لعل تناول الدراما العربية للشخصيات التاريخية يفوق ما عداه لدى الآخرين، ومن أسباب ذلك ولا شك، غياب الديمقراطية والحريات العامة في أغلب أقطارنا العربية.. مما يدفع كتاب الدراما ومبدعيها إلى محاولة التنفس الحر، في زمن آخر، لنقد الراهن، بمفاسده وهزائم حكامه.. وربما بحثا عن صورة البديل النقي في العصور الذهبية للأمة، حيث مجد الرسالة، وانتصارات القادة (صلاح الدين الأيوبي، خالد بن الوليد، عمر بن العاص، الطارق بن زياد، الظاهر بيبرس، سيف الدولة الحمداني)، وعدل الحكام (عمر بن عبد العزيز)، وبطشهم (الحجاج) وعظمتهم (هارون الرشيد، المعتصم، فارس بني مروان) وطموحهم (صقر قريش، شجرة الدر، محمد ابن ابي عامر، زنوبيا)، أو الاتعاظ بمصائر الممالك والدول: الأندلس: (سقوط غرناطة، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، الصعود الى القمة، المرابطون) ، وكذا عن سقوط بغداد مع الموت القادم من الشرق، وتغريبة فلسطين..الخ..

وأحيانا تكون العودة إلى التاريخ من خلال سير الشخصيات التاريخية والتراثية، كعنترة والمهلهل والزناتي خليفة وسيف بن ذي يزن، وشيحة' ودليلة وعلي الزيبق، وزرقاء اليمامة وغيرهم.

وصار ارتباط عرض المسلسلات العربية في شهر رمضان مناسبة لتقديم الشخصيات ذات الطابع الديني مثل: «الإمام النسائي»، وابن حنبل والامام ابن ماجة، أو ما يقارب ذلك مثل: القضاء في الإسلام، أنوار الحكمة.

الدراما إذن كغيرها من (حراس) التاريخ وسدنة التراث، تذهب إلى الماضي وعينها على الراهن، إي أنها تراه بعيون الواقع، لا كما حدث بالفعل، ومن هنا ربما يمكن أن نفهم مقولة الفيلسوف الفرنسي بول ريكو حين وصف هذه العلاقة بـ (الهوية السردية) وحيث الوعي بالذات يتم دوما من خلال وسيط الذاكرة، التي ليست مادة معطاة، كمنجز علمي، بل تخضع لإعادة الصياغة والتركيب، فالذاكرة، كم يقول الدكتور السيد ولد أباه، «تروى وتسرد، ومن ثم يعاد بناؤها ويقع التصرف فيها».. بعيدا عن الصرامة العلمية.. فهوية المجموعة هي ما تروي عن تاريخها وما تسرد عن ماضيها.

وقريبا من هذا المعنى ما ذهب اليه عالم الانثروبولوجيا ، كلود ليفي شتراوس، من أن علم التاريخ لا يختلف في العمق عن الأسطورة من حيث كونه لا يصل أبدا لمستوى التجرد الموضوعي، بل يظل حاملا لتمثلات وتصورات المجموعة.

ويرى الناقد بشار إبراهيم أن الدراما التاريخية لا تقتصر على إعادة تأويل واستنهاض، وتوثيق ووفاء لوقائع تاريخية معا وحسب، بل يمكن للمرء أن يرى وجوها أخرى لها ولمضمراتها، فمنها ما يأتي على هيئة «توسل لاستعادة التاريخ»، ومنها ما يأتي على هيئة «السعي للتخلص من التاريخ» أيضا.

فيما يرى الكاتب وليد سيف، وهو من أبرز من عالج الدراما التاريخية، بأنها «ربط عملي بين الذائقة الجمالية وأسئلة الواقع متجاوزا المكان والزمان، لتصبح طرق التناول مختلفة باختلاف المرجعيات، شريطة إتقان فن البحث والتدقيق». وهذا هو الذي يؤسس إلى وجوب مخاطبة العمل الدرامي للواقع، على أن تكون عملية المخاطبة أو الإسقاط مكتملة في وعي المشاهد بحيث لا يكون إسقاطا تعسفيا فجا.. وهنا بالضبط يشكل التاريخ وفي العمق منه التراث الوجداني للأمة القاسم المشترك بين المرسل والمتلقي.

ومن شأن كل ذلك بالطبع أن يصبح التاريخ حمال أوجه، ولكن دون تناقض مع الحقيقة أو العبث فيها، ولكن لا يلبث المبدع الكاتب / المخرج أن يصطدم بعقبات معاصرة من نوع آخر، وخاصة مع بعض المرجعيات الدينية، كالأزهر الشريف، إذ لا تكتفي بالرقابة هنا على ما يمس الجوانب والشخصيات الدينية، بل تصبح مسئولة بقدرة قادر عن الشخصيات التاريخية كلها بما فيها عمرو بن العاص وعمر عبد العزيز وهارون الرشيد، ودعونا نستمع إلى بعض الشهادات من فنانين اصطدموا بهذه العقبات:

يقول الفنان نور الشريف: بالفعل الرقابة على الأعمال الدينية والتاريخية لدينا تعاني من ازدواجية شديدة.. فبالإضافة إلى الرقابة التليفزيونية العادية هناك رقابة الجهات الدينية وهذه رقابة غاية في الصرامة بشكل غير معقول. والدليل على ذلك مسلسل رجل الأقدار، الذي تناول شخصية عمرو بن العاص الذي قدمته في العام الماضي، أصر الأزهر الشريف على حذف كل ما يتعلق «بالفتنة الكبرى» من السيناريو واشترط الموافقة على التصوير وتنفيذ المسلسل بحذف هذه الجزئية وهي جزئية مهمة جدا في التاريخ الإسلامي وفي حياة عمرو بن العاص، وقد تعرض المسلسل لانتقادات حادة للغاية بسبب عدم المصداقية في تقديم الشخصية لأن المشاهدين يعرفون تماما ضلوع عمرو بن العاص في حادثة الفتنة الكبرى وعندما يقوم مسلسل بتناول حياته دون الإشارة إلى هذه الحادثة ينقص هذا بلا شك من قيمة المسلسل.

وإذا كان ذلك الأمر يتصل بمضمون التاريخ، فماذا فعلت الرقابة الأزهرية تجاه حتى جزئية صغيرة تتصل بطريقة مشي عمر عبد العزيز؟ يقول نور الشريف: «عندما قدمت شخصية عمر بن عبد العزيز كانت هناك العديد من المحاذير الرقابية من جانب الأزهر فمثلا عمر بن عبد العزيز كانت له طريقة شهيرة في المشي عرفت »بالمشية العمرية« الأزهر طلب عدم تناول ذلك عند أداء الشخصية لأنهم وجدوا أن هذه الطريقة في المشي لن تكسب الشخصية الرصانة والقدسية الدينية المطلوبة رغم انها جزء من الواقع الحقيقي لشخصية عمر بن عبد العزيز».

وعند تقديم هارون الرشيد في مسلسل الأمير المجهول واجه العمل العديد من المشاكل.. حيث طلب الأزهر حذف العديد من مواقف هارون الرشيد وعدم ذكرها في المسلسل رغم أنها وقائع مذكورة ومدونة في كل كتب التاريخ والتراث التي تناولت حياته. وبالطبع فإن هذه الصرامة غير المبررة، بل والمتعسفة من جانب الجهة الرقابية تؤثر سلبا على الأعمال الدرامية الدينية والتاريخية.

ويعتقد المؤلف محمد أبو الخير أن هناك بعض القيود التي يفرضها رقباء الأزهر على المؤلفين، فهم، كما يقول: «يريدوننا أن نقدم الدراما الدينية كدرس ديني أو خطبة في أحد المساجد. فمثلا في مسلسل القضاء في الإسلام، الذي أقدمه على مدى سنوات كل عام في شهر رمضان رفضوا تماما أن أتناول في المسلسل تقديم أي قصص حب اجتماعية». وهنا يبرز السؤال المشروع: لماذا كل هذا الحرص على تقديم شخصيات الماضى وحكامه على هذا النحو من الكمال المطلق؟ ألا يعكس ذلك نظرة رقابات الحاضر ورغبتها بأن لا يمس أي من حكامنا بنقد..

ويقول المؤلف نبيل حرك: قبل أن نحاكم الدراما الدينية والتاريخية يجب أن ننظر إلى وضعها ومكانها في اهتمامات القائمين على التليفزيون والفضائيات العربية، فهؤلاء نظرتهم النوعية من الأعمال نظرة متدنية جدا ويكفي أنهم يضعونها في أوقات عرض غير مؤثرة على الإطلاق

ويرى المخرج مصطفى الشال أن مسؤولية المخرج صعبة للغاية في هذه الأعمال فهو مطالب بأن ينقل الرؤية أو القضية التي يطرحها المسلسل من خلال النص الديني أو التاريخي للمسلسل الذي يخرجه. وفي ظل معوقات انتاجية ورقابية ونظرة دونية لهذه النوعية من الأعمال تكون مهمة المخرج أكثر صعوبة.ويضيف: أيضا هناك تقاعس من جانب الجهات الإنتاجية في تقديم هذه الأعمال بحجة أنها أعمال ليست جماهيرية ولا تحقق نسبة المشاهدة القصوى التي تأتي بالإعلانات التليفزيونية.

أمام هذه الوقائع، وهذه المجموعة من الشهادات تتجلى المفارقة البائسة.. فالفنان الذي يهرب إلى التاريخ كي ينقد الحاضر ويعري مفاسده، يجد نفسه وهو تحت وطأة المراجع الرقابية المتعددة يقوم بتصنيم الماضي وتأليه شخصياته.. فيكف التاريخ أن يكون درسا للراهن بل يتحول إلى أداة جديدة لخدمة السائد الذي يهرب منه!

nazihabunidal@hotmail.com

الرأي الأردنية في 19 أبريل 2006

 

بسام الذوادي.. السينما هي ذاكرة المجتمع

يصور هذه الأيام المخرج البحريني بسام الذوادي فيلمه الروائي الثالث (حكاية بحرينية). وقال الذوادي '' لقد بدأنا تصوير مشاهد الفيلم في مدينة المحرق ومن المتوقع أن ننتهي في أيار/مايو القادم''.

وأضاف أن ''الفيلم يتحدث عن انعكاسات هزيمة 1967 على البحرين والخليج بشكل عام من خلال خط درامي يجمع ثلاث نساء (أم وبنتاها وأشخاص آخرون)، والحاجز الوحيد الذي يقف أمام الأم والبنتين هو الحب. فالأم تعاني قسوة الأب العامل البسيط الذي يعيش في عزلة عما يدور من حوله''. وأشار الذوادي إلى أن الفيلم الذي كتب له السيناريو فريد رمضان في ثاني تعاون بينهما بعد فيلم ''زائر''، يضم شخصيات أخرى مثل يهودي بحريني يعيش صراعاً نفسياً بين انتمائه كمواطن بحريني ورغبته في الحفاظ على صداقاته، وبين انعكاسات الصراع السياسي عليه وعلى محيطه ونظرة الناس إليه من جهة أخرى. وقال الذوادي ''اخترت هذه الفترة لأنني عاصرتها وكوّنت قناعاتي ورؤيتي في الحياة، لقد تفتح وعيي في هذه الفترة بالذات''.

وأضاف ''السينما هي ذاكرة المجتمع. في تلك الفترة كنا نعيش في مجتمع متعدد وملوَّن، لكنه متسامح بشكل أصبح مجرد ذكرى اليوم، طوائف وأديان وأعراق مختلفة، لكن لم تكن هناك أية مشكلات، ربما لديّ رسالة بأن التسامح والوطنية الحقة في تلك الفترة صنعت وطناً للجميع، وليس فيه أية تصنيفات من أي نوع''.  وتابع ''لست خائفا   من السقوط في فخ المباشرة ، الفيلم لا يحاول تقديم مواعظ بل يغوص في ذاكرة مجتمع ووطن''.

 بسام الذي ولد في المنامة في عام 1960م،  خريج المعهد العالي للسينما في القاهرة في العام 1982 - بكالوريوس قسم إخراج، يعمل حالياً كمشرف للبحوث والدراسات التطويرية بهيئة الإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين.

الأعمال السينمائية ( إخراج )

·         مجموعة من الأفلام القصيرة مقاس 8 ملم تم إنجازها في الفترة من 1974 - 1978 تم عرضها في ندوة بنادي الخريجين عام 1981

·         فيلم ''القناع'' درامي قصير عن إتفاقية كامب ديفيد - 16 ملم - .1981

·         فيلم ''ملائكة الأرض'' درامي قصير عن مذابح صبرا وشاتيلا - 16 ملم - .1983

·     فيلم ''الحاجز'' سيناريو أمين صالح - علي الشرقاوي - روائي طويل 1990 - يعتبر أول فيلم روائي بحريني، وقد شارك في العديد من المهرجانات العربية والعالمية (إنتاج وإخراج).

·     فيلم ''زائر'' سيناريو بسام الذوادي - فريد رمضان - روائي طويل 2003 - يعتبر ثاني فيلم سينمائي بحريني وأول فيلم خليجي بنظام الدولبي - الفيلم من إنتاج شركة البحرين للسينما وبسام الذوادي، وقد شارك في العديد من المهرجانات العربية والعالمية (إنتاج وإخراج).

الأعمال الدرامية التلفزيونية

·         ثلاثية العين سيناريو راشد الجودر (1988)

·         السهرة الدرامية ''يونس والآخرون'' للكاتب الأمريكي جون كيفوفر سيناريو أمين صالح (1989)

·         السهرة الدرامية ''عيون تحت الجمجمة'' سيناريو حمد الشهابي ( 1990 ) 

·         مسلسل ''فتاة أخرى'' سيناريو حمد الشهابي    (1992) 

·     مسلسل ''حسن ونور السنا'' سيناريو حمد الشهابي (1994) حاز على جائزة الإضاءة وأحسن ممثلة دور ثاني في مهرجان القاهرة للتلفزيون (1995)

·         مسلسل ''الهارب'' سيناريو أمين صالح - قاسم حداد (1995)  - مسلسل ''شعراء العرب'' ( 1985  - تمثيل ).

الوطن البحرينية في 19 أبريل 2006

عروضنا بلا جمهور والحضور يقتصر على صانعيها وبعض المهتمين

مسعود أمر الله: أفلام من الإمارات تجاوزت أخطاءها

حوار: موزة المطوع 

بدأ الحلم السينمائي يتجسد على أرض الواقع في دولة الإمارات عندما أعلن مسعود أمر الله آل علي تأسيس مسابقة »أفلام من الإمارات« وأدارها بنجاح منذ نحو 6 سنوات.

وبدأ الشباب يرسمون مستقبلهم السينمائي بعد أن أتيحت الفرصة الذهبية أمامهم لإثبات ذواتهم، سواء كانوا قد درسوا الإخراج والسينما أم لا.

فالأبواب مفتوحة أمام الجميع، والفضل يعود بعد الله إلى مسعود أمر الله الذي قرر أن يخطو الخطوة الأولى لتحقيق حلمه وحلم الشباب بإنشاء كيان سينمائي على أرض الإمارات والخليج.

تحدث مسعود أمر الله مدير المسابقة عن هذه التجربة التي بنيت عليها تجارب أخرى وكان صدره رحبا في الإجابة عن أسئلة »البيان« وفيما يلي مجريات الحوار:

·         يتحدث الكثيرون بأن دولة الإمارات تفتقد إلى صناعة سينمائية، فما أهمية مسابقة "أفلام من الإمارات"؟

ـ صحيح أنه لا توجد صناعة للأفلام في الدولة، لكننا نحاول إيجاد حالة سينمائية تتيح ملء الفراغ والنقص الحاصلين في مجال الفن السابع عندنا لذا نعمل على تشجيع مشاريع الطلاب والهواة الذين يحبون السينما ولم يجدوا الفرصة بعد.

·         ما أهم الانجازات والمكاسب التي حققتها المسابقة في دوراتها الخمس؟

ـ استطعنا بالدرجة الأولى إضفاء شرعية على الأفلام الإماراتية، ففي السابق كانت هناك أفلام قائمة بجهود فردية، وكانت تظهر بين فترة إلى أخرى ولا يسمع بها أحد، لكن الآن وبوجود المسابقة تم تسليط الضوء على هذه الأفلام.

وأصبحت هناك حركة على المستويين المحلي والخليجي بشكل عام، وباتت أفلامنا تطلب من مختلف المهرجانات العربية والدولية، كما فتحت الأبواب أمام الحركة السينمائية لدينا من خلال وجود مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومدينة دبي للاستديوهات، وكل هذا يشكل فرصة للإبداع خاصة عند الشباب.

·         ما السلبيات التي اعترضتكم في الدورات السابقة، وتحاولون تفاديها مستقبلا؟

ـ السلبيات ليست ضخمة، وهي تختفي تلقائيا بتطور التجربة، لقد حاولنا على مدى الدورات السابقة استيعاب الأفلام المتقدمة للمسابقة.

وكانت هناك أخطاء سينمائية ناتجة عن قصور الرؤية، إلا أنه بالتوجيه وبخبرة المقيمين تم توجيه المشاركين، الذين تقبلوا وجهات النظر بصدر رحب.

·         ما حجم الإضافة التي حصلتم عليها بعد أن أصبحت المسابقة خليجية؟

ـ لا شك بأن مشاركة إخواننا الخليجيين في المسابقة تصب لصالح التجربة الإماراتية، فنحن في الخليج نتقاسم أرضية واحدة وبيئة واحدة ونكتسب خبرات من تجارب بعضنا.

وسيأتي يوم سينتمي كل سينمائي مبدع إلى مسابقة »أفلام من الإمارات« لأنها كانت الخطوة الأولى في حياتهم وأتاحت لهم شرعية التواجد على الساحة السينمائية.

·         ما مستوى نجاح الأفلام الخليجية المشاركة؟

ـ الأفلام الخليجية جيدة خاصة وأنها أخذت نتاج خبرة التجربة الإماراتية التي تكونت في السنوات الخمس الماضية، حيث تجاوزت من خلالها الأخطاء التي كنا نقع فيها.

·         هل حققت المساهمة الخليجية التطلعات التي كنتم تسعون إليها؟

ـ للمرة الأولى تقوم السعودية بإنتاج 12 فيلما في السنة، والبحرين أنتجت 16 فيلما أما الكويت فشاركت بـ31 فيلماً وهذا يعتبر إنتاجا عاليا ومهما لتنشيط الحركة السينمائية في المنطقة، وأعتقد أن هذا الإنتاج الغزير إذا جاز التعبير يحقق ما نطمح إليه.

·         لماذا لم نر حتى الآن فيلما إماراتياً طويلاً في المسابقة أو في مهرجانات خارجية؟

ـ مسابقتنا تعتمد على الأفلام القصيرة وقد طلبت من مهرجانات عدة، أما بخصوص الأفلام الطويلة فقد شاركنا بعدة أفلام إلا أن المشكلة تكمن في الإنتاج، فالفيلم الطويل يحتاج إلى ميزانية عالية.

ويصعب تحمل تكلفته، والفيلم إذا شارك في مهرجانات وفي حالة فوزه فقط يكون باستطاعته تعويض قيمة الإنتاج، ومن دون فوز الفيلم لا يستطيع المخرج تعويض ما أنفقه.

·         لكن ماذا عن جمهور السينما الإماراتية؟

ـ باعتقادي هناك جمهور للأفلام العربية والأجنبية، أما الأفلام الإماراتية فلا تزال في بدايتها وتفتقد إلى الجمهور للأسف، ومع مرور الوقت ستولد الثقة لدى الناس، لأنه حتى الآن يقتصر حضور الأفلام الإماراتية على السينمائيين، والطلبة المهتمين والقليل من المتابعين.

·         بعد فتح المجال أمام الأفلام الخليجية، هل هناك نية لإتاحة الفرصة أمام الأفلام العربية للمشاركة في المسابقة؟

ـ هناك مهرجانات عربية تغطي هذا المجال، وخبرتها الطويلة تطغى على تجربتنا المتواضعة، لذا فإن الأفلام العربية بعيدة عن اهتمامنا حالياً، لأننا لا نريد أن نحصر المسابقة بأفلام إماراتية وخليجية حتى تكون المنافسة عادلة لناحية الخبرة.

·         هل هناك منتجون يسهمون بأموالهم في إنتاج الأفلام؟

ـ للأسف لا يوجد هناك منتجون، فالإنتاج يعتمد بشكل أساسي على المخرج، أما في حالة الطلبة فنحن نساعد بما نستطيع، إلا أن القصور لا يزال موجوداً، ومن ناحية المنتجين فقد تلقينا بعض الاتصالات إلا أنها لم تتجاوز حدود النقاش.

·         التجاوب من الشباب كيف تقيمه؟

ـ الشباب أخذوا على عاتقهم صناعة الأفلام وهم يتواصلون مع المسابقة، وهذا يتضح من زيادة الأفلام سنويا، ومن تجاوز الأخطاء السابقة.

·         ألم يحن الأوان لوجود معهد للسينما في الإمارات ؟

ـ من الغريب أنه لم يتم إنشاء معهد حتى الآن ولم نر أي بداية، رغم أن وجود معهد للسينما مهم جدا لصقل موهبة الشباب.

فالموهبة وحدها لا تكفي، ومع الدراسة تصبح هناك ثورة سينمائية، ويجب ملاحظة أن المبدع الإماراتي قطع شوطاً مهماً جداً، إذ أن الأفلام المشاركة تشهد تطورا بشكل واضح، والإنسان لا يتقدم إلا بالتجربة.

البيان الإماراتية في 19 أبريل 2006

 

سينماتك

 

مأزق الدراما التاريخية.. بين الرقابة والإبداع

نزيه أبو نضال

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك