* أريد إعادة الوجه المشرق للسينما المصرية.. والضجة المثارة حولي دليل علي أن سينمانا الآن «عاقر»

* مجمع البحوث الإسلامية يفتي في مسألة لم نطلب منه فيها الفتوي.. والفيلم مكتوب بوجهة نظر مسيحية أرثوذكسية فكيف يعرض علي المجمع؟!

* لا أري سببا لهذا الهلع من الفيلم.. فالجمهوور المصري شاهد فيلم ميل جيبسون عن آلام المسيح ولم «يتنصر» بعده أي مسلم!!  

بصدر يحمل كثيرا من الرحابة، وبمسحة كبيرة من الخشوع التي تزين نبراته وهو يتحدث عن قداسة البابا يتحدث فايز غالي عن مشروع فيلمه الحالي عن حياة وآلام السيد المسيح، هذا الفيلم الذي يعتبره رسالة له من السماء وعمله فيه بمثابة جزء من إيمانه وعقيدته، هذا الفيلم الذي أثار الكثير والكثير من الجدل حول إنتاجه، هل نحن أحق بإنتاجه من الغرب، وهل الضجة المثارة حول الفيلم تجعلنا نعيد النظر لمساحات الحرية التي نعطيها للآخر ونغلقها علي أنفسنا وهل يفتح الفيلم بابا لإعادة النظر في قانون الرقابة وتعديله كما طالب مؤلف الفيلم في الحوار.

·     ما هو آخر ما وصل إليه موضوع فيلم المسيح، فآخر ما عرفناه مما نشر في صحيفة الفجر، أن السيد قداسة البابا قد رفض، وأنه لابد من تقديم المعالجة مرة أخري وأن رفض الكنيسة ليس رفضاً نهائياً؟

ـ أولا أحب أن أصحح السؤال، لم يتصل بي أحد من الكنيسة، وأنا في إطار ما نشر في صحيفة الفجر، فأنا مازالت حتي هذه اللحظة أسعي للقاء سيدنا البابا، وأن مسألة رفض البابا أعتقد أن هناك سوء فهم حدث نتيجة صورة تكون قد نقلت بشكل قد يدفع البابا لهذا القرار، أعتقد أنه عندما يعاد النظر وتتضح الرؤية بشكل حقيقي فلو حدث وقدر لي أن أقابل سيدنا البابا أعتقد أنه ربما يحدث التغيير، لأنه لمعلوماتي أن سيدنا البابا رجل رحب الصدر وطيب جداً، وأنه بالتأكيد سيفهم الروح التي أنطلق منها والفكر الذي أنطلق منه تجاه هذا العمل، لأنه في الكنيسة بالتأكيد قد لا يكون هناك من يتابع بشكل متصل ما جري بحيث يمكنه أن يكون صورة، لأنه من الواضح أن الصورة المأخوذة عن الموضوع وعني غير واضحة وبالتالي فإن كل الكلام الذي يقال عبر الصحف وعبر التلفزيون في أكثر من ندوة أعتقد انه لم يصل بحيث أن الحل الوحيد هو لقاء سيدنا البابا ومحاولة شرح المسألة بالكامل.

·         كيف جاءت فكرة كتابة عمل عن السيد المسيح؟

ـ سبق وقلت إن الأستاذ محمد عشوب الماكيير السينمائي والمنتج في نفس الوقت، والفنان سمير صبري، خلال مهرجان القاهرة السينمائي طلبا الجلوس معي بشأن الإعداد لمشروع، وتبين أنهما يريدان أن يعدا عمل عن حياة و آلام السيد المسيح، وقتها الدهشة عقدت لساني ليس لأنهما مسلمان، ولكن لأن عمل فيلم عن آلام وحياة السيد المسيح هو عملا ضخم وأنا لي تجربة سابقة مع الأفلام التاريخية في فيلم الطريق إلي إيلات، فهذا الفيلم أخذ جهدا جبارا حتي يخرج وعملا شاقا حتي يعرض علي الشاشة فقد أخذ تقريبا 18 شهرا في التصوير، لم يكونوا متصلين كانوا متقطعين، وحجم الشقاء والمعاناة التي عاناها كل من إنعام محمد علي المخرجة وسعيد شيمي المصور ومخرج المعارك، فالأعمال التاريخية تحتاج إلي قدر كبير جداً من الوثائق والمستندات والمعايشة في الأماكن التي جرت فيها الأحداث، وقد كانت تجربة جبارة بالنسبة لي، كما أن الانتاج لابد أن يكون انتاجاً سخياً يليق بالعمل والا فإن الناس لن تصدقك، لأنه أقل فيلم تلفزيوني أو حلقة تلفزيونية تتكلف الملايين في أمريكا، ففي إيلات بميزانية تعتبر كبيرة جداً في ذلك الوقت استطعنا عمل الفيلم بالشكل اللائق بحيث يصدقه الناس، لكن بالتأكيد فإنه لو توافر له إمكانيات أكثر كان سيصبح أفضل من ذلك بكثير، وهنا في الفيلم التاريخي أنت لا تقدم أشخاصا عاديين أنت تقدم السيد المسيح وهو شخصية يؤمن بها شعب بكامله بل شعوب كاملة في العالم، كما أن هذه الشخصية قد تم تقديم 20 فيلما عنها منذ اختراع السينما 1898 حتي 2004، وفي الطريق أفلام أخري، وهنا أيضا فأنت داخل في منافسة أو في مقارنة لابد أن تكون قدرا لها، ولقد قلت ذلك فيما بعد في أحاديث وندوات، فإذا لم يخرج الفيلم بما يليق به فعلاً وبما يليق مع السيد المسيح فلا داعي لإنتاجه، وفي وقتها فقد دار في ذهني كل ذلك وأنا استمع إلي العرض، وكل سؤال كنت أسأله كانا يقومان بالإجابة عليه، وقد قالا لي إننا نريد أن نقدم هذا الفيلم وسوف تكون هناك ان شاء الله ميزانية تليق به وسوف يخرج هذا العمل في أحسن صورة ممكنة وقد قلت لهم إن هذا العمل لا يتم في يوم وليلة لكنه عمل يستغرق وقتا طويلا و يحتاج مني إلي جهد وشقاء فكما تعبت في إيلات وظللت لسنتين أكتب فيه، فقالا لي خذ راحتك تماما ونحن نعرض عليك ونحتاج إلي اجابتك بـ نعم أو لا، فقلت لهما أنا لا أستطيع أن اقول رأيي الآن، وبالفعل فقد أخذت حوالي يومين أو ثلاثة، ثم عدت إلي المنزل وفي آخر اليوم وأنا قاعد حيران حاسس بالمسئولية، وفي لحظة حسيت كأنها رسالة لي من السماء، وكأنها دعوة من السماء لأن أعمل هذا العمل. واشمعني أنا، واشمعني وقع اختيارهم علي أي نعم أنا كاتب مسيحي أرثوذكسي المذهب، وكاتب عملت أفلاما تستحق ولها قدر من القيمة والاحترام لكن كل ذلك لا يضعني في هذا الموضع خاصة وأن هناك كُتابا آخرين مسيحيين ولهم أسماؤهم، وهنا اعتبرت أنها رسالة لي من السماء، وبناء علي ذلك أخذت القرار، وقد أخذته في إطار خاص بي أنا في إطار علاقتي بالسيد المسيح، فأنا منذ طفولتي وشخصية السيد المسيح تمثل عشقا ما، فأول فيلم شاهدته عن السيد المسيح كان فيلماً صامتاً تعرضه الجامعة الأمريكية وقد اصطحبتني أمي وأنا في التاسعة من عمري لمشاهدته، كان جزءا من احلامي، فلماذا لا تقدم السينما المصرية شخصية السيد المسيح، فقد قدمت عشرات الأعمال السينمائية التاريخية التي لها قيمتها فعلي سبيل المثال شخصية الناصر صلاح الدين، و فيلم وااسلاماه، فعلي الجانب المسلم عملنا أفلاما من هذا النوع، فلماذا لا يكون هناك أفلام من هذا النوع علي الجانب المسيحي وفي إطار الحب والمودة وفي إطار أن الإسلام يعترف بعيسي ابن مريم، ومريم بنت عمران، ويوحنا المعمدان، فما هو المانع. وانا لدي آمال عريضة في ذلك، وقد سألت نفسي سؤالا، من يمكن أن يعترض علي فيلم مثل ذلك، فوجدت أن الوحيدين الذين اعترضوا كحقيقة تاريخية مثلما اعترضوا علي كل الأفلام التاريخية هم اليهود، وأنهم يعتبرون أن ذلك فيلم معاد للسامية، وأنهم قالوا دمه علينا وعلي أبنائنا، ثم جاء الجيل الحالي وطلب إعفاءهم من دم المسيح، وكما حدث مع فيلم آلام المسيح لميل جيبسون سيحدث معنا، فإذا كانت الشركات الأمريكية قد أحجمت عن إنتاج الفيلم مما اضطر ميل جيبسون أن يطلب من بعض الكنائس أن تدعم إنتاج فيلمه فلماذا لا تقوم هنا الكنائس بدعم الفيلم إنتاجيا، فقد نجح ميل جيبسون من خلال الكنائس أن ينتج الفيلم، ونجح الفيلم وحقق مكاسب خيالية. وقد وجدت أن هذه هي العقبة الوحيدة وأنا أقوم بهذا العمل والله يتولاها بعد ذلك، ثم اجتمعت مع محمد عشوب وسمير صبري واسعاد يونس وقلت لهم بوضوح شديد جدا فأنا سأقوم بإعداد المعالجة، فإذا قدر وكتب السيناريو وخرج الفيلم فسيكون شيئا عظيما، وإذا لم يقدر فإنني قمت بعمل هذه المعالجة في إطار إيماني بحت، وإني أنا لبيت الرسالة اللي جاية لي، وإني نلت شرف المحاولة، ولما قالوا تعال نتفق، قلت أنا كل اللي يشغلني إني أعمل لكم المعالجة، وانتوا خدوها وابقوا اتفقوا لان المعالجة هتبقي عملية جس النبض، وعادة أنا في كتاباتي لما باجي أعمل معالجة لعمل فني، أنا بتعب في المعالجة أكتر من كتابة السيناريو، لأن المعالجة بالنسبة لي هي عمل خلق لعمل، ولذلك تكون أمرا صعا، وعادة يمكن أن أقضي خمسة أو ستة أشهر في كتابة المعالجة، علي العكس مما يتصور البعض، إن المعالجة أسهل، لكنني أحب أن اعد معالجة متكاملة و أنا أري أن الشقاء في كتابة المعالجة يقلل من الشقاء في كتابة السيناريو.

·         هل ما نُشر في جريدة الفجر من المعالجة الفنية لفيلم المسيح هي المعالجة التي قمت بإعدادها؟

ـ نعم لكنها مجرد مقتطفات منها وليست كاملة، لأن المعالجة كبيرة تتجاوز الـ 30 صفحة، ويمكن أن تحتاج إلي خمس أو ست صفحات في الجرنال، ولذلك فقد دعوني للاختصار فيها، وقد قمت بالاختصار ثم أتبعوا هم اختصاري باختصار آخر من أجل مساحات وضع الصور، وما قدموه هو شيء رائع.

وإذا عدنا للكلام عن المعالجة وكتابتي لها، فقد فوجئت أنني أنهيت العمل بها في خلال شهرين، شهرين لم أتوقف فيهما يوما عن العمل، وضعت أمامي مصادري التي سأعتمد عليها من البداية، وهي الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل، وهذه هي المفاتيح التي سأعمل من خلالها ثم ما يمكن ان يستجد من مراجع.

لقد أعددت هذه المعالجة في شهرين حتي أن اولادي وزوجتي كانوا في غاية الدهشة، حتي أنني قلت لهم إنني كنت أشعر وكأنني لست الذي يقوم بالكتابة، وفي الأمر جانب روحي، ثم أعطيتهم المعالجة وأرسلوها إلي الرقابة، وهذه بالضبط الفكرة كيف نشأت حتي وصلت إلي الرقابة.

·         هل تعتقد أن الرقابة هي التي أثارت هذه الضجة؟

ـ لا أعتقد ذلك فما حدث وما سبب تضخيم الأمور بهذا الشكل الغريب ده،- هو ان الأستاذ علي أبو شادي وهو صديق عمر، وهو صديق بمعني الكلمة، ربع قرن من الصداقة - وما حدث أن خبر المعالجة قد تسرب من مكتبه، وانا كلمته فقال لي ان ده حصل وإنه حذر الصحفية، وهي صحفية من جريدة روزاليوسف، وانه قال انه حذرها وقال لها أن بعض الأعمال المهمة من هذا النوع ممكن كتر الكلام يتسبب في توقفها، لكن الصحفية توسلت إليه أن هذا الخبر يكون بالنسبة لها سبقا صحفيا، وبالتالي فقد أعطاها بعض المعلومات المختصرة والمقتصدة، وبعد هذا الكلام بثلاثة أيام مرض علي أبوشادي، شفاه الله وعافاه، ومن الواضح ان هذه الصحفية عندما تسرب لها خبر المعالجة تسرب لها بعد شهر وهي المدة الرسمية التي من المفترض أن ترد فيها الرقابة، وهو كان في سبيله -اعتقد في تقديري- أنه كان سيحولها إلي الكنيسة في ذلك الوقت فلما حدث ما حدث تأجل كل شيئا، وانا شخصيا لم أفكر في السؤال، لأنه صديقي، في هذه الفترة كانت المعالجة موجودة في الرقابة ولم تذهب إلي الكنيسة ولم يتخذ بشأنها قرار أدت إلي أن الكلام كتر فيها، وتم استضافتي في برنامج البيت بيتك، إلي آخره وعدد كبير من القنوات، وعدد من وكالات الأنباء، هذا فضلا عن محمد عشوب الذي انهالت عليه القنوات الفضائية للتسجيل، وفي البداية فقد استقبل الناس الأمر بالفرح والترحيب علي كل الأطراف مسلمين ومسيحيين، والكل اعتبره فاتحة خير، البعض نظر له من منطلق الوحدة الوطنية، والبعض أخذها في إطار السيد المسيح ليه لأ، والبعض نظر له باتجاه السينما المصرية ومأساتها أنها سينما أصبحت عاقرا أن تقدم شيئا يستحق الوقوف أمامه، وأنها محاولة لإعادة الوجه المشرق أو الجاد للسينما المصرية، والأمر أخذ علي أكثر من محمل لكنه كله في إطار من الترحيب ثم فجأة مجمع البحوث الإسلامية من خلال مجموعة من الأساتذة الأفاضل العلماء وجدت كلام تاني خالص وتحريم، حتي أكثر المتسامحين دكتورة سعاد صالح عميدة كلية أصول الدين، قالت إنه لا يوجد في القرآن ما يمنع، ولا يوجد أي دليل يمنع ظهور الأنبياء علي الشاشة إلا ظهور الرسول عليه الصلاة والسلام، طب إيه المشكلة لكنها قالت إن الكاتب أعلن موقفه، ماذا تعني بأعلن موقفه، وقالت فيما معناه انه يعمله في إطار مسيحي، طب إيه المدهش هل أنا كمسيحي أعمله من منطلق مسيحي ولا أعمله في إطار إسلامي؟ طب إذا عملته من مفهوم إسلامي ومشيت معاهم حسب ما يريدون طب كيف أواجه المسيحيين والعقيدة المسيحية التي أنتمي إليها؟ المنطق البسيط يقول أنا اعمل ده ولو هناك من يريد أن يعمل عيسي ابن مريم من مفهوم اسلامي أهلا وسهلا، الأرض تتسع لأكثر من عمل، وبالعكس فإن اختلاف الوجهات والرؤي لا يفسد للود قضية.

·         إن مجمع البحوث الإسلامية رأيه استشاري أي لا يفتي في أي عمل فني إلا إذا اخذت الرقابة رأيه؟

ـ بالضبط أي أنهم يفتون في شيء لم يطلب منهم الإفتاء فيه، فأدركوا ذلك، وعندما سئلت هل أرسلت العمل إلي مجمع البحوث، فقلت لم يحدث، ولم ترسل الرقابة العمل إليهم ولن يحدث أن ترسله، لأنه بالتأكيد أن الرقابة لديها حد أدني من الوعي أن هذا العمل مكتوب بوجهة نظر مسيحية أرثوذكسية وبالتالي كيف يرسل إلي مجمع البحوث الإسلامية، وبالتالي لن يعرض، ولو هم أرسلوه سوف أرفض، ولن يكون الرفض حباً أو كرهاً وإنما هناك سيكون تناقضا لانه بذلك ستكون الرقابة تطلب منهم رفض العمل باعتبار اختلاف العقيدة، وما حدث بعد ذلك أنه حدث تراجع محسوب من خلال الدكتور عبد المعطي بيومي، وكل ذلك مكتوب في الجرائد ومؤرخ له بحيث يمكن الرجوع له، في جريدة الجمهورية وعلي صفحة كاملة كان يوجد حوار معه وفي مربع ذكر: نحن مجمع البحوث لم نتعرض لهذا المشروع سواء انتاجاً أو تمثيلاً أو إخراجاً أو سيناريو ما لم يعرض علينا، وبما أنه لم يعرض علينا فإننا لن نتعرض، وأن فيلم ميل جيبسون، قد عرض، وما دام لم يرجع أحد إلي المجمع بالاعتراض عليه فالامر انتهي.

·         أعتقد أنه بذلك قد تم تحييد جزء من الأزمة.

ـ علي ما يبدو بالطبع أنه تم تحييدهم حتي هذه اللحظة، وأنا أشكرهم أنهم استطاعوا أن ينظروا ببعد نظر للموضوع، بعد ذلك كانت المفاجأة الكبري أنني فوجئت بتصريح منشور لسيدنا البابا في جريدة روزاليوسف، يقول فيه ان هذا الموضوع مرفوض لانه يختلف أو لا يتفق مع الشريعة الإسلامية، فكانت صدمة.

·         هل ذلك بعد أن أرسلت لهم الرقابة المعالجة؟

ـ لا، كل ذلك كلام البؤساء ولمعلوماتي انه حتي الأمس لم تكن المعالجة قد وصلت إلي الكنيسة، فأنا استوقفني ذلك، وقلت لهم مش ممكن البابا يقول كلام مثل ذلك، وحاولت ان أجد لها تفسير، فقلت ربما نُقل إليه أن المسلمين بيعملوا فيلم عن المسيح، وقد يكون فيه بعض الإساءة، وربما قال إنهم إذا كانوا بيعملوا فيلم عن المسيح فليذهبوا ويروا ما في شريعتهم، في مجلة المصور بعد ذلك بيومين فوجئت بتصريح نشرته أمينة الشريف علي لسان الصحفية مني الملاخ إن سيدنا البابا في اجتماع الندوة الأسبوعية التي يعقدها كل يوم أربعاء، أي الأربعاء السابق علي الأربعاء وقت نشر المصور، تقول: إن سيدنا البابا قال إنه تبرع بنفسه أن يقول هذا الكلام دون أن يسأل، وقال أنه لا يوجد في مصر من يستطيع أن يمثل دور السيد المسيح.

·         حسب ما قرأت كان التصريح يحمل قدرا كبيرا من الغضب؟

ـ نعم ولقد تكلمت مع مني الملاخ باعتبارها مصدر الخبر لأمينة الشريف، فقالت لي نعم كنت حاضرة هذا الاجتماع وبعد ان أنهي البابا الوعظ، هناك أسئلة تُسأل له، فتحدث البابا عن هذا الموضوع دون توجيه الأسئلة، وقال ذلك، وهنا سئل البابا عن موقف الأفلام التي يصنعها الغرب، فأجاب البابا أن هذه الأفلام مصنوعة من خلال عقائدهم لكن هذا الأمر في مصر مرفوض، وكان ذلك بالنسبة لي المفاجأة الكبري، لأنه هناك علي كل مستوي من هذا الكلام يوجد سوء فهم ترتب عليه كل ما حدث وقيل.

·     من وجهة نظرك هل مرجعية البابا في هذا الكلام ترجع إلي أن من ينتج الفيلم ويشرف علي إنتاجه هم مسلمون؟ وهل ربما يخاف البابا علي العلاقة ما بين المسيحيين والمسلمين؟

ـ أنا لا استطيع أن أتكهن لماذا خرج موقف سيدنا البابا بهذا الشكل، فعن البابا فأنا شخصياً أضعه في مكانة كبيرة جدا وأحترمه بكل المقاييس والمعايير، وأنا أعتبره له قداسة حقيقية وهو رجل واع ومستنير حقيقي وهو عالم في الحياة وفي الدين ولديه حكمة بحيث يزن بها كل ما يفعل وكل ما يقول، في هذا الموقف إذا تكهنت سأكون مخطئا جداً ما لم يطرح البابا بنفسه السبب الذي دعاه لقول ذلك بشيء واضح لماذا اختار هذا الموقف، ربما في تصوره حتي لا يحدث صدام في مصر بين المسلمين والمسيحيين، لكن ذلك يجعل الرد يصنع موقفا مؤسفا عند أي مسيحي، فمنذ نشر الخبر عن هذا الموضوع والناس مبتهجة ابتهاجا غير عادي، وأن يكون هناك فيلم مسيحي شرقي عربي عن حياة وآلام السيد المسيح، ففي هذا الفيلم نحن لا نتعرض لناموس الكنيسة وقوانينها ولا نتعرض لموقف كهنوتي، نحن نتعرض لفيلم يتناول حياة السيد المسيح وفي ظل تاريخ الكنيسة مع السيد المسيح والقديسين والرسل، فكرة التصوير بالزيت وظهور صور في الكنائس للعذراء والسيد المسيح والقديسين والرسل، والنحت والحفر، تكاد هذه الرسوم تنطق، فكيف في مثل هذه اللحظة يتم رفض الفيلم لأي سبب، العكس هو الصحيح، وأنه نوع من الصور التي نراها في الكنائس للسيد المسيح كل ما في الأمر أنه بدلا من كون الصور ثابتة أصبحت متحركة.

·     كيف تري معاملة المسلمين مع الاختلاف الذي طرحته في البداية حول مسألة الصلب خاصة وأن وجهة النظر الإسلامية مختلفة؟ فهل المشاهد المصري الآن قادر علي التعامل مع شئ مختلف عنه بشكل مقبول؟

ـ أعتقد أنه لدينا مثل مازال حيا وليس ببعيد، فيلم ميل جيبسون 2004 عن حياة وآلام السيد المسيح، وما رأيته بنفسي من خلال زيارتي لأكثر من دار عرض، فوجدت أن دور العرض ممتلئة بالبشر، وأنه من الواضح ان هناك عددا كبيرا من المسلمين، ولعلي ميزت ذلك من خلال حجاب السيدات، والبكاء الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي، هذا مع أن فيلم ميل جيبسون يتناول الاثنتي عشرة ساعة الأخيرة في حياة السيد المسيح، هذه الساعات التي يدور حولها الاختلاف بين وجهتي النظر الإسلامية والمسيحية، ومع ذلك لم تفارق الناس في هذه المسألة باي اعتبار أكثر من كونها بكت من أجل آلام وعذاب نبي، جاء لهداية البشرية للخير والحق والمحبة والسلام والتسامح، ولم تنظر الناس لهذه المسألة الخلافية بالمرة ولم يحدث أن مسلما أعلن مسيحيته بعد هذا الفيلم، وفي كل الأفلام التي تقدمها السينما العالمية نكون مختلفين علي المستوي الاجتماعي مع أفلام كثيرة ومع ذلك نتقبلها في إطار فنيتها وفي إطار ظروفهم، فهم يقدمون الحمل من السفاح ويقدمون العلاقات الزوجية غير الشرعية، ومع ذلك نتقبل ذلك ونتعاطف معه في ظل ظروفه وفي ظل إدراك المشاهد أن هذه الظروف غير موجودة في بلده، وفي إطار التمثيل من يمثل فأنا أعتبر هذه المسألة من المؤجلات، لأنه ليس مكانها الآن ولا توقيتها من منطلق أنه لا يمكن مناقشة أمر الممثلين إلا بعد كتابة السيناريو وإعداده للتصوير.

جريدة القاهرة في 4 أبريل 2006

 

طارق الشناوي يكتب في أصداء الاحتفال بذكري عبدالحليم حافظ

فريد الأطرش الموعود بالعذاب!  

احتفلنا الأيام الماضية بالذكري رقم «29» لرحيل عبدالحليم حافظ وأيضا بالذكري رقم «32» لتجاهل الاحتفال برحيل فريد الأطرش كان هذا هو منطوق الرسالة التي تلقيتها علي بريدي الإلكتروني من أحد القراء وصف نفسه بأنه من عشاق فريد الأطرش واكتفي عاشق فريد بتلك المفارقة ولم يزد في العتاب.. ولكن أعادتني تلك الرسالة إلي أكثر من خطاب وصلني في نهاية شهر ديسمبر الماضي بالتحديد يوم 26 ديسمبر وهو يوم ذكري فريد يتساءل فيها القراء أو يعتبون ويعددون ويشجبون أسباب عدم الاحتفاء بهذا الموسيقار الكبير بما يليق باسمه وعطائه الممتد منذ الثلاثينيات حتي مطلع السبعينيات من القرن الماضي.

البعض ألمح إلي أن مصر شوفونية أي أنها تنحاز فقط إلي ما هو مصري وترفض أن تعترف بأن هناك إبداعا يأتي من خارجها وأن هذا الإبداع يستحق التقدير والاحتفاء.. البعض انتقل من باب التهييج إلي التصريح العلني بتلك الشوفونية والحقيقة التي ينبغي أن نواجه بها أنفسنا أننا بالفعل لا نحتفي بفريد في ذكراه بما يستحقه ولكن لدي عدة أسباب لا تقع تحت طائلة قانون الشوفونية.. وهي أن ذكري فريد تأتي في نهاية عام وقبل بداية عام جديد.. وفي العادة فإن الصحافة الفنية في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر نجدها مشغولة بتقديم أعداد تذكارية عن حصاد عام ينتهي ويلملم أوراقه، وفي نفس الوقت تشغل نفسها بالحديث عن توقعها لعام جديد يأتي محملا بالعديد من الأفكار والوجوه الجديدة وهكذا تحتل تلك التغطية الصحفية القسط الأكبر من المساحة المكتوبة وما ينطبق علي ما هو مقروء ويتكرر مع ما هو مرئي أو مسموع بالطبع وهكذا يبدو أن الإعلام والصحافة في مصر يتآمران علي فريد الأطرش الذي يموت مرتين يوم 26 ديسمبر من كل عام إن هذا يعد سببا منطقيا وجوهريا لمن يدرك آلية الإعلام والصحافة في التفكير ولكن هناك أسبابا أخري منها أنه بعد رحيل عبدالحليم حافظ كان يقف وراء إنعاش ذكراه صديقه الراحل مجدي العمروسي حتي لو كان لمجدي العمروسي الذي رحل في صمت قبل ثلاثة أعوام أقول حتي لو كان لدي مجدي العمروسي أسباب خاصة ومصالح مادية لأن الذكري عندما يتم الاحتفال الصاخب بها تؤدي إلي انتعاش توزيع أشرطة عبدالحليم حافظ الذي قدمها لحساب شركة «صوت الفن» ومجدي العمروسي كان شريكا لعبدالوهاب وعبدالحليم في أرباح الشركة!!

كان العمروسي يحرص علي أن يقدم «جنيه ذهب» أو فضة لبعض أصدقائه من الإعلاميين وعلي الجنيه صورة لعبدالحليم حافظ.. كان يقدم في كل ذكري تسجيلا نادرا لعبدالحليم أحيانا كنت أختلف مع هذه التسجيلات لأنني أعرف أن عبدالحليم سجلها في حفل خاص ولم يكن يريد لهذا الشريط الذيوع والانتشار ولكن مجدي العمروسي كان يجد من يدافع عنه كما أنه أيضا يقابل بترحيب في السوق لعشاق عبدالحليم الذين يتهافتون وراء كل ما هو جديد للعندليب.

أتذكر مثلا أن عبدالحليم قدم في الإذاعة المصرية قبل أن يقدم أغنيتي «صافيني مرة» تلحين محمد الموجي و«علي قد الشوق» تلحين كمال الطويل لعبدالحليم قبل هاتين الأغنيتين الشهيرتين قدم 30 أغنية مجهولة من تلحين عبدالحميد توفيق زكي وأحمد صبرة وفؤاد حلمي وعبدالرؤوف عيسي ولم يكن عبدالحليم يسمح بتداول تلك الأغنيات في حياته.. بل إنه أعطي تعليمات شفهية للإذاعة بألا تقدم أيا من هذه الأغنيات وكأنها لم تكن في تاريخه رغم أنها من مختارات الإذاعة ولكن العمروسي استطاع أن يحصل علي هذه الأغنيات ويطرحها علي أشرطة كاسيت في مناسبة ذكري عبدالحليم ضاربا عرض الحائط برغبة عبدالحليم حافظ وبرغم ذلك لم يخل الأمر من لمحات إيجابية قام بها العمروسي حتي لو تم ترجمتها بعد ذلك إلي مكاسب مادية.. حيث إنه طرح أغنيات عبدالحليم الوطنية علي أكثر من شريط كاسيت وكانت تلك الأغنيات قبل 20 عاما غير مرحب بها إعلاميا لأنها تتغني باسم عبدالناصر مثل «يا جمال يا حبيب الملايين» و«صورة» و«علي راس بستان الاشتراكية» و«بالأحضان» وغيرها تمكن العمروسي من الإفراج عن هذه الأغنيات ليس فقط بصوت عبدالحليم ولكن قدمها بصوته أيضا الإذاعي الكبير الراحل جلال معوض والذي كان يحرص قبل كل أغنية علي أن يذكر للجمهور المناسبة الوطنية التي قيلت فيها الأغنية.. وكانت هذه خبطة إعلامية ولا شك فيها لأن عبدالحليم ارتبط صعوده بالفترة الناصرية كما أن صوت جلال معوض الإذاعي الكبير ارتبط هو الآخر بنفس الفترة الزمنية وإن كان عبدالحليم استمر في الغناء حتي رحيله عام 1977 فإن جلال معوض اصطدم بالسلطة السياسية وتوقف مشواره الإذاعي عام 1971 ولهذا كانت ضربة مزدوجة من العمروسي أنعشت السوق الغنائية وشعرنا بأن عبدالحليم لايزال حيا يرزق.. يجب أيضا أن نذكر أن عبدالحليم واكب أحداث الثورة بأغنياته أي أنه قدم سجلا غنائيا لكل أحداث مصر وأن تلك الأغنيات الوطنية شكلت ذاكرة الناس الوطنية لأن الجمهور لا يرجع للتاريخ المكتوب بقدر ما يعود للتاريخ المسموع أو المرئي من خلال الأعمال الفنية.

ولا ينكر أحد تفوق عبدالحليم حافظ علي فريد الأطرش في مجال الأغنية الوطنية وأنا بدوري لا أنكر بالطبع إسهامات فريد في الأغنية الوطنية مثل «المارد العربي» و«شعبنا يوم الجهاد فعله يسبق قوله» وأغنية «يا اسطي سيد» التي قدمها للسد العالي أو أغنية الوحدة بين مصر وسوريا التي لحنها لصباح مثل «الموسكي بسوق الحامدية أنا عارفة السكة لوحدية» وأيضا الأغنية التي تغني بها بعد عودته في مطلع السبعينيات إلي مصر بعد ابتعاد عشر سنوات حيث كتب له مأمون الشناوي «سنة وسنتين وأنت يا قلبي تقول أنا فين».. كل ذلك أذكره بكل الحب والتقدير إلا أن السجل الوطني لعبدالحليم كان تأثيره أكثر عمقا في المجال الغنائي مثلما تفوق مثلا عبدالحليم حافظ علي أستاذه محمد عبدالوهاب في مجال الأغنية الوطنية رغم أن عبدالوهاب لم يترك مناسبة وطنية إلا وغني فيه للثورة ولعبدالناصر مثل أغنية «تسلم يا غالي» عندما تمت نجاة عبدالناصر من محاولة الاغتيال في المنشية عام 1954 وتتابعت أغنياته الوطنية «دقت ساعة العمل الثوري» «أقسمت باسمك يا بلادي فاشهدي» وغيرها ولكن الذاكرة الوطنية لأغلب المصريين تنحاز إلي عبدالحليم حافظ ولا يحظي بها عبدالوهاب ولا فريد بنفس المكانة أي أن الأمر ليس له علاقة بانحياز إلي مطرب مصري ولكن إلي نوعية من الأغنيات.

أيضا هناك سبب آخر لا يقل أهمية وهو أن ألحان كمال الطويل و محمد الموجي ومنير مراد وبليغ حمدي وعبدالوهاب التي قدمها عبدالحليم بصوته تحمل نبضا أكثر معاصرة ولا يعني ذلك أن ألحان فريد خلت تماما من هذا النبض المعاصر الذي يمس الشباب المستمعين الآن ولكن الكفة تميل أكثر لصالح عبدالحليم في مجال تقديم ألحان بها ابتكار ورهان علي المستقبل.

ولا ننسي أن عبدالحليم حقق من خلال تعدد الملحنين في العزف الفني علي صوته حالة من الثراء أكثر من فريد.. لأن فريد الملحن انفرد فقط بالطبع بالتلحين لفريد المطرب. أفلام عبدالحليم الخمسة عشر صمدت أكثر مع الزمن من أفلام فريد التي وصلت إلي 32 فيلما وبرغم أن كلا من عبدالحليم وفريد لا نستطيع أن نعتبر أيا منهما يمتلك موهبة حقيقية في فن الأداء.. إلا أن عبدالحليم حافظ كممثل كان أكثر تلقائية أمام الكاميرا من فريد الأطرش.

هذه هي الأسباب التي أراها لعبت دورا رئيسيا في أن نحتفي بذكري عبدالحليم وتأخذنا الأحداث اليومية بعيدا عن الاحتفاء بذكري فريد ورغم ذلك لعشاق فريد الأطرش حق العتاب علينا ولكن فقط أنفي عن المصريين جريمة الشوفونية، كان عبدالحليم في حياته يحمل لقب الموعود بالعذاب... ويبدو أن هذا اللقب انتزعه فريد بعد رحيله.

جريدة القاهرة في 4 أبريل 2006

في "بانديداس".. أكشنة كوميدية على طريقة "زورو"

كتب عماد النويري:  

من أول لقطة حتما سيذكرك هذا الفيلم بالكثير من الأفلام التي مرت على ذاكرة الشاهدة الخاصة بك. ومن أول وهلة سيضعك الفيلم في أجواء أفلام العصابات التي كان شريف المقاطعة أو الولاية يقضي عمره حتى ينقضي هذا العمر في مطاردة أفراد العصابة الذين يختبئون في التلال المجاورة أو في الصحراء القريبة. لا بأس ان يحب احد افراد العصابة احدى بنات الوجهاء في المقاطعة وذلك لخلق الصراع المطلوب، ولا بأس في بعض المعارك الطاحنة التى يخوضها رجا ل العصابة ضد رجال الشرطة، يجري في هذه المعارك تبادل اطلاق النار لتبيان مهارات الجميع في الرماية لزوم خلق الإثارة. ولا بأس في ان تسقط بعض الجياد على ظهورها لتثير زوبعة من الرمال لزوم الانتقال الى المشاهد التالية. وطبعا سيكون الوضع افضل وسيكون الفيلم اجمل لو كان بطلا الفيلم هما بينلوب كروز وسلمى حايك مع الوضع في الاعتبار طبعا تغيير الزمان والمكان والعقدة ودوافع حركة الشخصيات.

عاطفة وعقل

ماريا (بينلوب كروز) هى فتاة مثالية وطيبة وحالمة وكل ما تعرفه في الحياة هو رعاية الخيول وتربية الدواجن. سنتعرف حالا على سارة (سلمى حايك) بطلة الفيلم الثانية التي عادت للتو من اوروبا بعد انتهاء دراستها، وعلى النقيض من ماريا سنعرف بعد قليل انها عملية وواقعية وتغلب العقل على العاطفة. ستجتمع الفتاتان ليقررا الانتقام لمقتل والد سارة واصابة ماريا اصابة بليغة وسيكون الانتقام من تايلور جاكسون (وايت يوكاهام) الذى قام بالاستيلاء على أملاك سارة وماريا ونعرف ان تاريخه الأسود حافل بمثل تلك الجرائم. دوافع الانتقام تبدو الآن واضحة ويبدأ طريق الانتقام بالسطو على البنوك 'تحليل الحرام من اجل اهداف نبيلة'، وتتوالى مشاهد مطاردات ومغامرات في اطارات كوميدية قد يصدق بعضها وقد لا يصدق البعض الآخر، لكن سوف تعبر عن اعجابك ودهشتك عندما تشاهد الحصان وهو يصعد درجات السلم ، وعندما تشاهد حرب القطط. لكن في النهاية ستجد نفسك لا تأخذ شيئا على محمل الجد. الفيلم صريح وواضح ولا يقصد ان يقدم لك اي نوع من الجدية. انه منذ البداية يقصد ان يقدم لك كوميديا 'اكشنية' او ربما اكشنة 'كوميدية'. اوربما ثالثة مجرد نسخة ثالثة من 'زورو' على الطريقة النسائية.

وقت مسل  وطبيعة جميلة

الفيلم 'الفن' يقدم لك الفن في حدود التوليفة المختارة، ولا يطمح للفوز بأي جائزة اوسكارية. التمثيل جيد وتبدو سلمى حايك مقنعة كذلك بينلوب كروز، والاثنتان شكلتا فريقا منسجما. ولعب ستيف زان في حدود الدور والتصوير استغل المساحات الشاسعة والطبيعة الجميلة للمكسيك القديمة. والمونتاج ساعد كثيرا من خلال انتقالات مدروسة لضبط الإيقاع المشهدي. لكن تبقى بعض الملاحظات على شريط الصوت الذى كان يحتاج الى مراجعة قبل اعتماده المؤثرات الصوتية التي كانت تحتاج الى دقة في التعامل حتى لا تبدو كأنها من صنع بعض الهواة ولا تسأل طبعا كيف يتحدث المكسيكيون الانكليزية بطلاقة!

لا بأس إذا كنت ترغب في قضاء وقت مسل، فقط مسل من دون متعة حقيقية، بعيدا عن أخبار قتلى الزلازل في إيران وقتلى السياسة والطائفية في العراق يمكنك اذن مشاهدة 'بانديداس'.

القبس الكويتية في 4 أبريل 2006

 

زانغ زيي بطلة "ذكريات غيشا":

لعبت بأنوثتي من دون ابتذال

شاهدها المتفرجون من خلال الفيلم الآسيوي 'النمر والتنين' في العام 2000 الذي تقاسمت بطولته مع الممثل الصيني المشهور بأدوار المغامرات شاو يان فات والنجمة الصينية ايضا ميشيل يو التي ظهرت في فيلم جيمس بوند 'العالم لا يكفي' الى جانب بيريس بروزنان وصوفي مارسو، وفي 'النمر والتنين' أدت زانغ زيي شخصية فتاة متمردة تنادي بالحرية وتعيش حكاية حب مستحيلة.

حصد 'النمر والتنين' جوائز دولية ساهمت في شهرة ابطاله، لا سيما زانغ زي التي وجدت نفسها في هوليوود تشارك كريس تاكر بطولة فيلم المغامرات الأميركي 'ساعة الازدحام الرقم 2' حيث لعبت دور شريرة لا تتكلم بقدر ما تمارس الألعاب الرياضية الآسيوية الخطرة بمهارة وتسخرها لاغتيال كل من يعترض طريقها، الى ان ينتصر الخير في النهاية.

ولا تتلخص مسيرة زي (25 سنة) مع السينما في بداية صينية محلية ثم نجومية دولية من خلال انتقالها الفني الى هوليوود. فقد اثبتت الفنانة حدة ذكائها وحكمتها، ربما لأنها تنتمي الى الشرق، حينما استمرت في قبول السيناريوات التي تصلها من الصين ودرسها في شكل عميق قبل ان تعطي موافقتها على الظهور في الأفلام المأخوذة عنها.

وفي الوقت نفسه تعلمت اللغة الانكليزية لكي تستطيع العمل في الولايات المتحدة وتحصل على أدوار ناطقة على عكس ما حدث لها في 'ساعة الازدحام الرقم 2'، والواقع ان الأعمال التي عرضت عليها في أميركا لم تثر اعجابها في شكل خاص لأن معظمها يميل الى حبسها في اطار شخصية الشابة الآسيوية الجميلة التي تقع في غرام شاب أميركي، أو على صعيد آخر دور الشريرة المنتمية الى المافيا الصينية، مثلما كانت الحال في 'ساعة الازدحام الرقم 2' واستنادا الى هذا الواقع تعمل زانغ في الصين أكثر مما تظهر في أفلام هوليوودية. ولا شك لمن يراقب مشوارها عن قرب في انها على حق، اذ يكفي انها ادت بطولة كل من العملين السينمائيين الصينيين 'بيت الخناجر الطائرة' وللتأكد من ان مكانها الطبيعي هو في بلدها أكثر من أي بلد آخر، وان '2026'. الأدوار التي تؤديها في الأفلام الصينية تتسم بالقوة والطرافة وتبرز موهبتها بأسلوب لن تفعله هوليوود مهما حدث مع ممثلة غير أميركية.

في 'ذكريات غيشا' تجسد زيي شخصية فتاة يابانية اختيرت منذ مراهقتها لتتحول الى فتاة 'غيشا' تضع جاذبيتها وانوثتها ورقتها بتصرف الرجال وتوقعهم في حبالها تلبية لأهداف أشخاص يديرهم الجشع المادي، الى ان تقع في غرام رجل فتكسر كل القواعد المفروضة عليها مجازفة بحياتها لكي تعيش غرامها حتى النهاية. والفيلم قوي في حبكته ويقدم لزيي أحد أفضل أدوارها حتى الآن.

عن 'ذكريات غيشا' تقول 'يتمتع باخراج في غاية الدقة والجمال واضاءته تتأقلم الى أبعد حد مع كل لقطة ومع الحركات التي يؤديها كل ممثل، الا ان النص في حد ذاته يتصف بالذكاء والقوة ويشد انتباه المتفرج من البداية وحتى الختام. انا فخورة جدا بكون اصحاب القرار قرروا اختياري لدور البطولة، الأمر الذي اعتبرته بمنزلة تحد لقدراتي كممثلة، بما انني اضطررت طبقا للحبكة إلى ان ألعب بأنوثتي وابرزها دوما بطريقة مثيرة، ولكن بلا أي اباحية أو ابتذال ومع احترام صعوبة الدور والعثور على طريقة مناسبة للمزج بين الدراما والجاذبية، وهو أصعب شيء، لأنك كما تعرف، اذا لفت انتباه المتفرج الى جمال الممثلة خسرته على الصعيد الدرامي والعكس، وتكمن قوة 'ذكريات غيشا' بالتحديد في الدمج الناجح بين هذين الشيئين، وأنا في انتظار جائزة أحسن ممثلة اذن (تضحك بصوت عال).

القبس الكويتية في 4 أبريل 2006

 

اللوبى الصهيونى عارض بشدة على دولة فلسطين كمنشأ للفيلم

بعد الجنة الأن.. أبو اسعد يستعد لـ"بين لوس انجلوس والقاهرة" 

الناصرة-العرب أونلاين-وكالات: كشف هانى أبو اسعد مخرج فيلم "الجنة الأن" أنه باشر فى انتاج واخراج فيلم جديد بعنوان "بين لوس انجلوس والقاهرة" يروى قصة الحلم الأمريكى لدى العرب.

وأوضح أبو أسعدأنه انتهى من وضع سيناريو الفيلم بنفسه، وأنه شارف على الانتهاء من اختيار ابطاله، لافتا إلى أنه يفضل حجب هويتهم ريثما يوقع العقود معهم.

وبين أبو أسعد، الذى رشح فيلمه "الجنة الأن" لجائزة مهرجان الأوسكار الدولي، أنه سيتم تصوير وقائع الفيلم فى كل من مصر وامريكا فى الشهور القليلة القادمة.

وعن رأيه بدور اللوبى الصهيونى فى عدم حيازة فيلمه "الجنة الأن" على جائزة الاوسكار للفيلم الأجنبي، قال أبو أسعد "لا اثباتات مادية لدى بذلك لكنهم نجحوا فى استبدال الدولة التى يمثلها الفيلم من فلسطين إلى الاراضى الفلسطينية.

وأضاف " يبلغ رسميا عدد المحكمين الذين يشاركون بالتصويت لافضل فيلم أجنبى ستة الاف مشاهد ولكن فى الواقع يشارك فقط نحو 300 شخص كما حصل هذه المرة ويبدو أن جزءا هاما من المعارضين للفيلم بدوافع سياسية قد حرصوا على المشاركة بعدد كبير".

وأعرب أبو أسعد رغم ذلك عن رضاه للمنزلة التى بلغها الفيلم دوليا، منوها إلى أنه لم يتوقع أن يحصد جائزة "الجلوبوس الذهبي" وأن ينافس بقوة على الاوسكار.

وكانت بلدية الناصرة، داخل أراضى عام 48، نظمت احتفالاً تكريمياً للمخرج أبو اسعد، بحضور واسع من رجالات المجتمع والثقافة والسياسة.

وأكد هانى أبو أسعد مخرج الفيلم، الذى قدمت له باقة ورد ولوحة تحمل صورة عين الناصرة التاريخية خلال الاحتفال، على مواجهة طاقم الفيلم تحديات صعبة لاتمامه وتأدية رسالته.

وقال أبو اسعد "إن الاسرائيلى يستعمل كافة أساليب الوجه القبيح للحضارة من دبابات وصواريخ وحواجز وحتى الضغط الاقتصادى والسياسى لقمعنا، فى حين يستخدم الفلسطينى الوجه الجميل للحضارة من اداب وفنون ومعرفة وعلم للحفاظ على وجوده.

وأضاف " نحن حالة انسانية تقف أمام مستعمر جبار ترفض الانصياع والتسليم، سلاحنا الاصرار والعلم والثقافة بكل مركباتها، ودور الثقافة فى هذه الحالة هو التفوق والابداع ليحول حالتنا من حالة خاصة لحالة كونية".

وشدد أبو اسعد على أن الفنان مطالب بأن يخلق أملا وأن يعيد كتابة الكتاب والزمن هو الكفيل الوحيد لتحقيق أماله، لافتا إلى أنه فيما يحتاج القمع لمجموعات قوية ولقوم منظم يحتاج الفن إلى افراد مبدعين ضمائرهم غير معروضة للبيع.

وقال " يضع المستعمر طاقته وفكره وعبقريته فى الدبابة والطائرة كى يصل إلى هدفه للسيطرة والقمع والقتل، لكننا نؤكد أن اعتى الدبابات وأعظم الطائرات الحربية مصيرها الصدء".

وأضاف " الكتابة الابداعية والفنون الجميلة وحدها تحمل قيمتها ومكانتها عبر الزمن لتكون عبرة للانسان أينما كان، ولتنزل الوصايا من جديد".

العرب أنلاين في 3 أبريل 2006

 

سينماتك

 

يكشف كل أسرار فيلم «المسيح» المنتظر «1/2»

فايز غالي: أرفض وصاية الأزهر.. والبابا لم يعترض علي فيلمي

حاوره محمد ممدوح

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك