لم يحظ فيلم تركي من قبل بمثل هذه الضجة الإعلامية التي نسجت حول فيلم "وادي الذئاب.. العراق" -بالألمانية: Tal der Wölfe..Irak وبالتركية Kurtlar Vadisi – Irak- وهذا يعود بسبب فكرة الفيلم التي تنتهك حرمة أفلام هوليود بعرضها بطلا بديلا للخارق الأمريكي الذي لا يقف أمامه شيء، بل ويواجه الهيمنة الأمريكية ذاتها ويرد عليها وينتصر للكرامة التركية.

والسبب الثاني هو تكلفة الفيلم التي تعد الأعلى من نوعها في تاريخ السينما التركية؛ ففي الوقت الذي لم تتجاوز تكلفة أي فيلم تركي سوى ما يعادل 600 ألف يورو، يأتي فيلم وادي الذئاب ليضرب رقما قياسيا في تكلفة إنتاجه التي قدرت بنحو 10 ملايين دولار (8.4 ملايين يورو).

الفيلم الذي مس فضول المشاهد التركي؛ حيث بيعت جميع حفلاته في تركيا قبل بدايته ولمدة أسبوعين، كما شاهده في تركيا حتى الآن نحو 4 ملايين متفرج في 500 دار عرض، وفي ألمانيا –التي يدور فيها جدل واسع حول عرضه- بلغ عدد المشاهدين حتى الآن نحو 300 ألف شخص غالبيتهم من أبناء المهاجرين ومن الشباب التركي الألماني.

السينما تنتقم

وتدور أحداث "وادي الذئاب.. العراق" -وهو إنتاج تركي كندي مشترك، ومن إخراج التركي سردار أكار، وتأليف كل من بهادير أوزدمر وراجي شاماس، وتمثيل عدد من الممثلين الأمريكيين والأتراك والعرب- حول الحرب الأمريكية في العراق.

حيث يسرد الأحداث الواقعية عندما اعتقل جنود أمريكيون في 4 يوليو 2003 نحو 11 ضابطا تركيا بالسليمانية في شمال العراق -للاشتباه في محاولتهم اغتيال محافظ كركوك- ويغطون رؤوسهم بأكياس من "الخيش" على نمط مشاهد سجن أبو غريب، وهو ما أدى في حينها إلى غضب واسع النطاق في تركيا، وأثار أزمة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

تركيا التي رأت التصرف الأمريكي آنذاك بأنه محاولة لإهانة الذات التركية بعد رفض أنقرة السماح للقوات الأمريكية باستخدام قواعدها الجوية كجبهة مدعمة في الحرب على صدام حسين؛ وهذا ما خلق شعورا بجرح الكرامة لدى الشعب التركي.

فالعلاقة بين أمريكا وتركيا هي من النوع الجيد نسبيا، مقارنة بمثيلاتها في دول أخرى في العالم الإسلامي، ولكن التصرف الأمريكي تجاه الجنود الأتراك كان بالنسبة للكثيرين من الأتراك بمثابة إهانة؛ فقد تمت مقارنتهم بالإرهابيين؛ ولذا كان يجب تحقيق الانتقام، ولكن على شاشات السينما.

ومن هذه الحادثة الواقعية تنطلق أحداث الفيلم الرئيسية؛ حيث يخطر الضابط سليمان أصلان قبل انتحاره وتقبيله للعلم التركي ضابط المخابرات القناص "بولات أليمدار" الذي يشخصه الممثل التركي "نجاتي شاشماز" -وهو بطل مسلسل تلفزيوني تركي شهير من 90 حلقة؛ يحمل نفس عنوان الفيلم، وتدور أحداثه حول مكافحة البطل لعالم المافيا في تركيا- الذي يطارد خلال الفيلم الضابط الأمريكي الذي يحمل اسم "سام" -في إشارة إلى الكل الأمريكي- ويتمكن من قتله في النهاية انتقاما لكرامة الأتراك المجروحة.

فظاعات أمريكية

ورد الكرامة للأتراك سينمائيا

ولكن الكرامة التركية المجروحة لم تكن كافية لتكون مبررا مقبولا -للمشاهد غير التركي- لأعمال القتل التي يقوم بها البطل ضد المحتل الأمريكي؛ ولذلك لجأ القائمون على الفيلم إلى محاولة توسيع رقعة المشاهدة لتصل إلى أكبر قدر من المتلقين، بهدف إحداث تعاطف غير مدرك من قبل المشاهد مع الهدف الرئيس للفيلم المتمثل في انتقام الأتراك.

وهذا جعل الفيلم يتضمن عددا من المشاهد التي تصور الفظاعات الأمريكية في العراق؛ حيث يُعمل الجنود الأمريكيون آلة القتل في مواطنين عراقيين في أثناء حفل عرس، ويقتلون أطفالا أمام أعين أمهاتهم. كما يصور مشهد آخر عملية تفجير مئذنة أحد المساجد، ويجسد مشهد ثالث عمليات القتل والتعذيب داخل سجن أبو غريب، وقيام طبيب يهودي بنزع الأعضاء البشرية للمعتقلين تمهيدا لبيعها لأغنياء في أمريكا وإنجلترا وإسرائيل.

كما يبرر الفيلم ضمن مشاهده العمليات الاستشهادية التي ينفذها فدائيون عراقيون ضد الجنود الأمريكيين ردا على الانتهاكات وأعمال القتل والتعذيب.

كما يعرض في أحد محاوره لرغبة أمريكا في السيطرة على المنطقة، ويركز على أن أعمال القتل التي يقوم بها الجنود الأمريكيون بغرض المتعة فقط وليس بهدف الدفاع عن النفس.

ويعلي الفيلم من قيمة المقاومة العراقية التي يتزعمها المواطن العراقي الشيخ عبد الرحمن الكركوكي -الذي يجسده الممثل السوري غسان مسعود- ويسعى إلى لمِّ شمل العراقيين بعيدا عن الاعتبارات الطائفية والعرقية.

مهرجان للحوار

الفيلم التركي بصورة عامة ليس غريبا على السينما الألمانية رغم اختلافه وتميزه؛ فألمانيا تستضيف منذ 10 سنوات في دورة سنوية "مهرجان السينما: تركيا ألمانيا"، ويشمل المهرجان إطلالة على إنتاج كل من السينما التركية والألمانية-التركية والألمانية المعاصرة، ويهدف المهرجان إلى تقوية الحوار بين مختلف فئات المجتمع وإزالة الأحكام المسبقة.

وكما يقول الناقد السينمائي التركي "أمين فارز أنفار" فإن السينما التركية وجدت نوعا من الفضول في ألمانيا منذ فوز المخرج "فاتح أكين" التركي الأصل بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2004 الذي أثار من خلال أفلامه -وأهمها الاصطدام بالجدار- قضية العلاقة مع الآخر ومشكلات التنويع الثقافي والكشف عن أزمة التعايش بين الهويات، والتشرذم بين إحساس الغربة والانتماء للمكان.

فحتى اليوم لا يعتبر الأتراك أنفسهم من الألمان؛ فالطفل التركي يتعلم منذ نعومة أظفاره مقولة أتاتورك: "أكبر شرف لبشر أن يُخْلَق تُرْكِيًّا".. وهذا ينمو مع الطفل وتكون النتيجة كبرا لدى التركي في الاتجاه القومي، وهو ما يفقده الانتماء داخل مجتمعه الجديد.

عاصفة انتقادات

فالفيلم الذي يحمل رسالة أحادية المعنى وذات مغزى قومي بحت التقطها المشاهد مباشرة ودون عناء؛ ففقط الأتراك هم الذين يستطيعون تحرير العراق من الأمريكيين وأن يعيدوا للمسلمين كرامتهم المفقودة.

وقد هبت عاصفة انتقادات واسعة النطاق بألمانيا حول الفيلم تعكس متاعب سياسة الاندماج التي تتبعها الحكومة الألمانية؛ فالمشاهدون الشباب من ذوي الأصول التركية في دور العرض الألمانية يصفقون عندما تظهر مشاهد معادية للأمريكيين أو معادية لليهود.

حيث دعا إدموند شتويبر رئيس وزراء ولاية بافاريا، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، إلى وقف فوري عرضه بدور السينما الألمانية؛ "لأنه يحض على صراع الحضارات والعنصرية".

كما وصفه شتويبر بأنه لا يشجع على الاندماج، ويحض على كراهية القيم الغربية ويشجع على توسيع دائرة عدم الثقة والكراهية ضد الغرب.

وتبنى "أرمين لاشيت" وزير الشباب بولاية شمال الراين (من الاتحاد الديمقراطي المسيحي) نفس موقف شتويبر تجاه عرض الفيلم؛ حيث قال: "إن هذا الفيلم يشكل خطرا على الشباب، ومن شأنه أن يقوض دعائم حوار الثقافات ويشجع على الصراع بين الأديان".

ومن جهته سلك جونتر بيكشتاين وزير داخلية ولاية بافاريا نهجا آخر في تعامله مع الفيلم؛ حيث كلف عناصر من الداخلية بمتابعة ردود أفعال الشباب التركي تجاه الفيلم.

وعلى جانب آخر وجد الفيلم مؤيدين لاستمرارية عرضه بدور السينما الألمانية؛ حيث دافعت سيلفانا كوخ ميرين نائبة رئيس حزب الأحرار الليبرالي في البرلمان الأوربي عن عرض الفيلم، وانتقدت بشدة مطالبة شتويبر بوقف عرضه.

واقترحت ميرين أن يعرض الفيلم في المدارس الألمانية، وطرح مضمونه للمناقشة بين الطلبة، مشيرة إلى أنه من الخطأ وصف الفيلم بأنه يعرقل الحوار بين الثقافات؛ "فالحوار القائم حاليا حول الفيلم يؤكد ضرورة الحوار للطرفين".

رامبو تركي

"رامبو" التركي الجديد هو صيغة سينمائية جديدة استطاعت أن تواجه رامبو الأمريكي بنفس تقنيات السينما الهوليودية، وجعل الأمريكيين يتجرعون من نفس الكأس التي طالما أسقوها للمشاهدين في جميع أنحاء العالم، من خلال القوالب النمطية التي تصور المسلمين كأشرار يجب سحقهم على يد البطل الأمريكي.

هذه المعادلة السينمائية الجديدة أزعجت أمريكا والغرب، وزاد من ذلك الإقبال المتزايد على مشاهدة الفيلم رغم منع عرضه في عدد من دور السينما الألمانية بعد ضغوط من اللوبي الصهيوني.

ورغم ذلك ففيلم وادي الذئاب يعد انطلاقة جديدة للسينما التركية نحو العالمية خاصة بعد توزيع الفيلم في العديد من الدول الأوربية من بينها هولندا والنمسا اللتان من المؤكد ستنتهجان سياسة مخالفة للسياسة الألمانية تجاه عرض الفيلم بسبب الحرية النسبية واختلاف وضعية الأتراك هناك.

** باحث وصحفي مقيم في ألمانيا. 

موقع "إسلام أنلاين" في 6 مارس 2006

 

وادي الذئاب ـ العراق فيلم تركي يؤجج مشاعر العداء لأمريكا

د. فاضل بيات 

الفيلم التركي قورتلر واديسي/ عراق أي وادي الذئاب/ العراق لاقي إعجابا منقطع النظير من المشاهدين الأتراك وجدلا كبيرا في الأوساط الغربية، لأنه يتناول قصة التخبط الأمريكي في العراق، ويكرس في الوقت ذاته الكراهية والعداء للأمريكان. تبدأ قصة الفيلم بحادثة واقعية مؤلمة عند الأتراك اشتهرت باسم حادثة الشوال/ الكيس . تتلخص في قيام أفراد وحدة عسكرية أمريكية بزيارة مقر وحدة عسكرية تركية كانت ترابط في مدينة السليمانية بشمال العراق وذلك في 4 تموز سنة 2003. واعتقد منتسبو الوحدة التركية وهم أحد عشر عسكريا أن هذه الزيارة تدخل ضمن الزيارات الروتينية مع حلفائهم الأمريكيين، إلا أن الوضع في هذه المرة كان مختلفا. كان الأمريكيون ينفذون قرارا اتخذته حكومتهم يقضي بإنهاء أي وجود أجنبي دونهم في المنطقة ليكونوا هم دون غيرهم القوة الوحيدة التي تمتلك القول الفصل فيها، ورأوا انه ليس للأتراك أي مكان في المنطقة بعد اليوم فقاموا بإنهاء كل ما يمثل لهم من وجود في هذا اليوم بالذات ولكن بطريقة فظة دون أن يراعوا ابسط قواعد النظام العسكري، ووضعوا رأس كل واحد من الجنود الأتراك داخل شوال/ كيس وأمام أعين الناس واقتادوهم إلي خارج الحدود، الأمر الذي اعتبره الأتراك إهانة لشعورهم القومي وإساءة لشرفهم العسكري، وتولد عندهم رد فعل سلبي تجاه أمريكا، بل وأجج مشاعر العداء ضدها. وعلي الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت اعتذارا، إلا أن الجرح الذي أحدثه جنودها في كرامة الأتراك كان عميقا جدا بحيث لم يكن بمقدور أي اعتذار غير ملموس لملمته.

وإلي هذا الحد فإن كل شيء في الفيلم يعكس الحقائق التي جرت علي ارض الواقع، ثم تنتقل قصة الفيلم إلي مزج هذه الحقائق مع الخيال بشكل يحاول الفيلم الانتقام للكرامة التركية المهدورة أو بالأحري لما جري لأحد الجنود الأحد عشر وهو سليمان ارسلان. فهذا الجندي لم يتحمل ما تعرض له من إهانة علي أيدي الجنود الأمريكان فانتحر تاركا رسالة لأحد أصدقائه وهو بولات علمدار بطل الفيلم. وكان بولات يعمل ضابطا في المخابرات التركية وسبق له أن شارك في عمليات سرية باسم الدولة في الخارج والداخل ولا يتردد في القيام بأي مهمة يكلف بها. ولم يمر وقت طويل حتي اخذ رجاله إلي جانبه وتوجه إلي شمال العراق ليواجه الموت هناك.

وعند وصولهم إلي شمال العراق يتفاجأون بوضع مختلف في انتظارهم، كان همهم الوحيد ملاحقة الرجل الذي أهان كرامة جنودهم إلا انهم لم يصدقوا عيونهم عندما شاهدوا الواقع/ الحقيقة هناك بأم عينهم، فقيم الإنسان في العراق وشخصيته وماضيه مهدورة ولم يكن لها أي اعتبار. والنظام الجديد المزمع إقامته هناك كان يتم فرضه بالقوة علي الناس. ويمارس أحد القادة الأمريكيين هناك ابشع أنواع الانتهاكات الإنسانية. هذا القائد المدعو سام وليام مارشال هو في نفس الوقت المسؤول الأول عن حادثة الكيس. ولا يتردد في القيام بأي عمل دون أي وازع فنراه يداهم حفل زفاف عربياً في المنطقة لتحقيق خطة رسمها ويقتل عشرات المدنيين المشاركين فيه، وتفقد العروس ليلي زوجها المستقبلي وتتغير حياتها وسلوكها وتحلف بأغلظ الايمان بأنها ستنتقم لزوجها، وفي تلك الليلة تقوم القوات الأمريكية باعتقال الكثير من الأهالي المعصومين بدون تهمة وتعتبرهم إرهابيين. في هذه الأثناء بالذات يحل الضابط التركي بولات ورفاقه في المدينة، ويوحّد القدر طريقي بولات وليلي في سبيل الهدف ذاته ويتعاهدان التضحية من اجله وهو الانتقام.

ويقوم بولات وليلي بملاحقة القائد الأمريكي دون هوادة وهنا تتوالي الأحداث التي يندي لها الجبين: تلقي قنبلة علي مسجد في وقت يؤدي المصلون فيه صلاة العشاء، ومشاهد عديدة للقتل بدم بارد، ممارسات الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب. ولا يتوقف الأمر عند هذه الممارسات التي يقوم بها (الأشرار)، بل أن ما يقوم به الطبيب الأمريكي يعد من ابشع هذه الممارسات إذ يقوم باستئصال الأعضاء البشرية من سجناء عراقيين ليرسلها إلي مرضي في إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا. ويعالج الفيلم فضلا عن حادثة الكيس وحرب العراق قضية الشرق الأوسط ويوجه وبشكل ملفت للنظر انتقادات لاذعة للاحتلال الأمريكي للعراق بل ويكرس العداء لأمريكا.

رصد للفيلم اضخم ميزانية في تاريخ السينما التركية، ويبدو أن القائمين علي إنتاج الفيلم كانوا يتوقعون بأنه سيلاقي إقبالا كبيرا بعد عرضه وهذا ما تحقق بالفعل إذ وصل عدد الصالات التي عرضته في آن واحد إلي اكثر من 500 صالة. فحطم الفيلم بذلك رقما قياسيا في أول يومين عرض فيهما.

وسعي مخرج الفيلم إلي جعله فيلما عالميا يتجاوز حدود تركيا فأشرك فيه ممثلين من اكثر من دولة فتقاسم بطولته عدد من اشهر النجوم: نجاتي شاشماز من تركيا، بيللي زاين الممثل الأمريكي الذي اشتهر في تايتنيك وغاري بوسي الذي رشح للأوسكار مرتين والممثل السوري غسان مسعود الذي مثل دور صلاح الدين الأيوبي في فيلم مملكة الجنة أما المخرج فهو سردار فقار الحائز علي جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان كان . صُوّرت مشاهد الفيلم في محافظة غازي عينتاب التركية، واكمله في 42 يوماً، ويعد أول فيلم تركي تستخدم فيه ست كاميرات كحد أقصي، كما صور فيه ولأول مرة مشهدا حيا لتفجير انتحاري نفسه، واستخدمت فيه أربع لغات مختلفة: التركية والعربية والإنكليزية والكردية. وخلال عرض الفيلم تشهد العروض مواقف كوميدية، فعند عرض مشاهد القتل تضج الصالات بالصياح والهرج والمرج فبعضهم ينهض ويطلق شعارات معادية لأمريكا وبعضهم يقوم باحتضان الجالس إلي جنبه ويقبله دون أن يعرفه، أما عند مشاهدة المشاهد التي تتناول انتهاكات الجنود الأمريكيين فان المشاهدين يصيحون بأعلي الأصوات يوه تعبيرا عن استهجانهم وشجبهم لذلك. وفي المشهد الذي يخاطب البطل بولات الضابط الأمريكي وبيده الكيس ويقول له: هيا ضع رأسك في هذا الكيس ، يفقد المشاهدون أنفسهم، فليس غريبا أن يصرخ أحدهم قائلا: ألان جاء دوركم، ستضع رأسك فيه بالتأكيد وعلق أحد المراقبين عندما شاهد الفيلم : أن هذا الفيلم الذي يحفل بقصص إنسانية مؤلمة لا يمكن نسيانه ..

وفي الوقت الذي يتهافت الأتراك لمشاهدة هذا الفيلم ويمتلئون حقدا علي الممارسات اللاأخلاقية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل من تعتبر نفسها راعية لحقوق الإنسان في العالم، فليس من المستغرب أن يثير هذا الفيلم غضب من أُستهدف فيه وهذا ما حدث فعلا حتي طالبت بعض المؤسسات الغربية بمنع عرضه.

أكاديمي من العراق

fazilbayat@yahoo.com

القدس العربي في 17 مارس 2006

 

السينما وسيلة الأتراك للانتقام من الأميركيين

«وادي الذئاب» يُظهر حقيقة الاحتلال والقهر

حسين قطايا:  

ساهمت استوديوهات هوليوود على الدوام في سياسة تصوّر المعتدى عليه بأنه متخلِّف ويستحق أن يسحقه البطل الأميركي القوي الشجاع الخيِّر مقابل الشرير الساذج والكريه. فاخترعوا أبطالاً يجوبون العالم من ألمانيا إلى اليابان وكوريا وفيتنام وبيروت وعدن وسواها من مدن العالم، يقف فيها «رامبو» وغيره من مواطنيه لا يهتز لهم جفن حين يقتل الأشرار بالعشرات والمئات، ولا تفرغ بندقيته من الرصاص، في مشاهد حرب تدّعي الذكاء والنظافة، وهي على العكس تماماً. ففضائح قتل الأبرياء في كل هذه الحروب الأميركية على نصف كوكب الأرض تقريباً، كانت ولا تزال بشعة وكريهة، وتدل على مشكلات نفسية للجندي الأميركي الذي يعشق إذلال الآخر، بأساليب لم تمارسها حتى النازية الوحشية.

بعد احتلال أميركا للعراق، وما نتج عنه من مآسٍ لا تُعد ولا تُحصى، قامت مجموعة من قوات المارينز بتوقيف 11 ضابطاً تركياً في مدينة السلمانية في شمال العراق، وقاموا بإذلالهم بشكل متعمّد، ووضعوا لهم أكياس الخيش في رؤوسهم، على شاكلة فضيحة التصرفات بحق مساجين سجن أبوغريب في بغداد، مما استدعى توتراً في العلاقات التركية ـ الأميركية على المستوى الرسمي، واعتبر الكثير من الأتراك أن ما حدث ليس سوى إهانة للأمة التركية، ومحاولة لتركيع الذات التركية التي لم تسمح لقوات الغزو بأن تستخدم أراضيها لهذا الغرض.

فتعالت الأصوات داخل تركيا مطالبة بالثأر للكرامة التركية التي انتُهكت، ولم تتقبل الاعتذار. إلى أن خطر ببال المخرج التركي سرادار اكار مع كاتبي السيناريو راجي شاماس وبهادير اوزدنر بإنتاج فيلم سينمائي على خلفية هذه الحادثة. وبالفعل قاموا معاً بإيجاد شركاء إنتاج من كندا وتركيا وحققوا حلمهم تحت عنوان «وادي الذئاب».

يبدأ الفيلم من هذه الحادثة التي أوردناها، ومن ثم ينتقل إلى مشهد لانتحار ضابط تركي ممن اعتُقلوا بعد أن يقبِّل علم بلاده، ويسلِّم الراية إلى جندي آخر هو الممثل التركي المشهور نجاتي شاشناز، الذي يطارد عدوّه الأميركي «سام» على طوال الفيلم حتى يتسنى له قتله في النهاية انتقاماً للكرامة الوطنية.

ويتضمن الفيلم مشاهد كثيرة عن الفظاعات الأميركية في العراق، مثل قتل مجموعة من الأطفال أمام أمهاتهم، ومدنيين أبرياء في حفل عرس، وإلقاء قنبلة على مصلين خلال صلاة العشاء، وانتهاكات حقوق الإنسان في سجن أبوغريب، وقيام مجنّد يهودي ـ أميركي يعمل طبيباً في الجيش على استئصال أعضاء من أجساد عراقيين وهم أحياء في سبيل بيعها في تل أبيب ونيويورك ولندن، وأعمال قتل كثيرة يقوم بها الجنود الأميركيون للمتعة فقط بمشاهدة الضحايا وهم يتعذبون.

والفيلم يقدم تحية للمقاومة العراقية ولعملياتها الفدائية، ويجسِّدها رمزياً الشيخ عبدالرحمن الكركوكي الذي يرحِّب بالمهجَّرين العراقيين من منازلهم داخل داره، والذي ينقذ أحد جنود المارينز من خاطفيه ويمنعهم من قتله، لكن هذا لا يشفع له من أن يعتبره الاحتلال إرهابياً. يجسِّد دوره الممثل السوري الفذ غسان مسعود الذي لعب دور القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في فيلم «مملكة السماء» للمخرج الإنجليزي ريدلي سكوت.

صوّر «وادي الذئاب» بأساليب التقنية الأميركية من حيث تصميم المعارك المعتمدة على الإبهار البصري. وبلغت تكلفته 12 مليون دولار، وهو رقم مضاعف عشرات المرات عن إنتاج أي فيلم تركي في تاريخ السينما التركية، التي لم تسجل إنتاجاً تجاوز المليون دولار على الأكثر. وبدأ عرض الشريط منذ بداية الشهر الحالي في أكثر من 500 صالة داخل تركيا، وشاهده الملايين من الأتراك الذين أحبّوه واعتبروه ثأراً لكرامتهم، خصوصاً أن الجندي التركي بدا كمحرِّر للعالم الإسلامي وللعراق من هيمنة وطغيان الولايات المتحدة.

وتعرَّض «وادي الذئاب» لحملة إعلامية مناهضة وواسعة خلال عرضه في بعض الدول الأوروبية وفي طليعتها ألمانيا التي استفز فيها كل التجمعات اليهودية واعتبرت الشريط معادياً لـ «السامية»، كونه صوّر السلوك المشين للطبيب اليهودي. ولم يكتف الأمر على اليهود، بل إن حاكم ولاية في جنوب ألمانيا منع عرض الفيلم، وما لبث أن تراجع بعد أن تحركت الجاليات الإسلامية الكبيرة في ألمانيا لعدم منعه. واعتبره بعض النقاد الألمان يقوِّي نزعة التطرُّف عند الجاليات المسلمة في الغرب عموماً.

وعلى عكسهم رأي آخرون أن الفيلم عرض للأحداث الحقيقية لما يقوم به الاحتلال في العراق، وقال فيلاري هيوسمين الناقد الفني المعروف في ألمانيا إن الفيلم يسقي الأميركيين في السينما من الكأس ذاتها التي أسقوا منها العالم في الواقع من خلال جيوشهم، وفي أفلامهم التي زوَّرت الحقائق على طوال عقود. يُذكر أن زوجة رئيس الوزراء التركي قامت بتهنئة صنَّاع «وادي الذئاب» على عملهم بشكل رسمي. فالسينما هنا وجهة نظر، ووسيلة ثأر عبرها الأتراك من الأميركيين.

الفيلم سيبدأ عرضه في الصالات المحلية مطلع الشهر المقبل.

البيان الإماراتية في 17 مارس 2006

منة شلبي: لا أنظر إلي أجري في السينما... ولكن أدافع عن اسمي

تعترف بسوء اختيارها لبعض افلامها... وبعصبيتها عندما يتدخل أحد في حياتها

القاهرة ـ من محمد عاطف:  

أكدت الفنانة الشابة منة شلبي أنها لا تنظر إلي أجرها في السينما ولا تبالغ فيه كما يتردد عنها في الوسط الفني.. فإذا وجدت عملا جيدا لا يمكن أن تتركه من اجل زيادة أجرها.

وتقول: أما فيما يخص اسمي وترتيبه وحجمه علي أفيشات الأفلام فهو حقي أن أدافع عنه ولا احصل علي شيء لا أستحقه.

وتعترف منة أن اختياراتها الفنية ليست كلها صحيحة.. إلا أنها لا تقدم إلا العمل الذي تشعر به ودائما تحاول أن تكون مختلفة بين كل دور وآخر وأن تتعلم من أخطائها.

وتقول منة: أخذت علي نفسي تعهدا بتقديم سينما جيدة في أعمالي.. وأعتقد أن هذا ظهر للجمهور جيدا منذ أفلام أحلي الأوقات و أنت عمري و ويجا .

رغم تميزها في الأداء ونجاح أدوارها إلا أنها لم تحصل بعد علي البطولة المطلقة مثل بنات جيلها.. وترد منة شلبي قائلة: هذا صحيح.. والذي لا يعرفه الكثيرون أنني أؤجل حلم البطولة المطلقة حتي يأتي الوقت المناسب لأنها تحتاج إلي تأني ودراسة وتخطيط حتي لا تأخذ بصاحبها إلي الهاوية.. لكنني حققت جماهيرية كبيرة بين الناس.

حول اختيار المخرج يوسف شاهين لها في فيلمه القادم هيه فوضي تقول منة اختيار المخرج الكبير يوسف شاهين لأكون بطلة فيلمه الجديد هيه فوضي اعتبره وساما علي صدري وشهادة من مخرج عالمي وسعيدة جدا لهذا الاختيار وأنتظر اليوم الذي نصور فيه الفيلم والذي حدده خلال يونيو القادم.

أشارت منة شلبي إلي دورها الذي تصوره حاليا مع كريم عبد العزيز في فيلم واحد من الناس أنه عمل جديد تماما عليها ويختلف عن نوعية افلامها الأخيرة ذات الأبعاد النفسية والذهنية.. فهذا الفيلم له رؤية جديدة تماما.

حول فيلم عن العشق والهوي الذي لم يعرض حتي الآن قالت: أعتقد أن هذا العمل عند عرضه سوف ينال إعجاب الجمهور جدا.. وهو من الأفلام القريبة إلي قلبي لأن موضوعه رومانسي.. وسعيدة لعملي فيه مع الفنان أحمد السقا والسيناريست تامر حبيب.. لأنني كنت اتمني العمل معهما.

يتردد أن منة شلبي عصبية جدا وهذا يؤدي إلي ابتعاد أصدقائها عنها.. وتعلق قائلة:

لم أكن عصبية كما يقال.. لكنني ارفض أن يتدخل أحد في حياتي أو يفرض نفسه علي.. لذلك كنت أنفعل عندما يحدث ذلك.. لكنني الآن أصبحت أجيد التعامل مع الآخرين دون عصبية.

ويقال أن هناك من يقف وراءك ويختار لك أعمالك ويوجهك في الاتجاه الصحيح ولذلك تحققين النجاح.. وتقول منة: اختياراتي نابعة من إحساسي ولا يقف أحد وراءي كما يقولون.. وكما قلنا سابقا لا أجد كل اختياراتي صحيحة.. بل هناك أعمالا وجدتها لا تصلح لي ومع ذلك قدمتها بدون أن أذكرها لكن هذا يشير إلي أن الفنان لا يسير علي طريق واحد في اختياراته مما يؤكد أنني التي اختار أعمالي بنفسي وإلا ما ندمت علي أحد أفلامي.

بعض أصدقائك أكدوا انك علي خلافات دائمة مع والدتك الفنانة زيزي مصطفي.. وترد منة شلبي: لا يوجد أي خلاف بيني وبين والدتي لأنها أغلي شيء في حياتي وهي صديقتي قبل أن تكون أمي.. ولكن البعض يجيد إطلاق الشائعات ولا يتوقف عليها.. وإذا لم يجدوا ما يسيئون إلي به.. يرددون تلك الخلافات الوهمية.

القدس العربي في 17 مارس 2006

 

منة شلبي بعد حصولها علي جائزة أحسن ممثلة

أنا ممثلة جريئة ولكن بلا تنازلات

أجري الحديث ـ أحمد إسماعيل 

منة شلبي تعترف بأنها لا تغار من أي مخلوق‏,‏ وأن كل نجمة من بنات جيلها عندها ما يميزها‏,‏ وترفض اتهامها بالغرور‏,‏ وتؤكد علي أنها إنسانة بسيطة ومتواضعة‏,‏ وتتمني أن يعرفها الجمهور علي حقيقتها‏,‏ ولا تنفي جرأتها في الفن والحياة‏,‏ منة فتحت قلبها لـ الأهرام العربي وتحدثت عن الجائزة التي حصلت عليها من المركز الكاثوليكي وأفلامها والشائعات التي تحاصرها‏.‏

·     في البداية‏..‏ ماذا عن حصولك علي جائزة أحسن ممثلة عن دورك في فيلم‏(‏ بنات وسط البلد‏)‏ من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية ؟

سعيدة جدا بهذا التكريم خاصة أنها المرة الثالثة التي أحصل فيها علي جائزة من المركز الكاثوليكي وهي لها مذاق خاص عندي‏,‏ خاصة أن أول جائزة حصلت عليها كانت من المركز الكاثوليكي أيضا‏(‏ كممثلة عمل أول‏)‏ عن مشاركتي في فيلم الساحر أول أعمالي السينمائية ووقتها كنت في أمس الحاجة لأي تشجيع أو دفعة للأمام وهي لها ذكري خاصة عندي لأنها أثرت في بشكل كبير‏,‏ والمرة الثانية كانت عن دوري في مسلسل البنات وكنت وقتها خائفة جدا خاصة في ظل عدم وجود نجم كبير يسند العمل باستثناء الفنان القدير عمر الحريري والفنانة سميرة عبد العزيز ومع ذلك وجدت اهتماما كبيرا من المركز الكاثوليكي وهو ما أسعدني بشدة‏..‏ وأدعو الله أن أكون علي قدر المسئولية لأن الجوائز مثلما تعطي دفعة للفنان فهي ترمي علي كاهله مسئولية كبيرة لأنه مطالب بعدها بإثبات أحقيته في الجائزة عن طريق تقديم الأفضل‏.‏

·         مواصفات النجمة هل تختلف من جيل إلي آخر‏..‏؟

كل عصر له ملامحه وملامح النجومية في هذا العصر اختلفت كثيرا عن الأزمنة الماضية وعندما تشاهد الآن مني زكي وحنان ترك وهند صبري وأنا وغيرهن تشعر بأننا مثل الفتيات اللائي تراهن في الشارع والبيوت نفس المواصفات وفي رأيي أن كل فنانة في كل عصر ما هي إلا انعكاس لصورة الفتاة أو المرأة‏.‏

·     ألا تري أن مشاركتك السينمائية بدت كثيرة هذا العام والتي بدأت بـ‏(‏ أحلام عمرنا‏)‏ والذي عرض في الموسم السينمائي الصيفي ثم فيلم‏(‏ بنات وسط البلد‏)‏ ثم‏(‏منتهي اللذة‏)‏ وفيلم‏(‏ ويجا‏)‏ وأخيرا فيلم‏(‏ عن العشق والهوي‏)‏ الذي سيعرض في الفترة القادمة؟

لا أري مشكلة في ذلك خاصة أن كل فيلم له طبيعة مختلفة عن الآخر كذلك فهي شخصيات ثرية وذات مفردات أمتعتني أثناء تجسيدها‏,‏ لذا لم أستطع الاعتذار عن أي منها رغم أنها أجهدتني بشدة فالخروج من عباءة الشخصية والدخول في أخري أمر صعب ويحتاج إلي حرفية شديدة في التعامل‏,‏ وأنا أعتبر نفسي لم أقدم شيئا حتي الآن فلا يزال المشوار طويلا وهناك العديد من الأدوار التي لم أقدمها بعد‏.‏ وأحلم بتجسيدها‏,‏ فالمشوار السينمائي لايزال طويلا‏.‏

·     تعرض فيلمك الأخير‏(‏ ويجا‏)‏ لموجة من النقد اللاذع أخيرا بسبب ارتدائك الخمار خلال ذهابك لمقابلة عشيقك في أحد مشاهد الفيلم‏..‏ ما تعليقك ؟

في رأيي أن أي جدل حول أي فيلم يعتبر ظاهرة صحية لكن ليس معني ذلك أنني سعيدة بما قيل وأريد أن أشير إلي أن استخدام الحجاب في المشهد قصد منه التنبيه إلي أن البعض يستغل فرائض الدين أو مظاهره للقيام بأعمال تتنافي مع أبسط قواعد الأديان كلها ومنها ما فعلته البطلة التي اتخذت منه ستارا لتحقيق هدفها والوصول إلي عشيقها‏..‏وهذه هي الشخصية وهي موجودة في مجتمعنا ونحن أردنا تسليط الضوء عليها‏,‏ لكنني فوجئت بمن يقول إننا شوهنا صورة الإسلام والمسلمين بالرغم من وجود العديد من الأفلام العالمية والعربية ظهر فيها فنانون متخفين في زي الدين أثناء ذهابهم لتنفيذ جريمة مثل السرقة أو القتل‏,‏ وعموما أنا راضية عن دوري في هذا العمل وأعتبره محطة مهمة في مشواري الفني‏,‏ أما ما قاله البعض حول الفيلم فهي مجرد آراء شخصية غير ملزمة لأن إصدار الأحكام اختصاص الرقابة وكل ما عدا ذلك مجرد آراء قد تكون منصفة أو ظالمة‏.‏

·     ما رأيك فيما يتردد عن وجود الغيرة بين نجمات السينما ومحاولة كل نجمة أن تكون في الصدارة حتي وإن كانت أقل موهبة من أخريات‏..‏؟

أنا شخصيا لا أغار من أي مخلوق سواء في الفن أم في الحياة الخاصة‏..‏ وذلك لعدة أسباب‏..‏ أولا‏:‏ لاقتناعي التام بأن كل شيء قسمة ونصيب وبأن العمل رزق يقسمه الله‏,‏ وما علي الإنسان إلا أن يجتهد ويكون في حالة استنفار دائم لإخراج طاقاته الفنية أمام الكاميرا‏.‏

ثانيا‏:‏ لا أحد ينكر أن هناك اختلافا كبيرا بين كل النجمات الموجودات حاليا‏..‏ ولكل منهن ما يميزها عن الأخري‏..‏ حنان ترك لها ما يميزها ومني زكي لها ما يميزها وبالمناسبة أنا استمتعت بالعمل معها في فيلم‏'‏ أحلام عمرنا‏'‏ ويجمعنا حاليا فيلم‏'‏ العشق والهوي‏'‏ أمام أحمد السقا‏..‏ ولهند صبري ما يميزها‏,‏ لذلك لا توجد أي شبهة غيرة سوي في دور يعجبني أتمني أن أقدم دورا مماثلا‏..‏ والتنافس مطلوب وهو في النهاية لمصلحتنا جميعا‏.‏

·         منة شلبي أصابها الغرور أخيرا فما السبب‏..‏؟

هذا ظلم لي فأنا فنانة وإنسانة بسيطة ومتواضعة إلي أبعد حد وأحترم الجميع وليس معقولا أن أصاب بالغرور وأنا مازلت في بداية الطريق ومن يردد هذه الشائعات لا يعرف منة شلبي علي حقيقتها‏!‏

·         منة شلبي تتمتع بالجرأة في تمثيلها ما رأيك‏..‏؟

فن التمثيل أساسا قائم علي الجرأة والوقوف أمام الكاميرا يحتاج أصلا لفنانة جريئة وأنا أؤمن تماما بأن يكون الفنان جريئا وذلك شرط أساسي في النجاح وأنا ممثلة جريئة ولكن بلا أي تنازلات‏.‏

·         هل أنت راضية عن الأفلام التي شاركت فيها‏..‏؟

نعم وأعتبر فيلم الساحر أول أفلامي وهو أفضلها رغم أنه لم يحصل علي حقه من النجاح‏,‏ ولا أنسي أن نجاح سهر الليالي نقطة التحول في السينما المصرية خاصة أن السينما قبله كانت لا تعرف سوي الأفلام الكوميدية السطحية ولكن نجاح الفيلم فتح الباب أمام أنواع سينمائية أخري من خلالها نجحت في تجسيد العديد من الأدوار‏.‏

·         ماذا عن مشاركتك في فيلم‏(‏ واحد من الناس‏)..‏؟

أنا سعيدة بمشاركتي في هذا العمل‏,‏ خاصة أن الموضوع جديد ولم يطرح من قبل وأعتبر هذا الدور شكلا جديدا لأدواري القادمة فأنا أجسد شخصية فاطمة زوجة محمود كريم عبد العزيز رجل الأمن المسالم الذي يتعرض لأزمة شديدة تغير من مجري حياته وحياتها‏,‏ كذلك هي المرة الأولي التي أتعاون فيها مع كريم عبد العزيز في عمل رغم أننا صديقتين منذ سنوات عديدة كذلك باقي فريق العمل علي مستوي متميز وهو ما شجعني علي الموافقة فهناك المخرج أحمد نادر جلال والذي استطاع أن يؤكد علي موهبته وإمكاناته العالية في كل عمل يقدمه كذلك المؤلف بلال فضل‏..‏ وأتمني أن ينال العمل إعجاب الجمهور عند عرضه‏.‏

·         ماذا يعني اختيار المخرج الكبير يوسف شاهين لتكوني بطلة فيلمه الجديد‏(‏ هي فوضي‏)..‏؟

لم أصدق نفسي في البداية وأعتبر اختياره لي تكريما من نوع خاص‏,‏ فالعمل معه شرف كبير لأي فنان‏,‏ وأتمني أن أكون علي قدر المسئولية‏,‏ ولا أعتقد أن هناك فنانة ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي لا تحلم بالعمل معه حتي ولو في مشهد واحد‏..‏ وسوف نبدأ تصوير الفيلم خلال شهر يونيو القادم لذلك أعيش في حالة من القلق انتظارا لبدء التصوير مع هذا المخرج الكبير الذي أعتبر العمل معه بمثابة شهادة ميلاد جديدة لي كفنانة‏.‏

·         في النهاية‏..‏ لماذا يرتبط اسم منة شلبي بالشائعات دائما‏..‏؟

لست أنا الوحيدة والشائعات تطال كل العاملين بالوسط الفني وكنت في البداية أنزعج منها بشكل كبير‏..‏ لكن مع الوقت بدأت أفهم أن الشائعة تأخذ بعضا من الوقت وتذهب إلي حالها‏.‏ لذا لا أنظر إليها‏..‏ ولا أقف عندها‏*‏

الأهرام العربي في 17 مارس 2006

 

سينماتك

 

"وادي الذئاب".. رامبو التركي ينتقم من الأمريكي

أحمد المتبولي**

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك