ما يقوله شيخ المؤرخين عن بدايات السينما عندنا وإرجاعها إلي فيلم «توت عنخ آمون» أمر مردود عليه ولا يمكنه أن يفرض وجهة نظره علينا
«في بلاد توت عنخ آمون أول شريط عن مصر»

هكذا استعار الأستاذ أحمد الحضري بعضا مما كتب عن فيلم «توت عنخ آمون» الذي أخرجه فيكتور روسيتو، في مقاله المنشور في جريدة القاهرة في 28 مارس الماضي، محاولا إثبات أن الفيلم هو الفيلم الروائي الأول في السينما المصرية.

وهناك فرق شاسع أن نقول فيلما مصريا وفيلما عن مصر.. والغريب أنه بعد هذا الاستشهاد فإن الكاتب يؤكد أننا أمام فيلم مصري... وإذا كان هذا هو رأي شيخ المؤرخين السينمائيين في مصر فإن الواقع يري شيئا آخر.

تشير كافة الدلائل إلي أن فيلم «ليلي» الذي أنتجته عزيزة أمير عام 1927 هو الفيلم الأول في التاريخ السينما المصرية.. وأن المنافسة بين هذا الفيلم وأفلام أخري من ناحية العرض الأول تتمثل في فيلم واحد فقط هو «قبلة في الصحراء» الذي أنتجه وأخرجه إبراهيم لاما.

وكل ما لدينا من مراجع ووثائق مكتوبة عن الفيلم والسينما المصرية بشكل عام تؤكد هذه الأسبقية باعتبار أن المؤرخين دائما ما يقومون بتحية أوائل الأشياء مهما كان قيمتها.

وفي كتاب «تاريخ السينما في مصر» الذي كتبه أحمد الحضري ونشره نادي سينما القاهرة عام 1989 وأيضا في مقال الكاتب فإن المؤرخ واثق أن الفيلم الأول في تاريخ السينما المصرية هو «في بلاد توت عنخ آمون» وقد تحمس الأستاذ الحضري لهذا الاكتشاف وراح يدعمه بقوة شديدة لدرجة أننا صدقنا هذه المقولة للثقة الشديدة في جدية الباحث وقمنا بوضع الفيلم المذكور في الصدارة في الموسوعات التي أعددناها حول الأفلام المصرية.. ومنها «موسوعة الأفلام العربية» عام 1994، ثم «دليل الفيلم العربي في القرن العشرين» الصادر عن دار مدبولي مع مطلع عام 2001 .

ولكن بمراجعة ما كتبته الصحف في العشرينيات وما جاء في الكراسات الدعائية للأفلام في السنوات الأولي من تاريخ السينما المصرية ثم ما استعان به الباحث نفسه من مراجع أكدت جميعا أن فيلم «بلاد توت عنخ آمون» ليس أكثر من فيلم أجنبي تم تصويره في مصر وتمت الاستعانة بسينمائيين مصريين للعمل في الفيلم أسوة بالعديد من الأفلام الأجنبية العديدة التي تم تصويرها في مصر علي مدي قرابة ثمانين عاما.

السؤال المطروح هو: هل كانت هناك مؤامرة من أجل إحداث تعتيم ضد هذا الفيلم ولمصلحة من هذا التعتيم، وحسب التواريخ بأن هناك قرابة ثلاث سنوات بين الفيلمين؟

لمن كانت المصلحة في التعتيم؟ أعتقد أنه لا توجد مؤامرة وأن الفيلم ليس أكثر من فيلم بريطاني ينتمي إلي السينما البريطانية رغم أن مخرجه إيطالي الجنسية أقام في مصر بضع سنوات وليست له تجارب سينمائية أخري، لا داخل القطر أو خارجه أسوة بعشرات الأفلام التي أنتجتها فرنسا في المغرب العربي في السنوات نفسها، وأطلق عليها النقاد إنها أفلام استعمارية. ولم يجرؤ أحد بالمرة إلي القول إنها أفلام مغربية.

ففي الصفحة 170 من الكتاب استعان المؤرخ بما جاء في مجلة «الصور المتحركة» في 26 يوليو 1923 تحت عنوان «في بلاد توت عنخ آمون.. أول شريط عن مصر».

وهناك فرق كبير أن نقول إننا أمام أول فيلم عن مصر وبين أننا أمام أول فيلم مصري كما أن كل ما استعان به الحضري مما كتب عن الفيلم يؤكد أن فيكتور روسيتو حتي وإن كان قد عاش في القاهرة فهو لم يقدم فيلما مصريا وكل ما لدينا أنه أول فيلم عن مصر أو يصور في مصر وهناك بالطبع فارق في أن نقول فيلما مصريا مثلما جاء الوصف بالنسبة لفيلم «ليلي».

وما جاء حول الفيلم في جريدة «الأهرام» في 13 يوليو من العام نفسه، يعني أننا أمام فيلم عن مصر، وليس فيلما مصريا وبالجملة فإننا نثق أن نشر هذه الرواية في البلاد الأجنبية يعود بالفوائد الجمة علي مصر والمصريين لأنها ستظهرهم علي حقيقتهم لا كما يظهرهم بعض المغرضين في أوروبا وأمريكا لأن هذه الكتابة تعني أنه يمكن عرض الفيلم في البلاد الأجنبية وهذا أمر يحتاج لنقاش.

مثل هذا النوع من الكتابة يوجه إلي الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها عن مصر.. حيث هناك حساسية خاصة في إظهار مصر بصورة سلبية دوما في الأفلام الأجنبية كما أن مسألة عرض أفلام مصرية لم تطرح قط حول الأفلام التي أنتجت طوال السنوات العشر الأولي في تاريخ هذه السينما سواء كانت الذين أخرجوها من مصريين أو أجانب، لكنها كانت في الغالب تجارب متواضعة حتي وإن تم تصويرها في باريس ومنها أفلام مثل «أولاد الذوات» و«ياقوت».

كما أننا لم نر صورة واحدة للفيلم حتي الآن، ونعرف تماما أن كافة من كتبوا عن السينما لم يذكروا هذا الفيلم ضمن الأفلام الروائية واعتبره البعض فيلما قصيرا بسبب قلة المعلومات أشبه بأفلام أنتجتها شركة كوبرا في الستينيات حول الأوروبيين الذي يأتون لعمل أفلام عن مصر والغريب أن هذه الأفلام التي شاركت فيها أموال مصرية وفنانون من مصر قد سجلت دوما علي أنها أفلام غير مصرية ويمكن مراجعة ما كتب باللغة الفرنسية في الكتاب السنوي الذي كان يصدره في الستينيات المركز الكاثوليكي للسينما من تحرير فريد المزاوي الذي اعتبر أن أفلاما من طراز «كريم بن الشيخ» غير مصرية.

وعليه فما ينطبق علي فيلم «توت عنخ آمون» يقارب ما حدث بالنسبة للفيلم البريطاني «القاهرة» الذي قام ببطولته كمال الشناوي وفاتن حمامة وصلاح جاهين وآخرون إلي جوار جورج ساندر وريتشارد جنسون وغيرهما، وهو فيلم عن سرقة آثار مصر.. وليس فيلما مصريا.

الآن فإنني أعتبر أن «ليلي» هو بالفعل الفيلم المصري الأول في السينما المصرية وهو عمل له كافة أسباب أن يحمل الهوية المصرية وقد قرأنا عشرات المقالات التي تثبت أولوية السباق بين الفيلمين هما «قبلة في الصحراء» و«ليلي» حيث قيل إن فيلم إبراهيم لاما قد عرض أولا ولكن «ليلي» اعتبر الأول لأن منتجته مصرية، لكن أحدا من الذين أرخوا للسينما المصرية لم ينسب فيلم «في بلاد توت عنخ آمون» ضمن هذه المنافسة ومنهم إلهامي حسن، ومنير محمد إبراهيم، وهما أكثر المعاصرين لنا اهتماما بالسينما في تلك الحقبة.

والفيلم عرض لأول مرة في يوم الأربعاء 16 نوفمبر عام 1927 بسينما متروبول بالقاهرة ثم عرض في الجمعة 10 فبراير عام 1928 في سينما محمد علي بالإسكندرية.

وبمناسبة الاحتفال بالذكري الحادية والعشرين للفيلم صدر عدد خاص من مجلة فنية لم نستطع التعرف عليها لأن الهاوي الذي كان يجمع الدفاتر الدعائية للأفلام أو ما كتب عن السينما لم يكن يهتم كثيرا بتاريخ المجلات وتواريخها، لكن الوثيقة التي بين أيدينا بالغة الأهمية حيث جاء فيها علي لسان المحرر:

«يعرف قراء هذه المجلة ولا شك وداد بك عرفي أحد واضعي السينما المصرية وقد قدم وداد بك إلي مصر لأول مرة في عام 1925 فكان أول مخرج للأفلام المصرية وعلي يديه تم إخراج أول فيلم مثلته علي الشاشة عزيزة أمير وفاطمة رشدي وآسيا وماري كويني، والمرحوم أحمد جلال وبشارة واكيم وإليه يرجع الفضل في إنتاج أفلام السلطان عبدالحميد، والفاجعة، وإبراهيم باشا، والفاتح، وبيزنطية، ومدينة الدم، والقيصر، وحرب روما، والكوكايين، والجحيم.

حتي إذا كانت سنة 1929 استقبل الجمهور فيلمه الجديد «إيفان الهائل» أروع استقبال وهو الفيلم الذي كان قد مثل قصته علي مسرح الأوبرا يوسف بك وهبي وفرقته.

ويقيم وداد عرفي اليوم في تركيا مشتغلا بإخراج الأفلام التركية وقدم في هاتين السنتين رقما قياسيا بإخراج عشرة أفلام ووضع تسع سيناريوهات فضلا عن تمثيل أدوار البطولة كما كان يفعل في مصر في خمسة منها. وإنه ليسرنا أن ننشر هذا المقال الذي أتحفنا به وداد بك الذي لم ينسه بعد الشقة وطول العهد ـ حب مصر».

ومن الملاحظ أن هناك لغطا في المعلومات حيث ذكر المحرر أسماء مسرحيات علي أنها أفلام وهذا هو المقال المنشور:

في عام 1925 غادرت باريس إلي مصر ممثلا لشركة مركوس وستيجر الفرنسية وقد تفضل معالي محمود فخري باشا الوزير المفوض لجلالة الملك فؤاد في باريس بتحميل كتاب توصية ذكر فيه استعدادي لإخراج أفلام تاريخية عن مصر منها حب الأمير، وعايدة فسلمت هذا الكتاب إلي معالي سعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء فكان أن قابلني زيور باشا في نادي محمد علي وتحدثنا زهاء ساعتين عن إخراج أفلام تستمد حوادثها من التاريخ المصري كما أظهر أحمد حسنين بك اهتمامه البالغ بهذه المشروعات وإن أنس لا أنسي العناية التي أبداها إسماعيل بك شيرين والتسهيلات التي بذلها فؤاد بك شيرين وهو من محبي الفنون ولكن عقبات كثيرة حالت ـ للأسف ـ دون نجاح مشروع الشركة الفرنسية لأن فيلم «حب الأمير» تدور أحداثه حول حياة الرسول الكريم.

الأمر الذي نجم عنه إشكال قضائي مع من أبرمت بيننا وبينهم عقود العمل وحكم فيه ضد الشركة فعدت إلي باريس ولكنني لم ألبث أن تلقيت دعوة للعودة إلي القاهرة حيث كان في انتظاري فريق من المؤلفين المصريين والأجانب لإعداد مشروع لصناعة السينما المصرية.

وكما نلاحظ فإنه لو أن فيلم «توت عنخ آمون» ضمن المشروع المصري لذكر وداد عرفي ذلك لمحاولة للنيل مما فعلته به عزيزة أمير حين استبعدته عن الفيلم بحجة أنه لا يفهم في الإخراج السينمائي، والآن نستكمل ما كتبه وداد عرفي بعد سنوات عديدة من ظهور فيلم «ليلي»: «وفي هذه الأثناء زارني شاب عراقي اسمه جوزيف ساسون من الواضح أنه يهودي كما يبدو من الاسم، وأبلغني رغبة ممثلة مصرية في التعرف علي والتحدث معي وكانت هذه الممثلة هي السيدة عزيزة أمير، وفي فيلتها بقصر النيل عقدت بيننا أواصر الحديث وكانت أمنيتها الكبري أن تنتج أول فيلم مصري وبعد أخذ ورد دام ثماني وأربعين ساعة تم الاتفاق وجعلنا اسمه دعوة الله، وقام بتمثيل أهم الأدوار عزيزة أمير وأحمد جلال وأليس اليعازر (كانت حينئذ من فنانات مقهي الباريزانا) وأنا.

وقام بالتصوير توليو كياريني الذي كان يعمل أيام السينما الصامتة مع الممثلة بينا مينيكيلي.

وهكذا ولد أول فيلم مصري فقامت له الدنيا وقعدت واهتمت به الصحف وكانت حفلة عرضه في سينما متروبول من الحوادث الفذة وكان نجاحه شمالا كاملا.

وفي الوقت نفسه كانت محاولة مماثلة لمحاولتنا تتم في الإسكندرية علي يدي الأخوين بدر وإبراهيم لاما فلاقي فيلمهما نجاحا محدودا.

وبعد بضعة أيام اتصلت بي الممثلة الذائعة الصيت فاطمة رشدي وأطلعتني علي مشروع لإنشاء شركة سينمائية وكانت لي معرفة سابقة بها لأنها مثلت علي مسرحها روايات من تأليفي أذكر منها السلطان عبدالحميد، وللأسف فإن بقية المقال لم نستطع العثور عليها لكن الجزء الذي يهمنا هو أن وداد عرفي ذكر أن تجربتي فيلم «ليلي» و«قبلة في الصحراء» قد تمتا في الوقت نفسه وأنهما أولي التجارب في السينما المصرية، إلا أن وداد عرفي لم يذكر الخلافات التي تمت بينه وبين عزيزة أمير وبدا كأنه يذكر الفيلم بعنوان مقارب لعنوانه وهو «دعوة الله»، وليس «نداء الله»، رغم أنه يعرف أن الفيلم قد عرض باسم البطلة.

وحسب ما نشرت مجلة الموعد حول سيرة حياة عزيزة أمير أن أول فيلم صور في مصر ولا نقول «مصريا» بدافع من الدقة كان فيلم «قبلة في الصحراء» الذي أنتجه الأخوان لاما وأخرجه أحدهما إبراهيم وقام ببطولته ثانيهما وقد عرض في الخامس من مايو عام 1927 .

وبعد ستة أشهر من عرض الفيلم الأول وفي السادس عشر من نوفمبر قدمت الشاشة المصرية الفيلم الروائي الثاني فيلم «ليلي» الذي أنتجته ومثلت الدور الأول فيه عزيزة أمير فبدأ إخراجه الفنان التركي وداد عرفي ثم أكمله إستيفان روستي.

واختار الذين أرخوا للفترة الأولي من مولد السينما المصرية فأي من الفيلمين يعتبر المولود البكر للسينما، هل هو الذي سبق في رؤية النور أم ذلك الذي ولد من أم مصرية خاصة وأن الفيلم الثاني سبق الأول في تاريخ الإنتاج والتصوير ولكنه تعثر في التشطيب بسبب الخلافات بين البطلة والمخرج الأول.

والصورة التي حسمت الموقف جاءت في قلب الإفتاء بطريقة حاسمة «ليلي» هو الفيلم المصري الأول.

واستند الحكم الفني إلي أن الأخوين لاما كانا وافدين علي مصر من بلاد الاغتراب في حين أن عزيزة أمير هي مصرية لحما ودما عزيزة أعطت الفيلم الثاني الجنسية فأصبح بحكم الهوية هو الأول.

ورغم الاعتزاز بالمصرية فإن منطق النقاد دوما متقلب فقد اعترف بعضهم بأن فيلم «في بلاد توت عنخ آمون» هو الأول رغم أنه خارج الدائرة ، ولا أعتقد أن ثلاثة أعوام ونيفا يمكن أن تكون فترة طويلة بحيث ننسي بسرعة أنه قد تمت صناعة فيلم مصري قبل ذلك هذا إذا كان مصريا، ونحن نشك في ذلك.

كما أن بعض النقاد أعطوا شهادة ميلاد أي فيلم من خلال تاريخ عرضه التجاري وراح البعض الآخر ولأغراض خاصة بإقامة مهرجان الأفلام الروائية بإعطاء شهادة ميلاد فيلم من خلال تاريخ خروجه في المعامل حتي وإن كان تليفزيونيا أو ظل مركونا في العلب دون عرض لسنوات عديدة.

لا شك أنه حدث عرض أول فيلم مصري يستحق الاحتفال به مثلما حدث ليلة عرض فيلم «ليلي» لكن أن نعيد تأريخ السينما المصرية لمجرد خبر منشور حول فيلم عن مصر ثم تمثيله في القطر المصري وجميع المناظر فيها صورت في الإسكندرية والممثلون الذين قاموا بالرواية ثلاثة منهم إيطاليون واثنان مصريون.

ليس بما تنشره الصحف فقط يؤرخ للأفلام.

أما مسألة تأريخ السينما المصرية يجب ألا يتم من خلال الأفلام الروائية فذلك أمر آخر يحتاج إلي الكثير من المراجعة.

جريدة القاهرة في 11 أبريل 2006

 

طارق الشناوي يكتب: «كدبة أبريل» لا تلعب بأعراض الناس!!

أبو لمعة يعلن «يوم القيامة».. عبدالحليم حافظ يفضح هاني شاكر.. الفيشاوي يعترف بابنته لينا!!  

في مطلع الستينيات وعلي موجات صوت العرب أعلنت أشهر وأهم إذاعة عربية بكل ما كانت تحمله من مصداقية أيام الإذاعي الكبير.. مد الله في عمره ـ أحمد سعيد أن يوم القيامة الآن وقد بدأت معالمه وأنه خلال ساعات قليلة سوف يفني العالم.. صدق الناس تلك الكذبة لأن الجرائد كانت قد أشارت قبل بضعة أيام قلائل أن بعض العلماء قد حددو موعد يوم القيامة بعد أيام.. وهو نفسه يوم الإعلان الذي قدمته الإذاعة وحدثت في مصر قيامة حقيقية بعد هذا الإعلان المثير الذي قدمته الإذاعة لأن صوت العرب الذي يهاجم الرجعية والفساد ويشن حملات غاضبة ضد كل ما هو زائف يبشر الناس لا يمكن أن يشارك في ترويج أكاذيب.. وبعد أن سيطر الهلع علي الجميع.. حاولت أجهزة أمن الدولة إيقاف الحلقة ولم يكن أحد يجرؤ علي أن يفرض رأيا علي الإذاعة في عز قوة الإذاعي الكبير أحمد سعيد، وكان أحد المقربين إلي الرئيس جمال عبدالناصر والذي حدث هو أن أمن الدولة بعد نهاية الحلقة علي الهواء انتظرت مخرج الحلقة المسئول عن هذا البرنامج الإذاعي اللامع وجدي الحكيم وكاتب سيناريو الحلقة والذي شارك بالتقديم بصوته أبو لمعة الأصلي «محمد أحمد المصري» ومعه الخواجة «بيجو» فؤاد راتب، والممثل حسين عبدالنبي حيث شاركوا في تقديم الحلقة وبرغم أن النهاية جاءت مع كلمات أبو لمعة بأن هذه مجرد مزحة مع الجمهور حيث كان الناس ينتظرون في اليوم التالي بداية شهر رمضان.. وكل محطة إذاعية تسعي للاستحواذ علي جمهور المستمعين لأن التليفزيون عام 1961 لم يكن له تلك الجاذبية التي نشاهدها هذه الأيام فلم يكن قد مر علي افتتاحه سوي عام واحد.. وبدأت تحقيقات أمن الدولة تتهم كل من شارك في البرنامج بأنه ساهم في تكدير الأمن العام وهي تهمة تؤدي لا محالة لو صحت إلي السجن ولكن كما روي لي الإذاعي وجدي الحكيم الذي قدم هذه الواقعة... نقلا عنه وعلي مسئوليته أن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد استمع إلي الشريط الإذاعي وطالب بالإفراج عن الفنانين فورا وقال إن من حق الإذاعة أن تبحث عن أسلوب تحقق من خلاله الجاذبية ووجد عبدالناصر أن هذه وسيلة مشروعة. وخرج الأربعة المتهمون من قضية أمن الدولة سالمين، وواصلو برنامجهم الرمضاني!!

تذكرت هذه الواقعة التي حكاها لي شاهد الإثبات المخضرم «وجدي الحكيم» وأنا أتابع أصداء لعبة «كذبة أبريل» والتي قدمتها قناة المنوعات في برنامج المصوراتي الذي يقدمه الزميل المصور الصحفي عادل مبارز حيث إن البرنامج قدم للجمهور خبرا عن صلح قادم بين أحمد الفيشاوي وهند الحناوي، وأن فاروق الفيشاوي لعب دورا إيجابيا في هذا الصلح.. وقامت الدنيا وذهب «فاروق» بنفسه لنفي الخبر.. وقال «عادل مبارز» إنه وقع في مكيدة نصبتها له معدة البرنامج عندما أخبرته بأنها استشعرت بوادر الصلح بين أسرتي الفيشاوي والحناوي وبالطبع لا أدري ما علاقة كذبة أبريل بتقديم سبق صحفي عن صلح واعتراف بطفلة هي لينا والدخول إلي قضية شائكة تتعلق بإثبات بنوة لا تزال المحاكم تنظرها حتي الآن.. المنطق الذي أفهمه هو أن البرنامج قرر أن يقدم فقرة مثيرة عن كذبة أبريل وعندما وجد أن الأوراق ضده تراجع.. والمشكلة ليست في كذبة أبريل ولا في اللعب بتلك الأوراق فهي مثل الكاميرا الخفية التي تري منها عشرات البرامج التي تنهال علينا في رمضان وغير رمضان.. بل إن عددا من الجرائد تنشر بابا ثابتا عنوانه «خبر لم يحدث» ولكنها تحذر القارئ بأن الخبر لم يحدث. الورطة التي وقع فيها البرنامج أرسلتها سلمي الشماع رئيسة قناة المنوعات للشئون القانونية.. سببها فجاجة أوراق اللعب وليس نوع اللعب نفسه، أتذكر مثلا أن الكاتب الصحفي «نبيل عصمت» نشر عام 1976 أهم كذبة فنية في أول أبريل وكانت كلمات الخبر التي نشرها في باب «أبو نظارة» تقول: إن عبدالحليم حافظ سوف يذهب إلي معهد الموسيقي العربية ومعه هاني شاكر وكان هاني قد حقق نجاحا ملفتا جدا وبعض الأقلام اعتبرته مهددا لعرش عبدالحليم وهكذا اختار نبيل عصمت حدثا يبدو خياليا ولكنه قابل للمصداقية إذا أراد الناس أن يصدقوه وهو أن هاني شاكر يضع في حنجرته صفارة صناعية حتي يقترب في أدائه الصوتي من عبدالحليم حافظ.. الأمر يبدو بعيدا عن أي تصديق لمن يعرف علم الأصوات أو حتي يقرأ عنه إلا أن الآلاف تدافعو إلي مبني جريدة «الأخبار» الكائن في شارع الصحافة بجوار معهد الموسيقي العربية مسرح الحدث ولكن لا عبدالحليم ذهب للمعهد ولا هاني شاكر ولا توجد صفارة داخل حنجرة هاني شاكر وانتهت المزحة، إلا أن الأمر لم يدخل في أعراض الناس ولا في إنكار بنوة طفلة!!

إنه خطأ ولا شك في الاختيار.. فإذا كانت مزحة يوم القيامة وصفارة هاني شاكر تقبلها الناس باعتبارها مداعبة فإن اعتراف أحمد الفيشاوي «بابنته لينا» وإغلاق هذا الملف الشائك المفتوح أمام القضاء والرأي العام دخلت في إطار اللعب الممنوع لأنه يجرح ويدمي وينفذ مباشرة إلي أعراض الناس!!

جريدة القاهرة في 11 أبريل 2006

تعليقًا علي الأزمة المفتعلة لفيلم «ويجا» 

محمد شبل

لماذا لم يتضمن القرآن الكريم آية واحدة تتوعد الشعراء بالعقاب وعذاب الآخرة؟! ومطلوب من «علماء الإسلام» تحقيق هذه المعادلة الفكرية في عقول شباب الأمة، يعلمون شبابنا كيف يميز بين الضلال والهداية، بين الحق والباطل ولا نسمح للآخر أن يجعل عقلنا أسيرا لفكره وتابعا له.. أيضا نعلم شبابنا أن مواجهة الباطل لا تكون بالانفعالات الملتهبة التي تجرنا إلي الخطأ، وإنما تكون بأخذ مواقع القوة والغلبة والسيطرة علي عقل الآخر وثقافته حين نكشف الزيف ونفضح دعاوي الباطل بالحكمة التي لا ترد.

تعليقًا علي الأزمة المفتعلة لفيلم «ويجا»

لماذا لم يتضمن القرآن الكريم آية واحدة تتوعد الشعراء بالعقاب وعذاب الآخرة؟!

الفطرة التي خلق عليها الإنسان تجنح أحيانًا إلي الشر.. ومن ثم يجنح الإبداع ويتجاوز أحيانًا.. والحساب مؤجل إلي يوم القيامة < عندما كتب الغزالي كتابه «تهافت الفلاسفة» رد عليه ابن رشد بتهافت التهافت.. ولم يلجأ أي منها إلي تكفير الآخر.

هذا مشهد آخر من المشاهد التي تمر بنا كثيرا: فيلم اسمه «ويجا». نشرت بعض الصحف أن علماء وشيوخا بالأزهر أبدوا استياءهم من الصور التي ظهرت بها بطلة الفيلم، حيث ترتدي الحجاب ثم تمارس الدعارة.. وطالب العلماء بمنع عرض الفيلم. وقال «د. نصر فريد واصل» المفتي الأسبق: إن الفيلم يعكس ثقافة علمانية، وإنه نتاج للغزو الثقافي الذي يهدف إلي هدم قيم وأخلاق المجتمع وإضعاف عقيدة المسلمين، وطالب بضرورة عرض الأعمال الفنية والكتب والمؤلفات علي «مجمع البحوث الإسلامية» قبل عرضها أو نشرها (!!).. وفي نفس الوقت نشرت الصحف رأي مخرج الفيلم «خالد يوسف» الذي قال: إن الشيوخ الذين يرفضون الفيلم لم يشاهدوه، مطالبا إياهم بمشاهدته ثم يأتون ليناقشوه فيه (!!)

نتحدث مرة أخري عن «الإبداع»: ما هو الحسن وما هو القبيح؟ وهل يقبل كله، أم يقبل بعضه ويرفض البعض؟ وما العمل في مواجهة الإبداع المرفوض؟

أوجه الخلاف

يدخل الحوار فريقان:

الفريق الأول: الشيوخ ومن يتبعونهم ويقول قائلهم: «إن لفظ الإبداع يطلق في الأعم الأغلب علي القول أو الفعل المبتكر المتميز في بابه وفي مجاله، وهو في الوقت نفسه ترتضيه لسموه القيم الدينية القويمة، وتقره العقول الإنسانية السليمة لجماله وبهائه وتسعد به المشاعر النقية والقلوب السوية لما فيه من تفوق واضح ومن جديد غير مسبوق وليس من الإبداع المقبول كل تعبير أو تصوير أو فعل تأباه مكارم الأخلاق، وتمجه الفطرة الإنسانية، ويزدريه الذوق السليم لقبحه ولإثارته للشهوات الآثمة وللغرائز الماجنة وللمفاسد التي تهدم الفضائل وتحرض علي الرذائل.. ويكفي أن لفظ «البديع» اسم من أسماء الله تعالي وصفة من صفاته الجليلة، قال تعالي: (بديع السموات والأرض وإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون) «البقرة: 117». أ. هـ. من الواضح أن هذا الفريق لا يقبل الإبداع الذي لا يتماشي مع قيم الدين ومثله العليا، ومن ثم فهو ممنوع من التداول محظور علي الناس، ويجب أن تقف له السلطة بالمرصاد (!!)

الفريق الثاني وهو يمثل المبدعين في كل الفروع، ويقول قائلهم:
ـ إن تعريف «الإبداع» يمكن أن نصل إليه من المعجم، في مادة «بدع»: بدعه = أنشأه علي غير مثال سابق.. بُدع الشيء = صار غاية في صفته خيرا كان أو شرا.

من هنا فإن الإبداع يحمل الخير والشر. منه الصالح والفاسد، لأن هكذا الإنسان وهذه صفاته، والإبداع مرآة تعكس صورة الناس... إن سورة الشمس في كتاب الله تقول: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).. والإبداع هو تعبير عن النفوس الإنسانية.. وما ألهمها الله من فجور وتقوي. الطاهر منها والملوث. فيه نبل الإنسان وسموه، كما أن فيه فجوره وشهواته. فيه طاعته وفيه عصيانه. فما نبل وسما فإنه يتفق مع قيم الإسلام، أما ما انحط وسفل فإنه يجافي قيم الإسلام، لكنه ليس إلا انبعاث النفس الإنسانية كما فطرها الله وبث فيهاالتقوي والفجور، الطاعة والمعصية والله تعالي أجل الحساب عليه إلي يوم القيامة.. وللمؤمنين الذين يضيقون بأنماط منه أن يعتبروها امتحانا لصلابتهم. ولن تكون مواجهة الامتحان بالقضاء عليه وإزالته وإنما بالنجاح فيه والانتصار عليه.. والقول الفصل: إن أي تقييد للإبداع يفسد أكثر مما يصلح. وإن الموقف إنما يتحدد من الداخل لا من الخارج: من نفس المبدع ونفس المتلقي وليس من رقابة السلطة أو تقييدها.

الإبداع والعصيان

ويخاطب الفريق الثاني الفريق الأول:

تقولون إن الإبداع هو الخير وحده بدليل أن لفظ «البديع» اسم من أسماء الله تعالي وصفة من صفاته الجليلة، حيث قال تعالي: (بديع السموات والأرض) ـ أفلا ترون أنه بحكمته أبدع «الشيطان» وهو شر محض؟.. وأنه ـ عز وجل ـ قضي أن يوسوس الشيطان للبشر بما يخالف قيم الدين؟ وقضي ـ جل جلاله ـ أن يكون الإنسان ضعيفا أمام غرائزه فقال: «وخلق الإنسان ضعيفا؟ وقضي ـ سبحانه ـ أن يحب الناس الشهوات حبا جما، فقال: «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث». بهذه الفطرة التي فطر الناس عليها يجنح الكثيرون إلي العصيان، ومن ثم يجمح الإبداع ويتجاوز.. حدث ذلك في الماضي، ويحدث في الحاضر، وسوف يحدث في المستقبل.

وانظر في قصة «آدم» أبي البشر كما جاءت بكتاب الله برموزها ودلالتها وروعتها.. وتأمل آدم في حضرة ربه الخالق، محاطا بعظمته وجلاله مغمورا بنعمته وعطائه.. ومع ذلك يعصي أمره ويأكل من الشجرة المحرمة بإغواء «الشيطان». هذا هو الإنسان الذي كرمه الله ومنحه الحرية. فلم يصادر المولي ـ سبحانه ـ حرية الشيطان في الإغواء، ولم يصادر حرية آدم في الاختيار.. إنما أصدر الأمر له وأنذره بالجزاء، حيث قال له: يا آدم إن الشيطان عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقي».

من ثم فإن جزاء الإبداع المخالف مؤجل إلي يوم القيامة.. وليس لأحد أن يصادر حرية أحد في القول والفعل، إلا أن يكون في هذا القول أو الفعل إضرار بالناس.. مثل القتل، أو الزني، أو عقوق الوالدين، أو أكل أموال الناس، أو شهادة الزور التي تبرئ مجرما وتدين بريئا. إلي غير ذلك من جرائم العدوان.. أما نزوات المبدعين فهي سمة الإنسان حال حياته في الدنيا... فمثلا:

قال البعض ـ كما نقرأ في القرآن ـ «إن الله فقير ونحن أغنيا».. وقالوا: «يد الله مغلولة» ولم يرد عليهم القرآن إلا بالقول: «غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا».

وقال البعض ـ كما نقرأ في القرآن ـ عن الرسول: إنه ساحر وكاهن ومجنون.. ولم يمنعوا من القول قسرا.

وأنكر الفيلسوف الفقيه «ابن رشد» معجزة «إبراهيم» (عليه السلام) بمنطق علمي محض فقال: لا يعقل أن يرمي إبراهيم في النار ولا يحترق إلا إذا كان جسمه من حديد أو كانت النار لا تحرق!! ورد عليه حجة الإسلام «أبو حامد الغزالي» برد علمي أيضا فقال: إن علّة عدم احتراق جسم إبراهيم أنه: يجوز أن كائنات غير منظورة أحاطت جسمه بغلاف غير منظور غير قابل للاحتراق (كتاب تهافت الفلاسفة، كتاب تهافت التهافت).. ولعلك تلاحظ من عنواني الكتابين أن الغزالي لم يرم «ابن رشد» بالردة والكفر وإنما بالتهافت. والتهافت «معجميا» هو الخفة والتناقض وعدم الروية (الله يرحكم)!!

وقال «ابن عربي» في غرور ودلال عجيب متحدثا عن ربه: «فأعطيناه ما يبدو به فينا وأعطانا/ فصار الأمر مقسوما بإياه وإيانا» (!!)

وقال «أبو العلاء المعري»: قلتم لنا خالق حكيم/ صدقتم هكذا نقول/ زعمتموه بلا زمان/ ولا مكان ألا فقولوا/ هذا كلام له خبيء/ معناه ليست لنا عقول (!!)

وقال أيضا: (في اللاذقية فتنة/ ما بين طه والمسيح/ هذا بناقوس يدق/ وذا بمئذنة يصيح/ كل يزكي دينه/ يا ليت شعري ما الصحيح؟!)

وقال «أبو الطيب المتنبي»: أي سماء ارتقي/ أي عظيم اتقي/ وكل ما قد خلق الله وما لم يخلق/ محتقر في همتي كشعرة في مفرقي (!!)

وهذا شاعر مدح الخليفة قائلا: ما شئت لا ما شاءت الأقدار/ فاحكم فأنت الواحد القهار. وذخرت كتب السلف ـ شعرا ونثرا ـ بكل الشطحات والانفلاتات والتجاوزات.. هذا هو الفن: خيال وتمرد ونزوات.. ولقد وصف الله عز وجل الشعراء في كتابه فقال: (أم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون).. لكنه أبدا لم يعدهم بالعقاب في الدنيا أو الآخرة.

نظرة متعقلة

والسؤال الآن هو: كيف نتصرف مع الإبداع الجامح؟

لقد أجاب عن هذا السؤال فقيه ممن يعتبرون من الفريق الأول.. بعد أن فكر وقدر.. وألقي علي المشهد نظرة فاحصة.. فكان رأيه أن تُنحي جميع أعمال المصادرة والحظر.. ونادي بالمواجهة والرد، فكتب يقول:

لقد أصبحنا في عالم بلا حدود، تقتحم فيه الوافدات الثقافية المختلفة ـ ما بين مفيد وضار ـ أسماعنا وأبصارنا وعقولنا وحواسنا عبر «الإنترنت» والأقمار الصناعية، وأصبح علي المسلم المعاصر أن يتعلم فقه «المواجهة»: كيف يميز وكيف يختار.. حيث لا تقبل فكرة الانعزال عن العصر والمجتمع، بل لابد أن يعيش عصره بكل أبعاده الثقافية والمعرفية.. لكنه مع ذلك مطالب بالالتزام بمعايير الإيمان بالقيم والفضائل. ومطلوب من «علماء الإسلام» تحقيق هذه المعادلة الفكرية في عقول شباب الأمة، يعلمون شبابنا كيف يميز بين الضلال والهداية بين الحق والباطل ولا نسمح للآخر أن يجعل عقلنا أسيرا لفكره وتابعا له.. أيضا نعلم شبابنا أن مواجهة الباطل لا تكون بالانفعالات الملتهبة التي تجرنا إلي الخطأ، وإنما تكون بأخذ مواقع القوة والغلبة والسيطرة علي عقل الآخر وثقافته حين نكشف الزيف ونفضح دعاوي الباطل بالحكمة التي لا ترد، وأن نتحرك في ثبات وحكمة، فالباطل هش ضعيف سرعان ما يتبدد.. وكم من دعاوي، وكم من كيد ومكر، وكم من إساءة علي مر الزمن وُجهت لهذا الدين العظيم ورموزه المقدسة، فما ازداد هذا الدين إلا عظمة وقدسية.

جريدة القاهرة في 7 أبريل 2006

 

سينماتك

 

محمود قاسم يرد علي أحمد الحضري:

من له الحق في أن يقول الحقيقة

حول التاريخ الحقيقي للسينما المصرية

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك