·         دور نادية الجندي سيكون انقلابا في مشوارها.. وأتوقع أن يحدث هذا مع خالد زكي ودنيا سمير غانم  

خلال رحلته الإبداعية الممتدة لما يزيد علي ثلث قرن والمتنوعة بين المسرح والسينما والتليفزيون قدم الكاتب الكبير يسري الجندي العديد من الأعمال المتميزة التي حققت نجاحا مزدوجا علي المستويين الجماهيري والنقدي وحصدت العديد من الجوائز، ففي المسرح كتب قرابة عشرين مسرحية من أشهرها «اليهودي التائه» عام 68، «علي الزيبق» 72، «عنترة» 77، «واقدساه» عرضت 87 و«الساحرة» وعرضت 98، كما كتب «الجندي للسينما خمسة أفلام هي «سعد اليتيم»، «أيام الرعب»، «المغنواتي»، «الذئاب»، و«بحب عيشة الحرية»، أما في الدراما التليفزيونية فقد كتب يسري الجندي حوالي عشرين مسلسلا من أبرزها «عبدالله النديم»، «نهاية العالم ليست غدا»، أهلا جدو العزيز»، «التوأم»، «سامحوني ما كانش قصدي»، «حروف النصب»، هذا إلي جانب العديد من المسلسلات المستمدة من التاريخ والسير الشعبية مثل «السيرة الهلالية» و«جحا المصري» و«الطارق» و«ألف ليلة وليلة» التي قدمها علي مدي ثلاث سنوات و«مصر الجديدة» التي عرضت العام الماضي.

ومن تأليف يسري الجندي بدأ مؤخرا تصوير مسلسل جديد بعنوان «من أطلق الرصاص علي هند علام» كما أنه يعكف علي كتابة مسلسل آخر يتناول قصة حياة الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر حول هذين العملين وغيرهما كان هذا الحوار مع يسري الجندي.

·         ماذا عن مسلسل «من أطلق الرصاص علي هند علام» الذي بدأ تصويره مؤخرا؟

ـ هو مسلسل سياسي اجتماعي في إطار بوليسي ومحوره الأساسي البحث العلمي في مصر وكيف يحاصر سواء من الداخل أو الخارج من الدول التي تحاول أن تعوقنا عن أي تقدم علمي، وذلك من خلال شخصية عالم يفجر قضية الحصار المضروب علينا لمنع أي تقدم حقيقي.

·     هل تعتقد أن مسلسلا بهذه القيمة يتناول موضوعا علي قدر كبير من الجدية يمكن أن يحقق النجاح الكبير وسط ما يقدم من أعمال سطحية؟

ـ قد يبدو موضوع المسلسل جافا بالنسبة للدراما التليفزيونية ولكن المعالجة شيقة جدا خاصة أن الأحداث تدور في إطار بوليسي وهو ما يجذب الجمهور.

·     كان مرشحا لإخراج المسلسل المخرج أحمد صقر ولكننا فوجئنا بعد ذلك بأنه أسند للمخرج خالد بهجت هل كان هناك خلافات وراء ذلك؟

ـ لم يكن هناك أي خلاف في ذلك ففعلا كان مرشحا لإخراج المسلسل في البداية المخرج أحمد صقر ولكنه تعاقد علي إخراج مسلسل آخر هو «أوان الورد» الذي بدأ تصرويره مؤخرا من بطولة وردة، فوقع الاختيار علي د. خالد بهجت لإخراجه وهذه أول مرة أتعامل معه ولكني متأكد ومن خلال متابعتي لأعماله بأنه مخرج شاب واعد ومتميز وصاحب رؤية إخراجية.

·         وماذا عن الفنانين المشاركين في بطولة المسلسل وعلي رأسهم نادية الجندي التي تتعاون معها لأول مرة؟

ـ يشارك في بطولة المسلسل نخبة كبيرة من الفنانين علي رأسهم نادية الجندي ومعها خالد زكي ومحمود قابيل وعبدالرحمن أبو زهرة ورشوان توفيق ودنيا سمير غانم وسلوي خطاب وخالد الصاوي.

وبالنسبة لنادية الجندي فأنا أؤكد أن دورها في هذا المسلسل مغاير تماما لكل ما قدمته من أدوار من قبل وسوف يغير جلدها في التمثيل كما أنه دور صعب ويمر بمراحل متعددة، وبالمناسبة عندما عرفت أن السيناريو سوف يعرض عليها كنت متوقعا ألا توافق عليه لكنها وافقت بالفعل لأن دورها كما سبق أن قلت دور صعب ويمر بمراحل متعددة وسوف يغير من جلدها الفني، وهي تجسد دور زوجة العالم الذي من خلالها تفجر قضية الحصار العلمي المفروض علينا من الداخل والخارج، وإلي جانب نادية الجندي فإن هناك فنانين آخرين سوف يكون هذا المسلسل بمثابة نقلة فنية لهم ومنهم خالد زكي الذي يجسد دورا خطيرا لدرجة أنه أخطر من دوره الذي جسده في مسلسل «الطارق» الذي عرض منذ عامين وحقق من خلاله نجاحا كبيرا، كما سيظهر في أدوار متميزة كل من سلوي خطاب وخالد الصاوي ومحمود قابيل رغم أن دوره في المسلسل يعتبر دور شرف لأنه سوف يحدث مبكرا في الأحداث، أما دنيا سمير غانم فهذا الدور يعد تحديا لإمكانياتها الفنية لأنه دور صعب وسوف تظهر في جزء كبير منه عمياء.

·     في رأيك لماذا لم يحقق مسلسلك «مصر الجديدة» نفس النجاح الجماهيري الذي حققه مسلسل «الطارق» رغم أن المسلسلين من المسلسلات التاريخية؟

ـ ربما لأن مسلسل «مصر الجديدة» كان مستقلا بقضايا كثيرة جدا، وكان التاريخ حاضرا فيه بقوة إلي جانب الطابع الروائي أيضا إلي جانب أنني حاولت أن أقدم الشخصيات التاريخية بشكل جديد لا يخلو من النقد الذي شمل جميع الشخصيات التي تناولها المسلسل مثل «سعد زغلول ومصطفي كامل وهدي شعراوي» نفسها التي يدور المسلسل حولها، كما كان المسلسل به اسقاطات علي كل القضايا مثل قضايا الديمقراطية والتبعية والحياة البرلمانية والتنوير في ظل الردة الثقافية والفكرية، وعلي كل حال فكل من شاهد هذا المسلسل كاملا أشاد به لأن المسلسل كان يحتاج إلي مشاهد يتابع جميع حلقاته دون أن يفوته بعضها.

·         أعلنت منذ فترة أنك بصدد كتابة مسلسل تليفزيوني عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلي أي مدي وصلت فيه؟

ـ إنني أعتبر أن هذا المسلسل هو مشروعي الأساسي خلال الفترة المقبلة وربما يكون هو آخر ما أكتبه وأتمني أن يمنحني الله العمر لكي أكمله لأنه يحتاج إلي سنتين من التجهيز قبل الدخول في مرحلة كتابة السيناريو هذا رغم تفرغي الكامل له.

·         وما الذي دفعك لكتابة مسلسل عن عبدالناصر؟

ـ الذي دفعني هو يقيني بأن المرحلة التي نعيشها حاليا مطلوب فيها بقوة طرح عبدالناصر لأننا نمر بمخاض عنيف وأن هذا المخاض غاب عنه فكر عبدالناصر فالحزب الذي يحمل اسمه وهو الحزب الناصري في رأيي أنه لا يمثله ولا يمثل فكره.

فهناك ثوابت في فكر عبدالناصر لابد أن توضح وفي تجربته هناك ما يتعرض لمتغيرات كثيرة مررنا بها وهو ما يدفعنا إلي أن نمد أيدينا إلي داخل هذه التجربة وأن ننظر إليها من عدة زوايا أولها أن تجربة عبدالناصر كانت حلقة من حلقات تحديث مصر التي بدأت مع محمد علي، ثانيها أنها تعد في صدر حركات التحرر في العالم الثالث وهي الحركات التي حاول الغرب أن يقاومها، أما ثالث هذه الزوايا هي أن العالم العربي انهار تماما بعد رحيل عبدالناصر ووصل إلي ما وصل إليه من تفتت وتجزؤ، فواقع الحال يؤكد أن العالم العربي بعد موت عبدالناصر اختلف وانهار، باختصار شديد أنا أري إعادة قراءة تاريخ عبدالناصر تجعلنا نقرأ الحاضر.

·         هل شاهدت الفيلمين اللذين قدما عن عبدالناصر.. وما رأيك فيهما؟

ـ شهدتهما والحقيقة أن فيلم «ناصر 56» عمل جيد ولكنه يتناول 100 ساعة فقط من تاريخ عبدالناصر وهي فترة تأميم قناة السويس. أما الفيلم السوري وهو «جمال عبدالناصر» لأنور القوادري فأري أنه لا يرقي لمستوي سيرة عبدالناصر.

·         ما الفترة الزمنية التي سوف يتناولها مسلسلك عن عبدالناصر؟

ـ سوف يتناول الفترة من عام 1930 أي عندما كان عبدالناصر سنه 12 سنة وشارك في مظاهرة وأصيب، فقد كانت هذه المظاهرة أول شيء يدخله إلي عالم السياسة ثم يتبع سيرته كاملة حتي وفاته عام 1970، أي أن المسلسل سوف تمتد أحداثه لمدة 40 سنة.

·         وما المصادر التي تعتمد عليها حاليا قبل البدء في كتابة السيناريو؟

ـ اعتمد علي مصادر كثيرة جدا منها كل ما كتب عن الثورة وعن عبدالناصر نفسه.

·         هل تتوقع أن يثير المسلسل عند عرضه بعض الجدل خاصة من التيار المعادي لعبدالناصر وفترة حكمه؟

ـ أتوقع ذلك بل وأتوقع أن يكون هذا الجدل عنيفا ولكن سيكون سندي في ذلك الحقائق والوثائق ودقة الوقائع التي أراجعها أولا بأول مع المؤرخ المشهود له يونان لبيب رزق فعندما يكون لدي واقعة ما أعود إليه ليراجعها من خلال مصادره كما أراجعها أنا أيضا من خلال ما لدي من مصادر، وبالمناسبة كان يجب أن يقوم أحد من جيل الثورة بالتأريخ لعبدالناصر دراميا ولكن للأسف لم يقم أحد بذلك.

·         من سيتولي إخراج هذا المسلسل؟ ومن سينتجه؟

ـ سيخرجه محمد فاضل وهو نفسه مخرج فيلم «ناصر 56» أما الإنتاج فسوف تتولاه جهة عربية من المتحمسين لعبدالناصر؟

·         هل في ذهنك أنت والمخرج محمد فاضل ممثل معين سوف يسند إليه تجسيد شخصية عبدالناصر في المسلسل؟

ـ لا حتي الآن لا يوجد ممثل معين في ذهن أي منا وبعد أن انتهي من كتابة السيناريو سوف يكون التفكير في هذا الممثل وغيره من الممثلين الذين يشاركون في بطولته خاصة أنه سوف يحتوي علي شخصيات عديدة مهمة تحتاج أيضا لدقة في اختيار من يجسدها.

·         هل لو كان أحمد زكي «رحمه الله» موجودا كان من الممكن عرض المسلسل عليه لتجسيد شخصية عبدالناصر؟

ـ بالتأكيد فأحمد زكي رحمه الله كان ممثلا عبقريا.

·         بعيدا عن مسلسل عبدالناصر.. ماذا عن أعمالك الأخري؟

ـ أوشكت علي الانتهاء من كتابة مسلسل بعنوان «نسيم الروح» وهو مسلسل من 30 حلقة يتبقي من كتابته حوالي خمس حلقات وسوف يتولي إخراجه إسماعيل عبدالحافظ.

·         ما آخر أخبار مسرحية «الإسكافي ملكا» خاصة أنها كان من المفترض أن تعرض منذ أكثر من عام ولكن تم تأجيلها أكثر من مرة؟

ـ المسرحية كما هو معروف من إخراج خالد جلال ويشارك في بطولتها هشام عباس وحنان ترك وآخر شيء عملته أنها سوف تعرض علي خشبة المسرح القومي في الموسم الشتوي المقبل وأنا سعيد بعرضها في هذا الموسم بعيدا عن موسم الصيف الذي يكون مزدحما بالأعمال المسرحية والسينمائية التجارية التي يصعب وجود أعمال جادة إلي جوارها.

·         أبنك وائل بدأ يأخذ طريقة نحو كتابة الدراما التليفزيونية هل تقوم بتوجيهه؟ وهل هناك ما يميزه عنك؟

ـ كنت في البداية أقرأ ما يكتبه وأوجهه ولكن بعد أن تمرس لم أقم بذلك إلا نادرا خاصة أنه قدم العديد من المسلسلات التي حققت نجاحا ملحوظا مثل «كلام * كلام» و«ثالثهم الزمن» و«ضحكات عربية» وأخيرا «ضحكات عصرية»، وأعتقد أن ما يميز وائل عني أنه يتميز بالحس الكوميدي في أعماله.

جريدة القاهرة في 16 مايو 2006

 

طارق الشناوي يكتب:

قانون «قملة القرش» يحكم العلاقة الملتبسة بين الصحافة ونجوم الفن 

·         الاتساع الهائل لسوق الصحافة والفضائيات جعل الطلب متزايدًا علي النجوم.. والصحف التي لم تكن ترضي بالخوخ أصبحت ترضي بشرابه!  

حكي مرة الكاتب الكبير أنيس منصور أنه استجاب لدعوة الموسيقار الكبير فريد الأطرش علي الغداء في مطلع الستينيات وكانت في تلك الأثناء المعركة علي أشدها بين حزبي فريد وعبدالحليم ويومها قال «فريد» بتلقائية شديدة لـ «أنيس منصور» أستاذ أنيس تصور حضرتك أن عددا من الصحفيين بعد أن أدعوهم علي الغداء ويقبلون دعوتي يغادرون منزلي ثم يهاجمونني علي صفحات جرائدهم.. ولم يرد «أنيس» ولكنه طلب منه أن يسمح له بالذهاب إلي الحمام وبدلا من أن يتجه إلي الحمام أسرع الخطي إلي باب البيت وخرج ولم يعد!!

إنها حكاية لها تنويعات عديدة تحكم قانون العلاقة مع اختلاف الدرجة بين الفنان والصحفي.. علاقة شائكة جدا.. يجب فيها علي الصحفي ألا يسرف في تودده للفنان وألا يقبل الدعوات حتي لو غلفتها روح الصداقة حتي لا يجد نفسه ومع مرور الزمن.. صحفيا بلا ثمن عند القراء قبل الفنانين أنفسهم.. لقد عاصرت الحياة الصحفية بكل تفاصيلها علي مدي 25 عاما ووجدت كيف أن هناك خلطا لدي الطرفين لتلك العلاقة بين الصحفي والفنان لو أنك مثلا دققت النظر في تترات عدد من الأفلام القديمة لاسترعي انتباهك أن عددا من كبار الصحفيين الذين كانوا يعملون بالصحافة الفنية خلال الأربعينيات تكتب أسماءهم باعتبارهم مسئولين عن الدعاية والإعلان لتلك الأفلام وأحيانا تكتب أسماؤهم كمستشارين دون تحديد نوع الاستشارة، وعندما اقرأ بعض حكايات يرويها هؤلاء الكبار أجدهم لا يخجلون من أنهم كانوا يعملون مستشارين لتلك الفنانة أو هذا النجم أو أنهم كانوا في فريق عمل لشركة إنتاجية.. حكي لي روءف ذهني الملحن الراحل الكبير والذي كان يعمل في الأربعينيات سكرتيرا خاصا للموسيقار محمد عبدالوهاب أنه كان مسئولا أثناء عمله عن أن يقدم مكافآت شهرية لأربعين صحفيا مقابل أن يكتبوا عن الموسيقار محمد عبدالوهاب وأغنياته وعندما كان عبدالوهاب يسافر أربعة أشهر كل عام إلي بيروت في إجازته الصيفية كانت تعليماته قبل أن يغادر أرض الوطن أن يدفع رءوف لهؤلاء الصحفيين الذين يعملون عند عبدالوهاب وشركته الإنتاجية أجورهم مقدما حتي تظل أخبار عبدالوهاب وشركته تحتل مكان الصدارة في صحف ومجلات هؤلاء خلال فترة غيابه.. فهو غائب عن الوطن حاضر بقوة علي تلك الصفحات!!

إنها علاقة أقرب لتبادل المنفعة، ومن الممكن أن تجد لها ترديدا في عالم البحار عندما تجد أن السمك الكبير يلتهم الأسماك الصغيرة إلا إذا.. وهذه الـ إلا إذا ـ تعني في قانون الصحافة وشريعة قانون البحار المنفعة المتبادلة.. حيث تبقي الأسماك الكبيرة علي حياة الأسماك الصغيرة بعد أن تتم اتفاقية المقايضة بين الحياة والمتعة.. الحياة للسمك الصغير والمتعة للسمك الكبير.. ومن الأمثلة الشهيرة علي ذلك تلك العلاقة بين السمكة الضخمة المرعبة سمكة القرش ونوع آخر من الأسماك ضعيفة الحجم تعرف باسم «قملة القرش» تدخل هذه القمة داخل أنياب سمك القرش وهي آمنة علي نفسها لأنها تنظف أسنان سمك القرش وتلتهم بقايا الطعام بين أسنان القرش وهي بقايا لأسماك أخري التي فتك بها سمك القرش.. وهذه البقايا تعد بمثابة وجبة شهية جدا للأسماك الصغيرة لأنها تنعم بها بدون أي مجهود يذكر وبلا أي مخاطر محتملة.. تشبع الأسماك الصغيرة بتلك الوليمة اليومية المجانية أما سمكة القرش فهي تشعر بكل آمارات السعادة والحبور تشع منها.. لأن هذه الأسماك الصغيرة تعتبر بالنسبة لها مثل طبيب الأسنان الذي يتولي إزالة كل ما علق بتلك الأسنان حتي تصبح مستعدة لالتهام المزيد وتستمر اللعبة بينهما.. وبعد أن يمارس مجددا هوايته في القتل بالأسماك الكبيرة تستمر قملة القرش بلعب دور طبيب الأسنان الملطف والمهدئ لسمكة القرش.. إنه قانون المقايضة كل منهما صاحب مصلحة.. وما أشبه هذا القانون بما نراه ماثلا أمامنا في العلاقة الملتبسة أحيانا بين بعض النجوم وبعض من يعملون في الصحافة الفنية ليست فقط المكتوبة ولكن المرئية أيضا.. لقد أدي زيادة عدد الصحف والقناوات الفضائية إلي زيادة الطلب علي النجوم الكل يريد أن يحظي بغلاف أو حوار أو خبر وعندما يزداد الطلب علي العرض تحدث أزمة وتمثلت هذه الأزمة في أن بعض الصحف أصبحت لا يعنيها أن تحصل علي الخوخ بل ترضي بشراب الخوخ إذا تعذر فلا بأس من الاستعانة حتي باللفت أو شراب اللفت.. أنصاف وأشباه النجوم بات لهم وزن ولديهم مواعيد وشروط للموافقة علي إجراء الحوار بعضهم يحذف أسئلة بعضهم يشترط المراجعة قبل السماح بالنشر والقنوات التليفزيونية الرسمية أقصد الحكومية لا تجد إلا هؤلاء أشباه النجوم أو من أصبحوا علي المعاش في قانون النجومية وغير مطلوبين في القنوات الخاصة التي تدفع أجورا للضيوف هؤلاء لم يعودوا ضيوفا علي التليفزيون الرسمي، ولكنهم باتوا أصحاب أرض يقيمون بصفة دائمة في استوديوهات ماسبيرو وبعضهم يقف بجوار المبني وعلي مقربة من عم «عريان» بائع الجرائد تحسبا لأي استدعاء!!

وهكذا وجد عدد محدود جدا من النجوم أنهم أصبحوا هدفا لكل القنوات والجرائد والمجلات ولهذا توطدت أواصر الصداقة أو بتعبير أكثر دقة المنفعة بينهم وبين عدد محدد جدا من الصحفيين والمعدين والمذيعين وفق القانون السائد في عالم البحار.. القرش و«قملة» القرش!!

لا يلعب كل الصحفيين ولا ترضي كل الجرائد والمجلات بهذا القانون ولكنها تشكل ظاهرة ماثلة أمام كل من يعمل بالصحافة الفنية.. إلا أن هناك مصيرا غير سعيد ينتظر من يوافقون علي أن يلعبوا هذا الدور.. ليس فقط من القراء أو المشاهدين الذين سوف ينفضون من حولهم بعد أن يفقدوا مصداقيتهم، ولكن من أسماك القرش.. لأن قملة القرش بعد أن تظل تتغذي علي بقايا الطعام بين فكي القرش يكبر حجمها وتتضاءل حركتها وبعد أن يسمح لها القرش بالدخول فاتحا فكيه يغلقهما ويلتهم قملة القرش التي أصبحت عجوزا ويبحث عن قملة أخري أقل وزنا، وأسرع حركة وهذا هو المصير الذي ينتظر بعض الصحفيين الذين يعملون في مجال الفن وارتضوا أن يلعبوا وبكفاءة منقطعة النظير دور ـ القملة ـ!!

جريدة القاهرة في 16 مايو 2006

د. رفيق الصبان يكتب عنه بمناسبة حصوله علي جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما:

محمود حميدة.. يثبت أخيرًا أنه ليس رشدي أباظة

< لماذا يمنعون عرض فيلمه «سيدة القاهرة» الذي أخرجه مخرج تونسي ولعبت فيه يسرا دور البطولة  

كانت مجازفة كبيرة من مخرج متميز كـ «محمد خان» أن يعهد بالبطولة الأولي لفيلم يعتمد اعتمادا كليا علي بطل شاب هو «فارس المدينة» إلي ممثل مازال يخطو خطواته الأولي.. حتي لو كانت هذه الخطوات مثيرة للانتباه، خصوصا أنها جمعته لأول مرة رأسا برأس مع أحمد زكي واحد من أهم ممثلي جيله.

ورغم أن «الباشا» كان مأخوذا تقريبا دون تصرف كبير من الفيلم الأمريكي الشهير «الوجه ذو الندبة سكارفاس» كان مخرجه الشاب طارق العريان قد أثبت فيه قدرة تكنيكية جيدة، ونجح في رسم إيقاع لاهث.. وأعطي الممثلين حقهم كاملا في الأداء.

ورغم أن مجازفة محمد خان في «فارس المدينة» لم تأت بنتائج مادية ملموسة.. فإنها رسمت إلي أمد بعيد خطوات ممثل شاب.. حقق لنفسه وجودا ملموسا علي الخارطة السينمائية.. ممثل له حضوره المميز وذكاء متفرد يجعله يحسب لكل خطوة يخطوها ألف حساب.

عندما أطل محمود حميدة لأول مرة علي الشاشة الفضية.. رأي فيه الكثيرون امتدادا لـ «رشدي أباظة» في ملامحه وطابع الرجولة الواضح الذي يضفي علي شخصيته نوعا من السحر الخاص.

ولكن هذا الشبه البسيط.. سرعان ما تبدد من مخيلة الجمهور.. حيث اكتشف أن الممثل الجديد يختلف جذريا.. عن «أسطورة الشاشة المصرية» وأن التشابه في الملامح.. ليس إلا مظهرا خادعا.. لأن «حميدة» يملك طريقة خاصة في الأداء وأسلوبا مميزا له خاصيته المتفردة.. وهذا ما استطاع أن يثبته علي مدار السنوات الكثيرة التي مارس فيها مهنته.

ذكاء «حميدة» وطموحه.. لم يقتصر علي اختيار الأدوار التي تناسبه والتي يقتنع بها.. واختيار المخرجين الذي يلعب تحت أوراقهم.. محاولا الاستفادة من خبرتهم ومن تجاربهم.. بل إنه عرف أن الثقافة السينمائية.. هي خير درع يرتديه أي ممثل ليواجه بها عواصف وإعصارات الجو الفني الذي يحيا فيه.

لذلك لم يكن غريبا عليه أن يترك «السينما» التي كانت بأمس الحاجة إليه.. وأن يضع «نجوميته» علي الرف مؤقتا ليذهب إلي الولايات المتحدة.. يدرس من خلال جامعاتها فن التمثيل ويعود بعدها إلي مصر.. لينشئ ويرأس تحرير مجلة «الفن السابع» التي التزمت شأن كل المجلات السينمائية الجادة طريقا مضيئا.. للتعريف بالأفلام السينمائية ورجالها ونجومها ومن يقف خلف الكاميرات وأن ترصد الحركات السينمائية في العالم كله.

هذه المجلة المدهشة التي استمرت سنينا مضيئة.. وأعطاها «حميدة» من ماله وجهده واهتمامه الشيء الكثير قبل أن تتوقف إثرخسارة مادية كبيرة.. كان لابد منها بعد أن اتجهت السينما المصرية إلي طريق التجارة الوعر.. وتخلت بشكل مبدئي عن كل جمالياتها وفنيتها.

ولكن «حميدة» الذي لم تثنه الخسارة المادية الفادحة عن طموحه.. تابع حلمه السينمائي الكبير بأن قام بإنتاج أفلام.. يؤمن بها.. رغم رفض أغلب المنتجين الآخرين لها.

وهكذا تسني لنا أن نري أفلاما كـ «جنة الشياطين» الذي اقتبسه السيناريست الجريء مصطفي ذكري عن قصة لـ «جورج امادو» وأخرجه بألق مدهش أسامة فوزي الذي سبق له أن أخرج فيلما آخر لنفس الكاتب هو «عفاريت الأسفلت» والذي لعب فيه «حميدة» أيضا دورا من أدواره التي لا تنسي.. والذي سيخرج لـ «حميدة» أيضا فيلم «باحب السيما» الذي اعتبره الكثيرون واحدا من أهم الأفلام المصرية المنتجة خلال السنوات العشر الأخيرة.. والتي أعطت الفرصة لـ «محمود حميدة» أن يثبت تمكنه الأدائي.. وأن يضع نفسه في رأس قائمة الممثلين الكبار الذين تعتز بهم السينما المصرية.

لذلك لم تكن جائزة الدولة التي حاز عليها «حميدة» لأدائه المليء بالحساسية في «ملك وكتابة» أمرا غريبا أو بعيدا عن التوقع.

خبرة «حميدة» التي اكتسبها من التعامل مع مخرحين من مدارس سينمائية مختلفة.. وأعطته أساسا ثقافيا.. زادته قوة دراسته التي قام بها في أمريكا.. وحرصه المستمر علي مشاهدة كل ما تقدمه السينما العالمية من اتجاهات وأفلام ومواضيع (ولعله الوحيد من ممثلينا إلي جانب نور الشريف الذي يحرص علي رؤية الأفلام ومتابعة عمل ممثليها الكبار).. هذا البحث عن الخبرة جعله يقبل مثلا دورا صغيرا في فيلم حسين كمال «المساطيل» لرغبته بالتعامل مع هذا المخرج الذي اشتهر بأنه خير من يدير ممثلا في السينما المصرية.

لقاؤه مع محمد خان الذي أعطاه فرصته الكبري في «فارس المدينة» تكررت مرتين في فيلمين.. أحدهما شديد الطموح هو «الغرقانة» الذي مثلته نبيلة عبيد.. و«يوم حار جدا» الذي مثلته شيريهان.. ولم ينل حظه من الاهتمام أو النجاح.

كما كرر «حميدة» تعاونه مع طارق العريان في فيلم آخر وضعه مرة أخري في مواجهة أحمد زكي وهو «الإمبراطور» ولكنه هذه المرة.. كان قد اكتسب خبرة تقنية وحضورا لافتا مما جعل المنافسة تبدو وكأنها ند لند.

محمود حميدة.. عرف وهو في طريقه الذي يرسمه خطوة خطوة.. أن مستقبل السينما المصرية أصبح في أيدي شبابها.. لذلك لم يتردد لحظة واحدة في أن يلعب في أفلام خيري بشارة.. أدوارا تختلف تماما عما اعتاد أن يؤديه مع الآخرين.

لذلك رأيناه.. في جلد جديد.. في «حرب الفراولة» لعب فيه دورا مؤثرا تحت قناع ضاحك وفانتازي.. وفي تنافس من نوع خاص جدا هذه المرة مع أحمد زكي في فيلم «الرغبة المتوحشة» المأخوذ عن مسرحية «جزيرة الماعز» والذي جسد فيه شخصية رجل يتلاعب بعواطف ثلاثة نساء يعشن في عزلة لكي يكشف سر كنز خبيء عرف به من خلال صداقته في السجن لرجل هو زوج إحدي هاته النساء الثلاث. الدور نفسه لعبه أحمد زكي في فيلم أخرجه علي بدر خان باسم «الراعي والنساء».. وأن من يشاهد هذين الفيلمين.. يمكنه أن يقارن بسهولة بين أداء «حميدة» وأداء «زكي» وأن يحلل حسب ذوقه ومزاجه إلي أية مدرسة ينتمي هذا الأداء الذي جاء مختلفا تماما.. بالأسلوب.. وإن كان لصيقا بالشخصية التي رسمها المؤلف الأصلي.

مع إيناس الدغيدي لعب دورين مختلفين تماما.. ورغم أن البطولة في أفلام إيناس تتجه نحو العنصر النسائي أكثر منها للرجال.. فإنه ترك بصمة واضحة في «دانتيلا» أمام يسرا وإلهام شاهين.. وفي «ديسكو.. ديسكو» أمام المتألقة نجلاء فتحي.

غير أن رغبة «حميدة» في التعاون مع شباب المخرجين.. لم تمنعه من التعاون مع الكبار إذ لعب دور البطولة في فيلم رأفت الميهي المثير للتساؤلات «قليل من الحب كثير من العنف» ومع يوسف شاهين.. في دور شديد الحساسية في فيلم «المهاجر» قبله عن طيب خاطر.. لكي يقف إلي جانب هذا الأستاذ الكبير.. يتعلم منه ومن خلاله ما ينقصه من تدريب ومعلومات ومعايشة.. وهذا ما ظهر بوضوح تام.. عندما قام ببطولة فيلم شاهين «إسكندرية.. نيويورك» ولعب فيه دور شاهين نفسه بأسلوب خاص به.. يختلف كل الاختلاف عن الأسلوب الذي سار عليه نور الشريف في «حدوتة مصرية» الذي لعب فيه هو أيضا شخصية يوسف شاهين.

مقارنة أداء «حميدة» بأداء أحمد زكي أو نور الشريف وهما قطبا التمثيل الدرامي بلا منازع في سينما الثمانينيات وحتي اليوم.. يجعلنا نحس بالطريق الصعب الذي اختطه محمود حميدة لنفسه كي يرسم أسلوبا خاصا به يختلف كل الاختلاف عن أسلوب الآخرين.. أسلوب لا يقلد فيه أحدا، ويشكل سمة خاصة مميزة للمثل الموهوب الذي عرف كيف يقفز علي الأشواك ويقاوم كل الموجات الصعبة العالمية التي اعترضت طريقه، ومع ذلك فإن «حميدة» لم يتردد خلال الطريق الطويلة التي سلكها والتي أوصلته آخر الأمر إلي مستوي «ملك وكتابة» و«بحب السيما» و«إسكندرية.. نيويورك» من أن يجرب طرقا جانبية أخري.. يمكننا أن نطلق عليها المنهج التجاري الذي يحقق شعبية ما للممثل.. لأن «حميدة» أدرك تماما أن الوصول إلي القمة التي تمني الوصول إليها لابد أن تمر بتجارب من نوع آخر.. يصفها البعض بأنها تنازلات.. ويعتبرها هو مجرد تجارب تعرفه وتزيده حصافة.

لذلك لم يتردد مثلا في أن يلعب أمام عادل إمام فيلم «شمس الزناتي» وأن يقدم في مواجهة هذا «القرش» الفني الرهيب أداء خاصا جدا لشخصية قاطع الطرق الشرير.

كما لعب في أفلام نادية الجندي التي كانت في أوج جماهيريتها التي جعلتها تلقب نفسها بـ «نجمة الجماهير».. كما في «عصر القوة» أو «المرأة التي هزت عرش مصر» أو أن يوافق علي أن يلعب في «بوابة إبليس» فيلم عادل الأعصر.. لا لشيء إلا لكي يقف أمام ممثلة كبيرة غبن الجميع حتي الآن حقها هي «مديحة كامل».

ويحسب لـ «محمود حميدة» وهو مازال في بداية طريقه الفني الطويل قبوله دورا هامشيا في الفيلم الذي أخرجه المخرج التونسي الكبير >>>>> باسم «سيدة القاهرة» ولعبت فيه يسرا دور البطولة.. وذلك كي يشتم هواء سينمائيا مختلفا عن الهواء الذي اعتاد أن يعيش فيه. وأنا لا أزال حتي الآن في دهشة حقيقية لعدم عرض هذا الفيلم الممتاز في مصر.. وهو الذي يلقي نظرة مختلفة علي القاهرة وشخوصها وأسلوب الحياة فيها بطريقة مليئة بالأحساس والشاعرية والذكاء.. ولكنها أعاجيب السينما المصرية وألغازها الذي لا يعرف أحد كيف يحلها.

طريق محمود حميدة.. في غابة الفن لم تكن طريقا سالكة دوما.. فممثل في طموحه وقامته وموهبته لابد له أن يجد أشواكا كثيرة في طريقه.. وسدودا منيعة في وجهه.. ومطبات لا يمكنه تفاديها.

ولكن المدهش في هذا الفنان الذي أراد واستطاع أن يحقق لنفسه أسلوبا خاصا به في أدائه وتعبيره ونبرات صوته.. أسلوبا يختلف جذريا عن كل الأساليب الأخري التي اعتدنا عليها من ممثلين آخرين.. أجمع الكل علي عبقرية أدائهم.

لكن «حميدة» أراد أن يكون نسيج وحده.. وألا يضع نفسه موضع مقارنة مع أحد.. أراد أن يصبح محمود حميدة فقط.. والشيء المدهش حقا أنه رغم كل العراقيل التي وضعت في طريقه استطاع فعلا أن يكون محمود حميدة.

جريدة القاهرة في 16 مايو 2006

 

سينماتك

 

مسلسله الجديد «هند علام» يناقش مأساة البحث العلمي في مصر

يسري الجندي: مسلسلي عن عبدالناصر يتناول 40 سنة من حياته وربما يكون آخر ما أكتبه للدراما التليفزيونية

حامد حماد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك