الذين واكبوا سلسلة “جيمس بوند” التي بدأت سنة 1962 (رسمياً وليس حين الدخول في التفاصيل) لابد أنهم يتساءلون أحياناً عما إذا كان هناك خداع أكبر حجماً من ذلك الذي توفّره أفلام هذا العميل الذي يعمل بلا كلل والمعروف بصفر صفر سبعة. لو اعتبرنا أن جيمس بوند سنة 1962 كان في الثالثة والثلاثين من عمره. وأنه في العام 1973 أصبح في الثالثة والأربعين وبعد عشر سنوات تخطى الخمسين بثلاث سنوات، ماذا الذي يمكن له أن يفعله الآن وقد تخطّى السبعين؟

منطقياً، ويجب النظر منطقياً حتى إلى عمل خيالي لأن ذلك ما يمنحه القدر المفترض من التصديق، لا يستطيع جيمس بوند أن يبقى ذلك الرجل في ثلاثينات حياته أو أربعيناتها لأكثر من أربعين سنة. ناهيك عن أنه، في فيلمه الجديد، سيرجع، سناً، إلى الوراء بضع سنين، فالممثل المختار للدور (دانيال كريج) أصغر سناً من شون كونري الذي توقف عن المهمة سنة 1971 وأصغر من روجر مور حين استلم المهمة سنة 1973 وأصغر من خلفائهما حين بدأوا تمثيل الشخصية وهم جورج لازنبي (1969) وتيموثي دالتون (1987) وبيرس بروسنان (1995).

إنه ليس دراكولا، أليس كذلك؟ دراكولا مكتوب ومصنوع على ألا يكبر أو يشيخ. هذا من صلب اختراعه، لكن بوند مكتوب على أنه بشر مثلنا جميعاً ومهما كان منيعاً وقوياً ومسلحاً وحتى لو خرج من كل مغامرة سليماً فإنه لابد له أن تظهر على ملامح وجهه بعض التجاعيد. شيب في الشعر أو ربما سقوط شعره، وإن ليس هذا أو ذاك، فلربما كرش صغير، وإذا كان الرجل لا يكل من الحفاظ على نفسه وصحّته، فلابد من بطء في الحركة... يا أخي... لابد له من التقاعد. أليس كذلك؟

صحيح. باستثناء حالة واحدة: أن تكون كل أفلام جيمس بوند ذات أحداث تقع في الستينات. من أوّلها (دكتور نو) إلى آخرها (مت في يوم آخر  2002). لكن الحقيقة هي أن بوند، شاب وعلى درجة واحدة من اللياقة والقوّة لا تتغيّر، وكابد مؤامرات الحرب الباردة في الستينات وبداية عصر التكنولوجيا المتقدّمة في السبعينات، والتحوّلات الكبيرة لعالم بات يزخر بالحروب غير المباشرة في الثمانينات وحتى اليوم، كل هذا وهو على حاله، فقط العالم من حوله هو الذي يشيخ.

حالياً في جزر الباهاما يصور آخر المشاهد التي تقع فوق تلك الجزيرة، قبل الانتقال إلى باريس ولندن وبضع عواصم أخرى حسب قصة الفيلم الجديد  الحادي والعشرين في السلسلة  “كازينو رويال” وذلك يعكس حالة استثنائية أخرى في عالم السينما من حيث إن المنتج الراحل كوبي بروكلي استحوذ على رخص تحويل كل قصص الكاتب إيان فليمنج ما عدا رواية: “كازينو رويال” التي حولت إلى السينما سنة 1968 على يدي المخرج الأمريكي الراحل جون هيوستون. لم يكن فيلم مغامرات بالمعنى نفسه الذي جاءت عليه أفلام جيمس بوند قبله وبعده، بل كان مغامرة تشوبها الكوميديا والسخرية وجيمس بوند لم يكن البطل الوحيد فيها.

في الإعادة هنا إفادة من حيث إن “كازينو رويال” الجديد لا ينضم إلى باقي فريق السلسلة فقط، بل يصبح مشابهاً لها.

أكثر من ذلك، ملاحظة أنه من بعد أن انتهت سلّة المنتجين من قصص إيان فليمنج الأصلية، بوشر بتأليف ما يماثلها. فالمسألة بالنسبة إليهم هي أنه لا يجوز التوقف عن تحقيق هذه السلسلة مادام مدخول الواحد منها (كمعدّل يبلغ 173 مليون دولار)، لذلك كتب مايكل ويلسون (الذي يلعب الآن دور المنتج لجانب باربرا بروكلي، ابنة المنتج الراحل) بعض الروايات وكتب آخرون بعض الروايات وكلها مستوحاة مما كان يواكب العصر من أزمات وحروب ومشاكل، على نحو مباشر أحياناً وغالباً بشطحات من الخيال الواسع.

“كازينو رويال” كانت الرواية الأولى بين أعمال إيان فليمنج صدوراً، نُشرت سنة 1953 أي قبل تسع سنوات من ظهور الفيلم الأول “دكتور نو” الذي أخرجه ترنس يونج وقام ببطولته شون كونري.

كونري بقي في الخدمة لحين مجيء الممثل الاسترالي جورج لازنبي ليحل محلّه سنة 1969 الفيلم الذي لعبه لازنبي كان “في خدمة صاحبة الجلالة” وكان من إخفاقات بوند النادرة. الجمهور لم يحب لا الممثل ولا الموضوع الذي يتحوّل فيه بوند من المغامر الكبير إلى المنتقم من قاتل المرأة التي تزوّجها. بعد هذا الفيلم، وعلى الرغم من أن كونري كان أعلن اعتزاله، الا أنه خرق الوعد بالاعتزال ومثّل بطولة “أبداً لا تقل أبداً”. ولهذا الفيلم قصّة خاصة. أحدهم اكتشف أن المنتج كوبي بروكولي لم يعد يملك رخصة القصة الأصلية وهي “ثندربول” (التي كانت حولت إلى فيلم سنة 1965)، فأنتجها تحت عنوان “أبداً لا تقل أبداً”. إرفن كيرشنر أخرج هذا الفيلم ووضع فيه كل ما لديه من ثقل دم وحقد على العرب.

سنة 1973 احتل روجر مور الدور للمرة الأولى عبر فيلم “عش ودع غيرك يموت”. الكثيرون حينها قارنوا بينه وبين شون كونري وانقسموا أيهما أفضل. الحقيقة أن كونري مثّل بوند بدقة ومور عكسه براحة، الأول منحه الوجه الأكثر جدية، والثاني أعطاه قدراً أكبر من المزح والسخرية. لكن كليهما كان مقنعاً وجيّداً.

بعد سبعة أفلام من بطولة روجر مور في الدور أدرك الجميع أن الممثل تجاوز السن المحددة للشخصية وفي مقدّمة الذين أدركوا ذلك الممثل نفسه فتنحى عن الشخصية التي مثلها بعده تيموثي دالتون في “أضواء النهار”. تيموثي، مثل مور، كان ممثلا تلفزيونياً في الأساس، وأمد الشخصية ببعد آخر. من كونري الجاد إلى مور الفكه إلى دالتون الأكثر دكانة.

ثلاثة أفلام لدالتون في الدور ثم جاء الممثل بيرس بروسنان الذي كان رُشّح للدور قبل تيموثي دالتون، لكن بروسنان لم يكن جاهزاً لأن عقده التلفزيوني منعه. بعد أربعة أفلام من بطولته انتهى عقده بخلاف بينه وبين منتجي بوند عندما رفع بروسنان أجره، فتخلّى عنه المنتجون واستبدلوه ببطل بوند المقبل دانيال كريج.

هذه المرّة العدو ليس منظوراً، ليس لأن “كازينو رويال” اخترع أعداء أقوى من السابق، بل لأن العدو المرتقب من خارج الفيلم الأساسي فدانيال لم يستحوذ على إعجاب الكثيرين قبل ولوجه الفرصة وليس لديه، في نظر عديدين، المزايا المهمة التي لا غنى عنها. والإعلام الغربي انضم لهؤلاء المتحفّظين. ومن بين العديد من العناوين الطائشة التي تابعها هذا الناقد هناك واحد يعبّر عن الوضع الحالي، فعوضاً عن عبارة “بوند... جيمس بوند” الشهيرة التي كررها كل ممثل لعب الشخصية نشرت صحيفة “دايلي ميرور” البريطانية عنواناً قريباً لكنه مختلف المعنى. قالت: “بلاند، جيمس بلاند” ولَفٌ بالإنجليزية معناها “رقيق الحاشية” أو “طري العود”.

هل دانيال كريج أطرى وأرق من أن يقنع هواة بوند بأنه الممثل الصالح للدور؟ المؤكد هو التالي: هذا أول بوند بشعر أشقر... ما يستدعي إطلاق الوصف التالي عليه: “بلوند... جيمس بلوند”.

الخليج الإماراتية في 10 أبريل 2006

 

متفائل بمحاولات صنع أفلام خليجية

نور الشريف: السينما ستتغير بعد "حليم" و"عمارة يعقوبيان"

الكويت  الحسيني البجلاتي

رفض الفنان نور الشريف الاجابة عن أية أسئلة شخصية تدور حول أسباب انفصاله عن زوجته الفنانة بوسي، وشن هجوماً عنيفاً على موجة السينما الكوميدية الجديدة، وأعاد انتشارها في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الأول في نادي السينما الكويتي وأداره مدير النادي الناقد عماد النويري الى أربعة أسباب.

قال الشريف: إن أول الأسباب الغياب الكامل لدور الدولة في حماية الفن الجيد، وموافقتها ضمنياً على تغييب النشاط الفني في المدارس والجامعات منذ بداية الثمانينات تحت ضغط الجماعات الدينية المتطرفة، وعدم ايمانها بأهمية الثقافة والفن في حياة الشعوب، والثاني هو انسحاب كبار المنتجين المحترمين أمام زحف نوعية جديدة من المنتجين لا هدف لها سوى الربح على حساب أية قيمة، والثالث قلة وعي وثقافة معظم نجوم تلك الموجة، وانشغالهم بالشهرة والمال على حساب قيمة ما يقدم من أعمال، الرابع القنوات الفضائية التي حولت شبابنا الى مسخ وانحدرت بالذوق العام الى الحضيض.

وأضاف الشريف الذي يحاضر لأعضاء النادي بمناسبة بدء دورة إعداد الممثل: علينا أن نعترف أن هناك مستويين من الجمهور ومستويين من العرض الفني، ففي الخمسينات والستينات وحتى السبعينات كانت هناك دور سينما الدرجة الأولى والثانية التي تقدم نوعية راقية من الأفلام، وكذلك دور السينما الشعبية التي تقدم نوعية راقية من الأفلام، وكذلك السينما الشعبية التي تقدم ثلاثة أفلام بتذكرة واحدة رخيصة الثمن، الآن اختفت معظم هذه الدور.

وتوقع الشريف أن تنتهي تلك الموجة قريباً، وقال: “مثلما اختفت موجة المسرح السياحي والاستعراضي وحتى الكوميدي لدرجة أن نجماً بححم عادل امام كان يعمل أثناء الموسم الصيفي ثلاثة أيام فقط، ستنتهي تلك الموجة من الأفلام بعد أن يمل الجمهور من استهلاكها، وكنت أتوقع نهايتها منذ سنتين او ثلاث لو أن من يقدمونها كانوا يعملون مثلنا أربعة وخمسة أفلام في العام لكنهم يعملون فيلماً واحداً، ومع ذلك وصل الجمهور الى حالة تشبع واختفى بعضهم والباقي في طريقه الى الاختفاء، بل أتوقع أن بعضهم قد يقدم على الانتحار عندما لا يسمع جرس هاتفه ولا مرة واحدة بعد أن أوهمهم المنتجون أنهم “حاجة محصلتش”.

وأشار الى أنه ينتظر عرض فيلمه “عمارة يعقوبيان” قصة علاء الاسواني، سيناريو وحوار وحيد حامد وبطولة عادل امام ويسرا وخالد الصاوي وهند صبري واخراج مروان حامد وكذلك فيلم “حليم” اخراج شريف عرفة وبطولة احمد زكي بفارغ الصبر. وأضاف: “أعتقد أنه في حالة تحقيق الفيلمين نجاحاً جماهرياً وايرادات جيدة، ستتغير الخريطة السينمائية وتعود الأوضاع الخاطئة الى التصحيح مرة أخرى، لأن ذلك سيشجع المنتجين على تقديم نوعية مميزة من الأفلام بعيدة عن الأفلام التجارية”.

ورفض نور تصنيفه وتقييمه تبعاً لأجره المادي او نجاح أعماله جماهيرياً، وقال: “سيظل أجر النجم مرتبطاً بما يحققه من ايرادات وليس لهذا الأمر أية علاقة بالقيمة الفنية التي يقدمها، اما النجاح الجماهيري فأقول إن لكل فيلم زمني عرض، الأول عند تقديمه الأول وقد لا يحقق أي نجاح يذكر، ويكفي أن أقول إن أعظم أفلام السينما المصرية مثل “المومياء” الذي وضع مخرجه شادي عبدالسلام في قائمة أفضل مائة مخرج في العالم، لم يحقق أي نجاح جماهيري، وهنا نأتي الى زمن العرض الثاني وهو بعد مرور سنوات على انتاج الفيلم ونلاحظ أن “المومياء” أكثر فيلم مصري حقق ايرادات في تاريخ السينما، من عائد توزيعه وإعادة عرضه في محطات التلفزيون العالمية.

وأبدى نور الشريف اندهاشه من عدم وجود سينما خليجية وقال: “أنا مندهش كمواطن عربي، لأن الميزانية هي سبب توقف السينما وأتصور أن هذه المشكلة يجب ألا تكون حاضرة في الخليج، والكويت على سبيل المثال بدأت في السبعينات وقدم خالد الصديق فيلمي “بس يا بحر” و”عرس الزين” ثم توقفت ولم يحاول أحد بعده، لكنني متفائل قليلاً الآن بالمحاولات التي يقدمها البعض في الكويت والبحرين والامارات رغم انني لم أشاهدها، لكنني أعتقد أن ما قدم من أفلام يستحق التحية حتى إذا كان مستواها الفني لا يرضي البعض”.

محاذير

ونفى نور الشريف وجود أية مشاريع لتقديم مسلسل عن حياة المناضل الليبي “عمر المختار” وقال: “قرأت مثلكم هذا الخبر لكن لا أعرف مصدره ولم يعرض عليّ أحد الفكرة ولا أستطيع الحديث عنها”. وأكد أنه يتمنى تقديم شخصية سيدنا الحسين.

واعترف بتفوق الدراما السورية التاريخية على الدراما المصرية وقال: “بالفعل تفوقت الدراما التاريخية، وذلك بسبب استخدامهم كاميرا سينمائية في التصوير بديلاً من الثلاث كاميرات التي نستخدمها، مما جعل الكادر عندهم بديع التكوين، فضلاً عن اختيارهم لمواقع تصوير جديدة، والأهم أن مبدعي هذه الأعمال لم يلوثهم الاحتراف بعد ومازالت أعمالهم وأرواحهم بكراً”.

وقال إنه يتمنى العمل مع عدد كبير من المخرجين العرب أمثال محمد ملص، وأضاف: “أجهز الآن لمسلسل مع المخرج باسل الخطيب وطلبت بنفسي العمل معه عندما شاهدت في رمضان الماضي مسلسله “نزار قباني” فطلبت رقم تليفونه واتصلت به ونعمل على رواية الجزائرية أحلام مستغانمي “ذاكرة الجسد” وهناك فكرة لضم روايتها الثانية “فوضى الحواس” لتصبحا مسلسلاً واحداً، لكنه في كل الأحوال لن يلحق رمضان”.

وشن الشريف هجوماً عنيفاً على الفضائيات العربية التي غيبت الذوق العام ونشرت مفاهيم الأنانية الفردية.

وأكد أن وصول أفلام للعرض في مهرجانات عالمية ليس دليلاً على أنها جيدة، وقال إن الغرض في هذه المهرجانات قائم في الأساس على العلاقات العامة.

ورفض الهجوم على إحدى القنوات الفضائية التي اشترت 1200 فيلم مصري، وقال: أعتقد أن السينما المصرية استفادت من تلك الصفقة، لأن هذه القناة رممت النسخة النيجاتيف لها، وتعرضها باستمرار، وعلى سبيل المثال لي حوالي 20 فيلماً ممنوعاً من العرض الآن أشاهدهم، شخصياً لم أبع أفلامي التي أنتجتها لتلك القناة، لكن يجب ألا نلوم المنتجين ونتهمهم في وطنيتهم لأن الأسعار التي عرضت عليهم كانت كبيرة جداً.

الخليج الإماراتية في 10 أبريل 2006

المفكرة ... 

"سينماتك" حدّاد

* إذا لم تكن زرت بعد موقع “سينماتك حدّاد” افعل ذلك في أقرب فرصة. ما ستطالعه هناك شغف صاحب الموقع، حسن حدّاد، بالسينما وتقسيمه الموقع إلى ملفات ونوافذ مثيرة ومفيدة معاً. كل منها يعكس جانباً مختلفاً من الحياة السينمائية اليومية. ربما تريد الإلمام بها جميعاً أو التوقف عند ملف معيّن منها، ستجد ضالّتك هناك.

قبل أن يبدو ذلك دعاية مباشرة لموقع عنوة على مواقع أخرى (هناك مواقع كثيرة لكن كما هو الحال في كل شيء الأقلية هي الأفضل والغالبية معدومة) أبادر للقول إنني لم أكتب هذه الكلمة بمجرّد اكتشافي للموقع بل بعد مطالعتي إياه على مدى بضعة شهور. حسن الذي يرتبط بصداقات متعددة مع الكثير من النقاد السينمائيين، مخلص لعمله ودؤوب فيه لدرجة يستعصي على واحد له نصف علاقة مع التكنولوجيا فهمها. وأحد جوانب هذا الدأب هو أن صاحب الموقع يقرأ كثيراً... ينتقل بين الصحف والمجلات لبنانية وإماراتية ومصرية وأردنية وكويتية وسواها ليستخلص منها ما يتداوله النقاد من شؤون. إثر مهرجان دبي السينمائي الدولي وضع ملفّاً شاملاً عنه، وإثر انتهاء مسابقة “أفلام من الإمارات” في أبوظبي وضع أيضاً ملفّاً شاملاً عنه. وحين لا يكون هناك حدث واحد يقطف من المواقع المتوفرة أفضل ما كتب النقاد من مقالات. وهو ملم بمن هو ناقد ومن هو كاتب في السينما ودائماً ما يختار الأفضل. عنوان الموقع لمن يرغب: cinematechhaddad.com 

سيناريو كالعادة

* قرأت سيناريو أرسل إليّ لأخذ الرأي فيه واستشارتي في ما إذا كان المرسل، وهو منتج معروف، يستجيب لإغراءات هوليوود ويموّل جزئيا أو كلياً هذا الفيلم. في أعقاب القراءة كتبت تقريراً مطوّلاً وأنهيته بالعبارة التالية:

“الحكم الأخير: طريق خطرة. لا تقدم”.

السيناريو تقع أحداثه في أتون الحرب العراقية بعدما أعلنت الولايات المتحدة أن الحرب انتهت. بطلان للفيلم هما جنديان من المارينز، أحدهما متعقّل والآخر متهوّر. الأول لا يكن الضغينة للعرب والثاني يود لو يسحقهم جميعاً. وأحد الاسئلة الأهم التي كان عليّ الرد عليها في تقريري هو ما إذا كان الفيلم يشوّه صورة العرب. الحقيقة أنها تولد مشوّهة من المشهد الأول. وتمضي كذلك مع كل مشهد. العرب والمسلمون في هذا الفيلم إرهابيون، مجانين، قتلة، ذبّاحون، يأكلون الحيوانات جميعاً بلا تفريق، لا يمكن الركون إليهم، ظالمون، مستبدّون، وقادة المستقبل، خلفاء صدّام حسين، هم من هذا النتاج. الأمريكي يريد نقل الحضارة اليهم وهم... أبعد من أن يرغبوا في الاستفادة من هذه الفرصة النادرة.

والفيلم، على لسان أحد بطليه، يصفهم بالحيوانات والسعادين والذباب...

لكن في وسط هذا الخضم من السقم والجهل ينتاب القارئ إدراك بأن الصورة التي يوفرها هذا المشروع للعربي غارقة في منوال قديم يعود إلى الثلاثينات. كذلك فإن الحوار بدا لي كما لو كان مستعاراً من أفلام الهنود الحمر، إذ يتحدث هؤلاء عن خرافات وينسبها الفيلم إلى دياناتهم. وفكّرت، لو أن الكاتب ذكي ويريد فعلاً إيصال رسالة دعائية لصالح الولايات المتحدة، لكان اختار الرصد الواقعي ولو لم يكن واقعياً تماماً. ثم قبل ذلك وبعده لدرس قليلاً ليفهم شيئا عما يتكلم. طبعاً استشارتي مدفوعة الثمن انتهت عند هذا الحد، وفي حين أنني أعتقد أن المنتج العربي سوف يرمي السيناريو في صندوق مهملاته، إلا أن ذلك لن يكون ضمانة لعدم إنتاج الفيلم. فقد يجد متهورون كثيرون ومتطرفون أكثر لإنتاجه أو إنتاج أمثاله. لكن الرد -إذا ما كان أحد من القادرين على الرد  هو إنتاج أفلام عربية. لا أكترث إذا ما كانت عن لوحة أو مدينة أو عالم بأسره. المهم أن تكون فنية. غير هذه الطريق، فإن زمام الأمر ليس بيدنا.

محمد رضا

merci4404@earthlink.net3î

الخليج الإماراتية في 10 أبريل 2006

 

أفلام القمّة ... "عصر الجليد..الذوبان" يتخطى الجميع

محمد رضا 

اقتحم الفيلم الكرتوني “عصر الجليد ..الذوبان” سباق القمّة هذا الأسبوع ونجح في تخطّي الأفلام المتزاحمة محتلاً المركز الأول بإيراد قدره 68 مليون دولار. شارون ستون كانت تتمنى لو أنها حطت ثانياً أو ثالثاً أو حتى خامساً بفيلمها الجديد “غريزة أساسية 2” لكن الجمهور كانت لديه غريزة خاصة به ووضعها في المركز العاشر.

1 (-)  Ice Age: The Meltdown ** $68,033,544

رسوم متحركة بمثابة الجزء الثاني من ذاك الذي نال نجاحاً لا بأس به قبل عامين. حيوانات ذلك العصر مهددة بالانقراض، لكن الفيلم سيبقى طويلاً من بعدها (فوكس).

2 (1) Inside Man **** $15,437,760

53 مليوناً هو ما جمعه فيلم سبايك لي البوليسي حول التحري دنزل واشنطن وهو يزمع معرفة لغز عملية سرقة تحاشى السارق المال وخطف شيء آخر (يونيفرسال)

3 (-) ALT *** $11,554,404

دراما اجتماعية مع شخصيات أفرو  أمريكية شابّة تخرّجت حديثاً في الكلية وتبحث في مرحلة مواجهة الاقبال على عالم جديد (وورنر).

4 (4) Failure to Launch * $6,463,434

سارا جسيكا باركر تتدخل لدفع ماثيو ماكوهوني إلى ترك بيت ذويه في هذه التركيبة الفاشلة كوميديا وعاطفياً والناجحة تجارياً (73 مليوناً للآن  براماونت).

5 (2) V For Vendetta **** $6,295,358

بعد أن جمع 57 مليوناً للآن تزداد خطوات هذا الفيلم تراجعاً. أكشن من الكوميكس الداكن حول صراع بين الشعب والفاشية في نحو 40 سنة مقبلة (وورنر)

6 (3) Stay Alive ** $4,506,719

رعب شبابي حول مجموعة من الأصدقاء تشترك في لعبة فيديو لتجد نفسها مربوطة بمؤامرتها فالفاشل من بينهم سيموت فعلاً (ديزني)

7 (6) Sheصs the Man * $4,429,426

كوميديا مستوحاة من “اثنتا عشرة ليلة” لويليام شكسبير لكن لا شيء على الشاشة يوحي بذلك. أماندا باينس تتنكر بزي أخيها لتلعب الكرة مع الرجال (دريمووركس)

8 (-) Slither ** $3,880,270

فيلم رعب آخر هذه المرة مع شخصيات من الزومبي تتكوّن بسبب فيروس من السماء. مايكل روكر أبرز الممثلين وأفضلهم لكن الفيلم عادي بالنتيجة (يونيفرسال)

9 (5) The Shaggy Dog * $3.242.414

ديزني توفّر هذا الفيلم الذي ينتقل فيه الكلب إلى روح تيم ألن أو روبرت داوني.. لا يهم: جمع في أربعة أسابيع 54 مليون (ديزني).

10 (-) Basic Insticnt 2 ** $3,201,420

إقبال ضعيف ومخيب للآمال على فيلم شارون ستون بعد 14 سنة من تحقيقها الجزء الأول. هذا أسخف منه ولا عجب أن الجمهور أدرك ذلك سلفاً (كولمبيا). 

تقويم الناقد، %: رديء جداً، *: ضعيف، **: وسط،***: جيد،****: ممتاز، *****: تحفة

الخليج الإماراتية في 10 أبريل 2006

 

سينماتك

 

"كازينو رويال" الفيلم 21 في السلسلة

"جيمس بوند" يتحدى الزمن والجمهور والنقاد

محمّد رضا

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك