الفنان الكبير يحيى الفخراني له طلة مختلفة علي الشاشة، فهو يحيل الشخصيات التي يجسّدها إلى شخصيات من لحم ودم يصعب نسيانها ويعيش معها الجمهور فترة طويلة حتى يبهرهم بشخصية جديدة. ورغم النجاح الكبير الذي حققته أعماله فإنه لا يعترف بهذا ويرى أن الفنان الذكي هو الذي يبحث عن نجاح جديد ولا يتوقف عن النجاح الذي حققته بعض أعماله. يحيى الفخراني لم يحالفه التوقيت خلال شهر رمضان الماضي عندما قدم مسلسل ''المرسى والبحار'' إلا أن هذا لم يؤثر عليه وعلق على هذا قائلا: من الصعب أن تحقق كل أعمال الفنان النجاح. يحيى الفخراني يستعد خلال الأيام القادمة لتصوير فيلم ''محمد علي'' الذي يعود به للسينما بعد غياب طويل وفي هذا الحوار يتحدث الفخراني لـ ''الوطن'' عن تفاصيل عمله القادم وأشياء أخرى كثيرة.

·     عرض لك خلال شهر رمضان الماضي مسلسل ''المرسى والبحار'' فما الذي جذبك لهذا العمل خصوصاً أنه يغلب عليه الطابع السياسي، وأنت بطبعك تميل إلى الأعمال الاجتماعية والكوميدية؟

- أعيش مع هذا المسلسل قبل تصويره بعامين، فأثناء تصوير مسلسل ''الليل وآخره'' عرض على الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوي فكرة مسلسل ''المرسي والبحار'' وأعجبت بالفكرة جداً والشخصيات والأحداث التي تتناولها، ومع الانتهاء من كتابة كل حلقة جديدة كان يتصل بي ونتناقش في الأحداث، وكنت أتمنى تقديم المسلسل بعد ''الليل وآخره'' إلاّ أن الحلقات لم يكن تم الانتهاء من كتابتها بالكامل، بالإضافة إلى أن عمل ضخم بهذا الحجم كان بحاجة إلى تحضير قبلها بفترة طويلة حتي لا يحدث أي تقصير أثناء التصوير الذي تم في بلاد كثيرة منها المغرب وتركيا واليونان، وهذا العمل أرهقني جداً خلال تصويره الذي تجاوز ستة أشهر.

·         رغم المجهود الكبير الذي بذلته في مسلسل ''المرسى والبحّار'' فإنه لم يحقق النجاح المنتظر فما السبب من وجهة نظرك؟

- كل عمل وله ظروفه، ومن قال إن المسلسل لم يحقق النجاح؟ فكل إنسان يشاهد العمل من وجهة نظره هو، وقد تمسكت بتقديم العمل لأنه يحمل رسالة مهمة وهي تقديم أنفسنا للآخر ليعرفنا علي حقيقتنا وليعرف أننا ندافع عن حقوقنا فقط ولم نكن في يوم من الأيام مغتصبين حق أحد. وأن الصورة التي يروجها الإعلام الغربي حول المسلمين غير حقيقية، وليس كل مسلم أسامة بن لادن أو الزرقاوي. والرسالة التي طرحها المسلسل كان من المهم أن يتم طرحها في هذا الوقت بالذات وربما وصل إلى بعض الناس اعتقاد أن العمل لم يحقق النجاح لأنه كان بعيد عن الكوميديا التي يتنظرها المشاهدين في أعمالي. والعمل حقق نجاحاً كبيراً في البلاد العربية وما يوضع هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية التي تعاقدت على عرضه.

·     مسلسل ''المرسي والبحار'' كان يتناول مرحلة تاريخية بعينها ومسلسل ''عباس الأبيض'' الذي قدمته العام قبل الماضي جسدت خلاله شخصية مدرس تاريخ.. فهل هذه مصادفة أم أنه توجد رسالة أردت توصيلها؟

- هذه مصادفة، وفي الوقت نفسه كنا نقصد البعد السياسي، فالفنانون عليهم مسئولية كبيرة تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه ولابد أن يناقشوا القضايا المطروحة على الساحة لأنهم جزء من هذا الواقع ولا تكفي المشاهدة وحدها.

·         المتتبع لأعمالك خلال الفترة الأخيرة يجد أن المثالية تغلب على أدوارك فهل هذا مقصود؟

- الشخصيات المثالية ليست في صالح الممثل ومصلحته أن يقدم شخصية يشعر الجمهور معها أنها من لحم ودم وأغلب الشخصيات التي جسدتها على الشاشة قابلت نماذج تشبهها في الواقع ولا تعتبر مثالية بقدر أنها شخصيات تحب العطاء. ولابد أن أحب الشخصية التي أقدمها علي الشاشة حتي لو كانت شريرة لأن الشخصية التي أجسدها على الشاشة هي أنا خلال مراحل تحضير وتصوير العمل فلابد أن أتفاعل معها وأعرف عنها كل صغيرة وكبيرة.

·     عندما تقدم أحد الأعمال الدرامية علي الشاشة يشعر المشاهد أن الفنان يحيى الفخراني شخص لا وجود له وأنك أنت الشخصية التي تجسدها وتعيش هذه الشخصية مع الجمهور فترة طويلة.. هل تعاني من الانفصال عن الشخصيات التي تقدمها بسهولة؟

- لابد من الانفصال عن الشخصية لأن هذا تمثيل فلو تقمصت الشخصية بالقدر الذي يجعلني أعيش معها دائما أكون شخص مجنون. ولو عشت مع شخصية ''رحيم المنشاوي'' أو شخصية ''عباس الأبيض'' حتي الآن سوف أصاب بخلل ولا توجد شخصية قدمتها علي الشاشة وعاشت معي لكن لا أنكر أنني تأثرت بكل الأدوار التي قدمتها لأنني عندما أقدم شخصية أعيش معها وأفكر فيها بشكل كبير وأقرأ عنها علي سبيل المثال ''عباس الأبيض'' كان مدرس تاريخ وأنا بطبيعتي أحب قراءة التاريخ لكن عندما قدمت هذه الشخصية أصبحت مهتما بالتاريخ بشكل آخر وهذا أفادني بشكل كبير.

·         أعمالك التلفزيونية تتفوق علي أعمالك السينمائية بمساحة كبيرة. هل هذا الأمر يغضبك أم أنه يحدث عندك نوع من التوازن؟

- هذا يسبب لي نوعا من الراحة، فأعمالي السينمائية بها أكثر من فيلم ضمن أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما، والتلفزيون حالياً هو صاحب الكلمة العليا وتفوق علي السينما بشكل كبير وعودتي للسينما تأتي عندما أجد مستوي إنتاج جيد، وكل العناصر الموجودة تساعدني في أن أقدم فيلم جيد لا يقل عن أعمال التلفزيونية، وإذا لم أجد العمل السينمائي الذي تتوفر فيه عناصر النجاح فلن أوافق لأنني لا يوجد عندي استعداد بالمجازفة بتاريخي.

·     أنت من أوائل الممثلين الذين اتجهوا للتلفزيون في عز نجوميته السينمائية هل هذ كان عن قناعة كاملة أن التلفزيون سيكون صاحب الكلمة العليا لنجوم جيلك؟

- أنا دائما أبحث عن العمل الناجح بعيداً عن المكان الذي سيقدم فيه سواء كان سينما أو تلفزيون أو مسرح أو إذاعة وهذا ذكاء من الممثل. فليس من المعقول تقديم أعمال علي شاشة التلفزيون لمجرد أنه يحظي بمشاهدة عالية والعكس بعيداً عن الاهتمام بالعمل والدور الذي أقدمه.

·         الفنان الحقيقي لا يهتم بمساحة الدور بقدر اهتمامه بما يقوله العمل الذي يقدمه.. هل ما يرضيك ا.دوار البطولة فقط؟

- ليس دائماً، فحجم الدور في ''عباس الأبيض'' أصغر من ''الليل وآخره''، لابد فقط أن تكون شخصية مهمة ومؤثرة، ومن الصعب أن تجد هذه المواصفات بعيداً عن أدوار البطولة الأولى ولا يوجد عندي أي مانع أن أقدم دوراً ثانياً، ولكن المشكلة في وجود هذا الدور وأتذكر أنه في عز نجوميتي السينمائية عرضت علي سهرة تلفزيونية اسمها ''الرهان'' وعندما قرأتها أعجبت بها جداً وقررت تقديمها حتى أن البعض تعجب من هذا إلا أنهم غيّروا موقفهم بعد النجاح الكبير الذي حققته السهرة.

·      تحقيق النجاح على طول الخط يضع الفنان في مأزق تقديم الجديد دائماً وتحقيق النجاح مع كل عمل جديد يدخله.. هل تعاني من هذا؟

- بعد مسلسل ''ليالي الحلمية'' قالوا لي كيف تستطيع أن تقدم نجاحاً أكبر من هذا؟ ولو سمعت هذا الكلام لتوقفت عن العمل وجلست في منزلي وليس من العيب تقديم عمل لا يحقق النجاح وكل النجوم تعرضوا لهذا. وعدم النجاح يعطي قوة لتعويض الفشل ومن المهم أن ينسى الفنان نجاحه ولا يتوقف أمامه.

·         الفنانون الكبار أصحاب البطولات يتدخلون بشدة في كل ما يتعلق بالعمل الذي يشاركون فيه.. هل هذا يكون في صالح العمل؟

- عن نفسي لا أتدخل بالمعني المعروف ولكن أبدي رأيي ويكون هذا بالتشاور مع المؤلف والمخرج، ولكن توجد بعض الأمور أرفضها بشكل مطلق وقاطع لأنني أراها في غير صالح العمل، وهذا من حقي كبطل للعمل.

·     السينما أبقى من التلفزيون، وبعض النجوم الذين ابتعدت عنهم السينما أنتجوا لأنفسهم حتى يعيشوا على الشاشة الكبيرة أطول مدة ممكنة، ألم تفكر في الإنتاج لنفسك؟

- قدمت قبل ذلك فيلم ''مبروك وبلبل'' كمنتج لأن العمل أعجبت به بشكل كبير ولو وجدت عملاً سينمائيا جيداً ولم يتوفر له منتج سأتصدي لهذا، والإنتاج ليس شاغلي الأول لأن عملي هو التمثيل والتركيز في الأدوار التي أقدمها.

·      بعيداً عن السينما والتلفزيون حقق العرض المسرحي ''الملك لير'' نجاحاً كبيراً.. هل كنت تتوقع هذا النجاح خصوصاً أن العرض كان يقدم باللغة العربية؟

- كنت واثقاً أن المسرحية ستحقق النجاح وكنت أشعر بهذا أثناء البروفات. لكن ما لم أكن واثقاً منه هو النجاح الكبير والمدوي الذي جعل الجمهور يطلب إعادة عرض المسرحية أكثر من مرة بالإضافة إلى عرضها في عدد كبير من الدول العربية، وعرض ''الملك لير'' من أفضل ما كتب شكسبير وشخصية ''لير'' حلم كل ممثل لما تقدمه من متعة للفنان أثناء أدائها.

·         خلال مشوارك الفني قدمت الكثير من الأدوار الناجحة، فما أحب أعمالك إليك؟

- عملي الأخير يكون دائماً هو أقرب أعمالي إليّ، وأرفض بشدة مشاهدة أعمالي أثناء عرضها.

·         من المعروف أنك قبل اتجاهك للتمثيل عملت طبيباً، ألا يراودك الحنين لممارسة مهنة الطب؟

- بعد ضحكة طويلة أجاب: لقد عدت بي إلى سنوات جميلة فبعد تخرجي من كلية الطب بفترة قررت التوقف عن ممارسة الطب والتفرغ للفن وترددت كثيراً في اتخاذ هذا القرار ولكنني كنت واثقاً من قدراتي كممثل حتي أن زوجتي لم تعترض علي هذا القرار، وبعد هذه السنوات الطويلة انقطعت علاقتي بالطب حتي عندما أكون مريضاً لا أعرف كيف أُشخّص حالتي وأكتب الدواء المطلوب، وعندما يكون أحد أفراد الأسرة مريضاً تقوم زوجتي بعلاجه، وبين كل فترة وأخري ألتقي بأصدقاء الكلية وهم حالياً أطباء كبار.

·      كل عدة سنوات تحرص على تقديم عمل كوميدي على الشاشة الصغيرة، هل تعتبر هذا استراحة من الأعمال التراجيدية التي تأخذ منك مجهوداً كبيراً؟

- لا أعتبر هذا استراحة، فالأعمال الكوميدية تأخذ مني نفس المجهود الذي أبذله في الأعمال التراجيدية، لأنني لا أظهر في الأعمال الكوميدية لألقي نكاتاً على الشاشة من خلال عمل صارخ.

·         وهل من العيب تقديم عمل كوميدي به (تنكيت) من وجهة نظرك؟

- ليس عيباً، ولكن يجب أن يقدم بشكل جيد، وهذا الأمر صعب لأنه يحتاج إلى تكتيك خاص حيث يوجد فرق كبير بين التهريج والكوميديا، وكتاب الأعمال الكوميدية عددهم قليل جداً.

·     أعمالك الكوميدية التي قدمتها على الشاشة الصغيرة خلال السنوات الماضية لم تحقق النجاح المتوقع مثل مسلسلي ''لمّا التعلب فات'' و''جحا المصري'' هل هذا جعلك حريصاً على التركيز في الأعمال التراجيدية؟

- كل عمل وله ظروفه في العرض وتحقيق النجاح، ومن أقرب أعمالي إلى قلبي مسلسل ''جحا المصري'' وأعتبره عملاً غير مسبوق وقوي، ويحسب للإعلام المصري عرض هذا العمل الذي يتعرض للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

·      على مدى السنوات الماضية لم تتوقف عن الحديث عن مسلسل ''الملك فاروق'' وكل عام تؤجله للعام الذي يليه، فهل انتهي المشروع للأبد؟

- بعد أن ظلت زوجتي الدكتورة لميس جابر تكتب المسلسل على مدى ثماني سنوات وجدنا صعوبة في تقديمه بسبب الظروف الإنتاجية، وهذا ما دفعني لتحويله إلى عمل إذاعي، وأنا على أتم الاستعداد لتقديم العمل إذا توفرت ميزانية الإنتاج، ولكن تواجهني مشكلة السن، لأن عمري أصبح أكبر من الشخصية.

·     تستعد خلال الفترة المقبلة لتجسيد شخصية ''محمد علي'' مؤسس مصر الحديثة على شاشة السينما، فما هو استعدادك لهذه الشخصية؟

- منذ سنوات طويلة وأنا أحلم بتجسيد شخصية محمد علي، وكان من المفترض أن يحدث هذا قبل عدة سنوات من خلال التلفزيون، إلا أن الظروف الإنتاجية حالت دون ذلك، ويعتبر فيلم ''محمد علي'' أول عمل سينمائي يدور حول شخصية محمد علي والدور الكبير الذي قام به في تحديث مصر. وقد وضعت ميزانية ٠٤ مليون جنيه لهذا العمل، وهو تأليف زوجتي الدكتورة لميس جابر وإخراج السوري حاتم علي، ويجري حالياً ترشيح باقي أبطال العمل.

الوطن البحرينية في 13 مارس 2006

 

الأضخم والأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية

فيلم مصري عن "المسيح" سيكون أول وآخرعمل فني لبعض أبطاله 

دبي - العربية.نت: تستعد السينما المصرية لإنتاج أول فيلم روائي مصري عن السيد المسيح بميزانية من المقدر أن تصل إلى 50 مليون جنيه ليكون بذلك الأضخم إنتاجيا في تاريخ السينما حيث سيشارك فيه أكثر من 750 ممثل وممثلة، وقال منتج الفيلم محمد عشوب أن الاسم المبدئي للفيلم سيكون "حياة وآلام السيد المسيح"، وأوضح أن الفنانة إسعاد يونس مسؤولة التوزيع والمشاركة في تمويله، كما تم إسناد كتابة السيناريو لفايز غالي ورشخ سمير سيف لإخراجه.

وبحسب جريدة "المصري اليوم"، تم الاتفاق على أن تكون الوجوه التي ستؤدي أدوار السيد المسيح والسيدة مريم ويوسف النجار من الوجوه الجديدة، وسيتم الاشتراط على أولئك الممثلين أن يؤدوا أي دور بعد هذا الفيلم "احتراما لقدسية تلك الشخصيات"، وسيتم اختيار الأبطال الرئيسيين من الطائفة الأرثوذكسية "احتراما لمشاعر المسيحيين".

وأوضح عشوب أن بقية الممثلين سيكونون من المحترفين الجدد والقدامي، وستبدأ الترشيحات عقب انتهاء فايز غالي من كتابة السيناريو، "أما الشخصيات الثلاث الرئيسية فسيتم تنظيم مسابقة لاختيارهم وستضم لجنة التحكيم وفداً من الكنيسة الأرثوذوكسية" بالإضافة بعض أعضاء فريق العمل من الإنتاج والتصوير والإخراج.

منتجو الفيلم مسلمون

وأشار عشوب إلى أن منتجي وممولي الفيلم مسلمون، بينما الصناع والممثلون الرئيسيون فيه مسيحيون وهذا أكبر دليل على الوحدة الوطنية. ونوه إلى أن فكرة الفيلم في ذهنه منذ سبع سنوات، لكنه لم يستطع وقتها أن يعلن عنها لعدة أسباب أهمها أن مناخ حرية الإبداع لم يكن مواتياً لخروج فكرة جريئة مثل هذه، كما أن الإمكانات المادية لم تكن كافية، لأن فيلماً بهذا الحجم يصعب على منتج واحد إنتاجه، وقد تلقينا عروضاً من منتجين آخرين للمشاركة في الإنتاج.

أما الفنانة إسعاد يونس التي تشارك في تمويل الفيلم وتتولي مسؤولية توزيعه، فقد أوضحت أن هدفها الأول من الفيلم هو رسالته الثقافية، وهو رد فعل منطقي لأزمة الرسوم المسيئة، لنثبت للعالم أننا لسنا عنصريين أو متطرفين بل على العكس نشارك معاً"مسلمين ومسيحيين".

وأشارت إسعاد إلى أن موعد بدء التصوير لن يكون قبل منتصف العام المقبل، لأن فيلماً بهذا الحجم يحتاج إلى فترة تحضير كافية.

السيناريست فايز غالي أعلن أنه بدأ فعليا في كتابة سيناريو الفيلم، والذي بناه على المعالجة التفصيلية التي قدمها للرقابة، وقد اعتمد غالي في كتابة فيلمه على مصدرين رئيسيين هما الكتاب المقدس ـ العهد الجديد ـ بأناجيله الأربعة يوحنا، متى، لوقا، مرقص، والمصدر الثاني هو كتاب (السنكسار) وهو كتاب قامت الكنيسة الأرثوذوكسية بتجميعه وتوثيقه من المخطوطات والبرديات الموجودة فيها منذ القرنين الأول والثاني الميلاديين، واعترف غالي بأنه يكتب الفيلم من وحي مذهبه الذي يؤمن به "برغم أن الفيلم سيكون رسالة تتفق مع كل المذاهب والأديان".

واستبعد غالي أن يثير الفيلم غضب الطائفة الكاثوليكية مؤكداً أن الأرثوذوكس لم يعترضوا على فيلم ميل جيبسون، بينما توقع أن يثير غضب اليهود، لأنه سيثير قضية حقيقية ثابتة تاريخياً هي أنهم اضطهدوا المسيح وصلبوه، وبالتالي فقد يتهم اليهود الفيلم بأنه معادٍ للسامية.

الكنيسة الأرثوذوكسية تطلب موافقتها

وحول رأي الكنيسة الأرثوذوكسية في مشروع فيلم المسيح طالب القمص مرقس عزيز راعي الكنيسة المعلقة بعرض سيناريو الفيلم على قيادة الكنيسة قبل البدء في إنتاجه، تجنباً لحدوث مشكلات، وأكد أن الأقباط سيتصدون لهذا الفيلم ما لم يأخذ موافقة الكنيسة التي يسعدها إنتاج فيلم عن حياة السيد المسيح.

وقال: "حياة السيد المسيح مدونة في الكتاب المقدس، ومن يرد أن يتناولها يجب ألا يختلف تناوله لها عما ورد في الكتاب المقدس، وأن يعلن منذ البداية أن الفيلم لا يصور حقيقة حياة السيد المسيح".

من جانبه رفض الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية أي رقابة سابقة على الفيلم، مؤكداً أن منتجي الفيلم إذا أرادوا الاسترشاد بالكنيسة فهذا قرار يخصهم، أما فكرة عرض الأعمال الفنية والأدبية على الأزهر والكنيسة فهي أمر مرفوض، لأنه يمثل وصاية على الفكر.

وأوضح البياضي أنه إذ يقف في صف عدم فرض قيود على الفن، فإنه في الوقت ذاته يطالب من يتناولون مثل تلك الأعمال بالالتزام، وأكد البياضي أن الخطوط الحمراء في مثل هذه الأفلام والتي ستدفع إلى اللجوء إلى القضاء هي المساس بلاهوت السيد المسيح، أو بميلاده العذراوي أو الصلب أو القيامة.

وانتقد البياضي تصريح السيناريست فايز غالي بأنه سيقدم الفيلم من منظور أرثوذوكسي، مؤكداً أن قصة السيد المسيح ليس فيها منظور أرثوذوكسي أو غير أرثوذوكسي.

العربية نت في 13 مارس 2006

اعتبر نجاحه في لبنان قفزاً على الطائفية

فيليب عرقتنجي: "بوسطة" يعزف على حب اللبنانيين للحياة

حوار: أحمد شلبي 

حرص المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي على أن يكتب عن فيلمه “بوسطة” انه “إنتاج لبناني 100%” ربما ليبعث برسالة خاصة الى الجمهور العربي مفادها أنه لم يحركه سوى الهم الوطني والهوية الفنية العربية. وقدم عرقتنجي فيلماً بلغت تكلفة إنتاجه مليوناً ومائتي ألف دولار ويعتبر ظاهرة لبنانية لسينما ما بعد الحرب.

الفيلم استعراضي في المقام الأول، لكنه يحمل النكهة السياسية اللبنانية ويضيء الطريق أمام السينمائيين اللبنانيين ليقدموا المزيد من هذا اللون الذي يلتصق بالجمهور ويعيش آماله وآلامه ببساطة وخفة الذوق العربي اللبناني المتفرد. وهكذا كانت مغامرة فيليب بتقديم “بوسطة” وجاءت النتائج رائعة على المستوى اللبناني بالنسبة للجمهور والنقاد، إذ وصل عدد مشاهديه الى 30 ألف مشاهد خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلبنان فقط، وأشادت به الصحافة الفنية معتبرة إياه بداية طريق السينما اللبنانية الحديثة.

وسيبدأ عرض الفيلم بدبي بعد غد الأربعاء في أول محطة ل “بوسطة”، وهي المرادف المحلي اللبناني لكلمة حافلة. وفي عرض خاص للصحافيين وبعضهم شاهد العمل قبل ذلك أثناء مشاركته في مهرجان دبي السينمائي الدولي استمتع الجميع “بالدبكة” اللبنانية وهي تتفاعل مع مفردات المجتمع اللبناني المنهك من مرحلة الحرب والطامح للحظة تعود فيها الدنيا لسابق عهدها وألقها، فنجد كمال الذي يعود من فرنسا الى لبنان بعد غيبة استمرت 15 عاماً وليس له من هدف سوى إعادة بناء فريق الدبكة الخاص به مع إضافة نكهة غربية على “تيمة” الدبكة التقليدية المعروفة، وعندما يتهمونه بتدمير ما بقي للبنان من تراث يبدؤون جميعاً في إصلاح “البوسطة” المدرسية ويطوفون بها لبنان بقراه وضيعاته، كل منهم يكتشف نفسه ويجدد أفكاره ويعيد الى ذاته عشق اللبنانيين المعروف للحياة واستمتاعهم بها. ولم ينس فيليب أن يبعث برسالة الى الجمهور أن عمله يحترم التاريخ والأصالة، فنجد “صباح” مع أغنية للدبكة بالفرنسية أنتجت عام 1963 ليقول: “إن التجديد يتم منذ زمن بعيد وليس هو من ابتدعه”.

الفيلم في مجمله ممتع ويعيدنا الى الأفلام الاستعراضية الكبيرة وإن شابه استخدام بعض الكلمات التي تخدش الحياء في عدد قليل من مشاهده، لكن هذا لا يؤثر في البنية الدرامية للعمل.

ويقول فيليب عرقتنجي صاحب القصة ومخرج ومنتج العمل في حوار خاص مع “الخليج”: أعتقد أن النجاح الذي تحقق للعمل وجعله يتفوق على معظم، بل كل أفلام هوليوود المعروضة في لبنان، أنه لم يستخدم اللغة الزاعقة في الحوار والمشاهد، بل لعب على عشق الإنسان اللبناني للحياة وحبه لها، ورغبته في إيجاد أمل يعيش من أجله. كما أن العمل يحمل العديد من الرؤى التي يمكن أن تنال إعجاب الجمهور على اختلاف ثقافته، باختصار الفيلم رسالة للوحدة بعيداً عن أي طائفية أو جنس.

وعن رسالة الفيلم للسياسيين ورجال الحكم في لبنان الآن يقول فيليب: أعتقد أن رسالة “بوسطة” الى الجمهور وصلت بدليل الإقبال الشديد عليه وعلى صناع السياسة أن يسموا فوق الفرد الى سماء لبنان الواحد، ويعرفوا أن الأجيال المقبلة لا تبحث عن أزمات جديدة، إنما تريد الحياة والبناء والحب.

وعن المشكلات التي واجهته يؤكد فيليب أنه عرض قصة الفيلم على العديد من شركات الإنتاج الغربية لكنها رفضت إنتاجه، ومع إصراره على أن يرى “بوسطة” النور أسهم في إنتاج الفيلم 26 ممولاً كل منهم أسهم بما يستطيعه في مغامرة من أجل المستقبل ونجحت.

وعن اختياره لفريق الفيلم يؤكد أن كلاً منهم مثّل نفسه وحلمه داخل العمل، ويعتقد أنهم وظفوا بشكل جيد كفريق يعزف لحناً واحداً، مضيفاً أن عمله يعد أول عمل سينمائي موسيقي ضخم بعد الحرب، وأنه يمثل ظاهرة حقيقية في الحياة الفنية بلبنان عامي 2005 و2006.

وعن طموحاته بعرض الفيلم بالدول العربية يوضح أن دبي هي المحطة الأولى لما لها من دور مهم الآن في عالم الفن والاقتصاد، كما أنها تزخر بكل الجنسيات العربية ناهيك عن اللبنانيين وتمنى أن يحظى العمل بمشاهدة الجميع.

وعن عرض “بوسطة” في مصر يقول فيليب: “أمنيتي أن يشاهده الجمهور المصري الذي يملك ذائقة سينمائية جيدة ويعرف الكثير عن الدبكة وموسيقاها، وهناك بعض الاتصالات التي تتم حالياً لعرضه هناك”.

وعن وجود الفنانة صباح في الفيلم وإن كان ذلك من أجل الدعاية يعتبر فيليب أنها رمز لبناني وقيمة فنية كبيرة، معبراً عن سعادته بوجودها في “بوسطة”.

كما يعتبر أن أغنيتها من أبلغ رسائل العمل ككل وليس فقط من أجل الدعاية، مؤكداً وجود أغنيات لفيروز التي لها مع تاريخ الدبكة فصول مضيئة.

وعن التجديد أو التطوير وعلاقته بتشويه الأصالة في ما يخص “الدبكة” يرى فيليب أن رسالة الفيلم ليست تطوير الدبكة، وإنما دعوة الى الرقص على الجرح ورسم صورة مضيئة للمستقبل من خلال العقل اللبناني الذي تعد الدبكة أحد مفرداته الحياتية.

وعما يعنيه حضور هذا العدد الضخم من الجماهير للفيلم في ظروف لبنان الحالية يؤكد المخرج أن ذلك ليس علامة فقط على النجاح، ولكن إشارة الى رغبة اللبنانيين جميعاً في القفز على آلامهم وطائفيتهم أياً كانت توجهات هذه الجماهير.

الخليج الإماراتية في 13 مارس 2006

 

لغة بصرية بمستوى عالمي تدوّن لحظات الدمع والفرح

«بوسطة» فيليب عرقتنجي وطن على أربع عجلات

حسين قطايا: 

قليلة هي الأفلام العربية التي استطاعت أن تشد إليها المشاهد المحلي (العربي) قبل أن تستطيع أن تلفت الآخر الأجنبي. ففي تاريخ السينمات العربية إنتاجات كثيرة لا يمكن أن يخرج منها ما له علاقة بالفن السابع سوى الشيء الضئيل.

وكما هي السينما العربية تعاني بنسب مختلفة من شح في الإنتاجات الجيدة لأسباب كثيرة، كذلك هي السينما اللبنانية على طوال تاريخها لم تستطع إلى حد كبير أن تثبت نفسها أو أن تجد لها مكاناً في مساحات الفن البصري السينمائي.وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر علامات جديدة في السينما اللبنانية أدهشت المتابعين لغناها الفني والتقني، فبرز أسد فولادكار في «لما حكيت مريم» وزياد دويري في «غرب بيروت»، ليلمع بعدهما فيليب عرقتنجي في فيلمه الطويل الأول «بوسطة» الذي يبدأ عرضه بعد يومين في الصالات المحلية.

وقد أقيم أمس في صالة سينما «سيني ستار» في «مول الإمارات» عرض خاص للاعلاميين والشخصيات الاجتماعية لفيلم «البوسطة» بدعوة من القنصلية اللبنانية العامة في دبي والإمارات الشمالية ومدينة دبي للاستوديوهات.

يستخدم مخرج فيلم «بوسطة» فيليب عرقتنجي حكاية الفيلم ذريعة ليصوّر ما هو أبعد من المروي، الذي يبدو بسيطاً للوهلة الأولى. ويختار مقدمة قوية وموحية لفيلمه، فنرى زحمة سير، وسيارات من كل الأنواع، يقودها أناس من أعمار وجنسيات مختلفة، سيارات بعضها حديث.

وأخرى قديمة، تذكر بزمن الحرب الأهلية اللبنانية، في المشهد المألوف آنذاك بأن تحمل السيارات على سطوحها فراشاً لمهجرين من منطقة إلى أخرى.

نكتشف أن مسبب الزحمة هي «بوسطة» قديمة صبغت حديثاً باللون الأحمر وزينت بأسلوب تشكيلي. ركابها عبارة عن فرقة دبكة يريدون التوجه إلى بلدة جبلية حيث مسابقة رقص تنافسية.

بطارية السيارة معطوبة، يتبول السائق فيها، كي يصلحها، تحت وابل الصراخ والشتائم لمن ضجر الانتظار. فجأة على الطريق المعاكس تتقدم أربع دراجات شرطة بأسلوب استعراضي وخلفها سيارات توضح أن الموكب لمسؤول سياسي، يمر وسط التفاتات كل من في الشارع، أو على شرفة منزله، ويسود الصمت وتنتهي المقدمة، ليبدأ الفيلم من جملة قبل ثلاثة أسابيع.

فيظهر «كمال» الممثل رودني الحداد العائد من المهجر إلى بلده الأصلي، محاولاً تجميع أعضاء فرقته الراقصة القديمة من جديد، فينجح، لكن الفرقة ترفض لأن رئيسها يتعرض لتهمة هدم «التراث» كونه أضاف على رقصة «الدبكة» المعروفة على «التكنو».

هذه الحكاية البسيطة لا تلبث أن تكشف ما هو أعمق بكثير من السطح. فالشخصيات اللبنانية التي تتحرك في مساحة الكادر وفي «الباص» رمز الوطن الذي يبدو مجتمعاً متشظياً، بين التراث والحديث، وبين الذكر والأنثى وبين القاعد في الوطن والمهاجر، وبين المرأة والمرأة، وبين الذات والموضوع، والذات والذات.

وبين عناصر القوة وعناصر الضعف، الحالي والماضي، كل هذا في بوتقة واحدة، وضمن سياق استعراضي غنائي موسيقي درامي يتآلف أمام مشاهد الفيلم في اللحظة نفسها لتوليد الصورة.

بالطبع الانفصام سيد اللعبة، ولا يغيب على طوال عرض الشريط فيوظف عرقتنجي كل تفاصيل الحكاية والسرد مع التوازن اللوني للصوري المتناقض والمتجاور في آن، ليصنع منها جميعاً لغة رمزية بصرية من طراز فريد، يذكرك بأساليب مخرجين من أمثال الإنجليزي ديفيد لين.

وهنا ليس من وجه للتشابه بمعنى التأثر أو النمط بقدر ما هو تشبيه لمستوى نص بصري بآخر. يفاجئ المشاهد لأنه مستوى لم نتعود عليه في السينما العربية.

فالمخرج فيليب عرقتنجي في عمله البكر لا يدّعي بقدر ما يعمل، ولا يستخدم رموزاً بشكل تقليدي، وهو يتيح لمشاهد عمله أن يشارك فيه بأن تكون له قراءته الخاصة، التي قد تكون متناقضة وهذا بحد ذاته إنجاز مهم يتساوى مع تناقضات الفيلم الكثيرة.

وهو وظف كل العناصر التقنية والفنية من دون أي مجانيات لا ضرورة لها ولا يحتاجها العمل. ويبدو هذا واضحاً في مونتاج الفيلم الذي انتقل من مشهد إلى مشهد كأنه طيف مع حركة للكاميرا منسجمة مع روحية السيناريو المتغول تماماً. أدار التصوير غار تورنبل.

بميزانية محدودة، أنتج عرقتنجي شريطه الممتاز، ولأول مرة يستطيع المشاهد تحمل اللكنة اللبنانية في عمل سينمائي، فبدت لغة ميسرة بين لكنات عدة رائجة في لبنان.

وأدار ممثليه بدقة مع ان أكثرهم غير محترف العمل في السينما، فكانوا جميعاً مذهلين ومنسجمين مع خطة المخرج، بداية مع رودني الحداد الشخصية الرئيسية في الفيلم إلى الممثلة .

والمخرجة نادين لبكي التي فاجأتني بدقة الأداء البسيط التعبيري في شخصية «عليا» التي تقاسمت في هذا الدور مع «مستر نعيم» الشهير بشخصية «فهمان» الكوميدية الممثل محمود بسيط مساحة الضمير المستتر الذي يحافظ على «الوطن»، ومنير ملاعب في شخصية توفيق كوريفرافير وموهوب في التمثيل أيضا.

وزميلا مهنته عمر راجح وخليل بشارة عطاالله اللذان عرفا كيف يكونان جزءاً صلباً من «البوسطة». وبمستوى ليس أقل ليليان نمري في دور «ارزة» وهي تتمتع بموهبة أكيدة وخفة ظل حقيقي. «بوسطة» فيلم بلغة بصرية عالمية تجمع لحظة الدمع والفرح.

البيان الإماراتية في 13 مارس 2006

 

سينماتك

 

الــــفــنــــان الـــكـــبـــير يــحــيــــــى الــــفـــــخــــــرانــــــــــــي لـــــــــــ» الوطن «:

«الملك فاروق» فشل إنتاجياً.. ولذا سأقدّم »مـــــــحــمــد علي« سينمائياً

حاوره في القاهرة عصام الدين راضي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك