لم يُمثل جورج كلوني “44 عاماً” سوى عدد قليل من الافلام، لكنه اشتهر باعتباره  واحدا من أكثر نجوم هوليوود التزاما، فلم يتورع عن توجيه الانتقاد الصريح للرئيس جورج بوش في فيلمه الأخير “ليلة سعيدة وحظ سعيد”، وهو عمل ممتاز يُحيي فيه الصحافيين الذين تصدوا خلال أعوام الخمسينات لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي “ماكارثي”. واعتبر النقاد الفيلم خطاباً من كلوني الى وسائل الاعلام الأمريكية مفاده: “يا منابر الاعلام، تيقظي وواجهي بوش”. أمّا في فيلمه “سيريانا”، من إخراج ستيفن جاجهان، فإنه يحقق خطوة جديدة فيعمل منتجا وممثلا في الوقت ذاته، وهو قصة عالمية تهاجم السياسة الأمريكية النفطية والطريقة التي تدعم فيها الولايات المتحدة الأنظمة المستبدة.

ولكن ينبغي هنا الانتباه لمسألة محددة، وهي أن توجيه النقد لشركات النفط قضية دقيقة وحساسة، “سيريانا” مثلا عبارة عن إنتاج مدهش وشديد التأثير بالمشاهد، لكنه من التعقيد بحيث من غير الممكن إدراك أبعاد موضوعه قبل بلوغ منتصفه، والشخصيات لا تبدو فيه طيبة ولا شريرة. كلوني نفسه يجسد شخصية عميل للمخابرات المركزية الأمريكية “سي آي ايه”، ويظهر بوزن يزيد 15 كيلوجراما على وزنه الأصلي وبلحية مميزة. عالم جورج كلوني ليس أبيض ولا أسود تماما (رغم أنه يحب الابيض والأسود في السينما)، وهذا ما يميزه عن بعض ممثلي هوليوود الاكثر جدية والأقل “كلونية” في التزامهم، على غرار “سين بين” وسوزان سارندون”. فما السبب؟ ربما لأن جورج يحب الإمتاع، إذ يهمه كثيرا إيقاظ وعي الجمهور مع الحرص على تسليته وإدهاشه وهذا سبب التركيز على جانب الإبهار في “ليلة سعيدة وحظ سعيد”. كلوني ممثل شديد الجاذبية، وحتى عندما يتكلم في السياسة، فإنه يتمتع بأسلوب مميز وصوت رقيق غير منفر للآذان.

حينما التقى به مراسل مجلة “إيل” الفرنسية في لندن، كان بالصورة التي عرّفته بها الصحافة، فهذا الممثل  المخرج  المنتج الاكثر نجاحا في الوقت الحاضر والذي رشح ثلاث مرات لنيل الأوسكار وحصل على واحدة يتعامل مع الآخرين بكثير من اللطف والاتزان، على عكس بعض النجوم الممتلئين غرورا، لدرجة ان المراسل أحس بعد مرور فترة وجيزة من بدء المقابلة وكأنه يحاور صديقاً حميماً له. وهذا هو نص الحديث الذي جرى بينها:

·         مع “سيريانا” تدشن مرحلة جديدة، فهل هذا يعني أنك قررت الانخراط بأفلام سياسية في المقام الاول؟

 لِمَ لا؟ ساهمت في سلسلة من الأعمال التي يمكن اعتبارها ملتزمة، وأعتقد أن هذه الافلام مفيدة، ما دامت لا تفتعل تلقين الدروس للناس، وأنها تبحث أيضا عن إمتاعهم. برأيي هذا هو الطريق الذي عليّ أن أرتاده.

·         في هذا الفيلم، تصبح صورتك ضبابية، بل تبدو شبيها بالممثل الفرنسي جان يان.

أتعتقد انني أشبه جان يان؟ هذا شيء رائع.

·         هل تعرفه؟

 بالتأكيد.

·         هل تساورك الرغبة بالتوقف عن الظهور كشخصية جذابة؟

 كلا، ليس هذا بالضبط. ففي “سيريانا”، كان عليّ أن أظهر بشكل مغاير عن صورتي السابقة. لم يَكُن ممكنا أن تبدو شخصيتي في وضع غير مقبول بمدينة طهران. في الواقع لم تعجبني صورتي آنذاك، صممها آخرون لي. وأنا الآن أحاول أن أفعل الأشياء التي أحبها.

·         في كل فيلم، تحاول أن تقدم ما هو جديد: لماذا؟

 في اللحظة التي لا تستطيع أن تقدم شيئا جديدا، عليك التوقف. صحيح أن هنالك ممثلين استمروا أمدا طويلا في اداء الدور ذاته، مثل “سبنسر تريسي” الذي أحبه كثيرا، لكن هذا النمط من الاعمال لا يستهويني، أعشق خوض التجارب المتنوعة، وتوفرت لي الفرصة أن أقدم ما يعجبني من أعمال في فترة قصيرة من الزمن، وأستثمر فرصا كهذه.

·     من خلال أفلامك، يحس المرء أنك تريد أن تكون بديلا عن وسائل الاعلام، فهل تعتقد أن الصحافة الأمريكية لا تؤدي عملها كما ينبغي؟

 كان هذا صحيحا الى وقت قريب. ولكن منذ وقوع إعصار كاترينا، تغيرت وسائل الإعلام في بلادي كثيرا، فباتت تتجرأ على انتقاد الرئيس بوش. في الماضي كان أي حديث من هذا الطراز يمكن أن يستخدم ذريعة لوصم صاحبه بالخيانة. ذلك ما حصل لي شخصيا، إنه فعلا أمر شديد القسوة حينما تمثل فيلماً فتوصم بالخيانة.

·     ألا يوجد تناقض بين فيلم “المحيط 12” حيث تحتفي فيه بطراز الحياة الرأسمالية، من سيارات فخمة وشلالات خاصة وقصور، وبين الافلام التي تنتقد فيها الشركات النفطية؟

 هذا صحيح، فأنا امتلك منزلا فخما (على بحيرة كوم، في منطقة ندلر)، وأقود سيارة الكترونية وسوف أبقى مليئا بالتناقضات. لو أني قُمت بكل شيء على نحو ملتزم و”نقي”، لما استطعت العمل مع مؤسسات التصوير الكبرى، إذ إن هؤلاء يفرضون الكثير من الشروط: على سبيل المثال، كنت اتفقت مع ستيفن سوديربيرج على أن أقبل بعمل فيلم “المحيط 12” مقابل أن يسمحوا لي بإنجاز “سيريانا”، أي واحد لهم وواحد لنا. التناقضات قد تصبح مفيدة في بعض المواقف، وأنا غير آسف على عملي في “المحيط 12” وأعتبره من أفلام التسلية.

·         منذ متى وأنت تعتنق الالتزام بفكر معين؟

 كنت دائما على هذه الشاكلة، حاول والدي خوض الانتخابات في الكونجرس باعتباره ديمقراطيا، وكانت والدتي رئيسة لبلدية المدينة التي عشنا فيها. لذا، فمنذ طفولتي كنت أعيش أجواء الانتخابات، وقبل أن أصبح ممثلا، أنشأت في سن العشرين مجموعة ضغط لصالح رجل سياسة من الحزب الديمقراطي.

·         ألا يعد الالتزام محاولة للتخلص من الشعور بالذنب نتيجة ممارسة مهنة التمثيل التي يمكن اعتبارها نوعاً من العبث؟ 

 الناس لا ينتبهون إلا للجانب العبثي في هذه المهنة. ولكن ثمة اشياء كثيرة يمكننا أن نفخر بها ونحن نمارسها، فنحن نلامس إحساس الجمهور، نمتعه وندفعه الى التأمل. أما شعوري بالذنب، فهو نابع من كون جذوري ايرلندية، لذا فإني أستخدم شهرتي من أجل حضور قمم الدول الصناعية الكبرى الثماني والدفاع عن الناس الأكثر فقرا في العالم. غير أني لا أخجل أبدا من العيش في منزل جميل ومن امتلاكي للثروة.

·         تقول دائما إنك لا تريد أن تشعر بالندم عندما تبلغ سن الخامسة والستين، لكن ألا تزعجك مسألة عدم إنجابك للاطفال الى الان؟

 لم أكن يوما أريد فعل شيء من دون شغف به، وإلى الآن، لم أشعر أبدا برغبة في أن يصبح لي أطفال. أعتقد بأني لا أمتلك تلك الجينات التي تدفع الكائن الحي إلى التكاثر، الكثير من الناس يمتلكونها ولا أدري لماذا يرون في سلوكي إساءة لهم، لا أريد أن أصدم أحدا: أنا كما أنا.

·         ما زلت عازبا، وتلتقي على الدوام بأصدقائك، وتبدو بينهم وكأنك تعيش حياة مراهق لا تنتهي.

 أنت على حق، لكن غالبية الممثلين يعيشون مثل حالتي، ويخشون أن يكبروا.

·         لكن لماذا لا يقبل رجل ملتزم مثلك أن يلتزم بعلاقة مع امرأة؟

 لا أعرف، أعتقد أنّ مثل هذه الاشياء تأتي بصورة طبيعية ، لا أريد أن أرتبط بامرأة لمجرد أن يقال لي: “ينبغي أن تكون لك واحدة...”.

·         هل أنت من نمط العزاب الذين يعرفون كيف يقاطعون وقتما يريدون، هل خلفت وراءك عددا من الضحايا؟

 كلا بالطبع، ما زلت احتفظ بعلاقات ممتازة مع غالبية صداقاتي السابقة، لم أقتل أحدا ولم أدفع أحداً الى الانتحار (يضحك).

·         أحد أكبر تناقضاتك أنك أنشأت نادياً للقمار وخصصت 25% من أرباحه للفقراء، ألا ترى الفكرة غريبة بعض الشيء؟

 لو خصّص كل اولئك الذين يمتلكون ثروة كبيرة مثلي جزءا يسيرا من أرباحهم للفقراء لما وجدنا المشاكل القائمة حاليا. أعتبر هذا النادي تجسيدا لولعي بأعوام الاربعينات. كنت أريد تأسيس مكان يرتدي فيه الرجال “السموكنج” والنساء فساتين السهرة. إنني شخص يعشق الازياء التقليدية، وأحب ارتداء الثياب الجميلة والرقص على أنغام “الجاز”.

·         هل صحيح أنّ “براد بت” و”أنجيلا جولي” سيتزوجان في ضيافتك؟

 كلا بالتأكيد، كل الناس يطرحون عليّ السؤال ذاته، إنها شائعة انطلقت من خلال الانترنت، ولكن إن كانا يرغبان في ذلك فليس لدي مانع.

الخليج الإماراتية في 11 أبريل 2006

 

يسرا: لا أقلد جنيفر لوبيز أو أي ممثلة أجنبية

ولا أجسدها في تيجي نرقص

القاهرة ـ من محمد عاطف:  

نفت الفنانة يسرا ما يتردد انها تقلد الممثلة الامريكية جنيفر لوبيز في احدث افلامها التي تصورها حاليا مع المخرجة ايناس الدغيدي ـ تيجي نرقص ـ وهو ما ترفضه يسرا تماما.

تقول يسرا: لماذا اقلد الممثلة الامريكية جنيفر لوبيز مهما كانت، شاهــدتها وانها ممثلة عالمية إلا انـــــني لي شخصـــيتي ومكانتي وعالميـتي في منطقتي العربية، ولست في حاجة لأقلد في هذا الوقت من عمري الفني. اضافت: المفاجأة التي اوجهها لمن يرددون انني أقلد جنيفر لوبيز في فيلمها ـ هيا نرقص ـ لا اقدم الدور الذي جسدته في هذا العمل، بل انني اجسد الدور الذي قدمه الممثل ريتشارد غير في الفيلم حيث عكسنا الوضع بفيلمنا الذي يقوم فيه الممثل تامر هجرس بالدور الذي جسدته جنيفر لوبيز بالفيلم الامريكي لانه يقوم بدور مدرب الرقص ولست أنا، وبالتالي لا وجه للمقارنة علي الاطلاق، حيث اجسد دور المحامية ـ سلوي ـ المشغولة دائما في عملها الي ان تكتشف فجأة ان حياتها ضاعت منها فتعود الي الرقص الذي كانت تحبه.

عن حكايتها مع الرقص قالت يسرا: احب الرقص والغناء وسبق ان قدمت رقصة فرعونية في فيلم المهاجر اخراج يوسف شاهين، كما رقصت في فيلم ـ ألف بوسة وبوسة ـ مع نجــــوي فــــــؤاد واخراج محمد عبدالعـــزيز، ولكن هـــــذه المرة الاولي التي اقدم فيها الرقص المودرن والفالس والتانغـــــو، وقد تدربت علي رقصات عديدة علي يد الفنان وليد عوني وصلت الي اربع ساعات يوميا حتي اتقن الرقصات.

اضافت: وحتي يكون التصوير قريبا من الواقع اقمنا ديكورا لمدرسة الرقص في الاستوديو، كما تدرب كل المشاركين في الفيلم علي الرقص والحركات الايقاعية داخل دار الاوبرا، واخترنا مواقع جيدة جدا للتصوير الخارجي سواء في الشوارع او الاماكن العامة المختلفة.

هل نراك علي الشاشة الصغيرة في رمضان القادم ـ تقول يسرا:

اقرأ حاليا سيناريو المسلسل التليفزيوني ـ موجة عبير ـ مأخوذة عن قصة بعنوان ـ مغامرات مصور صحافي ـ كتب لها السيناريو والحوار مصطفي ابراهيم ومرشح لاخراجه جمال عبدالحميد، وتدور احداثه حول طفل تم اختطافه من مصر وتقوم احدي الصحافيات بمرافقة زميلها المصور بالبحث وراء خيوط الجريمة بين مصر والاردن بحثا عن الطفل المخطوف.

واشارت الي انها كانت ترغب في الحصول علي اجازة من الشاشة الصغيرة هذا العام لكن السيناريو فكرته اعجبتها، وماتزال تدرس النص جيدا.

حول ما يردده البعض انها تفضل العمل مع طاقم فني ثابت، نفت يسرا ذلك وقالت: لم افعل ذلك في اعمال عن قصد، فاذا تشابه تكرار واحد في اعمال فيكون لمتطلبات السيناريو فقط، والدليل انني في افلامي الاخيرة لم يتكرر احد معي فكل عمل له طاقمه الخاص، مثلا في ـ كلام في الحب ـ معي حنان ترك وهشام سليم وطلعت زكريا وادوارد وفي ـ عمارة يعقوبيان ـ عادل امام ونور الشريف وسمية الخشاب وهند صبري، وفي ـ دم الغزال ـ عزت ابو عوف وهالة صدقي وطلعت زين وتامر هجرس وراندا البحيري والمطربة ايمي.

عن المسرح قالت: اشعر بافتقاد المسرح منذ رحيل علاء ولي الدين، وحاليا معروض علي نص مسرحي تأليف احمد عوض واخراج خالد جلال ومرشح للبطولة امامي محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي وهشام سليم وأحمد رزق.

القدس العربي في 12 أبريل 2006

نجوم السينما الأموات يتجولون وسط عمان القديمة وعودة للأبيض والأسود

قاعات عرض خالية وسط العاصمة الا من بعض الفقراء: 

عمان ـ القدس العربي : بعد تزايد عدد دور السينما الراقية جدا في العاصمة الأردنية عمان وتحديدا في مناطقها الغربية لجأت دور السينما الشعبية في وسط البلد لتسلية زبائنها الفقراء بعرض أفلام النجوم الأموات من أبطال السينما أيام زمان.

ولهؤلاء الأموات من النجوم أمثال فريد الأطرش ورشدي أباظة وفريد شوقي حظوظ مناسبة في أوساط متابعي السينما من فقراء عمان ومسحوقيها علما بأن الأمر لا يقتصر علي الأموات العرب من النجوم بل ايضا علي المتقاعدين من نجوم السينما الهندية أو أفلام الأكشن الغربية اضافة لأفلام الكاوبوي.

وزيارة واحدة صباح يوم الجمعة حصريا لمقرات دور السينما في وسط العاصمة عمان تتيح لصاحبها التمتع برؤية نجوم لم تعد السينما تذكرهم فهم بالنسبة لفقراء عمان والعاملين في دور السينما الشعبية فيها أحياء يرزقون عبر بوسترات ضخمة تزرع في جنبات وأزقة وسط البلد لأغراض الترويج والدعاية والاعلان.

وفي واجهة الزقاق الضيق المحاذي لأعرق وأقدم سينما قديمة في عمان سينما الخيام وقف العامل المصري عبد الباسط وهو يلصق في لوحة الاعلان صورة ضخمة للنجم الهندي الشهير راتشي كابور وهو يطلق النار علي طائرة مروحية للأعداء فيما وضع ابنه صورة محاذية للملصق علي أحد الأعمدة بغرض الشنق من قبل العصابة وبجانب الملصق الهندي وضع ملصقا أخر لفيلم كونكورد الشهير الذي يحكي قصة الطائرة السريعة وفي الجوار ايضا حيث توجد سينما فلسطين كانت الملصقات تشير لفيلم ميونيخ 21 الذي يحكي قصة احدي العمليات الفدائية الشهيرة في السبعينات في ألمتنيا.

ويؤمن عبد الباسط ان الملصقات التي يضعها تجذب ثلاثة أنواع من الزبائن هم الباحثون عن التشويق علي أصوله وكما كان ايام زمان والراغبون في رؤية بطولات خارقة والراغبون بالتسلية عبر مشاهدة أحد أفلام الدلع لنجمات مصريات كبيرات من طراز الراحلة سعاد حسني وزبيدة ثروت وميرفت أمين.

وفي رواق سينما غرناطة قرب منطقة سقف السيل اندفع احد العاملين لالصاق بوستر ضخم للنجم السينمائي الهندي الشهير اميتاب بتشان وهو يحتضن النجمة زينات أمان وبيده سلاح رشاش والثاني لأسطورة الكونغفو ـ بروسلي ـ الذي رحل عن السينما وعن الدنيا علي الأغلب لصالح جاكي شان والبوستر الثالث للنجمة الراحلة سعاد حسني أيضا في فيلمها القديم خلي بالك من زوزو مع حسين فهمي.

ويؤمن معلن البوسترات واسمه شكيب ان احياء عظام هؤلاء النجوم الثلاثة يمكن ان يساعد في استقطاب زبائن جدد من الفقراء الذين يمكن لهم حضور أربعة أفلام بتذكرة واحدة علي قاعدة العرض المتواصل وبسعر لا يتجاوز الدولار الواحد.
ويري الرجل ان احدا في السينما الهندية لا يمكن ان يحل محل اميتاب بتشان وزينات امان مشيرا ان أفلام القتال الأصيل هي التي كانت علي زمن بروسلي ملمحا لان اقتحام جاكي شان لعالم أفلام الديجتال أساء اليه وخلق مسافة بينه وبين بروسلي مشيرا ان الثاني يقاتل فعلا خلال الفيلم اما الأول فيرقص فقط اما سعاد حسني فهي سنيورة الشاشة التي لا غني عنها مهما طال الزمن.

ومن الواضح ان هذه الدور الشعبية للسينما لا تهتم بكون سعاد حسني رحلت عن الفن والدنيا وبكون اميتاب بتشان تحول للسياسة وزينات أمان لا أحد يسمع عنها شيئا وكذلك بروسلي بطبعته القديمة.

ويقول هادي جابر احد موزعي الأفلام في الدور الشعبية ان التذكرة الواحدة في الدور الراقية غربي عمان الان تكلف نصف واردات العرض المتكامل في الدور الشعبية معترفا بان الكثير من دور السينما تبدأ حفلتها بوجود زبونين او ثلاثة في أيام الاسابيع الاعتيادية لكن التعويض يحصل في ايام العطل.

ومؤخرا وصل عدد دور السينما الراقية في عمان العاصمة لأكثر من عشرين دارا تعرض احدث الأفلام وأكثرها عصرية وبسعر لا يقل عن عشرة دولارات للتذكرة الواحدة في مطلق الأحوال، ويعبر صاحب صالون الحلاقة المحاذي لدار سينما فلسطين وسط المدينة محمد عادل عن أسفه لان عدد الذين يحلق لهم في اليوم الواحد قل كثيرا لان عدد الزبائن في سينما فلسطين المجاورة لم يعد يذكر مذكرا بان الحلاقة بعد مشاهدة فيلم سينمائي وتحديدا في سينما الحسين او فلسطين وسط عمان كان تقليدا متبعا أيام زمان وبأن الشرطة كانت تدخل في الماضي لتنظيم الجماهير المزدحمة علي أبواب دور السينما. وتأثرت دور السينما الشعبية بشيوع الساتلايت وافتتاح الدور الراقية لكن مئات المصريين والعراقيين من العمال الوافدين يجدون في حضور سلسلة افلام قديمة بتذكرة واحدة عنصر التسلية الوحيد ربما المتاح أمامهم في عمان التي تعتبر الأن من أغلي العواصم العربية ارتفاعا في الأسعار.

وتقول احصائيات خاصة ان 42% علي الأقل من الأردنيين يمتلكون الأن في منازلهم طبقا لاقطا لكن ما يعرضه التلفزيون الرسمي الوحيد ما زال الأكثر مشاهدة بالنسبة لحوالي 60% من المواطنين.

ورغم ان الفضائيات تعج بالأفلام القديمة والجديدة والانترنت هو الملاذ لمن يبحث عن الايحاء الجنسي والمشاهد الساخنة الا ان وسيلة التسويق المركزية في دور السينما الشعبية مثل بسمان ورغدان والحمراء والخيام وغيرها تتمثل في الاستعانة ببطل جماهيري من الذاكرة كعبد الحليم حافظ او جيمس بوند القديم وليس الجديد حيث تتجول ملصقات هؤلاء بكثافة الي جانب المارين في أسواق العاصمة الشعبية.

ومن وسائل التسويق ايضا العرض المستمر بدون توقف وبتذكرة واحدة حيث تعرض سبعة أفلام وراء بعضها البعض ابتداء من الساعة العاشرة صباحا وحتي العاشرة ليلا دون تدقيق ومقابل شراء تذكرة واحدة. ومن الوسائل أيضا الاستعانة بأفلام لبنانية وسورية مليئة بالايحاءات المغرية من أفلام زمان حيث تظهر لقطات حميمة لأبو عنتر وغوار الطوشة ونبيلة كرم وأحيانا هند رستم ونبيلة عبيد وحسن يوسف قبل التدين وزبيدة ثروت وغيرهم من نجوم الأبيض والأسود .

واللجوء لأفلام الأموات طريق لبقاء الدور الشعبية علي قيد الحياة خصوصا وان غالبيتها تخلصت من كادرها الوظيفي فمن يقطع التذاكر في هذه الدور هو من يشغل العرض ويجلس الزبائن وينظم المرور وبسبب غياب التزاحم تبقي الدور الشعبية أبوابها مفتوحة تماما فحضور عرض سينمائي لنجم راحل لا يغري الكثيرين في هذه الأيام.

القدس العربي في 12 أبريل 2006

 

سينماتك

 

يحبذ التنقل بين أدوار متنوعة

جورج كلوني: ثروتي لا تنسيني الفقراء

ترجمة: د. محمد زهير

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك