قديماً، حينما كانت تذكر ايران، كنا نتخيل  النفط والكافيار  والأبسطة والسافاك.  منذ الآن فصاعدا، تقدم السينما  بوصفها منتوجاً تصديرياً  تفخر البلاد به. في أقل من عشرين عاما،  فرضت السينما الإيرانية نفسها على جميع المهرجانات العالمية. سينما أصيلة،  تحمل شيفراتها، مراجعها،جمالياتها، مؤلفيها، وأصبحت ملتقى التعبير الجوهري عن المجتمع المدني. من دون شك، قدرها الجمهور الغربي بناء على الصورة شبه الدوكمنتارية (التوثيقية) لبلد لا نعرفه جيداً. مفارقاً، عرفت انطلاقها الحقيقي بعد الثورة الإسلامية التي حدثت في عام 1979.

منذ نشأتها حافظت على روابط غريبة مع السلطة. كل شيء بدأ في عام ،1900 بعد رحلة إلى أوروبا، قام بها مظفر الدين شاه، العاهل الخامس لأسرة قادجار، الذي اشترى آلة تصوير. صور ميرزا إبراهيم خان عباس باشي مصوره الرسمي استعراضا في أوستاند، في 18 أغسطس/ آب 1900. هكذا تحقق أول فيلم إيراني. لكن لم تكن السينما لفترة طويلة، سوى لعبة بين يدي الشاه.

أنشئت أولى دور السينما في طهران عام ،1904 وفي الأقاليم في العشرينات، وفي عام 1928 افتتحت دار سينما للنساء، وهي تجربة مقدامة عرفت الفشل الاقتصادي.

منذ ذاك، كانت الطبقة الدينية الواعية بسلطة الصور، موزعة بين الخوف والإغواء. كان الإغواء أكبر من الممنوع، الأفلام القادمة من الغرب من الممكن أن تحمل قيما متعارضة مع القيم الإسلامية والثقافة الإيرانية. لكن بدلاً من معارضة هذا الاختراع الفاتن، قرر الإيرانيون تشجيع تطورها “على الطريقة الإيرانية”، لكي تخدم البيداغوجيا والأخلاق والهوية القومية، لأجل جمهور أمي في غالبيته.

بدأت السينما تجد مشروعيتها تدريجيا في مجتمع تقليدي. لكن سوف ننتظر حتى عام 1932 لكي يتم إخراج أول فيلم روائي “حاج أغا” للمخرج أوفاتر أوهانيان - الفيلم الوحيد لمرحلة السينما الصامتة المحفوظ إلى يومنا الحالي. عرض المخرج فيه، بسخرية من دون وعي محذر، العداوة التي سوف تلاقي السينما في هذا البلد.

في العام التالي حقق آردشير ايراني وأبو الحسين سبانتا في الهند فيلم “فتاة القبيلة لور”، أول فيلم ناطق ولكن أيضا أول فيلم مراقب.

فرضت السلطات على المخرجين نهاية دعائية عبثية: يعلن عراف أن نجمة - رضا شاه - في يوم ما سوف تخرج البلاد من الفوضى وقطع الطريق وتعيد أمجاداً. رغم النجاح المبشر لهذا الفيلم وغياب رؤوس الأموال الخاصة، كانت المبادرات الفردية نادرة وانتهت الصناعة السينماتوغرافية بالتوقف بين عامي 1938 و،1948 وسيطرت الأعمال الأمريكية والهندية والمصرية على السوق. بثلاثة عشر فيلماً حتى ،1950 استقر الإنتاج الإيراني بفضل السينما “الفارسية”: أفلام سلوة مستلهمة من الأفلام الهندية والمصرية، دوما من نوعية عادية، ولكن تستأهل جذب رؤوس الأموال الخاصة الضرورية في الإبداع وتطوير الصناعة السينماتوغرافية. حقق فيلم: “كنز غارون” لسيماك ياسامي (1965) نجاحاً عظيماً.

وبفعل هذا الإنتاج التجاري، عرفت السينما الشعبية انطلاقة رائعة: ثلاثمائة دار سينما في البلاد عام ،1963 (33) مليون تذكرة بيعت في طهران فقط، خلف معظم الكوميديات والهزليات، نجد تصويرا للوسط الاجتماعي، عرضاً لبعض الصراعات (بين أغنياء وفقراء، بين أصالة وحداثة..). أفلام “الدجاهل” DJAHEL ، نوع إيراني نمطي، أصبحت شعبية للغاية، مثل “السوقي الشهم” لمجيد محسني.

عام 1958 استغل الإيرانيون السوقيين كأبطال، وعبرهم يدركون موضوعات الفقر، الظلم الاجتماعي - الأخلاقي، اللذين يعاني جزء مهم من الشعب الإيراني منه، بحثاً عن صورة حامية.

بفضل الدور الذي لعبه سينمائيون مثل فاروق جافراي، مساعد هنري لونجلوا، الناقد في مطبوعة “بوزيتيف” ومؤسس السينماتيك الإيراني ،1958 ظل فيلمه “جنوب المدينة”. ممنوعا لخمس سنوات، أو إبراهيم غولستان، مؤلف الفيلم الرائع “قالب القرميدة والمرآة” (1965) ومنتج فيلم: “المنزل أسود” (1962)، الذي حققته فاروخزاد، وجسدت فيه “سينما المؤلف”.

لم يتفكك الالتزام السياسي، الموسوم بقوة بدءا من ،1969 حتى عام الثورة 1979. شهدت هذه المرحلة فيلمين هما: “البقرة” لدريوش مهرجوي و”غيثار” لمسعود كيمائي. بين الموجة الجديدة، الواقعية الايطالية الجديدة والقدرية الشيعية، تناول جيل من المخرجين - كياروستامي “العابر”، بيزاي “الوابل”، نادري “وداعا صديقي”، شهيد سالس “حدث بسيط” - آلة تصويره كي يعرض بؤس الشعب. وسريعا سميت هذه الحركة “سينما مختلفة”.

هنا أيضا، نجح السينمائيون في توضيح أفكارهم، ولكن مع صعوبات عدة، وعبر المرور من “ثقوب” الرقابة. وكانت المعارضات العنيفة أحيانا مصاغة بنعومة إلى حد كبير، وقد ضاعفت مستويات التأويل، وعزفت - دوما - على وتري الواقع والخيال. فالمخرج أمير نادري يصور في “هارمونيكا” (1933) استغلال ملاك الأراضي للقرويين واستغلال الشاه للبلاد، أو بهروز فاسوغي، النجم السينمائي الكبير، الذي يؤدي في فيلم “رضا سائق الدراجة النارية” دور مجنون هارب من مصحة نفسانية يشبه مثقفا، يوضح ضيق وعدم مقدرة المجتمع على التطور في بلد تولد الحداثة فيه وسط أرمدة الماضي.

لكن، حينما سقطت تماثيل الشاه، في ،1979 وهدمت المصارف “رموز الاستعمار الاقتصادي والتجارة المالية” والمقاهي خربت، وأحرقت دور السينما، تبدى أن هجوم الثورة الإسلامية على السينما، هو من طبيعة الأشياء، ويمكن في دور السينما المعتمة رؤية نساء عاريات. وقد اعتقد الجميع أن السينما انتهت. غير أن آية الله الخوميني، غد الانتصار في 11 فبراير/ شباط 1979 أصدر تصريحا مفاجئا: لم يأخذ موقفا معاديا للسينما، وإنما شجعها، عارضا الحدود الجمالية والأيديولوجية لفن “إسلامي سليم”. وفي أشهر قليلة فرض النظام الجديد سلسلة من القواعد غير المكتوبة: لا يمكن إثارة تعاطف المشاهد مع المجرم أو المغتصب، لاتعرض تجارة المخدرات، الزوج والعائلة يصوران باحترام، عدم ذكر الزنا، الإيحاءات محرمة، لا يتلامس رجل وامرأة (وحتى زوج وامرأته)، الشخصيات “الفظة” أو “غير المقبولة” يجب تجنبها، الشتيمة ممنوعة، لايوصف رجال الدين مثل الشخصيات الكوميدية أو الشريرة، لا توضع القيود فقط على السيناريو وإنما على تنظيم التصوير. وليس من الضروري، وجود مزينين من الجنسين لئلا يحدث أي اتصال محظور؟

لم تحرر السلطة الجديدة، المشغولة بالمشاكل الاقتصادية والمؤسساتية والسياسية، أي قواعد أو قوانين. هنا بدأ السينمائيون أنفسهم (خصوصا الشباب الثوري المثالي، وبعض المخرجين الانتهازيين في عصر الشاه) في تحقيق أفلام تعرض بالنظام القديم وتعزز من قيم الثورة. وأخذت عناوين الأفلام تغدو طويلة مثل “حينما قام الشعب”، “حقول الأرز الدامية”، “صرخة المجاهد”، “جند الإسلام”، “أمطار الدم”.

وبالتأكيد، فإن الحرب ضد العراق، التي خلفت مليون قتيل ومائتي ألف جريح من الجانب الإيراني، غيرت المناخ: أصبح الأبطال مناضلين، ممجدين كما في فيلم “باشو والغريب” (1988) لبهرام بايزاي، أو صار البطل عائدا إلى صوابه كما في فيلم “عرس الأبناء” (1989) لمحسن مخملباف المدافع الأكبر عن القيم الإسلامية. هذان الفيلمان الممنوعان في فرنسا أصبحا شعبيين في إيران.

وقد تأتى النجاح خارج الحدود مع فيلم “العداء” (1985). من خلال عرضه في جميع المهرجانات، في العالم، وخلال عامين حقق عشرين فيلما تقريبا. وكان ثمة مفارقة طبيعية تمثلت في ألا تعرض الأفلام دوما صورة مثالية عن البلد، ولكن الدولة تحتفظ بحق توزيعها، آملة “تلميع” شعارات الثورة الإسلامية، دافعة التناقضات إلى حد منع بعض الأفلام في إيران والسماح بعرضها في الخارج. وهناك ما بين ستين وسبعين فيلما يتم تحقيقها كل عام. وفي 1997 بلغت السينما الإيرانية قمتها ومنحت السعفة الذهبية عن فيلم “مذاق الكرز”.

مدفوعين بهذه الموجة، عرف بعض السينمائيين الشباب ارتقاءً خاطفاً، مثل بهمان غوبادي الذي حاز بفيلمه الروائي الأول “زمن نشوة الجياد”، على الكاميرا الذهبية (2000) أو سميرة مخملباف التي بالكاد بلغت الثامنة عشرة من عمرها حين حققت فيلم “التفاحة” (1998)، غير أن هذا النجاح المتواتر يقوم، في جانب منه، على قواعد مؤكدة، ويرجع بقدر ما إلى نوعية النتاجات، وأثر النمط الذي استغلته السينما الإيرانية والسياق السياسي والجيوستراتيجي في الشرق الأوسط. وإذا كان غوبادي أثار إعجاب الجمهور الإيراني، فهذا لأنه كردي الأصل وإذا كان فيلم “اللوحة السوداء” تفوق على غيره، فهذا لأنه صور في كردستان ومن قبل فتاة إيرانية جميلة هي سميرة مخملباف. إذاً، نتساءل إذا كان هذا النجاح مرتبطا، مباشرة، بالوضع الراهن في البلاد. وفي اليوم الذي تتقدم إيران فيه، هل سيتبعها النقد والجمهور من الأوروبيين؟

انطلاقاً من “مصباح المهرج في الليل الهابط”

في عام 1894 قدم عرض الفانوس السحري “مصباح المهرج في الليل الهابط” صورا متحركة، مستلهمة من مسرح الظلال والدمى. مبدعه ماها ديوبا تفارذان، يدير الآلة وقتما يكون أحد أبنائه يروي ويغني أفعال الشخصيات، وبعد عامين، بلغت السينما بومباي، المدينة الأكثر غربية في البلاد، حيث حقق موريس سستيه، ممثل الأخوين لوميير، في 7 يوليو/ تموز ،1896 العرض الأول في فندق واطسن الراقي، ثم في مسرح نوفلتي وسط المدينة.

ارتبطت صناعة الفيلم مع صناعة الوطن، حيث إنه - بعد مائة عام من اختراع الأخوين لوميير- لم يتصور الهنود أبدا كون السينما شيئا ما قادما من الخارج، كما أكد المنتج سوريش جندل.

ومن الأجدر القول: إن الابتكارية، الفضيلة الأولى للسيناريو المكتوب  حسب الطريقة الغربية سوف تؤدي إلى ابتعاد الجمهور. ان فيلم “ديفداس” المكتوب في عام ،1917 من قبل الروائي البنغالي ساراتشاندرا شاترجي، يروي الحب المأساوي لابن زامندار (مالك أراض) مع فتاة من طبقة فقيرة. هذه الميلودراما الرائعة، أصبحت كلاسيكية أدبية، استلهمتها سبعة عشر فيلما (هناك الفيلم الرائع: “ديفداس” لبيمال روي، ،1955 وآخر حقق في عام ،2001 لسانجاي ليلا بانسالي، ببطولة ايشواريا ريه، ملكة جمال العالم 1994).

وفي الهند، لا تكتب الأفلام عن الاستعارة من الثقافة التقليدية التي تلهمها، بدورها، بكثير من الموضوعات، في هذا المصهر، حيث تذوب الثقافات التقليدية الكلاسيكية والموضوعات الغربية الحديثة بلا انقطاع، ويرى العالم النفساني سودير كاكار أنها تمثل “الأساس الأخرق للثقافة (البانهيدية) الناهضة” و”السينما تلمس جمهورا مختلفا نوعا ما يتسامى على الفئات الاجتماعية والجغرافية”. ومحققة كل يوم أكثر من خمسة عشر مليونا من المشاهدين تقريبا، اجتازت قيم اللغة السينمائية قبل فترة طويلة من الزمن حدود الحضارة المدينية كي تدخل إلى الثقافة الشعبية الريفية.

وينكر سودير كاكار هذا “النظام الخاص بالطبقات السينمائية” الذي، خلال طفولته في البنجاب، يعين في قاع السلم أفلام المغامرات والمعارك والنقل المحلي لأفلام “الكونغ فو” وبينما نجد أن الأفلام الميثولوجية والتاريخية تقبع في الدرجة التراتبية العليا، فإن المعالجات في (وثبة الدقيقة الأخيرة، الخ) وبناء على النهاية السعيدة الإجبارية، تمكن من الانتصار الحتمي للأرملة وابنها اليتيم في مواجهة الراشي الدنيء، وهي وسم هذه الثقافة العنيدة التي تسامح صور العنف  مع كافة التحفظات  التي لا تعمل على قلب التراتبيات التقليدية. في الواقع، لا يعير اهتماما لعلامات “سينما  مخدر الشعوب” ولا لهذا الكيتش الذي آوته بوليوود دوما.

ومثلما كتب باشكار غوز في نص بعنوان “خيالي وأيقونات” فإن “هناك أفلاماً عن العفة، الظلم، التمييز الطبقي حازت على نجاحات باهرة، غير أنه يتبدى أنها غير ناجمة عن دراسة الشروط الاجتماعية أو العلاقات الانسانية، وكذا استغلال هذه الشروط الاجتماعية لمراعاة مصلحة الجمهور.

لم يحلل فيلم “المنبوذ” (لفرانز أوست، 1936)  النظام الطبقي وإنما الميل العاطفي الذي عرضه، ووضح “هكتاران من الأرض” لبيمال روي، 1953) الفقر والظلم(...) ولا يستدعي الفيلمان الاستبطان ولا يمثلان إجابة على المسائل الكبرى”.

الخليج الإماراتية في 15 مايو 2006

 

تراث السينما المصرية في يد القنوات العربية.. وشاشاتنا لم يعد لها الحق في الاقتراب منه قانونيا

التليفزيون المصري لا يملك الآن حق عرض أفلامنا السينمائية

زياد فايد  

·         تليفزيون الريادة يضطر لأول مرة في تاريخه لقبول «حسنة» من قناة سعودية بعرض 170 فيلما قديما مرة واحدة أرضيا

·         تعليمات إلي رؤساء القنوات بعدم الاقتراب من الأفلام لا بالعرض.. ولا باستخدام مشاهد منها في البرامج  

خبر صغير نشرته مؤخرا إحدي الصحف اليومية ـ مفاده أن الأجهزة الرقابية بدأت التحقيق ـ فيما يتردد عن وجود فساد ومخالفات تشوب تعاقدات لجنة شراء الأفلام العربية بالتليفزيون. هذا التحقيق الذي ربما يكشف المستور والمسكوت عنه ـ في اختيار أفلام شركات إنتاج معينة بمبالغ مبالغ فيها مقابل أفلام لا تستحق في نفس الوقت ترفض أفلام أفضل وربما بأسعار أقل؟! ربما ينكشف أيضا ما دار خلف كواليس صفقة الـ 1200 فيلم مصري.. الذي كانت شركة مصر للإنتاج والتوزيع.. قد عرضتها في مزاد منذ سنوات مقابل 40 مليون جنيه.. حيث اشتراهم رجل الأعمال السعودي «صالح كامل» وشريكه الموزع السينمائي اللبناني «محمد ياسين» ذلك المزاد الذي امتنع عن حضوره التليفزيون المصري.. بحجة عدم وجود سيولة.. وتردد وقتها أن هناك أيد خفية وقفت حائلا بين التليفزيون وبين هذا المزاد.. الذي فتح تليفزيون ART فرصة احتكار أكثر من ثلث تراثنا السينمائي؟! وربما نفس الأيدي الخفية.. كانت أيضا وراء احتكار الشركة العربية التي تمتلكها الفنانة «إسعاد يونس» وزوجها رجل الأعمال الأردني «علاء الخواجة» لما يقرب من 800 فيلم، وأخيرا الأمير السعودي «الوليد بن طلال» الذي احتكر هو الآخر حوالي ألف فيلم.. وبذلك تكون السينما المصرية قد فقدت كل تراثها وكنوزها السينمائية علي مدي ثمانين عاما.

حتي وصل الأمر بالتليفزيون أن يمد يده لقبول حسنة من الأمير السعودي تتمثل في 170 فيلما مصريا قديما للعرض مرة واحدة «أرضيا».

ربما كان ذلك سببا في صدور تعليمات للمخرجين في جميع القطاعات بعدم الاستعانة بلقطات من الأفلام العربية الموجودة داخل المكتبة إلا بموافقة كتابية من رؤساء القطاعات، وهو نفس السبب كما تردد في قرار وزير الإعلام «أنس الفقي» بإنزال القنوات الإقليمية من القمر الصناعي «نايل سات» للعرض أرضيا.. بعد قيام بعض المخرجين بالاستعانة بلقطات من أفلام عربية قديمة داخل برامجهم «دون أن يكون هناك حقوق لعرضها فضائيا»، مما نتج عنه مقضاة الشركات المنتجة للتليفزيون والمطالبة بتعويضات وصلت لعدة ملايين.

وهناك عدة وقائع تؤكد وجود خلل في تعاقدات المسئولين عن التعاقد علي الأفلام ـ منها واقعة تقدم ورثة المنتج السينمائي الراحل «والي السيد» للتليفزيون بعرض استغلال مجموعة من الأفلام التي في حوزتهم ـ إلا أن اللجنة طلبت موافقة الرقابة أولا ثم الصلاحية الهندسية.. وبعد ذلك اختاروا ستة أفلام من بين 21 فيلما.. وذلك مقابل 20 ألف جنيه للعرض الأرضي والفضائي لمدة 6 سنوات. ورغم أن هذا المبلغ لا يتجاوز 25% مما تدفعه الفضائيات العربية، ورغم موافقة الورثة علي عرض التليفزيون المصري.. ماطل المسئولون في إدارة التعاقد في الإجراءات بعد أن رفض وكيل الورثة مبدأ «فتح مخك»؟!

واقعة أخري حدثت عندما كان الإعلامي الراحل «أحمد سمير» رئيسا للقناة الأولي حيث طلب التعاقد علي فيلم «أرض الأحلام» بطولة سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة»، «يحيي الفخراني».. إلا أن إدارة عقود شراء الأفلام العربية.. رفضت بحجة أن الفيلم غير صالح هندسيا من جهة ومن جهة أخري أن الشركة المنتجة طلبت 35 ألف جنيه مقابل حق الاستغلال وأنهم ـ أي «العقود» لا تري أنه يستحق أكثر من عشرة آلاف جنيه.

وثار «أحمد سمير» في حينها وهدد اللجنة بفضح أساليبها ـ إذا لم تحضر الفيلم وتحت التهديد والوعيد وخوفا عن كشف المستور ـ تعاقدت الإدارة علي الفيلم المذكور مقابل 35 ألف جنيه ـ هذه وقائع حدثت بالفعل ـ ومازالت تحدث ـ ولذا نطالب الجهات الرقابية بوضع آلية تحكمها الشفافية في مسألة شراء أفلام جديدة أو تجديد حق الاستغلال لعدد من الأفلام المهمة حتي لا يضطر التليفزيون أن يعيش علي حسنة الأمير أو غيره!

وتعليقا علي الأزمة التي يمر بها التليفزيون حاليا حيث انتهي بالفعل حق استغلال معظم الأفلام الروائية الطويلة التي يمتلكها التليفزيون في مكتبته، في الوقت الذي تحتكر فيه الفضائيات العربية من حولنا ما يقرب من ثلاثة آلاف فيلم مصري ـ هي تقريبا كل رصيده باستثناء ما يقرب من 500 فيلم بعضها في التليفزيون والبعض الآخر إما غير صالح أو مفقود ولا أثر للنيجاتيف الأصلي.

تقول «سهير شلبي» رئيس قناة النيل للدراما: القناة تعتمد بشكل أساسي علي الدراما ـ يعني «الأفلام، المسرحيات، المسلسلات» ومعظم الأفلام انتهي حق استغلالها، المسلسلات الجيدة تعرض حصريا علي الفضائيات العربية أولا ـ والرصيد المسرحي ضئيل جدا فماذا نفعل؟ أتمني إعادة استغلال الأفلام المهمة إلي جانب أفلام حديثة حتي نستطيع تغطية ساعات إرسال قناة الدراما التي تصل حاليا إلي كل الوطن العربي والعالم.

أما الفنان «حسين فهمي» فيقول: من العيب أن نري معظم إنتاج أفلامنا المصرية يذاع علي الفضائيات العربية ولا نشاهدها علي شاشة تليفزيون بلادنا وأعتقد أن التليفزيون المصري يستطيع استرداد ما سيدفعه في أي فيلم عن طريق الإعلانات التجارية التي تسبق عرضه، وهذا يعد بالملايين.

ويضيف الفنان «محمود يس»: للأسف التليفزيون المصري أعتقد أنه الوحيد علي الساحة متناسيا أن هناك العديد من الفضائيات الأخري المنافسة مثال «روتانا، ميلودي، ART» وغيرها، وهذه القنوات تشتري الأفلام والمسرحيات والمسلسلات بمبالغ مرتفعة، أما التليفزيون فقد توقف منذ سنوات عن تجديد حق الاستغلال لعشرات الأفلام الموجودة في مكتبته، وحتي إذا ما طلب تجديد خمسة أو ستة أفلام للضرورة فهو يعرض مبالغ هزيلة ويدفعها بالتقسيط؟!

أما الناقد السينمائي «طارق الشناوي» فيري للقضية أبعادا أخري حيث يقول: «أعتقد أن غياب استراتيجية «القرار السياسي» أشد خطورة من الفساد الذي يمكن أن يشوب التعاقد علي حقوق استغلال أفلام لحساب التليفزيون بقطاعاته المختلفة بعد أن خسرنا بالفعل المعركة الأولي وسبق السيف العزل.. ولا داعي للبكاء علي اللبن المسكوب.. بعد أن أصبح كل تراث السينما المصرية محتكرا لحساب كل من «صالح كامل، الوليد بن طلال».

جريدة القاهرة في 16 مايو 2006

ضوء ... العرب في دوامة السينما الأمريكية

عدنان مدانات 

ينضم فيلم “تصادم” الحائز جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أمريكي لعام 2006  إلى قافلة أفلام يزيد عددها على أكثر من خمسمائة فيلم سينمائي أمريكي روائي تم إنتاجها من بداية تاريخ السينما الأمريكية وحتى يومنا هذا تتضمن، في غالبيتها، مواقف سلبية من الشخصية العربية ومن العرب عموما. وعلى الأغلب، لا يمكن اعتبار هذا الفيلم على “آخر العنقود” في حقل صناعة الأفلام السينمائية التي تقدم الشخصية العربية من دون احترام، أو تنظر إليها كعدو، ولكنه فيلم يقدم موقفه المناوئ للعرب في دهاء مراوغ يسمح لصانعيه بالتملص من التهمة. قيل كثيرا أن الفيلم المذكور يحتوي على أسلوب جديد، جديد على السينما الأمريكية على الأقل، فيما يتعلق بتقديم الشخصيات فيه بخيرها وشرها معا.

ينطبق هذا تقريبا على غالبية شخصيات الفيلم الرئيسية، ربما باستثناء شخصية رئيسية واحدة هي نموذج لإنسان أحمق منفّر لا يمكن لأي عاقل إلا أن يكرهه، وقد ظل ثابتاً على هذه الصفات طوال الفيلم من بدايته وحتى نهايته مرورا بوسطه. وهذه الشخصية هي بيت القصيد فيما يتعلق بالموقف المناوئ للعرب في فيلم “تصادم”. وتدل سلسلة الأحداث الفيلمية المرتبطة بهذه الشخصية على الطريقة التي تم من خلالها تقديم الموقف المناوىء للعرب بشكل يتسم بالدهاء والمراوغة، حيث يتعرف المشاهدون في البداية إلى رجل آسيوي يقف مع ابنته داخل متجر لبيع الأسلحة في مدينة أمريكية. ويتبين أن هذا الرجل لا يفقه في الأسلحة ولا يعرف ماذا يريد بالضبط، كما أن معرفته باللغة الإنجليزية بائسة لدرجة أنه يحتاج ابنته لكي تترجم له، ومع ذلك فهو لا يتورع عن توجيه الاتهامات للبائع والصراخ في وجهه بكل عصبية وحماقة لأنه لم يعرف نوع الرصاص المطلوب للمسدس الذي يريد شراءه. فيكون رد البائع السخرية منه والتعليق بأنه ربما يريد شراء طائرة يفجرها، في إشارة منه إلى أحداث أيلول/سبتمبر. وهكذا يفهم المشاهدون أن هذا الشخص عربي.

في تطور لاحق في الأحداث يكشف الفيلم عن جنسية هذا الرجل الأحمق، وقد ازداد حماقة، فيتبين أنه إيراني مسلم وليس عربياً. غير أن هذا الرجل الإيراني المهاجر إلى أمريكا والذي يدير متجراً يعتاش منه يكتشف ذات يوم أن اللصوص سطوا على متجره وكتبوا على جدرانه الداخلية شعارات معادية للعرب، فيعلق على ذلك بسخرية تشي بشعوره بالتميز عن العرب: “يظنون أني عربي”.

وحسب الناقد السينمائي المقيم في أمريكا محمد رضا مؤلف كتاب “هوليوود والعرب”،  فإن ما يربو على المائة فيلم من فترة السينما الصامتة تحديدا دارت أحداثها في العالم العربي وتضمنت شخصيات عربية. ومعظم هذه الأفلام مفقود الآن. ويلاحظ محمد رضا على أفلام تلك الفترة أنه “سواء كانت القصة خيالية تماماً، أو تحاول أن تدعي أنها واقعية معاصرة، إلا أن العين كانت مفتوحة على الجديد الآتي من بلاد الشرق. وحقيقة أنه كانت هناك أفلام عن العالم العربي أكثر مما كانت، في تلك الفترة، أفلام عن الصين أو روسيا تعود إلى سهولة الوصول إلى تلك المنطقة التي كانت تقبع تحت سيطرة هذا المحتل أو ذاك. وفي تلك الفترة  فإن العربي “لم يكن شريرا دائما (كما صورته لاحقا أفلام في الستينات والسبعينات بناء على تطورات سياسية). بل كان “رومانسياً وكان أيضا جلفاً. ابن صحراء لوّنت طبعه”. وبما أنه لم يكن عدواً أيديولوجياً أو ثقافياً، كما كان الهنود الحمر، فإن السينما الأمريكية خصوصا لم يكن لديها اعتراض على تقديم العربي بطلا، ومن نماذجها فيلم “صقر البحر” (1924) و”لص بغداد” (1924) و”ابن الشيخ” (1926) من بطولة النجم الشهير فالنتينو. غير أن هذا البطل العربي لم بكن بطلاً معاصراً ولم يكن في حقيقته إلا بطلاً أسطورياً مستمداً من الحكايات الأسطورية، يقوم بمغامرات ممتعة تستجيب للصورة الغربية عن الشرق القديم ولا تمت بصلة الى الواقع المعاصر.

وكان يجب الانتظار حتى النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين كي يظهر الإنسان العربي المعاصر على شاشات السينما الروائية ولكن هذه المرة لا كبطل بل كشرير. ففي تلك الفترة أصبح الوضع في العالم العربي مثار اهتمام عالمي، أولا بسبب التطور الذي حصل في القضية الفلسطينية بعد حرب حزيران والذي تمثل في حركة المقاومة الفلسطينية التي حازت صدىً دولياً ونالت تعاطف أوساط اليسار في العالم الغربي مما سمح بامتداد نشاطها الثوري إلى قلب العالم الغربي، وثانياً بسبب بروز قوة سلاح النفط العربي في بداية السبعينات مما شكّل تهديدا للمصالح الغربية. وفي تلك الأفلام كان العربي إرهابياً شريراً. من أبرز أفلام هذه الفترة “24 ساعة في ميونيخ” و”الأحد الأسود” الذي أصبح نموذجاً لعدة أفلام تتناول الإرهاب العربي، وفيلم “نيتوورك” (شبكة التلفزيون)، وهو أول فيلم يحذر بصراحة من العرب، خاصة أثرياء النفط، الذين يسعون، حسب صرخة بطل الفيلم الأمريكي “العرب قادمون” للسيطرة على وسائل الإعلام في العالم الرأسمالي. وقد استمرت موجة هذه الأفلام التي تقدم العرب كأشرار وإرهابيين أو كأثرياء نفط فاسدين في الثمانينات والتسعينات وكان أبرزها وأوقحها فيلم “أكاذيب حقيقية”.

بالمقابل، شهدت فترة التسعينات بعض الأفلام التي اعتبر النقاد أنها حاولت أن تكون غير معادية للعرب، لكن تلك الأفلام لم تتطرق إلى العرب المعاصرين بل لجأت - مثلها مثل أفلام النصف الأول من القرن العشرين - إلى عالم الحكايات بحثاً عن الشخصية العربية التي تنتمي سردياً إلى الماضي الأسطوري السحيق. من هذه الأفلام “روبين هود: أمير اللصوص” و”المحارب الثالث عشر” و”ثلاثة ملوك” وغيرها.

وفي الحقيقة يمكن للقراءة التاريخية - لمجمل توجهات الأفلام الأمريكية التي كان للعرب فيها نصيب، سلبياً كان أم إيجابياً - أن تصنف الأفلام وفق ثلاثة محاور رئيسية: الأول منها ينتمي إلى الماضي ويدور في فلك المواضيع المرتبطة بحكايات الشرق الأسطوري، أما الثاني والثالث فينتميان إلى الحاضر من خلال موضوعي الإرهاب والنفط. وقد بقيت هذه التوجهات تسيطر على أفلام القرن الواحد والعشرين وأشهرها “مملكة السماء” (باستثناء أنه يعود الى التاريخ الحقيقي وليس الأسطوري)، و”سيريانا” (النفط) وأخيراً، “ميونبخ” (الإرهاب).

الخليج الإماراتية في 15 مايو 2006

 

سينما المرأة: مخرجات سينمائيات يشهرن الكاميرا ضد الحيف الذي يستهدفهن

الرباط : أمينة بركات 

لأن السينما لغة عالمية تتخطى الجنسيات واللغات و الأديان ، و الصورة تمثل العنصر الهام فيها ، فقد أصبحت من العوامل الأكثر تأثيرا على المجتمعات و ما يزكي هذا الوضع هو انتشار حمى المهرجانات السينمائية في العالم كاشارة لأهتمام ألأمم بهذا الفن فيصبح لكل بلد أكثر من مهرجان حتى تلك التي لا تتوفر على انتاج سينمائي و هي ظاهرة صحية من شأنها أن تعطي نفسا جديدا لتنمية هذا القطاع وربما تليين العقليات في بعض الدول التي ترى في الفن السابع أمرا يدعو الى انتشار الفساد.

وقد كانت السينما و لزمن قريب جدا حكرا على الرجال ، تواجد المرأة فيها كان على مستوى التمثيل فقط تتحرك في دائرة ما يسطره لها المخرج بمعنى أنها تؤدي دورها بدون اضافات هذا الى أن تمردت و قررت أن تقف هي ايضا وراء الكاميرا لتقول كلمتها و بالتالي أصبح ارتفاع عدد المخرجات ملحوظا ليس في الدول المتقدمة أو ذات الصناعة السينمائية فقط بل في أغلب البلدان بما فيها تلك التي ما زالت تحبو في هذا المجال و أكثر من هذا في الدول التي تعتبر فيها حقوق المرأة مهضومة ، فالفورة و ألانتعاش الذي تعرفه بلدان الخليج مثلا و اقبال الشباب على السينما فيها أدت إلى بورز أسماء لمعت من خلال اخراجها و انتاجها للأفلام بالرغم من المضايقات و المشاكل التي تعترضها ، فنجد المخرجة السعودية هيفاء المنصور في الواجهة تحصد الجوائز في المهرجانات التي تشارك فيها وآخرها جائزة الخنجر الذهبي من مهرجان مسقط و جائزة من مهرجان السينما بألأمارات و الفيلم يعالج وضعية النساء ، عنوانه "نساء بلا ظل" يحمل بين طياته الكثير من الرموز .الصحافة تتحدث أيضا على المخرجة الأماراتية نايلة الخاجة التي تستعد لأخراج فيلم يحمل عنوان "ياسمين" و يتناول موضوع اضطهاد المرأة في الخليج ...عدد مهم من السينمائيات في المنطقة تحركن في هذا ألاتجاه ، و هي اشارة ايجابية من جميع الأطراف .

اما اذا تصفحنا سجل السينما الأيرانية فنجدها غنية بأ لأسماء التي تعمل في السينما ، طاقات ساهمت بكثير في الأنتاج السينمائي المحلي و استطاعت أن تلوح في سماء العالمية و لعل سميرة مخلباف تمثل رمز هؤلاء خصوصا بعد فوزها بجائزة مهرجان كان عن فيلمها "تفاحة " و من قبلها بكثير ظهرت المخرجة و السيناريست بوران درخشندة و هي أول امرأة اقتحمت مجال السينما و قد سبق لها أن صرحت لأحدى وكالات الانباء ان السينما يمكنها أن تصل الى العالمية دون أن تعتمد على ألأغراء ايمانا منها بان هناك مواضيع و قضايا اجتماعية و انسانية لابد من الوقوف عندها و عليه تعارض هذه المخرجة بشدة على استغلال المرأة كوسيلة للتسويق التجاري و ألأعلاني لأن الاستغلال السيئ لشخصها يحد من نموها بشكل صحيح . و إذا كان منطقيا أن تصل المرأة ألإيرانية مركز القرار في الصناعة السينمائية المحلية فلان تاريخ هذا الفن يعود الى ما قبل 100 سنة أي مند 1900 و تنتج نحو 80 شريطا في السنة و بالتالي هناك سوقا محليا تعرف فية الحركة السينمائية انتعاشا ملحوظا لا يمثل له ألإنتاج الخارجي أي تهديد ، و الأجمل في هذا الموضوع هو ظهور مفاجئ لمخرجة افغانية شابة برزت من تحت أ نقاض نظام الطالبان تحمل كاميرتها و تقرر خوض تجربة في بلد ينعدم فية أبسط حقوق الأنسان حتى لا نقول حقوق المرأة لأن هذه ألأخيرة لا حق لها في معجم متزمت لا يعترف بالمرأة ككيان قائم بذاته بعد أن تم اختزالها في الدور البيولوجي لا غير. انها رؤيا سادات من مواليد 1981 ، تحدت كل العقبات لتقول كلمتها عبر الصورة وتمردت على كل المحضورات لتصنع فيلمها" ثلاث نقاط" الذي عرض في مهرجان الفيلم ألأفغاني و قالت بأنها حققت حلمها في ممارسة الإخراج السينمائي .

بدأت رؤيا عملها مباشرة بعد سقوط نظام الطالبان و انضمت إلى العدد القليل من المخرجين المتواجدين في كابول و من بينهم صديق بارماك الذي فاز فيلمه "أسامة" بالكرة الذهبية و جائزة الحكام الشباب في مهرجان كان و يحكي قصة طفلة أفغانية في الثانية من عمرها تضطر لقص شعرها لتبدو كالصبي و تستطيع أن تعمل لتساعد أمها الأرملة . أهم المشاكل التي اعترضت رؤيا في عملها هي و الطاقم المرافق لها هو ايجاد البطلة بألأضافة الى مشكل التمويل كعائق رئيسي في الصناعة السينمائية.

النساء من أمثال رؤيا ، هيفاء و، نايلة و أخريات يحسب لهن هذا الحضور لأنهن كافحن و قاومن و ما زلن ، العقليات المتحجرة التي تريد أن تعود بالمرأة الى القرون الوسطى و تجردهن من حقوقهن كمواطنات مكتملات و تضعهن في ماريستان خاص بالناقصات العقل و الدين .هؤلاء النمادج فتحت ألأبواب على مصراعيه لتشجيع النساء على اقتحام مجال السينما أو بالأحرى مواصلة الطريق في البحث عن الذات من خلال مهن كانت حرام عليها ، و اليوم نجد عددا كبيرا من الجنس الضعيف كما يحلو للجنس الخشن أن يناديها به ، يقفن وراء الكاميرا ليصنعن أفلامهن و يعالجن قضايا هن من زوايا ربما تكون أكثر صدقا من الرجل من دون أن تقزم دوره لأنه أيضا أحسن في العديد من ألأفلام معالجة قضايا المراة و كان سباقا لهذا ، و بالتالي لم تات لتنافسه أو لتزعزعه من مكانه بل لتقف بجانبه و يعملا معا . اتخدت السينمائيات من هذا الفن منبرا للإشعاع الثقافي و الاجتماعي كما عبرت عن هذا المخرجة المصرية أنعام محمد علي صاحبة "هي و المستحيل" .

و من الباكستان تشهر شرمين عبيد سلاحها ، العين الثالثة في وجه ما تعتبره سياسة القهر و الإجحاف ضد الإنسانية و تجريد المرأة من كيانها كعنصر فاعل في المجتمع ، حملت عتادها و بدأت تلتقط مشاهد حية عن واقع مر لتدونة في شريط وثائقي يحمل عنوان #اعادة ابتداع الطالبان 3 حاز هو أيضا على جائزة الأواردس و جائزة النسر الذهبيتدين من خلاله السياسة التي تستهدف دور المرأة في التنمية و تؤمن شرمين بان السينما سلاح قوي لو أحسن استعماله . ان المسألة ليست تصفية حسابات أو إدانة طرف على حساب الآخر هو فقط اعادة تصفيف ألأوراق و تحديد و تحديد مهم كل واحد و لا مجال لتصنيف السينما في خانة النسوانية كفكر سياسي جاء في وقت كرد فعل على الحيف الذي يطال النساء و التعامل معهن بأسلوب يستفزهن ، المسألة تتلخص في المطالبة بالاعتراف بها و المساواة في الحقوق بينها و بين الرجل فقط و هو حق شرعي لأنه في واقع المر الفرق بينهما هي الطبيعة الفيزيولوجية و الدور البيولوجي الذي حباها به الله لتكون رمزا للاستمرارية و عليه كونها أم و زوجة يشرفها و يكلفها لأنه يضيف لها مسؤوليات أخرى مما يجعلها ممزقة بين البيت و العمل و من هنا جاءت المطالبة بالنظر في عنصر الجندر الذي يستدعي ة بإلحاح الوقوف عنده . 

بواسطة: ت/م

جماعة السينما الفلسطينية في 15 مايو 2006

 

سينماتك

 

بدايتهما متقاربة زمنياً ومختلفة موضوعياً

ترجمة ... إضاءات على تاريخ السينما في إيران والهند

ترجمة: أحمد عثمان

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك