لا أحد تضرر من سجن جوانتانامو أكثر من العرب والمسلمين، فهو سجن صمم خصيصا لهم ولأجلهم في ضوء ما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب. عربيا لم يأت أي عمل فني يوازي مستوى حدث فعلة السجن الذي تطور إلى سجون سرية في دول عربية مختلفة.

الوضع في الغرب مختلف جدا، فالمخرجات الإبداعية تتعامل وتعالج مثل هذه المواضيع بقوة وجرأة، رغم الصعوبة النسبية في تنفيذها، بداية من أقلام الكتاب والصحفيين المعارضين لكل ما من شأنه أن يحول العالم إلى حلبة صراع مرورا بالمسرح الذي قدم مسرحيات عدة ناقدة للسياسات الأمريكية والبريطانية وصولا إلى السينما التي نجدها تتسيد هذه المعالجات التي تطرح المأزق الذي تعيشه الحضارة الغربية والإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بحجج كثيرة ليس مكافحة الإرهاب إلا إحداها.

محاكاة الواقع.. قصة حقيقية لثلاثة مسلمين بريطانيين

ومن تلك الأعمال الجديدة فيلم "الطريق إلى جوانتانامو" وهو فيلم وثائقي بريطاني يذكرنا بفيلم الأمريكي مايكل مور " 11 فهرنهايت ".

فالمخرج وبمقدار ما يعرض لحجم التعذيب والجرائم اللإنسانية التي ترتكب بحق السجناء هناك يؤكد على أن هناك من تضرر من غير المسلمين والعرب لوجود مثل هذا السجن، ألا وهي القيم الغربية التي كانت دوما محط الأنظار والإعجاب.

فبدرامية مدهشة بتقنياتها الجريئة تصويرا وحوارا وأمكنة تمكن المخرج من محاكاة الواقع، كما بين خطأ تقسيم العالم إلى أسود وأبيض كما تفعل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وبرأي المخرج مايكل وينتربوتوم فإن "الفيلم أراد أن يبين كيف أنه من الغريب أن تختار الولايات المتحدة الأمريكية كوبا بالذات لإقامة المعسكر، حيث يمكنها التصرف مع الناس بالشكل الذي لا تستطيعه في أمريكا نفسها".

ويبدو أن الفيلم يريد أن يذكر بالأشخاص الذين تم الإبقاء عليهم رهن الاحتجاز في المعسكر، في ظل نظام مرفوض، رغم أن العالم يبدو أنه قد تعود على وجوده منذ زمن طويل، ويغض البصر عنه رغم استمرار احتجاز 500 إنسان فيه.

قصة حقيقية

"الطريق إلى جوانتانامو" هو فيلم لمخرجين بريطانيين هما "مايكل وينتربوتوم" و"مات وايتكروس"، وكان قد عرض مؤخرا في مهرجان برلين السينمائي الدولي الأخير وحاز على جائزة الدب الفضي بعد أن نال استحسان وتصفيق الجماهير وبالتالي لجان التحكيم رغم مضمونة السياسي والإنساني البحت.

هذا الفيلم لقي رواجا كبيرا، ليس في كوبا أو فنزويلا أو إيران وإنما في قلب العاصمة الأوروبية برلين، تماما كما هو حال فيلم مايكل مور " 11 فهرنهايت ".

الفيلم يظهر معتقلي السجن بلباسهم البرتقالي يُضربون وهم مقيدون في الأرض فضلا عن تعرضهم للموسيقى الصاخبة في زنازين منعزلة، ليجسد بذلك قصة حقيقية لثلاثة مسلمين بريطانيين، تم اعتقالهم لعامين في سجن جوانتانامو عبر نزوع المخرج إلى مزج الأحداث الخيالية بالوقائع الموثقة والتحقيقات الصحفية.

القصة التي يسردها الفيلم هي لمعتقلين ثلاثة هم: عاصف إقبال ورحيل أحمد وشفيق رسول الذين بدءوا عملهم في باكستان 2001 وانتهى بهم المطاف خلف أسوار جوانتانامو، ثم أطلقوا بعد عامين دون أن توجه إليهم أي تهم.

الفيلم يحول وجهات نظر المعتقلين الثلاثة –إقبال وأحمد ورسول- إلى رواية يقصون فيها كيف انتهى بهم المطاف في جوانتانامو، حيث يقولون إنهم قرروا الرحيل إلى أفغانستان بعد سماع أحد الأئمة في مسجد بباكستان يدعو المتطوعين لتقديم يد العون لإخوانهم في أفغانستان، فوجدوا أنفسهم محاصرين عندما بدأت الحرب واعتقلوا من قبل قوات التحالف الشمالية الذين قاموا بدورهم بتسليمهم إلى القوات الأمريكية.

حث على إعادة التفكير

لم يأت الفيلم وثائقيا تسجيليا بل تضمن مشاهد تمثيلية نفذها المخرج ليقدم فيلما أكثر موضوعية عوضا عن نقص المشاهد وليكون أكثر قدرة على تقديم الحقيقة في ضوء الروايات التي قدمها المعتقلون الثلاثة.

وحول المزج بين المقاطع التسجيلية والمشاهد التمثيلية قال وينتربوتوم: "أردنا أن نبقى على الوسائل السينمائية بالقرب من الحقيقة للوصول إلى تأثير أكبر قدر الإمكان من أجل حث المشاهد على إعادة التفكير من جديد".

والفيلم استند في وقائعه ومشاهده وحبكته الدرامية واستجواب المعتقلين وتعذيبهم إلى معلومات حقيقية استقاها من مصادر صحافية وسياسية وبعض الشهود الذين تولوا مهمات معينة داخل السجن الرهيب.

كما يظهر المخرج كثيرا من الوسائل المستخدمة في استجواب المساجين، خصوصا أولئك الذين تنسب إليهم تهمة المشاركة في مقاومة الغزو الأمريكي.

ويظهر أن الشريط استفاد، إلى أقصى درجة ممكنة، من قدرات هؤلاء الممثلين ليقول في العلن ما لا يعرفه أحد عما يجري في الزنزانات وأروقة التحقيق، أو تلك المخصصة للتعذيب الجسدي والنفسي.

وبرأي شفيق رسول أحد المشاركين في الفيلم والذي احتجز في جوانتانامو فإن "الفيلم لا يعرض شيئا مختلقا بل يحكي القصة كما كانت ويبين كيف سلبت إنسانية الإنسان في السجن".

تجريد من الهوية

والفيلم، الذي يظهر بدرامية مؤثرة، يسرق الأنفاس منذ لحظاته الأولى، لا هامش فيه للتفكير بأسباب انتهاك أبسط الحقوق الإنسانية إلا على نحو يشير بأصابع الاتهام إلى التخبط الأمريكي في معاملة السجناء.

ومن مرتكزات الفيلم الأساسية قيامه على تكثيف المشاعر الإنسانية التي ألحق بها ظلم كبير وقبيح في السجن.

ويفرد المخرج مشاهد كاملة لحلقات التعذيب التي يتعرض لها هؤلاء المعتقلون الثلاثة على غير وجه حق من دون أن يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم، وهم الذين كانوا يسعون إلى الخروج من أفغانستان في أثناء الغزو الأمريكي لها.

واستطاع الفيلم أن يظهر السجناء الثلاثة وكأنهم من صنف بشري مستهجن لا يمت إلى الإنسانية بصلة، حيث ظهروا يعاملون على قاعدة أنهم مخلوقات تشبه الإنسان في الشكل فقط، أما في المضمون فهم لا ينتمون إلى ما يسمى المدنية المعاصرة على هذا الأساس.

ووفقا للإطار العام الوثائقي، يجري تصنيف هؤلاء في مرتبة إنسانية دنيا، ليبرر المحققون لأنفسهم تعذيبهم على نحو قد لا يخطر على البال.

ولا يستهدف الفيلم تسليط الضوء على التعذيب الجسدي فقط، إذ يظهر أن التعذيب النفسي أشد مهانة وأكثر تحقيرا للذات، حيث يظهرهم وهم يتحولون، على نحو مرعب، إلى نماذج تخضع لاختبار رهيب، وكأنهم أشباح فقدوا هويتهم الإنسانية، أو فضلات إنسانية على وشك أن تلقى في مكبات النفايات.

مقاربة مختلفة

المخرج يرى أن ما يثير الدهشة ليس التعذيب بحد ذاته بل وجود السجن نفسه. وفي هذا الإطار المؤثر يبدو العمل أكثر ميلا إلى مناقشة ما يمكن اعتباره مفاهيم أمريكية محضة في مقاربة هذه القضية.

فالمعتقل ما إن يدخل جوانتانامو حتى يخرج من الكرة الأرضية، فتصبح هويته الثقافية وراءه، فتنزع منه قيمه التي نشأ عليها، ويتحول إلى فراغ قابل للامتلاء بما يلقيه المحققون في عالمه الداخلي.

وفي هذا المجال يظهر الفيلم مشاهد نادرة لعدد من الأقفاص الحديدية المخرمة التي تذكر بالزنزانات المخصصة لاحتجاز الحيوانات.

ويقفز إلى الأذهان، على الفور، أن ثمة نوعا ما بين الدمج البصري بين الحيوان والسجين، والأغلب أن هذا الأخير أقل مرتبة وقيمة من الأول كما يظهره المخرج، لسبب رئيسي هو أن الحيوان لا يمكن تجريده من هويته الحيوانية، بينما يصح هذا القول على الإنسان.

يذكر أن "وينتربوتوم" المعروف بتجاربه السينمائية الجادة قد فاز عام 2003 بجائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه "في هذا العالم"، الذي يحكي قصة فرار شابين أفغانيين من أحد معسكرات اللاجئين في باكستان إلى لندن.

وكانت الصحف البريطانية قد ذكرت بحسب منظمات حقوقية أن اثنين من الممثلين والمعتقلين السابقين في جوانتانامو الذين سردت قصصهم في الفيلم تم توقيفهم من قبل الشرطة في إطار قانون مكافحة الإرهاب لدى عودتهم من برلين.

واقعية.. وطغيان السياسي

ورغم أن الفيلم يعد سياسيا بامتياز غير أنه إنساني بالمثل، استطاع أن يستقرئ الصورة والمشهد والسيناريو في أبعادها الخفية، وصولا إلى الإقرار بأن الانتهاكات في جوانتانامو لا تدين أصحابها فقط، بل تشير أيضا إلى تدن مريع في القيم الإنسانية التي تزعم الولايات المتحدة أنها تدافع عنها.

فخلاصة الفيلم كما يراه النقاد أنه يبين خطأ تقسيم العالم إلى طيب وشرير وأسود وأبيض كما تفعل سياسة الرئيس الأمريكي بوش وإدارته.

والفيلم في ذلك لا يغرد خارج السرب، فهو يأتي ضمن سلسلة من الأفلام السياسية التي ظهرت مؤخرا في محاولة لمعالجة وطرح القضايا التي تشغل العالم: كالحرب على العراق، والإرهاب، وجرائم الصرب في البوسنة.

ويلحظ أن هذا جزء من اتجاه السينما للواقعية، وتحديدا تلك المرتبطة بالسياسة، وما الأفلام المشاركة في الدورة السادسة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي إلا إشارة على ذلك؛ فقد حملت هذا الطابع السياسي والواقعي.

موقع "إسلام أنلاين" في 27 فبراير 2006

 

الطريق الي غوانتانامو: مرحبا الي الديمقراطية الامريكية

خالد الشامي 

الطريق الي غوانتانامو اسم فيلم للمخرج مايكل ونتربوتوم عرضته القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني الخميس الماضي، وكشف اهوال ما يجري وراء الستار الحديدي للمعتقل سييء السمعة.

للمرة الاولي نري الديمقراطية الامريكية وليس حفنة من العسكريين المارقين كما في ابو غريب، وهي تمارس عملها المؤسسي المنظم المدعوم رسميا من واشنطن ضد المتهمين الذين ثبتت ادانتهم امريكيا بدون الحاجة الي محكمة او محامين.

ابطال الفيلم الحقيقيون هم البريطانيون من اصل باكستاني الذين افرجت عنهم واشنطن بعد ان قضوا اكثر من عامين في غوانتانامو عاشوا خلالها اهوالا وتحدثوا عنها في الفيلم لاول مرة.

اصف اقبال (عثمان)، روحال احمد (هارون)، وشفيق رسول (احمد) رووا قصتهم بدءا من نقلهم الي سجن شبرغان سييء السمعة التابع لقوات تحالف الشمال في افغانستان، مكدسين في شاحنة كالخراف بل اسوأ ما ادي لموت نصف المعتقلين اختناقا، تم تسليمهم للمارينز بعد اكتشاف انهم بريطانيو الجنسية في الطريق الي غوانتانامو حيث كانت بداية الكابوس الحقيقي.

يقدم الفيلم تفاصيل صغيرة لكنها ترسم بدقة ملامح السياسة الامريكية المصابة بعمي متعمد وربما حيثي ، وهو في اللهجة المصرية وصف للعمي الذي لا يري معه الانسان ولو بصيص ضوء واحدا.

المعتقلون في الشهور الاولي كانوا ممنوعين من الكلام او الوقوف او الصلاة او النظر في وجوه الجنود.

المحققون مقتنعون بشكل كامل ومسبق بأن المتهمين ارهابيون ومذنبون، ولايهتمون بالتأكد من اسماء اولئك المعتقلين او فحص صدقية اقوالهم او بياناتهم الشخصية.

السؤال الذي يتكرر علي السنة المحققين، بينما فوهة مسدس مصوبة الي رأس المعتقلين هو: اين يختبيء اسامة بن لادن؟

اجهزة المخابرات تبدو في الفيلم غبية لحد مثير للسخرية. بعض الجنود يستغرب ان يكون الانسان بريطانيا ومسلما في آن، واخرون ينادون علي عثمان وزميليه بـ البريطانيين الخونة ، واخر يسألهم عن الملكة.

احدي المحققات جاءت خصيصا من واشنطن، وعرضت شريط فيديو علي المتهم احمد، يظهر فيه زعيم القاعدة اثناء اجتماع مع المئات من انصاره، وفجأة ثبتت الصورة علي احد الاشخاص الحاضرين وقالت لاحمد: هذا هو انت اليس كذلك؟ وكانت الصورة غير واضحة، ومأخوذة عن بعد ما يستحيل معه التعرف علي الوجوه.

واكد احمد انه لم يكن موجودا في افغانستان في ذلك الوقت، بل كان يتردد علي قسم الشرطة في برمنغهام اثر مشاكل قانونية تعرض لها. واصرت المحققة علي انه هو، وطالبته بتعريف باقي الحضور(...).

السجن الانفرادي لشهور طويلة، التهديد بترحيل عائلات المتهمين من بريطانيا (اختك تدرس في جامعة اكستر اليس كذلك، نستطيع ان نجعلها تكمل دراستها في باكستان)، تمزيق المصاحف وتدنيسها علي مرأي من الجميع، استجواب المتهمين في اوضاع مذلة وموجعة وتحت تهديد السلاح، ليست سوي بعض الاشكال من الممارسات اليومية لـ الديمقراطية الامريكية في معتقل غوانتانامو.

المخرج يقطع السرد بمشاهد يظهر فيها رامسفيلد وهو يؤكد ان المتهمين يعاملون بشكل انساني ومناسب ومتفق مع معاهدة جنيف الدولية ، يليه الرئيس بوش مفسرا دون قصد معني كلمة مناسب بوصف المتهمين بأنهم قتلة وبالتالي لا حقوق لهم. نعم هكذا يدين زعيم اكبر ديمقراطية في العالم المعتقلين بجرة قلم. تري هل يمكن ان يحظي اولئك بعد هذا بمحاكمة عادلة، اذا كانوا سيحاكمون اصلا بالطبع؟

من السهل انتقاد فيلم الطريق الي غوانتانامو بانه احادي الجانب، حيث لم يشر ابدا الي هجمات سبتمبر مثلا، لكنه في الحقيقة يمنح المتهمين يومهم في المحكمة بعد ان حرمت السلطات الامريكية العالم ومنظماته بل وحتي اي محام من ان يستمع لشهاداتهم لسنوات، بينما يواصل الادعاء الامريكي وهو سياسي واعلامي وليس قضائيا غسل دماغ الرأي العام يوميا من جانب واحد ايضا.

لقد انتهي المحققون قطعا من استجوابهم، واذا كانوا وجدوا ادلة ضدهم لكانوا قدموهم جميعا للمحاكمة (عشرة فقط من خمسمئة حوكموا).

ولكن سبب احتجازهم الحقيقي هو انهم شهود وليسوا متهمين: شهود علي الحقيقة العملية لمعني الديمقراطية الامريكية عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين، ولهذا يجب ان لا يستمع العالم لشهاداتهم ابدا.

اما اللوم الاكبر فلا يجب توجيهه لواشنطن التي تتوهم ان غوانتانامو مفيد كوسيلة ردع جماعي، بل للدول العربية والاسلامية الحليفة لهذه الادارة التي تترك المئات من مواطنيها معتقلين في غوانتانامو منذ سنوات بدون اتهام او محاكمة وكأنهم بلا اوطان.

فهل يجب ان يولد المواطن العربي حاملا جنسية اوروبية حتي يجد حكومة تسأل عنه وتطلق سراحه (كما فعلت بريطانيا) اذا خطفته الاجهزة الامريكية الي هذا المعتقل العار ليس فقط علي امريكا بل والانسانية، ام ان العرب جميعا، وليس الحكومات فقط، لايهتمون الا بالفيديو كليبات ولا تزعجهم الا رسوم الكاريكاتير؟

محاكمة صدام عاشر مرة

استضافت قناة العربية شخصا تونسيا قدم نفسه باعتباره خبيرا في التشخيص الحركي لتحليل اداء المتهمين في محاكمة صدام، وتدخل للتصحيح عندما نسيت المذيعة بعض تخصصاته الكثيرة.

وبعكس باقي الخبراء الذين يتكاثرون مثل الارانب هذه الايام علي القنوات الفضائية، فان هذا الخبير رجل سبور بلا ربطة عنق، بل يرتدي عقدا علي المودة مثل الذي يرتديه ديفيد بيكام (وليس بيكهام ايها المذيعون العباقرة)، وان كان يتحدث مثلهم، فهو يعتبر اجتهاده دائما هو الحقيقة المطلقة، وهو افتي ـ زاد الله علمه ـ بأن المتهم العراقي مزهر كان يحرك كلتا يديه وهو يدلي بافادته، ما يعني انه مراوغ وكذاب.

ولاحظت ان خبيرنا اللذيذ نفسه يحرك يديه اثناء الحديث، ثم تذكرت ان الزعماء العرب يتحدثون اما باصابعهم (احذركم ايها المعارضون السفلة) او باياديهم (مفيش فايدة اجيب لكم منين) وربما (بالجزمة القديمة) ولا مؤاخذة بعد ان سحبت الانسة كوندي شبكة الامان بسبب فوز حماس .

وهكذا ادركت ان اغلب الزعماء العرب، بل والمثقفين والفنانين الي جانب كثير من اصدقائي، وانا معهم، مراوغون وكذابون، اذا صدق خبيرنا التونسي.

وعندما تحولت الي الجزيرة لمتابعة المحكمة نفسها اكتشفت ان البلاء في العربية كان اهون، حيث خرج محام تم ابعاده رسميا واعلاميا وقانونيا من هيئة الدفاع عن صدام حسين، ليلقي خطابا حنجوريا علي المشاهدين مفاده انه من حق رئيس الدولة ان يعتقل ويعذب ويعدم من يشاء اذا تعرض لمحاولة اغتيال، (وكأن زعماء العرب ينتظرون نصيحته الغالية)، واختتم بالتأكيد علي ان صدام اثبت جدارته واهليته للحكم ، مع ان هذا ليس من اختصاص المحامين بل الهتيفة من مدعي القومية والمتاجرين فيها.

واخيرا ادلت المذيعة الكريمة بدلوها في الموضوع، فقالت ان صدام اعترف في الجلسة السابقة بتجريف البساتين كنوع من رد الاعتبار بعد محاولة اغتياله، وهو لم يذكر ابدا موضوع رد الاعتبار هذا، فالبسته اتهاما جديدا، وكأنه ناقص اتهامات!

فاكسات فضائية

الاسم الاكثر واقعية لـ ستار اكاديمي هو لبنان اكاديمي حيث ان الاساتذة يفرضون الاغاني اللبنانية في الحفلات والدروس، ربما لاسباب تتعلق بما يعرفونه وليس بما يفضلونه. ولكن بالمناسبة وعلي اي حال توجد بل (كانت توجد) مطربات عظيمات اخريات في العالم العربي بجانب السيدة الرائعة فيروز.

ـ المطربة التي اكرهها لتشويهها اغاني العندليب الرائع عبد الحليم ظهرت في برنامج علي قناة LBC وانتقدت (عن حق) بعض لا مطربات الفيديو كليب لانهن يعتمدن علي التعري وانكرت انها تسمع اغاني روبي او هيفا وهبي، وبالطبع كانت ترتدي اثناء البرنامج زيا اقرب الي الحجاب ولكن بمقاييس قناة ال ب سي .

كاتب من أسرة القدس العربي

khaled@alquds.co.uk

القدس العربي في 13 مارس 2006

ضوء... السينما: الصالة والفيلم والجمهور

عدنان مدانات 

ليست الجوائز ومدائح نقاد السينما ما يحدد مستوى النجاح الجماهيري لأي فيلم سينمائي في جميع أرجاء العالم، بل إن النجاح يقاس بضخامة حصيلة ما يدفعه الجمهور عبر شباك التذاكر الخاص بصالات العرض التجاري السينمائي. وهذا يعني وجود معادلة مكونة من ثلاثة أطراف هي الفيلم والجمهور وصالة السينما. وفي حين يهتم الباحثون في السينما بالجانب المتصل بعلاقة الجمهور بالأفلام، فنادراً ما يتم الاهتمام بالطرف الثالث من المعادلة وهو صالة السينما، أي المكان الذي يضم الفيلم والجمهور معاً.

وفي البلدان التي لا تتوفر فيها صناعة سينمائية قوية بتشعباتها المتعددة الجوانب ولا يوجد فيها تراث متصل من العلاقة بين السينما والجمهور، تؤثر دور العرض السينمائية تأثيراً جوهرياً في مجال بناء العلاقة الجماهيرية مع السينما عامة، سواء أكان هذا الدور إيجابيا جاذبا للجمهور بما يجعل من ارتياد دور العرض السينمائية عادة شائعة وممارسة اجتماعية ترفيهية، أم سلبياً طارداً للجمهور، لاغيا لإمكانية بناء علاقة حميمة مع السينما. والمقصود بالحديث هنا يرتبط بالعلاقة مع “السينما” ككل وليس فقط “الأفلام” كنتاج مفرد، حيث أن العلاقة مع الأفلام بحد ذاتها تكون غير جذرية وترتبط بحالات جزئية مفردة، مثل التعلق بنوعية محددة من الأفلام، الكوميدية مثلا، أو الاهتمام بفيلم ما نتيجة عوامل جذب خاصة به كمرافقة صديق أو كوجود ممثل محبوب أو نتيجة فضول لمشاهدة فيلم عن قصة مشهورة أو فيلم مرتبط بفضيحة ما أو حدث مصيري معين، أو بسبب عدوى تؤدي إلى الاهتمام بفيلم محدد نتيجة حصوله على جوائز من مهرجانات دولية، وغير ذلك من العوامل الجاذبة، ولكن ذات الطابع العرضي والمؤقت.

لقد أسهمت عوامل متنوعة في ضعف الإقبال على دور العرض، منها انه خلال السنوات أو العقود السالفة كان عدد صالات السينما في دول العالم العربي، غير كاف ولا يستوعب النمو المتزايد في أعداد السكان ولا يستوعب ضخامة حجم الإنتاج السينمائي العالمي وحجم استيرادها، كما ان أماكن وجود دور العرض السينمائية ظل يقتصر على مراكز المدن وليس الأطراف، في وقت اتسعت فيه مساحة المدن ولم يعد التنقل بين أرجائها سهلاً. وبسبب ضعف الإقبال على مشاهدة الأفلام لم يعد أصحاب الصالات يهتمون بتحديثها فتحولت صالات السينما القديمة إلى صالات من الدرجة الثانية أو الثالثة سواء من حيث المعدات والتجهيزات أو من حيث مستوى ونوعية الأفلام التي تعرضها، حيث صار الموزعون ومالكو الصالات يكتفون بعرض الأفلام المتوفرة في المستودعات أو الأفلام الرخيصة الثمن فنتج عن ذلك انحسار ما يسمى بجمهور السينما العائلي وانحصر الجمهور في نوعيات محددة تضم الشبان الباحثين عن تسلية رخيصة إضافة إلى العمال الوافدين الذين لا يجدون مجالات أخرى لقضاء الوقت.

إن ارتياد صالات السينما، بشكل عام، هو عادة اجتماعية. ولكنها عادة تحتاج إلى تنميتها وتشجيعها عن طريق إيجاد حوافز تدفع الناس، بالدرجة الأولى، للتعود على ارتياد صالات السينما بغض النظر عن مدى جذب فيلم معين لهم لمشاهدته. فقبل كل شيء من المطلوب أن تصبح عملية مشاهدة الأفلام السينمائية في صالات العرض ممارسة أو نشاطا اجتماعيا جماعيا ثقافيا وعاما. وتحويل عملية مشاهدة الأفلام إلى نشاط حياتي اجتماعي جماعي ثقافي منوط بعدة عوامل. لكن من دون شك، فإن المسؤولية الكبرى في هذا المجال تخص المعنيين مباشرة بعمل صالات السينما.

واحد من الأسباب التي تؤدي إلى الفشل في تكوين الجمهور يتمثل في عدم تحديد ماهية الجمهور وفي غياب التخطيط المناسب بالنسبة لعروض الأفلام سواء من حيث اختيارها أو من حيث برمجتها وفق دراسة واعية لطبيعة الجمهور الخاص بكل نوع من الأفلام. كما أن هذا الأمر يرتبط بتحديد الهوية الخاصة بكل صالة سينما على حدة بما يساعد على تحديد جمهورها بحيث يعتاد الجمهور على ان لكل سينما سياستها الخاصة التي تجعلها تعرض أفلاما من نوعية معينة تلائم أو تناسب أذواقا محددة أو فئات اجتماعية محددة. ويمكن ملاحظة ظاهرة اضطراب التخطيط في مجال العلاقة مع نوعية الجمهور، التي تعاني منها معظم صالات العرض في العالم العربي من خلال دراسة غياب البرمجة المدروسة لعروض الأفلام ويتجلى ذلك بوضوح عندما تعرض إحدى الصالات فيلما يناسب ذوقا عاما معينا أو فئة اجتماعية معينة ثم تعرض في الأسبوع الذي يليه مباشرة  فيلما يناسب أذواقا وفئات اجتماعية مغايرة. فقد تعرض الصالة فيلما يناسب الجمهور العائلي ويحكي قصة اجتماعية ما ثم تعرض بعده مباشرة فيلماً موجهاً للمراهقين يستهدف هواة نوع أفلام الكاراتيه أو أفلام التشويق البوليسية أو حتى أفلام  الإثارة الجنسية.

وتكتسب هذه الناحية بعدا اشمل عندما تصبح عملية اختيار وبرمجة الأفلام معزولة عن الواقع الاجتماعي والنفسي والثقافي المحلي، أي بشكل عام، عندما تتجاهل البرمجة الخصائص المختلفة للجمهور المحلي والتي تحدد أذواقه واهتماماته السينمائية، بحيث أن اختيار وبرمجة الأفلام في دور العرض تعكس نوعا من الاغتراب عن الواقع المحلي والتبعية العمياء للواقع غير المحلي (هذا إن لم نقل للموزع الأجنبي). وينطبق هذا بشكل خاص على عرض وبرمجة عرض الأفلام الأجنبية، وهي على الأغلب، أمريكية. فقد يراهن الموزع المحلي على فيلم أمريكي ما بسبب حجم الإيرادات التي حققها ذلك الفيلم عند عرضه في أمريكا وكأنه من تحصيل الحاصل ان يحقق الفيلم النجاح نفسه عند عرضه محلياً، فيتفاجأ عندما يكتشف أن رهانه كان خاسراً وأن الفيلم فشل في جذب الجمهور إليه. فمن البديهي أن ما قد يعجب المتفرج الأمريكي قد لا يعجب المتفرج العربي. والموضوع الذي قد يثير اهتمام المتفرج الأمريكي يمكن الا يثير المتفرج العربي. ويمكن ان ينجح في أمريكا ممثل كوميدي ما ولكنه قد لا يثير الضحك عند جمهور آخر ذي بنية ثقافية ونفسية مغايرة.

الفيلم السينمائي سلعة مثل أية سلعة أخرى، ولكنه يتميز بكونه سلعة ذات بعد ثقافي فني وبكونه يرتبط لا بالاستهلاك الفردي بل بالتفاعل الجماعي. وهكذا يتضح أن مجرد بناء صالات جديدة، ومع أهمية وضرورة ذلك، يبقى حلاً ناقصاً وأحادي الجانب، والاكتفاء به يعكس قصورا في الوعي بحقيقة المشكلة. ذلك أن عدد صالات السينما وحجم توزيعها في الأحياء وتحديث تجهيزاتها،على أهمية ذلك، جزء من المشكلة يرتبط بالناحية الاقتصادية التجارية البحتة، في حين أن الجزء الثاني من المشكلة، وهو على غاية من الأهمية، ذو طابع ثقافي حضاري واجتماعي. ومن دون فهم العلاقة الوطيدة المتبادلة ما بين الجانبين تبقى الأزمة على حالها.

لا تقتصر هذه الإشكالية على السينما وحدها، بل تشمل أيضا أزمة العلاقة الجماهيرية مع المسرح.

الخليج الإمارتية في 13 مارس 2006

 

يشارك بفيلمه الأول في مهرجان قطر

عدي صلاح: مشكلة السينما العراقية الإمكانات وقلة وعي المشاهد

بغداد  علي حبش: 

يؤكد المخرج العراقي الشاب عدي صلاح أنه لا يوجد جمهور للسينما في العراق الآن بسبب الوضع الأمني المنفلت والإهمال الذي اصاب دور العرض، وهو متفائل بمستقبل السينما من خلال المهرجان السنوي الاول للفيلم القصير الذي عقد مؤخرا في بغداد، وشارك فيه العديد من المخرجين الشباب.

وصلاح خريج كلية الفنون الجميلة “قسم السمعية والمرئية  2001” أخرج فيلمه الأول “عل سيلما” وهو من النوع الوثائقي يقع في 23 دقيقة عام 2005 وقد شارك في مهرجان الفيلم العراقي القصير مع أكثر من 60 فيلما وثائقياً، وسيشارك بفيلمه “عل سيلما” في مهرجان قطر السينمائي.

التقينا صلاح في بغداد وكان هذا الحوار:

·         من أين جاءت تسمية فيلمك؟

 جاءت تسمية فيلمي عندما كنا صغارا كان لا أحد يسمي السينما سينما وانما كنا نسميها “سيلما” وكانت السينمات في بغداد قليلة وكنا لا نستطيع أن ندخلها إلا مجاناً ونبقى ندور حول مبنى السينما، أما في الأعياد فكانت هناك عربات صغيرة تجرها خيول أيام العيد تدور في المحلة ويردد الاطفال وهم على متنها “يا عيد يابو السمسمة ودينا عل سيلما” ومن هنا جاءت تسمية الفيلم.

·         وما هو موضوع الفيلم؟

 يتناول شيئاً بسيطاً عن السينما العراقية وعن مهرجان الفيلم القصير الأول الذي عقد مؤخرا في بغداد وشارك فيه أكثر من 60 فيلما عراقيا واتخذت من المهرجان نقطة انطلاق ثم الدخول في الواقع السينمائي العراقي الحالي. كما يتناول مشكلات السينما العراقية الآن سواء من دور العرض أو كتاب السيناريو أو المخرجين ويقع في 23 دقيقة ويمثل فيه كل من ميس طارق وحيدر موسى.

·         أين توصلت من خلال بحثك عن مشكلات السينما العراقية؟

 مشكلتنا الحقيقية والرئيسية في الإمكانات والمشكلة الأخرى بالوعي السينمائي للمشاهد العراقي، وحاولت من خلال الفيلم تعزيز هذا الموقف كيف أخلق وعياً سينمائياً حقيقياً عند المشاهد بحيث يتقبل السينما العراقية بإطارها الجديد أو بتكوينها الجديد الذي بدأ ينطلق في هذه الفترة.

·         هل تعتقد أن السينما العراقية ستعيد عافيتها في السنوات المقبلة؟

 أكيد، إذ إن أول نقطة انطلاق حقيقية للسينما في العراق بعد سقوط النظام السابق هو إقامة مهرجان الفيلم العراقي القصير الذي أقيم في العام الماضي، وسيكون نقطة انطلاق حقيقية لأي سينمائي عراقي.

·         نلاحظ أن دور السينما العراقية الآن خالية من الجمهور كيف تفسر ذلك؟

 هناك تفاصيل كثيرة إذا تحدثنا عنها ليست فقط السينما، فإن اول مشهد في فيلمي “عل سيلما” يتطرق الى تلك المشكلة فالممثلة في الفيلم لا تقبل الذهاب الى السينما لأسباب عديدة فعلى دور العرض ان تفتح من جديد وتكون لها رعاية من الدولة وتكون لديها أفلام جديدة ومتواصلة مع السينما بحيث تستقبل الجمهور بشكل متواصل ليرى ويشعر بالفرق مابين شاشة التلفزيون والسينما.

·         هل لديك أشياء مستقبلاً؟

 أعمل الآن في شركة لانتاج الافلام الوثائقية القصيرة مع مجموعة من المخرجين العراقيين ولدينا مشاريع سينمائية عدة سنقوم بانتاجها مستقبلاً.

 

نجوم الفيلم سعداء بالتجربة

عقد مؤتمر صحافي صباح أمس بمناسبة بدء عرض الفيلم في الدولة وحضره فريق عمل الفيلم ما عدا نادين ليكي وندى أبو فرحات اللتين تصلان غداً الى دبي، وقدم له “جمال الشريف” مدير مدينة دبي للاستديوهات قائلاً: إن مساندة المدينة ل “بوسطة” أثناء عرضه في الإمارات يأتي من منطلق دعم المبدع العربي في كل مكان من أجل مزيد من الفن الراقي، ولذلك تقدم المدينة كل الدعم ل “بوسطة” مداعباً “رغم أنها موديل 43” لكنها قادرة على السير لأن وقودها الحقيقي هو “أملنا في الحياة”.

وقال الممثل اللبناني محمود مبسوط “فهمان” إنه سعيد بالمشاركة في “بوسطة”، وأدهشه هذا الإقبال الكبير عليه في لبنان لأنه يحوي كل مفردات النجاح التي يمكن أن تُعزف عليها سمفونية الفن اللبناني الراقي. وأكد سعادته بوجوده في دبي ضمن فريق الفيلم، متمنياً أن يلقى العمل قبول الجمهور الإماراتي المتذوق للفنون العربية والعاشق للدبكة.

أما عمر راجح أحد أبطال العمل فقال إنه رحب كثيراً بالمشاركة مع المخرج فيليب عرقتنجي في عمل بهذه الضخامة، ويعد علامة بارزة في تاريخ السينما اللبنانية، وأضاف انه لم يكن يمثل شخصية في العمل قدر تمثيله لذاته التي يمكن أن تمثل قطاعاً عريضاً من الشباب اللبناني، مشيراً الى أن اللون الكوميدي الخفيف الذي تسلل الى مشاهد كثيرة في العمل جعل رسالته أكثر وضوحاً وقربه الى الجمهور، كما أنه زاخر بالرموز والأجيال اللبنانية التي تعبر جميعها عن تراث لبنان الفني والحضاري الرائع.

منير ملاعب الذي فجّر وجوده في دور البطولة طاقات جديدة له تضاف الى كونه مخرجاً ومصمماً للرقصات اللبنانية قال إن مشاركته في العمل تأتي إيماناً منه برسالته الواضحة والتي تقول إن القرار بدأ ينسحب من الصفوة السياسية الى الجمهور العادي، وأكد أن خبراته كمخرج ومصمم رقصات أفادته كثيراً في أداء دوره الذي اتسم بالقوة والحركة أيضاً.

وأضاف منير: إن الفيلم أثبت أن النجاح ممكن لأي مشروع سينمائي لبناني بصرف النظر عن جهات التمويل الأجنبية بشرط أن يدرس المشروع الفني جيداً وهذا ما قام به فيليب على مدى أكثر من 4 سنوات.

وشكر نجوم الفيلم السفارة والقنصلية اللبنانية بالإمارات لدورهما في رعاية تقديم الفيلم للجمهور الإماراتي وكذلك مدينة دبي للاستديوهات.

الخليج الإمارتية في 13 مارس 2006

 

سينماتك

 

"الطريق إلى جوانتانامو" فيلم يحاكي الواقع

سعيد أبو معلا

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك