسل 30 حلقة استغرقت سنة. والفيلم يوازي حلقتين ويحصل كاتبه علي أربعة أضعاف المبلغ الذي يحصل عليه كاتب المسلسل. فلو أن هناك كتابة سينمائية محترمة تصبح أكثر ربحا لنا من عذاب كتابة الفيديو. لكن المناخ بالغ الرداءة بالنسبة للسينما.

جريدة القاهرة في 23 مايو 2006

د. صبحي شفيق يكتب:

الثقافة السينمائية الآن .. صدمة!  

في مصر مهرجانات للسينما منها القاهرة وهو عالمي ومنها القومي ومنها مهرجان جمعية كتاب ونقاد السينما بالإسكندرية بالإضافة إلي مهرجانات الجمعيات السينمائية لجمعية نقاد السينما المصريين وجمعية الفيلم والمركز الكاثوليكي.

هذه المهرجانات إلي من توجه؟

بديهي إلي الصفوة إلي من لهم حق الحصول علي بطاقة دعوة لكن كم عددهم؟ المحير حقا هو أن الصفوة يتحدثون إلي الصفوة، أما رواد دور العرض من شرائح المجتمع المختلفة وكذلك مشاهدو القنوات التليفزيونية خاصة قنوات الأفلام الفضائية فبينهم وبين «الصفوة» هوة شاسعة.

قد يتعرف الصفوة علي أحدث تيارات السينما في شتي أنحاء العالم، أما الأغلبية شرائح المجتمع فهي فريسة لنموذج واحد من التعبير السينمائي نموذج السرد في خط يلتف حول محور ثابت رجل وامرأة في صراع، رجل إزاء جماعة، شابان يتنافسان للفوز بفتاة، وهذا يعني أن الرؤية السينمائية التي تقدمها هذه الأفلام رؤية خارج التاريخ، فلا هذه الشخصية معروف بيئتها الاجتماعية، ولا تلك في صراع مع المكان مع الآخرين، صراح منافسة أو صراع عدواني، وغالبا ما نري علي الشاشة شخصيات ترتدي آخر ثورات أشتير وديور وتغطي وجهها بمساحيق وبانكيك للتحول إلي مومياء تم ترميمها، ولا نعرف إلي أي طبقة تنتمي وكيف حصلت علي بيت بهذا الاتساع وما معني الاكسسوار المنثور في كل مكان.

هذا هو اتجاه «التنميط» اتجاه يجعل البواعث النفسية مجموعة انماط سلوكية مخزونة في طوايا نفس الشخصية ومع كل موقف يطغو نمط سلوكي علي السطح، أما «النظام، الاجتماعي، السياسي» مصدر حركة كل واحد منا فهو غائب كلية.

علميا هي افلام «اللا إنسان» أفلام «الروبوت»، هذا ما يحدث حاليا، أما فيما مضي ومنذ الأربعينيات فقد كان يوجد فكر وراء الإنتاج السينمائي جماعة نحو المجهول عام 1940، بفكرها الفرويدي الماركسي معا أدت إلي ظهور تيار الواقعية الشاعرية تجسد في «السوق السوداء» للتلمساني كما تسجد في العزيمة لكمال سليم وأدي إلي بعض أفلام صلاح أبو سيف «كبداية ونهاية» وإلي «درب المهابيل» و«المتمردين» لتوفيق صالح، وظل هذا التيار ينمو، فيوسف شاهين بعد «باب الحديد» يقدم لنا لوحات شاعرية منتزعة من واقع سياسي اجتماعي وذلك في الأرض». والأمثلة كثيرة وما يعنيني هو وجود فكر سينمائي محرك لهذه الاتجاهات وعندما تأسست وزارة الثقافة كان لي شرف المساهمة في وضع استراتيجية متكاملة للسينما، تبدأ بمعهد افتتح عام 1959، وفي 1963 تخرج أول دفعة فتجد وحدة تجريبية هي «معمل» لتجاربها كما لا ينجرف وراء زخم الإنتاج التجاري ثم بعد أن يثبت السينمائي قدرته ينتقل إلي وحدة الأفلام الطليعية أو إلي وحدة الأفلام الروائية القصيرة أو الكارتون «التحريك» أو أفلام الأطفال.

وخططنا علي الاستديوهات وفق هذه الاستراتيچية استديو مصر للإنتاج التجاري كما يمول الإنتاج الطليعي والأهرام للأفلام الروائية التي تنتجها الدولة ونحاس للأفلام القصيرة بمختلف أجناسها.

والنتيجة؟ طفرة في بناء الفيلم في «زائر الفجر» لممدوح شكري في «ليل وقضبان» لأشرف فهمي في «الظلال علي الجانب الآخر» لغالب شعث وفي «الجبل » لخليل شوقي، وفي «البوسطجي» لحسين كمال وكلهم وصلوا إلي الفيلم الطويل عن طريق الأفلام القصيرة «دنيا» لخليل شوقي و«طبول» لسعيد مرزوق و«المعطف» لحسين كمال.

أما الفكر السينمائي فقد أصدرت هيئة الكتاب مجلة «السينما والمسرح» ثم السينما ثم المسرح والأولي كانت تنشر دراسات عن المخرجين بعضها يتجاوز الخمسين صفحة فولسكاب ومع الدراسة سيناريو كامل منقول من الموفيولا أي محددة فيه عمليات التقطيع الفني «ديكوباچ» والانتقال من مشهد لمشهد وحتمية الحركة إلخ. هذا من جانب وزارة الثقافة

أما وزارة الإعلام ولافتتها التليفزيون فقد رأينا علي الشاشة الصغيرة أول برنامج يعرض المذاهب الفنية بأجزاء من أفلام المخرج وبلقاء معه أو من في مستوي الحديث عنه وذلك في برنامج «سينماتيك» وإلي جانبه كان نادي السينما ناديا للسينما بحق.

اكتب كل هذا بعد لقاء مع الدكتور ناصر الانصاري عرضت عليه مشروع سلسلة للثقافة السينمائية فقال لي: «هل اطبع كتابا لا يتجاوز عدد قرائه 30 قارئا؟».

والحق صدمت فهو لا يعرف أن في مصر عشرات من كليات الإعلام، الإنتاج والتليفزيون، وإخراج الفيلم التسجيلي من أهم مواد الدراسة، كذلك عشرات من كليات التربية النوعية، وفي كل عام أكثر من ألف سينمائي يحملون شهادات جامعية لا يجدون عملاً ولا يجدون كتابا واحد في السينما يتحدث عن السينما كما هي الآن سينما رقمية، سينما غير كيميائية، لا يجد من يقول له :انتهي عصر السينما الكيميائية فلا طبع ولا تحميص ولا حتي بروجيكتور السينما التقليدية، فالأفلام تصل إلي دور العرض عن طريق الألياف الضوئية كما هو الحال في مواقع الإنترنت.

جريدة القاهرة في 23 مايو 2006

 

السندريللا والعندليب.. بين الأصل والصورة

أشرف بيدس 

هناك بعض الشخصيات مجرد الاقتراب منها يعنى السير فى حقل من الألغام، خصوصا إذا كانت هذه الشخصيات متفردة، وتمثل حالة خاصة غير متكررة، وعندما نتكلم عن عبد الحليم حافظ وسعاد حسنى فنحن نقترب من منطقة شائكة شديدة الخصوصية، فرغم رحيلهما إلا أن أعمالهما وحياتهما مازالت مثار حديث وجدل واسع بين أوساط العامة والخاصة. ومازال وهجهم فى ذروته حتى يومنا هذا، فهما يملكان إحساساً مرهفا.

والمناسبة لهذا الكلام هو تصوير مسلسلين يحكيان قصة حياتهما، وبداية مشوارهما من القاع حتى وصولهما إلى القمة، فى فترة من أزهى وأخصب الفترات الفنية، والتى تواجد فيها عمالقة فى جميع المجالات، لكنهما استطاعا أن يثبتا خطواتهما، فنالا ما نالا من شهرة وصيت استحقاها عن جدارة.

إنتاج عمل فنى عن حياة عملاقين كبيرين بحجم عبد الحليم حافظ وسعاد حسنى يعد حدثا فنيا بجميع المقاييس، وستنتظره الجماهير بشغف ولهفة فى كل أرجاء الوطن العربى، لما يتمتعان به من شعبية وجماهيرية عند الناس، فهى مباراة صعبة لابد أن يتم لها الإعداد جيد.

العندليب

يقوم ببطولة المسلسل شادى شامل والذى فاز فى التصفيات التى اجريت أخيرا على محطة أم.بى.سى، وتشاركه البطولة عبلة كامل فى دور علية شبانة، وكمال أبو رية فى دور إسماعيل شبانة، ومجدى كامل فى دور عبد الناصر وأيمن عزب فى دور عبد الوهاب ومحمود عبد الغفار فى دور صلاح جاهين وعلاء زينهم فى دور مصطفى وعلى أمين وإيمان سلامة فى دور سعاد حسنى. والمسلسل من تأليف مدحت العدل وإخراج جمال عبد الحميد.

السندريللا

وتقوم بدورها الفنانة منى زكي بينما يشاركها مدحت صالح فى دور عبد الحليم وتامر حبيب فى دور صلاح جاهين، وسامى مغاورى فى دوركامل الشناوى، وغادة رجب فى دور نجاة، وعبد العزيز مخيون فى دور عبد الوهاب، ولطفى لبيب فى دور الأب وأحمد عبد الحى فى دور مجدى العمروسى، ولانا يوسف فى دور نادية يسرى، بينما سيظهر أحمد السقا كضيف شرف لتجسيد دور أحمد رمزى. والمسلسل من تأليف عاطف بشاى وإخراج سمير سيف.

يلاحظ من أسماء فريقى عمل المسلسلين أنهما يجمعان كوكبة من الفنانين الذين يشهد لهم بالكفاءة والموهبة، يدخل شادى شامل المسلسل فى أول ظهور له على الجماهير بدور صعب يحتاج إلى ممثل عبقرى ومتمكن، فأداء شخصية عبد الحليم ليست سهلة، ربما يمكن تقليدها، إنما تصديقها يحتاج إلى ممثل يلم بكل تفاصيل المرحلة التى ظهر فيها، وأيضا لمخرج واع لكل صغيرة وكبيرة.

الأمر المحزن أن التليفزيون المصرى ليس له أى دور فيما يحدث، وربما يقف فى الطابور لشراء حق عرض المسلسلين على شاشته، وأغلب الظن أنه لن يقدم العرض المادى المناسب لهما، فى حين أنه كان يمكنه أن يقدم عملا يواجه به هذين العملين الضخمين فى رمضان، لو كان احسن الفرصة التى واتته عند قبول عمر الشريف للعمل فى مسلسل حنين وحنان الذى تأجل لأسباب مبهمة وبصورة مفاجئة.

حتى هذه اللحظة لم يظهر ما يعكر صفو هذين العملين الكبيرين واللذين سوف يكونان حدثين فنيين كبيرين، ولكن رغم كل ذلك تلوح فى الأفق بعض المشكلات التى سوف يسببها الورثة من جراء الإقدام على هذين العملين والتى بدأت بشائرها تهل فى بعض الصحف. نأمل أن يتم إنجاز العملين بالشكل الذى يليق بتاريخ عبد الحليم وسعاد حسنى، والبعد عن تصويرهما وكأنهما ملائكة لا يرتكبون أخطاء، فإن هذه الأشياء تؤثر على مصداقية العمل.

بقيت كلمة أخيرة أن تجسيد حياة المشاهير سلاح ذو حدين، فإما أن يصعد بالممثل إلى القمة وإما ينزل به إلى القاع، ولا مجال للحلول الوسطية، فالعندليب والسندريلا كانا يتمتعان بكاريزما خاصة، وبمساحة كبيرة من الحب والاعجاب فى قلوب الناس.      

الأهالي المصرية في 24 مايو 2006

 

سينماتك

 

قال : آل العدل أهانوا الفن وموقفنا قانوني

عاطف بشاي: لا يحق لورثة السندريلا وقف تصوير المسلسل

راشدة رجب

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك