عرض الفيلم الأول من جنوب إفريقيا ضمن مهرجان "Sundance" صندانس السينمائي بولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، ويقدم هذا الفيلم صورة عن المسيح مختلفة فهو ليس وديعا ولا أشقرا ولا أبيض بالتأكيد. هذا الفيلم يقدم تفسيرا جديدا لحياة السيد المسيح، يظهره كثائر يحارب الظلم في إفريقيا في الوقت الراهن.

وصف (ابن الإنسان  Son of Man) أنه أول فيلم في العالم يقدم المسيح ببشرة سمراء، والذي يتحدى إنتاج هوليوود، كما لا يظهر فيه المسيح كهادئ غربي المظهر، بل يصوره بدلاً من ذلك ناشط ثوري يحشد ويحرض الضواحي الفقيرة الأفريقية. يلبس هذا المسيح جينزاً وفانيلات وليس ثوبا، ولا يشجع مؤيديه لإدارة الخد الآخر (وهي إشارة إلى مقولة المسيح أنه إذا ضربك شخص على خدك فأعطه الخد الآخر)، بل يحثهم على مقاومة النظام الاستبدادي في دولة حديثة خيالية من دون اسم بمكان ما، في إفريقيا الجنوبية.    

قام بإنتاج هذا الفيلم (دمبو دي كوباناي  Dimpho Di Kopane) المواهب المشتركة.. وهم مجموعة مسرحيين وسينمائيين تضم ثلاثين ممثلا ومغنينا. وتم تصويره في الرأس الشرقي لجنوب إفريقيا وفي خايالتشا "Khayelitsha"، وهي ضواحي لكيب تاون Cape Town أصيبت بالفاقة والجرائم.

شاهد الناس في جنوب إفريقيا النسخة الأولية للفيلم، وتجاوبوا معه بإيجابية. وإن كان الفيلم يصور المسيح ككائن ألهي يؤدي المعجزات (كما يعتبره المسيحيون)، فقد يكون نقل المسيح من أرض فلسطين في القرن الأول إلى دولة أفريقية معاصرة تعاني من الحرب والفقر في القرن الحادي والعشرين قضية جدلية بالنسبة لمشاهدين آخرين. فتقول بشأن ذلك بولين ماليفاني Malefane" "Pauline، الممثلة التي قامت بدور مريم العذراء: ''يتجمع الناس حوله لمقاومة الفقر والظلم السياسي. يبدو مشابها قليلاً لعصر التفرقة العنصرية (في جنوب أفريقيا)، عندما عاش الناس في خوف من الجنود الذين يجيئون إلى بيوتهم في أي وقت ويقتلون الأطفال.'' على الرغم من ذلك، الظالم في هذه القصة هو حكومة سوداء، وبالتالي تذكّرنا بحكومة روبرت موجابي '' Robert Mugabe'' في زمبابوي (حاكم دكتاتوري).

هناك بعض التغييرات في هذه القصّة عن القصة الاعتيادية، مثلا لا يولد المسيح في إسطبل في بيت لحم، لكن في مدينة الأكواخ "nwot ytnahs"، أما مريم - وهي لا تزال عذراء - فتعترض على الملائكة. ويبدأ عيسى اليسوع يوعظ الناس بعد لقاءه بالشيطان الذي كان يرتدي الجلد الأسود، عند طقس ختانه (طقس هام عند شعب خوسا "Xhosa" يعتبروه ضروري ليصبح الشاب رجلاً).

يجمع اليسوع المسيح أتباعه من فئات الثوّار المسلحين من كل أنحاء البلاد، ويجد أحد حوارييه وهو تومس "Thomas" يعمل في منجم للفحم. بعد ذلك يصبح عيسى اليسوع مناضلا ذا شخصية مؤثرة من أجل الحرية في الأحياء الفقيرة، ويطلب من حوارييه الإعراض عن حمل السلاح مع مجابهة حكامهم الفاسدين. لديه رؤية حول اللاعنف بطريقة الاحتجاج والتضامن، يحث على التغيير السياسي في البلاد - إشارة لإفريقيا الحقيقية - عن طريق الوسائل السلمية. يتبعه الحواريون - وبينهم نساء - من الضواحي الفقيرة لكيب تاون - أو مدينة مشابهة لها - بينما يحظ على المقاومة السلمية. تخاف السلطات المسلحة والعنيفة من رسالة المساواة التي يدعو لها، وفي النهاية يدخل الموت من بوابة الصليب.

قال المخرج البريطاني مارك دورنفورد-ماى -May" "MarkDornford المقيم في جنوب أفريقيا: ''أردنا أن ندقق في الأناجيل كما لو أن كاتبيه متخصصون في الدعاية، وأن نتخلى عن كل ذلك، وننظر إلى الحقيقة وراء ذلك، فالحقيقة أن المسيح ولد في دولة محتلة وأنه بشر بالمساواة في عصر لم تكن فيه أمرا مقبولا.'' ويأمل دورنفورد- ماي بتصوير المسيح على أنه أفريقي ذا بشرة سوداء، ليظهر الرسالة السياسية للأناجيل التي كتبت عندما كانت فلسطين تحت الاحتلال الروماني، ويأمل أيضا أن يتحدى الصورة الغربية التي يظهر فيها المسيح كحليم وذا شعر فاتح اللون عينين زرقاوين. فيقول بشأن ذلك: ''المهم في رسالة المسيح أنها رسالة عالمية، ولا يهم مظهر المسيح مطلقا''.

في الحقيقة تم إنتاج فيلم العام 1968 باسم ''يسوع الأسود'' لعب دور البطولة فيه Strode" "Woody وودي سترود لكنه نظر إليه على اعتبار أنه تفسير سياسي أكثر من كونه تصوير لحياة المسيح.

أما فيلمنا هذا ''ابن الإنسان'' فقد تم إخراجه باللغتين الأفريقيتين خوسا "Xhosa"وتساوانا "Tswana" وباللغة الإنجليزية، مع ذلك فلا يتكلم الممثلون كثيرا، وبدلا من الحوار تم الاستعاضة بالموسيقى الأفريقية الفرحة التي تمزج بين المهارة التقنية العظيمة والعواطف العميقة.

يقول الناقد روجير إيبارت "Roger Ebert"  من جريدة "Chicago Sun Times": ''إن من أفضل اللحظات ترجع إلى الجوقة الموسيقية التي تغني لمدح الرب، واللحظات الأخرى ترجع إلى مريم العذراء، التي تغني أغنية احتفالية بعد ما أخبرت بأنها ستكون أم السيد المسيح''.

دورنفورد- ماى - القائل أنه آمن بتعليمات السيد المسيح دون أن يؤمن بكونه ابن الرب (كما يعتبره المسيحيون) - ويضيف أن المسيح في الفيلم كائن ألهي يقوم من الموت، وقيامته تعني إظهار إشارة الأمل لأفريقيا، وهي القارة الأفقر في العالم، التي لا يهتم بها الأجانب؛ لأنهم يعتبرونها يائسة وفوضى من جراء النزاع والفساد.

قال دورنفورد-ماى: ''إن نهاية الفيلم متفائلة ولكن واقعية أيضا، والكفاح يؤدي إلى التفاؤل''. وقال إن مجموعة من زعماء الكنائس ومسيحيين عاديين في جنوب أفريقيا (حيث أقيمت طقوس المسيحية بشكل محافظ أغلب الأحيان) مدحوا الفيلم. ويتمنى أن يلاقي الفيلم النجاح في سائر إفريقيا والعالم.

ويضيف روجير إيبارت: ''سر هذا الفيلم أنه لا يجاهد لخلق توازن للأحداث العالمية الحالية - لأنه ليس من الضروري فعل ذلك. إن هذا المسيح يقول الأشياء نفسها التي أوردها في الإنجيل، ولم يقم بتجديد رسالته، على الرغم من ذلك مازال يعطينا رسالة مهمة وواضحة. لو كان المسيح حياً اليوم سيعتبرونه قائدا سياسيا خطرا، كما كان في المرة الأولى''.

* كاتبة ومترجمة بريطانية

الوطن البحرينية في 5 أبريل 2006

 

فيلم البستاني الوفي والموت بدافع (ما أكرمني)

فيلم للأرواح المترددة وحول الروح بوصفها علبة بندول

حسين الخبّاز 

يعد فيلم ''البستاني النظامي'' The Constant Gardner من أنجح أفلام هذا العام (2005-2006) لكونه فيلمًا يحمل قضية إنسانية وسياسية تورط ولو مجازياً أبرتوكولات منظمات الصحة الأوروبية، بتقديم درامي متقن.

لقد استطاع مخرج هذا الفيلم أن يتخلص من الثوابت السردية التي اتبعتها هوليوود في أغلب أفلامها التي تصنف على أنها أفلام جريمة، أي أنّ الفيلم في قالبه العام يتلخص في قضية القتل ومن ثم التحقيق أو الثأر، ولقد عودتنا هوليوود أن ينتصر البطل على القاتل ويفضح أمره بطريقة قتالية في الغالب، أما هذا الفيلم فقد استطاع أن يتخلص من هذه النظرية العنصرية - إن صح التعبير- وأن  يجعل للموت أكثر من شكل وللقاتل أكثر من وجه وللحبيب المفجوع الثائر أكثر من هدف قد لا يحققه في نهاية المطاف/الفيلم.

بدأ الفيلم برتابة معتادة من خلال قصة حب تبدأ وتنمو بشكل سريع للغاية بين دبلوماسي وناشطة حقوقية جريئة، وذلك في مؤتمر صحفي لهذا الدبلوماسي الذي حضرته هذه الناشطة وأجبرت كل الحضور على الانصراف لجرأتها غير المفتعلة، مشهد الانصراف كان مشهد الضعف الأول والبكاء الأول وباب قصة الحب التي لن يمل المتلقي في انتظارها، ذلك أن مشهد التعارف والحب لم يتأخر، لتدوي عبارة هذه الناشطة التي كانت خيط الفيلم الأول (ما أكرمني).

ولم يكن في الحسبان بعد ذلك أن نشاهد هذه الناشطة نزيلة في ثلاجة الموتى/ميتة، وبجانبها زوجها الدبلوماسي، لا يستطيع أن يرتب مشاعره المؤقتة، هل يبكيها وهو شاك لخيانتها؟ أو يثأر لأجلها وهو لا يعلم من خيوط قتلها إلا اليسير؟ أو ينساها وهو يعلم قطعا أنها تسكنه!. عموماً، إن كل الخيوط في هذا المشهد الافتتاحي تشير لوجود قصة معقدة ومبهمة لقتلها.

يقول البروفسور ستيفن ماك ''إن على المشاهد أن لا يتوحّد مع الضحية ويتعاطف معها '' وهذا ما أجاد المخرج صنعه لجعل المشاهد يتحفظ على موتها المبكر، ليقدم تقريره المسهب من خلال بقية مشاهد الفيلم .

الفيلم من إخراج البرازيلي ''فرناندو ميريليس'' الذي سبق وأن قدّم للسينما فيلمه الرائع ''مدينة الله'' City of Good هذا الفيلم الذي لن تنساه كل ذائقة سينمائية، وقد كتب سيناريو الفيلم الإنجليزي (جيفري كين) عن رواية للبريطاني (جون لوكاريه) الكاتب البوليسي الشهير، أما البطولة فكانت للنجم رالف فينيس في دور جوستين كوين، الدبلوماسي والأخصّائي الزراعي، الذي سبق وأن تعاون مع المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ في بطولة فيلم ''قائمة شوليندر'' Schindler's List  وقد شاركته البطولة النجمة راشيل فايتز في دور تيسا الناشطة في شؤون حقوق الإنسان (وقد حصلت على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة عن هذا الدور).

دلفت ''تيسا'' إلى موتها لتضع المشاهد بين احتمالين: إما أن يكون محايداً حدّ التصديق إلى تصرفاتها المترددة في قضيتها الأساس وهي إبطال مشروع مافيا الأدوية، وهذا ما أراده المُشاهد من ناحية إنسانية، طالما أن ''تيسا'' تجاهد لأجل 000 ،100 طفل مهدد بالموت بسبب المرض والجوع في كينيا حسب تقرير منظمة اليونيسيف الصادر في 20يناير كانون الثاني ,2006 أو أن يكون الاحتمال الآخر متشابهاً لهذا السبب ولكن بتفاصيل فنية ونفسية أكثر وأكبر، لكونها كانت مزاجية ومترددة في ثلاثة مشاهد أساسية: مشهد جرأتها في بادئ الأمر في مؤتمر زوجها، ومن ثم بكاؤها وضعفها في نفس المشهد، فالجرأة هنا- من ناحية أيديولوجية- لا تبرر بكاءها، أما المشهد الثاني فكان المشهد الذي يلي السابق وهو المشهد الرومانسي الصريح الأول الذي جمعها بصديقها/زوجها، وعبارة (ما أكرمني) المتناقضة مع مركزها الافتراضي وحالتها النفسية، وسنكتشف من خلال ذلك مدى انفصامها، أما المشهد الثالث فكان مشهد فشل إنجابها وطريقة تقبلها لهذا الفشل ! .

ومشاهد عديدة ولكن بنسبة أقل كانت تقدّم تقريرًا حول سلوك ''تيسا'' المتباين، ولو نظرنا لسلوكها سنكتشف أن هناك تباينًا واضحًا، ولو أن التسلسل العاطفي/السلوكي كان موفقًا من منتصف الفيلم إلى آخره، ولكن تبقى قضية التباين هذه قد أثرت سلباً على المشاهد، ولعلها كانت من أسباب مقتل تيسا.

أمّا البطل '' جوستين كوين'' فقد كان الورقة المتحركة لضبط إيقاع موت ''تيسا''، فقد كان يمارس دوره المهني والعاطفي على أكمل وجه لولا الخيوط والرموز المعلبة التي كانت العلامة الفارقة لنجاح الفيلم، ولكن ماهو دور ''جوستن'' في هذه الخيوط؟ أو هل تعامل معها بشكل لائق؟ طالما انه المتضرر المباشر من هذا الموت، فقد كان متخبطًا في أغلب هذه الخيوط بشكل واقعي وبامتياز، ولكن هناك أيضاً بعض الثغرات النفسية من ناحية درامية، فقد كان يستطيع المخرج أن يجعل ''جوستن'' والمشاهد يقف موقف المرتاب والمشاكك في تصرفات '' تيسا'' وبالأخص في قضية الخيانة، وهذا ما يقودنا إلى نبذ كثرة الأفكار والخيوط في الفيلم، مما أدى إلى تضعضع بعض المواقف، فالمخرج أراد مناقشة معضلة الأدوية وتجارتها في كينيا وإفريقيا بوجه العموم، وأراد أيضاً مناقشة قضية الحب والانتقام والثأر والخيانة والكفاح والخسارة والانتحار أوالموت!

ولو أخذنا كل قضية على حدة سنتساءل : ماذا قدّم للخيانة؟ وماذا قدّم للحب؟! وماذا قدم لكل قضية على حدة؟

هناك أفلام عديدة يتأخر الموت فيها، هناك أفلام لا تحترم أبطالها، تقتلهم لتستثير مشاعر المشاهد، إلا أن '' البستاني النظامي '' بمخرجه وأبطاله، رالف فينيس، و(الأوسكارية) ''راشيل فايتز'' أبيا أن يكون هاجسهم تجارية الرؤى والمضمون ، لقد قالوا من خلال الفيلم، إن هناك أنفس تموت لأنفس تحيا.

الأيام البحرينية في 5 أبريل 2006

اكتشفت كريم وياسمين عبد العزيز وتوفيق عبد الحميد ومنة فضالي والبقية

سميرة احمد: لا ازاحم أحدا.. ولا أرضي أن اكون عبئا علي الآخرين!

القاهرة ـ من عمر صادق:  

رغم أنها منتجة شاطرة وتعرف كيف تروج لأفلامها.. إلا أنها توقفت عن هذا النشاط منذ 11 عاما وبالتحديد منذ إنتاج آخر افلامها البحث عن سيد مرزوق .تركت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد السينما كمنتجة وفنانة.. ورأت ان التليفزيون في الآونة الأخيرة يتعامل بشكل شيك مع النجوم الكبار.. علي عكس السينما التي أدارت ظهرها لهم تماما.سميرة أحمد من أولي الفنانات التي استعانت بمخرجين عرب لإخراج مسلسلات للتليفزيون عندما قدم لها المخرج السوري هيثم حقي مسلسل أحلام في البوابة الذي أذيع في رمضان الماضي وفتحت الباب بعدها للعديد من المخرجين العرب وبالتحديد من سورية لإخراج أعمال درامية مصرية آخرهم حاتم علي الذي يخرج مسلسل محمد علي باشا بطولة الفنان يحيي الفخراني.سميرة حريصة أيضا ألا يخلو عمل فني في السنوات الماضية من أسامة أنور عكاشة الذي قدم لها عدة مسلسلات مثل امرأة من زمن الحب و أحلام في البوابة ويعكف في القوت الحالي علي كتابة عمل جديد تمهيدا لتقديمه في رمضان القادم.سميرة تصف عكاشه بأنه عبقري وأفضل من قدم أعمالا درامية في السنوات الأخيرة سألتها عن أسباب ارتباطها بأعماله.. تقول: شدتني حواراته وتركيبة شخصياته وأحس أن لغته الحوارية عالية جدا وشخصياته من لحم ودم. أنا شخصيا معجبة بكتاباته وأعشق بصفة خاصة شخصياته لأنها شخصيات حية. دافعت مؤخرا عن المخرج السوري هيثم حقي بعد الهجوم الذي تعرض له مؤخرا في مسلسل أحلام في البوابة ؟ هيثم لم يتعرض لهجوم بسبب أحلام في البوابة ولكن لسبب آخر وهو أنه حصل علي فرصة عمل في مصر وكان الأولي بها مخرج مصري وأن هذه الفرصة من الممكن أن تفتح الأبواب للعديد من المخرجين السوريين للعمل في مصر. ماذا كانت وجهة نظرك؟ أنا لم أدافع عن هيثم حقي الإنسان ولكن الفنان.. فهذا الرجل صاحب أعمال جريئة في الدراما السورية وله رؤية جيدة في أعماله التي قدمها مثل غني حرير و الخيط الأبيض وغيرها لأنها تثير جدلا بين المثقفين في شتي أنحاء المنطقة.. وأنا استعنت به في أحلام في البوابة لسمعته الطيبة وأدائه المبهر في الإخراج.. وكل ما قيل عن هذا الرجل هو تعصب أعمي لأنه في الأول والآخر مبدع عربي. توقفت عن تجربة الإنتاج السينمائي بعد فيلم البحث عن سيد مرزوق رغم نجاح الفيلم.. فما السبب؟ توقفت لأسباب فنية لأنني بصراحة شديدة لم أجد موضوعات تصلح للسينما حتي السيناريوهات ضعيفة وليست في مستوي أفلامي الـ11 التي قمت بإنتاجها وهذا ليس معناه انسحابي من الساحة نهائيا. ولكني مستعدة للعودة في حالة وجود حركة انتعاش في السينما أما بوضعها الحالي فأنا لست متفائلة. كلامك عن السينما بهذا الشكل يدل علي عدم رضاك عن مستوي الأفلام الحالية؟ بصراحة أنا لا أشاهد سينما منذ فترة طويلة فأنا لست علي استعداد أن يرتفع ضغط دمي.. وأعرف مضمون هذه الأفلام عن طريق ابنتي جلجلة .. فهي حريصة علي متابعة ومشاهدة كل أفلام السوق. بعد نقل نشاطك من السينما إلي الشاشة الصغيرة.. نجوم التليفزيون غاضبون بسبب مزاحمة جيلك لهم؟ أين هذه المزاحمة.. أنا شخصيا أقدم عملا أو اثنين في السنة.. وبالتالي لا أزاحم أحدا وأرفض أن أكون عبئا علي أحد.. وكل ما في الأمر أن نجوم السينما مازالت لهم مكانة عند الجمهور وبصفة خاصة جمهور الشاشة الصغيرة.. نحن نحمل هذه المشاعر وكل هذا الحب منذ أن كنا نعمل بالسينما وعندما دخلنا التليفزيون ظلت المشاعر كما هي لم تتغير. أنت الفنانة الوحيدة التي تفرضين السرية الكاملة حول أعمالك الفنية أثناء التصوير.. فما السبب؟ من حقي أن أفرض سياجا حديديا علي أعمالي.. أنا فقط أعمل بالمثل الذي يقول حرص ولا تخون ولا أسمح للغرباء بالدخول إلي الاستديو أثناء التصوير خوفا من سرقة فكرة هذا العمل وكثيرا ما يحدث هذا علي مستوي بلاتوهات التصوير حيث تتعرض الفكرة للسرقة ويتم تحويلها ما بين يوم وليلة إلي عمل درامي جديد بأبطال جدد. لاحظ كثير من المهتمين بالساحة الفنية خلافا دائما مع شقيقتك خيرية أحمد لدرجة الجفاء.. فما السبب؟ لست علي خلاف معها فنحن شقيقات.. ولكن بصفتي منتجة ولم أسند لها أدوار في أفلامي فهذا مردود عليه لأنني لم أجد الدور الذي يناسبها وبالتالي لم يكن بيننا تعاون فني في السنوات السابقة.. أما علي مستوي الأسرة والعائلة فنحن شقيقات. معروف أنك قدمت أسماء شابة عديدة في تجاربك الفنية الأخيرة.. فمن هم أبرزها؟ أنا قدمت ياسمين عبد العزيز وتوفيق عبد الحميد وتامر عبد المنعم ورشا المهدي وكريم عبد العزيز ومنة فضالي وحريصة في كل عمل أن أكتشف وجوها جديدة وأدفع بها في الساحة. بصفتك منتجة سابقة.. هل تؤيدين اتجاه الدولة للعودة لدعم السينما والتليفزيون ماديا ومعنويا؟ الدولة تدعم التليفزيون كما هو معروف من خلال الجهات الإنتاجية مثل مدينة الإنتاج الإعلامي وقطاع الإنتاج بالتليفزيون وشركة مصر للصوتيات والمرئيات ولا أري أي مشكلة في هذا الاتجاه.. أما السينما فأنا ضد الدعوة إلي تبنيها للأفلام لأن القطاع الخاص تقريبا يغطي هذا الجانب وعندنا مخرجون لا يبخلون بالإنفاق علي الأفلام مثل صفوت غطاس مثلا وشركة العدل غروب وغيرها من شركات القطاع الخاص.. وأري أنها لا تبخل لا بالجهد ولا المال في مقابل الأفلام التي يقومون بإنتاجها.. ولكن في حالة فشل هذه الشركات في الاضطلاع بدورها فأري أن الحل لابد أن يكون في تدخل الدولة.

القدس العربي في 4 أبريل 2006

 

«وادي الذئاب» من التلفزيون إلى السينما

غسان مسعود: الواقع في العراق أفظع من صور الفيلم

حسين قطايا  

«وادي الذئاب»، اسم لمسلسل تلفزيوني تركي، تحول إلى عنوان فيلم يلعب بطولته الممثل التركي بنجاتي شانشاز، الذي يقاتل «المافيا» على الشاشة الصغيرة، ويهزم «الغطرسة الأميركية على الشاشة الفضية. أثار الفيلم موجة عارمة من الانتقادات الأميركية حين بدأ عرضه في الصالات الأوروبية بداية الشهر الماضي، فهو يصور تجاوزات كثيرة للجنود الأميركيين، منها قتل طفل أمام والدته وقصف جامع على رؤوس مصليه، والاعتداء على محتفلين في سهرة عرس، إضافة إلى ممارسات شائنة بحق مساجين معتقل «أبوغريب»، إلى الدكتور الأميركي اليهودي الذي يسرق أعضاء من أجساد الجرحى ويبيعها لمن يحتاجها في نيويورك وأوروبا وتل أبيب.

والعمل عبارة عن رسالة انتقام عبر الصورة، لمجموعة صغيرة من الجنود الأتراك الذين تعرضوا لإذلال من القوة الأميركية في مدينة السليمانية شمال العراق، باعتقالهم ووضع أكياس خيش في رؤوسهم، مما يدفع أحد الضباط الأتراك إلى الانتحار بعد شعوره بالعار.

شارك في بطولة الفيلم الممثل السوري غسان مسعود، في تجربة ثانية له في السينما العالمية بعد أن أدّى دور القائد صلاح الدين الأيوبي في فيلم «مملكة السماء» للمخرج ريدلي سكوت. يقول مسعود: «تم ترشيح اسمي لهذا الفيلم من خلال شركة (بيرا ميديا) لصاحبتها نشوى الرويني، التي كانت قد رشحتني سابقاً لفيلم (مملكة السماء). والفارق الوحيد بين دوري في هذا العمل وذاك أنني لم أختبر لأداء الدور، بعد أن أقنعهم أدائي في الفيلم السابق.

في (وادي الذئاب)، أقوم بدور الشيخ عبدالرحمن الكركوكي وهو يتبع الطريقة القادرية الصوفية، ويحاول مقاومة الاحتلال بعقلية حكيمة، ليست انفعالية أو (حربجية)، فيفتح بيته لكل عراقي مهجّر إن كان كرديا أو عربيا ولا يهتم لأي مذهب ينتمي. لكن الاحتلال يرفض سلوكه التوحيدي والإنساني، فيطارده، مع أنه يمنع قتل رهينة أميركي وينقذه من خاطفيه، ويصرح بعبارة عميقة مفادها «سنبقى أسرى حتى نتغلب على أنفسنا، حينها نصبح أحراراً».

ويشرح مسعود قائلاً:«البعض في الغرب رأى في الفيلم أنه إثارة للأحقاد بين الشرق والغرب، وهذا أمر غير صحيح، لأن ما يحدث في العراق يومياً، وتنقله وسائل الإعلام الفضائية، وسواها قد يكون أقسى بكثير من مشاهد الفيلم. بالنسبة لي المقاومة ليست بالسلاح فقط، هذا جزء بسيط من الفعل، المقاومة هي في الصبر في أن يتماسك الإنسان مع أخيه الإنسان.

ويخطئ من يعتقد أن فعله الشائن هو رد فعل على عمل المعتدي، فإن كان الأول غير إنساني، فكيف تقبل على نفسك أن تتساوى. المقاومة فعل حضاري إنساني عميق. ولا أعتقد أن الفن يمكن أن يصبح بمعاييره الأصيلة موظفاً عند الأيديولوجية، ولكنه أيضاً لا يمكن أن يتجاهل مآسي الواقع من دون أن يشير إليها».

«وادي الذئاب»، يظهر حقائق أكثر مما يخترعها، كما تعودت السينما الهوليوودية أن تقدم، أبطالاً يقتلون الأشرار بالمئات والآلاف من دون أن تفرغ رشاشاتهم من الرصاص. إضافة إلى تصوير الآخر على أنه مختلف وأحمق لا يستحق الحياة. يعتبر هذا العمل من الأعلى إنتاجاً في تاريخ السينما التركية، فقد كلّف إنتاجه ما يزيد بقليل على 12 مليون يورو، وهو بمستوياته التقنية، اعتمد على أسلوب هوليوود نفسه في التصوير وتصحيح الحركة «الأكشن».

وشارك فيه أيضاً أكثر من ممثل أميركي أشهرهم بيلي زين الذي لمع نجمه في فيم «تايتنيك»، وجاري بوس في دور الدكتور، تاجر الأعضاء.

البيان الإماراتية في 6 أبريل 2006

 

سينماتك

 

المسيح.. ثائر أسـود

ترجمة - عائشة سلدانة *

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك