غيب الموت الفنان الكبير حمدى غيث عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع طويل من المرض، قضى الفقيد أكثر من ثلثى عمره فى العمل الفنى من طالب بالمعهد العالى للفنون المسرحية الذى تخرج فيه، وكان أول دفعته، وحتى اشتغاله بمهنة التدريس ثم مخرج بمسرح التليفزيون والمسرح القومي، ونائب لفرق التليفزيون، ومشرف على المسرح العالمي، ثم على المسرح الحديث، ومدير للمسرح القومى ثلاث مرات متتالية ومدير للإدارات الثقافية ووكيل وزارة للشئون الثقافية0 رحلة طويلة ومثمرة من الاحتكاك والممارسة فى جميع المناحى الثقافية والإدارية، جعلته على دراية تامة بكل ما يحدث حوله، لذا كانت رؤاه الثاقبة وبعيدة المدى موضع ثقة، لما تميز به من خبرة طويلة0

فى فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين، تجمع كوكبة من الممثلين العظام، لم تتكرر فى عمل آخر، ودعونا نستعرضهم أولا، زكى طليمات، محمود المليجي، نادية لطفي، ليلى فوزي، حسين رياض، صلاح ذوالفقار، عمر الحريري، توفيق الدقن، ليلى طاهر، أحمد مظهر، صلاح نظمي، أحمد حمدي، أحمد لوكسر، ومعهم حمدى غيث، الذى أدى دور ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا، ومع الاحترام الشديد لكل هؤلاء العباقرة، يظل ريتشارد هو الحالة الصاخبة المتلألئة فى هذا الحشد الكبير، رغم أن الفيلم يحكى عن بطل عظيم هو صلاح الدين الأيوبي، لكن قدرات غيث التمثيلية الرهيبة والمزعجة جعلت المشاهدين ينصتون لكل حركاته وايماءاته، وجاءت النتيجة بالنهاية لصالح غيث - ريتشارد فى سحب الأضواء من مظهر - صلاح الدين سينمائيا فقط، وظلت الشخصية عالقة بالأذهان حتى وقتنا الحاضر، فقد استخدم غيث بكفاءة عالية وفهم لأبعاد الشخصية طبقات صوته وتنويعاته فى التعبير عن ردود أفعال الشخصية، عندما يغضب أو يهدأ أو يعبر بعينيه فى نظرات مقتضبة عن عدم رضائه00 فلم يعد يتبقى من الفيلم سوى هذا الدور العبقرى لحمدى غيث الذى صال وجال فيه0

ملامح وأدوار

تميز الراحل حمدى غيث بأنه من القلائل الذين كانوا يفرضون أنفسهم على الأدوار التى يؤدونها، فملامحه الناشقة الصارمة جعلته يؤدى باقتدار أدوارا بعينها تحتاج لممثل ذات قدرات خاصة، فمنذ طلته الأولى فى صراع فى الوادى الذى أخرجه يوسف شاهين، كان سليم أو غيث ذلك الفتى الجنوبى الغاضب من قتل ابيه ظلما، يتأنى فى إصدار الحكم على من تشير إليه التهمة، شيئ ما جعله يتمهل رغم ثورة القرية المطالبة بالثأر والقصاص، وكان يصدر عبر اشاراته المعبرة ما يفيد ذلك الإحساس دون كلام، حتى وهو فى شدة غضبه العارم، كان يشعر المتفرج بأنه لن يصدر الحكم بالثأر، ربما لأنه كان يعلم من الجانى الحقيقي0

برحيل شيخ هواره الكفيف فى ذئاب الجبل وكبير العائلة لم يدفن السر فى الثري، واكتشفت الحقيقة مع مرور الأيام، ربما عجز هو عن إيجاد مبررات منطقية لعشيرته؛ تفسر هروب وردة واختفاء البدرى ، غابت حكمته عن القرية الظالمة، وظل الناس يتداولون الوهم الذى راق لطموحاتهم وأطماعهم، وكان جزاؤهم الأكبر ألا يعلمون0

فى مسلسل خالتى صفية والدير يعانى الشيخ إبراهيم من وحدة صفية بعد قتل زوجها القنصل ويحاول جاهدا اثناءها عن فكرة الانتقام من حربى العاشق والخصم فى الوقت ذاته، أما فى الحكم آخر الجلسة تنتصر العصبية وسطوة الأب ورغبته فى إنجاب أحفاد يحملون اسمه لإرغام ابنه على طلاق زوجته التى تخلصت من جنينها المحكوم عليه بالتعاسة، ليتزوج بأخرى تحقق له أمنيته مهما كان الثمن0 وفى حارة برجوان لم يكف صاحب المصبغة عن حلم الأبوة ويتزوج من أخري، لكن القدر لا يعاند، فيقيم علاقة ظللها الشيطان وتثمر عن طفل كان يتمناه، لكن أمه ترفض نسبه له0

وفى المال والبنون ذلك الدور الذى لم يمهل القدر أخوه عبدالله من تكملته، يمسك عباس الضو بخيوط الصبر الضعيفة فى مقاومة إغراء المال الذى قدمه له سلامة فراويله ويتشبث بالإيمان حتى يتجنب المال الحرام، مؤمنا بالستر حتى لا يطعم أولاده من مال ليس له فيه شيئ00 ورغم إلحاح الحاجة إلا أنه يظل عند موقفه يعانى شظف العيش حتى يصل بأولاده إلى بر الأمان0

أدوار كثيرة ومتنوعة أداها الراحل حمدى غيث، لكنها تميزت سواء كانت تليفزيونية أو سينمائية أو بالمسرح بجديتها وتفردها وتميزها، وكان يمثل إضافة جديدة لأى دور يقوم به، ولم يجنح إلى الأداء المفتعل والمبالغ فيه، لأنه كأستاذ أدرى بأمور مهنته وتفاصيلها وكواليسها0 ويعرف جيدا أصول وقواعد مهنة التمثيل الذى كان يدرسها لتلامذته طيلة سنوات طويلة، إنه واحد من رواد المسرح المصري، وأحد مؤسسيه ، والذى تتلمذ على يديه أجيال كثيرة من الفنانين الذين ملأوا الأعمال الفنية بإبداعاتهم، ومعلم كبير ظلت بصماته واضحة، فهو من أوائل من أسسوا قواعد أكاديمية لم يسمح لأحد باختراقها أو تجاوزها، إن ما قدمه للمسرح المصرى يصعب رصده وتحديده فقد كان عطاؤه سخيا0

أعمال مسرحية

من أعماله المسرحية : كسبنا البريمو، طبيب رغم أنفه، دنشواى الحمراء، ليلة بنت هلال، انتيجون، فيدرا، هاملت، ماكبث، عطيل، مأساة جميلة، كفاح الشعب، سقوط فرعون، تحت الرماد، ثورة الموتي، مقالب سكايان، الشوارع الخلفية، شيء فى صدرى ، بلدى يا بلدي، يا سلام سلم، الجنس الثالث، زهرة النرجس، كليوباترا، حبيبتى شامينة، الشيطان فى بيتنا،، زوربا المصري، الزير سالم، نفوسة، المومس الفاضلة، تحت الرماد0 كما قدم ثلاثين فيلما منها : الدخيل، فجر يوم جديد، صراع فى الوادي، آثار على الرمال، أرض الخوف، حياة خطرة، الحكم آخر الجلسة، حارة برجوان، التوت والنبوت، بنات الليل، اغتيال مدرسة، اسماعيلية رايح جاي0 ولديه رصيد كبير من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية0

مثلما يؤرخ الفن للمجتمع، فأن الأعمال الفنية تؤرخ للفنان أيضا، وتظل أعماله على اختلافها شهادة منه على عصره وعلى تنوعه وإجادته وتفوقه0

فى الوقت الذى نشكو فيه من قلة الإبداع والمبدعين، يغيب الموت كل يوم واحدا من هؤلاء العمالقة الذين آثروا حياتنا الفنية، وكان الأمل معقودا عليهم أن يضطلعوا بأدوارهم لتشهد البلد نهضة ثقافية، وتأخذ مكانا تستحقه بين الأمم، والحقيقة أن اداءهم الفنى والأكاديمى كان على أرقى مستوي، واستطاع حمدى غيث أن يرعى جيلا كاملا من الفنانين والموهوبين هم الآن فى الطليعة0 رحم الله حمدى غيث وعوضنا عنه خيرا0           

الأهالي المصرية في 15 مارس 2006

 

الحائر على درب النجومية مثّل في إدارة شاهين وعبد السيّد وأطلق ألفريد فرج على المسرح...

رحيل حمدي غيث رائد التجريب في المسرح العربي

بيروت - بيار أبي صعب 

أمام «المسرح القومي» في حي العتبة القاهري، احتشد رفاق حمدي غيث لوداعه يوم أمس. ومن هذا المكان الرمزي الذي وقف الممثل والمخرج المصري البارز على خشباته مراراً على امتداد نصف قرن، مذيّلاً بعض الصفحات المشرقة في تاريخ المسرح العربي المعاصر، انطلق موكب المشيّعين حاملين نعش رفيقهم. شارك في الموكب الجنائزي الذي توجّه إلى مسجد الكيخيا في ميدان الأوبرا، فنّانو مصر يتقدمهم رئيس اتحاد النقابات الفنية السيد راضي، ونقيب الممثلين أشرف زكي وسميحة أيّوب ورشوان توفيق وحسين فهمي وجلال الشرقاوي ومحمود ياسين وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح السعدني وعشرات من زملائه ورفاق مسيرته الخصبة.

إنّها الرحلة الأخيرة لهذا الفنّان الخاص مكانةً وحضوراً الذي استدرج أخاه الأصغر

عبدالله غيث على دروب النجوميّة، فيما بقي هو عند أبوابها متردداً خجولاً وحائراً... مفضلاً سحر الكواليس والقاعات المظلمة، ومنشغلاً بالبحث في مختبرات التجريب والطليعيّة.

كان حمدي غيث أوّل من قدّم ألفريد فرج على الخشبة... بدأ متمرّداً على المسرح الرسمي كما جسّده يوسف وهبي. ومثّل في السينما عشرات الأدوار، من دون أن يحظى يوماً بالبطولة المطلقة. وعرفه الجمهور الكبير من خلال الشاشة الصغيرة في أدوار تاريخيّة، ومسلسلات شعبيّة. وترك بصماته على الذاكرة الجماعيّة بحضور خاص، وصوت رخيم، وطريقة مميّزة في اداء اللغة الفصحى.

مات حمدي غيث وحيداً، في الثانية والثمانين، في مستشفى عين شمس القاهري، بعد أسابيع من الصراع من أجل الحياة. تعبت عضلات القلب من سنوات الجهد الطويلة، والابحار عكس التيار، واجهدت الرئتان، حتّى اضطر الأطباء للجوء الى جهاز التنفّس الاصطناعي. رحل غيث في عزلته لينضم الى قافلة طويلة من الفنانين المصريين الذين ينطفئون في صمت بعد معاناة مع المرض، تاركاً مسيرة غنية في المسرح والسينما والتلفزيون.

ولد محمود حمدي الحسيني غيث العام 1924 في كفر شلشلمون، في مينا القمح، محافظة الشرقيّة شمال القاهرة. وكان الشاب المتفوّق توجّه إلى دراسة الحقوق (1943) حين خطفه حبّ الفنّ، فإذا به ينخرط في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، ويتخرّج عام 1948، قبل أن يمضي - على خطى «عصفور الشرق» - في منحة دراسيّة إلى فرنسا، حيث كان يسود على الخشبة كبار المعلّمين الذين سيطبعون القرن ببصماتهم وانجازاتهم. عاد غيث الى القاهرة عام 1951، ليعين مخرجاً في «فرقة المسرح المصري الحديث». وحين التقى الكاتب المسرحي البارز ألفريد كان الأخير صحافياً ومدرساً يعيش صدمة العدوان الثلاثي على قناة السويس. وكانت ثمرة لقائهما في مقهى «ماتينا» تقديم أوّل نصوص فرج على الخشبة... كان عنوان المسرحيّة «صوت مصر»، وكان ذلك عام 1957.

وتكررت لقاءات غيث وفرج مسرحياً إذ قدّم «سقوط فرعون» (1957) و»الزير سالم» (1968) التي أعاد تقديمها في التسعينات. ومن أعماله الأخرى مخرجاً للمسرح: «دنشواي الحمرا» (1952)، «صندوق الدنيا» (1953)، «ست البنات» (1954)، «مقالب سكابان» (1955)، «المومس الفاضلة» (1958)، «مأساة جميلة» (1962)... كما أخرج للتلفزيون مسرحيات عدّة بينها «عطيل» شكسبير العام 1964.

أما على الشاشة الصغيرة، فشارك حمدي غيث في عدد من المسلسلات التي رصدت التاريخ المصري، وقضايا اجتماعيّة أبرزها صعود الفئات الجديدة. لكن المسرح بقي الحبّ الأكبر لحمدي غيث. وكان إخراجه لنصه «تحت الرماد» العام 1957 اعلاناً لولادة التجريب في المسرح المصري. في أوائل السبعينات شغل حمدي غيث منصب مدير المسرح القومي، وأشرف على جهاز الثقافة الجماهيرية مطلع الثمانينات، وانتخب أكثر من دورة نقيباً للممثلين في مصر... 

السيرة الذاتية (عن موقع "كلاكيت"):

·         ولد "حمدي الحسيني غيث" في كفر الشلشلمون في السابع من يناير عام 1924.

·     درس الحقوق بجامعة القاهرة، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد إنهاء دراسته سافر إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث درس المسرح أيضا.

·         عمل أستاذا في أكاديمية الفنون بالقاهرة.

·         جلس على مقعد نقيب المهن التمثيلية لأكثر من مرة.

·     أخرج عدد كبير من المسرحيات الهامة مثل "مأساة جميلة"، "تحت الرماد"، "عطيلط، طأرض النفاق"، "كسبنا البريمو"، "ننوسة"، "نزاهة"، "ست البنات".

·         "حمدي غيث" هو الشقيق الأكبر للفنان القدير "عبد الله غيث" الذي توفي في التاسع من مارس عام 1993.

 

فيلموجرافيا (عن موقع "كلاكيت"):

·         1954: صراع في الوادي، أنا في الرمال، شيطان الصحراء.

·         1955: في صحتك، بنات الليل.

·         1959: بياعة الورد.

·         1963: الناصر صلاح الدين.

·         1964: فجر يوم جديد.

·         1967: الدخيل.

·         1968: طريق الانتقام.

·         1973: عندما يغني الحب.

·         1981: صراع العشاق.

·         1985: المدبح، الحكم آخر الجلسة.

·         1986: التوت والنبوت.

·         1988: اغتيال مدرسة.

·         1989: حارة برجوان.

·         1991: سمارة الأمير.

·         1996: الغجر.

·         1997: إسماعيلية رايح جاي.

·         2000: أرض الخوف.

الحياة اللبنانية في 8 مارس 2006

 

وفاة الفنان حمدي غيث

محمد عبد الرحمن من القاهرة  

توفي صباح الثلاثاء بالقاهرة الممثل المصري القدير حمدي غيث عن عمر يناهز 82 عاما بعد صراع مع المرض دخل على إثره مستشفى عين شمس التخصصي أوائل الشهر الماضي مصابا بجفاف شديد وضيق في التنفس واشتباه بجلطة في المخ ولم تتحسن حالته الصحية طوال تلك الفترة حتى وافته المنية .

ويعد غيث من جيل المؤسسين للمسرح المصري وهو شقيق الفنان الراحل عبد الله غيث، وأشهر أدواره على الإطلاق دور ريتشارد قلب الأسد في فيلم "الناصر صلاح الدين " .

 اسمه الحقيقى " محمود حمدى الحسينى غيث " من مواليد عام 1924 ، حصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحيه ثم سافر إلى باريس لدراسه المسرح اكثر من مره كما درس ايضا فى كليه الحقوق جامعه القاهره وعمل لفترة في السلك القضائي،  بدايته الفنيه " كانت عام 1954 مع اول الافلام التى شارك فيها " صراع فى الوادى" و الذى توالت بعده الافلام لتصل إلى حوالى 19 فيلما سينمائيا حتى الان اشهرها هى " بنات الليل" عام 1955 و "الناصر صلاح الدين" عام 1963 و " صراع العشاق" عام 1981 و " الحكم اخر الجلسه" عام 1985 و " التوت و النبوت" عام 1986 و " حاره برجوان" عام 1989 و " الغجر" عام 1996 و اخيرا " اسماعيليه رايح جاى" عام 1997 و كذلك فان علاقته بالتليفزيون علاقه وطيده.. فقد شارك من خلاله فى العديد من المسلسلات اهمها " الفرسان" و المال و البنون" و " زيزينيا" و غيرها ، عمل الفنان" حمدى غيث" استاذا فى اكاديميه الفنون و تولى منصب نقيب الممثلين لاكثر من دوره ، كما عمل ايضا بالاخراج المسرحى حيث قام باخراج عددا من المسرحيات التى نذكر منها " ماساه جميله" و " ارض النفاق" و عطيل" .

موقع "إيلاف" في 7 مارس 2006

رائد التجريب ومجسد شخصيات القادة والزعماء

رحيل زوربا المسرح المصري

أحمد السماحي 

طيلة مشواره الفني كان نجما في كل الأدوار التي شارك فيها رغم إنه لم يتطلع يوما إلي البطولة المطلقة سواء في السينما أم التليفزيون باستثناء أدوار قليلة في المسرح‏,‏ لكن يعد محمود حمدي الحسيني غيث‏,‏ الشهير بحمدي غيث‏,‏ الذي ولد في يناير عام‏1924,‏ في قرية كفر شلشلمون‏,‏ مركز منيا القمح‏,‏ محافظة الشرقية‏,‏ ورحل عن عالمنا يوم الثلاثاء‏7‏ مارس من ألمع الفنانين المعاصرين ومن أعمقهم خبرة بفنون المسرح‏,‏ وأرهفهم وعيا بتوظيفه وصياغته للنص المسرحي‏,‏ عرفه المسرحيون علي الخشبة مخرجا قديرا وأستاذا للتمثيل والإخراج ومديرا ومؤسسا للعديد من الفرق المسرحية‏.‏

دفعه عشقه للتمثيل والمسرح للالتحاق فور تخرجه في كلية الحقوق بالمعهد العالي لفن التمثيل الذي افتتح عام‏1944,‏ بعد كفاح طويل من جانب الرائد زكي طليمات وفي عام‏1947‏ تخرج حمدي غيث ضمن الدفعة الأولي التي كانت تضم نبيل الألفي‏,‏ عمر الحريري‏,‏ فريد شوقي‏,‏ زكريا سليمان‏,‏ كمال حسين‏,‏ عبدالرحيم الزرقاني‏,‏ ونعيمة وصفي‏,‏ وكان الراحل أول دفعته‏,‏ وعقب تخرجه عين ممثلا بالفرقة المصرية للتمثيل والموسيقي‏,‏ وفي عام‏1948‏ أوفدته الدولة مع زميله نبيل الألفي إلي فرنسا بتزكية من عميد المعهد زكي طليمات‏,‏ لدراسة التمثيل والإخراج بكونسرفتوار باريس‏,‏ وهناك تابع غيث دروس تاريخ الفن والديكور والإضاءة ومناهج التمثيل والإخراج واطلع علي التيارات الحديثة التي ظهرت في فرنسا وأوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية‏,‏ وبعد عودته من فرنسا في صيف‏1951,‏ عين مخرجا وممثلا بفرقة المسرح الحديث وهي الفرقة التي أسسها زكي طليمات عام‏1950,‏ من خريجي معهد فن التمثيل لتقديم مسرحيات يديرها ويمثلها جيل الشباب الذي تعلم فنون المسرح علي أسس علمية‏,‏ وكانت أول مسرحية أخرجها الفنان بعد عودته من بعثته هي كسبنا البريمو عام‏1952,‏ تأليف صوفي عبدالله‏,‏ وفي هذه الفترة وضع علي عاتقه تمصير المسرح والذي كانت معظم عروضه من المسرح العالمي‏,‏ لكنه مع صديقه وبلدياته المخرج الراحل نبيل الألفي‏,‏ حددا لأنفسهما مبكرا هدفا لم يتنازلا عنه وهو مؤازرة المؤلف المسرحي المصري وتسهيل توصيل نصوصه غير المقتبسة إلي المنصات المسرحية‏,‏ وأثناء ذلك التقي غيث الكاتب المسرحي ألفريد فرج‏,‏ الذي كان يعمل مدرسا وصحافيا ويعيش صدمة العدوان الثلاثي علي مصر فمد يده إليه ووقف بجواره وكانت ثمرة لقائهما في مقهي ماتينا تقديم أول نصوص ألفريد فرج‏,‏ علي الخشبة وكان عنوان المسرحية صوت مصر‏.‏

رائد التجريب

وفي صيف‏1953,‏ انضم المسرح الحديث مع الفرقة المصرية في فرقة واحدة سميت بالفرقة المصرية الحديثة التي أسندت قيادتها للفنان يوسف وهبي من‏1953‏ إلي‏1956‏ وتوالت أعمال حمدي غيث‏,‏ في الفرقة المصرية الحديثة ثم المسرح القومي حيث كان من أبرز مخرجي الفرقة إلي جانب سعيد أبوبكر‏,‏ عبدالرحيم الزرقاني‏,‏ نبيل الألفي‏,‏ ونور الدمرداش وقدم في هذه الفترة مجموعة من المسرحيات منها كفاح شعب‏,‏ وصندوق الدنيا‏,‏ ونفوسه‏,‏ وست البنات‏,‏ ونزاهة الحكم‏,‏ ومقالب سكابان وشاعر الشعب‏,‏ والخطاب المفقود‏,‏ وكان إخرجه لمسرحية تحت الرماد عام‏1957,‏ بداية ظهور التجريب في الإخراج في مصر حيث اعتمد علي المساحات العادية ذات المستويات المتعددة دون بهرجة والانتقال من حدث إلي آخر عن طريق الإضاءة وقطع الديكور والأساس البسيط‏.‏

مناصب قيادية

شغل الفنان في الستينيات والسبعينيات عدة مناصب قيادية إلي جانب ممارسته فنه وولعه الأساسي وهو الإخراج واضطلاعه بتدريس التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية‏,‏ ففي عام‏1961,‏ انتقل إلي العمل في فرق التليفزيون المسرحية في أوج مجدها إلي جانب انشغاله في الإخراج والتمثيل وعين مستشارا فنيا للفنان السيد بدير مدير مسرح فرق التليفزيون‏,‏ ثم عين من عام‏1963‏ إلي‏1967,‏ مديرا لفرقة المسرح العالمي‏,‏ وأمضي موسما كاملا في إدارة المسرح القومي من إبريل‏1970‏ إلي إبريل‏1971‏ حاول خلالها أن يرسي تقاليد صحية وراسخة للعمل الفني والإداري‏,‏ كما أن له دورا بارزا في مسرح الأقاليم حيث تولي الإشراف علي الثقافة الجماهيرية من عام‏1979‏ إلي‏1981,‏ وانتخب أكثر من دورة نقيبا للممثلين‏.‏

ممثلا

وبحكم تكوينه الجسماني الكبير وصوته القوي العريض وقامته المديدة أسند إليه زملاؤه المخرجين أداء الشخصيات الكلاسيكية والتاريخية والدينية وأدوار القادة والزعماء وأصحاب النفوذ والأعيان ومن الأعمال الفنية المتميزة التي قام ببطولتها نذكر دور الشاعر في مسرحية شاعر الشباب وتريون في انتيجونا ورئيس البنائين في جسر آرثا‏,‏ والسيد البدوي في بلدي يا بلدي والملك في ملك يبحث عن وظيفة وعطيل في عطيل وهندلي في مرتفعات وذرنج وزوربا في زوربا المصري والصيدلي في الميت والحي وحكيم في حبيبتي شامنيا وريتشارد قلب الأسد في فيلم الناصر صلاح الدين الذي يعتبر أهم أدواره السينمائية علي الإطلاق بعد الظلم البين الذي وقع عليه في السينما التي لم يقدم لها إلا عددا قليلا جدا‏,‏ نظرا لعشقه للمسرح وإسناد المخرجين إليه أدوار لا تليق بموهبته ولا تحقق طمحاته الفنية‏.‏

أما علي الشاشة الصغيرة فشارك حمدي غيث‏,‏ في عدد من المسلسلات التي استطاع أن يقدم نفسه فيها كفنان ناضج يمتلك ناصية الأداء ويجيد التحرك بين المواقف والمشاهد بسلاسة ملحوظة لعل أبرزها ذئاب الجبل‏,‏ الكتابة علي لحم يحترق‏,‏ فتي الأندلس‏,‏ الوعد الحق‏,‏ قافلة الزمان‏,‏ قلب الليل‏,‏ الماضي يأتي غدا‏,‏ الشهد والدموع‏,‏ بوابة الحلواني‏,‏ جمهورية زفتي‏,‏ عصر الأئمة‏,‏ المال والبنون‏,‏ زيزينيا‏,‏ ونحن لا نزرع الشوك‏.‏

وفي النهاية لقد تجاهلنا دور حمدي غيث الرائد وهو حي ولم نعطه حقه كأحد كبار المؤسسين لحياة مسرحية نشطة وناهضة‏!*‏

 

أشهر أفلامه

‏1953‏ غلطة العمر

‏1954‏ صراع في الوادي ـ أثار في الرمال ـ شيطان الصحراء

‏1955‏ في صحتك ـ بنات الليل

‏1956‏ قلوب حائرة

‏1959‏ بياعة الورد

‏1963‏ الناصر صلاح الدين

‏1964‏ فجر يوم جديد

‏1968‏ طريق الانتقام

‏1970‏ نار الشوق

‏1972‏ عندما يغني الحب

‏1981‏ صراع العشاق

‏1985‏ الحكم آخر الجلسة ـ المدبح

‏1986‏ التوت والنبوت

‏1988‏ اغتيال مدرسة

‏1989‏ حارة برجوان

‏1991‏ سمارة الأمير

‏1996‏ الغجر

‏1997‏ إسماعيلية رايح جاي

‏2000‏ أرض الخوف

أهم أعماله المسرحية

قام الفنان حمدي غيث بإخراج العديد من المسرحيات أبرزها‏:‏

‏1952‏ كسبنا البريمو ـ دنشواي الحمراء

‏1953‏ كفاح شعب ـ صندوق الدنيا

‏1954‏ نفوسة ـ ست البنات ـ نزاهة الحكم

‏1955‏ مقالب سكابان ـ شاعر الشعب

‏1956‏ صوت مصر

‏1957‏ الخطاب المفقود ـ تحت الرماد ـ سقوط فرعون

‏1958‏ المومس الفاضلة ـ ثورة الموتي

‏1962‏ مأساة جميلة

‏1968‏ الزير سالم التي أعاد إخراجها عام‏1991‏

‏1972‏ وشم الوردة

كما أخرج لفرق التليفزيون أكثر من عمل منها‏:‏

أرض النفاق ـ اللص والكلاب

وعندما عين عام‏1963‏ مديرا لفرقة المسرح العالمي قدم كمخرج أكثر من عرض‏:‏

‏1964‏ عطيل ـ طبيب رغم أنفه ـ قالب سكابان

‏1965‏ وراء الأفق ـ مرتفعات وذرنج

‏1966‏ جسر آرتا

الأهرام العربي في 18 مارس 2006

 

سينماتك

 

حمدى غيث.. تاريخ مشرف من الفن والإدارة

أشرف بيدس

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك