مثلما مهدت أعمال تسجيلية وقصيرة لظهور كل من خيرى بشارة وداود عبد السيد ومثلت تغييرا فارقا فى مسيرة السينما التسجيلية التى نجحت على مستوى الصورة والمضمون فى نشأة سينما مصرية جديدة، تظهر الآن موجة جديدة أخرى يمكن أن نسميها الموجة الجديدة الثانية مع كل من تامر عزت وإسلام العزازى، فللمرة الثانية يجمعهما عرض واحد لنموذجين من أعمالهما يعيد الثقة فى ظهور سينما مصرية جديدة تستخدم هذه المرة الوسائط الرقمية الديجيتال وتكسر الحاجز بين التسجيلى والروائى وتنهى الجدل تماما حول الصورة، وهل يمكن لصورة الديجيتال أن تكون بجمال شريط السيليولويد السينمائى. مع مكان اسمه الوطن لتامر عزت، ونهار وليل لإسلام العزازى نشهد ميلاد سينما جديدة بدأت إرهاصاتها مع كل شيء حيبقى تمام لتامر عزت، وتحكم فى عينيك لإسلام العزازى اللذين جمعهما عرض واحد العام الماضى فى المهرجان القومى للسينما المصرية.

فمع طبيب فى الأرياف وعبد العاطى صائد الدبابات لخيرى بشارة، ومع وصية رجل حكيم فى شئون القرية والتعليم، والعمل فى الحقل لداود عبد السيد دخلت السينما المصرية منعطفا جديدا اختفت فيها نبرة التعليق الزاعقة ووجهة النظر الأحادية فى الحياة والناس، وأمكن للفيلم التسجيلى أن يكون ممتعا وحميما. والأهم أن يكون هناك تفرد يميز كل مخرج كما يتضح مع فيلمى تامر عزت الذى يتبع فيه أسلوب البحث عن قضية فى صورة تحقيق مصور، يحاول فيه ومن خلال من يختارهم من نماذج أن يصل لإجابة عن سؤال ما. وعلى الرغم من أن عنوان الفيلم الأول قد حمل يقينا بأن كل شيء حيبقى تمام إلا أن الفيلم كله يمضى فى تساؤلات حول كيف يمكن أن تصبح الأمور جيدة حقا، ومع الفيلم الثانى مكان اسمه الوطن لم يسفر البحث عن معنى يقينى للوطن برغم ما ذكره تامر فى نهاية الفيلم بأن الوطن فى رأيه هو الذى يجمع كل هؤلاء. يضع تامر نفسه وسط الفيلم راويا وباحثا نشاهده يعمل على الكومبيوتر الخاص به، يخبرنا عما ينوى فعله، يظهر بصورته وصوته، وأحيانا يعلق بصوته فقط، لا يتعامل مع موضوع بحثه من الخارج بل هو جزء منه والقضية تهمه بشكل ذاتى وتسير فى تسلسل من وضعه كمغترب فى أمريكا يفكر فى الاستقرار والهجرة إليها فى كل شيء حيبقى تمام، وبين هاجس الهجرة فعلا فى مكان اسمه الوطن ومثلما تشكل الكتابة الأدبية نوعا من التطهر والسلام النفسى لمبدعها يشكل فيلمى تامر نوعا من غسل الهموم ومحاولة لتهدئة القلق المستعر بداخله حول الوجود والعمل والتحقق والانتماء، وهى قضايا الشباب المعاصر التى تعبر عن هموم تتجاوز البحث عن لقمة عيش، لتصبح هما وجوديا، قد يمثل هذا استفزازا لعدد من الناس يرون فى الأزمات التى تشكو منها النماذج فى الفيلم شكلاً من أشكال الترف، باستثاء نموذج واحد لشاب يعمل فى مجال الإنتاج السينمائى ويعيش فى منطقة شعبية فى حى الهرم-الطالبية- وكان الأكثر رضا من بين الجميع، طموحاته تبدو متواضعة ولا يرغب فى ترك الوطن، يسوق أسبابا قوية حول ترابط أهل منطقته ووقوفهم معه عندما مرض والده. يحكى معتز عبد الوهاب -وهذا اسمه- أنه كلما طلب طعاما أو شيئا وسأل عن الثمن يقال له لما الوالد يقوم بالسلامة وعدد أمثلة كثيرة للتضامن الاجتماعى بين الناس فى طبقته، ورغم أن هذا التضامن غير مفتقد مع محمد، ومريم، وهمس النماذج الثلاثة الأخرى من فيلم مكان اسمه الوطن إلا أنه يبدو غير كاف لشعور الشخصيات بالرضا والإحساس بالأمان فى الوطن. صور الفيلم شريف هلال وقام بعمل الموسيقى تامر كروان واشتركت دعاء فتحى فى المونتاج وكلها أسماء شابة جديدة لجيل قادم بكل فنانيه يتضامنون لخلق سينما مصرية جديدة. أهم ما يميز فيلم تامر عزت عنصر الدراما والتى صقلتها نادين شمس ليصبح الفيلم واقعا فى منطقة بين الدراما والتوثيق، أحد النماذج الجيدة فى النوع الجديد الدوكيودراما والتى تميز أيضا عمل العزازى نهار وليل الذى يعتمد على ممثلين محترفين باسم سمرة، وهند صبرى ويحكى عن أزمات بطله من خلال مشاهد تمثيلية يتقاطع معها مشاهد أخرى تسجيلية تخلق جوا يسهم فى فهم النوازع النفسية للبطل ويقربنا من أزمته. وكما نجح المبدعان تامر عزت والعزازى فى كسر الحواجز بين التسجيلى والروائى ودمجهما معا فى نوع فيلمى جديد، نجحا فى استخدام الوسيط الرقمى وقدما صورة جميلة تتميز بجرأة فى التجريب على مستوى الشكل مع ربطه بمعان محددة. فينهار وليل اختار العزازى ومعه المصورة نانسى عبد الفتاح اللعب على الدرجات اللونية للقطات، فى دكان البطل بوضعه فى أتون من الأحمر النارى يعكسه لون للحوائط الذى صبغ الصورة كلها بلون حار، فى حين تحولت المشاهد الخارجية ذات المسحة التسجيلية للوحات تشكيلية ساطعة الإضاءة يغلب اللون الأبيض على صورتها ومثلت مساحة تنفس لأبطال الفيلم وللمشاهد، حتى إن الكثيرين منا اعتقدوا بوجود معارف لهم وسط هذه المشاهد. يبدو إسلام العزازى متحديا مواهبه فى اختيار فترة آخر الليل وبداية الصباح مع مشهد انتهاء حفل زفاف حيث يتم جمع ديكور الإضاءة من لمبات وحيث تصطف الكراسى المؤجرة ويتم حملها من المكان، هند صبرى تبارك لصديقتها العروس،- عقبالكم - تصلنا المعلومة بإيجاز عن الخطيبين هند صبري/ وباسم سمرة الذى يستعجل رحيلهما، يسيران فى أماكن خاصة فقيرة تظهر بجمال تشكيلى، مثل لقطة سلم يؤدى لطريق قطار يمر مسرعا فى الصورة، سينما تهتم بعناصر الصورة ومكوناتها من أماكن وأزمنة، وتخلق جوا خاصا تتحرك فيه الشخصية القلقة قبل أن ينطلق الحوار مؤكدا على هذا القلق.

السينما صورة يقين لدى البعض نتذكره عندما نشاهد فيلما لإسلام العزازى، ونحتاج كمتلقين إلى بعض الجهد لندرك موضوعه، كل منا يفهم ويفسر بطريقته، لتضاف سمة أخرى لسينما العزازى عن الأفق المفتوح لمضمون أعماله، سواء مع التسجيلى الواضح فى تسجيليته تحكم فى عينيك أو مع الروائى الممتزج بالتسجيلى فى ليل ونهار، الأول صوره بنفسه والثانى صورته نانسى عبد الفتاح.ارتفع الأداء التمثيلى لباسم سمرة بشكل يبشر باحتمال شغلة لمكانة أحمد زكى، وهند صبرى تواصل تفردها بالأداء المركب المعتمد على امتلاكها للشخصية والتعبير عنها داخليا.

بدأ تامر عزت وإسلام العزازى طريقهما كصانعى أفلام يقومان بكل العمل من سيناريو وإخراج ومونتاج وتصوير، ثم أشركا معهما زملاء لهما فارتفع المستوى بدرجة ملحوظة، ونتوقع وصولها للكمال مع أعمال قادمة لأنهما يستمعان للنقد ويناقشان ما يوجه إليهما من تساؤلات دون غضب -كما يحدث للبعض- يسيران ببطء ولكن بثقة، فكما ذكر تامر عزت فى ندوة دارت حول فيلمه أنه عمل به لثلاثة عشر ومونتاج، ولم يتعجل الوصول لنسخة نهائية قبل أن يطلع أصدقاءه على نسخة عمله، ولم يعرضه إلا بعد أن اطمأن على كل عناصره. أدار ندوة الفيلمين اللذين عرضا فى إطار كرنفال السينما الأوربية العربية ناقد شاب هو محمد الأسيوطى لينضم لجيل الموجة الثانية للسينما المصرية الجديدة لتتكامل عناصره من مبدعين ونقاد وأيضا متلقين جدد يتابعون بشغف ويدشنون سينما مصرية جديدة.

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

 

فيلم وثائقى بديع يحدثنا عن خيبتنا

يحيا الهلال مع الصليب... فى الأرجنتين

سعيد شعيب 

أهمية الفيلم الوثائقى ماريا وعبادى وكوهين فى أنه يجعلنا نفكر ونتساءل ونتفاعل دون خوف مع الثوابت التى تحجرت فوق القلوب والعقول, الفيلم أذاعته قناة الجزيرة- وأتمنى أن تذيعه كثيرا- ويتناول مباشرة قضية التعايش بين الأديان فى وطن واحد، ويثبت دون أى مباشرة أن هذا ليس مستحيلا، بل موجود ويمارسه بشر مثلنا، بل ومن أصول عربية فى بلد مثل الأرجنتين، فليست هناك مشكلة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين هناك، فلماذا لدينا نحن هنا فى مصر وفى منطقتنا العربية كارثة فى التعايش بين المسلم والمسيحى؟!

الفيلم الهام ركز على ثلاث شخصيات يهودية من أصول عربية وتحديدا من سوريا، جاء أهلهم أو هم الى الأرجنتين بطرق مختلفة، ولكن السبب واحد وهو الأزمة الاقتصادية الخانقة فى سوريا وليس هرباً من أى اضطهاد، فمثلا عبادى كان يشارك فى المظاهرات ضد الاحتلال الفرنسى وكان معظم أصدقائه من المسلمين بل إن الذى هربه الى بيروت كان مسلمان كان ذلك فى الأربعينيات، مناخ مختلف لم يكن فيه من يسأل عن ديانة جاره حتى يستدعى تعصبا أعمى.

المفارقة التى أكدها الفيلم أن هؤلاء اليهود مازالوا يحافظون على الثقافة العربية، هويتهم،طرق الطعام والعادات، وأسسوا فرقة موسيقية شارك فيها مسلمون ومسيحيون لتقديم أغانى أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب.. والأجيال الجديدة مازالت مستمرة وتقدم مثلا أغانى زكريا أحمد وعبد الحليم بنفس الألحان ولكن باللغة العبرية، فاليهودية ليست جنسية كما يوهمنا الصهاينة أو المتطرفون من المسلمين وغيرهم.

كما أن العلاقات بينهم ليست فيها أى مشكلة، يعنى هناك صداقات وبيزنس وشراء وبيع وتبادل زيارات وتهانى بالأعياد وكل شيء، كما أنهم يعيشون فى أحياء مختلطة ليس فقط مع بعضهم ولكن مع الأعراق والجنسيات المتعددة التى تعيش فى الأرجنتين، فمثلا يقول ماريو وهو يهودى متخصص فى تاريخ اليهود الذين عاشوا فى المنطقة العربية إنه معجب بالدين الإسلامى والثقافة العربية.

وهذا لا ينفى أن هناك يهوداً - مثل كل الأديان- انسلخوا عن التيار العام هناك فى الأرجنتين، أى ثقافتهم العربية، واقصد هنا الثقافة التى صنعها أصحاب كل الديانات فى عالمنا العربى وليس المسلمين وحدهم، ويؤيدون إسرائيل عمال على بطال، وهم يفعلون ذلك بشكل سلمى، وعلى الجانب الآخر توجد جماعة السلام الآن، وهدفها كما جاء فى الفيلم ليس تأييد إسرائيل، ولكن محاربة الأصوليين على الجانبين وبشكل سلمى أيضا.

هذا التعايش والاندماج بين أصحاب الديانات الثلاث من أصحاب الأصول العربية تعرض لهزة عنيفة فى أعقاب تفجير السفارة الإسرائيلية هناك، وتوزعت مشاعر قطاع لا يستهان به من اليهود بين أن القتلى من أبناء ديانتهم، والقتلة من أبناء قوميتهم العربية.. ولكن تحرك العقلاء على الفور من القيادات الدينية وبتشجيع من الحكومة الأرجنتينية وأقاموا ندوات ومؤتمرات، بل وأصدروا كتابا عنوانه نعيش تحت سماء واحدة، وكان خطابهم الأساسى هو البحث عن المشتركات وتأكيدها، وعلى حد قول عمر عبود المسئول الثقافى فى المركز الإسلامى هناك ليست مشكلتنا فى الطريقة التى مات بها سيدنا عيسى عليه السلام، ولا فى البحث عن عمر سيدنا ابراهيم، وفى يهوذا، فهذه أمور ليست هناك أية ضرورة فى أن نبحثها ونتفق عليها، ولكن الأهم هو تأكيد المشتركات بين الأديان الله واحد، وزرع التسامح الذى يجعل الحياة اليومية للناس من كل الأديان ليست فقط ممكنة ولكنها ممتعة. وأصدر قادة الأديان الثلاثة هناك وثيقة يدينون فيها التطرف والإرهاب أياً كان الغطاء الدينى له، فى هذا المناخ المتسامح لم تكن هناك أية مشكلة فى أن يحتفل المركز الإسلامى بموسيقار يهودى.

إذن الدرس الذى أراد المخرج الموهوب أحمد رشوان ومعه الباحث حسن سليمان أن يقوله لنا هو إننا نستطيع هنا والآن أن نفعل مثل الذى فعله عرب مثلنا، ولكن بشرط وجود مناخ ديمقراطى علمانى لا يفرق بين الناس على أساس دين أو عرق، لقد انتهت والى الأبد فكرة التنافس والتناحر بين الأديان.

هذه المعانى العميقة لم يقدمها رشوان وفريقه بجفاف ولكن بفنية عالية وممتعة، فهو مثلا يبدأ الفيلم بلقطات عامة بطيئة للمصور شريف هلال لحركة بشر من كل الأنواع فى الشارع، أو التقطيع الناعم والذكى للمشاهد واستخدام موسيقى محلية لليهود.. والهدف هو أن يقولوا لنا: لقد فعلتها الأرجنتين.. فهل سنفعلها نحن.. وهل سيظل عبادى اليهودى العربى خائفا من زيارة بلدته الحبيبة حلب الى الأبد لأنه يهودي!!

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

أصغر مخرج مشارك في مسابقة «أفلام من الإمارات»

عباس يوسف 

فتحت مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الخامسة بابا جديدا لحدودها الجغرافية أمام نتاج بصري خليجي، يُنجزه شباب منتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي في الدورة الخامسة التي أقيمت بالمجمّع الثقافي في أبو ظبي، بين الأول والسادس من مارس/ آذار الماضي، حيث أُطلقت دورة أولى لمسابقة الأفلام الخليجية في خطوة لافتة للنظر تؤكّد حرص إدارة المسابقة على إفساح المجال أمام الخليجيين، كي يقدّموا ما لديهم من تجارب بصرية في سعي منها إلى وضع المرتكزات الأولى لتأسيس مرحلة فنية مختلفة تهدف الي جعل الصورة أداة إفصاح وتعبير، ولتخلق من التقنيات الحديثة مادة لمعاينة الواقع والذات والتفاصيل الإنسانية المتنوّعة ضمن أطر تصوير جمالية، وفي هذه الغمرة الاحتفالية وهذا الحشد من الأفلام والمشاركين والمتابعين كان لـ ''الوقت'' هذه المحادثة مع أصغر مخرج مشارك في هذه الدورة محمد إبراهيم البالغ من العمر ٩١ ربيعا والذي لا يعرف في القرية إلاّ باسم محمد ولد عبد الرسول، اختار لنفسه اسما فنيا منذ الطفولة.. منذ الصغر بدأ تعاطيه وممارسته ودخوله الفن وهذه العوالم البصرية.. الكاميرا الرقمية والفيديو الي جانب التمثيل الذي استهواه وهو لم يزل طفلا يافعا لم يتجاوز الثامنة من العمر 

·         كيف جاءت مشاركتك في هذه المسابقة؟

- عبر مهرجان البحرين للأفلام الذي أقيم على أرض المعارض وبسام الذوادي هو من طرح علينا جميعا كمخرجين فكرة المشاركة في مهرجان الإمارات.. مشجعا ومحرضا على مشاركتنا وبالفعل تمّ إرسال الأعمال عن طريق نادي السينما. أفلام من الإمارات تنظيم أكثر من رائع وممتاز وهذه من الأسباب المهمة التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح هذه المسابقة، بعكس مهرجان الأفلام البحرينية الذي شابه بعض القصور بحيث أثّر سلبا بعض الشيء على الجوانب التنظيمية والذي أثر بصورة وأخرى على المشاركين لا سيّما الشباب أمثالنا على سبيل المثال الأفلام لم تكن موزعة حسب الفئات، مثلا مخرج يمتلك خبرة ورصيدا لا بأس به يدخل كمنافس مع مشارك هاو مبتدئ في الأفلام القصيرة. أما بالنسبة لمسابقة الإمارات فمنذ البداية تلحظ أو تلمس خطوط النجاح، الأفلام مقسمة كل حسب الفئة التي ينتمي إليها فيلمه، فمثلا قسم للطلبة الخليجيين.. الطلبة الإماراتيين... ثمة تنظيم.. ثمة تنسيق جميل حقيقة، هذا المهرجان لن أنساه طوال العمر، حيث تعرفنا على العديد من المخرجين من الكويت والسعودية ومن العديد من الدول المشاركة وهذا شيء جميل، حيث تبادل الآراء والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، واعتقد استفدت الكثير الكثير من هذه المشاركة وهذا الحضور في هذه الدورة. الإماراتيون استضافوا الوفود بشكل لائق وراق واستقبلوهم بحفاوة.

·         وما هي بداياتك؟

- العام ٤٩٩١ كانت البداية مع نادي كرزكان الثقافي مع مسرحية (لوثة الغرباء) التي أخرجها محمد أبو حسن وهذه التجربة الأولى لي في مجال التمثيل وحاز هذا العمل المركز الثالث، بعدها شاركت في مسرحية الفخ بنادي اتحاد الريف العام ٧٩٩١، ثم في مسرحية الضائع ضمن مهرجان وزارة التربية والتعليم حيث مثلت المملكة، وفي مهرجان الريف المسرحي في مسرحية محطة انتظار العام ٠٠٠٢، بعدها انقطعت عن العمل في المسرح قرابة ثلاث سنوات ومرجع ذلك لما أصاب مهرجان الريف من ركود، هذا الركود دفعني الى الرجوع الى الفن بشكل عام (ليس المسرح فقط)، فقررت الرجوع بطريقة في الممارسة بعض الشيء.. وجدت ذلك في إخراج الأفلام القصيرة.. الأفلام المصورة، بدأت بفيلم تجريبي أسميته (نبضات الموت) العام ٣٠٠٢ وفيلم هروب الرهينة العام ٤٠٠٢، كما شاركت في إخراج أعمال فيديو كليب لفرق إنشاد. العلاقة بالصورة أعشق التصوير.. أحب دائما أن أصور.. وإن لم تكن الصورة ذات مواصفات فنية مقنعة بالنسبة لي لا مكان لها في الكاميرا أبدا، دائما أركز على الزوايا الفنية.. لابد من لمسات تتوافر في الصورة والعناصر الفنية أيضا مثل الأبعاد وهذا ضروري لتحقيق الجانب الجمالي في الصورة ودائما ما أحاول ألا تكون الصورة مصطنعة وتقليدية.  ما أنجزته من أفلام أركز دائما على البعد الفني.. على الرؤية.. على خلق لوحة فنية من خلال الكادر. أحرص على زيارة المعارض الفنية لتكوين خبرة للحصول على المعارف البصرية لأواجه بها بعد ذلك العدسة ولتكوين صورة خاصة بي.  أصحاب الأثر الفني من السينمائيين والمخرجين ممن لهم الأثر الكبير والواضح عليّ هو المخرج الفنان البحريني بسام الذوادي، أنا معجب به شخصيا كمخرج ذو رؤية فنية خاصة وكإنسان بالدرجة الأولى وأقدر وأشعر دوما بتشجيعه المستمر والدائم بعكس الجهات الأخرى التي ربما لا توفر غير الإحباطات. لا وجود للفشل في حياتي:  أبدا، ولن يأت اليوم الذي سأعترف به، سأبقى صادقا مع نفسي.. عاشقا لفني، مثال ذلك مهرجان الصواري للأفلام حيث استبعدت أفلامي كمخرج شاب ولربما شجعت الأفلام الأخرى رغم ذلك لم أتأثر، وها أنا ذا أشارك بهذه الأفلام في هذا المهرجان الذي نحن فيه، شاركت في أيام الأفلام البحرينية وعرضت أعمالي وتقبلها الجمهور البحريني وصفق تقديرا وإعجابا بشغلي، الفوز لا يعني لي شيئا، الدخول في المسابقة في حد ذاته هو الفوز وهو الجائزة الكبرى.

·         بم تحلم؟

- أحلم أن استمر.. أن أخرج ..أن أحقق مستقبلا في الإعلام بصورة خاصة، في البحرين لا يوجد التشجيع حتى لو توافر المبدع والمنتج أيضا أعني منتج الإبداع.. البحرين زاخرة بالممثلين والمخرجين وحتى اللاعبين... الفنانين، هؤلاء بحاجة الى دعم من خلال المؤسسات العامة والخاصة، نحن بحاجة الي مؤسسات تهتم بهذه الكوادر الفنية المبدعة.

·         ماذا تتمنى؟

- الدعم المعنوي أولا، نحن بحاجة الي من يقف وراءنا، يدفعنا الى الأمام، المادة سنجد الدعم المادي، لكن إذا الأول غير موجود فكيف يمكن للثاني أن يتحقق.. بعكس ما هو عليه في الإمارات العربية المتحدة، لاحظ كيف احتفى الإعلام بنا هنا من صحافة وتلفزيون. ٦١ فيلما بحرينيا مشاركا في هذه المسابقة، لم اقرأ خبرا قبل ذلك في صحافتنا المحلية عن هذه المشاركة للأسف. أحب الأفلام الروائية، لأن عنصر الإبداع أكبر.. مجال الانطلاق في هذا النوع من الأفلام غير محدود.. حيث إنك تخلق قصتك وروايتك بخلاف الأفلام التسجيلية مثلا ذات العلاقة بنقل الحدث أو إجراء لقاءات ما وكذلك بالنسبة للأفلام الوثائقية التي بواسطتها ستوثق لموضوع ما.

·         ما الذي أثارك من عروض؟

- هناك تجارب جميلة بالفعل: الفيلم الإماراتي - رعب - إنه تجربة راقية ومتقنة جدا وفيلم نور من الظلام والذي هو عبارة عن مجموعة من اللوحات التشكيلية.. كل ثانية من هذا الفيلم هي لوحة فنية. * ما علاقتك باللوحة الفنية؟ - لا علاقة لي باللوحة مباشرة كممارسة أو متابعة يومية لكن بصورة عامة أحب الرسم ومشاهدة الأعمال الفنية ودائما ما أتعامل مع العدسة باعتبار أن كل زاوية تلتقط باعتبارها صورة (لوحة مرسومة) من خلال حصرها في الكادر المطلوب.  

الوقت البحرينية في 10 أبريل 2006

 

بعيدا عن سينما الاستعراض.. السينما الهندية تبدأ صفحة جديدة من تاريخها

انتاج افلام ناطقة بالانجليزية تناقش مشكلات الطبقة الوسطى الهندية بعيدا عن سينما الاستعراضات الغنائية.

مومباي - انه فيلم هندي بدون أغان ولا رقصات استعراضية مبهرة كما ان الحوار باللغة الانجليزية ولكنه أحدث انتاج في بوليوود عاصمة السينما الهندية والذي يتناول حياة أسرة زرادشتية تعاني من مشكلات تحدى القواعد المتعارف عليها في بوليوود وحقق نجاحا كبيرا لدى عرضه.

وتستمد اضخم صناعة للسينما في العالم من حيث كمية الانتاج ومبيعات التذاكر قوتها من توزيع الافلام في الهند التي تتحدث اللغة الهندية. ولكن في هذه الايام بدأت في الاتجاه الى تناول مشاكل الطبقة الوسطى الاخذة في التزايد في المدن.

واتجه صناع السينما الهندية بالفعل لتناول قضايا مثل الجنس والعلاقات العاطفية. بل ان بعضهم قرر التخلي تماما عن الاستعراضات الغنائية التي تتميز بها السينما الهندية.

ويتناول فيلم "بينج سايروس" (ان تكون سايروس) الذي يلعب بطولته النجم الهندي اللامع سيف علي خان الذي يخوض تجربة جريئة في التمثيل باللغة الانجليزية.

وقال تاران أدارش وهو محلل تجاري انه "حتى الان فان الافلام الناطقة بالانجليزية في بوليوود كانت أفلاما هامشية ولكن فيلم (أن تكون سايروس) سيغير هذا الامر".

وأضاف "سيكون الفيلم بداية لازدهار الافلام الناطقة بالانجليزية في بوليوود وسنرى المزيد والمزيد منها".

وفيلم (أن تكون سايروس) يتناول قصة محتال شاب (خان) ينزل في ضيافة أسرة زرادشتية مشتتة تعاني مشاكل طريفة وينجح في الوقيعة بين أفراد العائلة.

وعرض الفيلم الذي انتج بميزانية منخفضة قبل اسبوعين وحقق مبيعات بلغت نحو 700 ألف دولار وهو مبلغ ضئيل نسبيا بالنسبة لفيلم من انتاج بوليوود ولكنه مشجع مقارنة بايرادات الافلام الناطقة بالانجليزية في بوليوود.

وقال الناقد فينود ميراني انه "أول فيلم ناطق بالانجليزية في بوليوود يلعب بطولته نجم كبير (خان) مما يمنح صيغة من الموافقة على مثل هذه الافلام".

ويرجع مسؤولو صناعة السينما نجاح الفيلم الى سببين الاول زيادة عدد محبي الافلام الناطقة بالانجليزية وثانيا زيادة المجتمعات السينمائية.

ويجيد 350 مليون نسمة من سكان الهند التحدث بالانجليزية وهو يقارب تعداد سكان المملكة المتحدة والولايات المتحدة معا.

ويذهب العديد من الهنود للمجمعات السينمائية الانيقة التي تعد أحد ابرز الادلة على النمو الاقتصادي في الهند لمشاهدة الافلام الحديثة.

وقال أدارش ان "المجمعات السينمائية الصغيرة خلقت سوقا لنوع جديد من السينما ويهدف صناع السينما من الجيل الجديد أن يستهدفوا الطبقة المتعلمة التي تذهب لهذه المجمعات لمشاهدة الافلام".

وكان أول الافلام الهندية الناطقة باللغة الانجليزية هو "انجليش اوجست"(أغسطس الانجليزي) والذي تناول قصة موظف شاب في قرية صغيرة. وعرض في منتصف التسعينات.

وحقق الفيلم نجاحا كبيرا ولكن لم يتم انتاج فيلم اخر ناطق بالانجليزية حتى عام 2002 وهو فيلم" حيدر اباد بلوز" (أحزان حيدر اباد) الذي لم يحقق نجاحا مماثلا للفيلم السابق الناطق بالانجليزية.(رويترز)

ميدل إيست أنلاين في 11 أبريل 2006

 

سينماتك

 

مكان اسمه الوطن وليل ونهار

موجة جديدة فى السينما المصرية المعاصرة

صفاء الليثي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك