فى كتاب سينما يوسف شاهين تطور الرؤية والأسلوب لـسعاد شوقى تسرد من خلاله رحلة يوسف شاهين التى امتدت منذ عام 1950 حينما أخرج أول أفلامه بابا أمين وحتى فيلمه الآخر عام 1999، قدم خلالها 38 فيلماً مثلت مراحل واتجاهات فنية متغيرة فى حياته السينمائية.

والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو دراسة نالت عنها درجة الماجستير سعاد شوقي، والذى صدر ضمن سلسلة أفاق السينما عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

تقول المؤلفة إن يوسف شاهين يعتبر من أحد أهم العلامات فى السينما المصرية، فخلال رحلة شاهين الممتدة فى الإبداع السينمائى تغيرت موضوعاته واهتماماته بدءاً من تلك الموضوعات الإنسانية العامة وحتى طرحه لذاته لأول مرة يقوم بها مخرج على الشاشة بجرأة غير مسبوقة كانت سبباً فى صدامه مع النقاد والجمهور الذى لم يتعود على مثل تلك الأفلام، واستمر يوسف شاهين فى صدامه حتى آخر أفلامه، مؤكدة أن الجدل مع الواقع هو روح الفن فإن تلك الروح هى السمة المميزة لسينما شاهين حتى فى تلك الموضوعات التقليدية والتى بدأ بها، وبالرغم من أن شاهين كان ينوى أن يكون ممثلاً، فإنه أدرك عندما كان فى أمريكا أنه يجب أن يكون مخرجاً وليس ممثلاً، فبدأ مشواره الفنى وهو مقتنع أن مكانه وراء الكاميرا، فقد كانت السينما المصرية فى ذلك الوقت فى العصر الذهبى للميلودراما، فقد اختار الكوميديا الخفيفة مع قسط وافر من الإنفعال العاطفي.

وتروى سعاد بداية شاهين بفيلمه بابا أمين الذى يعد مغامرة حقيقية وفيلماً مختلفاً عما اعتادت عليه السينما المصرية، فمنذ بداية الفيلم يقدم لنا شاهين الشخصيات، ويستطيع المتفرج أن يدرك بإيجاز أبعاد كل شخصية وعلاقاتها بالآخرين، فقد استطاع منذ أول أفلامه أن يعرفنا بأسلوبه ورؤيته، وأن يرسم لنفسه خطاً قد توضح من خلاله أن هذا هو الخط الذى سيسير عليه، وإن كان سوف يتطور من فيلم إلى آخر ولكن أسلوب المخرج ورؤيته تتحدد منذ أول فيلم يقوم بإخراجه، فقد قدم لنا شاهين فى هذا الفيلم كوميديا راقية نابعة من الموقف، وذلك عن طريق أنماط من الشخصيات التى قدمها، فقد قدم لنا شخصية الحانوتي، والصديق الخائن، واستطاع ببراعة أن يضع حسين رياض فى شكل جديد بعيداً عن الشخصية الميلودرامية الحزينة، وقدم شخصية تتمتع بخفة ظل شديدة، واستطاع أيضاً أن يخلق هذه الكوميديا عن طريق توظيفه للخدع السينمائية التى كانت بسيطة ولكن مصنوعة بمهارة شديدة.

وتتناول المؤلفة فيلم صراع فى الميناء، فيوسف شاهين الاسكندرانى الذى يعشق مدينة الاسكندرية ويعشق البحر يصور لنا فيلما فى ميناء الاسكندرية، الذى يشير فيه إلى حياة ومشاكل عمال الشحن فى ميناء الاسكندرية والصراعات القائمة بينهم بجميع أشكالها، الصراع بين مجموعتين من عمال الشحن كل منهم يريد أن يعمل لحساب الشركة، ثم الصراع بين العمال جميعاً والمدير الإدارى للشركة الذى يريد أن ينهب قدر ما يستطيع، ثم الصراع بين ممدوح ابن صاحب الشركة الثرى ورجب على حب حميدة، ثم تأتى إلى صراع آخر له دلالات اجتماعية، أنه الصراع بين طبقتين، طبقة العمال وهى طبقة البروليتاريا وطبقة الأثرياء أو طبقة الرأسمالية.

وترى المؤلفة أن فيلم باب الحديد يعتبر نقله كبيرة وأساسية فى سينما يوسف شاهين، إنه فيلم يتناول فيه النفس البشرية متمثلة فى شخصية قناوى الأعرج ذى العاهة التى تمثل له نقطة ضعفه وأيضاً قوته وصراعه مع نفسه، ومع كل المحيطين به، حتى مع كبته وحرمانه، تناول شاهين كل هذا وقدمه لنا بصراحة شديدة جداً ودون أى خجل، فإن قناوى شخصية نستطيع أن نرى جوعه فى عينيه، هذا الجوع ليس معناه فقط احتياجه للأكل أو الطعام، إنه جوع غرائزه، جوع واشتياق للحب والحنان والجنس، فهو شخص محروم ومعقد ذو عاهة.

*مرحلة حيوية

من جهة أخرى تتعرض المؤلفة إلى المرحلة الأولى فى حياة يوسف شاهين وتصفها بأنها مرحلة غير عادية، فهذه المرحلة استمرت تسع سنوات، قدم خلالها 12 فيلماً، نجد أنه بنهاية هذه المرحلة كان وعى يوسف شاهين الفنى والفكرى قد تشكل إلى حد كبير جداً بجانب التقنيات الفنية والدرامية لأفكار ومضامين أفلامه والتى جاءت محتوية على أفكار وموضوعات حيوية، وإن كانت تبدو بسيطة الشكل إلا أنها فى أغلبها غنية المضمون، مثلما رأينا صراع فى الوادى و صراع فى الميناء واهتمامه بطبقات المجتمع المختلفة فى محاولة رصد أهمية قيم التسامح والمساواة بين الطبقات، وأهمية العمل حتى للطبقة البرجوازية أو الرأسمالية، وتنقلنا المؤلفة فى الفصل الثانى من الكتاب إلى مرحلة جديدة لسينما يوسف شاهين وهى المرحلة من عام 1963 إلى عام 1976، التى نستطيع أن نطلق عليها مرحلة الطرح الأيديولوجى ولغة السينما، ففى عام 1963 قدم شاهين، تحفته التاريخية الناصر صلاح الدين وهو من أهم الأفلام التاريخية التى أثّرت فى السينما المصرية، وهو فيلم لا يقل عن أى فيلم عالمى فقد كان هذا الفيلم تحديا ليوسف شاهين، فقد تحدى فيه الإمريكان الذين كانوا بارعين فى تنفيذ وصنع مثل هذه الأفلام.

وتذكر المؤلفة أن يوسف شاهين فى هذا الفيلم لم يتناول سيرة بطل من أبطال التاريخ ويمجده فقط، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير مثلاً فيما طرحه من قيم، فإن قيمة التسامح شيء مهم جداً فى مثل هذا الفيلم، فصلاح الدين هذا القائد العبقرى والشجاع الشهم الذى لم ينجح فقط فى تحقيق الوحدة العربية ومواجهة الغزو الصليبي، وإنما انتصر على عدوه مرتين : مرة فى ساحة المعركة، ومرة بتسامحه الإنسانى مؤكداً على القيم الإنسانية فى الحضارة العربية.

وترى المؤلفة أن لجوء شاهين إلى أسلوب السرد الملحمى فى هذا الفيلم كان مناسبا لمثل هذه النوعية من الأفلام التاريخية، ولقد برع شاهين فى تحريك المجاميع، فالمعارك التى شاهدناها فى الفيلم لا تقل عن المعارك التى توجد فى أى فيلم غربي، مثل فيلم العاصفة الإيطالي، أو فيلم الحرب والسلام ، وبعد فيلمه الناصر صلاح الدين التاريخى الضخم، عاد إلى الواقع المصرى المعاصر من خلال سيناريو لسمير نصري، فى فيلمه فجر يوم جديد 1964، فقد تناول فى فجر يوم جديد بعض ملامح التحولات الاجتماعية التى حصلت فى مصر بفعل القوانين الاشتراكية، وذلك عبر حكاية امرأة من البرجوازية الكبيرة تقع فى حب شاب من الطبقة المتوسطة، فتترك زوجها وعائلتها من أجله، ولكنها تعجز عن ترك طبقتها ومحيطها، فقدم شاهين هذا التناقض من خلال شخصية نائلة، فنائلة كانت تعيش فى منزلها الذى لا يخلو ليلة من الحفلات والرقص والسكر.. الخ، ولكن بعد أن تعرفت على طارق اختلفت الدنيا فى عينيها، فقد خرجت من هذا السجن إلى الدنيا الحقيقية بكل ما فيها، وبدأت تستمتع بها، إلا أن ذلك أعطانا نوعاً ما من الإحساس بالتناقض أو اختلاف حياة نائلة، أو كيف أنها أصبحت ترى الدنيا بشكل مختلف وجديد..

العرب أنلاين في 12 مايو 2006

 

رحلة يوسف شاهين بين بابا أمين و الآخر

(2ـ3)

عرض أيمن رفعت 

تتطرق سعاد إلى انشغال يوسف شاهين بعد هزيمة 1967 بمحاولات متعددة فى التعبير عن هذه الهزيمة، فالهزيمة كما رأينا فى الأفلام التى قدم فيها يوسف شاهين أسبابها من وجهة نظره، فإن هذه الأفلام تبدأ من الأرض ثم الاختيار ثم العصفور وأخيراً عودة الابن الضال الذى تحرر فيه يوسف شاهين من الواقعية بشكل مطلق منذ بداية الفيلم، لقد تحدث شاهين فى عودة الابن الضال بالذات عن خوفه من عودة الرأسمالية، معبرا عن الحالة السياسية والاجتماعية ولجوئه كما عهدنا منه إلى العائلة التى دائماً ما تكون عنده رمزاً يحوى داخله كل شيء عن المجتمع وتناقضاته، والسلطة واختياراتها والشعب ومشاكله، ففى عودة الابن الضال يعرض المخرج عائلتين: الأولى عائلة محمد المدبولى البرجوازية تحمل نزعتها الرأسمالية فتسيطر على أفكارهم وسلوكياتهم وأيضاً على العلاقات المتشابكة بين أفرادها وبين الآخرين، هذه العائلة نراها تملك مصنعاً ودار سينما وأرضا، أما العائلة الأخرى والتى هى الرمز الثانى لشاهين عائلة حسونة البسيطة، فهى عائلة شعبية عمالية متواضعة، علاقة أفرادها بعضهم ببعض علاقة صحية حميمة، يربطهم الحب والمصلحة العامة والتضحية، هذه العائلة تتكون من حسونة الأب الذى يعمل فى مصنع طلبة والأم - الاسكندرانية الجدعة والبنت تفيدة - تقول المؤلفة أن اختيار شاهين لهاتين العائلتين يجب أن ننظر إليه بشيء من العمق، ففى مشهد من المشاهد الهامة سينمائياً، ذلك المشهد الذى كانت تحاول فيه فاطمة أن تقنع خالتها بأنها تريد أن تترك المنزل ولا تعيش معهم لأنها ترفض هذه الطريقة فى الحياة، تحاول خالتها رتيبة أن تقنعها بلطف، ولكن أمام إصرار فاطمة تثور الخالة وتقول لها فى حدة تمشى تروحى فين وتدفعها إلى الداخل أمامها وتقف وتغلق الباب بعنف، وقد كان هذا الباب ا لمفتوح مصدر إضاءة، فعند غلقه يظلم المكان بشدة ونسمع صوت غلق الباب وكأنها زنزانة فى سجن، ثم ننتقل إلى مشهد فتح باب السجن لعلي، إن هذا التضاد فى الشكل والمضمون للمشهدين من شأنه تعميق الإحساس الذى تعانيه كلا الشخصيتين فاطمة المسجونة داخل عالم طلبة ورتيبة المليء بالجشع والطمع وعلى الذى رغم خروجه من السجن نرى أنه مازال حبيس نفسه وذاته. وتذكّر المؤلفة بالأغنية الأخيرة والتى بدأت بموقف رومانسى بين إبراهيم وتفيده فى الصحراء عندما لدغه العقرب، بدأت الأغنية فى أزمة وانتهت بكابوس ومذبحة، لخصت لنا هذه الأغنية الفيلم كله، وكأنها راو يحكى لنا حكاية هذه الأسرة آدى اللى كان وآدى القدر وادى المصير، نودع الماضى بحمله الكبير، نودع الأفراح، نودع الأشباح، راح اللى راح معدش فاضل كتير، إيه العمل فى الوقت ده يا صديق، غير أننا عند افتراق الطريق، بنبص قدامنا على شمس أحلامنا، نلقاها بتشق السحاب العميق ..

مرحلة حاسمة

وترى المؤلفة أن شاهين فى فيلم وداعا بونابرت يقدم هذه العلاقة مع الاستعمار الغربى من خلال حملة نابليون بونابرت على مصر 1798، والتى تعتبر مرحلة حاسمة فى علاقة مصر بفرنسا، مؤكدة أن شاهين فى هذا الفيلم لا يؤرخ للحملة الفرنسية وإنما إلى حد ما يقدم فيلمه من بعض الوقائع التاريخية لهذه الحملة، مستشهدتا بما ذكره الناقد الفنى محمود قاسم فى كتابه "السينما والتاريخ" لا شك أن الوقوف عند فيلم وداعاً بونابرت ليوسف شاهين 1985 أمر بالغ الضرورة، فهو العمل الوحيد الذى ناقش الحملة من ناحية، كما أن الآراء قد تضاربت بشأنه، فمن مؤيد للفيلم واصفا إياه بأنه وصف نضال الشعب المصرى ضد نابليون وحملته، وبين معارض يرى أن شاهين صنع فيلما عن حملة الفرنسيين بنقودهم، وأنه لم ينظر إليهم بمنظور حقيقى وترى المؤلفة أن اختيار يوسف شاهين للحملة الفرنسية وتحميلها مسؤولية الغزو الثقافى جاء ليسقطه على واقعنا المعيش، فيوسف شاهين قد تعرض لقضية الغزو الثقافى هذه بطريقته الخاصة عن طريق الرمز الذى كان فى اعتقادى لابد منه، والذى كان دون شك ليس خوفاً من سلطة ولكنه على ما أعتقد لأسباب فنية، لقد أراد من خلال السيناريو والحوار والأداء والمشاهد طوال مدة عرض الفيلم أن يقول : قبل أن تلوموا الغزو لوموا أنفسكم عندئذ لن يستطيع أحد قهركم وغزوكم إلا بسبب ضعفكم! مؤكدة إن كانت هذه البداية التى بحث عنها فى التاريخ لكى يأخذ منه ما يؤيد وجهة نظره، والدلالة على ذلك أيضاً المشهد الأول الخاص بالجنس بين على والفتاة اليونانية، فالجنس ليس من أجل الجنس ولكنه رمز، وتقول المؤلفة عن سبب اهتمام يوسف شاهين بالعلاقة بين الشرق والغرب وهيمنة الغرب على الشرق بشكل استعماري، بأنه قال: دائماً التاريخ يثبت لنا بداية من الحملة الفرنسية فى وداعاً بونابرت و الناصر صلاح الدين و جميلة أن الغرب دائماً ينظر لنا نظرة دونية فيها احتقار واتهام لنا "دايماً" بالجهل وللأسف "إحنا" السبب فيه . وتذكر المؤلفة فى الفصل الثالث من الكتاب المرحلة من سنة 1978 إلى سنة 1987، تلك الفترة التى تميزت فيها سينما يوسف شاهين بأنها سينما السيرة الذاتية، حيث عرضت أفلام تلك المرحلة لحياة شاهين نفسه، وبالتالى ارتبطت تلك الموضوعات بالأنا العليا لشاهين، حيث عرضت تلك الأنا لكل خلجاتها وشطحاتها.. تارة بالتورية، وتارة أخرى بالاعتراف الصريح المباشر، حتى فى تلك اللحظات الحرجة والحادة فى التحول الحاسم من حياتها الذاتية والخاصة جداً. وتقول المؤلفة إن فيلم اسكندية ليه يعتبر بداية ثلاثية السيرة الذاتية للفنان يوسف شاهين، لقد أراد شاهين أن يتحدث عن حقيقة نفسه وحقيقة زمنه، وبفيلم اسكندرية ليه، وحدوتة مصرية، وكذلك إسكندرية كمان وكمان..وترى المؤلفة أن شاهين من السينمائيين العرب القلائل جداً الذين استطاعوا الحديث عن أنفسهم وهموهم وهواجسهم الذاتية دون الابتعاد عن هموم الوطن والمجتمع، حيث يلتقى عنده الهم الذاتى بالهم الموضوعى بلا أى افتعال، فيؤلفان نظرة نقدية ثابتة وحادة للواقع الاجتماعى والسياسي، فقد عاد شاهين إلى أوائل الاربعينات ليروى فصلا من تاريخ مصر التى كانت تعانى من الاستعمار البريطاني، بينما بريطانيا تخوض الحرب ضد ألمانيا هتلر، ليرسم صورة لواقع مصر الاجتماعى والسياسى فى فترة مهدت لتغييرات وأحداث هامة فى مصر وفى الوطن العربي، فيبدأ الفيلم بالحلم الأمريكى وينتهى به، يبدأ بإستر وليامز وينتهى بتمثال الحرية القبيح فى نيويورك الذى قدمه شاهين فى شكل إمرأة قبيحة تسخر من الراكضين وراءها، واسكندرية ليه يتناول أيضاً بعض حكايات يوسف شاهين مع عائلته وأصدقائه ومع علاقته بالفن، فيحيى هو يوسف شاهين قبل أن يبلغ العشرين من عمره، بجرأة نادرة يتحدث شاهين عن عائلته وعن هواجسه الذاتية والجنسية، ويعود إلى فترات معينة فى طفولته التى كانت شديدة الأثر عليه..

العرب أنلاين في 19 مايو 2006

 

عادل امام: لن أرضى الحكومة ولا المعارضة ولكنى مع الشعب

القاهرة- رياض ابو عواد  

اكد الفنان المصرى عادل امام قبيل سفره الى مهرجان كان السينمائى الدولى انه لن يرضى الحكومة التى واجهت غالبية افلامه ولن يرضى كذلك المعارضة ولكنى ارضى غالبية الشعب او ما اطلقوا عليه اسم حزب عادل امام .

ويتوجه امام للمرة الاولى الى كان لعرض فيلم من افلامه حيث يعرض على هامش المهرجان فيلمه الجديد "عمارة يعقوبيان" من اخراج مروان حامد وسيناريو وحوار والده وحيد حامد.

ويمثل فى هذا الفيلم المقتبس من رواية حملت الاسم نفسه تتطرق لحالة الفساد الاقتصادى والسياسى والثقافى فى مصر بشكل مباشر نور شريف ويسرا وخالد صالح وخالد الصاوى وهند صبري.

حزب عادل إمام

رفض إمام مقولة انه فنان الحكومة لانه منحاز الى غالبية الشعب من المهمشين وانا اعرف جيدا انى لن ارضى الحكومة التى واجهت غالبية افلامى ولن ارضى كذلك المعارضة من اليسار او القوى الدينية ولكنى ارضى غالبية الشعب .

واضاف عندى حزب عادل امام حيث اقول كل شيء عبر فنى فدعوت لمحاربة الارهاب فى فيلم "الارهابي" الى جانب اخرين وقفوا الموقف نفسه حتى فى اخر افلامى "عمارة يعقوبيان" قمت للمرة الاولى بتقديم شخصية سلبية لكنها توضح موقفى فى المشاركة فى عمل يحارب الفساد ويعيد لمصر وجهها الحقيقي.

ورأى إمام انه لا يستطيع الحصول على رضا الاطراف المختلفة من خلال الحرب التى تشن على الفن مضيفا أنا أواجه دائما فى افلامى مشاكل مع الرقابة والأمن مثلما حصل مع فيلم "عريس من جهة امنية" وفيلم "السفارة فى العمارة" وهو الفيلم الذى اعتبره البعض يدعو الى التطبيع واخرين اعتبروه معارض للتطبيع .

وتابع وانا اقف دائما ضد التطبيع وهذا ما اردته فى فيلمى ولكنى هاجمت إتجاهين الذين يرفعون دائما أصواتهم دون أن يفعلوا شيئا مثل بعض اليساريين وهاجمت أولئك الذين يدعون إلى الإرهاب وهذا يفقدنى رضى الطرفين إلى جانب عدم رضا الحكومة.

ودعا إمام الى الديمقراطية التى تعنى تداول السلطة بدلا من الشتائم بين الجهات المتعارضة فالتغيير ضرورى جدا للتطور فى مصر بعد الردة الدينية التى نعيشها الآن إثر انتهاء مشروع جمال عبد الناصر التنموى برحيله قبل اكثر من ربع قرن.

وأشار إلى أن التطور الديمقراطى يحتاج إلى حياة حزبية قوية يتم من خلالها تبادل السلطة ولكن للاسف فإن الأحزاب التى تواجه الحزب الوطنى أحزاب ضعيفة و لا تمتلك القاعدة الجماهيرية لمواجهته.

ومن المعروف أن امام يتعاطف مع حزب التجمع اليسارى رغم أنه ليس عضوا فيه وتربطه صداقة مع قياداته خصوصا خالد محى الدين ولكنه لا يرى أن هذا الحزب أو غيره قادر على قيادة البلد فى ظل محدودية الإنتشار الجماهيرى لهذه الأحزاب يقابلها القوة الكبيرة التى يمتلكها الحزب الوطني.

وأكد أن رجل الشارع العادى لم يشترك حتى الأن فى فعاليات سياسية والأستنثاء الوحيد هو أحداث 19 يناير/كانون الثانى من عام 1977 التى تحرك فيها الشارع من أسوان حتى الاسكندرية وهى الأحداث التى اطلق عليها الرئيس الراحل انور السادات انتفاضة الحرامية وعبر إمام عن أسفه لتراجع المشروع الثقافى فى مصر أمام انتشار المد الدينى والتطرف الدينى بعد انتهاء مشروع عبد الناصر بموته وصعود تيارات الانفتاح الاقتصادى وما تركه ذلك من أثر على تراكم الثروات لدى الأقلية وزيادة الفقر لدى الغالبية .

وشدد على ضرورة قيام المثقفين بمواجهة مثل هذه التيارات السلفية التى تعرض المصالح والوحدة الوطنية للخطر.

وقال إمام أن دور الأزهر تراجع أمام موجة الدعاة الجدد الذين لا يقومون بدعواتهم سوى من أجل البزنس فيدعى بعضهم البكاء على شاشات التلفزيون ليزيد من مكاسبه وأصبحنا نلمس فى الشارع ظهور الزى الدينى الذى لم يكن موجودا رغم أن الكثير من الفتيات اللواتى يلبسنه يقمن بحضن اصدقائهن على الجسور الممتدة فوق نهر النيل.

المهرجانات المصرية

وتطرق إمام إلى انقطاعه عن المشاركة فى المهرجانات المصرية مؤكدا أنه لا يثق فى اللجان التى تتولى تقييم الأفلام.

وأضاف اصبح معروفا ما هى الأفلام التى ستفوز مسبقا وإننى كفنان لا أعمل على أن يكون لى اأيدى فى هذه اللجان فلا أجد مبررا لحضورها وهذا ما يدفع الكثير أيضا من النجوم الشباب لعدم حضورها.

وتابع يجب على لجان التحكيم أن توجه نظرها الى نوعيات اخرى من الأفلام والكوميدية منها فليس مطلوبا أن تكون الأفلام دائما تعبر عن نشيد وطنى فهناك التنوع الكبير فى الحياة وفى الفن الذى يمكن أن يقدم تعبيرا عنها.

هجوم

واختتم قائلا انا اعرف اننى أتعرض للكثير من الهجوم حتى أن صحيفة قومية تنكرت لوجودى اكثر من 12 عاما فلم أكن مباليا حتى أن صديقى الراحل عبد الحليم حافظ عندما كان ينزف دما هاجمته الصحف بأنه يدعى ذلك لاستجلاب التعاطف معه وعندما عبرت عن غضبى نبهنى بشكل مبكر إلى أن التعرض للهجوم فى الصحف هو دلالة للنجاح.

العرب أنلاين في 18 مايو 2006

حسين فهمى فى حوار صريح جداً:

علاقتى بالحزب الوطنى انتهت منذ بدايتها

أميرة عبد السلام 

يختلف حسين فهمى عن غيره من بعض نجوم ماسبيرو، بأنه وصل لهذا المكان بكل إرادته ورغبته واقتناعه، ونأى حسين فهمى بنفسه عن الجدل الدائر منذ فترة، بشأن جدوى العمل التليفزيونى بالنسبة لنجوم السينما، وتعامل مع الأمر على أساس أنه عمل فنى بحت، وليس مطلوب منه سوى التفرغ للتمثيل، رغم نظرة البعض للدراما التليفزيونية على أنها مكافأة نهاية الخدمة، إلا أنه يرى الأمر من وجهة نظر أخري.

دراما درجة ثانية

فى البداية سألناه حول وجهة نظر بعض النقاد للدراما التليفزيونية، وتصنيفها على أساس أنها دراما درجة ثانية بالنسبة للسينما، فأجاب بأن دخول أهل السينما المجال التليفزيونى لا يعد خسارة لأى من الطرفين، بل هو مكسب للمشاهد ولتلك الدراما أولا وأخيرا.

أما عن علاقته بالحزب الوطنى الحاكم، فأكد أنها انتهت منذ أن بدأت ولن تعود أبدا هكذا بدأنا بالفن واختتمنا بالسياسة فى حوار جريء مع الفنان حسين فهمى دنجوان الشاشة الفضية كما يلقبه جماهيره ونقاده...

هامش الحرية

- تشهد الساحة السياسة حاليا أجواء من الديمقراطية هل الفنان يستطيع ممارسة حرية التعبير عن رأيه فى ظل هذا الهامش؟

فى الواقع، الفنان يمارس درجة عالية من حرية التعبير عن رأيه حاليا، لكنها ليست كافية، فنحن لازلنا مقيدين بالعديد من السلطات السالبة للحريات، إلى جانب المجتمع نفسه المليء بالأفكار والآراء المتعارضة مع بعضها البعض، على عكس المجتمعات الغربية فالمجتمعات الغربية مثلا، لديها اتفاق فى العديد من القضايا رغم الاختلافات بينها أما نحن فنرفض الآخر فى كل شيء الدين والرأى والفكر.

- لك آراء سياسية تختلف تماما عما قدمته فى مسرحيتك الأخيرة أهلا يا بكوات؟ بصراحة هل أنت مع المعارضة أم الحكومة؟

أعترف أننى كنت عضوا مؤسسا فى اللجنة التنفيذية العليا للحزب الوطني، لكنى جمدت عضويتى منذ تعيينى من قبل الرئيس الراحل أنور السادات، ومنذ هذا اليوم وأنا لست عضوا فى الحزب الوطنى فأنا مؤمن تماما أن الفنان يجب أن يكون محايدا ومستقلا وليس متحزبا أو منتميا لأى حزب سياسى بلا أى انتماءات حزبية، ولكنى لا مع المعارضة ولا مع الحكومة.

- هل يستطيع المسرح السياسى توجيه مسارات المجتمع تجاه ديمقراطية حقيقية كاملة كما نطالب بها؟

مهمة الفنان فى الفترة القادمة ليست التوجيه ولكن سيتجسد دوره بالفعل فى دقه ناقوس الخطر للتحذير من كل شيء والتنبيه لما هو قادم وما هو قائم.

مسرح ومسرح

- ما رأيك فيما يقدمه مسرح الدولة وما يقدمه مسرح القطاع الخاص؟

وقفت على كل من مسرح القطاع العام والخاص فكل منهما مدرسة مسرحية مستقلة تماما والفنان بشخصيته واتجاهاته ومهنته وفنه هو الذى يرسى قواعد كل من المسرحين ويجبر الجمهور والنقاد على احترامه سواء على مسرح الدولة أو المسارح الخاصة.

- ما مدى ارتباط الواقع السياسى القائم بواقع مسرحية أهلا يا بكوات؟

هذا هو الواقع بالفعل فنحن لم نتحرك منذ القرن ال 18 حتى الآن، مازالت نفس الأفكار المتخلفة مسيطرة علينا، مازالت نفس الآراء السوداوية موجودة، فشعوبنا العربية تعيش فى عالم آخر منفصل عن العالم الغربى الذى تقدم بشكل سريع فى شتى المجالات الثقافية والعلمية والسياسية والفنية أما نحن فلازلنا فى مرحلة السبات النسبي.

- بعد 16 سنة من العرض هل اختلف جمهور 2006 عن جمهور التسعينيات؟

الجمهور ثابت فى كل من العرضين، ولكن الفرق أن جمهور 2006 تعرض لمزيد من التكنولوجيا ساهمت فى تشكيل رؤيته للمسرحية، بشكل أكثر عمقا واتساعا ووعيا، وهذا ما يفسر هذا الإقبال المذهل على المسرحية بعد إعادة عرضها ب 16 سنة.

السينما الآن

- أين الفنان حسين فهمى من السينما حاليا؟

حاليا أنا لا أعمل فى السينما، فأنا فى انتظار أعمال جيدة، وإذا أتت بالفعل سأجسدها، أما ما لا يليق بى فلم ولن أعمل فيه أبدا حتى وإن لم أعمل فى السينما للأبد.

- رأيك بصراحة فيما تقدمه السينما حاليا؟

هناك أفلام على درجة عالية من الجودة وجيدة فعلا مثل بحب السينما، ودم الغزال، وسهر الليالي، وعلى جانب آخر هناك أفلام لا تمت للسينما بصلة.

- هناك من يؤكد أن السينما فن للشباب؟ هل هذه الفكرة موجودة فى بلاد أخرى أم تقتصر على السينما المصرية فقط؟

هذه المقولة لا تنطبق إلا على السينما التى تمشى على عكاز، أما السينما الجيدة، فهى سينما لكل الأعمار سواء فى التنفيذ والتجهيز أو فى العرض على الجمهور، فلا يوجد سينما جمهورها شباب وأبطالها شباب غير السينما المصرية، لذلك فنحن فى مرحلة سبات لا نتقدم بل إن السينما المصرية فى تقهقر مستمر.

الكل شريك

- ما سبب وصول السينما إلى ما هى عليه الآن؟

الأسباب متعددة بداية من صناع السينما، مرورا بالأبطال، والنجوم، والكتاب، وصولا للجمهور، فالكل مشترك ومتورط فيما حدث للسينما المصرية.

- هل تعتقد أن لجوء كبار الفنانين للتلفزيون يرجع إلى هجر السينما لهم بعد اعتمادها على النجوم الشباب؟

نحن من هجرنا السينما قبل أن تهجرنا، والتليفزيون بالفعل مجال خصب جدا لنا فى هذه الفترة لنقدم من خلاله أعمالا بالفعل جيدة، وبعيدة عن هذا الصخب السينمائي، لكى نثبت أن الفن الجيد يستمر من خلال أى قناة اتصالية سواء كانت سينما أو تليفزيونا أو حتى مسرحا.

- ما رأيك فيما وصلت إليه الدراما المصرية فى ظل تعدد الدرامات الأُخرى مثل الخليجية والسورية؟

الدراما المصرية بخير بفضل نجومها وأبطالها، وجمهورها العريض والوطن العربي، فى الداخل والخارج، فهى مازالت دراما متميزة وجادة يشيد ويتعلم منها الجميع سواء الخليجيين أو الشوام.

الشارد

- ما هى آخر أعمالك فى التليفزيون؟

آخر أعمالى التى تم عرضها هو الشارد وقد حقق بالفعل نجاحا ملحوظا وأنا راضى جدا عنه حتى الآن، وحاليا أصور مسلسلا جديدا اسمه مواطن على درجة وزير، ألعب فيه دورين لأخوين توأم، الأول كاتب مشهور يصبح وزيرا، والآخر مؤلف ومخرج، وهكذا تتوالى الأحداث فى إطار كوميدى سياسى اجتماعي، وبمشاركة العديد من الأبطال، وأتوقع له نجاحا باهرا، وعلى رأس النجوم المشاركين نرمين الفقى وخليل مرسى وحسين الإمام وجمال إسماعيل وأحمد سعيد عبدالغنى ويحتمل عرضه فى رمضان القادم.

- هل أنت من المهتمين بالعرض فى مارثون رمضان التليفزيوني؟

إطلاقا، فهذا المسلسل له ظروف خاصة فأنا بعيد تماما عن وضع خطة العرض، ولكن بالنسبة لى فالعرض قبل رمضان أو بعده أحسن مائة مرة.

- المط والتطويل أمراض جديدة أصابت الدراما المصرية كيف نتفادى هذا الخطر الذى يهددها؟

أنا عن نفسى عندما أحس بأى مط أو تطويل فى العمل، أعارضه رغم أنف الجميع، وأتدخل لما يخدم مصلحة الدراما فى العمل، ولا يهمنى فى النهاية إلا الحبكة الدرامية، والتى تعتمد على السرعة.

- بعد مشوارك الفنى الطويل هل هناك شخصيات معينة كنت تود أن تجسدها؟

إطلاقا فأنا جسدت كل الشخصيات التى تخطر على بالي، وكل شخصية لها تركيبة معينة هى التى تحدد إطارها العام، وتصنيفها، وشكلها وأنا أحب كل الشخصيات التى جسدتها فى انتظار المزيد.

- أفضل شيء تجد نفسك فيه السينما أم المسرح أم التليفزيون؟

الثلاثة فكل واحد له تركيبة معينة وجمهور معين وطريقة أداء مختلفة.

أوسكار

- جوائز الأوسكار الأخيرة هل كان فيها تحيز من وجهة نظرك؟

لا يوجد أى تحيز فى الخارج، فالعالم الغربى لا يعرف فكرة التحيز والمؤامرة موجودة لدينا فقط، فطريقة توزيع الجوائز وتقييمها يؤكد أن الحياد التام فى توزيعها، وقد كان التوزيع الأخير عادلا جدا من وجهة نظري.

- هناك وجهتا نظر الأولى تؤكد أن الفن لخدمة المجتمع والأخرى تروج بأن يكون الفن للفن؟ ما رأيك؟

الفن طول عمره للمجتمع وخدمته، فنظرية الفن للفن نظرية فاشلة لم تنجح على مر العصور، وأنا ضد هذه الفكرة أصلا بأن يصنف الفن، أنواعا واتجاهات وآراء، فالفن فن من أجل خدمة المجتمع كله بجميع اتجاهاته وآرائه وطبقات جمهوره.   

الأهالي المصرية في 17 مايو 2006

 

سينماتك

 

رحلة يوسف شاهين بين بابا أمين و الآخر

(1ـ3)

أيمن رفعت

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك