بعد فيلمين، “يللا يللا” و”كوبس”، حققا أرقاماً قياسية في شباك التذاكر السويدي، يأتينا المخرج اللبناني الاصل جوزف فارس بما لم يكن ممكناً انجازه قبل بضع سنوات، اذ كان يلزمه النضج على الصعيدين الفكري والسينمائي. جديده فيلم عن سيرته الذاتية عنوانه “زوزو” يتمحور حول صبي يفقد اهله ويصبح وحيداً في مواجهة الحرب الاهلية في لبنان، مما يضطره الى الهجرة عند جده وجدته في السويد. مستخدماً العفوية في التقاط المشاهد والتمثيل، ذهب فارس ابعد ما يمكن في هذا النمط الذي يليق بروحية عمله الاشبه بالمسودة احياناً، التي تمنح المتلقي احساساً جميلاً بعدم الاكتمال. يستمتع فارس في العمل على هذا النحو، ويستمتع أكثر اذا قلت له انك احببت لحظات الفانتازيا والتيه التي يفرضها على المُشاهد. لا يخفى كذلك انه رمى أكثر من 30 بالمائة من السيناريو الاصلي أثناء التصوير، وان شركة الانتاج التي مولت الفيلم اعتادت اسلوبه في العمل. “الخليج” التقت فارس في بيروت وكان معه هذا الحوار.

·         ذهبت من لبنان عام ،1987 متى عدت؟

عدت عام 2003 بعد غياب دام 16 سنة لتصوير فيلم “زوزو”.

·         هل تعرفت الى البلد عندما عدت إليه؟

لا، كان تغير في غيابي.

·         كيف تعلمت السينما؟

في العشرين، دخلت معهد السينما في السويد وكنت اصغر الطلاب عمراً، لكن لم يشغل التحصيل العلمي بالي. غادرت المعهد وفي جعبتي بدلاً من الشهادة فلسفة مفادها: “لا أحد يستطيع تعلم الاخراج في المدرسة، بل يتعلمه وهو ينجز الافلام”.

مهنة الاخراج فيها الكثير من “البرستيج”. بعضهم لا يتحمل هذا الوضع. لدي رفاق في المهنة يستحيل مكالمتهم خلال التصوير. لا أحب هذا النوع من السلوك. افضّل ان اكون مسترخياً. الجانب القوي للمخرج يتمثل في واقع ان يبقي ممثليه في حال ارتياح.

·         لماذا لم تخرج هذا الفيلم منذ انطلاقتك؟ هل انتظرت النضوج؟

 لو قررت اخراجه في بداية مسيرتي، لما كان أحد ليصدق انني قادر على إتمامه، ولما اعطتني الجهة المنتجة هذا القدر من المال. بيد ان النجاح الجماهيري الذي حققته سابقاً جعلهم يثقون بي. وفي الواقع، كان مفترضاً ان انجز فيلماً آخر قبل “زوزو”، لكن اقنعتني منتجتي انه يجب الانطلاق به الآن. احياناً، ينبغي على المرء اغتنام الفرص وعدم الانتظار، وهذا ما فعلته.

·         ما مخاطر السيرة الذاتية؟

 لكل منا قصة يسردها، الاصعب ان تروي ما يثير الاهتمام وتتواصل به مع الآخرين، وتظهر حجم الدراما التي عشتها. الى الآن لم يتسنَ لي التفكير كيف أثر هذا الفيلم في نفسيتي. ولكن أعتقد انه اذا طرحت علي هذا السؤال مجدداً، بعد سنة او أكثر، تكون الفكرة توضحت في رأسي.

·         علام استندت لاعادة مشهد الحرب في لبنان؟ على مخيلتك ام الافلام الاخرى؟

 لم ألجأ الى وثائق انما اطلقت عنان مخيلتي الواسعة. ولم أبذل جهداً لمشاهدة افلام لبنانية اخرى خلفيتها الحرب سوى “غرب بيروت”، لكن شريط دويري لم يفدني كثيراً لأنه لا يتضمن عدداً كبيراً من المشاهد الحربية.

·         اسلوبك يتسم بالعفوية، سواء على الشاشة ام خلف الكواليس.

 في الكثير من الاحيان، في موقع التصوير، لم اكن اعرف ماذا افعل. عمري 28 سنة ولست افلاطون. اعتز بعدم معرفتي. تعلمت الكثير عما جرى في هذه البلاد، من خلال الاسئلة التي طرحتها على الممثلين. وأؤمن انه اذا اظهرت جانبك الضعيف، جانبك القوي سيقوى أكثر. لالتقاط مشهد الغابة، ذهبنا الى كفريا، ولا احد منا كان يعلم ما سنفعله. في موقع التصوير، سألني عماد وانطوانيت: ماذا سنقول؟ قلت: لا اعرف، قولوا ما تريدون.

·         لماذا اردت مزج الواقعي بالمتخيل؟

 اذا اخترت السينما يجدر التحلي بالكثير من الخبرة. اصعب ما في هذا الفيلم كان مزج الفانتازيا بالواقع. كنت اريد تقصي مشاعر الصبي الذي صورته والدخول في تفكيره.

·         فيلمك لا يملك خطاباً سياسياً. كيف تفسر ذلك؟ أليس لديك موقف سياسي مما حصل؟

 لا اعرف تماماً ما حصل. لم أكن متأكداً مما حصل في بيروت أثناء غيابي. ولم يأخذني فضولي الى البحث عن معلومات. الآن بدأت أفهم ما حصل. كنت منشغلاً بالتصوير. وكان يجب ان اقرأ قليلاً عن هذه الحرب العبثية. في اي حال، لو قرأت، لما كانت تغيرت مقاربتي للقصة.

·         ما الجزء الحقيقي في “زوزو” وما المتخيل؟

 يعكس “زوزو” نحو سبعين في المائة من حياتي. واذا لم أصبح يتيماً كما في الفيلم، احداث اخرى حصلت فعلاً، مثل التمييز العنصري الذي تعرض له زوزو في السويد. لكن خلافاً لما نراه، لم أكن مسالماً. في الواقع، كتبت شخصية زوزو على انها تحب المشاكل والعراك، وصورتها هكذا، لكنني في ما بعد ادخلت بعض التغييرات، فأصبحت الشخصية مسالمة.

·         ماذا يعني لك ان تأتي من بلاد انجمار برجمان؟

 لا شيء، لا أعرف افلامه كثيراً.

·         من مخرجك المفضل؟

 ستانلي كوبريك، يعجبني العالم الذي ابتكره. استوحيت تركيبة “زوزو” الدرامية من فيلمه “باري ليندون”.

·         هل الهدف من هذا الفيلم، ان تخرج من عقدة الحرب؟

 ربما. احتاج للوقت لأدرك محتوى اللاوعي الخاص بي الذي تجسد في الفيلم.

 هل لديك احساس بالانتماء الى لبنان؟

 اشعر ان نصفي هنا ونصفي الآخر هناك في السويد

الخليج الإماراتية في 14 أبريل 2006

 

في سيريانا سوف تري الشيطان‏!‏

كتب‏:*‏ مشير عبدالله 

السياسة عالم مليء بالأسرار والمؤامرات القذرة‏..‏ وهناك في المنظومة السياسية مستوي من القوة كبير جدا‏..‏ والولايات المتحدة الأمريكية تعتبر في أعلي هذه المستويات في الوقت الراهن‏,‏ وما تفعله الآن سواء في العراق أو في غيرها من الدول بأساليب مختلفة يجعلنا نعترف بقوتها مجبرين ولكن كيف نتعامل مع هذه القوة‏,‏ وكيف تستجيب لها الدول؟‏!‏

روبرت بيير العميل السابق للمخابرات في الفترة من السبعينيات حتي التسعينيات الف كتابا بعنوان أنا أري الشيطان وهو مأخوذ عن قصة حقيقية حققت مبيعات كبيرة‏..‏ وقرر المخرج والسينارست استيفن ماجان الحائز علي جائزة أوسكار احسن سيناريو عن فيلم‏TRAFFIC‏ تحويلها إلي فيلم سينمائي يحمل اسم سيريانا‏,‏ وهي تحكي عن عميل المخابرات بوب جورج كلوني‏,‏ الذي تبدأ الأحداث من خلاله بتنفيذ احدي عمليات الـ‏C.I.A‏ في طهران ثم بيروت إلي أن يتم الاستغناء عنه بل وبيعه‏.

وفي الجهة الأخري تظهر لنا شخصية بريان وودمان ومات ديمون المتخصص في اسعار وسمسرة البترول وهو مقيم في جنيف بسويسرا‏,‏ والتعرف علي حياته الخاصة إلي ان يصبح المستشار الاقتصادي للأمير العربي ناصر الكسندر سيتيج لنري عن قرب ان أي شخص مهما كانت مكانته طالما وقف ضد مصلحة أمريكا ونظامها فقد كتب نهايته بنفسه‏..‏ والتنفيذ سوف يكون من خلال الشيطان لا محالة‏.‏ والقصة تفاصيلها جريئة‏..‏ فإذا لم تكن كمشاهد رأيتها فهذه دعوة لمشاهدتها لتتعرف علي سير العملية السياسية كما لم تتخليها‏,‏ وان كانت متوقعة‏..‏ ولكن في الخيال‏.‏

رغم ان استيفن ماجان سينارست كبير وحرفي متمرس لكنه لم يستطع أن يبدأ الأحداث بالسرعة المتوقعة وإن كانت محاولته من خلال الانفجار الذي حدث في طهران لشد المشاهد الا ان الايقاع والعديد من المشاهد كان يجب اختزالها حتي في طهران‏,‏ حيث ان الساعة الأولي بها الكثير من الحوارات في مشاهد لم تضف للفيلم‏,‏ فهو ليس كالقصة المكتوبة ولكنه في الساعة الثانية تعامل مع الايقاع وسرعته بحرفية عالية جعلتنا ننسي الساعة الأولي‏..‏ ولكن هذا لم يكن في خدمة الدراما‏.‏

جورج كلوني في شخصية بوب العميل الذي تعرض لكل شيء عن جحود رؤسائه واصدقائه ممثل كبير رشح للأوسكار في السابق كمخرج وسينارست‏,‏ ولكنه لم يفز بها الا عن ادائه لهذه الشخصية بكل تناقضها وقوتها وضعفها‏.‏

مات ديمون المستشار الاقتصادي الذي يري كل شيء بوضوح علي المستوي المهني أو الانساني فكان الشخصية بكل ما فيها من حزن وذكاء‏..‏ وكريستوفر بلمي في دور دين ويتنج المحرك الكبير للأحداث بعد ما يقرب من اربعين عاما كممثل استطاع نقل سياسة امريكا بكل ما فيها‏,‏ حتي مشهد النهاية حينما استقبل التليفون الذي فيه التهديد فكان مجسدا لكل الفزع الأمريكي ورد فعله‏..‏ اماندا بيت في شخصية السيدة وودمان رغم افلامها العديدة الا ان مشهدهاو طفلها حينما نزل المسبح من أقوي المشاهد‏.‏

مدير التصوير روبرت السويت‏,‏ قام بإدارة التصوير لنوعيات عديدة من القصص لكنه هنا استطاع نقل جو المؤامرات والتعذيب بحرفية عالية‏,‏ فالإضاءة في مشهد سباحة الاطفال في القصر وحتي الاجتماعات داخل امريكا ومدي انخفاض الاضاءة لجعل المؤامرات واضحة‏..‏ كما ان سطوع الاضاءة في مشاهد الأمير ناصر في بلده وتغيرها عند اللقاء بوالده أو بالمسئولين الأمريكيين كانت في خدمة الدراما‏.‏

مونتاج تيم سكيرس يسأل عن النصف الأول من الأحداث وايقاعه‏,‏ فهو المسئول الأول مع المخرج‏,‏ ولكن الايقاع في الجزء الثاني كان سريعا بما يتناسب مع الدراما كما في مشهد التعذيب لين موسوي وبوب‏..‏ وفي ربع الساعة الأخير كان المونتاج هو البطل‏,‏ كما في مشاهد وصول بوب والاجتماعات والافتتاح والاحتفال وعملية الشباب في البحر‏.‏

الكسندر ديسيلان مؤلف موسيقي للعديد من الأعمال‏,‏ ولكنه هنا في فيلم يهم بالدرجة الأولي العرب اختار الموسيقي العربية بايقاعها كما في مشهد وصول بوب للخليج لمحاولته مقابلة الأمير لنسمع دخول الرق لتقاطع الموسيقي مع التصفيق ثم دخول الدفوف علي مضخة البترول للاحتفال‏,‏ فالموسيقي مكملة للصورة‏.‏

الاخراج ستيفن ماجان‏,‏ وهو ايضا كاتب السيناريو ويسأل عن بطء الايقاع ولكنه في اختياره لقصة أنا لا أري الشيطان تحدث عن موضوع شائك بكل المقاييس‏,‏ فجعلنا نري الشيطان‏..‏ وكيف يتحكم فينا بلا رحمة ولا رادع ولا حتي أدني احساس كما في مشهد النهاية‏,‏ والانتقال بين الاحتفال بافتتاح الانابيب والاغتيال والتفجير لم يكن جديدا‏,‏ رأينا مثله في الجزء الثالث من الأب الروحي ولكنه كان قويا مؤثرا جدا‏.‏

عمرو واكد في شخصية الشيخ العجيزي كان الحاضر الغائب في كل مشاهد الفيلم أما مشاهده فقد اداها بقوتها وسلاستها فهو يسير بهدوء نحو العالمية‏.‏

الأهرام اليومي في 12 أبريل 2006

سينماتك

 

"زوزو" أعاده إلى بيروت وطفولته

جوزف فارس: المدارس لا تصنع مخرجين

بيروت  هوفيك حبشيان

 

 

 

 

سينماتك

 

الافتتاح في القاهرة بـ «طفل» بلجيكي والتركيز على الانتاج المشترك...

مهرجان «كارافان» السينما العربية الاوروبية يجول على العالم العربي

القاهرة - نجاة عبدالنعيم 

شهدت القاهرة قبل أيام افتتاح مهرجان السينما العربية الاوروبية في دار الاوبرا المصرية داخل قلب المسرح الصغير، في حضور نخبة من الفنانين العرب والمصريين والاجانب، وعدد من المخرجين وخصوصاً من الشباب المشاركين بأعمالهم ضمن أعمال المهرجان.

كان افتتاح المهرجان بالفيلم الفرنسي «الطفل» وهو انتاج مشترك فرنسي - بلجيكي (2005) سبق ان فاز بالسعفة الذهبية للدورة الاولى لمهرجان «كان» 2005، وبعد الطفل، توالت في الايام التالية عروض مجموعة من الافلام يسودها اسلوب الانتاج المشترك، وهو الهدف المنشود من اقامة المهرجان الذي يحيي عملية الانتاج المشترك. فهناك الافلام الفرنسية - التونسية، والألمانية – الهولندية - الفرنسية، والهولندية - الفرنسية، والمغربية - الفرنسية او الاسبانية، او الجزائرية - الاوروبية، كما شارك ايضا في المهرجان افلام فلسطينية انتجت بصورة مشتركة مع ألمانيا، فرنسا، وهولندا.

اضافة الى هذا حرص المهرجان على وجود بعض الافلام الانكليزية والايرانية والنمسوية والمصرية سواء كانت خاصة ام مشتركة· وتوالت العروض يومياً في مبنى الاوبرا ومركزالابداع الفني وساقية عبد المنعم الصاوي، وكذلك في المراكز الثقافية السينمائية في القاهرة، وفي الجامعة الاميركية وقاعة «التاون هاوس غاليري» في القاهرة على مدى اسبوع، انتقل المهرجان بعده الى الاسكندرية لمواصلة برامجه هناك في الاطار نفسه. على ان يواصل قافلته تباعاً.

ولما كان المهرجان يخص ابداعات الشباب فقد ساده ايضاً تنظيم «شاب» وان كان يفتقد الى حد ما الى التجربة والخبرة، ما انتقص من الاداء التنظمي ناهيك بالعراقيل التي وضعتها دار الاوبرا المصرية من ضوابط البيروقراطية التي تحد من الاداء تحت مسمى اللوائح والقوانين. ومن ذلك على سبيل المثال، منع الاعلاميين من تصوير بعض اللقطات من الافلام للاستعانة بها في برامجهم فهي تلقي الضوء على المهرجان والاعمال المشاركة فيه. لقد منعوا بالطبع تحت مسمى البيروقراطية واللوائح، وفرض كل مكان من ضوابطه على العروض ليحد من فعاليات المهرجان الأمر الذي أقلق المشارك الاوروبي.

والمهرجان يقام في اطار شراكة ارومتوسطية، بالتعاون بين مصر والاردن ولبنان وهولندا وفرنسا، تحت عنوان» كارافان السينما العربية الاوربية»، وذلك بدعم من الاتحاد الاوروبي، ضمن برنامج «يوروميد 2» للسمعيات والمرئيات وبمبادرة من شركة سمات المصرية للانتاج.

ورش عمل

وتقول المدير المسؤول عن المشروع في القاهرة المخرجة هالة جلال: ان المشروع ينتمي الى جملة من الاعمال السينمائية تحتضنها مدن مختلفة في اوروبا والعالم العربي على مدار العام، ولمدة ثلاث سنوات. وتتمثل هذه الأعمال في عروض متنوعة من حيث نوعية الأفلام وأسلوب العرض».

وتستطرد هالة جلال: «بما ان للمهرجان رحلة تجوال طويلة ينتقل خلالها في مدن متعددة داخل مصر وخارجها، اطلقنا عليه اسم «قافلة، حيث تنتقل القافلة بما تحمله من برنامج سينمائي حافل بالافلام الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة حديثة الانتاج (من التي تم انتاجها خلال الثلاثة أعوام الماضية)، ويصاحب العروض برامج خاصة قد تعرض ضمنها أفلام قديمة تحت «تيمات» تخص تكريم بعض المخرجين او بعض الاعمال السنيمائية». وللتوضيح تقول جلال: يعتني المهرجان باقامة عروض وندوات ولقاءات للسينمائيين من الشمال والجنوب بالتوازي مع الافلام المشاركة، لبحث كيفية التواصل فيما بينهم، في لقاءات تكون كورش عمل لطرح مقترحات لمشاريع فنية من منطلق رؤية كل منهما.

كما يتضمن برنامج القافلة حلقات نقاش يركز بعضها على الافلام المعروضة، لينطلق منها بتحليل الظواهر والقضايا التي تتناولها هذه الافلام، والبعض الآخر يتناول قضايا التواصل الفني والثقافي ومن ثم الحضاري ما بين دول الشمال والجنوب مع التركيز على أوجه القصور في هذا التواصل الفني والثقافي.

اما الهدف الرئيس للمهرجان - من وجهة نظر هالة جلال - فهو في المرتبة الاولى «خلق أرضية للتواصل ما بين ضفتي المتوسط، وجذب جمهور جديد من عاشقي السينما من طلاب الجامعات، كما انه من خلال المهرجان ستتاح تلقائياً الفرص لتحقيق بعض المشاريع المشتركة من خلال التعامل المباشر بين سنيمائيين عرب وأوروبيين، وهو ايضاً محاولة لفتح آفاق مستقبلية للتعاون».

ويقام في اطار كارافان، برنامج خاص تحت عنوان «ليالي السينما العربية – الاوروبية»، ينظم في المدن الساحلية في الصيف، على ان تختار تبعاً افلام بمعايير خاصة تتناسب مع جمهور الصيف. وتعرض الافلام في اماكن مكشوفة ووسط تجمعات شبابية في الاسكندرية والاسماعيلية، لتنتقل القافلة بعد ذلك الى عمان ثم بيروت وتنتهي بباريس مروراً بروتردام.

وتعود القافلة السينمائية في نهاية الصيف الى الاسكندرية لتختتم النشاط السنوي. اما عن الشركاء من خارج مصر لهذا العمل الفني الضحم فهم: معهد العالم العربي في باريس، ومهرجان الفيلم العربي - روتردام - هولندا، ومهرجان بيروت الدولي للأفلام التسجيلية، اضافة الى شركة بيونير للانتاج الفني في الاردن.

وينظم «كارافان» برنامجاً خاصاً يتوازى مع مهرجان الفيلم العربي في هولنـدا في دورته السادسة، ويبرز من خلال هذا البرنامج محوران أساسيان: علاقة الشرق بالغـرب في الأفلام، وصورة العربي في الأفلام الأوروبية والعكس.

اما عن برنامج كارافان في فرنسا فقد خصص كي يستفيد منه جمهور بينالي السينما العربية في معهد العالم العربي في قلب العاصمة الفرنسية باريس، في دورته الثامنة (ويقام مرة كل عامين من شهر تموز (يوليو) - ينتقل بعدها المهرجان الي مارسيليا ليستكمل العروض الساحلية سابقة الذكر).

اما شركة سمات المنظمة للمهرجان فهي مسؤولة عن الادارة والاشراف على أعمال القافلة، وهي مؤسسة مصرية تعنى بالسينما المستقبلية، انشئت على يد مجموعة من سنيمائيين شباب لإنتاج افلام تسجيلية طويلة وقصيرة· بدأت عملها عام 2001 ودعمت الشباب صناع السينما لتحقيق ابداعاتهم وافكارهم علي الشاشة بطرق عدة، وهي تعمل على ابراز جيل شاب قادر على صناعة السينما وبالتالي خدمة المجتمع، ومنذ نشأتها ومجموع اعمالها الفنية السنيمائية يصل الى 60 فيلمًا كأنتاج كلي او جزئي.

وعن اهداف المهرجان على المستوى المحلي والدولي تضيف المخرجة الشابة هالة جلال: من المتفق عليه وجود حال من الانقطاع في ما يتعلق بالتواصل الفني - وعلى وجه التحديد السينمائي، بين دول شمال وجنوب المتوسط، وهذا الانقطاع يأتي في اطار أزمة اكبر من قصور الاتصال عموماً بين مختلف الجزر الثقافية على مستوى العالم والتي تعبر عن خصوصياتها ومجتمعاتها في مقابل حالة الاستقبال من طرف واحد والتي تجعلها تكتفي بموقف المتلقي إزاء نوعية وافدة من الثقافة المصطنعة والمعلبة والتي تمتلك قدرات كونية فيما يتعلق بالتوزيع على مستوى العالم .

اذا كان ممكناً تلخيص كل هذه الظروف في عبارتي «أزمة الابداع» و«أزمة التواصل» فانه يمكن ملاحظة الصلة التبادلية بين الازمتين، فأزمة الابداع تمنع وجود مادة كافية للتواصل وازمة التواصل تحد من فرص التكاتف محل أزمة الابداع».

وتضيف هالة ان «كارافان» اليوم يهدف الى ان يكون حلقة من حلقات الجهود التي بذلت وتبذل في هذا الصدد، لان المكوّن الاول لكارافان هو العروض السينمائية التي تستهدف ان تعوض فراغاً ملحوظاً لوجود الفيلم الاوروبي لدى المشاهد العربي ومن ناحية اخرى تعوض غياباً للفيلم العربي لدى المشاهد الأوروبي، فعلى مدار فترة طويلة، انحسر تواجد الافلام الاوروبية في البلاد العربية واقتصرت على حالات خاصة من العروض في المراكز الثقافية او المنتديات السينمائية - والتي بدورها تقلص نشاطها - حتى اصبح هذا الوجود مقصوراً على الخاصة من المشاهدين المهتمين بهذا النوع من السينما، وغابت هذه الافلام عن منافذ العروض التقليدية التي تستهدفها القاعدة العريضة من الجمهور، وحتى في الحالات القليلة للمهرجانات الدولية والتي قد تقدم للجمهور نافذة على هذه الافلام، فإن هذه المهرجانات تكتنفها أوجه قصور، مثل قلتها وعيوبها التنظيمية فضلاً عن مزاحمة الأفلام التجارية داخلها للأفلام الاوروبية التي نتناولها بالحديث، وتكفي ملاحظة انه قلة من افلام تعرض في هذه المهرجانات متضمنة ترجمة عربية - وهي أولى بديهيات التواصل - سوى الأفلام التجارية التي تكون معدة للطرح في الاسواق لاحقاً... اي ان المهرجان بالنسبة اليها هو حدث هامشي».

الحياة اللبنانية في 14 أبريل 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك