... إنه سعادة السفير "السابق" الذي لم يقم طويلاً على "الحدود" فأقاله "عبد الودود"، مع أول حجر رمى به على "بوابة فاطمة"! إنه غوار الطوشي بطل ذاكرة جيل بكامله ولو تحت عنوان "مجنون يحكي وعاقل يسمع"! انه دريد لحام... دون ألقاب، تستفزه كل المشاهد العربية اليوم، لا على مستوى الأنظمة والحكومات فحسب، بل على مستوى اداء الشعوب أيضاً في استعدائها بعضها البعض كما يقول ويؤكد ومع هذا فهو ليس منقسماً عاطفياً ويقول "رئتي اليمنى في سوريا... واليسرى في لبنان... والقلب ينبض بحب الاثنين".

دريد لحام الذي التقيته جالساً في بهو فندق "غراند حياة" في القاهرة في الزاوية نفسها التي طالما جلس فيها مصطفى العقاد خلال مشاركته الدائمة في فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي مردداً "لا أصدق أن ذلك الفارس العربي الذي استطاع اختراق العقل الغربي... يسقط عن صهوة حصانه"!

دريد لحام اليوم، ورغم كل الحوادث المؤلمة لم يستقل من أبوته ولا حبه للفن، ولزملائه ولوطنه لكنه يلهو قليلاً مع "الآباء الصغار" أحدث انتاجاته قبل أن تعود الامور الى نقاوتها والحق الى نصابه... (على حد قوله). أبادره:

·     كان مصطفى العقاد يجلس في المكان نفسه الذي تجلس فيه اليوم، حتى بدا لسنوات كجزء من المشهد العام... هذا المشهد الذي تلطخ بالدماء وبأيدٍ عربية...

- (يصمت قليلاً) ويقول: نعم مؤسف... كأنه كابوس. صدقاً ما زلت أشعر حتى اليوم انه كابوس وليس حقيقة مفجعة وقعت، فأنا لا استطيع حتى اليوم تصديق هذه الكارثة، أو حتى تصديق ان شخصاً مثل مصطفى العقاد قد رحل بهذه الطريقة وبهذه البساطة، وتحت اية شعارات؟ من الصعب ان أصدق ان ذلك الفارس العربي الذي استطاع اختراق العقل الغربي، قد مات بهذه البساطة.

·         تلك الشعارات، وذلك القتل والاسلوب الدموي المسمّى ارهاباً، يسميه البعض مقاومة...

- أظن أن للارهاب وللمقاومة وجهين مختلفين لكن ثمة خيطاً رفيعاً بينهما، هناك فارق بنسبة 180 درجة. الناس في الخارج لم تستطع حتى اليوم التفريق بينهما، وأنا أعتقد أنه حتى هذا الارهابي ما زال يتلقى حتى اليوم المساعدات والدعم المعنوي والمادي من عائلات وأناس وعشائر، باعتباره مقاوماً لمجرد انهم رأوه يصلي... أو لأنه قال "لا إله الا الله"! من دون أن يدركوا الفارق بينهما. هؤلاء مضلّلون.

·         ما هو وصف الارهاب بالنسبة الى المثقف؟

- بالنسبة اليّ أي اعتداء هو ارهاب. فمن كانوا في الفندق في عمان أو في شرم الشيخ سواء الاشخاص العاديون أو العائلات أو مثل مصطفى العقاد وابنته ريما، ليسوا طرفاً في أي حرب أو حتى مسؤولين عن أي ازمة، ولم يكونوا يوماً أعداء مباشرين لهذا الارهابي الذي فجّر نفسه، ونثر دمهم على الجدران.

·         أي نوع من العلاقات جمعتك بمصطفى العقاد فأنت لم تعمل معه و...

- (مقاطعاً): نعم ربما لم تجمعنا المهنة فلكل منا أسلوبه، وقد كان مصطفى رحمه الله يقول لي دائماً: "لا تظن أبداً يا دريد أني إن لم أدعك الى المشاركة في فيلم أو في عمل معي، أني لست مؤمناً بموهبتك أو بقراراتك، الا أنني أرى أن لكل واحد منا اتجاهاً، وهذان الاتجاهان مختلفان، ومتناقضان". وأنا أتفق معه في ذلك لأني لم أكن أرى أن من الممكن أن أشارك في "الرسالة" أو في "عمر المختار" مثلاً... شعرت أن لا مكان لي في كلا العملين.

·         تبدو تلك لعنة "غوار الطوشي"!؟

- لا أبداً - "عيني" لكن غوار هو الخلفية الأكثر تأثيراً في الناس.

·         لنقل إنك لم تبرع الا في "غوار" وفي كل الاعمال التي حامت حوله...

- شخصية "غوار" كان لها وقعها وصداها الأبرز لدى الناس، ولا أظن انهم سيستقبلونني حينما أعلو صهوة حصان وأمثل دور فارس أو مقاتل أو شخصية سلطوية، لقد ارتبطت شخصية "غوار" بأذهان الناس بشكل عجيب، وأظنها سرقتني من أي دور.

·         أو... ربما سجنتك في نمط محدد... الا يستفزك القيام بأدوار أخرى أو بتلوينات مختلفة في الاداء التمثيلي؟

- "شوفي عيني" أنا لست طرزي أو خياط لكي افصّل شخصيات وألبسها امام الناس، لديّ اقتناعاتي ايضاً حتى في الفن... واقوم بتأدية الادوار والاعمال التي تقنعني فمثلاً كثيرون لم يحبوا مسلسل "أبو الهناء" وانتقدوه، الا اني ولغاية اليوم أدافع عنه وأعتبره أهم من كل اعمالي الاخيرة.

·         يقفز الى أذهان الناس بشدة اليوم فيلم "الحدود"... مضحك مبك هذا الفيلم اليوم؟

- نعم أفهم ما ترمين اليه. لطالما أرّقتني مسألة الحدود وكانت تستفزني. وأذكر اننا عندما كنا نأتي بالبوسطة لزيارة بيت جدتي لأمي في مشغرة كان، قبل أن نعبر الحدود، يصعد دركي الى أول درج البوسطة ويسأل بصوت عالٍ "هوياتكم شباب"... فيرفع الجميع هوياتهم عن بُعد، لينزل مردداً بصوت عالٍ "الله معكن، تفضلوا"... واقول، ويا للاسف، ان هذا المشهد كان يحصل في ظل الاستعمار الفرنسي.

·         ماذا عن المشهد المتصدّع اليوم، ماذا يقول لك؟

- في الحقيقة أنا "مرعوب" من مسألة إستعداء الشعبين بعضهما على بعض. يستفزني الموضوع. فلا شأن باعتقادي للشعوب في خلافات الحكومات. في السياسة ليس هناك من صديق دائم ولا من عدو دائم. غالباً ما تختلف الحكومات وتعود لتتصالح، وأظن أن هذا الاستعداء هو محاولة لجعل المنطقة ضعيفة وبدون إصلاحات وهذا لمصلحة اسرائيل، لكي تسهل لها السيطرة على المنطقة. على الشعوب ان تقف في مواجهة مشروع الاستعداء هذا، الا انه، ويا للاسف، ابن الشارع اليوم يقف الى جانب حكومته حتى لو كانت على خطأ. فمثلاً أولادي على رغم انهم درسوا وعاشوا في الخارج وعلى رغم إدراكهم مدى انتمائي وعاطفتي القوية تجاه لبنان (كوني من أم لبنانية) الا أني فوجئتُ يوماً بابنتي الصغرى تشارك في تظاهرة في الشارع بحجة "ان اللبنانيين شتمونا"! هذا الجواب أرعبني وأشعرني بتورط الشعبين في سيئات السياسة والحكومات... وهو ما استدعى حواراً طويلاً بيننا لإفهامها حقيقة الوضع. على الشعوب العربية ان تقفز بعلاقاتها فوق حواجز السياسة...

·         ألا تعتقد أن للفنان دوراً في هذا الاطار؟

- هل تعلمين انه خطر لي أن أدعو الفنانين من الطرفين الى مسيرة سلمية تلتقي عند الحدود اللبنانية السورية؟

·         تتردّد كثيراً على القاهرة هذه الايام لمَ؟

- من أجل "الآباء الصغار"، انه فيلمي المقبل فقد انتهيت لتوي من المونتاج، وهو الآن تحت الطبع.

·         انتاج مشترك؟

- نعم انه عمل مشترك، لكنه انتاج مصري وهو باكورة اعمال شركة انتاج جديدة اسمها "تخيّل".

·         رغم قلة الاعمال المشتركة بين البلدين يستوقفني هذا الاحتفاء بك دائماً بشكل كبير في مصر... لماذا؟

- الاحتفاء بي يعكس الاحتفاء الواسع الذي لقيه فيلم "الحدود" حينما عرض في سينما مترو والذي تزامن مع اتفاق "كمب داييد"، وهو ما استفزّ العاطفة الوطنية لدى المصريين.

·     ودفعهم الى حملك على الاكتاف! برأيك ألا يبرر هذا الحاجة ايضاً الى انتاج وتعاون مشترك، وحاجة الى الخروج من القوقعة المصرية؟

- نعم ربما... وأظن أن الكثير من المصريين ولاسيما مَن هم خارج مصر شاهدوا أعمالي وتعاملوا معها بشكل خاص، ولاسيما "كاسك يا وطن". ثم يجب الا ننظر الى مسألة الافلام المشتركة، "كأضواء المدينة" أو مجرد تجميع أسماء محبوبة من هنا وهناك في عمل واحد، وهذا خطأ... يجب برأيي أن يكون هناك حاجة فنية ملحة تستدعي هذا المزج. وهذه الحاجة تعكسها طبيعة العمل أو الدور او السيناريو المكتوب.

·         عملك الاخير مشترك بين مصر وسوريا؟

- نعم أنا وسلمى المصري من سوريا، وحنان ترك من مصر... وثمة طاقم فني منوّع من سوريا ومصر.

·         ألم يأتِ العمل متأخراً؟ بعدما طال الحديث عنه؟

- إنه اسلوبي في العمل. المشروع مطروح منذ زمن، والفكرة تراودني منذ أعوام لكني أتركها لتختمر في رأسي. وعندما "تنقر" قائلة لي: "جاء دوري"... أنفذّها فوراً!

·         العملية لا علاقة لها اذاً بالبحث عن منتج وما شابه؟

- لا بل باختمار الفكرة... وقد جاءني المنتج ببساطة وهو صديق لي وسألني إن كان لدي عمل سينمائي ليقدمه فقلت له لدي "الآباء الصغار"، وهو  ما حصل... لقد انتهينا من الفيلم، ونحن في انتظار عرضه.

·         متى سنراك في لبنان مجدداً؟

- بل قولي متى سنراك في سوريا "عيني" فأنا موجود دائماً في لبنان، وانتِ تعلمين ذلك، "الرئة اليمنى" في بيروت والاخرى في الشام...

·         والقلب؟!

- ينبض بحب الاثنين.

النهار اللبنانية في 3 مارس 2006

 

دريد لحام: الآباء الصغار يرفض المستحيل

القاهرة ـ جميل حسن: 

فنان يرتبط اسمه بهموم وقضايا وطنه، وإذا سألت عن الفنان الذي عبرت أعماله كل الحدود العربية فأضحكت الملايين وأبكتهم، سيذكراسمه، وإذا سألت عن الفنان صاحب الموقف والذي ضحى بعمله كسفير للنوايا الحسنة لإشادته بالمقاومة في جنوب لبنان، سيذكراسمه، وإذا سألت عن الفنان العربي الصديق لكل الأطفال، سيذكراسمه· انه الفنان دريد لحام الذي غاب عن السينما فترة طويلة ثم عاد بفيلم ''الآباء الصغار''·

صور ومشاهد من حياة دريد لحام مضى عليها أكثرمن نصف قرن، استحضرها ببراعة في فيلمه الجديد ''الآباء الصغار'' الذي كتب قصته وشارك في بطولته وأخرجه، أحد هذه المشاهد لطفل لم يتجاوزالعاشرة، رأى أن من واجبه مساندة والده الذي ينفق على عشرة أبناء، وأمه التي ينام الجميع وتسهرهي بجوار ماكينة الخياطة تحيك ملابس لأحد المحال، ويذهب الطفل إلى دكان الحدادة لينفخ ''الكور'' ثم يعمل كصبي مكوجي، أو يعمل في ''الشعلة'' لدى اليهود، حيث يحرمون اشعال النار يوم السبت فيتجول الطفل بين بيوتهم قابضا على علبة كبريت يشعل لهم مواقدهم، تلك مشاهد من حياة دريد لحام، استدعتها ذاكرته فأصرعلى تقديمها في فيلم سينمائي هو ''الآباء الصغار''·

دريد الذي عانى الفقرفي طفولته وشبابه ومرحلة ما قبل الشيب، يحاول في فيلمه أن يعيد قيم الماضي الفقير ماديا والثري أخلاقيا، فتماسك الأسرة من وجهة نظره وتحليها بالسلوكيات الجميلة هو الطريق الوحيد لوطن متماسك، ''الآباء الصغار''، رغم تلويحه بالاسقاطات السياسية، فإن دريد نفى أن يكون فيلمه سياسيا فقط، بل هو فيلم اجتماعي يدعو للحلم، ويرفض المستحيل، الحلم هو أن يعي كل أفراد الأسرة دورهم جيدا، أما المستحيل المرفوض فهو ذلك الأب الذي اعتقد استحالة مواصلته لدراسته في كلية الحقوق، لكنه بمساندة أبنائه الصغار اكمل دراسته ، وعمل الأطفال في الزمن الماضي كان ضرورة تحتمها ظروف الحياة القاسية، هذا من وجهة نظر دريد، الذي يرى أيضا أن عملهم الآن يعد سبة في جبين الشعوب، وكانت دوافع دريد أيضا للعودة للسينما من خلال ''الآباء الصغار'' الدوي الهائل الذي أحدثه فيلم ''كفرون'' عندما عُرض قبل عشرين عاما، ثم مسرحية ''العصفورة السعيدة'' فقد ظل الأطفال يطاردونه بأسئلتهم ''اين الأطفال من اهتماماتك الفنية''؟ ونعود بالفنان دريد لحام أو يعود بنا هو الى بداياته حيث عمل مدرسا للكيمياء بعد تخرجه في الجامعة واتجه للعمل بالاذاعة ثم التليفزيون، ليس طمعا في نجومية أو مكسب مادي، بل طمعا في متنفس يصل بصوته العروبي الى الناس·

مشوارالفن والوطنية

لن أحيد عن موقفي من إسرائيل والذي بسببه تنازلت عن جواز السفرالدبلوماسي الذي كنت أحمله بوصفي سفيرا للنوايا الحسنة، تنازلت عنه لأن بعض موظفي الأمم المتحدة رفضوا زيارتي للجنوب اللبناني بعد تحريره كما رفضوا إشادتي بحزب الله، سأواصل المشوار، مشوارالفن والوطنية·

مع الزعيم

انتظر السيناريو الجيد الذي يجمعني بالفنان عادل إمام، لقد اتفقنا على العمل سويا منذ عشرسنوات، لكننا بحاجة إلى كاتب يجمع بيننا، وإذا تعذر ذلك انتظرفيلما يقوم ببطولته عادل وأخرجه أنا، لأن أي تعاون فني مع عادل إمام هو بالتأكيد مكسب لي وللجمهورالعربي·

البيان الإماراتية في 7 مارس 2006

 

نحاور الأب الكبير المسئول عن الآباء الصغار

دريد لحام: أنا أحد أطفال الآباء الصغار الحقيقيين

منى الغازي 

كانت الغرفة الوحيدة التى ننام فيها تعتبر أكثر بقاع العالم من حيث الكثافة السكانية، كنا عشرة أطفال ست إناث وأربعة ذكور، ينام الذكور بحذاء احد أضلاعها والإناث أمام الضلع المقابل، الآن للغرفة سقف، مهمته فى الشتاء ان يعمل مصفاة للأمطار تتلقاها أوعية وزعت فى ارض الغرفة، كان الفجر بدأ بالظهور عندما أفقت لأرفع رأسى بصعوبة وسط زحام الرؤوس على المخدة لأجد والدتى مازالت وراء آلة الخياطة تخيط أثواب لصالح احد تجار الملابس، تنال سبعة قروش ونصف عن كل ثوب تساعد بها والدي، دكانه الصغير فى زاوية مهملة من زوايا حى الأمين والتى ليس لها شبيه فى هذا العصر لم تكن تكفى لتطعم اثنى عشر فيما، كنت يومها فى السابعة.

هكذا قدم لنفسه الفنان القدير دريد لحام فى حوار معه عن فيلمه الجديد الآباء الصغار، فلم يكن ما قاله مشهدا سينمائيا ولكنه ذاكرة فنان عن أيام طفولته.

·         فى البداية دعنا نرحب بعودتك ونسأل أين كنت؟

- أجاب ضاحكا: فى البيت.. فى الحقيقة أنا بطيء جدا فى عملى وأعانى الكثير فى البحث عن فكرة حتى اعثر عليها وعندها ابدأ فى معايشتها حتى ننسجم معا وذلك التأنى فى العمل يجعلنى اخرج بنتائج تتفق مع ما كنت أهدف إليه.

·         ولماذا كان موضوعك عن الطفل للمرة الثانية على التوالى بعد فيلمك السابق كفرون؟

- أولا الطفل هو المستقبل، ولابد أن نعد أنفسنا للمستقبل بشكل صحيح، ثانيا فيلم الآباء الصغار فيلم عن الأطفال ولكنه موجه للكبار، والموضوع ببساطة فى كون العائلة هى الممثل الرسمى للمجتمع وهذا المجتمع ينقسم إلى نصف من الكبار ونصف من الصغار وكذلك العائلة، فبالتالى هى الخلية الأولى للمجتمع ولهذا فأنا أتحدث فى فيلمى عن العائلة، الترابط والحب والحنان العائلي، وكيف أن تماسكها يكون عنصرا هاما وأساسيا لتجاوز المحن والصعوبات والانتصار على ما يواجهها ولو كان مستحيلا.

·         هل هناك نقاط تماس بين السيرة الذاتية لدريد لحام وأحداث الفيلم؟

- بالتأكيد وذلك فى الخط الرئيسى للعمل والمتمثل فى عمل الأطفال، فقد بدأت اعمل لمساعدة أسرتى الفقيرة كبيرة العدد عشرة أخوة وأنا فى المدرسة الابتدائية وعملت حدادا وترزيا ونجارا وهو ما ناقشته من خلال الأحداث.

·         وماذا عن شخصية الأم؟

- يسرح قليلا نعم كانت تعمل خياطة مقابل قروش قليلة تساعد بها فى مصروف المنزل كأم الأولاد فى الفيلم.

·         عبر الأحداث ظهر الأولاد يتناولون البرجر وما شابه ذلك من الطعام، بماذا كنت تقصد؟

- إنها مجرد إشارات لتحول المجتمع إلى الشكل الاستهلاكي، فتلك الأشياء الواردة علينا قد احتلت مكانة كبيرة فى حياتنا وتحولت من كماليات إلى أساسيات فى حياة المواطن العربى من المحيط إلى الخليج حتى فقد رغيف العيش مكانه لدى البعض وحل محله الكيزر، وأنا مازلت من عشاق رغيف العيش البلدى واشعر فيه برائحة وطعم الوطن.

·         بهذا تدخل بفيلمك إلى عالم السياسة عبر رغيف الخبز؟

- القضية تكمن فى الاعتماد على الذات فأنت تصبح قويا عندما لا تحتاج لشيء وعندها يصبح الإنسان دون نقطة ضعف، ولكننا نلهث خلف الغرب للاستفادة ونيل ما نحتاجه، وكما قال جبران: ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع وهذا هو حالنا اليوم فى المنطقة العربية فنحن سوق استهلاكى لا يصدر ولا يصنع برغم أننا نملك قوة داخلية هائلة، بشرية واقتصادية ومصادر طبيعية، ولكن هذا لا يستغل فى اتجاه بناء مجتمع متماسك، الكل يجرى خلف الاستهلاك وليس الإنتاج.

·         ولكن المنطقة العربية مقسمة إلى نصف غنى والآخر يعانى من أزمات اقتصادية؟

- إنها أزمات مفتعلة بفعل فاعل، ومقصودة ويقوم بها الغرب، غير أن هذا لا يمنع أن الوطن العربى غنى بالثروات ولكن يمكن تقسيمه إلى قسمين بلاد منهوبة وبلاد لا، وهذا ما يوجد الفرق الشاسع فى الدخول بين أغنياء العرب وفقرائهم، وظهرت بمرور الأيام تلك الهوة الكبيرة التى تقسم المجتمعات تاركة الأغلبية يعانون الفقر.

·         وما دور الفن والفنانين فى ذلك؟

- على الفنان أن يركز فى توجيه رسالته إلى المجتمع فى الداخل، فالفنان فرد من أفراد الشعب وجزء من مجتمعه الواعي، وواجب عليه أن يخاطبه لكشف نواقصه وعيوبه ومساعدته على النهوض بشكل او بآخر.

·         يرى البعض أن هذا بمثابة نشر للغسيل القذر أمام الغرب؟

- الغرب ليس فى حاجة لمشاهدتنا عبر ما نقدمه من أعمال، وليس دور الفنان أن يقدم تقريرا مصورا للخارج عارضا الأهل والشعب والبلاد بصورة ترضيهم فهم يملكون صورة واضحة عنا سواء قدمناها أم لم نقدمها، ولذلك يجب أن يلتزم الفنان بكونه مرآة لمجتمعه وان يؤمن بالأمل المقبل مع وضعه لتصورات عن كيفية الانتقال من حالة غير مرضية إلى حالة ترضي.

·     الشعب المصرى يربط بين دريد لحام والمطربة فيروز، فى حالة خاصة تكمن فى نجاحهما وانتشارهما الكبير فى مصر رغم عدم التجائهما إلى اللهجة المصرية أو عدم ارتباطهما بأعمال مصرية؟

- نجاح الفنان وانتشاره مرتبط بعمله وإنجازه وكما عرف الناس فى مصر فيروز بأغانيها وعشقوا صوتها كذلك عرفنى الشعب المصرى الجميل الرائع قبل أن تطأ قدماى ارض مصر لأول مرة وبشكل خاص عبر مسرحية كأسك ياوطن التى عرفونى من خلالها كاسم لكن اليوم اختفت تلك القاعدة فى ظل انتشار الفضائيات التى اتاحت الفرصة لأى فنان عربى ان يتسلل إلى الفضاء المصرى عبر هذه الفضائيات العربية الكثيرة وبالتالى أصبح هناك الكثير من الفنانين العرب لهم وجود فى مصر دون الدخول إليها.

·         فيلم الآباء الصغار إنتاج مصري، فما هو الاختلاف بين صناعة السينما فى مصر عنها فى سوريا؟

- صناعة السينما فى العالم العربى غير موجودة فعليا إلا فى مصر أما باقى الإنتاج العربى فلا يتعدى سوى محاولات ولا يعتبر تواجدا فعليا لصناعة سينما فنجد مثلا أن سوريا قد تقدم فيلما أو اثنين كل عام ليس أكثر، وبالتالى لا يمكن ان نسمى هذا صناعة سينما، ولكنها محاولات مثل غيرها، أما صناعة السينما العربية فلا جدال هى مصر فقط.

·         وماذا عن الدراما التليفزيونية العربية؟

- من وجهة نظرى الدراما التليفزيونية سبقت بقية الفنون بمسافات كبيرة ويتضح ذلك فى الدراما المصرية والسورية والخليجية على السواء ويبدو ذلك واضحا فى شهر رمضان وما يصاحبه من إقبال جماهيرى كبير على المشاهدة.

·         ولكن النجاح الجماهيرى ليس مقياسا للنجاح الفني؟

- نعم ولكن الدراما التليفزيونية محكومة بجهات إنتاجها التى مازالت تخضع بشكل أساسى لرقابة حكومية إعلامية وثقافية صارمة، ولها أهداف واضحة ومحددة، وهناك كم كبير من الأعمال الدرامية المكتوبة للتليفزيون التى يتم فرزها واختيار الأفضل منها.

·         هل تفتقد الفضائيات الخاصة إلى الأهداف؟

- بالطبع لها أهداف ولكنها أهداف تجارية وليس هناك احتمال لوجود أهداف ثقافية أو فنية، فمنطقة العمل فى مجال الفضائيات تجارية بحتة دون أى وازع أخلاقى ويدل على ذلك ما قامت به من تضامن مع شركات الاتصالات وهو ما أراه برأيى الشخصى غشا واستغلالا للمشاهدين فتجدهم يدعونك للمشاركة فى مسابقة اتصل اتصل. اتصل إلى آخره وكثير من الناس اعرفهم أضاعوا من المال الكثير بسبب هذه الاتصالات او بسبب تلك الخدعة الكبري، لقد حولوا العلاقة بين القناة والمشاهد إلى شراكة اقتصادية يقوم بها المشاهد بدور الممول طوال الوقت فالمشاهدون يقومون بالاتصال طمعا فى الجائزة الكبرى أو الصغرى حتى ولكن فى المقابل يخسر المشاهد قيمة الاتصال وتحصل القناة على نصف القيمة مناصفة مع شركة الاتصال وهذا ما جعل الاتصال شكلا اساسيا مسيطرا على العمل فى تلك الفضائيات.

·         هناك هجوم كبير على الفن والفنانين واتهام بالتقصير وتدنى المستوى بشكل عام؟

- هذا الكلام قديم قدم الفن فدائما هناك بحث عن الأفضل ولكن هذا لن يحدث دون أن نأخذ خطوات ايجابية للانتقال من مرحلة التصنيف هذا جيد وهذا رديء ونبدأ فى التحرك والعمل وألا سنظل طوال الوقت نشكو لابد ان نتوقف عن الحديث السلبى ونقوم بعمل ايجابى بطرح بديل.

العربي المصرية في 5 مارس 2006

الفنان العربي الكبير دريد لحام يتحدث إلي «الأهالي»:

الضغوط الأمريكية أدت إلي تماسك المجتمع السوري وفتح نوافذ الإبداع

سهام العقاد 

لم يتنازل عن مبادئه يوما، وأعاد جواز سفره الدبلوماسي للأمم المتحدة حينما كان سفيرا للنوايا الحسنة، لم ينتم لتيار سياسي بعينه واختار الفن وسيلة للتعبير عن أفكاره وطموحاته الجريئة إنه الفنان السوري الكبير دريد لحام المولود في دمشق، والذي امتلك روح الفكاهة والبساطة في الأداء ورهافة الحس رغم أنه لم يدرس فنون التمثيل في المعاهد الأكاديمية بل درس الفيزياء والكيمياء وعمل في التدريس حتي عام 1959 إلي أن توجه إلي التمثيل.

لمع دريد لحام في السبعينات واشتهر بأداء شخصية «غوار الطوشة» التي أداها في مسلسل «حمام الهنا» و«مقالب غوار»، ثم اتجه إلي السينما في الثمانينات وقدم باقة من الأفلام السينمائية الناجحة التي تميزت بالجرأة في التناول ومن بينها «الحدود»، «التقرير»، «خياط السيدات»، «كفرون»، «اللص الظريف».

كما حقق نجاحا باهرا في المسرح خاصة في تجاربه التي قدمها مع الشاعر الكبير محمد الماغوط ومنها: «كاسك يا وطن»، «غربة»، «شقائق النعمان»، «ضيعة تشرين».

كما اختير عام 1999 وحتي عام 2004 سفيرا للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وحصل علي العديد من الأوسمة والنياشين منها: وسام الكوكب الأردني عام 1956، ووسام الاستحقاق السوري، والوشاح الليبي عام 1991، ووسام الأرز اللبناني برتبة فارس عام 1999 ونال شهادة تقدير حاكم مدينة لوس أنجلوس.

ومؤخرا عرض فيلمه الجديد «الآباء الصغار» في نقابة الصحفيين ثم في قصر السينما - ودور السينما - حيث منحته هيئة قصور الثقافة درع الثقافة تقديرا لدوره في مساندة قضايا الأطفال عبر أعماله الفنية المتنوعة.

حول مسيرته الفنية وتجربته وفيلمه الأخير كان هذا الحوار:

·         كيف كانت تجربتك مع الإخراج والتأليف والتمثيل في فيلم «الآباء الصغار»؟

- قال الفنان دريد لحام: الأصعب بالنسبة لي هو اللجوء لمخرج آخر، ربما لا يعرف تفاصيل الفكرة كما أريدها، وهنا في فيلم «الآباء الصغار»، فالموضوع شائك وحساس ويتعلق بالأسرة، وأتصور أنني أكثر قدرة علي إظهار فكرتي أكثر من غيري كما أن كثيرا من الكوميديانات في العالم قاموا بإخراج أعمالهم، وبدأ ذلك مع شارلي شابلن، كما أن ودي آلن كان يؤلف أعماله ويخرجها ويمثلها بنفسه.

·         ولماذا توجهت لإنتاج فيلمك في القاهرة؟ وهل يعني ذلك أن هناك أزمة إنتاج سينمائي في سوريا؟

- الحقيقة أن عملية الإنتاج بين مصر وسوريا كانت قائمة منذ فترة طويلة، ترجع إلي الستينيات لكنها انقطعت للأسف، وفيما يخص فيلم «الآباء الصغار» فهو من إنتاج شركة «تخيل» المصرية، ورئيس مجلس إدارتها صديقي وكان يود أن يكون بيننا تعاون، وبالفعل عندما عرضت عليه السيناريو رحب بأن يكون هذا الفيلم هو باكورة إنتاجه السينمائي.

محاولات متواضعة

وفيما يخص صناعة السينما في سوريا يقول دريد لحام: لا أعتقد أن لدينا في سوريا صناعة سينما، بل لدينا مجرد محاولات سينمائية متواضعة للغاية، لدرجة أنه لا يتجاوز الإنتاج أكثر من فيلم أو فيلمين في العام.

·         ألم ينعكس الصعود الملحوظ للدراما السورية علي السينما؟

- قال: لا.. لأن المسألة تختلف كثيرا، خاصة أن انطلاق الدراما السورية جاء بعد أن تقلص دور الدولة ورفعت وزارة الإعلام يدها عنها تماما وباتت تحت رعاية القطاع الخاص وبالتالي أصبح لدينا أكثر من مائة شركة إنتاج تليفزيونية، وهذا تحديدا ما ساهم في صعود الدراما السورية وانطلاقها.

الغرور القاتل

·         هل توافق وجهة النظر التي تقول إن الدراما المصرية تراجعت لحساب الدراما السورية؟

- أقول صراحة إن هذا الكلام يحمل الكثير من الغرور القاتل، خاصة عندما يوجه إلي بلد عريق مثل مصر التي هي معقل للثقافة والفنون في العالم العربي.

·         العالم الآن يربط بين المقاومة والإرهاب.. فما أثر ذلك علي علاقتك بمنظمة الطفل الدولية «اليونيسيف»؟

- بالفعل لقد حدث معي ذلك وقدمت استقالتي بل وتنازلت عن جواز سفري الدبلوماسي للأمم المتحدة، بعدما أثيرت زوبعة ضدي أحدثت غضبا واسعا لمجرد أنني أعلنت أكثر من مرة ومن جنوب لبنان وعلي حدود الإسرائيليين بأنني فخور بصداقتي للمقاومة، ولأن المقاومة تعني لهم الإرهاب فاعتبروني أدعم وأؤيد الإرهاب.

أنا لم أكن سفيرا للنوايا الحسنة لأنني أحمل جواز سفر دبلوماسيا، بل لأنني بالفعل أمارس هذه النوايا علي أرض الواقع، علما بأن تجربتي كانت ثرية وإيجابية وكنت أسعي لمساعدة الأطفال قدر استطاعتي خاصة في مجال تلقيح الأطفال ضد الأمراض المزمنة وفي مقدمتها شلل الأطفال.

·         وكيف تنظر لأبعاد الضغوط الأمريكية علي سوريا؟ وإلي أي مدي انعكست هذه التهديدات علي العملية الإبداعية؟

- هذه الضغوط في نظري تحرض علي الإبداع وتقوية لذلك أنا من أنصار زيادة الضغوط الاقتصادية حتي نصير شعبا أكثر تماسكا، وتحضرني الآن كلمات جبران خليل جبران: «يا ويل الأمة التي لا تأكل مما لا تزرع.. وتلبس مما لا تصنع».

فالاعتماد علي الذات دون الاستيراد وبعيدا استهلاك ما ينتجه الآخرون سيجعلنا بالتأكيد أقوي، وأؤكد أن هذه التهديدات لم تنل أبدا من الإرادة السورية بل تحفزنا علي الخلاص.

أدب الاحتجاج

·         كيف تري تداعيات الأزمة التي فجرتها الرسوم المسيئة للرسول - صلي الله عليه وسلم؟

- أنا أؤيد استمرار المظاهرات السلمية حتي لا تتكرر هذه الإساءات، وأتفق مع مختلف ألوان الاحتجاج التي تبعد عن العنف وحرق السفارات أو تدميرها لأن الشعب الاسكندنافي ليس مسئولا عما حدث.

وهج الفنان

·         قدمت من قبل إعلانات للشوتايم للترويج للقيم التربوية.. فكيف تنظر للفنانين الذين يروجون للسلع الاستهلاكية؟

- في الواقع أنا لا أقدم إعلانات إلا إذا ارتبطت بقيم ثقافية وتعليمية، وبالتالي لا يمكن أن أقدم إعلانات للكوكاكولا، رغم انتشار ذلك في العالم كله، وكبار الفنانين يقومون بذلك، لذا لا أعتقد أن الأمر يحمل كوارث، لكن الأهم ألا تنال تلك الإعلانات من وهج الفنان وألا تضعه في مكانة أقل في عيون جمهوره.

ضد الحكومة

·         هل تعرضت للاعتقال من قبل؟

- قال ضاحكا: نعم لعدة ساعات فقط وكان ذلك في الخمسينيات، عندما كنت طالبا وشاركت في مظاهرة ضد الحكومة.

·         هل يعني ذلك أن لك انتماءات سياسية أو علاقة ما بالأحزاب؟

- أنا حزبي هو الوطن الذي يحتضن كل التيارات التقدمية واليسارية والاشتراكية وحتي اليمينية، إنه الوعاء الذي يضم الجميع، لذا اخترت الفن لأمارس فيه أفكاري وآرائي، وأفلامي إنسانية لكنها تطرح مختلف القضايا السياسية.

الإحساس بالغبن

·         تعاونت مع الشاعر الكبير محمد الماغوط في معظم أعمالك المسرحية.. فلماذا حدثت الفرقة؟

- لقد حدث بيننا سوء تفاهم لكنه لم يصل إلي حد الخلاف، ويحدث ذلك أحيانا بين الثنائيات خاصة عندما يحدث إحساس بالغبن لدي أحد الطرفين، فقد شعر الماغوط أنه لا ينال حقه إعلاميا مثلي، وبطبيعة الحال أدي ذلك لنشوء بعض الحساسيات.

لكن الآن الأمور استقرت بيننا، والآن يعكف علي كتابة فيلم سينمائي بعنوان «المسافر» وسوف أقوم ببطولته، وفي كل الأحوال إنه الشاعر الأكثر أهمية في العالم العربي، وكاتب مقال سياسي من الطراز الرفيع.

·         وماذا عن مشروعاتك المقبلة؟

- لدي رغبة كبيرة في التعاون السينمائي مع الفنان الكبير عادل إمام، وبالفعل بدأت في كتابة سيناريو يجمعنا، وأيضا لدي رغبة في العمل المسرحي مع النجم محمد صبحي وتحدثت معه بالفعل لكننا لم نتخذ إجراءات عملية، لذا فلايزال الأمر في مرحلة الأفكار والأمنيات.           

الأهالي المصرية في 8 مارس 2006

 

دريد لحام: السينمائيون يتجاهلون الأطفال

القاهرة- سلامه عبد الحميد  

شهد مقر نقابة الصحفيين المصريين مساء الأحد العرض الأول للفيلم السينمائى "الأباء الصغار" وسط حشد من الصحفيين والنقاد والإعلاميين وعدد كبير من الأطفال الذين امتلا بهم المكان.

كتب الفيلم وأخرجه وقام ببطولته النجم السورى دريد لحام وشاركته البطولة حنان ترك وسلمى المصرى وأربعة من الأطفال الذين قدموا أدوارا رئيسية وكانوا الأباء الصغار الذين قصدهم العنوان.

وقرر منتج الفيلم يوسف الديب عرض الفيلم على الصحفيين فى محاولة للترويج له من خلال أقلامهم ومطبوعاتهم قبل طرحه للعرض الجماهيرى باعتباره التجربة السينمائية الأولى له كمنتج.

وبينما لقيت فكرة الفيلم وحواره وأغنياته وأداء أبطاله استحسان الجميع إلا أنه كان باديا أيضا عدم رضا الكثير من المتخصصين والنقاد عن المستوى الفنى الذى كان ركيكا إلى حد ما مما جعل البعض يتحدث عن غياب حرفية مدير التصوير وانشغال المخرج بالتمثيل.

وأعقب عرض الفيلم ندوة نقدية حضرها بطلاه دريد لحام وحنان ترك والناقد والسيناريست رفيق الصبان وعدد كبير ممن حضروا العرض حتى أن الكثير من الأطفال رفضوا الخروج وأصروا على متابعة الندوة والمشاركة فى طرح الأسئلة.

وقال دريد لحام خلال الندوة إنه قصد من الفيلم تقديم العائلة باعتبارها الوطن وأن هدفه الرئيسى الذى سعى لطرحه يتمثل فى أن العائلة المتماسكة أساس بناء وطن قوى باعتبار أطفال اليوم قادة المستقبل.

وأشار الفنان السورى إلى تألمه الشخصى من تجاهل الأعمال السينمائية للأطفال رغم أنهم نصف المجتمع واتجاهها لتقديم أعمال تناقش مشكلات الحب والعشق وقضايا التهريب والمخدرات دون الإلتفات لقضايا الأسرة ومشكلات الأطفال رغم كونها الأهم.

وقالت الممثلة المصرية حنان ترك إن الفيلم ليس خاصا بالأطفال فقط وإنما هو عمل لكل الأسرة إلى جانب أنه يضم الكثير من المعانى السياسية المتناثرة داخل الأحداث مشيرة إلى أن الكثير من الأسر تنشغل بحياتها وتنسى واجباتها تجاه أطفالها مما يؤدى إلى ضياع هؤلاء الأطفال.

وقال الفنان دريد لحام على هامش العرض إنه يجهز لتقديم فيلم سينمائى جديد بعنوان "وطن فى السماء" يقوم حاليا بكتابته ويشاركه بطولته النجم المصرى عادل إمام ولم يقرر بعد إن كان سيخرجه بنفسه أم يستعين بمخرج أخر.

وأوضح المنتج يوسف الديب للألمانية أن الفيلم الجديد سيناقش قصة حب تنشأ على الحدود من خلال دعوة لإلغاء تلك الحدود الجغرافية بين الدول العربية، مشيرا إلى أن الفيلم يمكن اعتباره جزءا ثانيا من فيلم "الحدود" الذى قدمه لحام قبل سنوات.

موقع "العرب أنلاين" في 13 فبراير 2006

 

سينماتك

 

'الآباء الصغار' فيلمه الجديد انطلق من مصر دريد لحام:

أنا 'مرعوب' لأن السياسة تنجح في التفريق.. كل قلب ينبض بحب واحدة الاّ قلب "أبو ثائر" فهو ينبض اليوم وأكثر من أي يوم مضى بحب اثنتين!

حاورته ريميال نعمة

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك