هناك بعض من الفنانين لا يجيدون الدعاية والترويج لأعمالهم، يعملون في صمت ودأب، ولا يتنازلون عن كبريائهم بعرض أنفسهم علي المنتجين والمخرجين، ليس ترفعا إنما احتراما لفنهم ولتاريخهم الذي لا يملكون غيره، وهم أشبه بالطيف الذي يحضر ويمضي دون إحداث أي ضوضاء، بينما يبقي بريقه فضفاضا ولامعا 00 أعمالهم الجيدة والمتميزة تتحدث عنهم، وتعبر عن مدي قدرتهم وإمكاناتهم بعيدا عن الأساليب الرائجة والتي يجيدها الآخرون، ومن هؤلاء الفنان القدير الراحل أبو بكر عزت0 فعندما كان يتصدي لدور من الأدوار الصعبة وغير المعتادة كان يبلي بلاء حسنا يلقي التقدير والاستحسان من الجماهير والنقاد0

شهد المسرح أولي بدايات أبو بكر عزت، ولعب علي خشبته العديد من الأدوار والشخصيات الفنية من خلال فرقة المسرح الحر الذي قدم بها العديد من الأعمال، وكانت مسرحية «قصر الشوق» للأديب الكبير نجيب محفوظ هي أول احتكاك حقيقي له بعالم الاحتراف، ثم تبعها بأعمال أخري، واشترك في أعمال كثيرة مع فرقة عبد المنعم مدبولي، وفؤاد المهندس حتي ثقلت موهبته وتكونت شخصيته الفنية في وقت مبكر، ثم اتجه بعد ذلك لمسارح الدولة ليبدأ مسيرته الفنية التي استمرت أكثر من أربعين عاما، ليكون علي موعد مع الشهرة في مسرحية «الدبور» أمام ليلي طاهر وإبراهيم سعفان، وهو العمل الذي شهد شهرته واتساع قاعدته الجماهيرية، وتوالت بعد ذلك مسرحيات «المفتش العام»، و«الدلوعة» وهي مسرحية من تراث نجيب الريحاني التي شاركه في بطولتها فريد شوقي ونيللي، ثم «سكة السلامة» و«سنة مع الشغل اللذيذ» و«البيجاما الحمراء» ورائعة عبد الرحمن الشرقاوي «الأرض»0 كما حازت مسرحية «الدخول بالملابس الرسمية» مع سهير البابلي وإسعاد يونس علي شهرة واسعة وكذلك مسرحية «العالمة باشا» مع سهير البابلي أيضا الذي توجت تاريخه المسرحي الكبير0

ومع انتشاره الفني من خلال أعماله المسرحية، بدأ يتجه إلي السينما وقدم أعمالا كثيرة في أدوار ثانوية مثل «النظارة السوداء» مع نادية لطفي وأحمد مظهر، و«هارب من الزواج» مع فؤاد المهندس وشويكار، و«زوج في إجازة» ثم «معبودة الجماهير» مع عبد الحليم حافظ وشادية، ثم «ميرامار» مع شادية ويوسف شعبان وعماد حمدي ، و«إجازة صيف»، ثم شارك فريد شوقي بطولة فيلم «30 يوم في السجن» بدوره الشهير (مدحت الشماشيري) في قفزة غير مسبوقة لم تدم كثيرا، ولم يستغلها 00 فقد كان الفيلم كفيلا بفتح أبواب كثيرة أمامه، ثم واصل الأعمال السينمائية في «سوق الحريم» و«علي ورق سوليفان» «الاحتياط واجب» مع أحمد زكي ومديحة كامل، و«القطار» مع نور الشريف وميرفت أمين والفيلمان الأخيران من إخراج أحمد فؤاد، و«خائفة من شيء ما» مع عزت العلايلي ونجوي إبراهيم، و«أفواه وأرانب» مع فاتن حمامة ومحمود ياسين، «فوزية البرجوازية» قصة الكاتب الكبير أحمد رجب، و«لصوص خمس نجوم»، و«استقالة عالمة ذرة»، و«الزمن والكلاب»، لكن المخرجين حاصروه في دور الشرير الذي أجاد فيه، وأصبح من الصعب الخروج من هذه الدائرة التي برع فيها وأصبحت أدوارها وشخصياتها محجوزة له نظرا لقدرته الفائقة علي تقمصها وادائها0 وأيضا استسهال المخرجين، ولم يخرجه من هذه الدائرة سوي المخرج المتميز عاطف الطيب كما سنورد في السطور التالية0

وتأتي التسعينيات لتشهد انطلاقة جديدة لأبو بكر عزت، حيث تم إسناد بعض الأدوار المهمة التي أصبحت علامة في تاريخه الفني، فخلال هذا العام قدم أفضل أربعة أفلام خلال مشواره الفني، بداية من فيلم «الإمبراطور» عام 1990 للمخرج طارق العريان مع أحمد زكي ومحمود حميدة ورغدة وقام بدور تاجر مخدرات، وفي عام 1991 قدم فيلم «الهروب» مع أحمد زكي وعبد العزيز مخيون وحسن حسني من إخراج عاطف الطيب، والذي لعب فيه شخصية ضابط الشرطة الذي يقف أمام ممارسات رؤسائه في تحريك القضايا لخدمة أغراضهم وتغييب وعي الناس، وفي عام 1992 قدم دورا من أفضل أدواره في فيلم «ضد الحكومة» أمام أحمد زكي ولبلبة وعفاف شعيب، حيث كان يقوم بدور المحامي الكبير الذي يدافع عن الحكومة من خلال الوقوف أمام محامي التعويضات الذين يحاولون إحراج بعض المسئولين الكبار0 ويأتي عام 1997 ودوره العبقري في أول بطولة مطلقة له من خلال فيلم «المرأة والساطور» أمام النجمة نبيلة عبيد ومن إخراج سعيد مرزوق في دور نصاب يغرر بامرأة وينجح في السطو علي كل أملاكها، حتي تضطر في النهاية لقتله، وقد نال جائزة التمثيل الأولي عن هذا الدور من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي0

أما في التليفزيون فقد استطاع أبو بكر عزت أن يحتفظ بمكانة مرموقة وسط أبناء جيله من الفنانين وقدم أعمالا متميزة مازالت محفورة في أذهان الجماهير مسلسل «هو وهي، والزوجة أول من تعلم، الشاهد الوحيد، عصفور في القفص، وعلي الزيبق، وزمن عماد الدين، والمسلسل الشهير «لا» للكاتب الكبير مصطفي أمين، وأرابيسك وزيزينيا لأسامة أنور عكاشة، وبنت أفندينا وعلي نار هادئة آخر أعماله»0

يعتبر أبو بكر عزت من طليعة الفنانين الذي شهدوا بدايات الإرسال التليفزيوني المصري في أوائل الستينيات ، وواكب البدايات الأولي للدراما التليفزيونية وشكل مع أبناء جيله من الرواد النواة الأساسية للعمل الدرامي في ذلك الوقت والذي عرف بجيل الأبيض والأسود، حيث كان العمل حينذاك يتطلب مجهودا وعناء كبيرين، في وقت لم يشهد فيه فن المونتاج هذا التطور المذهل الذي طرأ عليه، ورغم أنهم كانوا يعملون في أجواء شديدة الصعوبة، إلا أن عطائه ظل متواصلا، ولم يقف الأمر عند التليفزيون فقط، بل كان له إسهامات كبيرة في الإذاعة0

ظل أبو بكر عزت وفيا لفنه مؤمنا بقناعاته غير عابئ بأي طموح مادي، ولم يلهث وراء الشهرة، وكل ما كان يشغل باله هو التجديد والتطور وتقديم أعمال متميزة وثيقة الصلة بالناس وتحترم عقولهم0

إن الكلام عن جيل العمالقة وزمن الفن الجميل ليس معنيا به ما كان يقدم فقط، ففي كل زمان ومكان هناك فن ردئ وفن جيد، لكن هؤلاء الأساتذة الكبار العظام وفي الصفوف الأولي أبو بكر عزت كان الفن بالنسبة لهم هو الشريان الذي تسري فيه دماؤهم والرئة التي يمر من خلالها الهواء0

كان الفنان الكبير أبو بكر عزت من الفنانين القلائل الذين لم يتعرضوا للشائعات، بل نستطيع أن نجزم أنه لم تطله أي إشارات لمز أو غمز طوال مشواره الفني، فقد كان الحاضر بأعماله، الغائب عن جلسات النميمة والاغتياب، اقتصرت أخباره علي الأعمال التي يقوم بها0 حتي إنه كان لا يكثر من أحاديثه الصحفية، ورغم أنه فنان متميز ومبدع، ولا يختلف عليه أثنان، إلا أنه ظل في منطقة وسطية ومعتدلة، قدم شخصيات كثيرة ومتنوعة علي مدار تاريخه الفني0

ظل أبو بكر عزت يعمل حتي اللحظات الأخيرة من حياته، فلم يمهله القدر من تكملة مسلسل «ومضي عمري الأول» الذي أنهي بالفعل نصف المشاهد المخصصة له، وجاء خبر رحيله صدمة كبيرة لجماهيره في مصر والوطن العربي، لكن عزاءنا أن أعماله وسيرته الطيبة ستكون عوضا لنا00 رحم الله أبو بكر عزت ذلك الفنان المحترم، الذي كان يروج للقيم والأخلاق، ولم يتنازل عن قناعاته في يوم من الأيام0

الأهالي المصرية في 8 مارس 2006

 

أبو بكر عزت أكبر من كوميديان .. وأكثر من فنان

أمين بكير  

من حق هذا الممثل الكوميدي علينا أن نعطيه بعضاً من حقه، فلقد كان نجما كوميديا وممثلا بارعا في كل ما أسند إليه من أدوار، فهو رجل قد اعتنق منذ أن شاهدته في مسرحية «قصر الشوق» للمسرح الحر علي خشبة المسرح القومي دور كمال، وأنا أعشق فن هذا الرجل لأنه ببساطة فنان لا يعرف الزيف، وأدركت من خلال رحلته مع الفن مسرح، سينما، تليفزيون بأن الفن عنده دائما كان مغامرة ضد المجهول أو نحو المجهول ومراهنة علي المستحيل، هكذا كان في مسرحية «الدخول بالملابس الرسمية» أمام المعتزلة سهير البابلي حينما شكلا ثنائيا عبقريا في مباراة كوميدية عبقرية.

ولمست أن راحلنا العزيز كانت حياته تحد لكل ما هو عادي وكل ما هو مألوف ومكدور، وإذا كانت الكلمات عن أبو بكر عزت لا تفيه حقه لأنه كان أكبر من الكلمات، أكبر بكثير من مضمونها. وحب مهنة التمثيل عنده أحد جناحيه والحرية هي جناحه الآخر، أما الحياة فكانت قلبه المفعم بحب المسرح بشكل جنوني وحبه للفن عموما خلع علي الحرية قيمتها فانتقل من فرقة إلي أخري، وقد عرف أبو بكر عزت جغرافية التحرك داخل الأدوار بحضور كوميدي أخاذ، إذ كان يمتلك ذكاء حرفيا بامتلاكه ناصية كل شخصية يقوم بها، ففي مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» وقف علي قدم المساواة مع نجم القومي عبد المنعم إبراهيم، وفي «الدبور» كان ميلاده بطلا مطلقا، وفي «الدخول بالملابس الرسمية» كان قد دخل إلي قلوب المشاهدين إذ كان يمتلك بناء فيزيقيا ملائما للعديد من الأدوار.

وأبو بكر عزت من مواليد حي السيدة زينب تخرج في كلية الآداب قسم الاجتماع 1958 والمعهد العالي للفنون المسرحية 1959، عمل بعد تخرجه مدرساً لمادة الاجتماع بالمعهد الفني الصحي، اتصل في مراحل الدراسة بفريق التمثيل بالخديوية الثانوية والفرق الجامعية، لفت إليه الأنظار عندما لعب دور كمال في «قصر الشوق/ السكرية» للمسرح الحر 1961 وانتقل للعمل لفرق التليفزيون المسرحية 1962، استقال من التدريس 1964 ليتفرغ للتمثيل.

وواصل نشاطه بالمسرح الكوميدي في مسرحية حادث قطار «1962»، مهرجان الحب، في بيوت الناس «1963»، بنت ساعتها «1963»، مقالب محروس «1964»، الدبور التي قام فيها بدور رئيسي، شاب رومانتيكي متزوج يتهافت علي الجميلات «1965»، ثم دور المفتش في مسرحية المفتش العام «1962»، وفي مسرحية «حركة ترقيات» قام بدور المدير الخليع «1966» من إخراج سعيد أبوبكر وقد أثبت في هذه المرحلة أنه من أبرز نجوم المسرح الكوميدي وتميز في أدوار الشاب المرح العابث الانتهازي خفيف الظل.

واصل أبوبكر عزت نشاطه بفرقة الفنانين المتحدين وقام بدور الزوج الماجن نشأت في مسرحية «البيجامة الحمراء 1967، ودور نبيل الذي يغازل زبائن زوجته إذ يظهر في أربع شخصيات مختلفة في مسرحية «الزوج العاشر 1968»، ومن أدواره المتميزة دور علي جناح التبريزي في المسرحية التي تحمل ذات الاسم علي جناح التبريزي وتابعه قفة لألفريد فرج «1968 - 1969» وهو أمير مفلس حالم بالعدالة الاجتماعية، وقد تباري مع نجم الكوميديا ابن القومي عبد المنعم إبراهيم فشكلا ثنائيا كوميديا عبقريا في هذه المسرحية التي نالت نجاحا جماهيريا وأثني عليها النقاد.

انتقل أبو بكر عزت للعمل بفرقة الريحاني من بعد نجاح علي جناح التبريزي وظل بهذه الفرقة نحو خمس سنوات قام خلالها ببطولة مسرحيات «عفريت الستات، سنة مع الشغل اللذيذ، 1970 قام بدور زينهم الخادم الذي يصبح حاكم الجزيرة، ومسرحية 100 تحت الصفر في دور المحامي المريض الذي يجمد لدرجة 100 تحت الصفر، في بيتنا طفل ومسرحية باي باي «1973» الملاك الأزرق «1974» مين يعاند ست، ومسرحية إنهم يقتلون الحمير لفرقة عمر الخيام لعب 5 أدوار متباينة «1974» بنات العجمي لفرقة المدبوليزم «1976»، ثم مسرحية آخر أتوبيس للجنة «1976».

أما في فرقة الكوميدي شو التي كونها المخرج السيد راضي وقد اختار لها مقرا ممتازا علي نيل مصر العظيم مسرح حديقة الأندلس ليصبح الفنان أبوبكر عزت نجما لامعا وبطلا مطلقا إذ حقق في مسرحية الدخول بالملابس الرسمية «1979» ليشكل مع النجمة سهير البابلي ثنائيا استطاع أن يثبت أن النجومية يصنعها الاختيار الجيد والتوصيل الجيد، فهو فنان كان يدقق في اختيار أدواره ويعكف علي دراستها ويظل مهموما بها حتي آخر أيام عروض لها، ثم مسرحية «زواج مستر سلامة» التي افتتحت بها فرقة النيل المسرحية وكان بطلا مطلقا، ثم مسرحية «سكر زيادة» وشارك في مسرحية بداية ونهاية لجمعية فناني وكتاب محافظة الجيزة في دور الميكانيكي وهو دور صغير، لكنه شارك في هذه المسرحية ضمن عدد كبير من النجوم استطاعت هذه الجمعية برئاسة الفنان محمود ياسين رئيس مجلس إدارتها ليتحول إيراد الحفلات إلي العمل الخيري لإعالة المرضي وكان ذلك عام 1976 .

وقدم للمسرح الحديث التابع للبيت الفني للمسرح مسرحية «الحامي والحرامي» في دور يقظان خازندار الدولة «1989» ثم مسرحية العالمة باشا لفرقة ستوديو الفن من إخراج جلال الشرقاوي صاحب الفرقة وكان ذلك «1990»، ثم مسرحية سعدون المجنون لمسرح الزمالك «1995».

شارك في تمثيل عدد كبير من الأفلام:30 يوم في السجن في دور صاحب مقهي، قمر الزمان، الكروان له شفايف، 13 كدبة وكدبة، ميرمار، زوج في إجازة، هاربون من الزواج، حب ومرح وشباب، الأشقياء، النظارة السوداء، شقاوة بنات، إعلان زواج، بيت القاصرات، مجانين علي الطريق.

وفي التليفزيون اشترك في مسلسلات: عدو البشر، ليلة الفرح، أصول الزواج، وتاه الطريق، عصفور في القفص، تفضلوا بقبول الحب، اليوم المشهود، علي الزيبق، مكتوب علي الجبين، رأفت الهجان، المرايا، الف ليلة وليلة، حلقات كلمة *غنوة، أرابيسك.

الجوائز: أولا جائزة الجمهور الذي عشق فن أبو بكر عزت الذي دخل قلوب المشاهدين وتربع لأنه في كل أدواره كان متميزا ومخلصا وتاركا لبصمة فنية بارزة فأعطاه الجمهور جائزة الحب لكل أعماله.

كرم في مهرجان السينما 1969 إذ حصد جائزة أحسن ممثل .

في عام 2004 نال جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم المرأة والساطور.

موجع القلب انتقل إلي جوار ربه روحه، بيننا وأعماله تشهد له بالتميز.. والرحيل عنا ليس موتا وإنما هو بعث حياة من حياة لأن الراحل العزيز كان نموذجا للفنان الذي يحتذي وبين ظهرانينا من يخرج من عباءة فنه الملتزم المحترم القادر علي اقناع الناس بلا هلس ولا إسفاف، رحم الله فناننا المحترم أبو بكر عزت، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

جريدة القاهرة في 7 مارس 2006

 

المرأة وساطورها اوصلا الراحل الى جائزة افضل ممثل مصري عام 1997

رحيل الفنان ابو بكر عزت

عزت صاحب كبار النجوم مكتفيا بالادوار الثانوية، وذروة انجازه تجسدت في فيلم 'المرأة والساطور'.

القاهرة - توفي مساء الاثنين بالقاهرة الممثل المصري أبو بكر عزت عن عمر ناهز 73 عاما اثر اصابته بأزمة قلبية مفاجئة.

وقالت مصادر بأحد مستشفيات القاهرة ان الممثل الراحل نقل الى المستشفى بسبب هبوط مفاجئ في عضلة القلب وبعد فترة من الاستجابة للتنفس الصناعي أصيب بأزمة قلبية وفارق الحياة.

ولد عزت بالقاهرة عام 1933 ودرس علم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة القاهرة والتحق بمعهد التمثيل عام 1955 ثم التحق بفرقة المسرح الحر عام 1959 وكانت أولى مشاركاته في مسرحية "قصر الشوق" المأخوذة عن احدى روايات ثلاثية نجيب محفوظ.

وقدم عزت للمسرح أعمالا منها "المفتش العام" و"سكة السلامة" و"الدخول بالملابس الرسمية" و"سنة مع الشغل اللذيذ" و"البيجاما الحمرا" و"الارض".

ولكن المسلسلات التلفزيونية منحت الممثل الراحل كثيرا من الانتشار ومنها "علي الزيبق" و"زمن عماد الدين" و"لا" و"هو وهي" المسلسل الوحيد الذي قدمته الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني.

ومن أبرز المسلسلات التي شارك فيها عزت "أرابيسك" و"زيزينيا" وهما من تأليف أسامة أنور عكاشة.

وكان اخر أدواره للتلفزيون مسلسل "على نار هادئة" الذي عرض العام الماضي وهو من تأليف زوجته كاتبة السيناريو كوثر هيكل.

وفي السينما شارك عزت بأدوار ثانية في أكثر من 55 فيلما منها "ميرامار" و"معبودة الجماهير" و"30 يوم في السجن" و"زوج في اجازة" و"الاحتياط واجب" و"الامبراطور" و"ضد الحكومة" و"الهروب".

لكنه انتزع -بجدارة في رأي كثير من النقاد- جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1997 عن دوره في فيلم "المرأة والساطور" حين منحه مخرجه سعيد مرزوق أول واخر بطولة سينمائية مطلقة.

موقع "ميدل إيست أنلاين" في 28 فبراير 2006

ضوء ... أفلامنا والعالم

عدنان مدانات 

ما هو المطلوب كي تصبح السينما العربية محط الاهتمام عالميا؟ يكتسب هذا التساؤل راهنيته بفضل ما حصل في الأعوام الثلاثة الأخيرة من تقدم بضعة أفلام لمخرجين عرب ممولة من دول أوروبية إلى واجهة المهرجانات السينمائية العالمية وحصولها على الجوائز الرئيسية، بدءا من فيلم “يد إلهية”، مرورا بفيلم “طيارة من ورق”، وانتهاء بفيلم “الجنة الآن”، وهذا بدوره ما وضع هذه الأفلام في واجهة وصدارة وسائل الإعلام العالمية المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية، خاصة أن كلاً من هذه الأفلام الثلاثة طرح بطريقته الخاصة ومن زوايا مختلفة قضية رئيسية يعاني العالم العربي من جرائها وتعكس نفسها على الوضع العالمي وهي قضية فلسطين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

هل المطلوب هو صنع أفلام تؤسس لسينما عربية تروي قصصا ذات خصوصية أم صنع أفلام تشرح قضايانا الراهنة الكبيرة للعالم باعتبار أن السينما وسيلة أساسية من وسائل الدعاية والمعرفة؟ وهل قضايانا الكبيرة هي الوحيدة التي ستلفت أنظار العالم إلينا أم ثمة قضايا إنسانية صغيرة تفيد في ذلك؟ وهل أن اختيار القضايا التي تطرحها الأفلام بهدف جلب الاهتمام العالمي اختيار حر وقرار ذاتي أم هو اختيار يفرضه وضع تاريخي سياسي محدد؟ وهل أن إثارة قضية ما في الفيلم شرط ضروري لحصوله على اهتمام عالمي، أم يكفي لذلك أن يتضمن الفيلم إنجازا فنيا إبداعيا ما أو خصوصية أسلوبية جمالية متميزة؟ وهل أن أهمية القضية قد تعوض عن النقص أو الضعف في الإنجاز الفني الإبداعي أو أن الإنجاز الفني الإبداعي قد يغفر للفيلم سطحية مضمونه أو سذاجة القضية التي يطرحها؟ هذا مع الأخذ بعين الاعتبار انه يفترض في كل فيلم، من حيث المبدأ، أن يثير قضية ما.. مهما كان حجمها أو نوعها، فهناك قضايا وطنية محلية، و هناك قضايا عالمية، كبرى صارخة ترتبط بمواضيع اجتماعية أو سياسية على علاقة بأوضاع أو أحداث معاصرة مدوية وذات تأثير على مجريات العصر.. وهناك قضايا تحمل طابعا عاما إنسانيا ولكنها متضمنة في مواضيع مكونة من قصص فردية تدور حول هموم العيش والعلاقات الاجتماعية، وتقدم نماذج أبطالها من الناس العاديين، لكنها تبهرنا عن طريق اكتشاف أهمية وروعة وعمق دلالة تفاصيل صغيرة مستمدة من مادة الحياة اليومية، تفاصيل يمر عليها الناس مرور الكرام و لا يلاحظ أهميتها إلا المبدعون.

هذه بعض من الأسئلة التي قد يكون من المفيد أن يتفكر السينمائيون العرب فيها وان يبحثوا عن إجابات عنها.

و من هذا المنطلق من المفيد هنا ملاحظة حقيقة وجود فرق أساسي بين فيلم سينمائي ما يحصد الجوائز الدولية في زمن ما ويثير ضجة إعلامية ثم تخفت أصداؤه تدريجيا ويصبح جزءا من الماضي، وبين فيلم سينمائي ذي خصوصية وهوية ثقافية وفنية ينتمي إلى ظاهرة سينمائية وطنية، وليس مجرد حالة مفردة، ظاهرة تثبت تميزها ولا تتوقف عن إدهاش العالم بإبداعها المتجدد المتمثل في إنتاج أفلام لديها ما تقوله كي تعبر عن نفسها وتطرح فكرها الخاص وتقدم رؤاها الخاصة ولا تضع في اعتبارها أن تقول ما تعتقد أن العالم يرغب أن تقوله.

لا يتحقق وجود مثل هذا النوع من السينما/ الظاهرة المتميزة إلا بوجود أساس محلي وطني لها يضمن الإمكانيات المادية والتقنية الضرورية لإنتاجها. وليس المقصود بهذا الأساس قيام صناعة سينمائية محلية بالمعنى الكبير لكلمة صناعة، بل المقصود هو دعم تمويلي وتنظيمي يسمح باستمرارية إنتاج الأفلام بما يشكل خبرة تراكمية.

لا ينفي عدم وجود سينما وطنية إمكانية إنتاج أفلام فردية، غير أن هذه الإمكانية تظل مجرد حالات فردية والتقاط لفرص لا تتوفر دوما وإن توفرت أحيانا فليس للجميع. ومن ناحية ثانية، فإن غياب الإمكانيات المحلية لتمويل و لدعم إنتاج الأفلام الوطنية يتسبب في توجه السينمائيين كأفراد إلى الخارج بحثا عن الدعم والتمويل الأجنبي مع الاستعداد للموافقة على الاستحقاقات والالتزامات المرتبطة بهذا التمويل، خاصة على الصعيد الفكري. وفي كل الأحوال فإن التمويل الأجنبي يدعم فيلما لكنه لا يبني سينما ذات موقع في العالم.

الخليج الإماراتية في 6 مارس 2006

 

سقط الفيلم وانتصر السفاح في ألمانيا

جهاد الترك 

حدث فريد من نوعه يسود الوسط السينمائي في المانيا، هذه الأيام. فقد أقدمت المحكمة الاقليمية العليا في مدينة فرانكفورت على حظر فيلم سينمائي كان متوقعاً عرضه هذا الاسبوع. قرار قضائي من جانب واحد جرى تنفيذه على الفور من دون العودة إلى النقابات الفنية المعنية بالأمر. الأغرب من هذا القرار، أن سحب العمل السينمائي من التداول التجاري، تم بناء على توصية من أحد اخطر السفاحين الذين عرفتهم المانيا في تاريخها الحديث. وحجته في ذلك أن الفيلم وعنوانه: "روتنبرغ" يسيء إلى حقوقه الشخصية التي يكفلها القانون.

يُذكر ان هذا السفاح ويدعى أرمين مايويس، قد وقع في الأسر في العام 2002، في أعقاب جهود مضنية بذلتها الشرطة. وقد وجهت إليه، في تلك الأثناء تهمة شنيعة لم ينكرها، هي اقدامه على قتل أحد الأشخاص ومن ثم التهامه. حصلت هذه الجريمة المروّعة التي أثارت، في تلك الأثناء قلقاً واسعاً في الأوساط الاجتماعية والسياسية، من خلال شبكة الانترنت. واذ وجد هذا السفاح ضالته المنشودة باللجوء الى استخدام الكمبيوتر والدخول السهل إلى الشبكة الالكترونية بحثاً عمّا لذ وطاب من الضحايا الذين أحّل لنفسه تناول لحومهم. لسوء حظه، لم يُوفق الا بفريسة بشرية واحدة كانت كفيلة بالقاء الذعر في أوصال مدينة روتنبرغ التي أُطلق اسمها على الفيلم المذكور.

من غرائب المحاكمة التي صدر على إثرها قرار منع الفيلم، استجابة القضاة لإحدى مرافعات محامي المتهم، التي جاء في حيثياتها أن الفيلم يعيد احياء وقائع الجريمة على نحو من الاثارة العاطفية المفرطة التي قد تعرّض السفاح لنوع من الأسئلة الصعبة والمعقدة، هو في غنى عنها بعد أن ثبتت جريمته وأقر هو نفسه بقتل الضحية والتهامها من دون تردد. وكان القضاة قد أصغوا باهتمام بالغ للسفاح وهو يدافع عن وجهة نظره، قائلاً أن من أهم مآخذه على الفيلم هو اسهاب المخرج في اعتماد نمط من السيناريو والحوار لا يقوم على استخدام المفردات الصحيحة تعبيراً عن السياق الدرامي الذي سبق الجريمة وأعقبها.

ويبدو أن حجة السفاح بدت أكثر قوة واقناعاً من الذرائع التي أدلى بها منتج الفيلم. ولم يستفد هذا الأخير من محاولاته الحثيثة لتبرئة ساحته بالتأكيد انه استوحى سيناريو الفيلم، ووفقاً لضرورات الاخراج السينمائي من الظروف النفسية التي رافقت الجريمة. بدا دفاعه سخيفاً مقارنة بالذرائع الدامغة التي تفوه بها السفاح. والأرجح أن هيئة المحكمة كانت أكثر ميلاً إلى التعاطف مع المجرم باعتبار أنه ادرى بفعلته من المنتج والمخرج. قدّرت له صراحته وخيبّت أمل المنتج.

لم يشهد الوسط السينمائي في المانيا شيئاً كهذا من قبل، باستثناء ما يبيحه القانون من منع لأفلام ومسرحيات تدعو الى الايديولوجيا النازية. ثمة احباط نتيجة لهذا التطور القضائي، مرّده على الأرجح الى ما يعتبره الوسط الفني هناك، انتصاراً لمزاعم الجريمة على الفن السابع، ومع ذلك، ثمة لغط في مدينة روتنبرغ، مسقط رأس السفاح، حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حظر الفيلم.

فادعاءات المحكمة بدت أضعف من المتوقع، وذرائع المتهم لم تقنع احداً خصوصاً وأنه قد يطلق سراحه في غضون خمس أو ست سنوات.

نجح السفاح في أن يتهم الفيلم بأنه يستهدف القاء الذعر في المشاهدين. وفشل المنتج في أن يثبت للمحكمة بأن عمله السينمائى قد صيغ في اطار من التحليل النفسي لا أكثر ولا أقل.

يذكر ان مخرج الفيلم، مارتن وايز، من أصل الماني يقيم في الولايات المتحدة، وقد أًصيب بصدمة كبيرة لدى ابلاغه بأن فيلمه لن يشهد النور في بلده المانيا حتى اشعار آخر. وقد يستدعي الأمر محاكمات أخرى ونفقات مالية باهظة لينتصر الفيلم على السفاح.

المستقبل اللبنانية في 7 مارس 2006

 

سينماتك

 

أبو بكر عزت.. رحلة من العطاء والالتزام

أشرف بيدس

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك