نظم في الأيام الأخيــرة مهرجان بانوراما السينما المغربية بمدينة سان دوني بدعوة من جمعية Indigٹne Films و بالتعاون مع سينما l'Ecran بالحيوية المعهودة في مديرها بوريس سبير و كذا بمجهودات عناصر جمعوية و أطراف سياسية مغربية، وبدعم بلدية سان دوني التي ركزت في شخص عمدتها علي التوأمة التي سجلت بين مدينته و مدينة تزنيت المغربية الواقعة جنوب أكادير.

لقد عرضت أفلام أخري و أفلام قصيرة بالإضافة إلي بعض الفقرات الموسيقية ونقاشات متنوعة بحضور جمعيات حقوقية و إنسانية و معتقلين سابقين في سجون الأنظمة القمعية.

غير أنني سوف أتناول فقط فيلم الغرفة السوداء أو المظلمة، دون أن يعني ذلك اعتبارا ناتجا عن حكم قيمي يستثنيه من بين الأفلام الأخري و يقصيها.

الفيلم مأخوذ من كتاب جواد مديديش الغرفة السوداء الصادر بالفرنسية فبراير 2001 وقد قدم له المعتقل السابق ابراهام السرفاتي والذي كان من مؤسسي المنظمة السرية المغربية إلي الأمام ذات التوجه الماركسي اللينيني آنذاك.

لم يكن الفيلم جديدا، إذ ظهر في موسم 2004 وعرض في القاعات السينمائية المغربية و كذا في بعض قاعات مدينة بولوني الإيطالية قبل أن تعرضه التلفزة في المغرب بعد ستة أشهر من ظهوره دون أن تحترم حتي الأجل القانوني في استغلال النتاج السينمائي تلفزيونيا! مع أن بعض التوجهات السياسية، مثلما أوضح ذلك حسن بن جلون، قد قدمت آنذاك في المغرب مشروع قانون لمنع الفيلم غير أن البرلمان لم يأخذه بعين الاعتبار!

أمر آخر أن السفير المغربي بباريس قد تدخل كي يمنع ظهور الفيلم باليونسكو بعد أن برمج ثمة قبل مدة، غير أن الفيلم قد عرض بعد ذلك! (سنفهم فيما بعد مغزي هذه الرقصات!).

القاعات السينمائية الباريسية التي تعرض أفلام الجنوب لم ترد قط أن تعرضه بدعوي أنه من الأفلام التي لا تعني و لا تهم الجمهور الفرنسي، بغض النظر عن مدير لكرون الذي قبل عرضه في إطار المهرجان السابق الذكر!

و إن تناهت إلي مسامعي أن سينما la Cl‚ الباريسية ستعرضه هي أيضا لاحقا و لربما فقط في موعد محدد.

المخفر السري درب مولاي الشريف بمدينة الدار البيضاء إذن أم فيلم حسن بن جلون؟!

عندما نتتبع الفيلم بشكل جيد لنكاد نحس أنه قد أنجز تحت طلب، غير مباشر، و أن بن جلون نفسه يركض مع الذين أصيبوا بإسهال ما و نشروا مذكرات حول أيام القمع الكبري، محددين كونها تنتمي إلي ماض، و كأنهم يتحدثون عن الحروب الصليبية الأولي!

يأخذ الفيلم، محاصرا بالنص الذي أخذ منه و إن كانت فقرات كثيرة أضيفت إليه بخصوص الإثارة وحب نجاة، نموذج تجربة جواد مديديش الذي سبق له أن انتمي إلي منظمة إلي الأمام الثورية دون أن يبدو في بدء الفيلم سوي علي أنه شاب مفعم بالحياة و إلي جنب خلواته ثمة عشيقته التي يذوق معها كل حلاوة و يحلم، عكس كل مناضل حر في تلك الفترة، ليس بالثورة و تحرر الإنسان من الفقر و القمع و الظلم الاجتماعي و إنما بزيارة روما و البندقية و باريس علي أعقاب امرأة جميلة!

يختار حسن بن جلون للحديث عن فترة قمع النظام المغربي لتحرك الحركة اليسارية الراديكالية بين بداية السبعينيات و الثمانينيات نموذج شخص تراجع عن مواقفه السياسية لأنه أخطأ الطريق في نظره و ألجم في ذاته حرية الإنسان! لتبدو بذلك تجربته داخل مراكز التعذيب و كأنها بدون معني أو أكثر من ذلك عبثية.

أمر آخر يؤكد سلبية رؤية بن جلون سواء لأفكار المرحلة أو لتاريخها، ما يدل أكثر علي كونه لُفَّ في كيس اللجنة التي سميت ب المصالحة و الإنصاف و التي خرجت من ردن ملك المغرب. و كأن الأمر يتعلق بجناية طفيفة لا تتطلب أكثر من مصالحة بسيطة وبعض دية ما إن اقتضي الأمر!

هنا نفهم ذلك التهافت علي الفيلم في المغرب و كونه بهذا المعني يخدم قضية ما يسميه المخزن و يتبعه في ذلك كثير من اليساريين و ضحايا التعذيب بعملية طي الصفحة ، و لنعجب لهم كيف استساغوا الأمر و كأن ما حدث خلال سبعينيات القرن الماضي لم يكن سوي كوارث جاءت من شراسة شخص واحد اسمه الحسن الثاني(1929ـ1999). و نسوا بذلك أن ذلك يمكن أن يتكرر، بل و يتكرر علي الدوام، بطرق أخري و بوسائل أخري في أماكن أو أخري من العالم!

يحاول بن جلون أن يضع المشاهد رهن ضغطين أولهما بارد و الآخر حار، و ذلك إذ كان يلهو، بل لم يكن يلهو بأمور جدية مثلما أكد نفسه علي ذلك، لذا فهو يتلاعب بالمشاهد و يمرره من منطقة مناخية إلي أخري بدرجات حرارية قصوي في الأقصي كل مرة.

من ينظر جيدا إلي الفيلم يري كيف يقدم زبانية مركز التعذيب و إن في بهلوانية تقمصهم لجلادين حقيقيين علي أنهم من يجعل المشاهد، في سياق تراجيدي واضح، يضحك و ينتشي. كل ألفاظ الشتم التي تثير الضحك أكثر مما تسيء إلي عزة الشخص، لقطة كمال و هو يغتسل و انقطع في أفكاره ونسي انتهاء المدة الزمنية المحددة و الحاج الذي يباغته في عريه كي يذكره و يضيف مُلحة دالة، بلكنة مراكشية، أنه لم يداهمه لأمر آخر،نفهم أنه متعلق بالجنس، و إنما لغلق صنبور الماء!

تبدو إذن الصيغ التي وظفت في الفيلم عادية جدا بل مسموح باستعمالها و تداولها اليوم و لم يكن الهدف إذن نابعا من رغبة فنان أن يتناول حقيقة تاريخية مؤلمة و بنيوية في كل نظام ديكتاتوري. لذا فحتي حفل مغادرة بعض المختطفين للمخفر السري قدم فيها الجلادون و القيّمون علي ذلك المركز الدموي بعض شهادات أخوة و أبوة إزاء الضحايا، و إن شاء المخرج أن يكون الأمر مجرد استهزاء فإن ذلك لا يستوي قط، لما تم القول لهم بأنهم يحبونهم و سوف يفتقدونهم كثيرا و إن ضربناكم كما يقول المتكلم.

في ثنايا الفيلم أيضا بعض التصريحات المدسوسة هنا و هناك تكشف دوما عن سلبية المخرج و اعتباره مادة فيلمه و كأنها مجرد حكاية تبدأ ب : كان يا ما كان في قديم الزمان ملك ... ، مثل أن يأتي علي لسان أحد الجلادين بأن كل أولائك المعتقلين كانوا سذجا و أنهم بالفعل كانوا أكثر من ذلك حمقي إذ كيف سولت لهم أنفسهم أن يتحدوا مثل كمشة ضئيلة دولة كبري و قوية!! أو أن يشير أحدهم مرة أخري إلي كونهم ألعوبة في يد اليهودي و يقصد بذلك ابراهام السرفاتي لكونه يهوديا مغربيا.

أشياء أخري مثل أن يركز علي مسألة أن يدل أحد المعذبين علي رفيق له مثلما فعل كمال لما جيء به إلي الحارة درب الفقراء كي يدل علي عبد الرحيم و قد كان هو نفسه ضحية خيانة من نفس النوع من طرف أحمد. لا أمحص الآن هذه الأمور و غيرها مما يتعلق بمنظمة إلي الأمام و إنما استقريء كيف قدم المخرج كل هذه الأمور دون أن أشير حتي الآن إلي فشل الفيلم سينمائيا علي كل الأصعدة.

رأينا كيف أن حسن بن جلون تصرف نوعا في كتاب جواد مديديش و أضاف حكاية الحب التي أريد بها أن تشد المشاهد و يتتبعها و كأنها أجمل من بشاعة ما يعنيه فقط ذكر المخفر السري درب مولاي الشريف! فلماذا لم يضف أشياء أخري و لماذا لم يجعل تجارب آخرين تتفاعل في فيلمه و تقدم لنا بشكل واضح بعض ما جري دون أن نطالبه بكتابة التاريخ لأنه فنان من المفترض أن تكون لديه طريقته الخاصة في سبك مجريات الوعي الإنساني. لماذا لم تحضر النساء بدرب مولاي الشريف أو بسجن غبيلة و قد وضع حد ثمة لحياة سعيدة المنبهي في الإضراب عن الطعام الشهير و الذي ذكر في الفيلم (علل بن جلون ذلك الغياب بأنه صوّر مشاهد لنساء لكنه لم يحتفظ بها نظرا لسبب تقني!) و إن كان بن جلون يفضل أن يتحدث عن تندر المضربين و نوستالجيا الطعام لديهم و لو قدم بعض هذيانات أحد المعتقلين المصدومين لكون كثرة منهم لم يكن لهم عهد و لا قدرة تحمل بما يعنيه الوقوع في قبضة الزبانية. يريد بن جلون أن يضحكنا إذن و يثير رغبة مصطفي أن يأكل خروفا مشويا بأكمله بعد الإضراب و يرد عليه آخر بقوله و لما لا جملا مشويا و يتقبل الآخر قائلا جملا مشويا محشوا بخروف مشويّ! ألن نضحك إذن؟ أما أنا فقد ضحكت و لكني لم أبك مثلما بكي كثيرون!

يؤكد بن جلون نفسه كونه يستجيب في انجاز الفيلم لتوصيات معينة و هو يقول بعد عرض فيلمه في مهرجان سان دوني أن القاعة التي عرض فيها في الأول بالمغرب كانت مكتظة خلافا لكل التوقعات و قد جاء الجميع حسب قوله، ضحايا القمع الأسود وجلاديهم القدامي، الضحية تظل دائما ضحية و لن يستطيع أحد أن يسقط عن الجلاد وصمَته. الشيء المدهش الذي نبس به بن جلون هو أنه بعد نهاية الفيلم لمح معتقلا سابقا و جلادا يلتف أحدهما في ذراعي الآخر و يبكيان جميعهما! يا للعار!! و يضيف أن فيلمه إذن قد حقق هدفه!

إذن هذا هو هدف الفيلم : المصالحة !!

كان المغرب آنذاك يعج بالمخافر، و ما يزال، بعد درب مولاي الشريف المشئوم (الذي كان يديره المسمي يوسفي قدور و الذي ترقي الآن بعد كل ما ارتكب ليصير مستشارا للإدارة العامة للأمن الوطني. فمع من سيتصالح الضحايا إذن؟ و كيف؟) و بفيلات الخطف و التعذيب مثل دار المقري أو( PF2) و دار أو جنان بريشا و دار الريسوني و غيرها من المراكز و المزارع خاصة في الغرب. مثلما ما تزال قطع أثيرة من أرضنا تواري في صمت منقطع كثيرا من المقابر الجماعية، و رفات كل الذين خرجوا ذات يوم من منازلهم من أجل وطن حر و عادل. لم يعودوا قط و لا تحرر الوطن أبدا!!

لم يكن هدف حسن بن جلون ذكر كل هذا و لم يكن بمقدوره حتي أن يصور في السجن إذ يري أن الزنازين جد ضيقة و يستحيل معها كل اشتغال سليم لأدوات التصوير لذلك حاول سردابا ثم تخلي عن الفكرة و صور أمكنة درب مولاي الشريف في حمام موريسكي مهجور كان في نظره ما يقترب في الواقع من حقيقة ذلك المخفر السري.

كان فيلم بن جلون ركيكا علي مستوي اللغة و الحوار و لم يستطع، مثل غيره من الأفلام المغربية، أن يمنح للمشاهد عملا ذا عمق فني و فلسفي لأنه مطالب بذلك، فالسينما ليست مجرد حوار و تصوير كيفما اتفق و إنما هي عمل فني لا يحضر فيه عنصر من العناصر كيفما كانت طبيعته إلا و كان يحضر من أجل دلالة معينة. و لست ألقن الأمر للمخرج و لكني كمشاهد ألمح غياب أي بعد فني عال في تناول قضية بطبيعة الحال كبيرة و ما تزال تثقل الرأي العام الحقوقي و الإنساني. نلحظ من داخل الزنزانة أن كمال يحمل دوما كتابا و بلغة أجنبية (الفرنسية) و لكن المخرج لم يلتفت قط إلي الأمر أبدا و كأنه ديكور جامد لا معني له أبدا إذ ينسخ نص جواد حرفيا حيث لا يليق ذلك. فمتي كان الفيلم يناقش نظريا أو حتي بشكل سجالي : لماذا الاختطاف؟ و ما هي الماركسية؟ و ما معني التعذيب؟ و ما هي الحرية؟ و ما هي الديكتاتورية؟ أو غير ذلك. ثمة واجهة إحدي المحلات العمومية تحمل سنة سعيدة 75 ، كوع من الضبط الزمني لكرنولوجيا ما، و لم ينس قط أن يحشر موكبا لما يسمي بالمسيرة الخضراء لربما دون أن يدرك لماذا؟ صحيح أن ثمة كان آنذاك مسلسل الإجماع الوطني حول عدو خارجي بخصوص الصحراء الغربية و كانت بعض تسريحات جزئية لامتصاص السخط العام، و لإبرام صفقات مع أحزاب ما، كما يحدث دوما.

إن الحق في الحياة مقدس، فأن نعذب جسديا و نفسانيا أشخاص يحملون أفكار لهو الضعف الكبير الذي يخفيه الديكتاتور بالقمع. فلماذا مر بن جلون كذلك حول قضية التعذيب، إذ أشار إليها سريعا و لم يظهرها للمشاهد، سينمائيا بطبيعة الحال، هل لأن ما مورس بدرب مولاي الشريف، مادام هو المثال الذي منح في الفيلم، هو مجرد بعض ضرب و ضرب رأس بالحائط و إطفاء عقب سيجارة علي جسد المعذَّب و كفي؟

تلك ثغرة أخري في الفيلم كان لزاما علي المخرج أن يقدمها كي تكتمل الصورة و تتضح أبعادها، و إن كان يطيل في باب الدموع و النشيج سواء من طرف الأمهات و غيرهن و كأنه يستجدي دموع المشاهد و كأنها هي أيضا هدف الفيلم، و لما لا فهي التي سترطب، في منطق بن جلون، قلوب الذين كانوا من أهان كرامة الإنسان ومرغوا جسده في أفظع و أبشع صور التعذيب التي شهدها التاريخ كي تتحقق المصالحة مرة أخري!! بالمفهوم الإسلامي !! كما كتب، في جريدة القدس العربي مؤخرا، أحد المغفلين أو المتواطئين مع النظام.

يعيد الفيلم عقد محاكمة1975 الشهيرة في تاريخ المغرب و بنوع من الحذر و في أجواء بعيدة كل البعد عن الواقعي إن تجاوزنا قدرة السينما علي إعطاء أبعاد أخري نرغبها لأحداث أردنا إعادة الإمساك بالمتشابك فيها و المخفي و غير المصرح به. يردد أولائك المعتقلون داخل المحكمة ذلك النشيد المعروف بعد صدور أحكام قاسية في حقهم و لم ينس بن جلون أن يحذف الفقرة التي تتضمن مركبا هو طغاة النظام .

كان من الممكن أن يكون الفيلم رائعا لولا أنه أريد له فقط أن يرد قضية كبري و خطيرة في تاريخ المغرب و في بنية نظامه السياسي، المخزنة (ما يزال تسلط بعض الشيوخ جاريا إلي يومنا في بعض بوادينا!)، الاستنطاق، الاختطاف، كم الأفواه، التعذيب ... و كأنها قضية بسيطة و مرتبطة بفترة محددة، الفيلم يريد أن يعومها، أن يسلخ عنها جلدها الحقيقي و تصير شيئا مشوها، ليصل إلي المصالحة . أية مهزلة أن نتحدث عن جلادين و كأنا نتحدث عن أشباح، في الوقت الذي ينعمون فيه برفاه بلا نظير. و إن كنت أري أن إعلان أسمائهم و محاكمتهم لا يكفي دون أن يصاحبه فهم و وعي كامل بأن أولائك ليسوا سوي منفذين و إن كانوا ذوي قرار، لمنطق مرتبط بنظام الحكم و بإطلاقيته و مركزية سلطه، و أعتقد أن وضع مرهم للجرح دون قطع جذر الداء لا يفيد في شيء و طريق الديمقراطية طويل و طويل!

القدس العربي في 6 مايو 2006

 

أبطالها مصطفي قمر وإيهاب توفيق

وطارق فؤاد ومجد القاسم وخالد علي

سبوبة الأغاني والكليبـات الدينية

تحقيق ـ أحمد السماحي

 

عندما بدأ الغناء الديني في الماضي كان الفن يكتسب جلالا ووقارا من تناول الموضوع الديني‏,‏ الآن أصبح الموضوع الديني أهم بيزنس أو سبوبة في الفن خاصة بعد اتجاه العديد من المطربين في الفترة الأخيرة إلي الغناء الديني وتصوير كليبات دينية وساعدهم علي ذلك أمران‏,‏ الأول النجاح اللافت للمطرب سامي يوسف‏,‏ والثاني الهجمة الأخيرة التي جاءت من الدانمارك متمثلة في الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام‏,‏ فسعي البعض إلي أن يلعب دور المناضل المدافع عن قضية عادلة كي يكسب ود المتشددين من التيار الإسلامي إلي جانب الجمهور‏,‏ ولذلك لم يكن غريبا أن تشهد الساحة الغنائية في الفترة الأخيرة أكثر من‏30‏ أغنية من هذا اللون لمطربين عديدين مثل إيمان البحر درويش ـ إيهاب توفيق ـ طارق فؤاد ـ مصطفي قمر ـ هشام عباس ـ خالد علي ـ فريق واما ـ المطرب السنغالي يوسف ندور ـ المطرب الكويتي الشيخ مشالي‏..‏

لم يتوقف الأمر عند حدود الأغاني الفردية بل امتد للأوبريتات الغنائية منها طه رسولنا كلمات محمد عبدالرحيم وألحان محمد مجدي‏,‏ آخر نبي كلمات محمد عاطف وألحان خالد عادل‏,‏ لا نبي يهان كلمات عبدالمنعم طه وألحان أشرف سالم وأخيرا إلا ابن عبدالله كلمات عبد المنعم طه وألحان عصام إسماعيل وتوزيع إيهاب محجوب‏.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل حالة الغضب التي سيطرت علي المطربين والشعراء والملحنين المصريين والعرب وهذه الهوجة من الأغاني والأوبريتات الدينية تم تقديمها من قبل فنانينها عن اقتناع أم انسياقا وراء ركوب موجة؟‏!‏

في البداية ينفي المطرب طارق فؤاد الذي قدم ألبوما دينيا في الفترة الأخيرة بعنوان سكتنا واحدة أن يكون اتجاهه إلي الغناء الديني سعيا وراء ركوب الموجة ولكن وكما يؤكد حبا في تقديم الأغنية الدينية المودرن التي تتحدث عن الرسول الكريم بشكل جديد يتناسب مع إيقاع العصر الحالي بعيدا عن شكل الغناء الديني التقليدي الذي اعتدنا عليه من قبل‏..‏ ويقول لا أحب ركوب الموجات الغنائية ولكني أحب التعبير عن مشاكل وهموم المواطن العربي فعندما حدثت انتفاضة الأقصي كنت أول من قدم أغنية تعبر عما يحدث بعنوان يا أم التراب المريمي التي لاقت نجاحا كبيرا وبعدها تم تقديم‏400‏ أغنية عن فلسطين والقدس لكن لم تترك إلا أغنيات قليلة بصمة‏,‏ وألبومي الديني الذي طرح منذ أيام قليلة أحضر له منذ عامين وأول أغنية تم تسجيلها كانت أغنية حبيبنا يا محمد وبعد هذه الأغنية أكملت الألبوم الذي تشعر وأنت تسمعه أنه ألبوم عاطفي وهذا هو الجميل‏,‏ وبعد انتهائنا من تسجيل أغنيات الألبوم حدثت مشكلة الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية التي تسخر من الرسول الكريم فعجلنا بطرح الألبوم الذي حقق نجاحا كبيرا‏.‏

كارثة

ويتفق المطرب مجد القاسم الذي يستعد لطرح ألبوم ديني خلال الأيام القادمة مع فؤاد ويقول عن تجربته في الغناء الديني‏.‏ هذه ليست المرة الأولي التي أقدم فيها أغنيات دينية‏,‏ فمن قبل قدمت مع الملحن نصير شمة بعض الأدعية الدينية لإذاعة الشرق الأوسط ولقد بدأت تسجيل أغنيات ألبومي الديني منذ عامين وانتهيت من تسجيل‏6‏ أغنيات وتوقفت بعد ذلك لانشغالي في تجهيز أغنيات ألبومي العاطفي سلام ياعم الذي طرح منذ فترة قليلة وعندما حدثت الإساءة ضد الرسول الكريم أكملت تسجيل باقي الأغنيات وسوف تطرح قريبا‏.‏

ويستكمل القاسم قائلا‏:‏ مما لا شك فيه أن ما حدث للرسول آثر فينا جميعا وجعلنا نستعجل في تقديم الأغاني الدينية التي يجب أن تكون موجودة دائما بجانب الغناء العاطفي والوطني والاجتماعي ولا ننتظر حتي تحدث كارثة لكي نقدم الأغنية الدينية‏.‏

غليان

ويؤكد المطرب مصطفي قمر الذي قدم لأول مرة أغنية دينية باللغة العربية الفصحي بعنوان سألنا الله كلمات رضا زايد وألحان عماد إلهامي وتوزيع معتز السيوفي إنه فور إطلاعه علي الرسوم المسيئة للرسول الكريم شعر بحالة من الغليان والحزن‏,‏ ولأن سلاحه هو صوته فقد قرر استخدامه وقدم هذه الأغنية التي قام بتصويرها بطريقة الفيديو كليب حتي تصل إلي أكبر قطاع من الجمهور‏.‏

إلا رسول الله

ويبدو إيهاب توفيق كنغمة نشاز بين نجوم الساحة الغنائية الكبار الذين اكتفوا بدور المتفرج علي ما يحدث علي الساحة الآن من انتشار للأغاني الدينية فقد سعي إيهاب للمشاركة بتقديم أغنية إلا رسول الله كلمات أحمد عبدالله وألحان أشرف سالم وقام بتصويرها بطريقة الفيديو كليب‏.‏

ويقول إيهاب هذه ليست المرة الأولي التي أقدم فيها أغاني دينية فسبق أن قدمت أسماء الله الحسني التي لاقت نجاحا كبيرا في الفترة الماضية وسر حماسي لتقديم تلك النوعية من الأغاني يرجع لإيماني العميق بقدرة الأغنية علي تصحيح مفاهيم خاطئة وإرشاد الجمهور للطريق الصحيح فالأغنية كما نعلم جميعا لعبت أدوارا كثيرة في مسيرة الأم فقد ألهب صوت سيد درويش بأغنياته جموع الشعب المصري والعربي ضد جيوش الاستعمار وألهبت أم كلثوم وعبدالحليم أفئدة الفدائيين في مواجهة العدوان الثلاثي عام‏1956‏ وكانت حنجرة العندليب الأسمر هي البوابة التي عبر منها المصريون الإحباط والشعور بالانكسار بعد هزيمة‏1967‏ فزرعت بداخلهم الأمل في معاودة إصلاح الكرة من جديد‏.‏

هوجة

وعلي النقيض يقف الشاعر الغنائي عوض بدوي من الأغاني الدينية مؤكدا أنها لا تعدو سوي لهوجة أو سبوبة يسعي من خلالها بعض المطربين للقفز إلي بؤرة النجومية والشهرة ونيل اهتمام الجمهور بمتابعة أعماله لا سيما بعد هجوم بعض الأقلام الغربية علي الإسلام وعلي النبي صلي الله عليه وسلم‏..‏ ويضيف بدوي ظاهرة الأغاني الدينية هي امتداد لظاهرة الأغاني الوطنية الرديئة التي ظهرت قبل سنوات وسعي العديد من المطربين لتقديم أغنيات دون إحساس أو اهتمام فخرجت مشوهة ومبتورة وسرعان ما لفظها الجمهور وتناست تماما‏,‏ وأغلب الأغاني الدينية المتداولة الآن سرعان ما ستلاقي نفس المصير‏.‏

ويشير بدوي إنه لم يتوقف أمام كثير من الأغاني الدينية الحالية لكونها عادية لا تتناسب مع جلال الحدث وكتب معظمها شعراء سطحيون‏!‏

رسالة

في حين تري المطربة المغربية الشابة أسماء لمنور أن موهبة المطرب ليست مقصورة علي الأغاني الرومانسية والعاطفية وإنما يجب أن يعبر عن كل الأحلام والطموحات والهزائم التي تمر بجمهوره في كل مكان من المحيط إلي الخليج فالفن رسالة والمطرب أداة لتوصيل تلك الرسالة بمضمونها الهادف والنبيل والبعيد عن الابتذال‏.‏

وتشير المنور إلي إنها سعيدة بإقدام زملائها المطربين علي تقديم تلك الأغاني الدينية وتطالب بقية المطربين بأن يشاركوا في تقديم المزيد كما تناشد القنوات الفضائية أن تفسح المجال أمام تلك الأغاني لكي تري النور في أوقات متميزة بحيث يقبل عليها المشاهد وتعلق في ذاكرته فالتكرار يسمح للآذن والعين أن تتأمل مضمون الكلمات والألحان‏.‏

ظاهرة صحية

أما المطرب محمد ثروت فيؤكد أن ما يحدث ظاهرة صحية ومهما كان ضعف مستوي هذه الأغنيات فهي أفضل من أغنيات البرنو كليب التي تمتلئ بها الفضائيات الغنائية العربية‏..‏ ويقول ثروت أنا سعيد بانتشار هذه الأغنيات لأنني كنت من أوائل المطربين الذين فتحوا الباب علي مصراعيه أمام الأغنية الدينية‏*

الأهرام العربي في 6 مايو 2006

 

كــيف الحــــال؟

"كيف حالك والزمان شرم برم..... كمثل حالك والزمان ترللي"

الياس خوري  

لا ادري من كتب هذا البيت "الشعري"، لكني احفظه غيبا من زمان. الحقيقة اني لا اعرف متى سمعته للمرة الأولى، كأن لا وجود لمرة اولى حين تكون امام عبارة تفشّ الخلق، وتصير تلخيصا مكثفا لحال من الضيق النفسي لا تجد وسيلة للتعبير عن نفسها.

كيف حالك، ليس مقدمة للكلام في احوال السياسة اللبنانية، التي تثير الضيق والضجر. لا بد ان رجال الطبقة السياسية يحسّون بضجر الناس من هذه اللعبة المملة. لكنهم يلعبون الملل لأنهم لا يملكون شيئاً آخر. وانا لست مضطرا للعب الملل وتسويقه، لأني مللت هذا الملل الذي لا ينتهي.

اما كيف حالنا فيلخصها مقال طويل نشر في الصفحة الثانية من جريدة "نيويورك تايمز"، تاريخ 28 نيسان 2006، عن السينما العربية. سوف يتوقع القارئ ان يكون المقال عن مهرجان "ترايبيكا"، السينمائي، حيث تعرض مجموعة من الأفلام العربية، من بينها الانتاج الكبير لـ"عمارة يعقوبيان"، المأخوذ عن رواية علاء الاسواني التي تحمل العنوان نفسه، او عن اسبوع الأفلام السورية الذي يفتتح في الخامس من ايار، وتشارك فيه نخبة من اهم الأفلام التي انتجتها السينما العربية في العقدين الماضيين.

لكن ظن القارئ سوف يخيب سريعا عندما يكتشف ان الاعلام الاميركي ليس معنيا بهذه المسائل، بل ينصبّ اهتمامه على بلاد الخليج التي يغلي النفط في باطنها. الموضوع هو الفيلم السعودي الأول الذي تنتجه "رواتانا"، عنوانه "كيف الحال؟".

لا شك ان انتاج فيلم سعودي اول يعتبر حدثا في بلاد لا وجود لصالات سينمائية فيها حتى اليوم. كما ان السماح للمرأة هناك بقيادة السيارات سوف يكون هو الآخر تحولا جذريا. غير ان المسألة بدأت تتخذ، في الاعلام الغربي، احجاما غير منطقية، وخصوصا ان ظلال الحادي عشر من ايلول لا تزال تصنع صورة العربي والمسلم هنا.

الواقع، ان الحق ليس على الاعلام الأميركي، مثلما يعتقد الكثيرون. فالثقافة الخليجية، من الفضائيات الاخبارية، الى الفضائيات الدينية، الى الترفيه، تجتاح العالم العربي من مشرقه الى مغربه، بحيث صارت الثقافة اسيرة شبه كاملة لما يمكن ان نطلق عليه اسم الديموقراطية الهوائية. اي ديموقراطية التلفزيون التي تضيّع الكلام في الفضاء، وتحوّل السياسة العربية، كلاما يأتي من خارج المكان ويذهب الى لا مكان.

الصورة تبدو قاتمة، لا لأن انتاج اول فيلم في الجزيرة ليس حدثاً في ذاته، بل لأن هذا النوع من الأحداث الثقافية، صار مهيمناً على صورة الثقافة الشعبية العربية في الغرب الأميركي، بحيث صار تذكير وسائل الاعلام بأن السينما المصرية هي احدى اعرق صناعات السينما في العالم، يحتاج الى ما يشبه المعجزة، لأن الصورة التي التصقت بالعرب هي صورة دول النفط بألبستها التقليدية واصولياتها وديموقراطيتها الفضائية.

في الزمن الناصري، نجحت مصر في فرض الخطاب التحديثي والشعبوي من خلال اذاعة "صوت العرب"، التي لعبت دور رافعة مدّ سياسي انتهى مع الهزيمة الحزيرانية. اما في زمن الفضائيات وانفجار وسائل الاتصاال الالكترونية، فإن هيمنة الدول النفطية على هذا القطاع تنتج ثقافة هوائية وسياسة هوائية، هي الرديف الفكري للموج الأصولي العالي الذي يكاد ان يطيح انجازَي النهضة والحداثة في العالم العربي.

انها لعنة النفط. في الماضي، كان شعار "نفط العرب للعرب"، يحرّك التظاهرات من المحيط الى الخليج، اما اليوم، وبعدما وصل سعر برميل النفط الى اعلى من اربعة وسبعين دولاراً، فقد استسلم العرب لقدرهم. نفط العرب للاهدار، ولم يجلب لهم سوى الكوابيس واخطار الاحتلال.

دليلنا هو الحصار المالي الذي يُفرض على فلسطين. اميركا لم تعجبها نتائج الانتخابات الديموقراطية الفلسطينية، التي دعت اليها، بل فرضتها، فقررت تجويع شعب جائع. ومع ذلك لم تتحرك النخوة البترولية العربية، لا لأنها غير معنية فقط، بل لأنها لا تملك زمام امرها من جهة، ولأن الشعوب العربية يئست من هذا العجز، من جهة اخرى.

نعود الى فيلم "كيف الحال؟"، الذي تؤدي دور البطولة فيه الممثلة الأردنية ميس حمدان، لنكتشف ان رسالته الاجتماعية، تدعو الى الحد الأدنى من احترام حرية المرأة، من خلال قصة فتاة تتخرج حديثاً من الجامعة، وتتعرض لضغوط شقيقها من اجل اجبارها على الزواج، ومنعها من العمل.

قصة اجتماعية هادفة، تعالج ألف باء التحرر الاجتماعي، وهي في هذا المعنى جزء من سؤال آن له ان يُطرح على المستوى الثقافي، في الخليج.

لكنها تذكرنا بجبران خليل جبران و"الأجنحة المتكسرة"، التي كتبت في اوائل القرن الماضي، من دون الألق الشعري الذي صاحب الثورة الجبرانية، او تذكّرنا بقاسم أمين والكوكبة النهضوية التي ساهمت في تأسيس تحرر المرأة العربية ونزع الحجاب.

العودة الى الماضي ليست خطأ الا اذا تم تصوير حاضر العالم العربي في وصفه ماضيا لا يمضي. وهذا ما يحصل اليوم. اذ يلعب المال النفطي، عبر هيمنته على وسائل الاعلام دور رافعة العودة الى النقطة الصفر. الكثير من المسلسلات العربية التي تنتج في مصر وسوريا تراعي الحساسية الخليجية، فتختفي القبلة، ويختفي اختلاء الرجل بالمرأة، ناهيك باختفاء الخمر والى آخره... بحيث يبدو العالم العربي الذي صنع النهضة والحداثة، كأنه ضاحية خليجية، تعود الى الحظيرة، وهي تغطّي نفسها بالحجاب.

السؤال ليس موجهاً الى الاعلام الخارجي، بل الى الثقافة العربية، التي تبدو اليوم كأنها قد فقدت نصابها، وعليها ان تبدأ من صفر وهمي، وان تتأقلم مع عصر النفط الذي يستمر زحفه فوق القيم والأفكار والعادات.

النهار اللبنانية في 6 مايو 2006

 

العدد الاول من "عالم السينما": هموم كلاسيكية وهواجس آنية

ريما المسمار 

على الرغم من التراجع الكبير الذي تشهده المجلات السينمائية والخسارات الكبرى التي تلاقيها جراء اسواقها الصغيرة والنخبة الصغيرة من القراء التى تهتم بالقراءات النقدية ، يبقى المشروع حلماً بالنسبة إلى كثيرين ممن يتعاطون الشأن السينمائي. فالمجلة السينمائية تشكل بالنسبة إلى اولئك المكان الذي يحتجون فيه على التردي الحاصل في الصناعة والكتابة وكل ما يتعلق بالسينما. وهي الزاوية التي يطلون من خلالها على عالم السينما بما يعتبرونها نظرة تتوخى العمق. ولكن المجلة السينمائية هي ايضاً، بمفهومها العريض، الوسيط الابرز للتواصل مع هواة السينما ومحبيها. كأنها تحية الوفاء لذلك الجمهور القليل على وفائه للسينما لأسباب تتعدى الترفيه فقط. من هنا نقع أحياناً في المجلات السينمائية الجديدة على نظرة مغلقة تعتمد أسس كلاسيكية في النقد كأنها تنتقم من التردي الحاصل في شتى ميادين الكتابة الأخرى. جدية تنبذ كل طرافة او عفوية في الكتابة السينمائية لتقول انها مختلفة ولترضي نخبة الهواة السينمائيين بما تعتقد انه محاكاة لرغبتهم. تقابل تلك الجدية في المقلب الآخر كتابة سهلة تعتمد على الأخبار والحكايات ومتابعة الأحداث. بين هذين العالمين، قلما استطاعت مجلة سينمائية ان تجمع الاثنين: الجدية والطرافة، العمق والعفوية، التحرر من الكلاسيكية والتزام الكتابة الجيدة... ربما استطاعت مجلة "الفن السابع" في بعض مراحلها ان تححق شيئاً من تلك المعادلة قبل ان تلقى حتفها المحتوم بالتوقف عن الصدور.

اليوم مجلة سينمائية جديدة بعنوان عريض "عالم السينما" يوحي بأن الكتابة في السينما انما هي غوص على عالم آخر وحياة كاملة. صدر العدد الاول في شهر آذار/مارس عن جمعية نقاد السينما المصريين وهي مجلة فصلية بحسب التعريف الوارد علي الغلاف. الصفة الفصلية تعني تحرر المجلة من الطابع الحدثي بالدرجة الاولى من دون نسيانه تماماً. والغلاف هو تعبير عن التزامها السينما بصرف النظر عن "مؤشرات السوق". يحتل المخرج داود عبد السيد الغلاف بصورة حديثة ويرافقه عنوان وحيد على الغلاف: "طموحات ساكنة إلى حين". في كادر أصغر صورة من فيلم الفلسطيني هاني ابو أسعد "الجنة الآن". ولكن من لا يعرف الفيلم لن يكتشف إلى اي عمل تنتمي اذ لا يرافقه عنوان او حتى كلمة. اذاً، يختصر الغلاف فكرة اساسية هي توجه المجلة إلى موضوعات عامة لا علاقة لها بالحدث كالمحور الذي تقدمه عن عبد السيد ومتابعتها أحدث انتاجات السينما العربية لاسيما التي خلفت ردود فعل مثل "الجنة الآن".
في الافتتاحية الموقعة باسم "محرر"، اشارة إلى ان اصدار المجلة "ضرورة يفرضها عدم وجود مطبوعة متخصصة للكتابات السينمائية النقدية والدراسات..." وعرض لمحتويات العدد.

في المجلة ابواب كثيرة بعضها ثابت كما يمكن ان نستنتج من طبيعة العنوان والبعض الآخر متحرك. في الابواب الثابتة، نقرأ للدكتور صبحي شفيق في باب "السينما الآن" مقالة تربط بين اختراع الاخوين لوميير للفن السينمائي وتطوره إلى سوال السينما الرقمية المطروح الآن. ويأتي الحوار الطويل مع المخرج عبد السيد (أجراه أحمد عبد العال وصفاء الليثي) في باب "مخرج هنا ومخرج هناك" متبوعاً بدراستين عن مجموعة من افلامه لعبد العال ومحمد رجاء. واذا كان عبد السيد هو "مخرج هنا" فإن "مخرج هناك" للعدد الاول هو الايطالي برناردو بيرتولوتشي الذي نقرأ عنه مقالة مترجمة (أحمد يوسف). باستثناء المحور الآخر عن فيلم "الجنة الآن" والذي يكتب فيه كل من فريدة مرعي وأحمد يوسف وضياء حسني، تقع العناوين الأخرى في خانة الموضوعات المكررة في المجلات والنقاشات السينمائية مثل السينما والنسوية (سهام عبد السلام) و"الجدل بين السينما والفن التشكيلي" (علاء عبد العزيز وفخري حجاج) و"السينما السياسية" (مصطفى درويش)... لا يعني ذلك ان تلك الدراسات خالية تماماً من اضاءات جديدة على الموضوع ولكنها تسير في ركب النقاشات السينمائية "الأزلية" مع محاولة ربطها بالحاضر من خلال أمثلة سينمائية معاصرة ("بنات وسط البلد" في موضوع السينما والنسوية و"فريدا" في الجدل بين السينما والفن التشكيلي...)

في العدد ايضاً كتب واصدارات سينمائية ودراسة حول السينما المستقلة لأحمد عبد العال.

في المحصلة، تميل "عالم السينما" إلى توفير مساحة لدراسات ومقالات مطولة ربما لا تجد مكاناً لها في الصحف اليومية او المجلات الشهرية. ولكنها تعاني مثل مجلات سينمائية أخرى من التقوقع داخل عناوين ونقاشات قديمة هي الطريقة الزسهل للتعبير عن جديتها وعمق نظرتها في حين ان موضوعات أكثر حيوية وجديدة يمكن ان ان تصب في عمق "عالم السينما" اليوم وتضمن للمجلة، إلى جانب الجدية والعمق، الاختلاف والتحرر من الافكار الكلاسيكية الجديرين بأية مغامرة والمنسجمين مع طبيعتها.

المستقبل اللبنانية في 5 مايو 2006

 

«عالم السينما»..مجلة فصلية تعنى بالفن السابع وقضاياه

عمان -  ناجح حسن 

صدر حديثا في القاهرة العدد الأول من مجلة "عالم السينما الفصلية المتخصصة بقضايا الفن السابع مما يسد فراغا طال انتظاره في هذا النوع من الحقل الإبداعي. وقد آلت جمعية نقاد السينما المصريين بان تقف وراء إصدارها بمنحى فكري وجمالي مختلف عن العديد من المجلات الفنية السائدة .

حمل الغلاف صورة للمخرج المصري داوود عبد السيد الذي نشرت له حوارا موسعا إضافة إلى تسليط الضوء على مسيرته السينمائية بأقلام النقاد صفاء الليثي واحمد عبدالعال ومحمد رجاء. ومن بين قراءات العدد عرض وتحليل لمجموعة من الأفلام التي خرجت حديثا من المهرجانات العالمية مثل فيلم الجنة الآن لهاني أبو اسعد في أكثر من رؤية نقدية لفريدة مرعي وضياء حسني واحمد يوسف، وهناك أيضا تقييمات نقدية لأحدث نتاجات السينما المصرية وبلدان المغرب العربي.

عدا عن ذلك يزخر العدد بالكثير من الدراسات والمتابعات النقدية التي تحاكي موضوعات السياسة في السينما للناقد مصطفى درويش وقراءة الدكتور صبحي شفيق عن مراحل تطور الشريط السينمائي في أكثر من حقبة وصولا إلى سينما اليوم المجبولة بالتقنيات الكومبيوترية والرقمية .

وفي المجلة زوايا وأبواب ثابتة وأخرى مستحدثة كما في عنوان مخرج هناك الذي يتناول المسيرة السينمائية الثرية للمخرج الإيطالي برناردو بيرتولوتشي الذي نقرأ عنه مقالة مترجمة للناقد احمد يوسف . وفي باب آخر نحن إزاء موضوعات عديدة تستمد مضامينها من الأعمال السينمائية المعاصرة مثل "السينما والنسوية  لسهام عبد السلام والجدل بين السينما والفن التشكيلي لعلاء عبد العزيز وفخري حجاج وفي العدد أيضا متابعة لكتابات وإصدارات سينمائية ودراسة حول السينما المستقلة لأحمد عبد العال.

الرأي الأردنية في 7 مايو 2006

 

سينماتك

 

الغرفة السوداء، درب مولاي الشريف لحسن بن جلون:

هل انتهي فعلا عهد مخافر التعذيب السرية في المغرب؟!

عبد الله كرمون

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك