"كل فن يقوم على تفاصيل منتقاة، إما متخيلة وإما تقطيراً للواقع."
(ترومان كابوتي)

تضمن الموسم السينمائي هذا العام مجموعة من افلام "البيوغرافيا" او السيرة الذاتية أبرزها اثنان: Walk the Line وCapote. ويمكننا اضافة ثالث هو Good Night and Good Luck. الذي يتناول على نطاق أضيق مرحلة قصيرة من حياة الصحافي ادوارد مورو. يتشارك الأخيران ببعض التفاصيل كاختيار مرحلة محددة في حياة شخصيتيه والضرب على أسئلة تتعلق بمهنة الصحافة وبالاعلام. ويتقاسمان نظرة لا تخلو من الفانتازيا إلى اميركا الخمسينات والستينات حيث كان الوعي بالقضايا الانسانية والعامة في أوجه وكذلك إحساس الفرد بالمسؤولية تجاهها. وبالمقارنة بين Capote(إخراج بينيت ميللر) وWalk the Line (عن حياة المغني جوني كاش) وعلى الرغم من تباعدهما الدرامي والفني والسردي، يتضح فارق أساسي ربما ينسحب على معظم أفلام السيرة بالمقارنة مع Capote الخاص والفريد. بينما تسود معظم افلام السيرة النبرة الاحتفالية بشخصياتها، ينأى Capote بنفسه عن أية جهود من ذلك النوع. وفي حين يقوم السواد الأعظم من تلك الافلام بسلوك طريق نحو السلام الداخلي لشخصياته، يقود Capote شخصيته في رحلة معاكسة باتجاه تفجر شياطينه الداخلية.


***

في الصميم، Capote فيلم "مخادع". يقودك بادىء ذي بدء إلى الاعتقاد بأن تجسيد الممثل فيليب سيمور هوفمن لشخصية الكاتب الأميركي ترومن كابوتي هو أقصى انجازاته. بنبرته الطفولية ولفظه غير المكتمل وتأنيه المثير في اتقان مخارج الحروف كأنه على وشك ان يتلفظ بما هو ثمين في كل لحظة. يمنح هوفمن "كابوتي" ذلك التفرد السلوكي الذي يجعل منه "فرجة" في اوساط المجتمع النيويوركي المخملي. ولكنه يوازن تلك الغرابة بثقة مطلقة في النفس تحوله النجم والمتحدث الاساسي والضاحك الاول على نكاته من دون ان يبدو للحظة انه يستجدي انتباه الآخرين. انه تجسيد بصري نادر حيث يلامس الأداء التمثيلي الرسم او النحت الذي يختزل الكثير. يعلمنا اداء هوفمن بالكثير عن شخصية "كابوتي". فهذا الحضور الطاغي لشخصية غير تقليدية لا بد من انه استلزم الكثير من القسوة على الذات وبمقدار موازٍ الحرية مع الذات. ولعل معرفة ان كتابه الاول "اصوات أخرى، غرف أخرى" الصادر عام 1948 عالج موضوع العلاقات المثلية بحرية وانفتاح هو أكبر دليل على ان الرجل حقق تحرره الذاتي مبكراً بعيد طفولته الصعبة التي كان فيها منسياً ووحيداً. ليس مبالغاً القول ان اداء هوفمن يختزن تلك التجربة منذ البداية حتى قبل ان يلمح الكاتب اليها. اذاً هو ليس فقط اداءً جيداً وليس فقط اختياراً موفقاً للممثل... إنه أبعد من ذلك بكثير. أداء يقوم على "الخبث". خبث الاطراف كافة.

بعد تلك الافتتاحية التي تقدم شخصية "كابوتي" ككاتب مرموق ومحيطه النخبوي، يقودنا الفيلم إلى اعتقاد آخر هو انه سينقل اهتمامه إلى حادثة قتل عائلة من أربعة أفراد هم "آل كلاتر" في كانساس. تحرك الجريمة "كابوتي" فيقرر اقتفاء اثرها بالذهاب إلى البلدة التي شهدت الجريمة. ولكن مرة أخرى يتضح ان ليس هذا موضوع الفيلم لأن اهتمام "كابوتي" بالجريمة ليس نابعاً من موقع أخلاقي او ضميري وانما من احتمال ان تكون مادة لرواية ثورية في عالم الأدب. وتأتي نقطة التحول الثانية عندما يقابل "كابوتي" القاتلين ليبدو وكأن الفيلم قد استقر على سكته ولكنه لا يلبث ان يطيح بذلك الخيار الدرامي الأخير كخط سردي اساسي.

ينسحب "الخبث" في أداء هوفمن على الفيلم برمته. فلا الفيلم يفصح عما يعتمل داخل "كابوتي" ولا الاخير يتحرك بموجب بوصلة أخلاقية توجه سلوكه. كل ذلك وسط صمت وتكتم ليصل الفيلم إلى التماهي مع عنوان رواية "كابوتي"، جوهر الفيلم، "بدم بارد". بمعنى آخر، يصوغ الفيلم أحداثه بدم بارد، متبعاً اسلوب الكاتب نفسه في توليف روايته، تاركاً للمشاهد ان يكتشف ما الذي يريد قوله.

أداء "خبيث"

مع نفاد الخيارات الدرامية المباشرة لسرد حياة "كابوتي"، يبقي الفيلم على "كابوتي" فقط. هكذا تتحول الشخصية بتحولاتها الداخلية محور الأحداث وهو ما تحاول افلام كثيرة أخرى ان تحققه ولكنها تنتهي إلى الكلام أكثر منه إلى الفعل. هكذا ايضاً يخلق الفيلم صورة غامضة لكابوتي مفتوحة على الاحتمالات اللامتناهية من دون ان يحمل ادنى "ذنب" تجاه التوضيح او الاجابة. عندما يصل "كابوتي" برفقة صديقته الكاتبة نيل هاربر لي (كاثرين كينير) إلى بلدة "هولكومب" بحجة كتابة موضوع لصحيفة "نيويورك تايمز" عن الجريمة، يبادر الكاتب إلى تأكيد المسؤول عن التحقيق على انه "لا يهمني ان عثرتم على الفاعل ام لا". لا يدرك المشاهد مدى جدية "كابوتي" في ذلك الا بعد مرور الجزء الأكبر من الأحداث بل ربما بعتقد بأنه مجرد ادعاء ليتمكن من الحصول على مقابلة مع رئيس قسم الشرطة. ولكن الصورة تتضح ببطء من تجاور الأحداث الصغرى. لقد كان "كابوتي" مهتماً بتتبع آثار الجريمة على البلدة الهادئة. وعلى الرغم من ان تلك الفكرة لم تتوضح ابداً (ما الذي يعنيه رصد تأثير الجريمة على المجتمع؟ هل يقصد العنف او الخوف الجماعي او ...). ولكن الكاتب يجد نفسه منجرفاً وراء القاتلين، او الأخرى وراء أحدهما. هل يعني ذلك انه عاد عن فكرته الاولى بأنه لا يهتم بمعرفة الفاعل؟ غالب الظن ان ما جذب "كابوتي" إلى "بيري سميث" (أحد القاتلين)، هو ما لمسه فيه من شبه به. لا يقول الفيلم ذلك في اية لحظة. ولكن لبرهة يبدو "بيري" بالجهد الواضح الذي يحاول بذله في استخدام اسلوب كلامي خاص، يبدو وكأنه "كابوتي" في محاولاته الاولى للخروج من عزلة الطفولة وعقدة الشخصية الغرائبية. في تعبيره الاول عن اهتمامه ببيري، يلتفت "كابوتي" إلى "نيل" مستغرباً تلفظ "بيري" بكلمة فصيحة لوصف موقفه من الدفاع عن النفس. لقد استشعر "كابوتي" من خلال تجربته الشخصية بأن سلوك "بيري" الظاهر انما يخفي وراءه الكثير. يرتقي الفيلم هنا من مستوى السرد والتعبير المباشرين إلى الاضاءة على فكرة جوهرية تطاول افلام السيرة الذاتية والشخصيات المشهورة. انها التلقائية التي يتغنى بها كثيرون في تقويم المشاهير والتي ترافق معظم الاحياءات السينمائية لهم. ولكن "كابوتي" بعيد كل البعد عن التلقائية وكذلك "بيري". كلاهما صاحب سلوك مركب ومحسوب يشير إلى جهد صاحبه في عجنه قبل اخراجه على الملأ. اللقاء بين "كابوتي" و"بيري" هو البداية الفعلية للفيلم. انه اشبه بلقاء بين اثنين يعتقد كل منهما انه قادر على أسر الآخر بيسر. يقارب "كابوتي" "بيري" بتعليق عادي كأنه ينتشله من محيطه وظروفه. يفاجئه الأخير برغبته في الكلام. "بيري" يرسم طوال الوقت في قاعة المحكمة وفي الزنزانة. "كابوتي" كان يكتب طوال الوقت عندما كان طفلاً. اوجه الشبه كثيرة لدرجة انها تقود "كابوتي" إلى القول: "لكأننا تربينا في بيت واحد خلا انني في أحد الصباحات خرجت من الباب الامامي وخرج هو من الباب الخلفي."

دوافع كابوتي

ما الذي كان يدور في ذهن "كابوتي" عندما قرر ان يعين محامياً لبيري لنقض حكم الاعدام؟ سؤال يبقى معلقاً من دون اجابة وبقصد من صناع الفيلم. هل كان يقوم بالمحاولة الاخيرة لانقاذ شاب وقع في غرامه (معروف انه كان مثلياً)؟ ام انه اراد ان يبقيه حياً إلى ان ينهي كتابه؟ ام انها مجرد مساعدة لشاب كان يمكن ان يكونه لو لم يرتب له القدر شيئاً آخر؟ يحلو لكثيرين ان يصطفوا الاحتمال الثاني كدافع أكيد وربما وحيد خلف مساعدة "كابوتي" لبيري لاسيما ان التلميحات الحوارية كثيرة إلى ذلك منها ما يقوله لهاربر من ان بيري "منجم ذهب" وانه "عندما أفكر كم سيكون الكتاب جيداً أعجز عن التنفس." ولعل نهايات الكاتب تعزز ذلك الاحتمال. انما ثمة اشارات أخرى تبقي الاحتمالين الآخرين حاضرين. فهو لا يجيب ابداً عما اذا كان وقع في حب "بيري". وعندما يسأله المحقق في الجريمة عما اذا كان عنوان "بدم بارد" يصف الجريمة او اسلوبه في كتابتها، يعجز عن الاجابة ولكن السؤال يصبح مفصلياً واساسياً في الكشف عن شخصية "كابوتي". لعله هنا تحديداً ينصهر الفيلم في بوتقة واحدة تستلهم عنوان الرواية "بدم بارد". هل الجريمة ارتُكبت بدم بارد ام ان الكاتب يؤلف روايته بدم بارد مستغلاً ضعف القاتل وتعلقه بقشة خلاص؟ أم هو الفيلم يرسم شخصية "كابوتي" بدم بارد كاشفاً ببطء عن خباياه؟

عندما يصل الفيلم إلى نقطة الكشف عن نوايا "كابوتي" يشعر المشاهد بانه تعرض للضربة القاضية بدون تمهيد. هكذا ينقلب "كابوتي" من رجل حساس يجيد التواصل الانساني إلى آمر السجن الذي لا يتوانى عن رسم الحدود بينه وبين سجينه بكلمة ويدير ظهره عارفاً بأن لا غنى لسجينه عنه. ولكن ما يترك الباب مفتوحاً امام تأويلات أخرى هو تدهور أحوال "كابوتي" على أثر ذلك. تفيد المعلومات التي تظهر مكتوبة على الشاشة بعد نهاية الأحداث ان الكاتب تحول مدمناً وسكيراً ولم يصدر كتاباً بعد "بدم بارد". لماذا؟ هل أدرك فجأة انه قام بإغواء ضحيته بامكانية الحياة ليستغلها فقط لكتابه؟ ام انه بمعايشته "بيري" استعاد طفولته مسقطاً القناع الاولي الذي ظهر به واثقاً وحاضراً بقوة في مجتمع غريب عنه؟

ان سلوك "كابوتي" ينطوي على طموح كبير وتصميم أكبر على إنجاز شيء. من هنا وفي خطوة تُحسب لمخرجه، ينفي الفيلم عن "كابوتي" صفة البطل الذي يخوض غمار تجربة ابداعية فريدة ليقترب أكثر من تركيبة الشرير الشكسبيري الوصولي الذي يبني شهرته الادبية على حيوات محطمة. هكذا يكتسب مشهد فتحه التوابيت على جثث "آل كلاتر" بعداً رمزياً يختزل رحلته بين أنقاض الحياة للوصول إلى مبتغاه ليكتشف ان ما تحول اليه هو انقاض ايضاً.

كما في شريط كلوني Good Night, and Good Luck.، لا تُثار الأسئلة الكبيرة على السطح وانما بشكل يترك النهايات مفتوحة. فالسؤال عن أخلاقية ما فعله "كابوتي" يلقي بظلاله في النهاية التي تستعير من التراجيديا اليونانية لعنتها التي تلاحق البطل. هل كان طموح "كابوتي" ورؤيته النفاذة وايمانه بعمله اللعنة التي ستضع حداً لكل ذلك؟

ان النهاية التي وصل اليها الكاتب هي تجسد لانهيار داخلي، ربما تتعدد أسبابه. ولعل ما يُعرف عن تجربته غير المكتملة بعد "بدم بارد" والتي لم يأتِ الفيلم على ذكرها تشير إلى هوس كابوتي الذي تحول مرضاً. فالمعروف انه بدأ تأليف رواية في عنوان Answered Prayers او "صلوات مستجابة" ونشر فصلين منها في مجلة "ايسكواير" ولكنها أثارت حفيظة كثيرين وهوجمت بسبب ارتكازها على تجارب اصدقائه مما دفع أحدهم إلى القول "انه يكنب ما يعرفه عن الاشخاص سوى انه لم ينتظر موتهم قبل ان يفعل ذلك." اذاً، لقد انسحب "كابوتي" في دوار الواقع والأدب المنقول عنه مسقطاً "أخلاقيات" المهنة. ان هذا الخط الدقيق الفاصل بين ما هو مسموح وغير مسموح او اخلاقي وغير اخلاقي انما هو عالم برمته يتحرك بقوانين ورقابة ذاتية و..و.. بالنسبة إلى "كابوتي" لم يكن التحرك ضمن تلك الخطوط الثابتة ممكناً لأنه كان مفتوناً بالسلوك الانساني الذي جرفه بعيداً بعيداً في تجربة مفتوحة النهايات والاحتمالات من ضمنها نهايته.

ولكن بعيداً من الفيلم، ثمة تفاصيل لافتة في عمل كابوتي الادبي "بدم بارد". فضلاً عن انه أعاد إحياء النهج الواقعي والطبيعي الذي ظهر في المسرح في القرن التاسع عشر وصنع ادباً من اللاأدب وهو ما فسره في وصفه لكتابه: "سعيت إلى إنجاز رواية صحفية، شيء على مقياس كبير، يمتاز بمصداقية الحقيقة، نباهة الفيلم، عمق النثر وتفلته، ودقة الشعر."... إلى كل ذلك، ترك كابوتي أثراً من حيث تشريعه الفضول وأنسنته تجاه العنف والجريمة. اليوم تقتات ثقافتنا لاسيما البصرية على هذا النوع من الفضول وتزداد مصداقية كلما دنت من مكونات السلوك العنيف والاجرامي لعل جملة "كابوتي" إلى "نيل" تفسر بعض الشيء ذلك التحول الحاصل بين الخمسينات واليوم: "هناك عالمان في هذه البلدة: الحياة المحافظة والساكنة وحياة هذين الرجلين (القاتلين) العنيفة. في تلك الليلة (ليلة الجريمة) التقى العالمان." لم يكن "كابوتي" ليعرف ان هذين العالمين بقيا على تماس وتداخل مستمرين ومازالا. وما انشغالنا بفكرة "المجرم العادي" او التحول الاجرامي في سلوك الانسان العادي الا تأكيد على ذلك.

المستقبل اللبنانية في 10 مارس 2006

 

المنتج خسر مليون جنيه والمخرجون يعتذرون: المشاكل تواجه مسلسل عمر الشريف

القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمد عاطف:  

يبدو أن الحظ يعاند الممثل المصري العالمي عمر الشريف في تقديم أول تجربة له علي الشاشة الصغيرة بعد تعاقده مع مدينة الإنتاج الإعلامي علي بطولة المسلسل التليفزيوني حنين وحنان قصة عمر الشريف وسيناريو وحوار إيناس بكر.

السبب في تعثر البدء في العمل حتي الآن للمشاكل الإنتاجية والإخراجية التي تواجهه.

أول مشكلة أمام تنفيذ المسلسل ظهرت من خلال المنتج ممدوح يوسف الذي تقابله مشكلة كبيرة بعد قرار تخفيض سعر الساعة الإنتاجية الذي أصدره سيد حلمي رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي.. وكان المنتج قد تعاقد علي المسلسل مع المدينة وقت رئاسة عبد الرحمن حافظ لها قبل إحالته للمحكمة في قضية الفساد التي ظهرت في مدينة الإنتاج الإعلامي ومازالت أمام القضاء.. وقام حافظ ـ وقتها ـ بتحديد أعلي سعر للساعة الإنتاجية بشكل خاص لهذا المسلسل تكريما لوجود عمر الشريف به الذي طلب بنفسه تقديم مسلسل واحد في تجربة لن يكررها مرة أخري.. وأبدي إعجابه باستقبال مدينة الإنتاج له وتلبية كل شروطه من أجل هذا العمل.

لكن بعد أن حل سيد حلمي محل عبد الرحمن حافظ في رئاسة المدينة وضع ضوابط جديدة للإنتاج يأتي في مقدمتها تحديد سعر للساعة الإنتاجية للأعمال المتعاقد عليها.. وطلب حلمي ألا يزيد سعر الساعة عن مئتي ألف جنيه ووجد ممدوح يوسف المنتج المشارك لمسلسل عمر الشريف أنه سيخسر بهذا السعر ما لا يقل عن مليون جنيه.

المشكلة الثانية التي تواجه المسلسل هي العثور علي مخرج يوافق عليه عمر الشريف.. وكان في البداية التفاوض مع مجدي أبو عميرة الذي حضر بالفعل المؤتمر الصحافي للإعلان عن المسلسل في حضور عمر الشريف لكن حدثت اعتراضات فجأة علي مجدي أبو عميرة وقيل في مدينة الإنتاج أن عمر الشريف يريد أن يجيد المخرج اللغة الإنكليزية ووجد أبو عميرة نفسه في مأزق محرج فانسحب وارتبط بمسلسل العندليب الذي يجري تجهيزه للإنتاج لصالح المدينة أيضا.

وتم ترشيح المخرج أحمد صقر الذي رفض وتعاقد علي إخراج المسلسل التليفزيوني لعبة الأيام بطولة وردة.. وفوجئت إدارة مدينة الإنتاج أن معظم نجوم الإخراج التليفزيوني يعتذرون عن مسلسل عمر الشريف ويرتبطون بأعمال أخري مازالت في طور الإعداد.. ولذلك يجري التفاوض مع أحد مخرجي السينما ليتولي إخراج المسلسل بأسلوب السينما كما يريد عمر الشريف.

تدور أحداث مسلسل حنين وحنان حول مهندس مصري ناجح في الولايات المتحدة الأمريكية يعيش فيها مع زوجته وابنته وتندمج الزوجة والابنة في الحياة الأمريكية.. أما المهندس فقد بقيت روحه متعلقة بمصر لدرجة أنه خصص حجرة في منزله كتب عليها مصر لكي يمضي فيها أحلي ساعات حياته مع أصدقائه للاستماع إلي أغاني أم كلثوم وقراءة شعر صلاح جاهين.. ويحاول المهندس أن يجعل ابنته ترتبط ببلدها الأصلي مصر دون جدوي فيقرر القيام بزيارة طويلة معها إلي مصر ثم في نهاية الرحلة ترفض الابنة العودة لأمريكا.

القدس العربي في 10 مارس 2006

جورج كلوني لـ "سايت أند ساوند":

"من السخافة أن نستمر بإنجاز أفلام بعيدة من أحاديث الناس وهمومهم 

قبل سنوات قليلة، كان اسم جورج كلوني رديف الاطلالة الجذابة في مسلسله التلفزيوني ER وبعض الاستثناءات السينمائي مثل Out of Sight وSolaris كلاهما من اخراج ستيفن سودربورغ، شريك كلوني في شركة انتاجية مستقلة. ولكن تحوله إلى الاخراج قبل ثلاثة اعوام من خلال تجربة مميزة في عنوان Confessions of a Dangerous Mind وضعه في خانة أخرى مضيفة إلى رصيده التمثيلي المتواضع هماً اجتماعياً وسياسياً لم يكن مرئياً. لم يطل الأمر به حتى عاد إلى الاخراج مجدداً بشريط متقن ذكي هو Good Night and Good Luck عمق صلته بالسينما المشغولة بهم ذاتي مفتوح على الهواجس الفنية والقضايا المعاصرة في آن. بالتزامن مع تجربته الاخراجية الثانية، أطل كلوني منتجاً وممثلاً في فيلم آخر يثير الجدل منذ عنوانه العريض. انه Syriana لستيفن غاغان الذي يتناول النفط والسياسة الاميركية في الشرق الأوسط. قبل أيام حاز كلوني عنه اوسكار افضل ممثل في دور ثانٍ بينما خرج فيلمه عن الصحافي ادوارد مورو الذي جلب الحقبة المكارثية إلى نهايتها في العام 1954 خالي الوفاض. نشرت مجلة 7-7-سايت اند ساوند7-7- البريطانية في عددها الأخير حواراً أجراه علي جعفر مع كلوني حول التجربتين. هنا ترجمة لبعض فقراته.

·         "عمتم مساءً وبالتوفيق" هو فيلم تدور أحداثه في الماضي. إلى أي مدى يتناول الحاضر برأيك؟

ـ أعتقد انه عن اليوم بامتياز ولذلك أنجزته.عندما نستعيد خطابات مورو التي كتبها في العام 1954 ندرك أننا في أميركا هذا المجتمع الحر والمنفتح نُصاب بهلع كل فترة ونعرض تلك المبادىء للخطر والمساءلة. بعد "بيرل هاربور" مثلاً، قمنا باعتقال كل الاميركيين من اصل ياباني. ولكن الجميل في هذه البلاد هو انها سرعان ما تعود إلى رشدها وتدرك انها لا تستطيع ان تخرق الحقوق المدنية والحريات لحماية الاتحاد لأنه عندها لن يكون هناك اتحاد لحمايته. لذلك شعرت انه امر مهم في مواجهة حملة الوطنية وغوانتانامو ان أشدد على ضرورة ان نواجه متهمينا وان أشدد على انالاختلاف في الرأي لا يعني عدم الوفاء.

·         الأسلوب الاخراجي مختلف تماماً في هذا الفيلم عنه في فيلمك الاول "اعترافات ذهن خطير".

ـ في الشريط الاول اتخذت الكاميرا وجهة نظر كأنها كانت شخصية داخل الفيلم. في هذا الفيلم اردتها ان تكون غير مرئية. حاولت ان أتعلم من غودار فوجدت انه بارع جداً فيها فانتقلت إلى افلام وثائقية مثل Primary وCrisis لروبرت درو. ركزت على فكرة واحدة هي تصوير كل لقطة بأسلوب الوثائقي أي العدسات طويلة المدى واللحاق بالمتحدث بدلاً من ان يبدأ حديثه بعد ان تستقر الكاميرا عليه.

·         كان والدك مذيع أخبار. إلى أي حد كنت على معرفة بحكايات مورو قبل صنع الفيلم؟

ـ اذا كنت ابن مذيع نشرات أخبار فمن الأفضل لك ان تعرف من هو ادوارد مورو وما الذي فعله في 1954. إحدى مقدمات مورو لبرنامجه كان والدي يقرأها علينا. لقد كان كل ذلك جزءاً من حياتي. كنت أفكر بعمل فيلم من هذا النوع منذ خمس او ست سنوات وشعرت ان الحاجة إلى ذلك كانت تزداد مع الوقت وتصبح أكثر أهمية.

·         إلى جانب الجاز والابيض والاسود، كيف استطغت ان تمسك بمناخات الخمسينات؟

ـ عمتي روزماري كانت مغنية جاز والعازفون في الفيلم عملوا بمعظمهم معها. لقد قامت بمعظم العمل الخاص بتفاصيل المرحلة مع جوني ميرسر. ولكن هناك ايضاً اسلوب التمثيل الخاص بتلك المرحلة. كان الناس يتكلمون أقل ويشرحون أقل. لذا كان واحداً من الأسرار ان نجعل الشخصيات لا تتكلم كثيراً. كذلك عمدنا إلى لحظات الصمت. ثمة اعتقاد سائد اليوم بأنه يجب قصف الحواس بشدة لجذب الانتباه. الصمت بالنسبة الي بالغ التأثير. عندما قدمنا السيناريو إلى الممولين وجدوه قصيراً فكان علي اقناعهم بأن هناك لحظات طويلة من الصمت ستسبق طلوع مورو على الهواء. أعتقد ان التوتر يكمن في تلك الثانية الصامتة. هذا هو مفهومنا لفيلم أكشن في العام 1954.

استخدام التدخين بشكل مكثف أمر لافت...

ـ نحن نرغب اليوم بأن نمحو ما كان يحدث في تلك الفترة وان ندعي انه لم يكن. ولكن هذه حقيقة حتى في برامج التوك شو في تلك الفترة كان كل شخص يشعل سيجارته على الهواء. كان ذلك جزءاً من حيواتهم ومعظم اولئك ماتوا بسرطان الرئة ومنهم مورو.

·         كيف تفسر استخدام مشاهد أرشيفية لمكارثي؟ ألم يكن ممكناً العثور على ممثل يجيد تجسيده؟

ـ لم نحاول البحث عن ممثل في الأساس ليس لأنه يستحيل العثور على واحد ولكن لأنها مسؤولية كبرى. أقصد اننا لم نرد ان نخاطر بطرح وجهة نظر مكارثي في اطار تمثيلي لأن هناك من يعتقد اليوم ان مكارثي كان محقاً. لذلك فإن الاتيان بممثل ليلعب دوره كان سيتيح المجال واسعاً امام التأويلات المتعلقة بصحة مواقفه.

·         إلى اي حد تعتبر فيلمك هذا وSyriana شقيقين في الموضوع؟

ـ انه امر جيد ان يكون هناك فيلمان من هذا النوع. حتى مع فيلم جاد مثل Solaris وبسبب مشهد عري واحد يسألك كل صحافي "هل قمت بتمارين رياضية من أجل هذا المشهد؟" ولكن مع هذا النوع من الأفلام يسألونك عما تحاول ان تقوله ويتحول النقاش إلى المواضيع السياسية والاجتماعية وهو ما كانت الأفلام تتمحور حوله في الماضي مثل All the President_s Men وDr. Strangelove وسواهما.

·         هل كنت قلقاً لجهة استقبال الجمهور للفيلمين؟

ـ لم أفكر في ذلك والا لما أنجزتهما. لم أدخل في هذين الفيلمين من أجل المال ولكن لأنني أردت مقاربة موضوعات سياسية واجتماعية. لا أملك شيئاً ضد السينما الترفيهية التي شاركت فيها كثيراً ولكن أعتقد ان الأفلام عموماً يجب ان تعكس مجتمعاتها. نحن اليوم في مرحلة تكثر فيها الاسئلة التي يجب ان تجد مكانها في افلامنا. لا يعني ذلك ان نقدم اجابات. في Syriana لا نقدم اجابات ولا نحاكم الانتحاريين ولكننا نعاين العوامل التي شاركت في تشكيلهم بدلاً من الاكتفاء بتصنيفهم في خانة الارهابيين او ما شابه. اذا كانت هناك نية لمحاربة الارهاب وليس بالقصف والقتل، علينا ان نفهم اولاً ما الذي غذى هذا الشعور بالكره والحقد تجاهنا وخلق تلك المقاييس المتطرفة. هذا ما يحاول Syriana عمله. هناك ستون او سبعون سنة من السياسة الاميركية الخاطئة في الشرق الاوسط. لم يحدث ذلك فجأة في السنوات الخمس الأخيرة.

·         هل تعتقد ان ثمة وعياً لدى منتجي هوليوود تجاه ضرورة تقديم موضوعات في السينما على غرار ما يعالجه الفيلمان المذكوران؟

ـ أعتقد ان هم المنتجين الأساسي هو المال ولكن الأمور تحتاج إلى الوقت كي تثبت هذه الأفلام مكانتها. السينما ليست كالأخبار رد فعل سريع ومباشر. ان أية حادثة واقعية تحتاج إلى سنوات قبل ان تتمكن السينما من تقديمها في اطار عميق. نحن كسينمائيين نعمل على ان نعكس اين نقف في مجتمعاتنا. عندما تشاهد الافلام التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية تستطيع ان تلمس السئلة المعقدة التي حاولت طرحها. وثمة أفلام أكثر عمقاً مثل Apocalypse Now وComing Home تقوم بطرح تساؤلات أكثر تعقيداً حول مسائل أكثر تعقيداً. العراق مثلاً موضوع اي حديث اليوم وان نكمل بصنع افلام بعيدة من تناول ما يتناقله الناس في الشارع أمر سخيف وغير مسؤول. كما أعتقد ان حضور الأفلام الأجنبية المعنية بقضايا اجتماعية وسياسية مثل City of God قبل سنوات قليلة وتحقيقها جماهيرية جيدة أثر ايضاً في تحول بعض الافلام الهوليوودي إلى تلك الموضوعات. اليوم نشاهد فيلماً مثل The Constant Gardener الذي هو من بين افضل افلام العام الفائت يدخل منطقة غير مطروقة كثيراً في هوليوود. اذاً هذا التحول يحتاج إلى الوقت ليتكرس.

المستقبل اللبنانية في 10 مارس 2006

 

سينماتك

 

فيلم سيرة غير احتفالي يقسو على شخصيته وينفي عنها البطولة

"كابوتي" شريط مصنوع "بدم بارد" إخراجاً وتمثيلاً

ريما المسمار

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك