برمّته، يرصّ شريط البريطاني مايكل وينتربتوم <<الطريق الى غوانتانامو>> (بالاشتراك مع مات وايتكروس مدير توليف فيلمه الفاضح <<تسع أغنيات>> 2004) قوته الدرامية في الادانة وتحميل الجناية السياسية الدولية (الاميركية تحديداً) وزرها الاخلاقي في ما يتعلق ب <<السعار>> الذي أصابها خلال البحث عن مذنبين ينالون قصاص هجمات أيلول، ايا كانوا وفي أي بقعة تواجدوا فيها. وكما كان الطريق الغربي (يوسم اليوم للغرابة ب الامبريالي) الجديد ومسعاه في اختلاق <<عدو جبار في عدوانيته>> كي يحل محل البلشفية المغدورة وشيوعييها التي ظلت تهدد الديموقراطيات ورفاهياتها بتوتاليتاريات شيطانية جُل القرن العشرين، فان تلك الهجمات أطلقت طريقاً علنياً نحو رُهاب جديد يقود متهميه نحو محاكم تفتيش الالفية الثالثة، إما على متن طائرات جوالة أو في زنازين دول عميلة أو في معتقلات سيئة الصيت على شاكلة قاعدة قندهار الجوية قبل ان تتضح معالم ما هو أسوأ: معتقل غوانتانامو على الجزيرة الكوبية بمعسكرَيه <<دالتا>> و<<أكس ري>> (هل نغفل أبو غريب البغدادي؟).

الطريق الاول مورست فيه الجوسسة والحروب السرية والانقلابات المدسوسة (ديكتاتوريات اليونان، البرتغال والتشيلي، الانقلاب ضد مصدق، انقلابا البعثيين في العراق عامي 1963 و1968 من بين عشرات أخرى)، وكان مذنبوها (اي الطريق) حكومات ووطنيات وعزائم شعوب في الاستقلال أو النأي عن الاستقطابات، في حين اختارت نقيضتها في القرن الحادي والعشرين كل ما هو متعلق أو مرتبط بدين وعقيدة واحدة: الاسلام! هنا اختزل، كمرحلة أولى، التجييش السلبي على الاعلام وقدرة تأثيره الشعبي من أجل تبرير لاحقاً الاجتياحات المباشرة المستحدثة باسم <<صليبيي>> المحافظين الجدد. والاستراتيجية هي: الفرد المتورط في الذود عن الدين ضد المُجتاح السوفياتي (يترسم لاحقاً بسحنة أسامة بن لادن الشاب)، يشاكل مع عُصبة أكبر (مجاهدي أفغانستان بكل مليشياتهم وقبائلهم وارتباطاتهم الاقليمية او الشرق أوسطية) تقود الى حكم فئة رجعية (طالبان) التي ستتحول الى أنموذج أوحد ل<<الاسلام الآسيوي>>، ستسلعه ماكينة كارل روف (الأكثر قرباً لبوش الأبن) باعتباره الهُوية الثابتة لكل مسلم (هناك) او من استوطنوا وولدوا (هنا). الى أين قاد هذا كله؟ الى الشبهة الشاملة بدءاً من أصول الدين وتأريخه ومذاهبه وانتهاءً بذمة المسلم الفرد أكان متديناً ام علمانياً، قاراً ام هاجراً! ويتحول بن لادن الى ما يشبه <<القَطِيْعَة>> المعدة للصق على جبهة اي كان.

الشبهة

كلمة <<الشبهة>> هي الوحيدة التي ستبرر صناعة (ومن ثم مشاهدة) شريط الثنائي ونتربتوم ووايتكروس (الأول يترجم عربياً الى <<قرارة الشتاء>> فيما الثاني يعني <<الصليب الابيض>>!! للذين يبحثون عن المرادفات)، على رغم انها مبثوثة خارج عملهما، اي ان نصهما المستَرَد حول الحيف ورعبه الذي واجهه شبان ضيعة <<تبتن>> الانكليزية الثلاثة من أصول باكستانية، منذ وصولهم الى كراتشي وهم في صدد الاحتفال باقتران أحدهم، وانتهائهم سجناء في <<أوجار الكلاب>> في غوانتانامو من دون تهمة، وخضوعهم لعمليات الاستجواب وجلسات التعذيب الرهيبة، مرصود وموثق تاريخياً، وما إعادة صناعتها سينمائيا سوى التبرير للفت النظر نحو تلك الشبهة التي احتلت كل زاوية في العالم حول سحن ولكنات وملبس أولئك <<الارهابيين الآسيويين>> الذين سيتساوى ضمن التشكيك راعي الغنم مع الاكاديمي، والمسلح الملتحي الوافد مع المستثمر المالي!!

وعليه، فمن خاب ظنه في نصهما هو من خانته الحصافة في قراءة تلك الشبهة، فالفيلم يرمي السؤال حول <<المحارب غير الشرعي>> الذي سلعته الدعاية الاميركية منذ التهيؤات الاولى لحرب أفغانستان، اي ان كل الانام على تلك الارض يصنفون منهم، سواء من حمل السلاح او عداهم من العزل، لا فرق!. لحسن حظ ونتربتوم وايتكروس ان تحدث حكاية <<ثلاثي تبتن>> (هم في الواقع أربعة، اختفى أحدهم أثناء القصف الاميركي على مدينة قندوز الأفغانية) وتتسع فضيحتها التي أكدت أيديولوجية الشبهة، ولولاهم لكانت الحرب ضد الارهاب تمر تحت أنوفنا كونها حرب حق أميركي مطلق، وكأننا شعوباً لم نعان أكثر منهم وعلى أمداء وحقب تاريخية طويلة.

شريط <<الطريق الى غوانتانامو>> (حصد جائزة الدب الفضي لأفضل أخراج في مهرجان برلين الاخير) حَصّن إدانته، أولا، ضد أرهاب المؤسسة الاميركية بفروعها باللقطات التلفزيونية الافتتاحية الجامعة بين بوش وهو يعلن مرفوقاً مع (رئيس الوزراء البريطاني ) توني بلير ان: <<ما أعرفه بالتأكيد ان هؤلاء الأشخاص أشرار>>، قبل، ثانياً، ادانته للتواطؤ البريطاني المزدوج في الاستجوابات وجلسات التعذيب، باعتبار ان <<ثلاثي تبتن>> هم مواطنون بريطانيون بالوثائق، متهمون بالارهاب لتواجدهم في أرض عدوة. وينهيها الفيلم بالاعترافات الاليمة لأولئك الشبان وما فعلته التجربة فيهم.

سنتابع، بعد هذا التصريح، وعبر كاميرا ونتربتوم وايتكروس (تصوير بالديجيتال من توقيع مارسيل سيزكيند الذي عمل في أغلب افلام الأول) استعدادات الرحلة الجماعية ومشاركتهم رفيقهم آسيف إقبال (أداء عرفان عثمان) فرحة زيجته المدبرة عائلياً في لاهور (لا يضيع المخرجان وقتاً في تقديم أبطالهما كما هي العادة). تريثهم في كراتشي لفترة وجيزة، سيحول مسار حيواتهم من شبان عاديي الاهتمامات (الفرجة، المآكل، التعارف، السياحة) الى مشتبه فيهم. هل هذا قدر أم تورط مدبَّر من آخرين؟ بعد وصولهم تقرر المجموعة البيات في مسجد بدلاً من الفنادق المُكلِفة، فيما السجال السياسي يمور حولهم بصدد الانتقام الاميركي المقبل ضد طالبان، وإثر سماعهم خطبة زعيم ديني نافذ يقررون التوجة الى أفغانستان، مدفوعين بحمية التعاضد والمساعدة... والقليل من الفضول!! (لا يوضح المخرجان ملابسات تجاهلهم للمخاطر التي تنطوي عليها سفرتهم)، بيد أننا سنفهم لاحقاً ان الورطة الاكبر كمنت في اللغة واختلاطاتها بين <<أوردية>> الشبان و<<بشتونية>> مرحليهم الافغان، ليجدوا أنفسهم مسافرين من كويتا الى قندهار ومن ثم كابول حيث يشتد القصف، وحتى قرارهم العودة الى بلادهم. هنا، تحدث المفارقة الورطة الثانية: الوجهة الحقيقية ليست الحدود بل قندوز (آخر معاقل طالبان)، ليقعوا أسرى قوات التحالف الافغاني الذي سيسلمهم الى المارينز (وثق المخرجان هنا، بشجاعة سينمائية، جريمة الحاوية التي أُبيد فيها عشرات المعتقلين وكشفتها لاحقاً مجلة <<نيوزويك>> الاميركية).

الاعتقال

هذا التجوال السينمائي يُعرَض بحذافيره، مع التقطيع الاعترافي للابطال الحقيقيين ورسمهم، كل حسب تجربته، ل<<طرق>>هم التي ستلتقي في غوانتانامو، وهو ما سيغطي بأحداثه القسم الثاني من الشريط (مدة اعتقالهم استمرت عامين)، ويعقد المخرجان مفتتحه للتصريح المخاتل لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد حول ظروف المعتقل: <<لا شك لديّ في ان المعاملة (فيه) حسنة وإنسانية وتتطابق مع فقرات اتفاقية جنيف>>! ومن بعده بوش: <<تذكروا أن معتقلي غوانتانامو هم قتلة لا يشاركوننا القيم ذاتها التي تجمعنا>>، ليرمينا ونتربتوم وايتكروس وسط أكثر المشاهد رعباً في ما يتعلق بالتعذيب والاهانات والقسر الجسدي (جلسات انتزاع الاعترافات على ايدي أعوان ال<<سي آي أيه>> وال<<أف بي آي>> ونظيرتهما البريطانية ال<<آي أم 5>>)، إضافة للتعرض الديني (ركل القرآن الكريم، منع السجناء من أداء الصلاة) والاخلاقي (التهديد بالاغتصاب) والنفسي (جلسات العزل الانفرادي، الارغام على الاستماع لموسيقى صاخبة تصم الآذان، منع تبادل الحديث، المقايضات العديدة لاطلاق سراحهم مقابل التعاون مع المخابرات).

الاشتباه يتحول الى تهمة غير معلنة، ليس للثلاثي وحسب، بل للمعتقلين الآخرين الذين نراهم في الخلفية من دون ان نقترب منهم (يشار اليهم بمقاتلي القاعدة الاكثر خطورة)، فيكفينا ما نراه عبر شبان تبتن، (هناك لمسات إنسانية وثقها المخرجان حسب شهادات الأخيرين، بينهم وبين سجانيهم مثل: مشهد العقرب السام والمحاورة الغنائية وسرد اسماء مطربين شعبيين اميركيين أمثال أمينم)، وسيكون علينا الانتظار قليلاً لنشهد انهيار تهم الشبهة عليهم، ونقابل، فجأة، شباباً أحراراً (يطلق عليهم تندراً لقب الملوك الثلاثة) يبِرْطِلهم الجنود الاميركيون بشرائح البيتزا وسندويتشات ماكدونالدز وفيلم هوليوودي كل يوم أحد!! فالتحقيقات ستثبت بُعدهم عن محور بن لادن وقاعدته! انهم زعران (أحدهم ذو سوابق) قادتهم رعونتهم نحو مغامرة لم تكن في حسبانهم. يعترف آسيف الذي سيتزوج في يوليو 2005 للكاميرا: <<انهم يسعون الى تحطيمك او يجعلونك أقوى، أنا جعلوني أقوى>>، فيما يقول زميله راهول أحمد: <<لقد تغيرت كثيراً، واليوم أُكثر من قيامي بفرائضي عن ذي قبل، وأنا الذي لم أكن أمارسها>>. أما شفيق رسول فلوعة انكساره أعمق واشد فيقول: <<كل شيء فيّ تغير، ما الذي حدث للعالم، إنه مكان سيئ للعيش>>.

السياقات المتعددة في <<الطريق الى غوانتانامو>> (95 دقيقة) هي سلاح سردي فاعل لتدوير أغلب تفاصيل محن <<ثلاثي تبتن>>، انها تتقصى التحول الى كابوسهم الشخصي، لتصبح في ضمير مشاهدها ومتلقيها لعنات وعارا وغضبا ودهشة. والسبب لديّ يكمن في ان سماعنا او قراءتنا للفظائع الاميركية لن تعادل رسوخ رعب مشهدياتها الشيطانية (جهد معتبر من مدير التصميم مارك ديغبي. تم تصوير غالبية مشاهد المعتقلات في إيران والقليل في باكستان وأفغانستان) وهي تسقط أمام أنظارنا، فما كان يعتبر كاستحقاق حربي، سنصدم بكشفه هنا كجلسات انتقامية لا تختلف عما سبق ان مارسه النازي أو يمارسه اليوم الصهيوني أو ديكتاتوريو العالم الثالث. ما الذي تغير حسب <<الطريق الى غوانتانامو>>؟ إنها شجاعة السينمائي في فضح السياسي قبل ان يلف، هذا الأخير، جريمته برداء الرواهِب وحججها. في برلين أعاب البعض على الثنائي البريطاني انه تاجر سينمائياً بقضية أمنية! وينتربتوم الذي حصد الدب الذهبي قبل ثلاثة اعوام عن فيلمه الافغاني <<في هذا العالم>> رد سريعاً في مؤتمره الصحافي ومعه شفيق وراهول: <<من كان يظن، حتى قبل سنوات خمس، ان الاميركيين سيخوضون حرباً وسيحتجزون معتقلين، في كوبا من دون كل بقاع العالم!!>> (مفارقة بريطانية قحة: الشرطة في مطار لوتون الشمالي تعتقل الممثلين الشبان الثلاثة حال هبوطهم من الطائرة قادمين من مهرجان برلين وتخضعهم للاستجواب وسؤالهم عن عزومهم مستقبلاً في المشاركة في أفلام ذات طابع سياسي تحريضي على منوال <<الطريق الى غوانتانامو>>!!). حقاً، من قال انه ليست للديموقراطية أنياب ومخالب.


(لندن)

السفير اللبنانية في 31 مارس 2006

 

إسرائيل تقتحم الساحة الفنية المصرية‏(2-2)‏

تفاصيل الحوارات الفنية للفنانين المصريين في الصحف الإسرائيلية

معتز أحمد 

ناقشت الأهرام العربي في الحلقة السابقة قضية التطبيع الفني بين القاهرة وتل أبيب والمحاولات التي تقوم بها إسرائيل من أجل تفعيل هذا التطبيع وتمهيد الطرق أمامه والكشف عن الأدوار الخفية التي تقوم بها العديد من المؤسسات والهيئات الإسرائيلية من أجل تبادل الزيارات الفنية بين مصر وإسرائيل بما يخدم المصلحة الإسرائيلية في النهاية‏.‏ وعلي الرغم من ردود الفعل التي أثيرت علي الساحة الإسرائيلية بعد الزيارة التي قام بها الفنان الإسرائيلي عومري حسنين للقاهرة إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل لقيام عدد من الفنانين المصريين بزيارة إسرائيل‏.‏

وبخلاف الأسماء المعروفة التي زارت إسرائيل والتي أثيرت حولها ردود فعل واسعة بداية من الفنان مدحت صالح وحكيم إلا أن هناك عددا كبيرا من الفنانين المصريين من‏'‏الدرجة الثانية‏'‏ ممن باتوا بالفعل الآن نجوما علي الساحة الفنية الإسرائيلية بل وأصحاب شعبية طاغية في تل أبيب‏,‏ ومثال ذلك الراقصة المصرية دنيا التي تملأ إعلاناتها الصحف الإسرائيلية ويحضر حفلاتها العديد من الإسرائيليين ممن تابعوا حفلاتها منذ قدومها إلي بلادهم بداية العام الجاري وبالتحديد في حفلات رأس السنة الميلادية حيث نوهت الإعلانات التي نشرت في إسرائيل إلي هذه الراقصة قائلة‏'‏ موعدكم مع الراقصة المصرية دنيا‏'‏ وهي الإعلانات التي ظهرت فيها دنيا وهي ترقص علي سواحل تل أبيب ببدلة الرقص الشرقي وهو ما دفع العشرات من الإسرائيليين إلي حضور حفلاتها المختلفة‏.‏

ويقوم وكيل أعمال الفنانة دنيا واسمه‏'‏ البرنس المصري‏'-‏ وهو الاسم الذي ظهر في إعلانات الصحف الإسرائيلية‏-‏ بالتعاقد بنفسه مع كل من يرغب في استضافة دنيا سواء في الحفلات‏'‏ العامة‏'‏ أم‏'‏ الخاصة‏'‏ والتي يبلغ سعرها في الأولي‏2000‏ شيكل أي ما يوازي قرابة‏450‏ دولارا‏,‏ والثانية تتراوح ما بين‏3500‏ أو‏3800‏ شيكل أي ما يوازي قرابة‏750‏ أو‏800‏ دولار‏.‏

والمعروف أن إسرائيل تهتم بصورة كبيرة بالرقص الشرقي‏,‏ وهو الاهتمام الذي ظهر منذ فترات طويلة ولم يتوقف عند حد المؤسسات الفنية أو المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية بل تعداه ليصل إلي الرئيس الراحل عيزرا وايزمان الذي كان بطل حادثة شهيرة منذ عدة أعوام في فندق شهير عندما حضر حفلا للفنانة الشهيرة فيفي عبده من أجل مشاهدتها علي الطبيعة غير أن عبده تشاجرت مع حراس وايزمان بعد أن علمت بوجوده وصرخت فيهم‏'‏ تحيا مصر‏'‏ وألغت حفلتها في ذلك اليوم وجميع الأيام التالية الأخري طوال وجود وايزمان في الفندق عند زيارته للقاهرة‏.‏

حوارات

ولا تتوقف المحاولات الإسرائيلية للتطبيع الفني عند هذا الحد أو عند حد الحفلات التي يحييها عدد من المصريين في إسرائيل فقط بل يتعداه ليصل إلي إجراء الصحفيين الإسرائيليين أو مندوبيهم لحوارات في المجلات أو الصحف الإسرائيلية بصورة منتظمة‏.‏

ومن أبرز هؤلاء الفنانين الفنانة يسرا التي أجرت حوارا أخيرا مع صحيفة الصنارة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية والتي أعلنت وعلي صدر صفحاتها أنها أجرت حوارا مع الفنانة يسرا يعتبر الأول لصحيفة إسرائيلية حتي الآن‏.‏

المثير أن الصنارة التي يرأس تحريرها الصحفي الإسرائيلي المعروف لطفي مشعور نشرت صورة للفنانة يسرا ومعها الصحفي الإسرائيلي فادي زغايرة الذي يعتبر أحد أهم الصحفيين الإسرائيليين المتخصصين في مجال الفن وهي الصورة التي ركزت عليها الصحيفة واعتبرتها سبقا صحفيا خاصا بها سبقت من خلاله العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخري‏.‏

بالإضافة إلي يسرا أجرت مجلة ليدي الإسرائيلية وعن طريق مراسلها النشيط في القاهرة علي محمود حوارا مع الفنان المصري تامر حسني‏,‏ وهو الحوار الذي أجراه حسني قبل القبض عليه وأعرب فيه عن سعادته بالدور الذي أداه في فيلم سيد العاطفي ونفيه أن يكون هذا الفيلم يمثل سيرته الذاتية زاعما أن قائمة إنجازاته الفنية تعادل ما وصل إليه الفنان عادل أمام النجم الكبير الأمر الذي جعله يمتليء بالثقة والأمل والتفاؤل بالمستقبل‏.‏

بجانب الفنانة ليلي علوي التي نسبت إليها نفس المجلة حوارا أجراه معها الصحفي الإسرائيلي شادي بلان‏,‏ وهو الحوار الذي زعمت المجلة أن علوي تهاجم ومن خلال أعمالها التطبيع مع إسرائيل وهو ما سيبرز من خلال مسلسل نور الصباح الذي سيعرض قريبا وكتبه المؤلف مجدي صابر وأخرجه سمير سيف‏.‏

ولم ينس بلان‏-‏ المذيع في الأساس في إذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية والمعروف بتحركاته المثيرة للجدل بين الأوساط الفنية العربية‏-‏ سؤال علوي عن حياتها الشخصية وبالتحديد الشائعة الخاصة بعلاقتها مع الفنان أحمد عز وهو ما دفع علوي للتأكيد علي أن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد شائعة انطلقت عقب فيلم حب البنات معربة في حوارها الذي افتخرت به المجلة أن علاقتها مع عز لا تتعدي مجرد الصداقة البحتة‏.‏

ومن علوي إلي الفنانة نبيلة عبيد التي أجرت معها المجلة حوارا عن فيلمها الذي من المنتظر أن يعرض قريبا بعد الانتهاء من تصويره وهو بعنوان‏'‏ مافيش غير كده‏'‏ للمخرج خالد الحجر والذي ستشاركها فيه النجمة حنان ترك وخالد أبو النجا‏.‏

وركز الحوار مع نبيلة عبيد علي مسلسل العمة نور‏,‏ وهو المسلسل الذي اهتمت به وسائل الإعلام في تل أبيب منذ عرضه خاصة مع تطرقه لقوة الولايات المتحدة وبروزها كقوة سياسية بل واجتماعية‏,‏وهو الدور الذي قامت به الفنانة نبيلة عبيد إلي القيام به‏,‏ بالإضافة إلي سؤالها عن فيلم عمارة يعقوبيان الذي يحمل اسم العميل المصري الشهير الذي زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل وتم الإفراج عنه بموجب اتفاقية تبادل أسري بين مصر وإسرائيل في أواخر الستينيات‏,‏ وأوضحت نبيلة عبيد أنها لم تشترك في الفيلم بسبب حرصها علي عدم التعامل مع مروان حامد ابن المخرج الشهير وحيد حامد وزعمت المجلة أنها علي خلاف مع وحيد حامد منذ فترة طويلة‏.‏

وإلي الفنان خالد أبو النجا الذي نسبت إليه نفس المجلة حوارا قال فيه إن جماله يفرض عليه أدوار الشاب الرومانسي‏,‏ نافيا وفي إطار نفس الحوار قصة السيدة التي تزعم بأن لها طفلا منه أو ارتباطه بقصة غرام مع الفنانة منة شلبي واصفا إياها بأنها أخت له‏.‏

يذكر أن هناك اهتماما إسرائيليا بخالد أبو النجا منذ فيلم مواطن ومخبر وحرامي وهو الفيلم الذي حظي باهتمام الدوائر الفنية الإسرائيلية خاصة مع رصده وبدقة لطبقات المجتمع المصري بمختلف توجهاتها‏.‏

اللافت أن أبرز من يقوم بهذه الحوارات أو ينسبه إليها الإعلامي الإسرائيلي المعروف‏'‏ شادي بلان‏'‏الذي كان يعمل من قبل في إذاعة الشمس العربية في إسرائيل والمعروفة بتوجهاتها القومية غير أنه تركها وتوجه إلي إذاعة صوت إسرائيل الناطقة باللغة العربية المعروفة بتوجهاتها الرسمية الأمر الذي يفرض العديد من علامات الاستفهام علي توجهات بلان ونشره لهذه الحوارات بل وزعمه في إطار برنامجه الذي يقدمه في إذاعة صوت إسرائيل أن العديد من الفنانين المصريين من أصدقائه الشخصيين‏.‏

غير أن الخبرة في التعامل مع الإعلام الإسرائيلي تثبت أن هذه الحوارات قد تكون ملفقة‏,‏ بل وغير صحيحة بالمرة‏,‏ وصورة الصحفي الإسرائيلي مع يسرا لا تعدو عن كونها صورة لأحد المعجبين بها‏,‏ أو أن يكون قد صرح إليها بأنه صحفي فلسطيني‏.‏

تفاصيل متعددة يشملها هذا التحقيق غير أن الحقيقة وراءه هو سعي إسرائيل ولهثها نحو التطبيع الفني وهو الهدف الذي تسعي إليه وترصد له العديد من الإمكانيات التي لا تقل عن الإمكانيات التي تفرضها من أجل التطبيع السياسي‏,‏ الأمر الذي يعكس أهمية هذا الطريق والملف الساخن الذي يمثله خاصة مع اهتمام إسرائيل به ورصدها للعديد من الإمكانيات من أجل إنجاحه وتحقيق التفوق به‏*‏

الأهرام العربي في 1 أبريل 2006

 سرديات... أحمد سليمان

د. أسماء الكتبي 

فيلم تسجيلي لسلسلة مجموعة “انعكاس” الفنية، إخراج وليد الشحي، تم تصويره بالتعاون مع عبدالله حسن أحمد. قدم لمهرجان الإمارات السينمائي، لكنه لم يفز بجوائز، بالرغم من قوة الموضوع، وطول البال الذي تميز به القائمون على الفيلم، الذي تم تسجيل مادته الوثائقية لأكثر من عامين، وذلك بمراقبة التطورات التي تمر بها الشخصية الرئيسية، بالإضافة لجمع المعلومات من المحيطين بها، التي دعمت الجانب الفني للفيلم، بأن صار الأشخاص مصدر المعلومات جزءاً من تكوين الفيلم.

الفيلم عبارة عن سيرة ذاتية لرجل حقيقي، يعيش بيننا لكن على هامش المدنية، سقط سهواً من السجلات الحكومية، لا تعرف عنه لا جهات الإسكان، ولا مكاتب الخدمة الاجتماعية شيئاً، وليس له مصدر دخل إلا ما يكسبه من الصدقات، أو من تصليح العجلات الهوائية للأطفال، الذين ألفوه، كما ألفه أصحاب المحال التي يتردد عليها، سواء لشراء السجائر أو الطعام، أو حتى لشحن البطارية التي يشغل عليها مروحته صيفاً، التي جمع أجزاءها وركبها بنفسه.

أحمد سليمان أصم لا يسمع وبالتالي لا يتكلم، لكنه يتواصل مع الطبيعة والناس بقلبه وبحاسته السادسة، لا أحد يعرف أيضاً أين ولد، وهل فقد هذه الحاسة صغيراً. ولسبب غير معروف وجد نفسه وحيداً، بلا عائلة، وحدته لم تجعله محبطاً، بقدر ما جعلت منه رجلاً مبدعاً.

بنى لنفسه بيتاً من الصفيح من مخلفات المدن العصرية، واليوم يعيش في بيت من فلين، أتساءل كم من المتعلمين يعرفون أن الفلين عازل للحرارة؟ وجعل للبيت قنوات صرف صحية، كم هو شخص مهتم بنوعية البيئة التي يعيش فيها، لا كهرباء في أي من البيتين.

صنع لنفسه دراجة هوائية من المخلفات أيضاً، ليتنقل بها، حتى دهس بحادث سيارة، فقد ساقه على إثرها، لا أدري إن كان أصيب باكتئاب نتيجة لذلك، لكني أدري بأنه تعلم كيف يصنع لنفسه ساقاً جديدة، بحيث يستطيع أن يركب دراجته مرة أخرى، استغرق ذلك منه ثماني سنوات، ربما كانت، ليستوعب الوضع الذي آل إليه، وليتمحص الساق الصناعية التي وهبت له من بعض الخيرين، ليصنع لنفسه  من المخلفات أيضاً  ساقاً أكثر مرونة.

وحين رأيت جسمه العاري، إلا من لباس يغطي منطقة الوسط، تساءلت: كم من شاب في هذه البلاد يحمل مواصفات هذا الجسد، الذي لا يحتوي على شيء من الشحوم؟ فهو كتلة متناسقة من العضلات، هو بالطبع لا يتمرن في صالة رياضية، لكن تجواله المستمر على دراجته، وعمله المتواصل سواء في بيته، أو في بناء جسور الطين واقتلاع الأحراش، جعل جلده الخمسيني مشدوداً، وعضلاته مرتفعة، بالرغم من صغر حجم جسده، ذكرني مظهره ذاك، مع لون جسده البني الغامق، المحترق من أشعة الشمس، بعضلات “جوردان” لاعب كرة السلة المعروف. لم أستغرب هذه المواصفات لجسده، حين رأيته يأكل ما يكفيه، وليس ينهم وكأن الطعام سينتهي من العالم، فهو يتعامل مع الطعام بعفة، لا يأخذ إلا ما يكفيه للطاقة، وليس للتخمة.

ولو نظرت لأظافره، ستعرف مقدار استعماله لهما، بدا لي أن لكل إصبع من أصابعه قصة، أعني إصابة عمل، سواء من بناء بيته، أو تصليح دراجات الأطفال، فكم من شاب اليوم يستخدم يديه لقضاء حاجة تخصه؟ فما بالك بهذا الشخص الذي يتطوع سنوياً، ليبني جسوراً طينية وصخرية صغيرة، بعد كل زخة مطر تأتي على منطقته، جسوراً تمكن الدواب والناس من السير عليها. وأتساءل: مَنْ مِنَ الناس حين يزور قبراً لأهله يزيل عنها الأحراش؟ هذا الشخص يزيل الأحراش عن قبور لا يعرف أصحابها.

ونبل هذا الشخص وعفته، تتجسد على حائط بيته القديم، المزين بصور ملصقة للشيخ زايد  رحمه الله  وشيوخ من المنطقة وياسر عرفات، حتى “حنظلة” رمز “ناجي العلي” موجود على ذلك الحائط، بالإضافة الى عدد من الأشكال الكرتونية، لكن ولا صورة لامرأة، مَنْ مِنَ الشباب اليوم لا تزيغ عيناه وتتدلى شفتاه حين يرى “شاكيرا” أو هيفاء وهبي؟

شخص يتعامل مع الطبيعة والبيئة بقمة الرقي، فهو غير مؤذ للبيئة، تعلم بالفطرة أن الحيوانات لا تضرك إن لم تضرها، لذلك كانت له القدرة على العيش مع الثعابين، والقطط وجدت مأوى في بيته، جميلة هي القطط الصغيرة التي كان يرعاها من دون أي مصلحة، ولا حتى مصلحة التسلية، بل ما ييسره إليها هو الرحمة. إنه شخص ما زال على طبيعته يعرف متى يتملقه الناس، حتى ولو كانوا أطفالاً، كما فعل ذلك الطفل حين قبله أمام الكاميرا، فلم يعر قبلته اهتماماً.

أعتقد أن شخصاً مثله لا بد أن يكون سعيداً بحياة الاختراع والحرية التي يعيشها، إنه بالنسبة لي ظاهرة يجب أن تتعلم منه الأجيال الكثيرة، فهو لم يتعلم القراءة ولا الكتابة، لكن الحاجة والعيش في الخلاء علماه الهندسة، فبنى بيته المتواضع من المخلفات، وعلماه الفلك، فصار يحسب ويعرف أيام الجمعة والعيد ورمضان.

أنا لا أنظر لأحمد سليمان من منظور العطف أو الشفقة، لأني أراه مثلاً أعلى، كيف يجب أن نكون حيتاناً، كيف يجب أن نبتعد عن حياة الاتكالية، وليس معنى ذلك أن نعيش في عشش، لكن ونحن نعيش في قصور يجب أن نفكر بأولئك الذين يعيشون في عشش، وحين نذهب للمدارس يجب أن نأخذ زبدة العلم منها، لا أن ننتظر انتهاء اليوم الدراسي، وحين نذهب للجامعة نفتح عقولنا لآفاق عميقة، لا نركض خلف الشهادة التي ستكون السبب في دخلنا الشهري، وحين نعمل يجب ألا نتحايل على العمل بالشهادات المرضية، بل يجب أن ننجز العمل لتكون لقمتنا حلالاً.

ما تعلمته من أحمد سليمان أعجز عن أن أختصره هنا، الله يحفظك يا أحمد سليمان، ويجعل من قصتك قدوة لأجيال الغد، لأن أجيال اليوم فات قطارهم.

د. أسماء الكتبي

asma@uaeu.ac.ae

الخليج الإماراتية في 3 أبريل 2006

 

سعيد سالمين مخرج يتواطأ مع الكاميرا ليقصَّ عشقه

إبراهيم الملا: 

كان أحد أسعد الفائزين بحمل التمثال الذهبي لجائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الخامسة لمسابقة (أفلام من الإمارات) التي انتبهت للجهد الجمالي المبذول في فيلمه الأخير ''هبوب''، وشعر الجميع أن ثمار الصبر والجهد المتواصلين لهذا المخرج المتحمس لأفلامه القصيرة قد نضجت، وأنه استفاد كثيرا من خبرته الذاتية المسنودة باللقاءات والنقاشات الجانبية التي جمعته مع النقاد والمخرجين الشباب الآخرين في أروقة المجمع الثقافي· هذه الخبرة الذاتية التي أتت كنتاج طبيعي للإطلاع على الأفكار الجديدة والفهم المختلف لطبيعة الفيلم القصير وأهميته من خلال الأفلام الخارجية المعروضة على هامش المسابقة·

قصة المخرج الإماراتي الشاب سعيد سالمين مع الكاميرا تمتد إلى سنوات المراهقة التي تفتحت على الاكتشاف والتعامل الفطري مع الصورة وكيفية اصطيادها وترويضها بإمكانيات بسيطة من خلال كاميرات الفيديو المنزلية· هذا الفضول الشخصي دفع سعيد للتعامل مع الحس الدرامي في الفيلم الروائي استناداً على الفضاءات الجميلة والحميمية التي عاشها مع أصدقائه في (الفريج) وفي الحواري الأليفة التي تآخت مع جمرة الإبداع المسكونة فيه·

فرصة ذهبية

عندما سمع سعيد بوجود مسابقة إماراتية تهتم بهذه النتاجات البصرية الفائضة بعشقها للسينما ولعوالمها الساحرة، أحس وكأن هذه الفرصة الذهبية قد هبطت عليه من السماء، فاختار أن يشارك فيها كي يختبر موقع أفلامه بإزاء التجارب الأخرى الشبيهة لشباب مهجوسين مثله بترجمة رؤاهم وأخيلتهم من خلال النص البصري·

احتضن المجمع الثقافي ولخمس سنوات متواصلة عصارة هذه النتاجات الإبداعية الجديدة على المكان· وكان سعيد في كل مرة يفكر بالجائزة أكثر من تفكيره بتجويد أفلامه والشغل عليها من زوايا مختلفة وسيناريوهات أكثر دقة وأكثر انحيازاً للمناخات الشعبية والهموم الصغيرة الخاصة لمجتمع ما زال مفصولاً عن جذوره وهواجسه المسكوت عنها· أنتج سعيد في بدايات مشاركاته أفلاماً مثل ''بقايا تراب'' و''مسافر'' و''جدران''، ولكن الإشكالية الكبيرة التي أثرت على القيمة الفنية لهذه الأفلام تمثّلت في ضعف وضحالة السيناريوهات التي رافقتها، كما أن المواضيع السياسية والتاريخية التي تناولتها هذه تراوحت بين التقليدية والحس الخطابي المباشر·

وبعد تقديمه هذه السنة لفيلمي ''هبوب'' و''عرج الطين'' أستشعر الجميع أن سعيد سالمين قد انتبه كثيراً لقيمة السيناريو ولقيمة التجويد في تقنيات التصوير والمونتاج للخروج بأفلام أكثر تماسكاً من ناحية البناء السردي والخروج بحلول وجماليات إخراجية سلسة وبعيدة عن الحس الخطابي المباشر، فكان فيلم ''هبوب'' المعتمد على الثيمة الشعبية وعلى الأجواء المحلية الصرفة هو بداية التعامل المختلف للمخرج مع الثقل الموضوعي للفيلم، وقدرته على توفير عناصر النجاح·

إنعطاف التجربة

وقدم سعيد أيضا فيلم ''عرج الطين'' اعتماداً على سيناريو الشاعر محمد حسن أحمد الذي حاز من خلاله على جائزة أفضل سـيناريو في مسابقة أفلام من الإمارات في دورته الأخيرة· وشكل هذا الفيلم ما يشبه الإنعطافة في تجربة سعيد سالمين من حيث دخوله في مغامرة التعامل مع الصورة الصامتة والخروج من الثرثرة الحوارية الزائدة والمقحمة· وكانت مواقع التصوير الخاصة بالفيلم موزعة على المناخات والطقوس الشعبية التي تمنحها البيئة الجبلية العامرة بالغموض والرهبة والعزلة المستورة بخرافاتها وأسئلتها الحائرة في الروح·

يلخص سعيد سالمين في النهاية حكاية عشق لا تنقطع مع الكاميرا، كما أنها حكاية تنحو تجاه البحث عن مغامرات قادمة وعن تجارب جديدة قد تفرز يوما ما فيلما انتظرته الساحة المحلية منذ زمن· يمتلك سعيد الطاقة والحماس رغم نقص التمويل المادي، والبشارات التي رأيناها في فيلميه الأخيرين تؤكد أن القادم هو الأجمل·

الإتحاد الإماراتية في 4 أبريل 2006

 

توم هانكس مازال يبحث عن اللغز

ضجة اسمها شفرة دافنشي 

في الوقت الذي نسعي فيه علي التأكيد إلي احترامنا لجميع الأنبياء وليس الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فحسب‏,‏ فالغرب علي العكس تماما يسعي لإزالة أي احترام عن الدين وكل ما يتعلق به للتأكد علي حياده في التعرض للرسل مع منظمة أوبوس داي‏,‏ وشفرة دافنشي‏.‏

فقد أدركت منظمة أوبوس داي التي تعني باللاتينية صنع الله وهي مؤسسة كاثوليكية أوروبية شديدة المحافظة‏,‏ مدي النقد الذي ناله المسلمون عندما غضبوا وثاروا علي الكاريكاتير الذي سخر من الرسول عليه الصلاة والسلام‏,‏ ولن يرغبوا في الوقوف موقف المدافع عن المسيح عليه السلام‏,‏ حيث يطرح فيلم شفرة دافنشي المأخوذ عن رواية الكاتب الأمريكي دان براون‏,‏ التي تحمل نفس الاسم والتي حققت أعلي المبيعات بين الكتب خلال عام‏2005,‏ فباعت أكثر من‏25‏ مليون نسخة‏,‏ وفهم الخبراء أن أوبوس داي لا ترغب في لعب دور الشرير من وجهة نظر العلمانيين الغربيين‏.‏

وفي فبراير الماضي كان تعليق أوبوس داي أمامنا‏3‏ أشهر حتي يوم العرض الأول للفيلم‏,‏ ولدينا الأمل ألا تحمل النسخة النهائية من هذا العمل إشارات يمكنها أن تجرح مشاعر الكاثوليك‏.‏ ومن المقرر عرض الفيلم يوم‏17‏ مايو القادم في فرنسا في افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته التاسعة والخمسين‏.‏

وفي النهاية ذكرت المنظمة أنها لن تطلب مقاطعة الفيلم وفي نفس الوقت ترغب في مشاهدة عملية المونتاج‏.‏

وكعادة الثقافة الهوليوودية التي تسعي للربح والتفاني في ترويج أعمالها‏,‏ ثم إسناد مهمة تسجيل فيلم قصير للنجم توم هانكس الفائز بجائزتي أوسكار كأحسن ممثل عن دوريه في فيلادلفيا‏,‏ وفورست جامب‏,‏ لتقديم نصيحة لزملائه المرشحين لنيل نفس الجائزة لشرح ما يمكن عمله عند الصعود لمنصة توزيع الجوائز‏,‏ فتوم هانكس هو بطل فيلم شفرة دافنشي صاحب الضجة‏.‏

فالإعلام يتهافت حاليا علي أخبار توم هانكس‏,‏ بعد أن قام ببطولة هذه الرواية من نوعية التشويق‏,‏ حيث تدور الأحداث في متحف اللوفر حول غموض رائعة أعمال الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي لوحة الموناليزا‏,‏ واكتشاف علامات تدل علي شفرات تعني انتماء دافنشي لجماعة سرية تؤمن بأفكار مخالفة للمذهب الكاثوليكي‏,‏ وتضفي علي المسيح عليه السلام صفات أخري‏,‏ تشارك في البطولة النجمة الفرنسية أودري توتوه من إخراج الأمريكي رون هوارد‏.‏

الغريب أنه تم اتهام دان براون بسرقة العمل‏!!‏

وتم مقاضاة دار النشر راندوم هاوس‏,‏ حيث يدعي مؤرخان بريطانيان أنهما صاحبا الأفكار والرواية مأخوذة من كتابهما تحت عنوان اللغز المقدس‏.‏

بلغت تكلفة الفيلم‏125‏ مليون دولار‏,‏ وهو من نوعية الإنتاج الضخم‏,‏ وسوف يتزامن عرضه في باقي أنحاء العالم مع نفس تاريخ عرضه في فرنسا‏,‏ ثم يعرض في الولايات المتحدة الأمريكية يوم‏19‏ مايو‏,‏ سبق أن تم تقديم أفلام أمريكية عن عبقرية ليوناردو دافنشي الذي لم يكن فنانا فحسب‏,‏ بل عالما أيضا‏,‏ وظل حتي يومنا يمثل لغزا غامضا في ذاته‏,‏ واهتم الكثيرون بأعماله وآمنوا بأنها تحمل علامات غامضة‏,‏ وعند ربطها ببعضها البعض يمكن توصيل معان محددة‏!!‏

وتمت هذه المرة إضافة تنظيم إلوميناتي الغامض‏,‏ الذي يتعلق بالفكر التآمري‏,‏ والذي ينبثق منه عدة تنظيمات سرية وعلنية أخري‏,‏ تسعي لتدمير العالم من أجل إعادة بنائه‏,‏ ومن ضمن وسائل التدمير هي عملية التشكيك في الأديان وحقائقها‏,‏ من أجل زعزعة إيمان البشرية‏,‏ فيتم التعامل مع المسيح عليه السلام في هذا الجزء علي أساس أنه إنسان عادي‏,‏ كما أنه تزوج من مريم المجدلية‏,‏ وأنجب منها طفلة مازالت سلالتها مستمرة حتي يومنا هذا‏!!‏

الأهرام العربي في 1 أبريل 2006

 

سينماتك

 

"الطريق إلى غوانتانامو" لمايكل وينتربوتوم..

محاكم تفتيش الألفية الثالثة

زياد الخزاعي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك