المشاهد الاولى لفيلم "البستاني المثابر" The Constant Gardener تختزل مناخه وشخصياته واسراره. على أرض المطار، يودع "جاستن" (رالف فاينس) زوجته "تيس" (رايتشل وايز) المسافرة بصحبة "أرنولد" الى "لوكي" الافريقية. الفواصل الزمنية الطفيفة بين كلمات "جاستن" وهو يقول لزوجته "أراك بعد يومين" بمثابة ايذان مبكر بوقوع شيء ما. في بيته حيث تكثر النباتات ويمضي هو وقتاً طويلاً في العناية بها كما يوحي العنوان بدلالاته المباشرة، يخبره صديقه "ساندي" (داني هيوستن) ان جثة امرأة بيضاء وجدت مقتولة على طريق برية بين "لوكي" ومنطقة أخرى مع رجل اسود ويعاجله بالخبر عن الشكوك الاولية بوجود علاقة غرامية ما بينهما. وجه فاينس المتجمد وعيناه الغائرتان تدريجياً تنذر بانهيار داخلي توحي به لقطة المخرج فرناندو ميرييس الطويلة الثابتة، ينهيها "جاستن" بجملة مزيج من التهكم والعبث: "شكراً لإخباري. لقد تطلب ذلك شجاعة كبيره منك." هذا هو اذاً مناخ الفيلم. تموت "تيس" في الدقائق الاولى مخلفة تلك الهالة من الغموض حول نوايا رحلتها : إما ان يصدق الاقاويل حول خيانتها وقتلها المتوقع على طريق محفوفة بالمخاطر حيث يسن اللصوص والمجرمون عدالتهم الخاصة. واما ان يخوض رحلة اكتشاف ما هو أبعد آخذاً بذلك بنصيحتها المبكرة له عندما قالت له ان لديه كل الوقت ليتعرف عليها ويكتشفها. لعله من سخرية الحياة ان يكون السبيل المتاح لمعرفتها عن حق موتها. من هنا يكتسب المشهد التالي في المشرحة حيث يُطلب اليه التعرف على جثتها أهمية مفصلية جمالية وموضوعية على حد سواء. فمن ذلك المشهد ومن تلك الغرفة ومن امام الجسد المهشم، سيرتفع "جاستن" ليطل على الماضي القريب مستعيداً لقاءاتهما وحواراتهما وحياتهما معاً. وسيخدم المشهد صلة وصل بين الماضي والحاضر بما يمثله من قسوة الحياة على "جاستن" بعد موت زوجته. وللمشهد ايضاً دلالة رمزية: الجسد المهشم الذي محت الوحشية معالمه الحميمة المرتبطة بذكريات كثيرة لدى جاستن (القدم، اليد، الاصابع...).. هذا الجسد سيكون خارطته الجديدة الى اكتشاف الحقائق كأنه يراه للمرة الاولى ويصطدم بحقيقة الموت المرة. لذلك لا يتقيأ مثل "ساندي" امام المشهد المقزز للجسد المنهوش. كأنه لا يراه فكل شبر فيه يعيده الى ذكرى ماضية. انه يرى الى ما خلفه، يرى الى ما خلف "تيس" في محاولة لاكتشافها وربما بمعنى آخر رمزي في محاولة لاعادة إحيائها خارج ذلك الجسد المنتهك.

السياسي والشخصي

في هذا العمل يؤفلم المخرج البرازيلي فرناندو ميرييس رواية جون لو كاري بالعنوان نفسه، مضيفاً الى رصيده فيلماً ثانياً بعد عمله الاول "مدينة الله" City of God الذي صوره في شوارع ريو دي جينيرو. لعل اسلوب الكاتب المعروف بقفزه الزمني ومناخات التشويق، يمنح المخرج المواد الخام الضرورية لصنع عمل من طراز The Constant Gardener. ولكن الامر ليس بالسهولة التي قد يبدو عليها لأن الفيلم يتحدى قواعد شريط التشويق لكنه يظل واحداً ويغوص على عناوين الفساد والاستعمارية الاقتصادية والانسانية من دون ان يفقد قدرته على صهرها في بوتقة واحدة والنتيجة مزيج نادر من الموقف السياسي والمعالجة الانسانية والبصمة الجمالية. ولعل الأخيرة هي التي تحدث الفرق في نهاية المطاف. بمعنى آخر، انها خيارات ميرييس البصرية والجمالية التي تمنح العمل خاصيته في حين كان يمكنه التحول شريطاً سياسياً بامتياز بين ايدي مخرجين آخرين. فالسائد ان يحتل الموضوع السياسي في حال تم تناوله مساحة العمل برمته. تعيننا الذاكرة القريبة علي استعادة امثلة كثيرة في هذا المضمار ليس اولها، ولن يكون آخرها، The Interpreter للمخرج القدير سيدني بولاك الذي يشكل مثالاً خالصاً على كيفية طغيان الموضوع السياسي، او "القضية" مهما كانت صفتها، على السينما في السينما. ولعل الاستطراد هنا سيقودنا الى رؤية غير بعيدة من الواقع حيث ينظر الي الموضوع السياسي في السينما السائدة على انه من اختصاص الوثائقي. ولعل الافلام الروائية التي حاولت طرح تلك الموضوعات عززت وجهة النظر تلك عندما تجردت من خصائصها البصرية والجمالية والاسلوبية ازاء معالجة الموضوع السياسي. بخلاف ذلك تماماً تعاطى ميرييس مع Gardener، ممسكاً بخيوط الرواية وايحاءاتها وذاهباً بها الى تخومه السينمائية. فالجمالية في الشريط ليست مرادفاً للقطات الجميلة والكادرات المؤثرة فقط انما هي الجمالية البصرية التي تحاكي الشخصيات وتحولاتهم وتنبئ بالاحداث وتبدلاتها كتوظيف الالوان الذي تشهده الصورة في تحولاتها من مشبعة مشعة في كينيا الى قاتمة شبه خالية من الالوان في لندن حيث يزداد "جاستن" قرباً من خيوط المؤامرة. ولعل اول ما ينجح ميرييس في فعله مع رواية لو كاري وهو ما نجده مفقوداً في أفلام أخرى مبنية على روايات له (Tailor of Panama، The Russia House...) هو إحياء جوانية الشخصيات التي يصعب ترجمتها بصرياً على الشاشة. يتشارك مع المخرج في ذلك الفضل الممثلون وفي مقدمهم رايتشل وايز التي تقدم أجمل ادوارها السينمائية علي الاطلاق هنا ورالف فاينس الذي يستثمر الى أبعد حدود، ومعه المخرج، ذلك التنافر الرهيب بين ملامحه الهادئة وغليانه الداخلي. والكيمياء بين الممثلين عالية جداً، تضيف اليها صورة ميرييس البارعة في التقاط "نيونس" الحميمية اولاً بين رجل وامرأة خُلقا ليكونا معاً ومن ثم بين زوجين متزاوجي الروح ولاحقاً بين رجل شبح وشبح امرأة لن يطول بهما الزمان قبل ان يتحدا من جديد. من المنصف القول ان اي تقصير في بلورة الشخصيات الأخرى على غرار ما فعل بشخصيتيه الرئيستين مرده تبسيط الخيوط المتشابكة للحبكة والرغبة في الحفاظ على حميمية خاصة لحكاية جاسوسية وجريمة سياسية.

حقيقتان

اذاً، يشرع "جاستن" باحثاً عن حقيقتين: من قتل زوجته؟ ومن كانت زوجته؟ كما في روايات غراهام غرين، ثمة ايحاء بغموض المرأة واستحالة فهمها الا بالعودة الى أشيائها الخاصة. في نهاية "نهاية علاقة" End of the Affair (اخراج نايل جوردان عن رواية لغرين)، يقوم فاينس (بطل الفيلم ايضاً قبالة جوليان مور) بفتح مذكراتها اليومية وقراءتها في دلالة الى محاولة فهمها. هنا ايضاً يجد طريقه الى حاجيات "تيس". صحيح انها لم تترك دفتر يوميات ولكنها امتلكت علبة صغيرة عثر فيها على رسالة من "ساندي" اليها تثبت امرين على الاقل: انجذاب "ساندي" الى "تيس" ووضع الاخيرة يدها علي رسالة هامة تخص الاول وتورطه بشيء ما. اليست هذه بداية خيوط وجهة النظر المؤامراتية ازاء قتل "تيس"؟ اكتشافات "جاستن" لاحقة هي بمثابة قطع "بازل" متفرقة من اوراق وملاحظات ورسائل الكترونية وسواها تنسج في نهاية المطاف الصورة: صورة عن "تيس" الناشطة في وجه التجاوزات والثائرة ضد استغلال العالم الاول لفقر العالم الثالث وصورة اوضح عن الاسباب التي أدت الى قتلها. لا طائل هنا من الدخول في خيوط الحكاية والمؤامرة التي سعت "تيس" الى التصدي لها ولكن أساسها استغلال شركة ادوية شهيرة مرضى الايدز في افريقيا لاجراء اختبارات لأدويتهم الجديدة غير المرخصة. لعل ما ينقذ شريط ميرييس من التحول حكاية تقليدية عن العالمين الاول والثالث وتصدي حفنة من البيض الشرفاء للانتهاكات الانسانية الحاصلة هي تلك الرحلة الذاتية التي يخوضها "جاستن" وهي ايضاً شخصية "تيس" ذات الصدقية العالية منذ المشهد الاول الذي تثور فيه على الاستاذ البديل المحاضر (جاستن) في الصف بسبب ما تسميه التدخل السافر لبريطانيا في حرب العراق. انها واحدة من القصص التي تستوجب تصديق الشخصية اولاً وذلك ما يحدث بالفعل مع "تيس". شيءٌ آخر يحفظ الفيلم من كليشيهات الموضوع. انها عين الفيلم على افريقيا. فإذا كان مشهوداً لكاري بامتداده الجغرافي في رواياته، الا ان الكليشيه الأكثر وفرة هو الذي تأتي به الصورة، قاطعة علي الخيال اية محاولة مغايرة لترجمة المكتوب. يبدو ميرييس في كينيا كأنه يتحرك في منطقته. تلك الشوارع ليست غريبة عنه تماماً. ليست نقيضة ريو دي جينيرو بفقرها وزحمتها وجمالها. ولكن نكهتها مميزة كأية مدينة، يلتقطها ميرييس منذ المشهد الاول عندما يصور مسرحاً جوالاً او شيئاً من ذاك القبيل في أحد الشوارع، يقدم مشهداً يجمع الغناء والرقص والحوار الكوميدي ـ كما توحي ضحكات المشاهدين من المارة ـ باللغة المحلية. لا يعني ذلك القول ان هناك من سيصيح "تلك هي نكهة كينيا!" ولكن خيار المخرج تضمين المشهد فرقة مسرحية هو في حد ذاته خطوة مغايرة عن السائد. تشبه كاميرا ميرييس خطوات "تيس" في المدينة. انها خطوات واثقة كأنها تسير فوق ارض تحفظها غيباً ،لكنها لا تتوقف عن الدهشة بصغائر الامور كأن يقدم لها طفل هدية مصنوعة بيده لمولودها المنتظر. في المقابل، لا نشاهد "جاستن" في شوارع كينيا الا عندما يبدأ رحلة البحث عن حقيقة زوجته واسرار مقتلها. عندها فقط يتحول من موقفه الحيادي الى الانغماس في الحياة بعيداً من حديقته ونباتاته الاثيرة.

نقلات الشطرنج

القول ان الشريط السينمائي يكتسب أهميته من الشغل البصري قد يؤدي الى ظلم المادة الحكائية ولكن ليست تلك حال The Constant Gardener. رواية كاري بتقطيعها الزمني وذهابها وايابها بين الماضي والحاضر تمهد الطريق لميرييس للقيام بخطوات تشبه نقلات أحجار الشطرنج. بمعنى آخر، يمكن الفيلم سلوك طرق عدة للعودة الى الماضي، ولكن هناك طريقاً واحدة هي الأسرع الى الـ"كش ملك" بلغة الشطرنج وهي الأكثر اناقة وتأثيراً بلغة الصورة. يستعين المخرج بتفاصيل صغرى لتكون مبرر العودة الي الماضي في فلاش ـ باك لا يكتمل في الغالب بل تقطعه افكار أخرى ليكمله في ما بعد. كأن تذكره قدم "تيس" الدامية بموقف بينهما في او ان يستعيد حوارات ومواقف او نتفاً منها. لعل تلك التركيبة من الذكريات غير المكتملة يقدمها ميرييس بواسطة كاميرا محمولة مهتزة أحياناً تعبر بعمق عن هشاشة الذاكرة الانسانية. مع تقدم الأحداث، تتحول "تيس" من شخصية تسكن الفلاش ـ باك الى شبح يرافق "جاستن" اينما حل. ان ذلك التحول في الحضور الطاغي لتلك الشخصية الغائبة يدلل على اقتراب "جاستن" منها اي اكتشافه لها. نادراً ما استطاعت الافلام ان تعالج موضوع الفقد بهذه الحساسية وان تقنع المشاهد بأن ذلك الحب الذي ربط بين الاثنين ليس مكملاً فقط بل انه ينمو بفضل مثابرة البستاني. قبل اي شيء، ربما يكون العنوان في معناه غير المباشر يعني "البستاني المثابر" ليس على بستنة نباتاته فقط وانما على "بستنة" الحقائق والحب لئلا يموتا ذبولاً. 

* يعرض حالياً في صالات بلانيت

"مصح".. السير على خط دقيق بين الجنون والتعقل

يلعب شريط دايفيد ماكينزي على الخط الدقيق الفاصل بين التعقل والجنون بما هو ليس موضوعاً غريباً على الكاتب باتريك ماكغراث الذي سبق للمخرج دايفيد كروننبورغ ان اقتبس إحدى رواياته العام 2002 في Spider مع الممثل رالف فاينس. ولكنه ايضاً موضوع أثير لدى المخرج الذي قدم في فيلميه السابقين، The Last Great Wilderness وYoung Adam، مقاربة مشابهة لتوصيفات المجنون والعاقل. يطلق المخرج شكه منذ البداية في شكل نكتة على لسان مدير مشفى الامراض العقلية الذي يرحب بالدكتور "ماكس" (هيو بونفيل) المنضم حديثاً الى الطاقم الطبي هناك "في مأوى المختلين هذا" مشيراً الى الجمع من الأطباء والموظفين. على هذا النحو من التساؤلات عن معنى "العاقل" و"المجنون" يكمل الفيلم في تقديمه الشخصيات واكتشافهم كأنما تحت مجهر الطب النفسي غير القادر، بحسب الفيلم، على بلورة فكرة واضحة عن مواصفات الانسان المجنون. يقابل ذلك العجز عجز آخر في تحديد ماهية الانسان العاقل. فهل انسياق "ستيللا" زوجة "ماكس" الى تلك العلاقة الشغوفة بـ "ادغار" أحد مرضى المشفى هو ضرب من الجنون؟ هل الغيرة المفرطة التي يعاني منها الاخير هي ضرب من الجنون؟ هل الافتتان هو جنون؟

يطرح الفيلم تلك الأسئلة من خلال تقديمه حكايته بكليشيهات معهودة: الزواج الذي فقد بريقه بين "ماكس" و"ستيلا" وباعد في ما بينهما روحياً وجسدياً وحرية الاخيرة في التعبير عن نفسها ورفضها الدور التقليدي للزوجة... كلها تتفجر في علاقتها بـ"ادغار" التي تذهب اليه طوعاً. يسبق ذلك حديث عابر بينها وبين الطبيب "بيتر كليف" (ايان ماكلين) المتخصص في معالجة الهوس الجنسي لدى المرضى عن الفرق بين الزواج والحب والشغف. كأن "ستيللا" أدركت من ذلك الكلام ان ما تبحث عنه هو الشغف او الاحرى هو ما تفتقده. في خطوة لا يوضحها الفيلم، يُعين "ادغار" للعناية بالغرفة المهجورة الخلفية لبيت "ماكس" و"ستيللا" ويتقرب من ابنهما "تشارلي" هو الآخر فاقد حضور الاب في حياته. فهل "بيتر" هو الذي اقترح "ادغار" للمهمة من اجل ان يتسنى له مراقبة نشوء تلك العلاقة الشغوفة المدمرة بينه وبين "تسيللا"؟ ذلك ما لا يكشف السرد عنه ولكنه يبقى احتمالاً قائماً.

ولكن طريق "ستيللا" التي بدأت بخطوات واثقة في اتجاه الغرفة الخلفية لملاقاة "ادغار" بدون موعد انما على موعد بين قدريهما، سرعان ما ستتحول درباً وعرة ستدفع فيها الثمن الذي دفعته "آنا كارينينا". وبقدر ما تجسد الممثلة ناتاشا ريتشاردسن دور "ستيللا" بحسيتها وضياعها وصراعها الداخلي بقدر ما تُترك الشخصيات الأخرى هشة. شخصية "بيتر" الطبيب يلعبها ماكلين بما يلزم من الغموض ولكن ثمة ما ينقص لبلورتها ولمنح نظرياتها بعداً أعمق. و"ماكس" الزوج يتأرجح بين الرجل الاناني الذي لا يفكر الا بتقدمه المهني وبين الرجل الطيب المتسامح والضعيف في آنٍ ولكنه يبدو مظلوماً في تلك التركيبة التي تُحمل لشخصيته. اما "إدغار" فهو الزوج المخدوع والعاشق الشغوف والفنان ايضاً.. ولكنه يبقى صورة سطحية لما يمثله شأنه في ذلك شأن الشخصيات الاخرى باستثناء "ستيللا" الشخصية الوحيدة المكتملة والغنية بالتفاصيل على نحو مؤثر. مع تقدم الأحداث، تنزلق الأرض من تحت أقدام الجميع. يخسر "ماكس" عمله وحياته وتتلاشى قدرة "ستيللا" على التواصل مع بديهيات الحياة اليومية ليؤدي بها ذلك الى تراجيديا كبرى ويتحول العالم الخارجي بألوانها التي تبهت وتميل الى البرودة، يتحول امتداداً لأروقة المشفى العقلي.

يجتهد المخرج ماكينزي في التقاط معالم مرحلة الخمسينات، راسماً خطوط الشبه في أحيانٍ كثيرة بين هرمية المشفى والمجتمع البريطاني وقتذاك المتجسد في شخصية والدة "ماكس" (جودي بارفيت). كذلك يقدم المخرج معالجة بصرية جيدة، ملقياً الشماعات بصرية لما ستؤول اليه حال الشخصيات. في بداية الفيلم، تقود الحشرية "ستيللا" الى الدوران في اروقة المشفى كأنما في تلميح الى انها ستعود الى اجتياز الامكنة نفسها لاحقاً انما بصفة اخرى وتحت اشراف "بيتر" الذي ابعدها في المرة الاولى عن عنبر المرضى. ويمتاز الفيلم ببعض مشاهده قوية الايحاء. مشاهد محبوكة بقوة وقسوة في آن تلمح الي قدرات المخرج وان كانت اشياء أخرى في الفيلم تخونه لاسيما نصفه الأخير الذي يبدو اقل اقناعاً من نصفه الاول. ويمكن المتابع ان يتلمس محاكاة بعض الاجزاء لفيلم هيتشكوك الشهير Vertigo لاسيما مشهد السقوط الأخير.

لعل Asylum يتمكن في نهاية المطاف برغم كل اخفاقاته من السير على تلك الحافة الدقيقة بين التعقل والجنون ومن قول كلمته في أشياء الحياة الكثيرة التي تدفع الى الجنون كحالة قصوى من احتواء المشاعر الكبرى والمكثفة. ولكن ما يلمح اليه بوضوح قبيل نهايته هو ان لا شفاء الافتتان والشغف وربما يكون الموت هو الشفاء الوحيد. لقد استطاعت ريتشاردسن ان تختزل ذلك المعنى في ادائها ولكن كيمياء العلاقة بينها وبين "إدغار" (مارتن كزوكاس) لم تنجح في ذلك تماماً.

المستقبل اللبنانية في 24 فبراير 2006

 

السندريللا.. عبد الحليم.. اسمهان.. مي وجبران

المشاهير يغزون الشاشة الصغيرة 

سباق محموم بين شركات عربية عدة للانتاج التلفزيوني حول اخراج مسلسلات درامية لعدد من الشخصيات الفنية والسياسية التي الهبت مخيلة المشاهدين. قد يبدو وراء هذا التهافت على اضفاء شكل تلفزيوني وسينمائي على هذه السير الذاتية، أسباب اخرى تتعلق مباشرة بالبحث عن حوافز درامية لاستقطاب المشاهدين بعدما كادت الاقلام ان تستنفد سائر الموضوعات والقضايا في هذا المجال. المهم ان يشكل هذا السباق اضافة نوعية الى الدراما العربية لانقاذ ماء وجهها بعدما طغت عليها في الآونة الاخيرة ملامح الرتابة.

ينطوي هذا السباق على ما قد يجعل منه أمراً حامياً جداً، خصوصا وسط المعطيات المتداولة. من بينها مسلسل قيد الدرس والتحضير يدور حول العلاقة المزعومة بين الكاتب الكبير جبران خليل جبران والاديبة مي زيادة من خلال الرسائل التي تبادلها الاثنان. ويتناول هذا العمل السيرة الذاتية لكليهما راصدا بعض تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في لبنان ومصر والشام وبلاد المهجر. لم يحسم بعد اسم المخرج وان تردد اسم السوري حاتم علي. كما جرى ترشيح الممثل السوري عابد فهد لدور جبران، والممثلة هند صبري لشخصية مي زيادة. يذكر ان كثيرات حاولن الحصول على دور مي زيادة، من بينهن، دلال عبد العزيز التي كانت قصت شعرها على طريقة مي، والسورية جومانة مراد، وسواهما.

تشكل شخصية اسمهان حلقة اخرى في هذا السباق، تتنافس عليها ثلاث جهات: الشركة السورية (فراس ابراهيم)، ومدينة الانتاج الاعلامي، والمنتج الفرنسي، ميشيل ريفلان، الذي زار مصر قبل اشهر عدة. لم يسع هذا الاخير الى انتاج مسلسل عن اسمهان بل فيلم ضخم مشترك بين وزارة الثقافة المصرية، وبمؤسسات اعلامية اميركية، تؤدي فيه دور اسمهان الممثلة الفرنسية من اصل جزائري، ايزابيل ادجاين. ويبدو ان الشركة السورية المذكورة ستفوز بعقد لانتاج المسلسل بعد حصولها بواسطة ممدوح الأطرش، أحد اقرباء اسمهان، على موافقة خطية من الورثة، من بينهم ابنة اسمهان كاميليا. يخرج العمل نبيل المالح الذي أعاد كتابة السيناريو الذي كان اعده ممدوح الاطرش. وقد رفضت نانسي عجرم اداء دور اسمهان، ويبحث المالح عن نجمة بديلة.

مسلسل آخر يروس قصة العندليب الاسمر، عبد الحليم حافظ، كتبه مدحت العدل، ومرشح لاخراجه اسماء عدة، من بينها: مجدي ابو عميرة. يسبق هذا العمل، فيلم سينمائي عن عبد الحليم، يتوقع ان ترصد له ميزانية كبيرة نظرا الى ضخامة الانتاج والاخراج. ومع ذلك، لم يقع الاختيار بعد على ممثل لتأديته دور العندليب الاسمر. ثمة برنامج على المحطة الفضائية (ام.بي.سي) يعلن عنه الان، يتبارى فيه عدد كبير من الوجوه الجديدة، سيصار الى اختيار احدها لتمثيل هذه الشخصية الصعبة. وتحيط المسلسل شائعات كثيرة، منها ترشيخ عبلة كامل لدور (علية شبانة)، أو ترشيح الممثل محمد شرف لدور (الانبودي).

أما مسلسل "الساندريللا" الذي يحكي قصة الفنانة الكبيرة سعاد حسني، فلم يحصل حتى اليوم على تعاقدات رسمية. وكانت معلومات صحافية ذكرت ان ورثة سعاد حسني وافقت على تقاضي ثلاثة ملايين جنيه لقاء بيع الحق الحصري للسيرة الذاتية لشركة "العدل غروب". غير ان شيئاً رسمياً لم يتم حتى اليوم. علما ان الشركة المذكورة اكدت عزمها على انتاج المسلسل.

يضاف الى هذه الشرنقة من المسلسلات، عمل حول حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، اذ قيل ان يسري الجندي منكب على كتابته، بينما ينجز اليوم مسلسلا آخر هو (من قتل هند علام)، وتقوم ناديا الجندي بدور البطولة فيه، وسيعرض في الموسم الرمضاني القادم.

مسلسلات عدة لمشاهير لم يفارقوا ذاكرة المشاهد العربي، ومن المتوقع ان تستعيد الدراما العربية، بهذه الاعمال، شيئاً من توازنها المفقود، كما يستعيد المشاهد ما يجذبه من جديد الى الشاشة الصغيرة التي تشكو هذه الايام اعمالا كبيرة ذات نوعية جيدة.

المستقبل اللبنانية في 24 فبراير 2006

 

..وما زال النزاع قائماً حول تراث عبد الحليم حافظ 

بعد أن أعلن محسن جابر في وقت سابق أن شركته الانتاجية هي المالكة لتراث عبد الحليم حافظ، قررت أسرة "العندليب الأسمر" الرد على جابر، معتبرة أن ما قاله يندرج في خانة "الشائعات". وضمن هذا الاطار عقدت الأسرة مؤتمراً صحافياً، شارك فيه محمد شبانة ابن شقيق عبد الحليم، والمستشار عزت رياض رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق ومحامي العائلة ومحمد عبد المهيمن.

وقد فوجئ الصحافيون أنه، بدلاً من أن يكون الحوار بين الأسرة والصحافيين، تحول بين الأسرة ومحامي محسن جابر، وهو علاء الشاذلي، وانخرط الجميع في مرافعات قانونية وقضائية استطرادية ومطولة.

في البداية تكلم محمد شبانة، الذي قدم نفسه الباقي الوحيد في الأسرة، والمعني بحماية تراث عمه، مشيراً الى الجمعية الجديدة المقرر إقامتها لحماية تراث عبد الحليم. وقد أكد شبانة أن تراث عمه عبد الحليم هو في حوزة شركة صوت الفن، ولم ينتقل الى أي جهة أخرى. وهي الجهة التي كان عبد الحليم يرغب في أن تمتلك تراثه.

وأشار الى أن ما بيع من تركة عبد الحليم والباغ 75% من أعماله هو "باطل" وتم بشكل غير قانوني.

وفي المقابل، فقد وزع شقيق محسن جابر أوراقاً ومستندات تفيد حقوق "شركة عالم الفن" في تراث عبد الحليم.

ومما قاله مصطفى جابر "إن الغرض من هذا المؤتمر هو قيام محمد شبانة بإيهام الصحافيين بأمور ثلاثة أولها أن هناك خلافاً على ملكية شركتنا 75% من تراث المطرب الراحل. والحقيقة أن ملكيتنا راسخة. أما باقي النسبة وقدرها 25% فما زالت محل خلاف قضائي لم يحسم. وثانيها، أننا بصفتنا المالكين لـ75% من هذا التراث لا نسعى الى الحفاظ عليه زاعماً أنه المدافع الأوحد عنه، وثالثهما محاولة استغلال الصحافة للتأثير على القرار في نزاع قضائي قائم بينه وبين مجدي العمروسي".

وقد أوضح قائلاً "إنه بموجب عقود موثقة وأحكام قضائية تمتلك شركة عالم الفن نسبة 75% من تراث المطرب الراحل مقسمة الى حصة قدرها 40% مبيعة من ورثة محمد عبد الوهاب وحصة قدرها 15% مبيعة من المرحوم مجدي العمروسي وحصة قدرها 20% مبيعة من المرحومة علية شبانة شقيقة الفنان الراحل. أما الحصة الباقية وتمثل 25% لمحمد شبانة وهي متنازع عليها قضائياً.

المستقبل اللبنانية في 24 فبراير 2006

بعد عقود من اطلاقه تيار الواقعية الجديدة وسينما محمد خان وخيري بشارة ورفاقهما...

حسين القلاّ يعود الى مغامرة الانتاج من خلال جيل المراهقين الذي «لا نعرف عنه شيئاً»

القاهرة - ابراهيم العريس 

بدأت الحكاية في المقهى، قبل شهور عدة: كان المنتج حسين القلاّ جالساً هناك يقلب اوراقه محتسياً قدحاً من الشاي حين اقترب منه شابان صغيران بدوا خارجين لتوهما من سن المراهقة. وقبل ان يتساءل في نفسه عما يريدان منه، بادره احدهما بالكلام ثم قال من فوره ان لديهما «سيناريو» كتباه معاً، ويريدان منه ان يقرأه لو سمح وقته بذلك.

كان الشابان من التهذيب والثقة بالنفس، الى درجة لم يتردد معها المنتج المعروف في اخذ النسخة واعداً اياهما بمهاتفتهما خلال ايام. وبالفعل، بعد ايام كان يتصل بهما في حماسة كبيرة: لقد اعجبه السيناريو في شكل استثنائي واراد ان يعرف منهما ما اذا كانا هما من كتبه حقاً. فاذا كان كذلك سيشتريه فوراً، ليعود به الى الانتاج بعد غيبة. واليوم يضحك حسين القلا وهو يروي هذه الحكاية، حين يتذكر ان دوائر الشهر العقاري رفضت تسجيل المبيع والشراء لأن الشابين كانا حينها تحت السن القانونية، ما استدعى مرافقة أم أحدهما له.. وتدبير الامور بحيث تحل محل الاب، الذي – اذ هجر البيت باكراً – ما كان سيقبل ان يخوض ابنه هذه المهنة: مهنة كتابة السيناريو.

تأسيس من جديد

بعد ذلك تشعبت الحكاية وطالت، وتبدل اتجاه المشروع مرات عدة، وهي «مغامرات» اعتاد حسين القلا، المنتج الفلسطيني ذو الاقامة والهوى المصريين، عليهما على اية حال، منذ كان اواخر السبعينات، من القرن الماضي، المؤسس الحقيقي لما سمي حينذاك «سينما الواقعية الجديدة» في مصر، التيار الذي شهد طوال الثمانينات، ظهور عدد كبير من افلام، بتواقيع محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب وداود عبدالسيد الى آخرين، لتصبح – في رأي البعض – اغنية البجعة معلنة بداية النهاية للتاريخ الحقيقي والجاد للسينما المصرية المتقدمة، وافضل ما ظهر من سينما في مصر – في رأي البعض الآخر – منذ توقف توفيق صالح، وأخلد صلاح ابو سيف الى ما يشبه صمت سنواته الاخيرة – وكان القلا على اية حال أنتج آخر فيلمين مهمين حققهما ابو سيف -، وسار يوسف شاهين وتلامذته في دروب مستقلة.

المهم ان حسين القلا، الذي اعاد الى المواجهة في تلك الحقبة مهنة المنتج – الفنان، ظل بعد ان تباطأت حركة «سينما الواقعية الجديدة»، وتفرق نجومها المخرجون، يبحث عن آفاق جديدة له، فواصل انتاج افلام متفرقة، وخاض لعبة اقامة مشاريع ضخمة، ثم التخلي عنها، ولكن من دون ان يفتح ثغرة حقيقية في الجدار السميك للتراجع السينمائي في مصر.

اليوم، وقد قارب العمل في الفيلم الذي انبثق عن سيناريو الشابين، اللذين قرر خوض المغامرة معهما (عمر جمال ومحمود مقبل)، معطياً في طريقه الفرصة لمخرج شاب هو الآخر، يخوض هنا اول تجربة سينمائية كبيرة له، هو محمد مصطفى، يقول حسين القلا انه يأمل من «اوقات فراغ» ان ينهي اوقات فراغة التي طالت.

و«اوقات فراغ» هو عنوان هذا الفيلم الجديد، الذي انتهى الامر بحسين القلا الى انتاجه بنفسه، وبامواله الخاصة.. اذ لم يجد ما يضاهي حماسه هو للمشروع، لدى كل الشركات «العملاقة» التي فاتحها بالامر. فالشركات منهمكة بافلام الكوميديا وبعض عشرات ملايين الجينهات التي تكسبها، وبحرف المخرجين الجيدين الذين ظهروا على اطلال تيارات «الواقعية الجديدة» (ومن ابرزهم سعيد حامد وشريف عرفة) عن خط السينما الجيدة الذي كانوا بدأوا يخوضونه، لادخالهم في الحركة اللولبية للتهريج الجديد.. لكن هذه حكاية اخرى، بالطبع.

من يعرف هذا الجيل؟

الحكاية هنا هي حكاية هذا الفيلم، الذي تقرر عرضه في حزيران – او تموز – (يونيو أو يوليو) المقبلين، والذي يقول القلا منذ الآن ان علينا ان نستعد لنرى من خلاله، ربما، ولادة تيار سينمائي جديد وفعال. ومع هذا ينبهنا القلا الى ضرورة الا نتوقع فيلماً ثقيلاً، بافكار عميقة فـ «زمننا الجديد هذا بات في حاجة الى ان نقول الامور ببساطة وكما هي، ليس كما تتراكم داخل افكارنا»... لكن الامور التي تقال في الفيلم شديدة الخطورة والمعاصرة». وحسبنا للتيقن من هذا ان نذكر ان اجواء الفيلم هي اجواء الشبيبة المنسية، في السينما كما في التلفزيون: فئة العمر التي تتراوح بين الرابعة عشرة والحادية والعشرين. فاصحاب هذه السن، يقول حسين القلا، هم اصلاً الجمهور الحقيقي لمعظم الانواع السينمائية التي تنتج في ايامنا هذه، ومع هذا نراهم «يُدعون الى الفرجة على حكاسات تسبق سنهم واهتمامهم. اما «أوقات فراغ» فهو فيلم عنهم، عن جيل بالكاد نعرف عنه شيئاً. جيل يمثل في مصر وحدها نسبة 43 في المئة من السكان، بحسب آخر الاحصاءات».

ويقول حسين القلا هنا انه هو شخصياً، كان دائماً حين يشاهد تجمعات الفتيان والفتيات في مقاهي القاهرة و «مولاتها»، يحس كما لو انه هو آت من مكان آخر تماماً، أو كأن ابناء هذا الجيل آتون من كواكب اخرى. ويسأل نفسه: كيف يفكرون؟ كيف يعيشون، كيف ينظرون الينا. و «في صراحة اقول لك ان السبب الاساس الذي دفعني الى تحقيق المشروع كان انني ما ان قرأت السيناريو، في نسخته الاولى، حتى وجدت اجوبته على كل ذلك النوع من الاسئلة التي كانت تشغل ذهني».

واستطراداً يروي حسين القلا انه حين أعطى السيناريو الى الشاعر عبدالرحمن الابنودي ليقرأه على أمل ان يكتب له اغنية خاصة به، قال له الابنودي انه قرآه في مساء واحد وبعدها، دخل الى غرفة ينام فيها اولاده، ثم راح يتأمل الصبية ذات الـ14 عاماً، وهي غافية ويفكر... بأنه، بعد قراءة هذا السيناريو، صار في امكانه ان يفهمها اكثر واكثر.

طبعاً كل هذا يمكن وضعه في الوقت الحالي وقبل عرض الفيلم في خانة حماس منتج لفيلم انتجه ويريد منه ان يعيده «ويعيد السينما الجدية والفاعلة من جديد معه» الى قلب اللعبة السينمائية الانتاجية. لكن ثمة مؤثرات تقول منذ الآن، ان انخراط حسين القلا في المشروع جاء عن قناعة بفاعليته.

صحيح ان الفيلم لا ينتمي الى السينما المستقلة، التي باتت ذات مكانة تنمو بقوة في عالم السينما المصرية اليوم، لكنه – أي الفيلم – يحمل في لعبة الانتاجية على الاقل سمات لافتة، قد لا تقل اهمية عن بعض السمات المحركة لذلك التيار المستقل: نرى كاتبين شابين اعطيت لهما فرصتهما الاولى، اضافة الى مخرج يخوض تجربة جديدة... ثم خصوصاً اصرار القلا على ان يقوم بالأدوار الرئيسة – وببقية الادوار – فتية وفتيات يخوض معظمهم هنا تجربته السينمائية الاولى، وتتراوح اعمارهم بين 15 و19 سنة.

يمثلون الحياة... حياتهم

«لقد بذلنا جهوداً كبيرة حتى جمعناهم... وخصوصاً حتى اقنعنا اهل معظمهم بالعمل في الفيلم... لكن اللافت، يقول القلا، اننا لم نتعب كثيراً في تلقينهم ادوارهم. وليس هذا فقط لأن الجيل الاجد من الشبان يبدو مرتبطاً كثيراً بالحياة والتعبير عنها من خلال مجابهته اليومية مع فن التمثيل في الافلام وفي التلفزيون، بل ايضاً لأن كل واحد منهم اكتشف، وفي بساطة شديدة ان السيناريو يتحدث عنه». راندا البحيري، عمرو عابد، احمد حداد، كريم قاسم، احمد حاتم، صفا...

ستة اسماء لستة فتيان وفتيات، يقومون بأدوار «اوقات فراغ» الرئيسة. هل علينا ان نقول للقارئ ان عليه ان يحفظ اسماءهم جيداً... لأنهم قد يشكلون الجيل المقبل في عالم التمثيل في مصر؟ ليس بالضرورة... ذلك ان قلة منهم فقط اعلنت انها ستكمل المسيرة، اما الباقون فإن المسألة بالنسبة اليهم لن تتعدى هذه التجربة، التي عاشوها على الشاشة أي امام الكاميرا.

طبعاً كل هذا لا يعني نظرة مسبقة الى الفيلم نفسه... فهو لم ينجز تصويراً بعد، ولم يعرض حتى نحكم عليه. وفي المقابل تضعنا قراءة السيناريو امام احتمالات ايجابية عدة، خصوصاً ان المنتج، الذي كان هو من اعطى الفرص الاولى لواقعيي الثمانينات في مصر، يوم ابدى حماسة استنكرها كثر من معارفه وأصدقائه ومن اهل السينما، اصرّ على ان يضخ الفيلم بامكانات تقنية لافتة، من تصوير سمير بهزان، الى موسيقى فوزي الصواوي، ثم اصر على ان يتوج هذا كله بأشعار من كتابة عبدالرحمن الابنودي... وأخيراً حين جرى النقاش على من يكتب موسيقى الاغنية ويغنيها، كان الاتفاق سريعاً على الفنان اللبناني الشاب مروان خوري الذي قبل بدوره خوض المغامرة.

مغامرة؟ اجل... المشروع كله مغامرة. ومن هنا في الوقت نفسه الذي يبدي فيه حسين القلا حماسته، يضع يده على قلبه ويقول مبتسماً: «الله يستر!».

الحياة اللبنانية في 24 فبراير 2006

 

سينماتك

 

روايتا لو كاري وماكغراث في اقتباسين سينمائيين للبرازيلي ميرييس والأميركي ماكينزي تباعاً

"البستاني المثابر" يروي الحب والحقيقة ويكتشف الحياة بعد الموت

ريما المسمار

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك