لست أنسى تلك اللحظة من المرارة واليأس التى مرت بى، عندما استولى على روحى وعقلى شعور بأن تلك هى نهاية الطريق، إذ كلما نظرت حولى فى وسائل الإعلام أو على صفحات الجرائد لم أجد إلا حالة من الفوضى الهائلة والعبث الكامل، كأننا ندور فى دوامة لكننا لا ندرى أن بعدها الطوفان والغرق..

أدرت مؤشر المذياع إلى جوارى فى ملل أبحث عن أى ضجيج يملأ هذا الفراغ الذى يحيط بى ويتسلل إلى داخلى، وتوقفت بالمؤشر عند موسيقى غامضة أثارت فضولى، فلا هى شرقية ولا غربية، أتلمس فيها أحيانا بعضا من سلطنة محمد عثمان وزكريا أحمد، وكلاسيكية الموسيقى التركية القديمة، ولمحات من شجن همهمات المتصوفين، وآهات وكلمات لا أعرفها لكنى أشعر بأنها صادرة من أعماق قلبى، محتشدة بذلك الشعور الذى يمزج بين السعادة والأسى، فإذا بى أدرك فجأة أن هناك المزيد من الجمال لكى أكتشفه فى هذا الوطن الذى يبدو كأنه يحتضر لكن به قوة هائلة ترفض أن تموت وتأبى إلا أن تحيا، وكان السبب وراء ذلك الشعور المتفائل هو الموسيقى التى وصلت إلى سمعى على غير موعد، وحين ترقبت لحظة معرفة كنهها جاء الخبر كمفاجأة أعرفها للمرة الأولى ولم أحسب لها حسابا: لقد كانت موسيقى ل فرقة ديفيد بقيادة جورج كيرلس.

كانت إذن موسيقى قبطية، مصدر الجدة فيها أنها عزفت على آلات التخت كما نعرفها فى موسيقانا الشرقية: العود والقانون والكمنجة والناى، وليس فقط على نغمات الصنج المعتادة فى ألحان وتراتيل الكنائس، كما كانت أصوات المغنين تصدر من نفس أوتار الحنجرة وأركان القفص الصدرى التى غنى بها سيد درويش موشح ياشادى الألحان، ولا أخفى على القارئ أننى اكتشفت ساعتها أن بعضا من ألحان سيد درويش الشهيرة مثل الحلوة دى قامت أو سالمة ياسلامة فيها بعض لمحات تأثير قبطى عميق، وقلت لنفسى: ياه!! أإلى هذا الحد المبهر استطاعت الثقافة المصرية بتلقائية شديدة ودون أدنى تعسف أن تكون بوتقة انصهرت فيها تيارات متعددة عبر التاريخ، لتشكل سبيكة متفردة يكاد يصعب عليك فيها أن تميز بين تراتيل الكنيسة وأناشيد المتصوفين؟!. ومن يتشكك فى هذا أرجو أن يحاول الاستماع إلى بعض التواشيح الدينية للشيخ على محمود صاحب الصوت الأوبرالى الفريد.

يقول المثل المصرى: إيش لم الشامى على المغربى، والإجابة هى مصر، التى جاءتها كليوباترا اليونانية فأصبحت مصرية، وحكمها الأكراد والمماليك وغيرهم فأصبحوا وأبناؤهم مصريين خالصين، مصر البلد الوحيد الذى يحتفل فيه القبطى والمسلم بذكرى أربعين الموتى، مصر التى أخذت من الفاطميين احتفالاتهم الدنيوية وتركت لهم كل تزمت دينى، مصر التى إذا مرت جنازة قبطى أو مسلم رفع الجميع سباباتهم للسماء، مصر وحدها التى يحتفل فيها كل أبنائها بعيد شم النسيم، ينبتون الحلبة والترمس فإذا بالحبة النيئة الجافة تدب فيها الحياة، فى اليوم التالى لعيد قيامة السيد المسيح من الأموات، وكأن العيد المصرى الخالص وهو كذلك بالفعل يعيد الطقس الدينى إلى أصله منذ أعياد أوزوريس فى الاحتفال والاحتفاء بعودة الطبيعة ذاتها من موات الشتاء إلى حياة الربيع، وهى العودة التى يتمسك بها المصريون مهما اسودت أمامهم دروب الحياة لأنها الأمل والدليل على أنه من الممكن لهذه الأمة دائما أن تبعث من جديد.

كيف يمكن لهذه الثقافة الفريدة والمقاومة للموت أن تواجه التعنت الذى نشهده اليوم من رجال الدين الإسلامى والمسيحى على السواء؟ ونحن نؤكد على أنهم رجال ولا يمكن أن يكونوا الدين، هؤلاء الذين اجتمعت آراؤهم على الوقوف فى وجه مشروع فيلم مصرى عن السيد المسيح، لأن بعضهم يقولون إن من المحرم تمثيل الأنبياء والرسل وحتى الصحابة، والبعض الآخر يقول إن من المستحيل أن تجد من يصور شخصية المسيح، والحقيقة أن تلك ليست الأسباب الحقيقية وراء المنع، فالسبب هو أن هؤلاء الرجال يريدون أن يحتكروا لأنفسهم تلك الشخصيات الدينية، فلا يسمحون لغيرهم أن يتناولوها بوجهة نظر جديدة خارج المؤسسة، وليس ببعيد عنا كيف أن كتاب عبد الرحمن الشرقاوى محمد رسول الحرية يكاد يواجه التجاهل رغم أهميته، وكيف منعت مسرحيتاه ثأر الله من السبعينات حتى اليوم لأنهما تتحدثان عن الحسين ثائرا والحسين شهيدا، وفيهما أوجه تشابه كثيرة مع رحلة السيد المسيح إلى الصليب، فكلاهما الحسين والمسيح ثائر ضد الظلم فى هذا العالم، وحمل قلبه على كفه لكى يوصل رسالته، وسار إلى قدره الذى يعنى عند الظالمين موت الثورى، وهم لا يدركون أن ذلك بعينه يعنى ولادة الثورة وحياتها الأبدية.

منذ عامين أقدم ميل جيبسون على إنتاج فيلمه الآلام عن الساعات الأخيرة من حياة المسيح وصلبه، وواجه الفيلم انتقادات حادة من اليمين واليسار على السواء، لأن الفيلم تجاهل رسالة التسامح والعدالة والثورة التى جاء بها المسيح ليركز الفيلم على بث روح الانتقام الذى سوف يستقر لا محالة فى نفوس المتفرجين، ومع ذلك فإن أحدا لم يقف فى طريق صنع الفيلم. وهانحن اليوم، فى زمن تعود فيه فتوى تحريم التماثيل دون أن يتحدث من يفتى عن التمثيل بالمواطنين وتعذيبهم معنويا وجسديا فى ظل ظلم اجتماعى جائر وفادح وفاضح، هانحن مازلنا نمنع عرض مسرحيتى ثأر الله، ونقف فى وجه صنع فيلم مصرى عن المسيح، برغم أن الحسين والمسيح لنا جميعا ولا يملك أحد أن يفرض نفسه مالكا وحيدا وحصريا لهما أو لغيرهما. إن هؤلاء الذين يمثلون الدين الرسمى يستدعون إلى ذاكرتى دائما قصة أعيد تكرارها هنا، رواها مؤرخ الفن التشكيلى الأكبر جومبريتش، وأطلق عليها اسم الفضيحة، عن تكليف الكنيسة الكاثوليكية الفنان كارافاجو 1573-1610 بصنع لوحة عن القديس متى وهو يكتب نسخته من الإنجيل، فقام الفنان بتصويره فى هيئة رجل عجوز فقير يكتب السطور بيده المعروقة وكأنه يناضل من أجل البحث عن الكلمات، لكن رجال الكنيسة رفضوا اللوحة لزعمهم أنها تقلل من قداسة متى، وأجبروا الفنان على صنع لوحة أخرى يلتزم فيها بالتقاليد التى يجب أن يظهر فيها القديسون فى أبهى صورة، بينما يتلقون الوحى من الملائكة ويكتبون دون أى أثر من عناء.

لقد أراد كارافاجو أن يتوجه بعمله للبسطاء، بينما أراد رجال الدين الاحتفاظ بالأنبياء والقديسين محاصرين ومحصورين داخل جدران المعابد، ربما لأنهم لا يريدون أن تكون أعمال الرسل نموذجا يمنح البسطاء القدرة على المقاومة والرفض والتمرد والثورة، على نحو ما صنع بازولينى فى فيلمه الإنجيل طبقا لرواية متى 1966 الذى كان يحكى عن مسيح للفقراء يلقى عليهم تعاليمه التى تسعى لإرساء مبادئ المساواة والعدالة على الأرض. ولقد تحدث بيرنارد شو طويلا فى مقدمة مسرحيته أندروكليز والأسد عن رسالة المسيح الثورية التى تحولت بعده إلى مجموعة من التعاليم التى يمكن بها للسلطة الدينية كما حدث بالفعل فى أوروبا أن تستخدمها لتكريس الوضع السائد للسلطة السياسية والاقتصادية. كما تحفل روايات كازانتزاكيس برجال دين ثوريين يقفون فى وجه رجال دين رجعيين، وهو الأمر الذى يحدث فى كل زمان ومكان فى سياق التاريخ البشرى، والمهم هو الاختيار بين هذا المعسكر أو ذاك، مثلما اختار رجال الدين فى إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية الوقوف مع الشيوعيين صفا واحدا لمقاومة الاحتلال النازى، كما أصبح لاهوت التحرير هو إنجيل الثوريين فى أمريكا اللاتينية.

إن المسيح أو الحسين أو أى رمز دينى آخر لم يبقوا فى وجداننا بكل هذا العمق لأن رجال الدين فرضوهم علينا، ولكن لأنهم يضربون لنا المثل فى القدرة على مقاومة الموت بكل أشكاله. وأرجو أن تتأمل كلمات كازانتزاكيس: لكى يصعد المسيح إلى الصليب، ونحو ذروة التضحية والفداء.. عبر المسيح كل المراحل التى يعبرها الإنسان فى نضاله، وهذا هو السبب فى أن آلامه تبدو مألوفة لنا، ولهذا فإننا نتقاسمها معه، ويبدو انتصاره النهائى وكأنه بشير لانتصارنا فى المستقبل.

وكم نتوق بعد كل هذه الآلام التى نعانيها للانتصار، والقيام من هذا الموت الذى فرضوه علينا، لكننا لن نموت مادام هناك فن حقيقى يبعث الحياة فى كل رموزنا للمقاومة، ويؤكد أن بداخل أعماقنا ذلك الرحيق من العذوبة والأسى الذى منحته لى موسيقى فرقة ديفيد القبطية المصرية العربية الشرقية...نعم، نحن أحياء، لأننا أقباطا ومصريين نؤمن بأن الله حى.

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

 

الطوائف المسيحية فى مصر تؤيد عمل فيلم عن المسيح!

جوزيف فكري 

هل من الممكن عمل فيلم مصرى عن حياة السيد المسيح. هل من حق الأقباط فى مصر أن يشاهدوا فيلمًا يظهر فيه السيد المسيح طالما ذلك لا يتعارض مع عقيدتهم.. هل من الضرورى أن يقتصر تجسيد الشخصيات فى الفيلم على الأقباط فقط أم ينبغى أن يكون الممثل جيدًا بعيدًا عن ديانته ونزع أى صفة طائفية من الفيلم.. هل من الضرورى وصاية المؤسسات الدينية عمومًا على الفن؟

كل هذه تساؤلات يجيب عنها التحقيق التالى..

يقول الأب مرقس عزيز خليل راعى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة: إذا كان هناك ضرورة من عمل فيلم عن السيد المسيح فلابد أن يخضع للعقيدة المسيحية المدونة فى الكتاب المقدس ويعلن عن ذلك تفاديًا لتصادم قد يحدث خاصة أن السينما الغربية قدمت بعض الأفلام عن السيد المسيح من خلال أفكار منتجيها وبالتالى لا تعبر عن حقيقة السيد المسيح، ونحن فى الشرق لنا عقائدنا الخاصة وغيرتنا وحميتنا الدينية التى لا تحتمل المساس بالعقائد.. ونخشى أن يقوم احد بابداء رأيه الشخصى أو عقيدته الخاصة وينتج عن هذا تصادم، ونحن كأقباط من حقنا أن نعمل فيلمًا يصور عقيدتنا ويعلن فى مقدمته أن الفيلم من خلال العقيدة المسيحية، فبالتالى من حق الناس قبول أو رفض مشاهدته، واعتقد اننا نحيا فى وطننا ليس من حق أحد فيه أن يحرمنا من ممارسة ما يتفق مع عقائدنا، وليس لأى جهة ان تصادر حق الكنيسة فى انتاج أفلام.

إن العمل فنى بالدرجة الأولى والأفضل أن تقوم به شخصيات قبطية حتى تشعر بقدسية العمل، لأنه مثلا فى حالة عمل فيلم عن القانون يسأل رجال القانون وفى حالة عمل فيلم عن الطب يسأل الأطباء وقد تفضل المؤلف أسامة انور عكاشة وأعلن ان الطب والقانون شيء والدين شيء آخر ولكننا نقول إن الدين له قدسية أعظم من اى شيء آخر ولا مانع من الرجوع إلى الكنيسة وليس معنى هذا أن تكون الكنيسة لها الوصاية على الفن فهى لا تسعى إلى ذلك على الاطلاق، وإذا تأكدت أن الفيلم جيد ستقدم كل امكانياتها لمساندته.

ويرى القمص مكسيموس شحاتة كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا الخيمة: أنه لا مانع من عمل فيلم عن السيد المسيح ومن الأفضل أن يعرض على الكنيسة الأرثوذكسية وان يأخذ كل شيء من وحى الانجيل والممثل الجيد هو الذى يقدم الدور بعيدًا عن ديانته، وأنا لا اؤيد الأزهر فى رفضه عدم ظهور الأنبياء على الشاشة بالنسبة لنا فعندنا مثلاً اشعياء النبى أو ارميا النبى أو صموئيل النبى أو داود النبى أو سليمان الحكيم، فهؤلاء الأنبياء كانت لهم جدارتهم فى العهد القديم ولا يوجد مانع من عمل أفلام لهم.

واؤيد الرأى بأن من حق الأقباط فى مصر أن يشاهدوا فيلما يجسد فيه السيد المسيح طالما أن ذلك لا يتعارض مع عقيدتهم، وأننا ككنيسة ارثوذكسية تخضع لرأى رئيس الكنيسة فى شخص قداسة البابا شنودة الثالث الذى نحترمه ونقدره وإذا كانت هناك توصية منه نأخذ بها ولا نناقشها وإننى اؤيد الرأى بأن الرقابة ذاتها بحكم القانون لا يحق لها إرسال السيناريو إلى الأزهر أو الكنيسة إلا بصفة استشارية بحيث لا تمس العقيدة.

ويقول د. القس منيس عبد النور راعى كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية: نحن مع ظهور صور السيد المسيح على الشاشة، ولسنا ضد وجود تماثيل فى الكنيسة ما دامت لا تعبد ولا يوجد مانع من فيلم متوافق مع النص الدينى وليس شرطًا أن يكون البطل من نفس الديانة بل المهم أن يكون ما يقوله مطابقًا للوحى وما يفعله لا يتنافى مع ما اورده الوحى عن هذا النبى وبالنسبة للكنيسة ممكن أن تقول رأيها ويترك للشخص رفض أو قبول ما يسمعه منها، فالكنيسة تقول رأيها للتعليم والتبصير وليس للإجبار بالنسبة لأى شخص، والسيد المسيح يقول إن اراد احد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه.. وأنا مع عمل فيلم مصرى عن السيد المسيح والرجوع إلى المختص الذى يساعد السيناريست باعطائه الحقائق.

أما د. القس اكرام لمعى راعى الكنيسة الانجيلية بشبرا النزهة فيقول: إننى ارفض وصاية المؤسسات الدينية على الفن وارفض ايضًا وصاية الدولة والرقابة لأن الفن وجهة نظر وأؤيد القول بأن من حق الأقباط فى مصر أن يشاهدوا فيلمًا يجسد فيه السيد المسيح وإذا تعارض مع عقيدتهم نقول هذا بعد مشاهدته، وأرى أن الاقدام على فيلم عن المسيح ليس فيه مغامرة.

ويقول الأب هنرى بولاد مدير مدرسة العائلة المقدسة إننى اؤيد عمل فيلم عن السيد المسيح من وحى الانجيل وليس لى شأن بمذهبه سواء ارثوذكسى أو كاثوليكى أو بروتستانتى، وليس هناك مشكلة فى أن يجسد الشخصيات ممثلون غير مسيحيين، وشغل الكنيسة هو الناحية العقائدية فقط ولا وصاية للمؤسسات الدينية على الفن، بل يكون رأيها استشاريا لكن فى نفس الوقت يجب أن تخضع للقوانين داخل مصر.. ومن حق الأقباط فى مصر أن يشاهدوا فيلمًا عن السيد المسيح طالما لا يتعارض مع عقيدتهم.

بينما يرى الأب جاك ماسون راع بكنيسة العائلة المقدسة: انه لابد من التدقيق عند عمل فيلم عن السيد المسيح من ناحية رؤيته وفقا لإنجيل متى أو مرقس أو لوقا أو يوحنا لأن كل انجيل له رؤية، واعتقد ان الفيلم ممكن أن يتناول قصة السيد المسيح فقط وليس الطابع التاريخى للاختلاف بالنسبة للأناجيل الأربعة مضيفًا انه توجد فى مصر الامكانيات لعمل مثل هذا الفيلم الذى لابد عند الاقدام على عمله أن يتم تناوله بايمان وباحترام لشخصية السيد المسيح.

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

 

سمحوا بجميع الأفلام الأجنبية عن المسيح ويرفضون الفيلم المصري

عقدة الخواجة.. حتى فى الدين والأنبياء!

منى الغازي 

عبر اكثر من 400 عمل فنى سينمائى وتليفزيونى فى أنحاء العالم تم تقديم شخصية النبى عيسى عليه السلام ليصبح الشخصية الأكثر تناولا فى تاريخ السينما فى العالم، وفى سابقة جديدة فى عمر السينما المصرية تطرح فكرة تقديمه فى فيلم مصرى ينتجه الفنان الكبير سمير صبرى ومعه الماكيير الشهير محمد عشوب بتمويل ضخم من شركاء آخرين معهما، قد يصل إلى 50 مليون جنيه مصرى، وباتفاق توزيع مع الشركة العربية بقيادة المنتجة والفنانة الجريئة إسعاد يونس.

بسرعة أصبحت الفكرة موضع التنفيذ وبدأ السيناريست فايز غالى فى كتابته، ومرشح لإخراج الفيلم سمير سيف الذى سبق له تقديم العديد من الأفلام المسيحية التاريخية من إنتاج الكنيسة، ورغم عدم اكتمال السيناريو والموافقة عليه بشكل نهائى، إلا أنه بدأ يشهد عاصفة من الهجوم، وعدم الموافقة والمنع، وموجات لا حد لها من التحريم والتجريم، ومن ناحية أخرى رفض على استحياء بسبب السؤال عمن يمكنه أن يقوم بأداء الشخصية الرئيسية للنبى عيسى عليه السلام، والسيدة العذراء، ويوسف النجار، وكلام من نوعية أنه لا يوجد فى مصر من هو قادر على تجسيد مثل هذه الشخصيات، وكأنه رفض مغلف بدعوة لصناع الفيلم للذهاب وتقديمه فى إحدى الدول الأوروبية، وإن كنت أعتقد أنه سيكون الملاذ الأخير لصناع الفيلم إذا ضاقت بهم السبل وأغلقت فى وجوههم كل الأبواب، وساعتها سيدخل الفيلم مصر من أوسع الأبواب، ويعرض فيها على اعتبار أنه فيلم صنع فى الخارج، وطبعا نحن نعشق كل ما هو مستورد تطبيقا لعقدة الخواجة التى يمارسها البعض، حتى فى الدين والأنبياء!!

يعتمد السيناريست فايز غالى فى كتابته للنص كما قال على الكتاب المقدس بأناجيله الأربعة يوحنا، متى، لوقا، مرقص بالإضافة إلى كتاب السنكسار وهو كتاب توثيقى جمعته الكنيسة الأرثوذكسية من برديات وصحف قديمة تم توثيقها.

فى محاولة لاستغلال مساحة الحرية المتاحة حاليا فى مصر فى الرد على فيلم آلام المسيح الذى حمل فكرا كاثوليكيا خالصا واغضب الأرثوذكس كما اغضب اليهود ولا جدال أن اليهود فى الحالتين مهاجمون فلن يتم تعديل اضطهاد المسيح من قبل اليهود لأنه حقيقة تاريخية ثابتة، مما سيضع الفيلم بالتأكيد فى منطقة المعاداة للسامية، وبعيدا عن تلك الخلافات الواضحة نأتى للخفى منها فتقديم شخصية المسيح بشكل تسجيلى ليس له معنى وإلا فالأفضل أن نضع دوبلاج حول أحد الأفلام الكنسية التى تتناول حياته ولكن من المؤكد أن هناك وجهة نظر سيتم طرحها عبر العمل الفنى المصرى الجديد فما هى وأى زوبعة ستثيرها. وكم من الأفلام السابقة حملت تلك الأزمات منها فيلم الإغواء الأخير للسيد المسيح من إخراج مارتن سكورسيزى، والذى اعتبرته الكنيسة الكاثوليكية إساءة للسيد المسيح بينما اعتبره صناعه رؤية خاصة لحياة المسيح كذلك فيلم ملك الملوك إخراج نيكولاس راى، الذى قدم المسيح أشقر وازرق العينين مما أثار الشرقيين وكذلك فيلم المسيح نجم النجوم الذى اظهر المسيح يغنى على موسيقى الروك ويرتدى الجينز ورغم التزامه بالإنجيل وعدم خروجه عنه نصيا إلا انه حورب من اليهود والكنيسة والأناجيل الذى قدمه باولو بازولينى، عن إنجيل متى واعترضت عليه الكنيسة الكاثوليكية المصرية ومنعت عرضه فى مصر وفيلم يسوع الناصرى ل فرانكو زفريلى، الذى منع من العرض فى مصر بعد ثلاثة أيام من عرضة خوفا من ردود فعل الجامعات الدينية المصرية، ومؤخرا ما أثير حول رواية -وليس فيلم - شفرة دافنشى والتى تقدم حاليا فى فيلم، من المتوقع منع عرضه فى مصر، فى ظل حالة الترقب الواضحة من الجانبين وما تتداوله بعض الصحف الممولة من هجوم بين الجانبين الإسلامى والمسيحى، ما دفع مجمع البحوث الإسلامية والأزهر للتدخل لمنع تصوير الفيلم، وهو موقف غير مفهوم وغير واضح من الجانبين، المسيحى قبل المسلم، خاصة وقد سبق أن عرضت عشرات الأعمال التى تناولت شخصية المسيح فى مصر، سواء داخل الكنيسة أو خارجها.

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

 

كلام أبيض.. وآخر أسود

أشرف بيدس

لم ينقشع الضباب بعد حول مصير فيلم "المسيح" والذي يزمع إنتاجه محمد عشوب وسمير صبري وإسعاد يونس، خصوصا بعد تسرب أخبار المعالجة السينمائية التي قام بها السيناريست فايز غالي من الرقابة، وتصريحات البابا شنودة بعدم قبوله لإنتاج عمل يرصد حياة "المسيح"0

- محطة "إم بي سي" فتحت باب التصويت لاختيار متسابق من ضمن ثمانية مشتركين اختارتهم القناة من بين 5000 شاب لتقديم دور عبد الحليم حافظ في مسلسل تليفزيوني في برنامجها الجديد "من يكون العندليب"، فهل هذا تقليد جديد ستتبعه المحطات الفضائية، في اختيار أبطال الأعمال الفنية عن طريق رسائل MSM والاتصالات التليفونية؟ وإذا كان هناك لجنة تحكيم فما الداعي لإقحام الجماهير في هذا الاختيار؟ ولو بفرض اختارت الجماهير أحد المشاركين الذي لا يناسب الدور، فهل تقبل المحطة إسناد الدور له؟ أم الحكاية من أولها لآخرها الاستفادة من حصيلة هذه الإيرادات التي سوف تجنيها؟ إن الأمر به شبهة استغلال لاسم فنان كبير صنع تاريخه بآلامه، فهل يستحق منا كل هذا العبث؟

- داليا البحيري أثناء تقديمها لمسابقة "من يكون العندليب" كانت مرتبكة، وكثيرة الأخطاء، ولم تحضر جيدا، ربما لأنها اهتمت بتسريحة شعرها وفستانها أكثر، فكانت طلتها ينقصها الكثير من الحنكة واللباقة، رغم أنها كانت تمسك بيديها ورقة للقراءة منها، إضافة إلي أنها في الأصل مذيعة0

- الأزمة المشتعلة بين إبراهيم عبد المجيد مؤلف رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية" وكاتبة السيناريو يسر السيوي، والاتهامات المتبادلة بينهما علي صفحات الجرائد تبين مدي التخبط الذي وصلنا إليه، لكنه أيضا يكشف أن هناك أيادي غير بيضاء ساعدت علي اشتعال الأزمة حتي وصلت الأمور للقضاء0

- رغم أن معظم برامج المسابقات التي تقدم علي القنوات الفضائية اللبنانية منقولة من المحطات الأوربية بالمسطرة، إلا أن هذا لا ينفي أن اللبنانيين أصبحوا أكثر قدرة وبراعة وشطارة في تنفيذها0

- عقود سينمائية تتوالي علي اللاعبين للعمل بالسينما، يمكن تكون فتحة خير علي السينما، ونشاهد أعمالا جيدة، علي أن تكون هناك عقود احتراف للممثلين لكي يجربوا حظهم في المستطيل الأخضر، يمكن نتفرج علي كورة حلوة0

- الفشل يسبب القلق والإزعاج00 أيضا الحفاظ علي النجاح يتطلب مزيدا من القلق والإزعاج وتنطبق هذه الحالة علي نجم الكوميديا محمد سعد، فبعد نجاحاته المتتالية في اللمبي وعوكل وبوحة، واحتكاره جدول الإيرادات أربع سنوات دون منازع وبفارق كبير عن بقية الأفلام الأخري، وانتظار الجماهير أفلامه، كل هذه الأشياء تصعب الأمور عليه في الموسم الخامس والذي بالتأكيد يسعي فيه لتأكيد زعامته للمرة الخامسة، لذلك يقبل علي فيلمه الجديد (تتح) بمزيد من القلق، وربما هذا يفسر الأخبار المنشورة حول الفيلم، وإقدامه علي اختيار ممثلين جدد لم يسبق لهم العمل في السينما حتي يتمكن من فرض سيطرته ورؤيته علي العمل، وأيضا تدخلاته المستمرة في السيناريو، والذي تسربت أخبار بأنه سوف يكتبه بنفسه حتي يضمن له النجاح، لأن ما قدم له من سيناريوهات كان عبارة عن أحداث وحوارات سبق أن قدمها في أفلامه الأخري، سننتظر لنري تجربة سعد الجديدة، وهل هو علي حق فيما ذهب إليه ، أو أن غروره جعله يتصور أنه قادر علي صناعة نجاح فيلم00 سنري0

- كان أجر مريم فخر الدين في فيلم "رد قلبي" 1100 جنيه مصري، استنفدتها في شراء ملابس للأميرة "إنجي"، بينما بعض الممثلات في هذه الأيام يتقاضين عن المسلسل الواحد ثلاثة ملايين جنيه، ولا يشترين بمليم واحد أي شيء يخص الدور، والكثيرات منهن يفرضن شروطا علي مديري الإنتاج بإحضار متخصصين للشعر والمكياج والملابس ووضع اسمائهم علي التترات من باب الدعاية لهم0 وعند عرض تلك الأعمال لا نري مكياجا أو ملابس0

- الطرب "سمع" ولا "شوف"، فيه ناس تقول "سمع" وناس بتقول "شوف" وهناك رأي بيقول سمع وشوف، لكن أغنية أليسا الجديدة "بستناك" تؤكد أن الطرب "سمع" لأن "الشوف" أفقد الأغنية جمالها وسحرها!

- منذ أكثر من عام نوهت قناة روتانا سينما عن عرض فيلم "الباشا تلميذ" علي شاشاتها مصاحبا بأنه أول عرض علي المحطات الفضائية، وبالفعل تم عرض الفيلم أكثر من عشر مرات، ومع ذلك مازالت القناة تنوه عن الفيلم بأنه عرض أول0

-رصد الكاتب طارق الشناوي في مقال له منشور بجريدة "صوت الأمة" تحت عنوان "شروط لعب الكبار مع الصغار" عن أزمة جيل النجوم الكبار (عادل إمام، نور الشريف، يسرا، ليلي علوي، إلهام شاهين وعبلة) من سينما الصغار (السقا ومني زكي وحنان ترك وهنيدي وسعد)، ووضح بالأرقام والمستندات التغيرات التي حدثت في السنوات الأخيرة وما لحقها من تصدعات زحزحت نجوميتهم، وكشف عن أن السوق السينمائي الآن يستوعب الكبار وفق شروطه0 تميز الشناوي في هذا المقال بموضوعية بلغت حد الشراسة، لكن أحكامه كانت إلي حد كبير منطقية0

الأهالي المصرية في 12 أبريل 2006

فايز غالي: "آلام المسيح" شرقي لا غربي

محمد النقيب**  

أخذ فيلم "آلام المسيح" المصري ضجة كبيرة على المستوى الإعلامي منذ اللحظات الأولى للإعلان عن وجود خطوات لإنتاجه، وحتى قبل أن يكتمل سيناريو الفيلم، فبدأ حديث عن وجود جهات متعددة من المحتمل أن تتدخل بدءا من مرحلة إعداد السيناريو، منها الأزهر والكنيسة، مرورا باحتمالات وجود موقف من الفيلم إذا تم إنتاجه وعرضه في دور العرض السينمائي.

وفي هذا الحوار يرى "فايز غالي" -الذي سيقوم بكتابة سيناريو الفيلم- أن غالبية الأفلام الغربية عن المسيح -عليه السلام- تناولت ملامحه وكأنه غربي رغم أن أصول المسيح -عليه السلام- شرقية، ومن ثم سيسعى الفيلم إلى تقديمه بروح شرقية، وأشار "غالي" إلى أن الفيلم سيعتمد على الجانبين التاريخي والديني معا في رحلة حياته كلها، ولكن سيعكس وجهة نظر الأقباط الأرثوذكس تجاه حياة السيد المسيح -عليه السلام-.

وأكد "غالي" أنه لا يحتاج إلى رأي الكنيسة في القصة أو الفيلم -ومع ذلك سوف يلجأ إليها- وأن الفيلم سينتج مهما كانت الظروف والاعتراضات.

وإليك نص الحوار:-

الفيلم.. شرقي

·         كيف جاءتك فكرة الفيلم؟

- خلال انعقاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تقابلت مع الصديق والمنتج "محمد عشوب" وتحدث معي بخصوص إنتاج فيلم عن السيد المسيح فهو حلم يراوده منذ زمن بعيد لأن "السيد المسيح" شرقي مثلنا.. المسلمون يؤمنون بكل الأنبياء، والسيدة مريم لها مكانة خاصة عند المسلمين ولها سورة باسمها في القرآن الكريم.

·         إلى أي مرحلة وصلت في كتابة سيناريو الفيلم؟

- الفيلم مازال في طور الإعداد، وحتى الآن هناك معالجة مقدمة للرقابة وفي انتظار الموافقة عليها والتي تأخرت بسبب مرض على أبو شادي رئيس الرقابة، والذي دخل المستشفى لعمل عملية قلب مفتوح.

·         على أي أساس سيكون سيناريو الفيلم.. هل على الكتاب الديني المقدس؟ أم سيكون هناك تدخل لخيالك كمؤلف؟

- الفيلم عمل تاريخي كبير عن شخصية نبي. وهذه الأعمال الضخمة لا بد من التحضير الجيد لها وجمع الوثائق والمراجع والمستندات وكل ما يكمل صورة المجتمع الذي نشأ فيه؛ حيث نشأ في بيئة شرقية، وهو رجل آرامي والآراميون أقرب إلينا كعرب منهم إلى اليهود؛ وبالتالي فالشخصية التي نشأت في بيئة شرقية لا بد أن تعبر عن روحنا الشرقية.. والكنيسة الشرقية كبيرة جدا تمتد من روسيا ودول شرق أوروبا إلى أن تصل إلى الحبشة جنوب إفريقيا وهذا الشرق الأرثوذكسي له رؤية وقداسة كبيرة للمسيح حتى إن ملامحه شرقية، وبالتالي سيكون الاعتماد على الجانب التاريخي والديني في آن واحد.

·         هل ما ستقدمه عن المسيح يعد رد فعل لما قدمه الغرب عن المسيح؟

- معظم الأفلام الغربية التي قدمت المسيح أظهرت ملامحه أقرب للأوروبيين وهو الأقرب للأشقر، ولكن هناك اثنين فقط استطاعا أن يقتربا منه في ملامحه الشرقية وهما بيربا ولومازليني والذي قدم فيلما استطاع أن يحاكي حتى العصر الذي عاش فيه بملابسه وابتعد عن مظاهر الفخفخة الزائدة وهذا النسيج ظهر أيضا عند ميل جيبسون في فيلم آلام المسيح.. أما أنا فسأقدمه شخصية نبي نشأ في بيئة شرقية وهو أقرب إلينا كعرب.

ديني أم فني؟

·         هل الشق الفني سيجعلك تغير بعض الشيء في المضمون؟ وأي المراحل ستتناول فيها الشخصية؟

- عندما أعددت المعالجة أعددتها من المنبع إلى المصب أي منذ ميلاده وحتى صعوده للسماوات، وحرصت أن أقدم معالجة مبسطة كما أن هناك أشياء مهمة تخصنا كشرق وهي رحلة العائلة المقدسة وهي مهمة جدا لأن السنوات الأربع الأولي من حياته قضاها في مصر بعد أن تم تهديده بالموت وعاش فيها أربع سنوات ولها خصوصية حقيقية فهي التي حمته من القتل.

·         ماذا سيكون رد فعلك إذا لم يقبل أحد على فيلمك لأنهم شاهدوا نسخة غربية أقوى لميل جيبسون؟

- أقدم العمل من وجهة نظري ومن يريد أن يراه فأهلا وسهلا ومن يختلف معي فلا يشاهده، وهذه قاعدة أساسية في الفن إذا لم يعجبك العمل فلا تشاهده ومن يختلف معي ويريد أن يقدم عملا برؤية مختلفة فليقدمه سواء إذا انعكس ذلك إلى المذاهب المسيحية الأخرى أو أي ديانات أخرى.

·         هل ما تقدمه عمل فني أم ديني؟

- الاثنان معا، فالفيلم يعكس رؤية الأقباط الأرثوذكس تجاه حياة السيد المسيح، وليضيف إلى الأفلام العالمية التي أنتجها الغرب عن المسيح "20 فيلما إلى الآن" فيلما جديدا يحمل الرقم 21 ناطقا بالعربية، وبروح قبطية أرثوذكسية. ولقد رجعت إلى الأناجيل الأربعة والتوراة والقرآن الكريم وعشرات المراجع الدينية في كتابة الفيلم. "فالسيد المسيح" جاء بأعظم دعوة للتسامح والمحبة الخالصة وأنا أراهن على ذلك في الظرف التاريخي الحالي الذي أصبح كله صراعات وسفك دماء.

·         ما تقييمك لفيلم آلام المسيح الأمريكي وهل حقق نجاحا عند عرضه في مصر؟

- فيلم آلام المسيح لاقى إقبالا كبيرا وتسابق الجميع في مصر على مشاهدته. وهذا الشيء الرائع الذي تتمتع به مصر هو الحب والتسامح وهي علاقة تاريخية. والشيء المدهش عندما عرض فيلم آلام المسيح أن تسابق المسلمون على رؤيته أكثر من المسيحيين والمسلمات كن يبكين كما تبكي المسيحيات لأن العذاب والألم واحد والشعور بالهوان واحد تجاه تعذيب المسيح.

·         هل حرمان الممثل الذي سيؤدي دور المسيح من أداء أدوار أخرى بعد هذا الفيلم مصادرة للحرية؟

- بالنسبة للممثل المرشح للدور.. هذا الأمر سابق لأوانه وعندما ينتهي السيناريو ويكون في وضع أفضل يمكن ترشيح الممثل بالاتفاق مع المخرج وهذا حقه الأول وبالفعل تم عقد جلسات عمل مع المخرج سمير سيف.. تحدثنا في شكل وتفاصيل الموضوع.

البحث عن شرعية..

·         هل وجود منتج مسلم للفيلم يعطي شرعية للفيلم؟

- إنه يعبر عن روح الحب والتسامح الموجودة في مصر وهما يستحقان الشكر على فكرة هذا الفيلم وهذا أكبر دليل على الحب والتسامح لأنهما (المنتج والمخرج) مسلمان وتحمسا للعمل. ولقد دهشت جدا عندما عرض علي "محمد عشوب" الفكرة وأخذت وقتا للتفكير، بعدها وافقت لأني مسيحي ومن حقي أن أكتب عن ديني الذي أومن به.

·         ماذا ستفعل إذا اعترضت الرقابة على قصة الفيلم؟

- لا أحتاج إلى رأي الكنيسة في القصة أو الفيلم ومع ذلك سنلجأ إليها.. ومن حقي كمسيحي أن أكتب قصة عن المسيح لأن ذلك غير محرم لدينا. وأود أن أضيف أن البابا اعترض على الفيلم بالفعل. وأتساءل منذ متى وهو يتدخل كرجل دين في الأعمال الفنية؟ ولقد كتبت في عمود لي بإحدى الجرائد المستقلة عبرت فيه عن رأيي بصراحة تجاه موقف البابا من الفيلم.

·         لماذا اخترت هذا التوقيت بالذات لتقديم الفيلم؟

- أنا لم أختر التوقيت فالسينما الموجودة حاليا لا تقدم أفلاما جادة لذا يأتي هذا الفيلم ليعيد للسينما احترامها ويجعلها تتناول قضايا هامة كما أن أهمية الفيلم تأتي في الوقت الذي يثير فيه اليمين المتطرف الأمريكي نعرة التشدد والعنف في العالم كله. فالفيلم دعوة للتسامح والانفتاح على الآخر، دعوة للحب في زمن التشدد والعنف ونفي الآخر والكراهية.

·         متى ستنتهي من كتابة السيناريو؟

- هذا يتطلب وقتا طويلا قد يمتد لعام أو عام ونصف لكي يكون مكتملا بشكل نهائي.

·         ما موقفك وكل الجهات تقف ضد الفيلم؟

- بلا شك كنت أتمنى أن يكون هناك دعم من هذه الجهات بدلا من وضع العقبات أمامي خاصة الجهات الدينية والرقابية لكن إذا كان الأمر هكذا فلا بد من إعلان أن الفيلم سينتج مهما كانت الظروف ومن حقي الاعتراض على أي آراء رقابية.

·         هل أنت مؤمن بما ستقدمه؟

- بالطبع لا بد لأي إنسان أن يكون مؤمنا بما يقدمه وليس إقبالي على تقديم هذا الفيلم من أجل العمل وأكل العيش فقط لكن من أجل تقديم رسالة ذات مضمون جيد وكل أملي أن يخرج هذا الفيلم للنور والحكم يكون في النهاية وليس قبل أن تكون البداية.

** صحفي مصري

إسلام أنلاين في 30 مارس 2006

 

مصمم على تقديم الفيلم وخروجه للنور

فايز غالى: أنا حريص على السيد المسيح مثل البابا نفسه

دعاء فتحي 

لأنه لأول مرة يحدث فى مصر فقد أثار ضجة كبيرة انه فيلم السيد المسيح انتاج الفنان سمير صبرى ومحمد عشوب وسيناريو فايز غالى واخراج سمير سيف، ولأن العربى تسعى دائما لمعرفة الحقيقية وكشف الألغاز وأسباب اللغط والضجة وراء الأحداث سألنا كاتب السيناريو الكاتب والسيناريست فايز غالى..

·         هل عندما كتبت المعالجة لقصة الفيلم استعنت بمشاهد من الأفلام السابقة عن السيد المسيح؟

- لقد استقيت المعالجة من نفس المنابع وهى العهد الجديد والأناجيل الأربعة ولقد كتبت على نفسى فى بداية المعالجة أننى ملتزم بالعهد الجديد كاملا وما اعتمد فى الكنائس المصرية، حيث تبدأ القصة من ميلاده وحتى صعوده للسماء.

·         هل كان ضمن أحلامك تقديم فيلم كهذا فى مصر؟

- بالطبع كان أكبر أحلامى أن يتم عمل فيلم مصرى عربى شرقى عن السيد المسيح لأنه الأقرب إلينا وكان ميلاده ونشأته على أرض عربية فهو فيه ملامحنا ولغتنا وكان يتحدث اللغة الآرامية والى الآن توجد قرى فى سوريا تتحدث بنفس هذه اللغة.

·         هل عندما عرض عليك كتابة سيناريو الفيلم وافقت على الفور أم أنك أخذت وقتا للتفكير؟

- عندما عرض على عشوب وسمير صبرى هذه الفكرة اندهشت فى البداية ثم أخذت فرصة للتفكير لأنه مسئولية كبير، ففى هذا الفيلم لن نخاطب مصر وحدها بل العالم بأكمله.

·         هل ترى أن فيلمكم القادم يستطيع أن يقف على قدم المساواة مع الأفلام السابقة؟

- لقد حذرت قبل البدء فى الفيلم أنه اذا لم يتوافر له الانتاج والامكانيات اللازمة لإخراجه على مستوى المنافسة مع الأفلام السابقة التى تناولت حياة السيد المسيح، فلا داعى لتقديمه، ولقد أعلنت اسعاد يونس الشركة العربية أنها ستدخل شريكة فى الانتاج ورصدت مبلغ 50 مليون جنيه حتى الان بالمشاركة مع الفنان سمير صبرى والماكيير محمد عشوب.

·         عند كتابة سيناريو لفيلم كهذا هل تجد صعوبة واختلافا عن أى فيلم آخر؟

- نعم فهذا عمل ليس سهلا، أى عمل تاريخى أو يتناول شخصية عظيمة مثل زعيم أو رسول أو نبى فهنا لابد من الرجوع للمصادر بل العديد من المصادر والوثائق الموثقة تاريخيا.

·         هناك كلام عن مشكلة تواجه الفيلم فى الرقابة على المصنفات الفنية؟

- المعالجة موجودة لدى الرقابة منذ شهرين ولقد تجاوزت المدة المفروضة للرد بحوالى 20 يوما ولكن هذا يرجع لعملية القلب التى أجراها على أبو شادى ولقد اهتم الدكتور جابر عصفور وحول الفيلم للكنيسة للرد وحتى الآن لم يصل هذا الرد.

·         ما الكلام المثار حول رأى البابا فى الفيلم وما هو نص رسالتكم إليه؟

- فوجئنا برأى البابا منشورا فى الجرائد وأنه لا يرى أحدا فى مصر يستطيع أن يقدم شخصية المسيح وأنه لن يقرأ السيناريو، وأنا لم أكن أتوقع أن يكون هذا موقف البابا وكلنا نعرف تاريخ الكنيسة المصرية مع الفن وأنها تسمح بالحرية والابداع وتقدم أعمالا فنية ومسرحية عن الرسل، وأنا كفنان مصرى مسيحى أحرص على السيد المسيح مثلى مثل البابا نفسه، لذا من الغريب أن يأخذ هذا الموقف فى سابقة غير مسبوقة فهذه المصادرة المبكرة قبل قراءة السيناريو أصابت بعض المسيحيين بالذهول لأن الكنيسة مليئة بصور للعذراء والسيد المسيح منها صور تكاد تنطق بالحياة فما الفارق بين الرسم والصورة المتحركة وهل لو تم عمل فيلم عن السيد المسيح بالرسوم المتحركة الكارتون هل كان مصيره الرفض ايضا.

·         إذن بماذا تطالب لحل هذه المشكلة وخروج الفيلم للنور؟

- أريد أن أهيب بالمؤسسات الدينية كافة لاحترام الفن والفنان الحقيقى والذى يقدم دعوة للاصلاح وبناء الأخلاق والقيم من خلال أعمال هادفة ليس فيها ابتذال لمقاومة بعض الأفلام الهشة الموجودة على الساحة الفنية.

·         وهل ستحاول مقابلة البابا لشرح قضيتكم والحصول على الموافقة؟

- بالفعل أحاول خلال هذه الفترة تحديد ميعاد لمقابلة البابا قد يكون هناك سوء تفاهم فى الموضوع، فأنا مصمم على تقديم هذا الفيلم ومستمر حتى خروجه للنور.

العربي المصرية في 9 أبريل 2006

 

سينماتك

 

وسط تعنت رجال الدين المسيحى والإسلامي

البحث عن المسيح المصري

بقلم: د.أحمد يوسف

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك