فازت الممثلة المصرية حنان الترك بجائزة الشاشة الفضية كأفضل ممثلة من مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي عن دورها في فيلم دنيا والذي عرض هنا تحت عنوان بلاش تبوسني في عيني للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب.

في أسباب منحها جائزة أفضل ممثلة، أصدرت لجنة تحكيم المهرجان بياناً قالت فيه: في تقديمها للمرأة المصرية في بحثها عن الحرية، قدمت حنان الترك آداء شجاعاً وحساساً والذي نقل رغبتها في أن تكون حرة .

في مساء الجمعة 28 إبريل (نيسان) 2006، أعلنت جوائز مهرجان سنغافورة الدولي لدورته التاسعة عشرة في صالة العروض السينمائية الجديدة الملحقة بمتحف سنغافورة القومي وسط حشد من فناني السينما السنغافورية والآسيوية وعدد من الصحفيين والنقاد وكتاب السينما.

تكونت لجنة التحكيم من المخرج الفلسطيني الشهير ميشيل خليفي والمصوران السينمائيان الفليبينية لي مايلي والسنغافوري غوه مينغ هينغ والناقدان السينمائيان إد ليانو من الفليبين وليم فونغ وي من سنغافورة.

فاز الفيلم الياباني مجرد كلام للمخرج ريويشي هيروكي بجائزة الشاشة الفضية كأفضل فيلم روائي أسيوي كما فاز الفيلم الأندونيسي غي للمخرج ريري ريظا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وفاز المخرج السنغافوري كلفين تونغ بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه قصة حب وهو إنتاج مشترك (هونغ كونغ وسنغافورة) كما فاز الفيلم الفليبيني تودو تودو تيروس للمخرج جون توريس والفيلم الصيني نأخذ الوالد إلي البيت للمخرج ينغ ليانغ بجائزة النقاد الآسيويين والدوليين (نيتباك والفيبريسي). اما جائزة أفضل ممثل فقد فاز بها طفل فليبيني في العاشرة من عمره وأسمه إليجا كاستيللو عن دوره في فيلم بيبوت، النجم الأعظم للمخرج الفليبيني كلودوالدو ديل موندو جونيور.

شهدت سنغافورة في الفترة من 13 إلي 29 إبريل (نيسان) 2006، الدورة التاسعة عشر لمهرجان سنغافورة السينمائي الدولي وهو أحد أهم مهرجانات السينما في آسيا.

كالعادة يهتم هذا المهرجان بسينما الدول الآسيوية وبخاصة دول جنوب شرق آسيا. هذا العام تم إلقاء الضوء علي ثورة أفلام السينما الرقمية (الديجيتال) في الفليبين. كما يوضح منظمو المهرجان أنه لم تتجه أي سينما أخري في آسيا نحو السينما الرقمية (الديجيتال) مثل السينما الفليبينية حيث بلغ إنتاج الأفلام الروائية الطويلة من النوعية الرقمية (الديجيتال) ما يزيد عن الثلاثين فيلماً في العام الماضي فقط (2005) وهذا يمثل حوالي 40% من مجموع الإنتاج السينمائي في الفليبين من الأفلام الروائية الطويلة في ذلك العام .

هذا العام عرض المهرجان أكثر من 300 فيلم من 40 دولة مقسمة علي عدد من البرامج، من ضمنها برنامج السينما الآسيوية وبرنامج السينما العالمية وبرنامج جوائز الشاشة الفضية وينقسم إلي قسمين: قسم للأفلام السنغافورية القصيرة وقسم المسابقة الرسمية وهو مخصص للأفلام الأسيوية فقط المنتجة خلال العام 2005. وتنافس 11 فيلماً آسيوياً منها فيلم دنيا إخراج جوسلين صعب (لبنان) وفيلم تحت السقف إخراج نضال الدبس (سورية) علي جائزة الشاشة الفضية لأفضل فيلم آسيوي روائي طويل المقدمة من إدارة المهرجان في الحفل الختامي للمهرجان يوم 28 إبريل 2006 .

من المعروف أنه سبق للمهرجان السينمــائي السنغــافوري الدولي أن منح المخــــرج العراقي عدي رشيد جائزة الشـاشة الفضية عن العام الماضي 2005 .

إختارت إدارة المهرجان هذا العام لتلقي الضوء علي السينما العربية لأول مرة، من خلال برنامج خاص أطلق عليه : الحياة الغامضة للمجتمعات العربية كما إختارت إدارة المهرجان أيضاً ولأول مرة فيلماً عربياً ليكون فيلم إفتتاح المهرجان وهو فيلم دنيا للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب.

مؤسس المهرجان جوفري مالوني كتب في صدارة الكتاب الرسمي للمهرجان ما نصه: في السنوات الأخيرة، إنصب جل إهتمام العالم علي الشرق الأوسط وحالة الإضطراب التي نشأت من التحريك في البنية الإجتماعية والحكومية، إستئصال الشعوب بسبب الحرب وتغير الظروف الإقتصادية. لمطابقة حالة التدفق في هذا الجزء من العالم، نحن نقدم في هذا العام، التاسع عشر للمهرجان، برنامجاً ذا نظرة واسعة علي الحالة الراهنة للسينمات العربية، عاكساً التغييرات التي تأخذ محلها .

بالتعاون مع متحف سنغافورة القومي قامت إدارة المهرجان بطبع وتوزيع كتيب صغير مطبوع علي ورق فاخر ملون علي جميع رواد المهرجان للترويج لبرنامج الأفلام العربية وقالت في مقدمته: هذا البرنامج يركز علي عالم السينما العربية المعروف قليلاً لنا ويعرض أفلاماً من العراق، وسورية، وفلسطين، ولبنان، ومصر، والمغرب، وأول فيلم روائي يخرج من اليمن .

تضمن البرنامج 18 فيلماً روائياً وتسجيلياً تمثل الإنتاج السينمائي لدول عربية مختلفة في عروض جماهيرية لأول مرة في سنغافورة. من بين هذه الأفلام : فيلم بحب السيما إخراج أسامة فوزي (مصر) وفيلم دنيا إخراج جوسلين صعب (لبنان) وتحت السقف إخراج نضال الديبس (سورية) وفيلم يوم جديد في صنعاء القديمة إخراج بدر بن حيرسي (اليمن) وفيلم الطفل النائم إخراج ياسمين كساري (المغرب) بالإضافة لبعض الأفلام التسجيلية عن المثقف الفلسطيني البارز إدوارد سعيد وأخري عن الحرب العراقية.

البرنامج تضمن أيضاً تحية خاصة للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي من خلال عرض عدد من أعماله السينمائية وهي عرس الجليل و حكاية الجواهر الثلاثة و سفر الحجارة .

كما نظم المهرجان بالتعاون مع متحف سنغافورة القومي ندوة عن تاريخ السينمات العربية المختلفة والتيارات السينمائية المعاصرة في يوم السبت الماضي 22 إبريل 2006. وشارك في الندوة المخرج أسامة فوزي والناقد السينمائي وائل عبد الفتاح (مصر) والمخرج ميشيل خليفي (فلسطين) والمخرج نضال الديبس (سورية) والمخرجة جوسلين صعب (لبنان) وحضرها جمع كبير (ما يزيد عن المائة والخمسين شخصاً) من جمهور السينما والنقاد والصحفيين وصناع الفيلم في سنغافورة كما حضرها أيضاً السفير المصري في سنغافورة: محمد عبد الرحيم الزرقاني (وهو إبن المخرج المسرحي والممثل المعروف عبد الرحيم الزرقاني). وجدير بالذكر أن الندوة إستمرت لأكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة بالرغم من أن الوقت المخصص لها كان ساعتين فقط.

فيلم دنيا الذي عرض بعنوان آخر وهو بلاش تبوسني في عيني للمخرجة جوسلين صعب وتمثيل محمد منير وحنان الترك وعزيزة راشد وعايدة رياض، عرض في حفل إفتتاح المهرجان وحضره بالطبع جمهور كبير وكانت قاعة العرض السينمائي ذات الثمانمائة مقعد شبه ممتلئة، وأثار الفيلم العديد من التعليقات وردود الفعل.

أما فيلم أسامة فوزي: بحب السيما فقد قوبل بإهتمام جماهيري واسع وبيعت جميع تذاكر الدخول وامتلأت دار العرض عن آخرها بمحبي السينما من الجمهور السنغافوري بالإضافة إلي السفير المصري وحرمه والسفير الإماراتي وحرمه والسفير الفرنسي والسفير البولندي وعدد آخر من الهيئة الدبلوماسية والعرب المقيمين في سنغافورة.

وقد تعالت ضحكات الجمهور مع مشاهد الفيلم الطريفة وكان ملحوظاً جداً أنه بالرغم من إختلاف الثقافات فإن الجمهور السنغافوري إنفعل مع الفيلم بشكل رائع. عقب عرض الفيلم، أعيد تقديم المخرج المصري أسامة فوزي إلي الجمهور السنغافوري مرة أخري حيث قوبل بتصفيق وإعجاب كبير من جمهور الحاضرين، الذين تناوبوا في طرح الأسئلة علي المخرج، وعلق أحد المشاهدين قائلاً: هذا الفيلم يذكرني بروائع فيلليني والسينما الأيطالية كما علق آخر: لم أكن أتصور أن المصريين والعرب لديهم سينما ناضجة وجميلة بهذا الشكل المتقدم .

فيلم آخر لاقي إقبالاً مذهلاً حيث بيعت جميع مقاعد صالة العرض (247 مقعد) قبل بداية العرض بيومين وهو الفيلم اليمني يوم جديد في صنعاء القديمة للمخرج بدر بن حيرسي. حضر الفيلم جمهور متنوع من السنغافوريين والأجانب المقيمين في سنغافورة. وتابعوا الفيلم حتي نهايته بإهتمام بالغ وأثني العديد منهم علي الحرفيات العالية للمخرج وحبكة السيناريو الجديدة تماماً.

أحد المهتمين بالسينما في سنغافورة علق علي الأفلام العربية قائلاً: صناع الأفلام العربية لديهم قدرات عالية في طرح مواضيع ذات حس سياسي وبعد إجتماعي عميق ولكنها معروضة ببساطة وسهولة غير عادية وبدون أي ضجيج حتي لا تشعر بأي رائحة سياسة بها. لا أدري كيف يصنعون ذلك ؟

كان هناك إهتمام واضح علي معرفة كيف يعمل صناع السينما في المجتمعات العربية؟ كما كان واضحاً أيضاً إنعدام أو ندرة المعلومات عن السينمات العربية لدي جمهور السينما في سنغافورة مما طرح سؤالاً معاداً ومكرراً: متي نتحرك لدخول سوق السينما الواسع والأرحب في العالم كله ألا وهو السوق الآسيوي؟ إنهم يفتحون لنا الأبواب للولوج إلي عالمهم الرحب وأسواقهم الواسعة، فهل نحن مستعدون لقبول دعوتهم لنا؟

وكان السؤال المكرر والمعاد في نهاية كل عرض من عروض الأفلام العربية: هل سيعرض هذا الفيلم عروضاً تجارية في سنغافورة بعد إنتهاء المهرجان؟ أو هل يمكن لنا شراء نسخة الفيلم الدي في دي (أسطوانة الفيديوالرقمية)؟

والإجابة بالنفي كانت تبدو محرجة لنا ولم نستطع أن نبرر لهم: لماذا؟

القدس العربي في 2 مايو 2006

 

مصر مضطرّة لاستيراد عريها السينمائي

قول مغلوط وادّعاء كاذب 100%

صابرسميح بن عامر

 

تقول التقارير الفنية الأخيرة الواردة علينا من الشبكة العنكبوتية الأنترنت صباحا، مساء، ويوم الأحد أن هوليود الشرق مصر اضطرّت فى السنوات الأخيرة الى استيراد عريها وإغرائها السينمائى من غير مصر وتحديدا من بلدان أخرى كلبنان وسوريا والمغرب.. أيّ أنه تقسيم ثنائى لبلدان الجناحين الشرقى والغربى من خارطة الوطن العربى وما بينهما مصر الحاضنة والمضطرّة لذلك الاحتضان حسب إدعاء التقارير، لأسباب عدّة أهمّها مغالاة نجومها فى الأجور وخاصة لأجل كسر التابوهات القديمة، ممّا جعل نقابة الممثلين بمصر منذ تولّى د. أشرف زكى مقاليدها الإدارية تُصدر العديد من القرارات التى عدّها بعض آل البيت المصرى نفسه مجحفة وتعجيزيّة ونحوها من المفردات المندّدة لمثل هذه الخطوات المقلصّة لحضور النجمات العربيات وعملهن إلا من خلال شروط لم تتضح كامل معالمها بعد! ولعلّ أهمّها ضرورة امتلاكها لبطاقة عضوية بنقابة بلدها! والمبرّرات التى اعتمدتها هيئة النقابة تقول ان من أهم أسباب هذا التقنين والتحجيم من تواجد النجمات العربيات من غير المصريات -طبعا- بالأعمال السينمائية المصرية خاصة، هى محاولة منهم للحدّ من جرأة النجمات العربيّات اللاتى ساهمن فى إعلان وفاة السينما النظيفة!

وههنا ينتهى القرار النقابي، ليبدأ الكلام المباح عندى وعند غيرى من المهنيين والمتابعين للمشهد الفنى السينمائى المصري، لأقول جازما أنّ هذا الادّعاء واه، بل وكاذب مائة بالمائة، فالسينما المصرية ومنذ نشأتها الأولى كانت ولا تزال سينما الإغراء والعراء والرقص السافر، أى بمعنى آخر لم تنتظر مصر الفنانات العربيات للألفية الثالثة حتى تكشف مفاتنها وتشمّر عن أردافها.

فنجمات الإغراء المصريات لهن اليوم من العمر ما يفوق النصف قرن من القبل والأحضان والاشتهاء، وكلنا يذكر كاميليا ولولا صدقى وزوزو وميمى شكيب وسامية جمال وإثرهنّ ملكة الإغراء العربية كما يحلو لنقاد مصر تسميتها هند رستم وما قدمته من أفلام عرى وإغراء وعناق، لتستمر الرسالة الإغرائية بعدها وبأكثر كثافة وجرأة هذه المرة.. خاصة فى مرحلة الثمانينات من القرن الذى ودّعنا مع الثلاثى الاغرائى الرهيب لمصر أيامها نادية الجندى ونبيلة عبيد وإلهام شاهين، فالأولى "أى نادية الجندي" قدمت وعلى مدى عمر جيل من حياتها الفنية أكثر من عشرين فيلم اغراء من الألف الى الياء وبشكل نمطى مكرّر وممجوج حتى بات الرقيب يعرف مسبقا ما سوف تقدمه الجندى فى أى فيلم من أفلامها. كالرقص والإغراء المبالغ فيه والملابس الغربية التى ترتديها.. كل ذلك لتُظهر أدوارها فى شكل واحد ووحيد، بل ومستنسخ المرأة الأقوى من كل الرجال والمنتصرة عليهم دائما والتى تستطيع بمفاتنها وأنوثتها ـ السلاح الوحيد لديها ـ الانتصار على الجميع والإيقاع بهم فى حبائلها .

أمّا نبيلة عبيد فقد قدّمت العديد من الأفلام التى احتوت على مشاهد الإغراء والجنس كأفلام كشف المستور و هدى ومعالى الوزير و المرأة والساطور و أرجوك أعطنى هذا الدواء ..

فى حين قدّمت إلهام شاهين العديد من الأفلام الاباحية كـ الهلفوت و السيد قشطة و سوق المتعة و الرغبة وكل هؤلاء قدمن الإغراء لأجل غاية واحدة ووحيدة الايراد الضخم لشباك التذاكر.

ولن أتحدث هنا عن بعض أفلام الأسود والأبيض واثرهاالتى بالألوان لكل من شويكار ونيللى وسهير رمزى ويسرى ونجلاء فتحى وميرفت أمين ومديحة كامل والقائمة طويلة.. والتى كانت مليئة بالعرى والمايوهات والقبل والأحضان..

إلاّ أن الحالة الأهم فى كل هذا هو ما تعرضت له الفنانة المصرية معالى زايد اثر أدائها لدور فى فيلم أبو الدهب الذى أخرجه كريم ضياء الدين ومن بطولة الراحل أحمد زكى والسورية رغدة، فقد تعرضت معالى للحبس فى مارس /آذار 1997 عندما صدر حكم ضدّها من محكمة جنح الأزبكية بالسجن لمدة سنة وكفالة بـ 500 جنيه مصرى وبالحكم نفسه على زميلها الفنان الراحل ممدوح وافى وكذلك صدر الحكم بحبس المنتج والمؤلف الراحل سمير عبد العظيم مدة ثلاثة أشهر وكفالة 200 جنيه بسبب أربعة مشاهد جنسية بين معالى زايد وممدوح وافى فى ذاك الفيلم!

من هنا نتبين أن القرار الأخير لنقيب الممثلين المصريين بتحجيم الوجود الكثيف لبعض الممثلات العربيات الوافدات من غير الوطن الأم له ولزوجته روجينا، قرار تعسفى وغير مبرّر أصلا، ففيلم أبو الدهب الذى أتينا بالاشارة الى حادثته، يقيم الدليل على أن الاغراء السينمائى مصريّ الأصول والتاريخ أوّلا وقبل كل شيء، خاصة وأن الفيلم جمع بين ممثلتين أولهما مصريّة وهى معالى زايد والثانية سورية رغدة ، لكن الأولى حبست لأجل افراطها فى الاغراء فى حين أن الثانية أجيزت فى أكثر من مهرجان بالجوائز والتثمين عن دورها.

وأنا وفى مثل هذا المقال لا أدافع عن شق على حساب شق آخر ـ فكلنا عرب وكلنا ننتمى الى ثقافة واحدة وتقاليد واحدة ودين واحد موحّد لنا جميعا ـ لكنى أعيب هذا التعسّف اللاأخلاقى من قبل أناس نصّبوا أنفسهم مدافعين عن نقابة الفنانين المصريين وأعضائها وهذا حق مشروع. لكنّهم تجاوزوا فى دفاعهم كل حدّ وكل خلق. فمن العيب أن يدافع المرء عن أخطائه وسقوطه وبطالته وخواء ساحته من الوجوه الجميلة والمثيرة بالمسّ من كرامة الأشخاص.. بل وشرف الدول أصلا!

العرب أنلاين في 30 أبريل 2006

 

ضوء باهر وصوت جهوري فقط

سجال سينمائي مصري حول فيلم لم يبدأ تصويره بعد!

القاهرة ـ حمدي رزق 

تنشغل الأوساط السينمائية والثقافية هذه الأيام بقضية شريطـ سينمائي لم يولد بعد، ولا يزال فكرة في المهد، عن شخصية السيد المسيح يعتزم السيناريست المصري فايز غالي كتابته مدعوماً باعتبارين: أولهما كونه كاتباً ذا تاريخ كبير في السينما المصرية (36 شريطاً من أشهرها الشريط الحربي الشهير "الطريق إلى إيلات 1996").

وثانيهما كونه كاتباً مسيحياً، وينتمي لطائفة الأرثوذكس التي تشكل الغالبية من المسيحيين المصريين، ما يرفع الحرج ـ تماماً ـ عن غالي لدى كتابته الشريط الذي من المفترض أن ينتجه الممثل والاستعراضي والمذيع الشهير سمير صبري بشراكة مع الماكيير المعروف محمد عشوب، وكلاهما مسلم، ما رفع عن الشريط، لدى الإعلان عن أخباره، أية شبهة طائفية!

ولكن، لأن هذا هو أول شريط سينمائي مصري وعربي يظهر فيه السيد المسيح على الشاشة، ويتم عرضه تجارياً في صالات السينما، كما قال فايز غالي، فإن الأمر لم يمر مرور الكرام، وهو دأب كل الأشرطة المصرية التي تعرضت للشخصيات ذات القداسة الدينية من قبل.

ثلاثة أطراف

بدأت إشكالية هذا الشريط الذي لم يختر كاتبه عنواناً بعد، والذي تبرعت الصحافة بتسميته "المسيح المصري"، بتصريحات لغالي في البرنامج التليفزيوني المصري "البيت بيتك"، أكد فيها رغبته في تنفيذ هذا الشريط. التقطت الصحافة الخيط وأجريت حوارات عدة مع الكاتب الذي أفصح عن التفاصيل.

وفيما كان فايز غالي ينتظر موافقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإسهامها في تمويل الشريط، وفيما كان يصرح بأنه سيعرض السيناريو على البابا "شنودة الثالث" بطريرك الاقباط الأرثوذكس، جاءته المفاجأة!

أعلن البابا على الملأ رفضه تنفيذ هذا الشريط لأنه لا يوجد ممثل جدير بهذا الدور في العالم كله. "لا أحد يستطيع أن يجسد المسيح له المجد"، على حد نصّ البابا كما نشرته الصحافة.

البابا عاد قبل أيام ليصرح، رسمياً أيضاً، بأنه لا يعرف عن هذا الشريط شيئاً، وبالتالي فإنه لم يتخذ منه موقفاً مؤيداً ولا معارضاً إلى الآن! هذا هو موقف الطرف الأول المعني بالشريط، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي يتراوح بين رفض مطلق وتراجع غير واضح المعالم!

الطرف الثاني هو الأزهر الشريف الذي نظر علماؤه إلى الشريط بوصفه شريطاً يظهر أحد الرسل، وهو أمر محرم تماماً. والعلماء بادروا إلى ذلك بمجرد أن شاهدوا غالي في برنامج "البيت بيتك". وعلى الرغم من عدم إصدارهم بياناً رسمياً بموقفهم، إلا أن علماء الأزهر كالشيخ إبراهيم الفيومي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وأحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق ومحمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية ـ طالبوا أولاً بعرض السيناريو على الأزهر، وذكروا فايز غالي بأن ثمة قراراً رسمياً يقضي بمنع تجسيد الأنبياء والرسل في أي عمل فني، ونصحوا الممثلين والفنانين والفنيين المسلمين بعدم المشاركة في هذا العمل!

الطرف الثالث هو الرقابة على المصنفات الفنية التي لم تحرك لساناً ولا رفعت يداً. هذا لأن رئيس الرقابة (الناقد علي أبو شادي) كان يرقد في المستشفى ولا زال بين الحياة والموت بحالة قلب خطرة. كما أن الرقابة، قانوناً، لا تملك الدخول في جدل حول عمل فني، إلا إذا كان تحت يدها السيناريو الخاص به. والرقابة لا تملك من "المسيح المصري" سوى سطور كتبها فايز غالي وأودعها مكتب رئيس الرقابة بمثابة المعالجة السينمائية التي سيكتب على ضوئها السيناريو.

وهكذا صار مصير الشريط شديد الغموض، بين كنيسة لا تؤيده ولا ترفضه وتغير موقفها منه بين وقت ووقت، وأزهر يرفضه تماماً رفضاً مبدئياً، ورقابة تصمت الصمت الرهيب، ريثما يتكشف الموقف العام عن مؤشرات تمكنها من تشكيل موقفها الخاص بصورة ترضي كل الأطراف!

المسيح.. الآن

الكاتب فايز غالي يقول إن المنتج والماكيير محمد عشوب هو الذي بادره بطرح فكرة الشريط عليه، الأمر الذي أسعد غالي وشجعه. يقول: طوال عمري كنت أتمنى كتابة شريط عن السيد المسيح يقدمه في صورته الشرقية وجوهره الشرقي أيضاً، ونحن الأرثوذكس وحدنا الذين لم نقدم شريطاً عن المسيح إلى الآن مع أن الكاثوليك والبروتستانت قدموا 13 شريطا عنه آخرها "آلام المسيح" لميل جيبسون الكاثوليكي، فضلاً عن ظهور المسيح بصورة غير مباشرة في أكثر من 350 شريطاً آخر. لكننا كمصريين أرثوذكس وكعرب لم نقدم شيئاً. ويضيف غالي: الحق أني لم أتوقع رفض الأزهر أو الكنيسة للشريط، لأني استندت إلى الأناجيل الأربعة في جمع المعلومات، وسألتقي البابا "شنوده الثالث" لأطلب منه تشكيل لجنة لمراجعة المشاهد بالتفصيل من الناحية الدينية ولأخذ مباركته للشريط. أما الأزهر فما أعرفه أنه سيرفض فقط الأشرطة التي تظهر النبي محمداً ـ عليه الصلاة والسلام ـ. قد هالني رفض الطرفين ثم طمأنتني تصريحات البابا الأخيرة، ولازلت أتعشم أن تتم الموافقة من الكنيسة، وأن يعيد الأزهر النظر في موقفه، بخاصة أن ثمة أطرافاً غير مرغوب فيها استغلت الموقف لصالحها، والنائب أكرم الشاعر ـ أحد النواب الثمانية والثمانين لجماعة الاخوان المسلمين في البرلمان المصري ـ زايد على الشريط تحت قبة البرلمان، وقال إنه ليس من حق البابا والكنيسة الاستئثار بالموافقة على الشريط، وتعهد بملاحقة الشريط والحيلولة دون عرضه!

ويؤكد فايز غالي: إنني لا أعمد إلى تقديم هذا الشريط لمجرد التعبير عن وجهة النظر القبطية الأرثوذكسية ـ وإن كان هذا أحد أهدافي المؤكدة. لكنني كذلك أريد طرح رسالة من خلاله إلى عالم ما بعد 11 أيلول ـ سبتمبر، مفادها السلام والمحبة والحوار مع الآخر ونبذ الطغيان العسكري وقهر الدول الكبيرة، فإذا كانت الإمبراطورية الرومانية قهرت العالم زمن ظهور السيد المسيح، فالإمبراطورية الأميركية تؤدي الدور ذاته الآن. هي دعوة للجميع لقراءة التاريخ الإنساني بعين التسامح، لذا أتمنى ألا يجهض الشريط وهو في المهد!

قائمة المحظورات

عومل شريط "المسيح المصري" الذي لم يكتب بعد على صورته الكاملة ـ كما عوملت أشرطة أخرى تتعلق بالإسلام والشخصيات الكبرى فيه بدءا من النبي (صلى الله عليه وسلم) مروراً بكل الصحابة.

مدكور ثابت رئيس الرقابة السابق على المصنفات الفنية يقول: درست قانون الرقابة حين كنت رئيساً لها حتى كانون أول ـ ديسمبر 2004، ونفذته أربع سنوات متصلة، ومن خلال هذه التجربة أقول إن قوانين الرقابة لا تطلق يدها في الموافقة على أي سيناريو وإنما تكفل لها فقط حق "الرفض المطلق" وكأن المشرّع هنا "يدرأ الشبهة".. بمعنى أن الرقابة عادة لا ترفض سوى السيناريوهات المتعلقة بالثالوث المعروف للمحظورات: الدين، السياسة، الجنس، وبالتالي فإنها، أحياناً، تؤثر السلامة وتستبعد أي سيناريو يتوغل في هذه الحقول أو في أحدها. أما إذا كان الرقيب شجاعاً فإنه يطبق القانون الذي بين يديه. يقول القانون بإحالة السيناريو الذي يتضمن أحد المحظورات على الجهة المنوطة به، فإذا كان دينياً يتم توجيهه إلى الأزهر للمراجعة، وإذا كان يتصل بنواح عسكرية يرسل إلى الاستخبارات الحربية، أما الجنس فتتولى الرقابة ترشيده بنفسها بالرجوع إلى كاتب السيناريو أو من دون الرجوع إليه أحيانا، وربما برفض الشريط كله إذا كانت جرعة الجنس فيه زائدة وفجة!

وهذه القوانين التي آن لها أن تتغير ـ تدريجيا بالطبع لا مرة واحدة ـ أجهضت مشروعات سينمائية ممتازة لمجرد احتوائها شخصيات دينية مهمة في الإسلام، أو في المسيحية أو اليهودية. وثمة عدد من الكتاب حاولوا أن يقدموا رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ كشريط سينمائي، غير أن رفض الأزهر لنشر الرواية ذاتها ـ والتي صدرت عن دار "الآداب" البيروتية في مطلع الستينيات ـ أخاف هؤلاء الكتاب. فمن يجرؤ على الكتابة ومن يضيّع وقته في سيناريو محكوم عليه بالإعدام برغم أن نجيب محفوظ نفسه وأغلب النقاد رفضوا الربط بين أولاد حارتنا، والأديان السماوية؟!

الرسالة والقادسية

ومن أهم الأشرطة التي تعرضت للمنع بسبب ظهور شخصية دينية فيها "الرسالة" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد وبطولة عبدالله غيث وإيرين باباس و"القادسية" للمخرج توفيق صالح وبطولة عزت العلايلي وسعاد حسني..

الغريب أن "الرسالة" لم يُظهر النبي صلى الله عليه وسلم، لكن نسب للأزهر أنه رفض عرض الشريط في مصر، ويقول مدكور ثابت: هذا غير صحيح وأنا درست ملف الشريط المودع في الرقابة بنفسي ولم أجد فيه ما يفيد رفض الأزهر ولا موافقته. إنها مجرد شائعة رتبت الكثير من المخاوف حال عرضه كشريط بمصر، ولا يوجد مانع من عرضه سوى الهلع من صعود المد الديني في المنطقة كلها. غير أن الشريط غير مرفوض لا من الرقابة ولا من الأزهر، الطريف ان الشريط عرض بالفعل على قناة "روتانا سينما" أكثر من مرة وهي غير مشفرة للمصريين وهم شاهدوا الشريط دون مشاكل!

أما "القادسية" فلم يعرض لسببين.. أولهما، يضيف ثابت رقابيّ والثاني سياسي. فأما السبب الرقابي فهو أن البطل الذي لعب دوره العلايلي هو "سعد بن أبي وقاص" ممنوع ظهوره بقرار من الأزهر، أما السبب السياسي فهو أن مموله ومنتجه هو الرئيس العراقي السابق صدام حسين!

الناقد السينمائي أحمد رأفت بهجت يقول: في العام 1948 كنت عضو اللجنة المشرفة على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ ولا أزال عضواً بها إلى الآن ـ وأوشكنا أن نعرض شريط "القادسية" بالفعل داخل أشرطة المسابقة الرسمية لكن قرارا رسميا من الأزهر جاء بمنع عرض الشريط في المهرجان.

والوضع الآن ـ بعد 22 عاماً ـ شديد الاختلاف، لأن الأشرطة قبل ربع قرن لم يكن أمامها منفذ للعرض سوى صالات السينما أو أجهزة الفيديو المنزلية، لمن كان يملكها. الآن ثمة قنوات فضائية بلا حصر، والأهم الانترنت الذي يتيح كل هذه الأشرطة مجاناً، وملايين المصريين شاهدوا "الرسالة" و"القادسية" بعد أن قاموا بتنزيلهما من الإنترنت، ثم تداولوهما على نطاق واسع عبر الأسطوانات المدمجة. فما فائدة الرفض؟ ثم ما حكمة الرفض بينما هذه الأشرطة تمت مراجعتها دينيا ولا تشوه حقائق التاريخ ولا المعتقدات والنصوص الدينية؟ كما أني لا أفهم رفض فكرة شريط "المسيح" الذي يريد فايز غالي أن يكتبه، فالكنيسة المصرية أنتجت عشرات الأشرطة التي تناولت حياة المسيح وكذا حياة أنبياء العهد القديم من إبراهيم إلى داود وسليمان. هل لأن هذه الأشرطة يتم تداولها داخل الكنيسة فقط ؛ هل لأنها تباع في مكتبات مخصصة لهذا الغرض فقط؟ لماذا ـ إذن ـ نرفض عمل شريط تجاري يطرح في دور العرض؟ المسألة محتاجة إلى تفسير من الكنيسة والأزهر على حد السواء!

مسموح للغرب

ويشير بهجت إلى نقطة أخرى فيقول: الأغرب ليس هذا وحده، بل الموقف غير المفهوم من الأشرطة الأميركية والأوروبية التي أظهرت المسيح وكل الأنبياء وتم عرضها في مصر، بترحيب من الكنيسة والأزهر جميعاً. العام قبل الماضي عرض "آلام المسيح" من دون اعتراض، وفي الماضي عرضت أشرطة أخرى عن حياته في دور العرض المصرية مثل أشرطة "كوفاديس" و"بن هور" و"الرداء" وغيرها من الأشرطة التي عرضت المسيح وحياته سواء بظهوره بصورة مباشرة أو من خلال صوته أو ظله فقط، وبعضها عرض تحت دعاية مكثفة في القاهرة مثل "يسوع المسيح" للإيطالي فرانكو زيفاريللي و"ملك الملوك" الذي عرض بالقاهرة سنة 1961، هذا فضلاً عن أشرطة كثيرة كشريط عن موسى هو "الوصايا العشر" لسيسيل دي ميل في نهاية الخمسينات و"سالومي" لريتا هيوارث. كما ظهرت شخصيات الأنبياء إبراهيم ونوح وموسى وداود وسليمان وإن لم تلق النجاح ذاته!

واستمر عرض هذه الأشرطة تجارياً في مصر من دون إشكاليات تذكر، حتى بعد إصدار وزارة الثقافة قراراً في العام 1976 بمنع ظهور الأنبياء والصحابة بالجنة على الشاشة أو تجسيد شخصياتهم بأية صورة من الصور، وهذا القرار طبق فقط على الأعمال المصرية دون الأجنبية، فكان السبب وراء منع مسرحية "الحسين شهيداً" لعبد الرحمن الشرقاوي. ثم منع شريط "الرسالة" ثم "القادسية" ومسلسل "أبو عبيدة بن الجراح" ومسلسل "سلمان الفارسي"، وليس مفهوما إلى الآن السبب وراء السماح للإنتاج الغربي بتناول الأنبياء وعرض أشرطته في مصر، ولا يمكن فهمه إلا في إطار لعب الإنتاج السينمائي العالمي الجهنمية، التي لا تسمح لأي بلد في العالم بتكبيد "هوليوود" خسارة مالية مترتبة على عدم عرض إنتاجها، حتى ولو كانت الخسارة دولاراً واحداً!

ضوء وصوت

مع نهايات الأربعينات أنتجت السينما المصرية أشرطة تجارية عن الشخصيات الدينية ذات القداسة في الإسلام، ورأى صناعها أن يبتعدوا سلفاً عن أية إشكاليات فتحاشوا إظهار أية شخصية من تلك الشخصيات جهراً في أشرطتهم..

ولجأ المخرجون والكتاب إلى حيلة باتت معروفة في السينما العربية كلها، واستوحوها من بعض الأشرطة الأجنبية التي تحرجت من إظهار السيد المسيح بصورة صريحة على الشاشة. هذه الحيلة هي الاستعاضة عن الشخصية في صورة ضوء باهر، ولم تحاول هذه الأشرطة جعل هذه الشخصيات ـ الممنوعة الصورة ـ تتكلم مباشرة مع باقي شخصيات الشريط. فإذا كان ثمة من يسأل النبي عليه الصلاة والسلام ـ في أي من هذه الأشرطة عن مسألة ما، فإنه يسأل ضوءاً باهراً يملأ الشاشة وينعكس على وجوه الممثلين، والصوت الذي يجيب عليه لا يجيبه بصورة مباشرة، بل يتم اختيار صوت جهوري ـ كالإذاعي الراحل محمد الطوخي أو كالممثل القدير الراحل محمد السبع ليقول بصوت مهيب رهيب : يقول النبي، كذا وكذا..

وهكذا ابتعدت الأشرطة الدينية المصرية عن المحظور قبل وقوعه، فهي اتبعت هذا التقليد منذ نهاية الأربعينات مع أن قانون منع ظهور هذه الشخصيات الدينية في الأعمال الفنية لم يصدر إلا في العام 1976، كما ذكر أحمد رأفت بهجت!

والأمثلة على الاستعاضة بـ"الصوت الجهوري والضوء الباهر" كثيرة، ويمثل أغلب أشرطة السينما المصرية الدينية.. "ظهور الإسلام" ـ المأخوذ عن رواية الوعد الحق للدكتور طه حسين ـ لعماد حمدي وعباس فارس وكوكا 1949، و"انتصار الإسلام" 1952 لمحسن سرحان وماجدة، و"بلال مؤذن الرسول" 1953 ليحيى شاهين وماجدة، و"بيت الله الحرام" 1957 لحسين رياض وبرلنتي عبدالحميد و"خالد بن الوليد" 1958 لحسين صدقي ومريم فخر الدين و"الله أكبر" 1959 وكاتب السيناريو الخاص به هو "نجيب محفوظ" و"هجرة الرسول" 1964 لماجدة وإيهاب نافع و"فخر الإسلام" 1971 لمحمود مرسي وسميحة أيوب ويحيى شاهين وإخراج صلاح أبو سيف و"الشيماء" 1972 لسميرة أحمد وأحمد مظهر..

وعلى الرغم من أن بلالاً وخالد بن الوليد هما من الصحابة الأجلاء إلا أن يحيى شاهين وحسين صدقي لعبا دوريهما من دون مشاكل ربما لكونهما من غير المبشرين بالجنة كما أن "عبدالمطلب" جد النبي صلى الله عليه وسلم ظهر علنا ولعب دوره حسين رياض في "بيت الله الحرام" لكونه أيضاً من المسموح بتجسيدهم.

أما المتصوفون والأولياء الصالحون فظهروا بحريتهم على شاشات السينما المصرية من دون اعتراض واحد للأزهر... كما في أشرطة "شهيدة الحب الإلهي" 1960 و"رابعة العدوية" 1963 وقبلهما "السيد أحمد البدوي" 1953.

وإن كانت ثمة أطراف ثلاثة ـ الأزهر والكنيسة والرقابة ـ تواجه الشريط السينمائي الديني في مصر، تحسباً لظهور أية شخصية مقدسة فيه، فإن طرفا رابعاً غائباً أو تم تغييبه عمدا هو المثقفون من الذين يعملون بالحقل السينمائي أو الأدبي أو النقدي، والذين يرفضون على اختلاف تياراتهم واهتماماتهم، أن يصادر على الشريط الديني، بل صاروا يضيقون بسيطرة ثلاث دوائر للرقابة الشريط السينمائي، ويراهنون على أن الشريط الديني، مثله مثل أي شريط سينمائي آخر، مادام يراعي عدم ظهور هذه الشخصيات المحظورة، لكن صوت المثقفين الآن غير مسموع بخصوص هذا الملف السينمائي الشائك، وإن كانت كل الأصوات مرشحة للتصاعد إذا ما اتسعت دائرة أزمة شريط "المسيح المصري"، التي لم يعرف أحد ـ إلى الآن ـ اتجاهاتها، تماماً كمصير الشريط الذي بات مجهولاً!

المستقبل اللبنانية في 30 أبريل 2006

المخرج السينمائي اليماني حميد العقبي :

أحاول قراءة القصيدة الشعرية برؤية سينمائية

الرباط : أمينة بركات | المغربية  

حميد العقبي باحث ومخرج سينمائي يماني ،يكتب أيضا السيناريو، دفع عشق الفن السابع ابن الحديدة اليمنية للذهاب بعيدا عن بيئته ومحيطه الأسري بحثا عن المعرفة والإبحار في مجال السينما، واختار عن اقتناع، بعد دراسته للفنون التشكيلية وفنون العرض بفرنسا، اختار موضوعا دقيقا لرسالة الدكتوراه حول السينما الشعرية وعلاقتها بالسينما السوريالية والتجريبية بجامعة كان الفرنسية، حاصل على الماجستير في الإخراج السينمائي والمسرحي وبكالوريوس في الإخراج الإذاعي والتلفزيوني من جامعة بغداد سنة 1997 يعمل ايضا مدرسا مساعدا بكلية الفنون الجميلة باليمن والتي ساهم في تأسيسها.

توقفنا مع المبدع السينمائي العقبي عند بعض من اهتماماته بعد ان ارتبط اسمه بالسينما الشعرية :

٭ لماذا اختار حميد العقبي الاهتمام بمجال آفاقه ضيقة جدا في اليمن وكيف تولدت لديك فكرة دخول هذه المغامرة؟

ـ كان اكتشافي لهذه الفكرة صدفة وذلك عام 1996 عندما كنت طالب بكالوريوس في السنة النهائية بكلية الفنون الجميلة ببغداد قسم السمعي والمرئي وكنت أبحث عن فكرة لمشروع تخرجي ونصحني يومها أحد أساتذتي الدكتور كريم السوداني أن أبحث عن فكرة جديدة غير مطروقة.

وقدم لي دراسة من عدة صفحات تتناول تحويل إحدى قصائد الشاعر يوسف الصابغ إلى سيناريو ومن ثمة تناقشت مع استاذي وسألني من هو أشهر شاعر يمني قلت البردوني والمقالح نصحني أن اختار إحدى القصائد لواحد منهما وبعد ان حصلت على منحة لاستكمال دراساتي العليا قررت ان أتعمق في الموضوع وبعد إنجازي الماجستير بعنوان بحث في السينما الشعرية وسينمائية القصيدة الشعرية تمكنت من إخراج فيلمين في فرنسا وأصبح رصيدي الآن ثلاثة أفلام في هذا الاتجاه وهناك تجربة رابعة على وشك البدء في إنجازها.

٭ تخصصت في مجال السينما الشعرية وهو صنف غير معروف في السينما العربية لماذا هذا الاختيار وبمن تأثرت بالأساس؟

ـ فعلا التخصص غريب وغير معروف وجاء هذا الاختيار لحبي الشديد لهذا الاتجاه ورأيت ضرورة الخوض فيه كونه جديد لباحث عربي حتى يستفيد منه الآخرون وان أقدم بحثا جديدا للمكتبة العربية ووجدت صعوبات كثيرة جدا لعدم وجود مصادر عربية ولا كتب مترجمة إلى العربية ولم أجد احدا يفهمني إلا القليل جدا من نقاد وأكاديميين عرب وكان هذا تحدي آخر وأنا أحب التحدي وأبحث عن الجديد هذا طبعي.

بالتأكيد عندما أخرجت فيلمي الأول محاولة للكتابة بدم شاعر لم أكن امتلك القاعدة الأكاديمية والفكرية ولم أكن قد اطلعت على التجارب العالمية ولا النظريات ولولا دراستي بفرنسا ودعم استاذي المشرف ووجود المراجع والأفلام لم أكن لأستطيع إنجاز بحث الماجستير في الموضوع لو اني درست في بلد عربي.

اصبحت عاشقا للسينما الشعرية وتاثرت جدا بعمالقة المخرجين مثل المخرج الروسي اندرية تاركوفسكي والإسباني لويس بنويل والإيطالي باز وليني وفليني والمخرج السويدي بيرجمان والفرنسي جون كوكتو والان رينيه وغيرهم.

٭ أول فيلم من إخراجك هو "الرتاج المبهور" وهو عن قصيدة شعرية لعبد العزيز سعود البابطين فما هو الموضوع ولماذا هذه القصيدة بالضبط؟

ـ فيلمي الأول محاولة للكتابة بدم شاعر، عن قصيدة محاولة للكتابة بدم الخوارج للشاعر عبد العزيز المقالح، أعجبت بالقصيدة جدا رغم انها من القصائد الممنوعة والتي لم يعد الشاعر يرويها نظرا لحساسيتها فهي قصيدة دموية تحمل عمقا فكريا وفلسفيا وسياسيا

فيلمي الثاني "على قيد الحياة" عن قصيدة حياة جامدة للشاعر العراقي سعدي يوسف وكانت تجربة رائعة مع شاعر عملاق ليس سهلا وقد سعدت جدا بموافقته على منحي ترخيص وإذن لمعالجة القصيدة ثم انه وافق على الرؤية السينمائية بعد اطلاعه على السيناريو ومنحني حرية مطلقة للتصرف فيها.

فيلمي الثالث الرتاج المبهور عن قصيدة الرتاج المبهور للشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين تعرفت عليه خلال مشاركتي بمهرجان المتنبي العالمي الرابع بزيورخ وأعجب الشاعر بتجربتي وقمت باختيار هذه القصيدة وبإجراء المعالجة الدرامية وعرضتها عليه فوعدني خيرا بالإضافة إلى جهات أخرى دعمتني.

٭ ماذا عن هذه التجربة وما هي أهم المشاكل التي صادفتك في إخراج هذا الشريط وهل تنوي الاستمرار في نفس النهج؟

ـ هناك عديد من المشاكل واجهتني في كل تجربه مع أفلامي الثلاثة أولها طبعا الإمكانيات المادية مع الفيلم الثاني أيضا واجهت نفس المشكلة و عرضت السيناريو على جهات عديدة فرنسية لكن شروط الدعم عديدة، وكان حظي أفضل مع فيلم الرتاج المبهور لكن التكاليف كانت أكثر من الدعم كون التصوير تم في اليمن واستمر عشرة أيام بكادر فرنسي والحمد لله أشعر بفرح كبير الآن بهذا الرصيد المتواضع.

من المشاكل الأخرى التي صادفتني مع كل فيلم هي الإجراءات الروتينية من تصاريح التصوير وغيرها هناك مشاكل أخرى هي سوء فهم لهذه التجارب فالبعض ينظر إليها كأنها فيديو كليب للشعر والبعض يظن انها ترجمة للشعر والحقيقة أنها ليست كذلك أنا أحاول قراءة القصيدة الشعرية برؤية سينمائية وأضيف إليها من خيالاتي المجنونة.

أنا لا أكتب دعاية للشاعر صاحب القصيدة ولا أحكي عن حياته، فأفلامي ليست وثائقية، هي معالجات حرة من وجهة نظري الخاصة، هي ذاتية بكل ما تعنيه الكلمة، لذا البعض لا يتحمس لدعم مشاريعي.

٭ لا تتوفر اليمن على إنتاج سينمائي يذكر فهل هناك بوادر تدفع بطموحاتك لتأسيس سينما محلية وتحسيس الجمهور اليمني بأهمية الثقافة السينمائية كما هو الحال في الدول الخليجية؟

ـ صحيح انه لايوجد في اليمن أي اهتمام بالسينما ولكن هناك أمل كلية الفنون الجميلة باليمن، هناك كوادر تحتاج إلى رعاية وهذه الكوادر تحلم بسينما ولديها أفكار نأمل أن يتحقق حلمنا الجميل قريبا في الوصول إلى سينما يمنية متى يعي أصحاب القرار ضرورة دعم هذه المواهب.

٭ التعامل مع السينما الشعرية في العالم العربي مغامرة وحلم من الصعب الحفاظ على الاستمرارية فيه في غياب استراتيجيات وإرساء قواعده في عالم يفتقر إلى أبسط شروط العمل فهل تعتقد أن هناك إمكانية لتحقيق هذا الحلم؟

ـ السينما الشعرية حلم صعب ولكنه ليس مستحيلا لأن اليوم العالم مفتوح والسينما أداة للحوار بين الحضارات والشعوب ان لم يفهمني العرب بالتأكيد سأجد من يفهمني وأنا أحب أن أخوض تجارب أخرى مع شعراء من كل أنحاء العالم.

٭ كمواطن يمني يعيش في فرنسا بعيدا عن عاداته وثقافته هل الحنين للموروثات له مكانة في سجل إبداعاتك؟

ـ انا أحن إلى اليمن كل لحظة، وثانيا كون عائلتي مازالت باليمن اليمن كما قلت بلد يمتلك حضارة عريقة وتاريخا وتراثا إنسانيا وليس ملكا لأهل اليمن فقط، وأعتقد ان واجب الجميع إنقاذ هذا التراث الإنساني من الضياع والاندثار والتشويه وأنا الآن بصدد إجراء عملية مونتاج لفيلم وثائقي قصير عن سوق بيت الفقيه مدينتي التي ولدت فيها وعشت بها وصورت فيلمي الرتاج باليمن ولا يخلو أي فيلم من أفلامي الثلاثة من الإشارة إلى اليمن في فيلمي الأول لقطات وثائقية في فيلمي الثاني ضمن الإكسسوارات بعض الأشياء ترمز إلى اليمن ولا أعتقد أني سأعمل فيلما وسيخلو من صورة أو إيحاء بها رائحة اليمن أنا يمني حتى النخاع حتى لو عشت في هوليوود سأظل يمنيا محبا لليمن السعيد .

٭هل سبق لحميد العقبي أن تابع الحركة السينمائية المغربية؟وما هو رأيك فيها؟

ـ نعم انا أتابع الحركة السينمائية بالمغرب وكان تخطيطي ان أصور فيلم الرتاج المبهور بالمغرب لكني لم أجد أي استجابة من سفارة المغرب فالفيزا فقط تكلفني شهرين مأساة الحدود فصلتنا وتعيقنا.

وقد شارك معي الأخ الأخضر بوساف وهو مغربي حيث قام بتأليف الموسيقى التصويرية لفيلم الرتاج المبهور و"على قيد الحياة" وربما تتاح لي الفرصة للتعرف عليه أكثر عند زيارتي للمغرب في احدى مهرجاناته.

الصحراء المغربية في 2 مايو 2006

 

في ندوة بالمهرجان القومي للسينما المصرية

محمد أمين: "ليلة سقوط بغداد" يستشرف مستقبل الوطن العربي

القاهرة  نادية المسلماني:

أثارت ندوة فيلم “ليلة سقوط بغداد” التي أقيمت عقب عرض الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للسينما المصرية، جدلاً واسعاً بين جمهور الحضور.

وقدم الندوة فاروق عبدالخالق، رئيس مركز الثقافة السينمائية، الذي أكد أن الفيلم يعد توثيقاً وتاريخاً للصراع الذي نعيشه حالياً من الدول الكبرى في مواجهة العالم العربي، والفيلم عند عرضه لأول مرة أثار العديد من الآراء والأفكار التي يتفق حولها الجمهور ويختلف، سواء في الأسلوب المستخدم الذي قدم به الفيلم في إطار كوميدي أم في الأفكار المطروحة التي يناقشها، وهي باختصار تطرح تساؤل: ماذا لو جاء الأمريكان لاحتلال مصر بعد هذا الوجود المرعب في الوطن العربي وبعد احتلال للعراق؟

كما يطرح الفيلم قضايا اجتماعية وثقافية حول البطالة واتجاهات رجال الأعمال، والفيلم في النهاية أثار العديد من المناقشات الفنية والفكرية على جميع المستويات الفنية والفكرية والجماهيرية. وبسؤال المخرج محمد أمين حول موضوع الفيلم الذي يتسم بالجدية في حين أن التناول تم بشكل كوميدي ساخر، قال: لو كان الموضوع قد نوقش بشكل تراجيدي فلم تكن الرقابة لتسمح به، بالإضافة إلى أنني رأيت أن المشكلة التي يطرحها الفيلم تجاوزت الحل بشكل تراجيدي، فلم أكن أتصور أبدا كمواطن أن يتم احتلال دولة من خلال دولة عظمى، وان هذه المرحلة قد انتهت ولكنني كنت مثاليا، بالإضافة لأنني أرى أن الكوميديا هي أكثر الأساليب تعبيراً عن جدية أي موضوع.

وبسؤاله عن نظرية المؤامرة التي يطرحها الفيلم قال: في رأيي أن الأمريكان يستطيعون عمل كل شيء، مثلاً أن يصورونا داخل بيوتنا، بالإضافة إلى أنهم يفرضون على العالم ثقافتهم، فمن السهل جداً أن يقودنا أي أحد إلى ما يريده فالمسألة أصبحت فيها سيولة و”ميوعة” في كل أمور حياتنا، والمؤكد أن نظرية المؤامرة موجودة في السياسة وفي الحياة، فمثلا في السينما يمكن تسيد فيلم على آخر لما يطرحه من أفكار تتفق ومصالح أناس محدودة التفكير.

ويضيف أمين: أرى أن العلاقة بين الدول الصغرى والكبرى أشبه بعلاقة المنفعة، فهم يفعلون بنا ما يريدون حتى من خلال وسائل إعلامهم التي تظهرنا كمتخلفين في كل شيء في السياسة والأفكار والعلاقات الاجتماعية، كما أن الفيلم يطرح أن الرجولة ليس معناها الذكورة ولكن معناها ألا يستطيع احد أخذ حقك وأرضك وينتهكك كإنسان، ولكن السؤال: هل المشاهد الجريئة جرحت أحداً من الجمهور وهو يراها؟ حيث كانت موظفة لتؤكد حالة العجز الذي نعيشه، وبسؤاله عن سر عدم فوز الفيلم بجائزة في مهرجان القاهرة السينمائي قال: الفن جميل جداً ورحب ويسمح بالاختلاف، فهي مسألة أذواق وربما مع لجنة تحكيم أخرى يحصل الفيلم على جائزة، كما أن الجوائز مرحلة لاحقة، فأنا كمخرج يهمني تقديم عمل للجمهور يتفاعل معه فقط، وإذا حدث هذا التواصل مع الجمهور فهذه نعمة كبيرة من الله واحتمال أن الفيلم الألباني أو الفنلندي الذي فاز بالجوائز أكثر فنية من فيلمي، أو ربما كان هذا بمثابة “قرصة ودن” لعدم تقديم هذه النوعية من الأفلام مرة أخرى.

وعلق فاروق عبدالخالق قائلاً: من الأشياء التي لفتت نظري في الفيلم شكل تقديم التترات ما بين مظاهر البيوت القديمة ومظاهر التنوير والحضارة.

وحول تعليق أن الفيلم يهاجم العدو الخارجي وهو الأمريكان ولكن علينا التركيز على العدو الداخلي وهو أنفسنا؛ قال المخرج: إن الكثيرين عند مشاهدة الفيلم توقفوا عند إدانته لأمريكا ولكنها إدانة للذات أيضا فالآخر يفكر في مصلحته ولكنني أدين عجزنا وإهدار طاقات بلادنا في حماية نظم معينة.

الخليج الإماراتية في 30 أبريل 2006

 

المخرج الأردني يحي العبدالله يشارك فـي مهرجانات عالميــــة ويستعــد لإطــلاق فيلمــه الاحترافـي الأول

عمان - ناجح حسن 

يشارك المخرج السينمائي الأردني يحي العبدالله في مهرجان «تورينو» السينمائي الدولي الذي يقام بالفترة الواقعة بين الثالث إلى الثامن من شهر أيار المقبل.

ففي اتصال مع جريدة «الرأي» قال العبدالله إن فيلميه القصيرين «ست دقائق» و «الو.. الو» سوف يشتركان في احد أقسام المهرجان المخصصة للأعمال التي تتناول التجارب الشابة والتي يغلب على معظمها أسلوبية كاميرا الديجتال الرقمية وسيجري مناقشتهما مع الجمهور والنقاد وضيوف المهرجان.

كما ويشارك العبد الله الذي عمل معلما للأدب العربي في مدرسة البكالوريا الدولية للسنة الثانية على التوالي في مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا بواحد من أفلامه الروائية القصيرة حيث بدا المهرجان الذي يقام سنويا في هولندا بالالتفات إلى أعمال المخرجين والمخرجات الأردنيين الشباب الجدد مما يحفزهم على المشاركة الدولية ويطلعهم على تجارب الآخرين في مجال الصناعة السينمائية عدا ما يشكله ذلك من احتكاك وتفاعل مع أقرانهم من ضيوف المهرجان.

ويضيف المخرج يحي العبدالله الحائز على درجة الماجستير في الآداب الذي لا يزال يتابع دراسته العليا في احد المعاهد الباريسية للدراسات السينمائية بأنه على اتصال دائم مع زميله المخرج الأردني محمود المساد المقيم في هولندا ويحضر لفيلمه الروائي الطويل بعد أن لاقى فيلمه الروائي الأول «الشاطر حسن» الاهتمام من النقاد والجمهور على السواء وكان أن منحه مهرجان روتردام الجائزة الذهبية.

ويعكف العبدالله على دراسة مواقع تصوير أحدث أفلامه القصيرة في باريس وسيحمل عنوان «الرقصة القصيرة» وهو العمل ألاحترافي الأول في مشواره السينمائي حيث سيصوره بكاميرا سينمائية 35 ملم وسيكزن جاهزا للعرض في الأردن في الأشهر القليلة القادمة.

يطرح الفيلم كما يشير العبدالله فكرة البحث عن الجمال باستخدام التكنيك السينمائي المستخدم في أفلام عالمية وخصوصا تلك القادمة من أجواء السينما المختلفة عن السائد والتي يحققها مخرجون في بلدان آسيوية ومن أميركا اللاتينية وستقوم الممثلة الفرنسية آنيتي دارسون التي تميزت في أفلام عالمية بأداء الدور الرئيسي.

وبخصوص حلمه بصنع فيلم روائي طويل يتوقع يحي العبدالله أن ينتهي قريبا من وضع اللمسات الأخيرة على كتابته والذي سيتعاون فيه مع الموسيقي اللبناني المعروف مارسيل خليفة الذي أبدى استعداده في لقاء جمعهما بباريس على وضع الموسيقى التصويرية للفيلم والذي سيؤدي الأدوار الرئيسية فيه نخبة من ابرز الممثلين الأردنيين والعرب والذي سيقوم باجراء الاتصال معهم إبان زيارته المقبلة إلى عمان صيف هذا العام0

وزاد العبدالله الذي سبق له وان قدم مجموعة ليست بالقليلة من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة مثل :/الجدة اللطيفة/../حجم عائلي/../ عبر عيون الأطفال/../تلوين/..و /مواطن عربي/.. انه بصدد التوقيع قريبا على اتفاقية تمويل مشترك للعمل مع شركات فرنسية وهولندية إضافة إلى بحثه الدءوب عن مصادر تمويل أردنية وعربية في مسعى لإكمال ميزانية الفيلم الذي يعتبره بداية مشواره في السينما الجديدة المستقلة. على نحو متصل عبر يحيى العبدالله عن سعادته لإطلاق مشروع الفيلم الأردني العالمي «كابتن أبو رائد» لزميله المخرج أمين مطالقة وأعلن عن استعداده العمل إلى جوار فريق الفيلم لان نجاح أي مخرج أردني هو نجاح للسينما الأردنية.

ويرى العبدالله الذي انخرط فبل سفره إلى باريس في أكثر من دورة في صناعة الأفلام بتعاونية عمان مع المخرج حازم البيطار انه يتوجب على المخرجين الشباب المساهمة والتواصل معا لأي مشروع سينمائي ينوي وضع الأردن على خريطة المشهد السينمائي.

ويكشف المخرج العبدالله الذي قدم مؤلفا عن رحلة الروائي المغربي الطاهر بن جلون مع الإبداع تحت عنوان «الاغتراب» عن انتهائه من كتابة لنص فيلم قصير تدور أحداثه في احد الأحياء الشعبية في عمان عندما يعثر مجموعة من الفتيان على عنزة صغيرة ضلت طريقها عن قطيع غنم لأحد الرعاة ويقرر أولئك الفتيان بعد سلسلة من المطاردات الطويلة والمتاعب في سبيل الإمساك بالعنزة أن يتم ذبحها وطهيها في وليمة جماعية لكن المتاعب تستمر في اللحاق بهم حيث يفشلون في العثور على الشخص والمكان المناسبين لإجراء عمليات الذبح والسلخ والطهو قبل أن يفجر واحد من بين أفراد المجموعة على وضع الحل المناسب.. انه فيلم يرتكز في أحداثه على عنصر الكوميديا والدعابة السوداء وفي طرح درامي وجمالي لواقع البسطاء في العاصمة عمان.

يشار أن المخرج يحي العبد الله قدم بفيلمه التسجيلي «ست دقائق» رؤية معبرة بجمالياتها ومناخاتها في لغة بصرية واثقة تتكيء على لقطات توثيقية ووثائقية ومحاورات محملة بالمواقف والدعابات السوداء، عندما يعرض على مجموعة متنوعة من الدارسين في الكليات الجامعية أسئلة تبدو إجاباتها للإنسان البسيط عادية وسهلة لكن المشاهد يصيبه ما يشبه الفزع وهو أمام إجابات مترددة وعاجزة عن الاحاطة بأبسط قواعد الثقافة والمعلومة الدارجة0

حرص العبد الله الذي حقق خلال السنتين الأخيرتين أربعة أفلام قصيرة تتراوح بين التسجيلي والروائي والذي شارك في مهرجا ن الجزيرة للأفلام القصيرة ومهرجان طنجة بالمغرب على تضمين فيلمه «ست دقائق» تقنيات بصرية وتسجيلية لحظة عرضه الأسئلة أمام شخصيات العمل مطعمة باللقطات و الصور الفونغرافية الثابتة والمشاهد الوثائقية لأمكنة وشخصيات أو أحداث دون أن يسعى لإبراز دروسا استعراضية أو تعليمية لكنه دون أدنى شك يقرع جرسا للإنذار بضرورة توخي الحذر لما يعيش فيه الأسلوب التعليمي السائد ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما في الوطن العربي بأسره وبهذا الشأن نراه يكتب على الشاشة في ختام الفيلم لمقولة مثبتة في أدبيات المنظمات الدولية المتخصصة تحكي عن ساعات القراءة المحدودة للإنسان العربي خارج المنهاج الدراسي بما يشبه الصدمة.

وغالبا ما كانت أحداث أفلامه اللاحقة تدور حول مواضيع إنسانية واجتماعية وثقافية مختلفة ومتفاوتة الإمكانيات وفي أسلوبية تقنية مبتكرة وشديدة الجاذبية محملة بألوان ولمسات من القيمة الإبداعية.

الرأي الأردنية في 30 أبريل 2006

 

سينماتك

 

أفلام عربية تتناول حياة مجتمعاتها

تشارك وتفوز في مهرجان سنغافورة الدولي للسينما:

سنغافورة ـ القدس العربي ـ من يسري السيد منصور:

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك