هنا حيث تجد أمير البلاد في القاعة المجاورة.. «القاهرة» تنفرد بشروط صندوق دعم الجزيرة.. والمهرجان يتحول إلي مهرجان سينمائي دولي 2007

تحت شعار تواصل عقد مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التليفزيوني في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 27 إلي 30 مارس الماضي، كان موضوع ليلة افتتاح المهرجان حرية الصحافة والدفاع عن حقوقهم وتحية الشهداء منهم، حيث عرض الفيلم الياباني «درس من نوع آخر» «أخبرنا عن حياتك» إخراج كيسوكي سايتو «32 دقيقة» عن المصور الصحفي هيرومي ناجا كورا الذي صور العديد من الحروب. وللوهلة الأولي يتصور المتفرج أن الفيلم عن الحروب التي صورها ناجاكورا، والمشاكل التي واجهته ولكن الفيلم عن الصور التي صورها للأطفال وهم يبتسمون أثناء الحروب وفي ذروة العنف وتبادل القصف تعبيرا عن الأمل في السلام وانتصار الحياة وفي حفل الافتتاح تم تكريم الصحفي السوداني سامي الحاج الذي يعمل في قناة الجزيرة والمعتقل في جوانتنامو في إطار الحملة الدولية للمطالبة بالإفراج عنه وتنقسم مسابقات المهرجان إلي أربع «الأفلام التسجيلية ـ التحقيقات الصحفية ـ التقارير الإخبارية ـ التنويهات التليفزيونية» وقد أعلن في الافتتاح عن إطلاق اسم الصحفي الشهيد طارق أيوب من قناة الجزيرة علي جوائز التحقيقات الصحفية وإطلاق اسم الصحفية الشهيدة أطوار بهجت من قناة العربية علي جوائز التقارير الإخبارية.

14 مسابقة و42 جائزة

عرض المهرجان أكثر من 300 فيلم وتحقيق وتقرير وتنويه في 14مسابقة «7 مسابقات للإنتاج العربي و7 مسابقات للإنتاج غير العربي» لمنح 42 جائزة بواقع ثلاث جوائز ذهبية وفضية وبرونزية في كل مسابقة وشكلت أربع لجان تحكيم اثنتان للإنتاج العربي واثنتان للإنتاج غير العربي، وكانت مسابقات الأفلام التسجيلية أربع للأفلام المستقلة وأفلام القنوات التليفزيونية وأفلام شركات الإنتاج وأفلام طلبة وطالبات معاهد وكليات السينما.

مسابقة الأفق الجديد واشترك في لجان التحكيم من مصر كاتب هذه السطور والممثل الكبير نور الشريف والكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وكان العالم المصري الدكتور أحمد زويل ضيف شرف حفل الافتتاح ومن مصر أيضا حضرت الدكتورة نجوي محروس عميدة معهد السينما بالجيزة حيث أدارت إحدي ندوات المهرجان والمخرجون تامر عزت وبهاء غزاوي وعلي شوقي والمخرجات رشا الكردي وعلية البيلي وريهام إبراهيم.

5 جوائز للأفلام المصرية

حجبت لجان التحكيم أربع جوائز للإنتاج غير العربي وتم منح 38 جائزة وإضافة 3 جوائز خاصة و3 شهادات تقدير للإنتاج العربي.

فازت الأفلام المصرية بـ 5 جوائز «3 ذهبية و2 برونزية وشهادة تقدير» وفيما يلي النص الكامل لجوائز الإنتاج العربي:

1 ـ الأفلام التسجيلية

الأفلام المستقلة

الذهبية: «أرض النساء» ـ إخراج جان شمعون «مصر»

الفضية: «ريتشيل كوري»... ضمير أمريكي إخراج يحيي بركات «فلسطين»

البرونزية: «جميل شفيق».. إخراج علية البيلي «مصر».

جائزة خاصة: «جبر علوان» «ألوان زمن الحرب» إخراج كاظم صالح «العراق».

جائزة خاصة: «الدقة الرقمية في ترتيب المصحف».. إخراج إيهاب ممدوح «السعودية».

أفلام القنوات التليفزيونية:

الذهبية: باكستان 6 ـ 7 «قطر».

الفضية: «شجر الحبة الخضراء» «العراق».

البرونزية: أحمد زكي «البريء» إخراج ريهام إبراهيم «مصر».

أفلام شركات الإنتاج

الذهبية: «مكان اسمه الوطن» إخراج تامر عزت «مصر».

الفضية: «علكة ملعونة» إخراج عمار سعد «العراق».

البرونزية: «بصمة مكان» إخراج إيهم اللحام.

جائزة خاصة: «إنقاذ عاطفي» «فلسطين»

شهادة تقدير: «إرث الأيدي» «المغرب».

أفلام الطلبة «الأفق الجديد»

الذهبية: «إعادة تدوير» إخراج أسامة العبد «مصر»

الفضية: «أيام بغداد» إخراج هبة باسم علي «العراق».

البرونزية: «رحلة فلسطينية» إخراج أسامة قاشو «فلسطين».

شهادة تقدير: «ناجي العلي» إخراج زينة زيدان «لبنان».

شهادة تقدير: «القطار» إخراج مهند مهني «مصر».

2 ـ التحقيقات الصحفية

الذهبية: «من الإسلام إلي المسيحية» إخراج حمد بوعلام الله «الجزائر».

الفضية: «إيسا نهر النيجر» إخراج عبدالقادر عياض «قطر».

البرونزية: «في وجه الصحراء» إخراج نبيل مهايني «سوريا».

3 ـ التقارير الإخبارية:

الذهبية: «الإرهاب وتفجيرات عمان» إخراج وفاء حسين «الأردن».

الفضية: «عملية قرية الغجر المحتلة» إخراج ضياء أبوطعام «لبنان».

البرونزية: «محاكمة تيسير علوني» إخراج ماجد عبدالهادي «قطر».

4 ـ التنويهات التليفزيونية:

الذهبية: «ثمن الحقيقة» «قطر».

الفضية: «تحيا ديمقراطية الأمم» «لبنان».

البرونزية: «سنوات الألم» «السودان».

صندوق الجزيرة لرعاية الإنتاج المستقل

ومن أهم أحداث مهرجان الجزيرة الدولي الثاني الإعلان عن إنشاء صندوق الجزيرة لرعاية الإنتاج التليفزيوني المستقل وتنفرد «القاهرة» بنشر بيان إنشاء الصندوق والذي يتضمن الشروط والعنوان وذلك لإتاحة الفرصة لكل السينمائيين للاشتراك وفيما يلي النص الكامل للبيان:

ربما كان الفن علي اختلاف مجالاته بحاجة أكثر من أي فعالية إنسانية أخري إلي التشجيع والرعاية.

ولعل الإنتاج التليفزيوني والسينمائي أكثر مجالات الفن حاجة إلي ذلك سواء علي المستوي المعنوي أو المستوي المادي.

وقناة الجزيرة تضع في اعتبارها هذين الجناحين اللذين ينهض بهما الفن ويحلق بهما في آفاق الإبداع الإنساني أما المستوي المعنوي علي صعيد الإنتاج التليفزيوني فيتجسد من خلال مهرجان الجزيرة الذي أصبح تقليدا سنويا راسخا ومنتدي عالميا يحتضن مبدعي الأفلام التسجيلية يقدمون فيه إبداعاتهم في إطار من التنافس الشريف والتعريف بنتاجاتهم ويتبادلون الرؤي والأفكار التي تنهض بهذا الفن وتلقي فيه المواهب الشابة كل رعاية وتشجيع.

وأما المستوي المادي وهو النجاح الآخر الذي يحلق به الفن فيتمثل في صندوق الجزيرة لرعاية الإنتاج التليفزيوني المستقل الذي سيتكفل بتمويل هذا الإنتاج ولا سيما للمواهب الشابة التي لاتملك الإمكانات المادية التي تحول أفكارها إلي واقع ورؤاها إلي أعمال إبداعية. ومع انطلاقة الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التليفزيوني تعلن القناة عن تأسيس هذا الصندوق وفق الاعتبارات التالية:

المادة الأولي: التعريف بالصندوق:

الاسم الرسمي: صندوق الجزيرة لرعاية الإنتاج التليفزيوني المستقل.

المقر: الدوحة ـ قطر

الراعي الرسمي: مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التليفزيوني.

طبيعة الصندوق: مؤسسة ثقافية غير ربحية.

رأس المال: خمسة ملايين ريال قطري مقدمة من قناة الجزيرة.

تاريخ التأسيس 27/3/2006.

المادة الثانية: أهداف الصندوق:

ـ الإسهام في تطوير صناعة الأفلام التسجيلية.

ـ رعاية ودعم نتاجات المخرجين المستقلين والمساهمين في تطوير مشروعات الإنتاج التسجيلي.

ـ رعاية أصحاب المواهب الشابة والجديدة في مجال إنتاج الأفلام التسجيلية من خلال دعم مشروعاتهم ونتاجاتهم التليفزيونية.

المادة الثالثة: الأشكال التي تتخذها هذه الرعاية:

ـ تقديم مساهمات مالية وخدمات فنية وتقنية للمنتجين المستقلين ولا سيما المبتدئين منهم. ـ إقامة دورات تدريبية وورشات عمل ومحاضرات لتطوير المستوي المهني ورفع الكفاءة الإنتاجية.

ـ تقديم المنح والمساعدات المالية للمشاريع الفنية المختارة.

ـ الإسهام في إنتاج الأفلام التجريبية وأفلام المخرجين المستقلين.

ـ الإسهام في إصدار منشورات وكتب حول موضوع صناعة الأفلام وتطويرها.

ـ رعاية المواهب الجديدة الواعدة ودعم نتتاجاتها ماديا ومعنويا.

المادة الرابعة: الهيكلية الإدارية للصندوق:

1- الرئيس: مدير قناة الجزيرة الفضائية.

2- المدير التنفيذي للصندوق: يعين من قبل السيد مدير قناة الجزيرة الفضائية.

3- الهيئة الاستشارية: تتكون من ثلاثة أعضاء يتم اختيارهم من العاملين في قناة الجزيرة أو من خارجها

المادة الخامسة: موارد الصندوق

يعتمد الصندوق علي الموارد التالية:

- ميزانية سنوية يغطيها مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التليفزيوني .

- رعاية تقدمها مؤسسات وشخصيات لهذا النوع من النشاطات الفنية والثقافية.

- المردود المادي لأي عمل ينتجه الصندوق.

المادة السادسة: الخطة السنوية لأعمال الصندوق

يقدم الصندوق لائحة سنوية بإنجازاته ومشاريعه القادمة ضمن فعاليات مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التليفزيوني.

مهرجان سينمائي للسينما التسجيلية

كما تنفرد «القاهرة» بخبر تحويل مهرجان الجزيرة إلي مؤسسة قائمة بذاتها وتحويل المهرجان إلي مهرجان سينمائي دولي للأفلام التسجيلية اعتبارا من الدورة الثالثة العام القادم 2007 ، وبذلك يصبح المهرجان السينمائي الدولي الوحيد في العالم العربي الذي يختص في الأفلام التسجيلية فقط.

ومن المتوقع أن تصدر لائحة المهرجان خلال الأسابيع القليلة القادمة وأن تكون لجوائزه قيمة مالية كبيرة إلي جانب القيمة الأدبية.

وبوجود مهرجان دولي للأفلام التسجيلية في الدوحة ومهرجان دولي للأفلام الروائية من دون مسابقة في دبي يتميز مهرجانا الخليج عن المهرجانات السينمائية الدولية الأخري في العالم العربي الأول بكونه الوحيد المخصص للأفلام التسجيلية والثاني بكونه الوحيد المخصص للأفلام الروائية من دون مسابقة.

شبكة «الجزيرة» تبدأ مرحلة جديدة

أعلن عشية افتتاح المهرجان عن تحويل قناة الجزيرة في قطر إلي شبكة تليفزيونية تتضمن قناتين جديدتين تبدأ من البث هذا العام وهما قناة الجزيرة للأفلام التسجيلية وقناة الجزيرة الدولية باللغة الإنجليزية والمعروف أن سياسة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان تستهدف أن تصبح قطر دولة عصرية تنتج المعرفة إلي جانب الإنتاج الزراعي والصناعي، وأن تصبح الدوحة مدينة دولية وأنه يري قناة الجزيرة التي أصبحت معروفة دوليا بكل معني الكلمة ولذلك ليس من الغريب أن تصبح شبكة قنوات وأن تبث أول قناة عربية باللغة الإنجليزية علي مدار الساعة ولم يكن من الغريب أن تجده في القاعة المجاورة يشاهد أحد أفلام مهرجان الجزيرة.

جورج بوش وأسامة بن لادن

من المعروف أن مقابلة الصفحة الأخيرة في مجلة «نيوز ويك» الأمريكية الدولية من أهم مقابلات المجلات الدولية إن لم تكن أهمها علي الإطلاق.. وقد خصصت المجلة الصفحة لمقابلة مع وضاح خنفر.. 38 سنة الأردني الفلسطيني الأصل مدير عام شبكة الجزيرة وقناة الجزيرة في عددها الجديد الصادر يوم الثلاثاء الماضي.

قدم فيبوتي باتيل مراسل «نيوز ويك» المقابلة قائلا: إن شبكة الجزيرة تطمح إلي منافسة شبكتي «سي إن إن» و«بي وبي سي» وكانت شبكة التليفزيون العربية المثيرة للجدل تأسست منذ 10 سنوات في الدوحة، وهي تخطط لإطلاق قناة ناطقة باللغة الإنجليزية، «الجزيرة، إنترناشيونال» في نهاية شهر مايو.

وفي هذه المقابلة قال وضاح خنفر أن القناة الإنجليزية ستعزز قدرة الناس عالميا علي فهم ما نقوله

وقال: غيرت قناة الجزيرة المشهد السياسي في الشرق الأوسط يتلق الناس الآن الرأي الآخر بشكل مباشر كان ذلك أول تدريب علي ممارسة الديمقراطية. في المنطقة العالم العربي في طور التغيير.. و الإصلاح والديمقراطية وحرية التعبير مسائل تكمل فترة التغيير.

وردا علي سؤال لكنكم لاتزالون تقدمون أكبر منبر إلي أسامة بن لادن قال خنفر: «شعارنا هو الرأي والرأي الآخر حتي عام 2001 كانت وسائل الإعلام والحكومات الغربية تمدح قناة الجزيرة لأنها القوة السباقة من أجل الحرية في المنطقة.. لكن عندما طبقنا الشعار نفسه عالميا علي الحروب الدائرة في أفغانستان والعراق احتجت أمريكا.. نحن ننقل الأنباء نحن قناة إخبارية لا يسعني أن أخضع الأخبار للرقابة من أجل إحراز مكاسب سياسية، لسنا أداة دعاية لترويج آراء أي كان.. يشتكي جورج بوش ودونالد رامسفيلد منا لكننا قمنا ببث ما يزيد علي خمسة آلاف ساعة من خطابات بوش مباشرة وترجمناها إلي اللغة العربية في المقابل لم نبث أكثر من خمس ساعات من خطابات بن لادن إذن كلا لسنا الناطقين باسم بن لادن.

جريدة القاهرة في 18 أبريل 2006

السينما العربية في عدسة <الجزيرة>

فؤاد عليوان: هكذا تدخل السينما إلى البيوت

نديم جرجوره

منذ أقلّ من شهرين، بدأت المحطّة التلفزيونية الفضائية العربية <الجزيرة> بثّ برنامج أسبوعي بعنوان <العدسة العربية>، تتناول حلقاته مقتطفات أساسية من السير الذاتية والمهنية لعدد من المخرجين العرب المُقيمين في بلادهم العربية أو المهاجرين والمنفيين إلى دول الاغتراب.

يُشرف على تنفيذ الحلقات السينمائي اللبناني فؤاد عليوان، الذي يتولّى في الوقت نفسه منصب المنتج المنفّذ. تتناول الحلقة التي تُبثّ غداً الجمعة (السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي) السينمائي اللبناني الوثائقي جان شمعون، وذلك بعد أن قدّم البرنامج حلقات خاصّة بكل من مي المصري وعبد اللطيف عبد الحميد وزياد دويري وريمون بطرس وعمر أميرالاي وهاني أبو أسعد. علماً أن الحلقات الجاهزة للبثّ في الأسابيع المقبلة تروي سير برهان علوية وميشال خليفي وغسان سلهب ونجدت أنزور ومجدي أحمد علي وتوفيق صالح وجورج نصر، بالإضافة إلى حلقتين اثنتين خاصّتين بالأفلام الروائية اللبنانية القصيرة، علماً أن عدد حلقات البرنامج كلّه يبلغ اثنين وخمسين حلقة .

هل يُمكن القول إن اهتماماً تلفزيونياً عربياً جدّياً بالسينما العربية بات حاضراً في المشهد التلفزيوني العربي، الفضائي والأرضي؟ هل توصّل البرنامج الجديد <العدسة العربية> إلى خلق حالة سينمائية ما لدى المُشاهدين العرب الذين يُمضون أوقاتاً طويلة أمام الشاشة الصغيرة، فيتلقّون كل ما تبثّه لهم يومياً من أخبار ومعطيات ومعلومات وبرامج ومنوّعات، تغلب عليها الرتابة والتكرار والروتين؟ هل يحتاج المُشاهد التلفزيوني العربي إلى برنامج سينمائيّ جدّي قادر على تحقيق تواصل ثقافي ومعرفي ما بينه وبين سينمائيين عرب، احتلوا مكانة مرموقة ومحترمة في حركة الإنتاج السينمائي، عربياً ودولياً؟

السينما في التلفزيون

تُطرح هذه التساؤلات في لحظة البحث عن أداة جادّة، قادرة على تطوير لغة الشاشة الصغيرة في خطابها الثقافي والفني. ذلك أن الجانب السينمائي تحديداً لا يزال غائباً عن البرمجة التلفزيونية العربية، باستثناء نمط متشابه في التعاطي مع النتاج السينمائي، إذ إن هذه البرامج تُفسح مجالاً واسعاً للأفلام الغربية، الهوليوودية تحديداً، وتهتمّ بالنجوم السينمائيين العرب الذين يتحدّثون، غالباً، عن مشاريعهم وأعمالهم وأخبارهم المتفرّقة، بعيداً عن الثقافة السينمائية والتجربة الإبداعية والقراءة النقدية.

من هنا، بدا برنامج <العدسة العربية>، الذي يُشرف على إنجازه السينمائي اللبناني فؤاد عليوان، بمثابة نافذة متواضعة يُطلّ منها السينمائي العربي على <الجمهور> العربي المفترض به أن يتواصل مع الجوانب الفنية والثقافية المختلفة التي تُنتَج في العالم العربي. ذلك أن حلقاته الأسبوعية تتناول سينمائياً عربياً تعرض مقتطفات من سيرته الذاتية والمهنية، وحوارات مكثّفة معه عن تجربته وأنماط اشتغاله وهواجسه، ولقطات من أفلامه، وشهادات من نقّاد أو سينمائيين ملمّين بعالمه الفني والثقافي. كما أن البرنامج يولي اهتماماً ملحوظاً بالأفلام الروائية القصيرة والنتاج الوثائقي وأفلام التحريك العربية، وسيخصّص حلقة أو أكثر بصناعة ال<فيديو كليب>.

في لقائه <السفير>، تحدّث عليوان عن فكرة المشروع الذي يُشرف على كل شيء فيه، من لحظة إعداد كل حلقة، وصولاً إلى بثّها التلفزيوني: <خطرت الفكرة على بالي انطلاقاً من كوني مخرجاً سينمائياً شعر أن العالم العربي استهلك التلفزيون، وأن التلفزيون استهلك المُشاهد العربي، كما لو أن هناك تواطؤاً ما بينهما، إلى درجة أن السينما باتت معها <إكسسوار>، ولم يعد هناك مكان للثقافة الجدّية. أردتُ أن أستعمل التلفزيون كوسيط موجود في داخل البيوت، بعد أن رأيتُ أن أفضل حلّ يكمن في إدخال السينما على التلفزيون، بهدف الوصول إلى المُشاهدين، كي نُقدّم لهم صورتنا الحقيقية، فنرتفع معاً بمستوى التلفزيون، باستخدام عناصر السينما>. أضاف عليوان: <لاحظتُ أن الإعلام العربي لا يأخذ بعين الاعتبار أهمية السينما كفن سابع، ولا يتعاطى مع أبعادها بهدف تحقيق حوار حضاري فعلي، يحافظ على حضارتنا وذاكرتنا. ذلك أن أغلب البرامج الثقافية في التلفزيونات العربية تهتمّ بالتسلية والترويج للسينما الغربية، أكثر من اهتمامها بالسينما العربية وبضرورة تقديمها إلى المُشاهد العربي>. ورأى أن برنامج <العدسة العربية> يُعطي <المخرج السينمائي العربي أقلّ حقّ من حقوقه: أن يُقدّم نفسه إلى المُشاهد العربي الذي سيُدرك أن هناك أناساً هم أيضاً مناضلون لكن بسلاح آخر>.

أصداء إيجابية

عمل فؤاد عليوان سابقاً مع ""الجزيرة"" منجزاً عدداً من البرامج المتنوّعة. لهذا، قدّم مشروعه السينمائي الجديد هذا إلى إدارتها، التي <وافقت عليه>. منذ أسابيع قليلة، بدأ بثّ البرنامج، <فشاهده الناس، ووصلت أصداء جيدة جداً عنه. اللافت للنظر أن المُشاهدين باتوا ينتظرون الحلقات، بعد أن انفضّت الغالبية الساحقة منهم عن البرامج الثقافية الجدّية. ثم إن غالبية التلفزيونات العربية احتلّها السياسيون، وغرقت برامجها السياسية في الرتابة والعقم، وأصبحت تشبه العقم الذي أصاب المُشاهد العربي. تحوّلت البرامج السياسية والترفيهية والمنوّعات إلى روتين، بل إلى قدر مسلّط على المُشاهدين العرب المستسلمين له. لذا، أرى أن هذا العقم السياسي والاجتماعي محتاج إلى طاقة فنية يُفترض بها أن تساهم في معالجته. ذلك أن السياسي لا يستطيع أن يصنع وطناً لوحده، إذ يجب على الفنان أن يلعب دوراً أساسياً في صناعته. إن التجارب التي مرّ بها العرب، من فلسطين إلى لبنان والعراق وغيرها من الدول، أكّدت هذا الأمر>.

من ناحية أخرى، اعتبر فؤاد عليوان أن البرنامج لعب دوراً في كشف مسألة مهمّة: <للمخرج العربي قضية واضحة، ولديه حلم. إنه إنسان متروك على الهامش، على الرغم من قدرته على أن يكون عنصراً مهمّاً وفاعلاً في التبادل الحضاري، وفي خلق أفق جديد لصورة عربية حديثة>.

لم يضع عليوان معايير تقليدية في اختيار الأسماء والمواضيع، رافضاً أن يشبه برنامجه البرامج السينمائية التي تنتجها التلفزيونات العربية الأخرى، التي <تختار النجوم فقط>. وهو قال ل<السفير> إن البرنامج يختار أسماء معروفة وغير معروفة، ويرتكز (أساساً وأولاً) على أفلام جديدة ومهمّة لمخرجين مخضرمين وشباب <احتلّوا مواقع واضحة ومهمة في السينما العالمية، آخرهم هاني أبو أسعد الذي فاز بجائزة <غولدن غلوب> (في فئة أفضل فيلم أجنبي لعام ,2005 عن فيلمه الأخير <الجنّة الآن>، الذي سيُعرض قريباً في الصالات التجارية اللبنانية) مؤخّراً، والذي يبدأ تحقيق عمل جديد له في هوليوود، في نهاية الصيف المقبل. وجدتُ أن التعرّف إلى هؤلاء المخرجين أهمّ بكثير من <التعرّف> إلى نجوم باتوا <ديناصورات> ينطقون الكلام نفسه، ولا يُقدّمون أي جديد. أردتُ أناساً يفتّشون عن صناعة صورة، ولا يعملون من أجل النجومية، لأنهم يحملون همّاً وقضية وتجربة إنسانية. أنا مؤمن بأن هناك سينما عربية، لكن المشكلة كامنة في أنه لا يوجد مُشاهد سينمائي عربي، أو مُنتج سينمائي عربي، أو خطّة سينمائية عربية. هناك استهلاك عربي على المستويات كلّها، بدءاً من غزارة أشرطة ال<فيديو كليب> وصولاً إلى البرامج السياسية>.

إلى ذلك، أكّد عليوان أنه لا توجد <ممنوعات> مفروضة على البرنامج، في اختيار الأسماء أو المواضيع، أو في كيفية المعالجة الفنية، معتبراً أن <الجزيرة> تُصرّ على الجدّية والموضوعية، ومشيراً إلى أنه طرح مشروع البرنامج هذا على عدد من المحطّات التلفزيونية الفضائية العربية، <لكن <الجزيرة> وحدها اختارته، كونه برنامجاً يتناول سينمائيين عرب، في وقت تعمل التلفزيونات العربية على ترويج الأفلام الغربية التي لا تحتاج أصلاً إلى ترويج>. وانتهى إلى القول إنه يُقدّم نفسه في <العدسة العربية> كمنتج <بالمعنى العلمي للكلمة، وليس بالمفهوم العربي. ف<الجزيرة> تنتج البرنامج، وأهتمّ أنا بكل شيء آخر: أدير حركة الإنتاج، وأشرف على الإعداد والتوليف، وأختار فريق العمل مؤلّفاً إياه من شباب يتلاءمون مع بعضهم البعض، ويلتقون عند هموم فنية وثقافية جادّة>.

السفير اللبنانية في 20 أبريل 2006

 

مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزيوني في دورته الثانية

عروض سينمائية، ومسابقات، وندوات ثقافية متنوعة

الدوحة: عدنان حسين أحمد 

تنطلق في الدوحة الإثنين المقبل، 27 مارس " آذار " 2006، فاعليات مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزيوني وتستمر لغاية الثلاثين منه. وقد تضمنت الدورة الثانية للمهرجان برنامجاً حافلاً بالعديد من العروض السينمائية، والندوات، والأنشطة الثقافية. فعلى مدى أربعة أيام سيُعرض في المهرجان " 94 " فيلماً تسجيلياً، بضمنها عدد غير قليل من التحقيقات، والتقارير الصحفية، والإعلانات  والبرامج الحوارية، والإجتماعية، والسياسية. وقد توزّعت عروض المهرجان على ثمانية محاور رئيسة لعل أبرزها " محور أفلام المسابقات " والذي ضمَّ " 34 " فيلماً والتي تمثّل عدد من القنوات الفضائية العالمية، وشركات الإنتاج التلفزيوني إضافة إلى المنتحين والمخرجين المستقلين. ويكرّس المهرجان عروضاً خاصة للأفلام التي أنتجتها " قناة الجزيرة " مؤخراً وهي تسعة أفلام من بينها " سيجار وقهوة عربي، والسويس. . الذاكرة المنسية، و قطعة حلوى " كما ستُعرض الأفلام الفائزة بالجوائز الذهبية في مهرجان الجزيرة الأول وهي " طريق لغروب أقل "  و " الطنطورة " لقناة المنار،  و " يعيشون بيننا " للمخرج المستقل محمود سليمان. وهناك برامج مخصصة لعرض الأفلام الصينية، والفرنسية، والإيرانية، فضلاً عن خمسة أفلام من أمريكا اللاتينية. أما عروض الأفلام الجانبية أو التي لم تشترك في المسابقات فهي " 14 " فيلماً من بينها " الغرفة الرابعة " لناهد عواد، و " بورتريت لدورا دولز " لسونيا هيرمان دولز، و " الحارس " لسعيد البيطار.

أما فيلم الإفتتاح فهو " درس خارج عن المنهاج: أخبرنا عن حياتك " للتلفزيون الياباني " NHK "، والذي سيُعرَض بعد كلمة راعي المهرجان الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، ويليها مباشرة تقديم بعض الجوائز التكريمية. وسوف يشترك في هذا المهرجان عدد كبير من القنوات التلفزيونية، وشركات الإنتاج التلفزيوني، ومخرجون مستقلون سيتنافسون على " 27 " جائزة ذهبية، وفضية، وبرونزية تحمل شعار الجزيرة، إذ ستُمنح " 9 " جوائز للأفلام التسجيلية، والتحقيقات الصحفية، والتقارير الصحفية العربية، و "9 " جوائز أخر للأفلام والتحقيقات والتقارير الصحفية غير العربية، بينما ستُفرَد " 3 " جوائز للتنويهات، وهي مسابقة موحدة لجميع الأعمال المشاركة في المهرجان. أما جوائز " أفق جديد " فسوف تمنح لأفضل الأفلام التجريبية الفائزة التي يقدمها الشباب في جامعاتهم ومعاهدهم أو في مشاريع تخرجهم، وعددها " 6 " جوائز تمنح " 3 " منها للأفلام التسجيلية العربية، و " 3 " للأفلام التسجيلية غير العربية. ويجب ألا تزيد مدة الفيلم التسجيلي والتحقيق الصحفي عن " 60 " دقيقة، أما التقرير الإخباري فمدته " 7 " دقائق، في حين أن التنويه " Promotion " الذي يروِّج لفكرة أو لقناة تلفزيونية أو لبرنامج معين فتقتصر مدته على دقيقتين فقط. تتألف لجنة التحكيم العربية من سمير فريد، محفوظ عبد الرحمن، نور الشريف، مي مصري، ديانا فارس، وآخرين. أما لجنة التحكيم العالمية فقد ضمّت كل من الهولندي باستيان فيسر، والمكسيكي فرناندو بويين آباد دومنكويز، والألماني غونتر هانفكارن، والأردنية هالة زريقات. وبالتوازي مع أيام المهرجان الأربع سوف يقام معرض تشارك به محطات تلفزيونية، وشركات تجارية عاملة في الحقل الإعلامي، ومنتجون مستقلون، ودور نشر وتوزيع. أما حفل الإختتام فسوف يكون مساء الخميس 30 مارس بقاعة الدفنة، في شيراتون الدوحة حيث يتم تكريم لجان التحكيم أولاً، ثم يعقبه حفل توزيع جوائز الأفلام الفائزة.

عدنان أحمد حسين: ahahmed@hetnet.nl

موقع "كيكا" في 25 مارس 2006

 

بعد حصولها على الجائزة البرونزية في مهرجان «الجزيرة»...

ريهام ابراهيم: فيلم «البريء» وسام أعتز به

القاهرة - حمدي إيهاب 

على رغم نجاح ريهام ابراهيم مذيعةً في قناة «النيل للأخبار»، فإن عشقها للإخراج جعلها تتحدى نفسها وتخرج الفيلم التسجيلي «البريء» الذي حصلت عنه على برونزية مهرجان «الجزيرة» التلفزيوني في دورته الأخيرة·

يصور الفيلم قصة حياة الفنان الراحل أحمد زكي «الحقيقية»، و«بالتحديد الجانب الإنساني» كما تقول ريهام وتتابع: «بدأنا نصور تطورات مرض الفنان الراحل منذ كانون الثاني (يناير) 2004 مثل أي جهة إعلامية. وقدمنا في قناة «النيل للأخبار» تقارير إخبارية متنوعة عن الموضوع. وبعد إعلان الوفاة في 27 آذار (مارس) 2005، صورنا الجنازة. بعد فترة وجدت نفسي أحتفظ بمواد كبيرة عن الموضوع، فقلت لنفسي لم لا أصنع فيلماً عن هذا الفنان الكبير؟ وهكذا كان. عرضت الموضوع على رئيسة القناة هالة حشيش التي رحبت بشدة بالفكرة لأنها كانت تدرك مدى حماسي لخوض هذه التجربة، على رغم أنها الأولى لي في الإخراج». وطبعاً يمكن ان يتصور المرء أن تجربة من هذا النوع ستكون حافلة بالصعاب. ولعل أبرز ما واجهته ريهام كان الغوص في ذاك الجانب الخفي من حياة احمد زكي: طفولته وسنواته الأولى. تقول: «واجهت صعوبة كبيرة في اكتشاف مرحلة ما قبل دخول أحمد زكي المجال الفني. كان علي أن أسافر الى الشرقية، والتقي والدته التي رفضت في البداية الكلام. صورنا مدرسته الابتدائية والثانوية الصناعية والمسرح الذي بدأ فيه خطواته الاولى في الفن، وفوجئنا بأن هذا المسرح تم تحويله الى مخزن كتب. وبالفعل عشنا طفولة أحمد زكي من خلال حكايات مثيرة سمعناها عن صاحب دبلوم «الصنايع» الذي لم يتوقع أحد من أقاربه أن يتحول يوماً إلى نجم تعشقه الجماهير».

وتروي ريهام ابراهيم كيف أتتها فكرة الاشتراك في مهرجان «الجزيرة» بعد سماعها الإعلان عنه على الشاشة الصغيرة. تقول: «عندما سمعت الإعلان الذي يقول: «كل إنسان بداخله طفل، وكل طفل بداخله فنان، فلماذا لا نطلق أي فنان للعالم»، سارعت بإرسال شريط الفيلم للدوحة للاشتراك بالمسابقة. وكانت مفاجأتي كبيرة حين اتصلوا بي ونظموا عرضاً خاصاً للفيلم». لكن كيف استقبلت ريهام لحظة الفوز بالجائزة؟ «كنت في منتهى السعادة وكان بجواري الفنان الكبير نور الشريف الذي يشجع الفن الحقيقي. وبهذه المناسبة أوجه اليه جزيل الشكر لكونه قدم صوته للإعلان الخاص بالفيلم من دون مقابل، كما حاول أن يساعدني في الحصول على لقطات نادرة لأحمد زكي يمتلكها نظيم شعراوي».

مشوار ريهام ابراهيم الإعلامي بدأ في إذاعة «صوت العرب»، ثم انتقلت الى قناة «الأسرة والطفل» قبل ان تستقر في «قناة النيل الدولية». وعن تجربتها مع قناة «النيل» تقول: «وضعت حجر الأساس في تكوين شخصيتي الإعلامية، وخضت فيها تجارب مهمة في مسيرتي الإعلامية، منها تكريمي من قبل السيد الرئيس محمد حسني مبارك على الحوار الخاص بمكافحة إدمان الفتيات في مصر والذي شاركني فيه زميلي علي مبارك. إضافة الى حصولي على لقطات نادرة لضحايا العبارة (السلام 98) أثناء غرقها. باختصار اعتبر القناة اكاديمية مكتملة الأركان نجد فيها المواضيع المتنوعة من رياضة واقتصاد وفن»·

وحول مواصفات المذيعة الناجحة تقول ريهام: «المذيعة الناجحة هي التي تبتعد عن الافتعال واصطناع المواقف وتجمع بين طبيعتها وجدية الوقوف أمام الكاميرا، من دون ان ننسى اهمية الاهتمام بالمظهر الخارجي، وأن تكون على قدر من الثقافة».

وتختتم ريهام الحوار قائلة: «أتمنى للإعلام العربي مزيداً من التقدم والازدهار لأننا نملك الكوادر البشرية الهائلة، ولا ينقصنا سوى توظيف هذه الامكانات في الاتجاه الصحيح. وأتمنى لقناة «النيل للأخبار» مزيداً من التطور مع هالة حشيش التي جعلت منها مثالاً يحتذى به في الإعلام المصري. أما على صعيدي الشخصي فأتمنى أن اكرر تجربة فيلم «البريء» الذي هو وسام أعتز به».

الحياة اللبنانية في 17 أبريل 2006

 

سينماتك

 

سمير فريد يكتب عن مهرجان الجزيرة

السينما المصرية تنتصر بأفلامها التسجيلية والقصيرة

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك