سينماتك

 

حوار مع المخرج الشاب "سعد هنداوي"

حاوره: فريق كلاكيت

 

 

 

 

سينماتك

 

نور الشريف وعلى الحجار فى رحلة علاج بمستشفى المجانين

وطن الجنون رؤية عاقلة لعالم مجنون

صالح رجب 

أعلن الفنان نور الشريف رفضه لحياة المدن ومجتمع الديجيتال ولعنة التيه التى أصابت البشر فى عصر العولمة، وقال إننا نحيا عصور الثقافة الاستهلاكية التى تعلمنا أن نبتسم دائما دون فرح وتصور السعادة فى الإعلانات التجارية، وكأنها هى المتع والحياة وتمنى نور أن يستطيع أن يواجه هذا الطوفان ويحول دون اجتياح الآلات للبشر فى إطار سعيه لصنع عالم جديد يسوده الحب، مشيرا إلى أن هذا العالم لم يعد موجودا سوى فى مستشفى المجانين.

وعلمت العربى أن نور لجأ إلى هذه الفكرة المجنونة بعد اطلاعه على فكرة مسرحية وطن الجنون للمؤلف نبيل خلف وأبدى نور إعجابه بالفكرة، وأكد رغبته فى القيام بإخراجها وبطولتها، حيث يبدأ جلسات التحضير لها الشهر القادم لعرضها خلال الموسم الشتوى القادم.

وقال نبيل خلف إن المسرحية تدور حول أسطورة دون كيشوت، ولكن من خلال تطوره ليتلاءم مع عصر المعلومات، حيث يستبدل دون كيشوت حربه ضد طواحين الهواء ليحارب أطباق الستالايت بوصفهم جنود العدو فى إشارة لرفض الكاتب للصورة العصرية المجنونة المشحونة بالشهوة.

وقال إن دون كيشوت يهدف فى وطن الجنون أن يعيد للعبقرية مكانتها بتغذية الأحلام الجماعية بالغضب الحانق والتمرد الطفولى بإعادة التوازن المفقود للمجتمع عن طريق إيجاد أساطير جديدة تؤكد الروابط الاجتماعية.

ويضيف نبيل خلف أن دون كيشوت يرسل سفينة إلى كل موانئ العالم لنقل المجانين والمعاقين ذهنيا والمرضى النفسيين والمعتوهين والفقراء والعاطلين من أوطانهم إلى جزيرته التى لا يعرف أحد موقعها على الخريطة وهى ليست معتقلا أو منفى بل أرضا مقدسة للجنون، حيث يعد دون كيشوت أتباعه بالسعادة النهائية والفرح الحقيقى.

ويؤكد خلف أن المسرحية تهدف إلى تحقيق الألفة الكونية بين البشر وتعزيز التواصل والحميمية وخلق ثقافة بديلة ونمط مختلف من القيم، ويرفض الأسلوب الجمالى للعصر الحالى الذى يركز على المحسوس والمتعة الناجمة عنه من خلال الرياضة والموسيقى والسياحة والترفيه والاستهلاك ويرفض أيضا مركب الإعلام/الإعلان الذى يفضل التسلية على الثقافة الجادة وعن الحوار السياسى الفعال، وحيث الاستهلاك له أهمية أكبر من القيم والحاجات الإنسانية، ويتبع أسلوب حياة معين وثقافة معينة ومنتجات معينة وأفكارا معينة تتسق مع أهدافه.. ويركز هذا الأسلوب الذى يوحد بين اللهو والجمال والصوفية على لعبة المظاهر، دون كيشوت ضد ثقافة اللحظة وأخلاقيات اللحظة حيث يعشش هوس الحاضر ووهم الهُنا والآن مع رفض قاطع لتأجيل المتعة لغد أفضل وغياب الالتزام السياسى والتفاهة المرتبطة بهذا الالتزام، ليس هناك مستقبل الآن هو كل شيء، وإحدى خواص الثقافة الاستهلاكية ميلها الدائم لإلغاء الماضى والذاكرة وتفكيك كل الأشكال المعنى وجعل كل اختيار ظاهرة عشوائية.

مؤكدا رفضه للأسلوب العصرى.. حيث كل شيء يكون مباحا ولا شيء ممنوع.. حب الغلمان والإثنية الجنسية، الجنس الجماعى وكل الملذات مهما كانت من الأتفه إلى الأكثر شذوذا باعتبارها شروط إمكانية الوجود المشترك للتوازن، وأصبحت الأعمال الفنية على نحو متزايد مجالا للرسائل التجارية، كما أصبح من وظيفتها تهيئة البيئة الملائمة لإنتاج الرغبة، وهذه البيئة ينبغى أن تكون جذابة ومثيرة ومشبعة وجديدة باستمرار، وحيث الجنس والعنف يصبحان سلعة، الأعمال الفنية الإباحية والداعرة فى ازدياد وتعرض صورا مختلفة عن السادية والماسوشية والاغتصاب والتعذيب وقتل النساء والأطفال.

ويحذر نبيل خلف على لسان بطله دون كيشوت من هذا الأسلوب الجمالى إلى نشوء نمط آخر من القيم يوحد بين الإبداع واللذة، حيث لا يهم المضمون والعمق وإنما المهارة والمظهر والشكل ويتخلل هذا النمط الحياة اليومية، حيث تزول استقلالية الفرد باعتباره سيدا ومالكا لنفسه أى أننى شخص لا يوجد إلا بالآخر وبفضله القبلية والمجتمع البدائى.

ورغم ذلك فإن وفرة الصور الحديثة فى عصر العولمة التى تجمع بين الإبداع واللذة والتى انتعشت بفضل التطور التقنى خاصة فى وسائل الاتصالات حققت حالة ثالثة للعالم لا ترتبط بضرورات المحاربين أو جشع التجار، بل ترتبط بواقع روحى مختلف وبشكل من أشكال الوحدة بين الناس أقل نفعية وأكثر صوفية أى عالم له سحره الجديد وأساطيره.

هذا الواقع الروحى الجديد يستخدم الصور كمحفزات عاطفية ولا يعبأ بالإكراهات السياسية والاقتصادية ونجد ذلك واضحا فى سرية المجموعات والصغرى وفى الجو العاطفى لعلاقات الصداقة وفى لزوجة الانفعالات فى الانتماءات الدينية والجنسية والثقافية.

ولهذا فإن دون كيشوت اكتشف أن الجنون هو الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم المرفوض من وجهة نظره، ويرى أن الجنون مكتشف قوة بدائية تستطيع العثور على العالم الحقيقى، مؤكدا أن الجنون يفتح آفاق البشر على أعماق كبيرة فى الكون، لأنه يستمد وجوده من كل ما هو مستحيل، مشيرا إلى أن قوة اللامعقول هذه تتحكم فى طموح السياسيين والبخلاء والتجار والفلاسفة والعلماء، حيث يمتلك المجنون المعرفة، فى حين أن الحكيم لا يملك سوى صور مبعثرة.

وأشار خلف إلى أن المسرحية من الطابع الشعرى الغنائى، وسوف شارك نور الشريف وعلى الحجار فى الغناء فيها الذى يلعب دور مساعد دون كيشوت فى العالم المجنون.

يذكر أن نبيل خلف حصل على جائزة المسرح العربى لأفضل عمل خلال عام 2005، وهو مسرحية آه يا غجر التى قام ببطولتها على الحجار وسوسن بدر ولفيف من الفنانين.

العربي المصرية في 23 أبريل 2006

 

عبد الوارث عسر.. مرت ذكراه دون أن يتذكره أحد

حكيم الشاشة.. أسطورة الفن الجميل

منى الغازي 

فشل عمر وصفى مدير فرقة عبد الرحمن رشدى فى العثور على ممثل لاداء دور رجل مسن مما اضطره للدفع باحد شباب الفرقة ليؤدى ذلك الدور ولم يكن احد وقتها يتوقع كم التغيير الذى سيتسبب فيه ذلك الاختيار فقد تحول الممثل الشاب محمد عبد الوارث الى عبد الوارث عسر احد اهم شيوخ وحكماء السينما عبر تاريخها.

ولد عبد الوارث بحى الجمالية فى سبتمبر عام 1884 لأب محام وكان مجتهدا فى دراسته حتى حصل على الثانوية العامة، وكان عاشقا للادب مما دفعه للتتلمذ على يد استاذ الادب الالمانى المستشرق د.شاده فعشق الفن وترك دراسته بمدرسة الحقوق وانضم فى عام 1912 الى فرقة جورج ابيض المسرحية ومنها الى فرقة عبد الرحمن رشدى ثم كان دوره فى تأسيس جماعة انصار التمثيل والسينما التى قامت على اكتافها افلام السينما المصرية فى بداية تاريخها ومنذ ذلك الوقت ومع فيلم زينب الصامت بدأت السينما تجتذب عبد الوارث فأظهر براعة فى التعامل مع الكاميرا حتى اصبح عاملا مشتركا فى افلام فترة الثلاثينات والاربعينات والخمسينات ثم يقل نشاطه بعد ذلك تدريجيا حتى وفاته فى 22 ابريل 1982 بعد مشاركته فيما يقرب من 300 عمل سينمائى وبعد رحلة مع الفن استمرت 60 عاما اثبت فيها قدرته العالية فى مجال التمثيل التى تبدو واضحة بتأمل القليل منها فنجده فى صراع فى الوادى الاب البرئ الذى ينفذ فيه حكم الاعدام وفى الارض هو العمدة الظالم او فنان مهضوم الحق فى لحن الوفاء ورجل ضائع فى شباب امرأة لا يمكننا حصر ذلك الكم من التنوع فى ادوار الرجل المسن فى حياة عبد الوارث عسر التى لم يكتف بها فيكشف عن طاقات ابداعية اخرى فيقدم فى الاربعينات مجموعة من المسرحيات من تأليفه وتحقق نجاحا كبيرا منها الموظف والنضال والجماح وينطلق كذلك مبدعا فى مجال التأليف السينمائى فيشارك فى كتابة عدد كبير من الافلام منها: دموع الحب، الدكتور، يوم سعيد، اخيرا تزوجت، دليلة، شباب امرأة، ويحصل تتويجا لكتاباته على جائزة التأليف السينمائى عام 1954 عن سيناريو فيلم جنون الحب وبعد جورج ابيض لم يجد اساتذة الفن سوى عبد الوارث عسر ليقوم بالتدريس الاكاديمى لفن الالقاء وليضع منهجا دراسيا قام بتأليف كتاب فن الالقاء الذى مازال يدرس حتى اليوم فهو الوحيد من نوعه فى ذلك التخصص فى المكتبة العربية بأكملها، لقد استمر عبد الوارث فى ممارسة عشقه للفن الذى منحه حياته متنقلا بين المسرح والسينما حتى ظهر التليفزيون فقدم فيه العديد من الاعمال كان اخرها مسلسل احلام الفتى الطائر ليكتمل المربع فقد عمل كذلك فى الاذاعة فى تأليف وتمثيل عشرات الاعمال الاذاعية.

انه احد اساطير الفن المصرى حفظه التاريخ عبر شاشاته وبين دفات الكتب وحفظ له جهوده فى تطوير الفن السينمائى فى حين انكره كل من يتمتعون بجهوده اليوم، ان ذكرى رحيل عبد الوارث عسر انما تاتى لتذكرنا بحكماء السينما الذين رحلوا ولم يعد يتذكرهم احد والعيب ليس على القنوات الفنية فهى للأسف محدودة العدد وبالكاد تكفى لعرض اعمال الاحياء والاحتفاء بها رحم الله استاذ الاداء والالقاء ورحمنا من عديمى الاداء والالقاء وناكرى الجميل.

العربي المصرية في 23 أبريل 2006

 

·         كيف كانت بدايتك الفنية؟

تعلقت بالسينما منذ الصغر، حيث كنت أشاهد الأفلام وأحاول أن أدرسها وكان لدي تعلق شديد بالصورة، وكيف يمكن لها أن تتحول إلى حركة مرئية، ووجدت أن الطريق المناسب لتعلم ذلك هو الدراسة في المعهد العالي للسينما. وفي معهد السينما درست الدراما وكتابة السيناريو وكل الأقسام الأخرى مما أصقلني وزودني برؤية أعمق للسينما.

·         لماذا تأخر فيلمك الروائي الطويل الأول؟

عندما تخرجت من معهد السينما كان أمامي طريقين، الأول أن أعمل مساعد مخرج حتى أتدرب على الحياة السينمائية والجو العام للبلاتوه، وبعدها أتجه للإخراج، والطريق الآخر هو عمل أفلام قصيرة والمشاركة في المهرجانات المحلية والعالمية حتى تزيد خبرتي بشكل يجعلني قادرا على شق طريقي في الإخراج، وقد اخترت أن أبدأ من خلال السينما القصيرة لأنها طليعة السينما التجديدية.

ومن ناحية أخرى فإني عندما تخرجت وجدت أن التيار السائد في السينما هو التيار الكوميدي وأيضا تيار الأكشن الذي كان يحاول أن يأخذ موضعه، ولذلك لم أستطع أن أتكيف مع هذه المرحلة، كما لم أستطع أن أقف متفرجا.. فلجأت إلى السينما القصيرة لتطوير نفسي كمخرج وتطوير فكري السينمائي أيضا.

·         هل أنت راض عن فيلم "حالة حب"؟

نعم أنا راض عنه.. فقد حاولت من خلاله أن أقدم موضوع مهم لا أضحك فيه على الجمهور، كما حاولت أن أقدم فيلما يحقق المعادلة الصعبة بأن يعجب الجمهور ويحقق أيضا مستوى فني جيد ليشارك بالمهرجانات، وأعتقد أني تمكنت من تحقيق هذه المعادلة، ومع ذلك فإني أنقد نفسي طوال الوقت حتى أتمكن من تطوير نفسي.

·         ما ردك على النقد الذي تعرض له الفيلم؟

كان هناك اهتمام نقدي كبير بالفيلم، وأنا أحترم النقد الموضوعي أما الهجوم والنقد غير البناء فأنا لا أقبله.. فهؤلاء الذين يطلقون عبارات صاروخية تدخل في إطار السب العلني، أعتبرهم قليلو الخبرة في عملهم ولا ألتفت إليهم.. فقط أهتم بمن يوضح لي إيجابياتي وسلبياتي كمخرج.. كي يساعدني في تطوير نفسي وعملي.

·         هل بالفعل تم ترشيح "رزان مغربي" لدور "هند صبري"؟

نعم.. بالفعل تم ترشيح الممثلة والمذيعة "رزان مغربي" و لكن لأداء الشخصية التي لعبتها زينة و ليس هند صبري و لكن عندما قابلتها لم أجدها مناسبة للدور ، أما هند فكانت هي المرشحة الأولى لدورها .

·         إلى أي حد تقبل بتدخل الممثل أوالسيناريست في العمل؟

الممثل أو المنتج أو السيناريست كل له الحق في إبداء اقتراحاته، ولكن هذا فقط أثناء التحضير للفيلم. فالممثل يستطيع أن يقترح بعض الإضافات للشخصية وللمخرج الحق في إتخاذ القرار النهائي، لأن المخرج هو صاحب حق اختيار الممثلين.. وبالنسبة لي هناك مجموعة من الممثلين المعروفين لا أستطيع أن أتعامل معه أبدا.

·         هل تواجه مشكلة عند إختيار الممثلين المشاركين في أفلامك؟

نعم لأن هناك ندرة في عدد الممثلين والممثلات المتمكنين من أداء كل الأدوار، حيث أنه لا يوجد مكان مناسب لتعليم فن التمثيل السينمائي وتخريج ممثلين جيدين، كما أن هناك موضة جديدة سائدة بين الممثلات وهو ما يعرف بالسينما النظيفة. وهنا تكمن المشكلة.. حيث أحتاج لفترة طويلة لللبحث عن ممثل أو ممثلة مناسب للدور ويتقن التمثيل، ويريحني في التعامل معه.

·         هل حدثت مشاكل أثناء تصوير فيلم "حالة حب"؟

كانت هناك خلافات مع المنتج بخصوص قيمة الفيلم، حيث أنه ليس فيلما كوميديا ولا فيلم أكشن.. وفي رأيه أن كل قرش يصرف على الفيلم يجب أن يحسب.. ولكن نظريته هذه تغيرت مع نزول الفيلم في قاعات السينما في العيد وتحقيقه إيرادات جيدة، الأمر الذي أعاد لي اعتباري، فقد حقق الفيلم إيرادات عالية على الرغم من أنه عرض من خلال 35 نسخة فقط أي أنه عرض في 35 دار عرض فقط بينما عرض غيره في أكثر من 60 دار عرض، وبدأ أصحاب السينمات في طلب نسخ إضافية.

·         ماذا يمثل "حالة حب" للمخرج "سعد هنداوي"؟

أنا لا أستطيع أن أعمل فيلم لا يتحدث عن جزء مني.. ولا يعنى ذلك أن يكون سيرة ذاتية فأنا لا أحب أفلام السير الذاتية.. ما أقصده أن يحمل الفيلم روح المخرج، فأنا مثلا سافرت كثيرا وخاصة إلى فرنسا وكان يشغلني دائما العرب المغتربين هناك ومشاكل الجيل الجديد الذي لا يتحدث العربية، وكنت أسجل دائما لحظاتي هناك من خلال كاميرا صغيرة ومن هنا كان الفيلم فعلا جزء مني.

·         ما سبب اختفائك عن الساحة الفنية الفترة الماضية؟

أنا لم اختف بل كنت مشغول بأمور أخرى منها عملي أربعة شهور متصلة في الإمارات العربية المتحدة، ثم سافرت إلى المغرب لمدة شهر و نصف للتصوير هناك، حيث قمت بتصوير أربعة أفلام تسجيلية.. وأيضا كنت أتابع عروض "حالة حب" في المهرجانات العالمية. وأنا أحضر الآن لفيلم "ألوان السما السبعة" وهو من إنتاج شركة شعاع للإنتاج السينمائي.. الفيلم اشترته الشركة قبل ست سنوات وظل حبيس الأدراج إلا أن تم الرجوع إليه مؤخرا بعد تغيير مجلس الإدارة.. ومن المقرر أن نبدأ التصوير خلال شهر نوفمبر المقبل.

·         كيف شارك "حالة حب" في المهرجانات الدولية؟

الفيلم هو الذي يحرك نفسه، فالفيلم الجيد يجد طريقه.. فقد طلب في مهرجان بلجيكا في شهر إبريل في عام 2005 بعد أن شاهده مدير المهرجان وبعض النقاد بدون ترجمة.. ثم عرض بعد ذلك في مهرجان تطوان في المغرب، ثم في شهر نوفمبر شارك الفيلم في مهرجان أميان في فرنسا، ثم في مهرجان السينما العربية في لندن وأخيرا في بنما وفي أفريقيا.. وسوف يتم عرضه في مهرجان ألوان للسينما الشرقية في نيويورك بعد عدة أيام، وهو المهرجان الذي تقيمه مؤسسة ألوان وجامعة كولومبيا وجامعة نيويورك.

·         هل رشح الفيلم من قبل في مهرجانات مصرية؟

لا لم يتم ترشيحه.. و لا أعرف السبب وتسأل عن ذلك لجنة المهرجانات.

·         كم عدد الأفلام التي عملت فيها؟

6 أفلام روائية قصيرة بما فيها مشروع التخرج، و 8 أفلام تسجيلية وواحد روائي طويل هو "حالة حب".

·         ما رأيك في السينما المستقلة في مصر؟

بدأت السينما المستقلة تمثل تيارا في السينما بعد أن كانت غير مؤثرة منذ فترة.. فقد أوجدت مساحة حرية واختلاف يتحاور مع السينما السائدة مثل أي سينما في العالم.

·         ماذا فعلت السينما القصيرة بسعد هنداوي؟

اهتمامي بالسينما القصيرة جعل اسمي ينتشر في الوسط السينمائي، وكذلك ترددي على مهرجانات كثيرة وحصول أفلامي على جوائز عالمية، وقد كنت أول مخرج مصري يعرض له أفلام في محطات تليفزيونية أوروبية، وطلب مني مركز الفن الحديث بباريس أن يكون لديهم بمكتبتهم نسخة من فيلم "المشهد الأخير" لمدة عشر سنوات. أيضا عملي كمستشار لمهرجان لوكارنو ومهرجان كليرمون فيران وأخيرا عملي كعضو بلجنة التحكيم في مسابقة أفلام من الإمارات.. كل ذلك أضاف إلي الكثير وأنا راضي عن ذلك والحمد لله.

·         بيت الفيلم القصير.. كيف أتت الفكرة؟

هو شكل فني مظلوم بل معتدى عليه، لأنه غير معروف وغير واصل للناس بشكل جيد، فهناك مكانين فقط لإنتاج الأفلام القصيرة وهما المركز القومي للسينما والتليفزيون المصري، كما أن الجمهور العادي لا يعرف قيمة الفيلم القصير، لذلك يجب توعية الناس لمثل هذا الفن بأن تكون هناك قاعات سينما لعرضها وهذا هو هدف "بيت الفيلم القصير".. فقط نريد أن يصل الفيلم القصير إلى شريحة عريضة من الجمهور ليتعرف على المهرجانات التي تعرض الأفلام القصيرة، كذلك أن يكون "بيت الفيلم القصير" هو بيت كل من يريد أن يخرج فيلم قصير.

·         ما الأنشطة التي يقوم بها بيت الفيلم القصير؟

ندرس حاليا فكرة إنشاء مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير وكذلك عمل مكتبة عن الفيلم القصير وأيضا مجلة سينمائية وأرشيt على الإنترنت ودار عرض لعرض تجارب مخرجي الأفلام القصيرة.

موقع "كلاكيت" في 25 أبريل 2006

 

حين تنتصر الموسيقى على طلقات الرصاص

دبلوماسية السينما على نهج غاندي

محمود عبد الرحيم 

ثلاث سيدات تستحق كل واحدة منهن تحية خاصة على جهد ثقافى قمن به معا يبدو رغم محدوديته مهما للغاية من زاوية التوقيت والرسالة، اذ انه يتجاوز مجرد مسألة عرض افلام اجنبية حتى ولو كانت مدهشة الى قضية اعمق الا وهى بناء جسور تواصل وحوار مع الاخر الاوروبى فى وقت تتصاعد فيه التوترات وسوء الفهم بين ضفتى المتوسط بل وتتعالى فيه دعوات العزلة والعنصرية وكأننا نعود الى الوراء ونتناسى ميراث التعايش المشترك والتلاقح الحضارى الحتمى الذى بلاشك يحول العداء الى صداقة والصراع الى تعاون مثمر للجميع.

من هنا تأتى قيمة أسبوع السينما التشيكية الذى جاء بمبادرة ذكية من الباحثة التشيكية المقيمة فى القاهرة لوسى ريزوفا ودعمته الملحقة الثقافية لسفارة التشيك فى مصر ياروسلافا بابانوفا والسينمائية المصرية صفاء الليثى.

وربما كان هذا الوعى ماثلا فى اذهان المُنظمات اللائى كان حماسهن واضحا تجاه هذه التظاهرة التى جرت دون ضجيج معتاد، فالسينما رغم كونها فناً هدفه الرئيس الامتاع الا ان احدا لا يمكنه ان يجادل فى كونها اداة ثقافية ربما تفوق فى قوة تأثيرها الاف الكتب والخطب وبروتوكولات الرسميين المملة، كما أنها بما تطرحه من أفكار ورؤى تعكس إلى أى حد مساحة الاتفاق اكبر بكثير من مساحة الاختلاف بين الشعوب، فالإنسان هو الإنسان فى مشاعره وأحلامه ومخاوفه وان اختلفت درجة تطوره المجتمعى.

ولعل الفيلم التشيكى الف كلارينيت يجسد بجلاء هذه المعانى ورغم انه يعود للستينات، إلا أنه يبدو كأنه أنتج حديثا بتداخله مع اللحظة الراهنة المشحونة بالحروب والصراعات، إذ يعالج قضية رفض فكرة الحرب بسخرية مدهشة وفيه قدر كبير من الفانتازيا التى لا تخلو من إثارة ذهنية، من خلال جندى يهرب من معسكر التدريب فى بداية انضمامه للجيش ثم يفاجئنا المخرج بأن البنادق قد تحولت إلى آلات موسيقية، والمظلى بدلا من أن يقفز ومعه سلاحه نراه حاملا جيتارا فيما القاعدة العسكرية تتحول لحفل غنائى راقص وكأننا نعيش حالة حلم للجندى الهارب من جحيم الحرب ثم نكتشف انه فى حالة مطاردة من جانب السلطات العسكرية وانه يضطر للجوء إلى السلاح وإطلاق النار للدفاع عن خياره، غير أن المخرج لم يشأ الاكتفاء بهذه النهاية المثيرة وعمد إلى نهاية أخرى مفتوحة أشبه باختبار للضمير البشرى، بوضع المشاهد أمام خيارين لا ثالث لهما إما البندقية بما تعنيه من شرور ودمار، وإما الموسيقى رمز السلام والتعايش بإنهاء فيلمه بمشهد رمزى بتركيز الكاميرا على فرقة موسيقية جرى فيها استبدال الآلات الموسيقية ببنادق فى غيبة العازفين.

وبصرف النظر عن بعض الملاحظات على الأسبوع السينمائى التشيكى من قبيل اقتصار العروض على سينما الستينات دون سينما الموجة الجديدة بالإضافة إلى الاكتفاء بالعروض دون ندوات تفتح الباب لمزيد من الفهم المتبادل إلا أنها خطوة تستحق التشجيع إلى جانب خطوات أخرى أخيرة أبرزها مهرجان السينما العربية الأوروبية ونشاط المراكز الثقافية الأوربية بالقاهرة، خاصة الفرنسى والألمانى ودورهما فى دعم تيار السينما المستقلة. تلك الخطوات التى نستشعر منها أن ثمة توجها جديدا، أو بالأحرى مبادرة أوروبية باتجاهنا يمكن أن نسميها دبلوماسية السينما التى يتكثف نشاطها فى هذه المرحلة بالذات التى لا تخلو من احتقان عبر عن نفسه مؤخرا فى أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية بتداعياتها المعروفة، وان كان ثمة توجس لدى البعض من مثل هذه المبادرات من زاوية أن وراءها أجندات خفية فيما يتعاطى البعض الآخر معها بلامبالاة مقللا من قيمتها، غير أن هذا يجب ألا يصرفنا عن أهمية إن لم تكن حتمية الانفتاح الثقافى والسعى مع الآخر لترميم الجسور المنهارة عملا بنصيحة الزعيم الهندى الكبير غاندى: افتح نافذتك أمام كل رياح العالم بشرط ألا تقتلعك من جذورك.

العربي المصرية في 23 أبريل 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك