أعطت ايزابيلا روسليني عندما كانت عشرينية مبـتـدئـة، بفضل اناقتها ووجهها البريء، انطباع الفتاة المثالية، وهي لا تـزال بعد ثلاثين سنة توحي لجمهورها بهذه الصفات نفسها ما يجعلها نجمة سينمائية ذات شعبية مميزة، ثم سفيرة مثالية لدار مثل لانكوم المتخصصة في مبتكرات التجميل، الا ان هذه الاخيرة انهت العقد الذي ربطها بروسليني فور بلوغ الفنانة سن الخمسين، معترفة لاحقاً بأنها ارتكبت خطأ، وان النجاح الذي لا تزال تلاقيه النجمة من خلال منتجاتها الشخصية للتجميل «مانيفستو» والخاصة بالمرأة الناضجة، هي أكبر دليل على ذلك.

وتأكدت وجهة نظر الجمهور تجاه روسليني في شأن اخلاقها ونزاهتها عندما افترقت عن زوجها الثالث دافيد لينش (الاول كان المخرج الاميركي مارتن سكورسيزي والثاني جون ويندرمان ولا علاقة له بالفن) بسبب تصرفاته الجنونية معها، وقيامه بضربها وتعذيبها، على رغم عبقريته الفنية ومساندته لشريكة حياته من الناحية السينمائية ومنحها أجمل الادوار التي حصلت عليها في حياتها.

كثيراً ما يقال عن روسيليني انها امرأة ضائعة تفتش عن صورة الأب الراحل، وبسبب نقطة ضعفها هذه يضحك الرجال على سذاجتها، وفي مقدمهم زوجها الرابع الممثل البريطاني غاري اولدمان المنفصل عنها ايـضاً والذي استفـاد من شهـرتها – ويقال من اموالها – ليعيش حياة الترف لكنه عـاملها بطـريـقـة غير لائقة، على رغم انها اخلصت له في محاولة التعويض عما عـانته طوال فترة ارتباطها بدافيد لينش، لكن حظ ايزابيلا، كما يبدو مع الرجال سيئ، ما يؤدي بها كثيراً الى العيش وحدها مع ابنها بالتبني روبرتو وابنتها اليترا من زوجها الثاني ويندرمان في شقة واسعة في نيويورك.

وعلى عكس الاشاعات التي روجتها شركات الانتاج في هوليوود عن ايزابيلا والخاصة بانتمائها بفضل مكانة والديها الاجتماعية، خصوصاً الفنية، ذات الاصل الارستقراطي الرفيع، فان الممثلة السمراء الجميلة، تتحدر من أب متواضع هو روبرتو روسليني عمل موظفاً بسيطاً في استوديوهات السينما الايطالية وكافح طويلاً وبشتى الوسائل الشاقة الى ان نجح في فرض نفسه كأحد أكبر المخرجين في العالم. اما الأم انغريد برغمان فكانت أولاً ممثلة سويدية بسيطة اسعفها الحظ بفضل قوة ارادتها فوصلت الى هوليوود فقيرة ولكن بمئات الاحلام، التي عرفت كيف تحول القسم الاكبر منها الى واقع في فترة زمنية قصيرة فصارت نجمة كبيرة وعملت تحت ادارة الفريد هيتشكوك وغيره من عباقرة الفن السابع، ثم تعرفت الى روبرتو روسليني وتزوجته فغادرت عاصمة السينما الاميركية لتستقر في ايطاليا مع زوجها مما تسبب في فقدانها بعض شعبيتها، وهي كما روته ابنتها ايزابيلا مرات كثيرة ضحت بالنجومية من اجل الحب ولم تستطع استعادة بريقها المفقود بعد طلاقها من روسليني وعودتها لتقيم في اميركا.

زارت روسليني باريس لحضور عروض الموضة فيها وللترويج لفيلمها «الموسيقى الاكثر حزناً في العالم»، فالتقتها «الحياة» في هذا الحوار:

·         حدثينا عن هذا الفيلم الغريب جداً؟

- نسيت (الفيلم) بعض الشيء لأن تصويره تم في العام 2003 لكنه لم يعثر على فرص للتوزيع الدولي الا الآن، ربما بسبب جنسيته الكندية من ناحية والتي تجعله اقل شعبية من أي فيلم اميركي تقليدي أو حتى أوروبي، ثم ايضاً بسبب حبكته غير العادية.

إنني اظهر في «الموسيقى الاكثر حزناً في العالم» بساقين من الزجاج (تضحك) أثر حادثة مروعة افقدتني النصف الاسفل من جسمي بشكل كلي، وبما انني ارفض الزواج من مخترع عبقري يعشقني الى حد الجنون يقوم الرجل بابتكار ساقين من الزجاج ويهديهما لي أسوة بثمن العملية الجراحية الضرورية لتركيبهما حتى استطيع المشي من جديد. واقبل الهدية لكني استمر في رفض مغازلة صاحبها لي، الى ان أقرر في يوم ما اقامة مسابقة دولية حول الاغنية الاكثر حزناً في العالم وأعد الدولة الفائزة بجائزة مالية كبيرة، والذي يحدث هو ان صخب الموسيقى يتسبب في فرقعة الزجاج وأجد نفسي امرأة نصفية من جديد ثم أموت ضحية حريق ينشب فجأة في القاعة الضخمة التي تؤوي المسابقة. هل تدرك الآن لماذا لم ينزل الشريط الى الصالات قبل الآن، على رغم مرور ثلاث سنوات على انجازه؟

·         لماذا وافقت على المشاركة فيه اصلاً؟

- لأنني مجنونة، حالي حال المرأة التي اجسدها فيه ولأنني مولعة بالروايات الاسثتنائية والخارقة وأنا أحب الفيلم وأجد ان المخرج أحسن إنجازه وعرف كيف يسخر الأبيض والأسود الممزوج بالألوان في بعض اللقطات لمصلحة النص المكتوب.

·     قيل عنك انك مجنونة فعلاً، إنما في شأن علاقاتك مع الرجال. وها أنت تقولين الشيء نفسه على الصعيد الفني، فما الذي يثيرك في موضوع الجنون هذا؟

- اسمح لي بأن اقول نقطة مهمة جداً، وهي انني أول شخص قال ان ايزابيلا روسليني مجنونة في شأن الرجال، وذلك في الكتاب الذي ألفته بعنوان «لوكينغ آت مي» (النظر الى نفسي). وكان من الطبيعي في ما بعد ان تقلدني الصحافة وتكرر كلامي بل تحور فيه بحسب مزاجها، فالإعلام خير من يجيد هذا التصرف أليس كذلك؟ وللرد على سؤالك أقول صحيح انني أعتبر نفسي فاقدة التوازن الى حد ما لكنني لا أقصد بكلامي الجنون السلبي الذي يؤدي بالمرء الى عيادة طبية اثر ارتكابه تصرفات تسيء الى الغير او الى نفسه، فأنا أميل الى حب الأشياء التي لا تشبه ما نراه ونفعله في كل يوم من حياتنا، لذا أحببت سيناريو فيلم «الأغنية الأكثر حزناً في العالم» لأنه لا يقلد أي عمل سينمائي رأيته حتى الآن ويتصف بالطرافة المطلقة، فكيف لا أحبه؟

ومن ناحية ثانية، أعترف بأن تطبيق المبدأ نفسه على الرجال يؤدي في أحيان كثيرة الى الوقوع على مختلين حقيقيين لا يمكن العيش معهم، لكنهم في بعض الأحيان عباقرة من الناحية الفنية.

·         ماذا كان رد فعلك عندما أنهت دار «لانكوم» للتجميل عقدها معك بسبب تقدمك في العمر؟

- صُدمت بطبيعة الحال ولم أدرك ما الذي جعل ماركة مثل هذه تخاطب المرأة في كل مراحل عمرها تقرر بأسلوب مفاجئ جداً التخلص من سفيرتها الرسمية لمجرد ان هذه الأخيرة بلغت 48 سنة. لقد تركت «لانكوم» بتعويض مادي جيد، لكن المشكلة في العقلية التي تختبئ وراء هذا التصرف وأدركت بعد تفكير طويل انهم يخافون من ان تنطبق عليهم صورة غير تلك الشائعة في عالم الموضة والجمال عادة، وأقصد صورة المرأة الشابة ذات الجمال الطاغي والجاذبية الجسدية الصارخة. ولكن من هي المرأة التي تحتاج الى مبتكرات لانكوم؟ العشرينية أم الأربعينية والخمسينية؟ على العموم لقد أطلقت «ماركتي» الشخصية من منتجات التجميل وأتجه من خلالها الى المرأة الناضجة من دون تجاهل الشابة اذا أرادت خوض التجربة بدورها، وأعترف بأنني نجحت في مشروعي، وهذا أحلى انتقام بالنسبة إلي.

·     أنتِ ابنة إنغريد برغمان إحدى ألمع نجمات هوليوود في عصرها الذهبي وروبرتو روسليني المخرج الذي اخترع حركة «نيو رياليزم» (الواقعية الجديدة) في السينما الإيطالية، فهل من السهل ان يتحمل المرء عبء مثل هذا الإرث الفني؟

- لا طبعاً، وربما انه السبب في جنوني وفي بحثي المستمر عن التجدد والطرافة وكسر القواعد المفروضة، فمهما فعلت لن أعثر على أشخاص على المستوى نفسه لأبي وأمي، على الأقل في نظري، ولا أشعر بأنني شخصياً قد أصل في يوم ما الى عبقريتهما.

·         هل كنت تفضلين أن تكوني من عائلة عادية إذاً؟

- لا أبداً فأنا لا أنكر عائلتي ولا جذوري ولا أهلي، ولا أتخيل نفسي لحظة ما من عائلة ثانية.

·         تتميزين بالنزاهة والأخلاق الحميدة وهذه السمات تلعب دورها منذ بدايتك السينمائية في شهرتك، فما نظرتك الى الأمر؟

- أعرف ذلك وأعتز به الى درجة لا يمكنك تخيلها، وفي الوقت نفسه أقضي حياتي خائفة من ارتكاب أي تصرف أحمق قد يكسر صورتي لدى الناس، ولكن لدى نفسي أولاً، وأعتقد بأنني لن أستطيع تحمّل هذا الشيء إذا وقع ولا أغفر لنفسي إذا ألحقت الأذى بشخص ما فأنا في قرارة نفسي بريئة ولا أزال طفلة تنظر الى الدنيا بعينين طاهرتين.

·         إنها مسؤولية إذاً؟

- نعم، وربما انها أكبر المسؤوليات لأنني امرأة معروفة.

·         تزورين باريس باستمرار، فهل من أجل حضور عروض الموضة فقط؟

- لأنني مولعة بالأناقة ولا أتخيل نفسي مرتدية بنطلون الجينز المزين بثقوب هنا وهناك، حتى لو كانت هذه هي الموضة أو على الأقل موضة معينة تعشقها فئة من الفنانات. انني محظوظة جداً كوني قادرة على اقتناء أزياء اشهر المصممين.

·         أنتِ من ناحية ثانية تفعلين الكثير لمصلحة الأطفال المحرومين، لا سيما في الهند وبلدان أخرى فقيرة؟

- هذا الشيء بيني وبين نفسي، ويحدث ان تتكلم عنه الصحافة، لكنني لا أدخل في تفاصيله ولا أفتش من خلاله عن شهرة إضافية أو عن تلميع صورتي كامرأة كريمة، فأنا أفعل ما أجده يناسب إمكاناتي ومزاجي وشخصيتي، وخصوصاً ضميري، والأمر بالتالي اكثر من طبيعي.

·         هل ظهرتِ في أفلام بعد «الموسيقى الأكثر حزناً في العالم»؟

- نعم، ولكنها لم تنزل بعد الى الصالات خارج الولايات المتحدة، وأحدث هذه الأفلام عنوانه «المهندس المعماري» وهو من النوع الدرامي ولا علاقة له إطلاقاً بفيلم «الموسيقى الأكثر حزناً في العالم» ما لا يقلل أو يزيد من قيمته الفنية بطبيعة الحال، فأنا أذكر هذه النقطة كمعلومة وحسب.

الحياة اللبنانية في 7 أبريل 2006

 

غسان مطر يكتب حكاية المناضل حمزة يونس

القاهرة - سعيد ياسين 

يعكف الفنان غسان مطر على كتابة الفيلم السينمائي الجديد «470 سنة سجن» والمرشح لبطولته أحمد السقا. ويدور حول قصة الفلسطيني حمزة يونس الذي كان بطلاً اسرائيلياً في الملاكمة في دورة البحر المتوسط عام 1964، ثم جندته الاستخبارات المصرية ليصبح أحد قادة الفدائيين السريين حيث قاد معركة «نهاريا» الشهيرة وكان القبض عليه عام 1965، وهرب من السجن بعد شهرين وذهب الى غزة، وكان له دور بطولي في حرب 1967، واعتقل في مستشفى الميداني وهرب مرة ثانية على رغم الحصار الأمني حوله، ثم قُبض عليه مرة ثالثة وحكم عليه بالسجن لمدة 470 عاماً لكنه تمكن من الهرب في 1973. وتسبب هربه في إقالة وزير الشرطة والسجون الاسرائيلية. أما حمزة فقد استقر في بيروت قبل أن يسافر الى السعودية ويستقر فيها الى الآن·

وعن سبب اختياره شخصية حمزة يونس لتصويرها في فيلم سينمائي يقول غسان مطر لـ «الحياة»: «لأنه يعبر عن شخصية الإنسان وارادته حيث ان حمزة كان ملاكماً وسباحاً من الطراز الرفيع. لكنه لم يرض بذلك وبأن يمثل دولة العدو فكان يتسلل من اسرائيل الى غزة عبر البحر لمسافة تصل الى 20 كيلومتراً سراً، ليناضل. الى جانب أنني وجدت أن الفيلم السياسي بدأ يعود الى الواجهة، وشخصية مثل حمزة لا بد من أن يشاهدها شباب اليوم ليعرفوا نموذجاً حياً للإرادة والتصميم والمثابرة لدى الانسان العربي واستندت في كتابة الاحداث الى تسجيلاته الصوتية التي احتفظ بها منذ فترة».

ويؤكد مطر أنه لم ينقطع عن الكتابة فقال: «لدي مواضيع كثيرة عن عمليات فدائية رائعة آخرها سيناريو عن عملية «ترييستا»، وهو الميناء الايطالي الذي كان مخزناً للنفط الاسرائيلي وجاء تفجيره قبل حرب اكتوبر من مجموعة خاصة قادها الأمير الأحمر علي سلامة الذي استشهد في بيروت».

يذكر أن غسان مطر كتب من جانب القصة والسيناريو والحوار لفيلم «الفلسطيني الثائر» بمشاركة أنطوان غندور عام 1968 والذي لعب بطولته امام جمال سركيس واخرجه رضا ميسر الى جانب فيلم «كلنا فدائيون» عام 1969 وأخرجه غاري غارابيتيان والذي لعب بطولته عدد من الممثلين السوريين واللبنانيين.

الحياة اللبنانية في 7 أبريل 2006

مستعد للعمل مع الجيل الجديد من الممثلين السينمائيين...

محمود حميدة: هنيدي ليس أفضل مني فنياً

القاهرة - أمنية فهمي 

هو فنان بالمعنى الحرفي للكلمة، ولأنه كذلك تجده مهموماً باستمرار بمستقبل صناعة السينما. قام بتمثيل 7 اعمال درامية للتلفزيون لكنه فاجأنا بأنه لا ينوي العودة الى الشاشة الصغيرة «لأنه ممثل سينما». هو محمود حميدة صاحب افلام «الامبراطور» و «المهاجر» و «المصير» و «الآخر» و «اسكندرية – نيويورك»، والذي قام ببطولة وإنتاج أفلام أثارت الجدل حولها مثل «بحب السيما» و «جنة الشياطين».

حول تلك الاعمال ورأيه في الوضع الراهن للسينما كان لنا معه هذا الحوار:

·     لماذا لم تعد تقدم غير عمل واحد كل سنتين، وهل ترى الغياب فكرة صائبة في ظل هجوم النجوم الشباب واحتلالهم الادوار الرئيسة في معظم الافلام الحديثة؟

- بالفعل لا اقدم غير فيلم كل عامين او ثلاثة، لكن لذلك سبباً مقبولاً من وجهة نظري، يتلخص في اني قدمت عدداً من الاعمال في بداياتي وصل مجموعها الى 57 عملاً، ومع تقدم الانسان في العمر يختلف تفكيره وتقوييمه للامور، حيث يدقق في الاختيار بعد أن انتهى من مسألة الانتـشار. أما بالنسبة الى مسألة ان عدم التواجد كثيراً قد لا يكون فكرة صائـبـة مع سيطرة الشباب على السينما فأمر غير وارد بالنسبة إلي لأن لي تاريخاً طويلاً ولا احتاج الى التواجد الدائم.

·         أنشأت شركة خاصة لانتاج فيلم «جنة الشياطين»، لكنك لم تستمر في الانتاج بعد الفيلم المذكور... لماذا؟

- تعودنا ان نربط بين الانتاج والمال. لكن مكونات العملية الانتاجية كثيرة ولا تقف عند حدود المال ولعل التمويل هو آخر خطوة فيها، وليس بالضرورة ان يكون المنتج هو الممول، فقد يكون مدير خط الانتاج مثلاً وهناك منتج منفذ ومنتج مشارك ومنتج فني. وبالنسبة الى فيلم «جنة الشياطين» كان حالة خاصة من البداية، وهو من الافلام الفريدة على مدار تاريخ السينما المصرية والعربية كذلك، فهو يقوم على الاساس الانتاجي والدعائي معاً، واصبح من المواد التي تدرس في شكل أساسي في المعاهد الفنية المعنية بالسينما.

الجودة والشعبية

·         نعود الى الكلام عن موجة الشباب في السينما... هل توافق على العمل معهم؟ وأين ستضع اسمك على الملصق وسطهم؟

- بالطبع اقبل العمل معهم.. وبالنسبة الى ترتيب الأسماء على الملصق والدعاية، كلها أمور تتم بالاتفاق. وأنا أدرك تماماًَ أن فناناً مثل محمد هنيدي مثلاً له جاذبية كبرى عند الجماهير، ومن الخطأ ان اشترط كتابة اسمي قبل اسمه على الملصق لأنه عنصر جذب وعامل من عوامل التوزيع. ليس معنى ذلك انه افضل مني من الناحية الفنية، لكنه يتمتع بشعبية كاسحة، باختصار انا على استعداد للعمل مع اي فنان بشرط ان يكون الموضوع جيداً.

·         اصبح التلفزيون هدف معظم نجوم السينما من جيلك بعد ان تخلت السينما عنهم، هل تنوي العودة الى الشاشة الصغيرة؟

- أنا ممثل سينمائي فقط، ولا نية لدي للعودة الى التلفزيون مرة أخرى على رغم اني قدمت أعمالاً لاقت النجاح. السينما صناعة ثقيلة تحتاج الى التفرغ التام، وعلى نجم السينما الا يحرق نفسه بالعمل في التلفزيون.

·         أسست أستوديو الممثل في التسعينات ثم تركته أخيراً، هل يمكن ان تذكر الأسباب؟

- أفضل عدم ذكر الأسباب، لقد أسست الاستوديو عام 1996 وكان الدكتور محمد عبد الهادي يدرّس فيه لكني أقفلته لاسباب لن اذكرها، وكان هناك كوادر جيدة تقوم بالتدريس مثل احمد كمال واحمد مختار. لقد قدم استوديو الممثل خدمة لصناعة السينما، لكني فضلت تركه لاسباب خاصة.

·         جاء دورك متميزاً في فيلم «ملك وكتابة» وحاز الفيلم قبول النقاد والجمهور معاً عكس افلامك الأخيرة التي أثارت جدلاً؟

- الدور كان جديداً بالنسبة إلي، فأنا ألعب دور ممثل يقابل فتاة شابة تغير حياته وتفكيره وتجعله يعيد الحسابات مع نفسه وينظر الى الحياة في شكل مختلف. والفيلم يمزج السياسة بالمجتمع في شكل جميل وبسيط، وشاركني العمل هند صبري وخالد ابو النجا وعايدة رياض ولطفي لبيب، وكان أول تعاون بيني وبين المخرجة الشابة المتميزة كاملة أبو ذكرى.

الحياة اللبنانية في 7 أبريل 2006

 

سبعون فيلماً لبنانياً قصيراً في الضاحية الباريسية... الخارج يهتم بالفن السابع اللبناني وفي الداخل صمت

بيروت - فيكي حبيب 

«السينما اللبنانية بألف خير». استنتاج يخالج المرء وهو يقرأ في الصحافة الأجنبية أخباراً من هنا، وأخرى من هناك عن سينما ما بعد الحرب. أحدث هذه الأخبار كان تكريم السينمائي الشاب أكرم زعتري مساء أمس في فرنسا، بعرض مجموعة من أعماله ضمن إطار مهرجان «بانتان». هذا المهرجان الذي يختتم دورته الـ 15 بعد يومين، وكان كرّس للسينما اللبنانية حيزاً كبيراً طوال فترة عقده (من 31 آذار/ مارس - الى 9 نيسان/ أبريل).

«منذ سنة 1990، وبعد 15 سنة من الحرب، يواصل لبنان عملية البناء. ومع هذه الرغبة في الحياة تولد رغبة في التعبير، وفي رسم صورة الصراعات والخلافات والصعوبات التي تواجه عملية السلام. يوماً بعد يوم تنمو سينما لبنانية شابة وتزدهر، بفضل نشاط سينمائيين شباب وجهودهم الفردية (...) كل واحد منهم يغامر على طريقته، محاولاً ان يقدم جديداً، ويزيح الحواجز...».

ربما كانت هذه الكلمات التي نقرأها على الموقع الالكتروني لمهرجان «بانتان» كفيلة برسم صورة واضحة تختصر واقع السينما في لبنان. حيث غياب الدولة الكلي وغياب الجمهور. فالتجربة تقول انه إن صودف وعرض أحد الافلام في الصالات السينمائية اللبنانية، لا يجد غالباً هذا الفيلم دعماً شعبياً... ومع هذا ها هو القطاع السينمائي ينمو ويزدهر بجهود فردية، وإصرار الجيل الجديد على التحدي، عله مع الوقت يتحول الى صناعة حقيقية. ومن يدري ربما يتحقق لهم ما يريدون مع الوقت والتراكم.

«لمن نصنع الأفلام؟» سؤال يطرحه السينمائي اللبناني بيار صراف في ملف فيليب عازوري في جريدة «ليبراسيون» الذي يقدم فيه صورة عن واقع السينما في هذا البلد. ويعلق عازوري على السؤال: «سؤال بيار صراف هو من نوع تلك الأسئلة التي تثير الغضب في بيروت. والسبب ان السينما في هذا البلد اكثر منها في أي بلد صغير آخر، تعاني عدم عرضها في المكان المناسب: فالأفلام الروائية الطويلة في فرنسا تخرج بسهولة في الصالات الفرنسية، لكن في لبنان يتأخر الفيلم في النزول الى الصالات (هذا إن نزل) - وغالباً ما يعرض في صالة واحدة -، أما الصالات الباقية فتعج بالأفلام الأميركية التجارية الضخمة ذات الحظوة عند الجمهور. وغالباً ما ينتقد هؤلاء ابتعاد السينمائيين اللبنانيين عن التجربة الأميركية».

بيروت والحرب

إذاً، 70 فيلماً لبنانياً أنتجت بين 1995 و2005، تعرض في «بانتان» في الضاحية الباريسية، موزعة بين أفلام وثائقية وأفلام روائية، قصيرة طبعاً، (بما أن المهرجان مخصص لهذا النوع من الأفلام، ومع غياب كم الأفلام الطويلة) وأفلام فيديو... القاسم المشترك بين كل تلك الافلام، بحسب القائمين على المهرجان هو بيروت والحرب. «في اكثر الأحيان، تشكل بيروت الديكور الإجباري لهذه الأفلام، وفي أحيان أخرى تكون الشخصية الرئيسة فيها(...) أما الحرب التي يؤخذ غالباً على اللبنانيين رغبتهم في محوها بسرعة من الذاكرة (يبرز هذا في إعادة الإعمار الفخمة لوسط المدينة) فهي موجودة ايضاً في هذه الافلام في شكل او في آخر».

ولا ينحصر الاهتمام الخارجي بدعم السينما اللبنانية في المهرجانات الاجنبية، إنما لفت الانظار أخيراً اهتمام التلفزيون بهذه السينما. وتحديداً تلفزيون «الجزيرة» الذي بدأ عرض برنامج سينمائي أسبوعي بعنوان «العدسة العربية»، من توقيع سينمائيين لبنانيين شباب يسلطون الضوء على ابرز الأسماء في عالم السينما العربية. ومما لا شك فيه ان حصة السينما اللبنانية ستكون كبيرة، خصوصاً بعد الحديث عن صعود جيل جديد من السينمائيين الشباب أصحاب الموهبة والإرادة في تخطي الصعوبات التي تقف حجر عثرة في وجه طموحاتهم. وكانت حلقة الأسبوع الفائت، بالتحديد، عن السينمائي زياد دويري (صاحب «بيروت الغربية» و «ليلا قالت هذا»).

كل هذا في وقت يغيب أي دعم رسمي للفن الوحيد الذي لا يزال يؤمّن حضوراً ثقافياً لبنانياً في الخارج. والغياب لا يرتبط بالأحداث الأخيرة بل هو سابق عليها. إذ يذكر أنه قبل سنوات وعلى رغم الوعد اللفظي الذي كان أطلقه رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري أمام يوسف شاهين بتقديم مليوني دولار لدعم السينما اللبنانية، ظل الوعد حبراً على ورق. فهل تأخذ السلطات المقبلة على بيروت مسألة السينما بجدية، كمظهر حضاري... خصوصاً كمصدر رزق لكثيرين. ثم ما هو دور التلفزيون في هذا كله؟

من دون تعاطف مسبق

سؤالان لا بد من طرحهما الآن فيما البلد يستعد، على رغم كل التوتر والمآسي، لاستقبال مؤتمر «بيروت - 1» الذي سيكون همه الأساس تأمين وسائل مساعدة مادية للبنان. فماذا لو كان الوقت قد حان لاعتبار السينما، خصوصاً تلك التي يصنعها سينمائيون شباب - فناً، وصناعة قادرين على تأمين عمل وتصدير «بضاعة» الى البلدان العربية وغير العربية؟

العالم يعيش عصر الإعلام والصورة... وهذان باتا في التلفزيون وخارجه، صناعة مرتبطة بأبعاد فنية لا تنكر. وإذا نظرنا الى الاهتمام الخارجي بالصورة التي تصنع في لبنان، سنجد بالتأكيد أنه، هذه المرة، اهتمام جدي لا ينم عن أي تعاطف خاص او رغبة ابوية في التشجيع كما كانت الحال في السابق. فماذا لو ادرك المسؤولون اللبنانيون هذا، واستجابوا لرغبات السينمائيين وتطلعاتهم، مقدمين دعماً ومنشئين بنى تحتية لفن منتج يعد بالكثير. أوَليس هذا افضل من ترك السينمائيين اللبنانيين يبحثون عن آفاق خارجية قد تفيدهم شخصياً، وقد تفيد الوطن معنوياً، لكنها بالتأكيد ستظل عاجزة عن إفادة الوطن أكثر؟ أوَليس هذا افضل من ترك فنانين مثل اسد فولادكار يتجهون الى ما يشبه السينما التجارية المصرية ليعبّروا من خلالها؟ أو مثل ميشال كمون ينتظرون سنوات وسنوات قبل تحقيق متعثر لأفلامهم الاولى؟

الحياة اللبنانية في 7 أبريل 2006

 

سينماتك

 

ابنة نجمين سينمائيين شهيرين...

ايزابيلا روسليني لـ«الحياة»: «جنوني» سببه عبقرية أبي وأمي

باريس – نبيل مسعد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك