تستمرّ شركات لبنانية للتوزيع السينمائي بإطلاق العروض المحلية لأفلام ذات نوعية درامية وجمالية لافتة للنظر. فبعد مرور أسبوع واحد على بدء العروض الجماهيرية لفيلمي <<عمتم مساءً، وبالتوفيق>> لجورج كلووني (تمثيل: ديفيد سترايثرن وروبرت داوني جونيور وجورج كلووني)، الذي يُعرض في صالات <<أمبير سوديكو>> و<<أمبير أ ب ث>> (الأشرفية) و<<لاس ساليناس>> (أنفة)، و<<البستاني المثابر>> لفرناندو ميريليس (تمثيل: رالف فينيس وراشيل وايز) في صالات <<كونكورد>> (فردان) و<<الزوق>> و<<أبراج>> (فرن الشباك)، بات يُمكن لهواة السينما مشاهدة <<حين تكذب الحقيقة>> لآتوم إغويان، الذي اقتبسه عن قصّة لروبرت هولمز، وذلك في صالات <<أمبير دون>> (فردان) و<<إسباس>> (جونية) و<<سانت إيلي>> (أنطلياس) و<<أمبير أ ب ث>> (الأشرفية)، وهو من تمثيل كيفن بايكون وكولن فيرث وآليسون لومان وسونجا بينيت وراشيل بلانشارد.

لا يزال عالم الاستعراض الترفيهي، في التلفزيون أو في الحانات الليلية، مادة خصبة للكتابة الدرامية، التي تنبش خلفيات الحكايات العادية، للغوص في التفاصيل والخفايا والكواليس الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية. بعض هذه القصص مستلّ من الواقع الحقيقي لأناس عاشوا الرذيلة حتى أقصى العبث والجنون، على الرغم من صُوَرهم الجميلة في المشهد الأمامي. والبعض الآخر مستوحى من الحكايات المعروفة، بحيث يسمح الكاتب لنفسه بالتوغّل في تفاصيل ليست حقائق، وفي صنع شخصيات ليست واقعية، مع المحافظة على نَفَس واقعي ما.

في الحالتين، يبقى الفيلم أساس النص البصري: إذا تمتّع بجاذبية إبداعية في تشريح القصّة المكتوبة، واستوفى شروطه الفنية والتقنية والدرامية والجمالية، يزيل الحدّ الواهي الذي يفصل بين حقيقة الأمور والأبعاد التخييلية. أما إذا سقط في التسطيح والترفيه العاديّ، لا يكترث المُشاهد السينمائي به، وبمدى مصداقيته في التعاطي مع الحكاية، إذ لا فرق عنده، حينها، بين الحقيقي والمتخيّل.

الحقيقة والكذب

في إطار فني جميل وشفّاف، أرادت الرقابة اللبنانية تمزيقه بمقصّها الخشن باقتطاعها مشاهد <<جنسية>> حفاظاً منها (!) على الأخلاق الحميدة والرفيعة في هذا البلد السعيد، قدّم آتوم إغويان فيلمه الجديد <<حين تكذب الحقيقة>>، المُقتبس عن قصّة لروبرت هولمز. ذلك أن إغويان، الذي التقاه الجمهور السينمائي اللبناني قبل أعوام قليلة في زيارته بيروت لتقديم فيلمه السابق <<آرارات>>، اختار عالم الاستعراض والترفيه، كي يعيد تأكيد مقولة التناقض الفظيع بين الظاهر والمبطّن، وكي يصوغ المشهد الإنساني المتوغّل في القذارة والسكر والمخدرات والجنس والعلاقات المرتبكة والقلق الروحي والعجز الدائم عن الخروج من شرنقة الفوضى والألم، على الرغم من الصورة الباهرة والجميلة لأناس مارسوا سطوة قوية على الجمهور، وباتوا آلهة يتحدّون القدر أمام عيون الناس ويثيرون اللوعة والحب والتماهي في القلوب والنفوس. وبين هذين الخطّين المتناقضين والوجهين المُتعارضين مع بعضهما البعض، مزّق الفيلم أقنعة عدّة غلّفت الفرد والجماعة معاً، وأمعن في تشريح الذات وعلاقاتها بنفسها والآخر.

لا يشبه <<حين تكذب الحقيقة>> مضمون <<آرارات>> وشكله البصري (لا يتّسع المجال هنا لإجراء مقارنة نقدية بين الأفلام السابقة لإغويان، وجديده هذا، إذ إن المسار الإبداعي الخاص به لم يكن على مستوى واحد). ذلك أن الثاني (آرارات) ينتمي إلى النوع الإنساني المقتبس من الحادثة التاريخية التي لا تزال تحتلّ مكانة بارزة في الوعيين الفردي والجماعي للأرمن، بسبب المجازر الرهيبة التي ارتكبها العثمانيون في خلال الحرب العالمية الأولى، بفضل سلسلة حكايات ذاتية متداخلة مع بعضها البعض، في رحلة العذاب الدائم للروح القلقة. أما الأول (حين تكذب الحقيقة)، فمختلف كلّياً: سيناريو محبوك بتقنية رفيعة المستوى، إدارة بديعة للممثلين، تلاعب فني بالأضواء التي تكشف تفاصيل الذات والروح والعلاقات، توليف متكامل في لغته السردية ومناخه الجمالي. وعلى الرغم من المقصّ اللعين للرقيب اللبناني، ظلّ الفيلم جاذباً بقدرته على تحليل التفاصيل الجانبية بلغة بسيطة تحمل كمّاً هائلاً من المشاعر والانفعالات.

عالم الاستعراض

باختصار شديد، يُمكن القول إن <<حين تكذب الحقيقة>> يروي سيرة الثنائي لاني موريس (كيفن بايكون) وفينس كولينز (كولن فيرث)، الأشهر في عالم الاستعراض والترفيه. بلغت شهرة هذا الثنائي حدّاً لا يُمكن تخيّله، وتوطّدت العلاقة الشخصية بين طرفيه إلى درجة قوية، لم تصل إلى حدود اللواط (هذه ملاحظة مهمّة، لأن المسار الدرامي للحكاية يتأثّر بها ويدفع بالثنائي إلى الانهيار والافتراق)، بقدر ما حافظت على متانة لا تمنع أحدهما من الدفاع عن الآخر، حتى لو دفعه هذا الأمر إلى الضرب المبرح أو القتل. في المشهد الأمامي، عاش الثنائي حياة جميلة، تمثّلت بحفلات ناجحة. وفي كواليس هذه الحياة الناجحة، وبسببها ربما، غرق الصديقان موريس وكولينز في عالم المخدرات والكحول والنساء (اللواتي يعجزن عن مقاومة إغرائهما وسحرهما وجاذبيتهما). في العلن، لا يتردّدان عن إحياء حفلة <<تيليتون>> لست وثلاثين ساعة متواصلة، لمساعدة أطفال محتاجين. وفي الخفاء، يقتلان ويضربان ويمارسان أقذر العلاقات الجنسية ويغرقان في أنواع عدّة من المخدرات. يتعاملان مع المافيا لإنجاح فنادق فخمة لرجالها، لكن القدر يضع في طريقهما حاجزاً كبيراً يؤدّي بهما إلى الافتراق والصمت التام حول حادثة غامضة، إلى درجة أن أحدهما (كولينز) يُقدم على الانتحار بحثاً عن خلاص روحي ما، عجز عن العثور عليه في المخدرات والكحول والعزلة في قصر فخم.

لم تكن الحادثة الغامضة لوحدها سبب الانهيار والصمت والافتراق، بل العمل الصحافي الذي قامت به كارين أوكونور (آليسون لومان): صحافية شابة وجميلة، أغرمت بالثنائي، وراحت تبحث عن التفاصيل الداخلية في علاقاتهما، بدءاً من هذه الحادثة: ذات يوم، يُعثر على عاملة في الفندق المافياوي جثّة هامدة في غرفة خاصّة بهما. لا أحد يُعلن حقيقة ما جرى، ولعلّ أحداً لا يعرف. وحدها الصحافية المتحمّسة لعملها، تمزّق الأغلفة شيئاً فشيئاً، حتى تصل إلى الحقيقة التي طالما كذب الآخرون بشأنها، فإذا بها، أي هذه الحقيقة، تكذب بدورها على الجميع: كيف ماتت الصبيّة؟ من قتلها؟ لماذا؟

بين المشاعر الإنسانية وصخب الحياة الليلية، دارت كاميرا آتوم إغويان في تفحّصها الدقيق معالم الخيبات والأوجاع والحقائق المخفية والعلاقات الروحية والجسدية والتفاصيل المتعلّقة بعالمي الاستعراض والترفيه.

السفير اللبنانية في 23 فبراير 2006

 

"حيث الحقيقة تكذب" لأتوم ايغويان

تعالوا ننظر من ثقب أحد الابواب!

جيرار سليمان  

تركنا أتوم ايغويان على وقع مأساة مجزرة ("أرارات" ــــ 2000) أرّخ لها بالكثير من الادراك السيناريستي. اليوم، نلتقيه مجدداً في فيلمه العاشر، "حيث الحقيقة تكذب"، وهو يشقّ طريقه نحو الفيلم البوليسي ("البولار") اللافت، ليظهر اهتماماً مفاجئاً بالتلفزيون، وبعالمه المبهم واسراره والقاعدة الجماهيرية التي تمنح أبطال "نافذة الدنيا" شرعيةً واسعة، وهم كثر خلف الاطلسي. مقاربات جديدة وجادة لا استنادات ومراجع وسوابق لها في فيلموغرافيا هذا المؤلف، سوى انه لا يزال يواصل، من شريط الى آخر، بلورة فكرة "الاثر الزائف" و"العين الخادعة" التي تنسحب هنا الى مجالات فكرية عدة. انطلاقاً من فيلم محوره الجريمة، يتطرق ايغويان الى مسائل مثل التلصص والعلاقات البشرية الملتبسة القائمة على الخداع، طارحاً ظاهرة الشهرة على بساط البحث. "حيث الحقيقة تكذب" يسيء معاملة حفنة من المشاهير بغية افراغ جعبتهم من الاسرار الدفينة والفضائحية التي لا يبقى المشاهد في منأى منها في هذا العمل الطموح.

انه واحد من تلك الافلام الملتبسة والمعقدة، احداثاً وشخصيات واجواء انطباعية وجمالية وتركيبة درامية، التي تخصص بها الحرفيون الاميركيون. نماذج عدة تأتي على البال، اهمها "مولهولاند درايف" (2001) لديفيد لينش، وخصوصاً ان العملين المبهرين يولدان من الحاجة الى ترك المُشاهد في غابة التيه والضياع من دون دليل يضمن عثوره على طريق يبحث عنه. فالسيناريو لدى ايغويان، كما لدى كبار معلّمي التشويق، لا يكشف محتوى الحبكة الفسيفسائية بسهولة عابرة. لأن صاحب النظرة الثاقبة الى امثاله من الناس، يؤمن هنا بالوسيلة السينمائية، كوسيلة تحكّم وسيطرة، خلافاً لما اظهره في "أرارات" حيث حمّل مخرجاً آخر مسؤولية نقل تفاصيل المجزرة. هنا، يستعيد ايغويان دوره مخرجاً متمكنا من جميع مفاصل السينما، تأليفاً، اخراجاً، ادارة ممثلين وتوليفاً. أيكفيكم هذا القدر ام تحتاجون الى المزيد من الالق في امكان الامساك بزمام المشهد السينمائي؟

لا داعي للدخول في تفاصيل ما يرينا اياه ايغويان من ثقب احد ابواب الشهرة. ما الافادة من ان نغوص عبر الكتابة في عالم يصفه ايغويان بلغة الصورة؟ اذ لا ترجمة حرفية له، حتى لو كان الفيلم في الاساس رواية (بالعنوان نفسه لروبرت هولمز). ومما لا شك فيه ان احد تحديات الكتابة عن افلام كهذه هو اعطاء منطق وتسلسل لحوادث وافكار وتطورات تفتقر الى المعالجة الخطية المستقيمة.

اذاً، يستغل مخرج "اكزوتيكا" عملية اقتباسه لرواية، كان في امكانها ان تُنتج فيلماً أكثر اخلاصاً لثوابت النوع، وأشد انحيازاً الى الشكل المعهود في السينما الاميركية، لمغادرة الزمن الحالي والعودة الى حقبة منصرمة، ولكن ليس في نظره، لان تلك المرحلة كانت مختبر عالمنا الحالي. خيانة، كذب، جنس، كلها كلمات من قاموس عالم المشاهير. كما لو كان هناك حاجة للقول: انهم بشر مثلنا! ورغم التعقيد الذي يقترحه الفيلم، تتوالى الحوادث على نحو متناغم. كان "اكزوتيكا" يشرك المُشاهد في لعبة البحث عن معنى ما للفيلم الذي امام عينيه، في حين أن التحدي الاكبر للمتلقي ان يثق بخطوات الابطال، التي تأخذه الى حقيقة محتملة. فنتساءل باستمرار: ماذا لو كانت "حقيقة مفتعلة"، خادعة على شاكلة العالم الذي نغوص فيه رغماً عنا؟ في مجمل الاحوال، يرتكز مخطط ايغويان على ايجاد مشكلة لكل حل، وهذا المخطط ينطلق من قصة تزداد تعقيداً قلما تقدمنا الى الامام.

محور الشريط؟ جثة. ملابساته؟ تلك حكاية اخرى.

ففي اواخر الخمسينات، يُعثر على فتاة عارية قُتلت في احد الفنادق الفخمة. ابرز متهمين في هذه الجريمة: ثنائي مونولوجيست (كافين بايكون وكولين فيرث). بعد 13 سنة على مقتل الفتاة، تأتي صحافية لتحقق في معالم الجريمة المرتكبة. فما يبدو مجرد جناية، يتبين أنه أكثر التباساً مما نعتقده. بدلاً من التحقيق البوليسي الكلاسيكي، يختار ايغويان ورقة التشويق و"ضربات المسرح" التي تسلخ المعتقدات الراسخة من مكانها. وهذا التشويق يساعده في التسلل الى حميمية كاراكتيرات مشكوك في مناقبيتها.

حتى في خضم اهتماماته الشكلية (تأطير، استخدام اضاءة ملائمة لاجواء القصة، موسيقى هيتشكوكية تخطف الانفاس)، لا يتغاضى المخرج عن ايلاء بنود الفيلم الاسود الاهمية المطلوبة، لكنه لا يلقي الضوء عليها الا في ظل هواجسه السينمائية. لا ينسى ايضاً ان يعطل كليشيهات "البولار"، مخالفاً بعض القواعد. وأكبر دليل على خروجه من النمط الكلاسيكي في تصوير الاحداث، استخدامه محققة مثيرة وضحية استيهامات ولعوبة وطموحة، بدلاً من المحقق الصارم والثقيل الظل الذي عهدنا رؤيته حيناً في موقع الجريمة، وحيناً آخر مستدرجاً المتهمين، في افلام من هذا الصنف. وهذا ما يجعل عملية التوحد بين المحققة والضحية موضوعاً شائقاً ومثيراً للاهتمام.

تفلت اللعبة من يد المخرج وكاتب السيناريو حين ترضخ الفتاة، التي تبدي اعجاباً للثنائي الذي تحقق معه، لعروضه المغرية، الامر الذي يسعفها في استدراجه الى الافصاح عن وقائع تساعدها في كشف ملابسات الجريمة الغامضة. ترتسم ملامح المحقق كارن شيئاً فشيئاً، منسجماً مع تقاليد شخصية "البولار" النمطية. فلدى الفتاة، التي تكتشف اموراً عن ذاتها في موازاة عملها كمحققة، مخطط لمقاربة الثنائي لاني وفينس، انطلاقاً من رغبتها في استعادة ذاكرة الطفلة التي كانتها، وجرى انقاذها من شلل كانت عرضة له، على يد الثنائي. وسرعان ما تتصدر الواجهة ثابتة من ثوابت سينما ايغويان: البشاعة تجد مخرجاً لبلوغ الجمال في حين تنتصر البراءة على السواد الحالك. ينبغي القول ايضاً ان تشابك وجهات النظر أمر صحي في عمل المخرج الكندي: هكذا، يمنحنا الفرصة في اعادة النظر في بعض اللقطات التي رأيناها في بداية الشريط، ويستعيدها الفيلم، برهاناً على ان ساعتين من الزمن كافية كي تغيّر رأيك في احدهم.   

وتباعاً، يقحمنا ايغويان في عالم الفساد والتواطؤ على الجريمة الذي يصعب إمراره من الشاشة الصغيرة. لذا، يستخدم البؤرة الضحلة لعلها تتسع للحقيقة بكل ابعادها. اكرر ان ثمة صعوبة في تحليل خفايا الفيلم خوفاً من كشف مفاجآت هدفها اثارة التشويق.

ويأتي تبادل الادوار الحاصل في كواليس مسرح الاكاذيب، فنرى الثنائي يلبس قناع المرأة اللعوب لاغواء الفتاة. شد حبال لا ينتهي الا بفضح ما يجب فضحه من نفاق ينخر كالمرض في مجتمع المشاهير والاستعراض. انها لعبة قاسية، غير دامية على الدوام، لكن في النهاية لكل حصته من الضياع والتيه، نتيجة الاستخدام المفرط للسلطة والنفوذ. متعة ايغويان الكبرى في هذا الفيلم عن كواليس نجوم التلفزيون، هي جرنا الى حيث تُصنع الفضيحة، والقول لنا: "تعالوا ننظر من ثقب احد الابواب، ونستمتع بما نراه". لكنه يفعل ذلك وقلبه مفرغ من الاحقاد.   

يُعرض بدءا من مساء اليوم في سلسلة صالات "أمبير".

النهار اللبنانية في 23 فبراير 2006

 

ملصقات السينما العالمية في بيروت.. هذه هي ذاكرة العاصمة فتذكّروها

نزيه خاطر  

تكفي خطوات قليلة في المكان ليكتشف زائر الـ"آرت لاونج"، في محلة النهر، كم ان العلاقة بين الفضاء الداخلي بأحجامه الخمسة ومحتوياته من أغراض تفترش ارضه وتزيّن جدرانه، تطل عليه طبيعية ومتجانسة في التصور والتنفيذ تحت عنوان يبدو واضحاً للصلات بالزمن الاستهلاكي التي يشي بها. فوراء معرض لأكثر من مئتين وخمسين ملصقاً ملونا من البيبليوغرافيا البصرية للسينما العالمية (حتى الخامس من آذار)، كما شاهد افلامها اللبنانيون في النصف القرن الاخير من القرن العشرين، يجد الزائر نفسه خلال انتقاله من امام جدار الى امام آخر، كمن يعبر ضمن الجو الواحد، من فضاء له دوره الى فضاء غيره، من مكتبة للفنون الى صالون للزبائن، فالى زاوية لبار ملوكي، فأخرى لذواقة الافلام، واخيرة لفرق الموسيقى الحية. في حين أن الملصقات هنا دوما، اي على جدران تنمو عمقا قبل ان تلتف على ذاتها في فضاء مواز للأول، في الطول والعرض والعلو.

جوّ المكان سينمائي، وفي الوقت عينه يشعر زائره بأنه وسط فضاء ترشح منه مقوّمات كالتي تصف ما يجوز نعته بـ"العقلية السائدة في المدينة الجديدة"، في طور ايجاد الاشكال المؤاتية لطرق في العيش في زمن بين استهلاك وعولمة. فغاليري آرت لاونج" هي للفنون الحديثة والمعاصرة، كما تعلن ادارتها عنها، لكنها أيضاً تؤمّن لروادها خدمات حياتية وثقافية تضعها مباشرة في تصرف نوع خاص جدا من الذواقة الشباب الذين على صلة وثيقة بالحال التكنولوجية المتزايد حضورها في بيروت بعد الألفين. اي في جزء قابل لوصفه بالهامشي، وإن هو غير مهمش من احد، لكون تهمشه نتيجة اختيار ذاتي. لا ننسى ابدا الضجة المعمارية التي رافقت قبل اعوام، نجاح النادي الليلي الذي اثار انتباه رأي عام تجاوز بيروت ليلفت الى هندسته الغرائبية. إذ استجمعت هذه الهندسة ذاكرة الحرب لتصمم موقعا للملذات الصاخبة ليس كبقية المواقع القائمة الى يومها في المدينة: فنادي "ب. 0. 18" علامة جديرة بقراءة تتجاوز التوقف عند الوظيفة المعلنة للمكان كعنوان لليالي الصاخبة، الى خلاصة اخرى تجمع، الى الرغبة في تجاوز مجتمع في طور الزوال، مجتمعا يريد جديداً في خدمة انسان جديد رغم صعوبات تعززها الوقائع حوله وفي المنطقة. وكان ان عرفت المحلة الجغرافية عينها مبادرتين، احداها اختصت كليا بالفنون الجديدة من تركيب وتجهيز الى الفيديو آرت، واعني "غاليري صفير – زملر"، والاخرى "آرت لاونج"، وهي اوسع توجهاً، إذ توازن بين ادوار عدة لايجاد مكان يستقبل الحياتي العصري من هذه وتلك.

هذا كله لا يمنع معرضاً نُظّم كتحية حب للسينما العالمية في وجهها الغربي، الاوروبي والاميركي، من ان يتلبّس شكل الحدث التقليدي أولاً، والكمّي قبل النوعي ثانياً، والاستعراضي العريض حتى عتبات البلادة اذا جاز القول، ثالثاً. غير انه في معنى أكثر التصاقاً بالمدينة، يحمل بعداً حيوياً على صلة مباشرة بذاكرة المكان وناسه في مرحلة ذهبية من الحياة الفردية والعامة. فكل ملصق يأتي بخبر حرّك، وإن لاسبوع ذات يوم، اهل بيروت في زمن لعبت السينما دور القاسم المشترك لتسلية اللبنانيين، ولتثقيفهم، وخصوصاً حين لم يكن العالم في متناول سهل كما حالياً. كان هؤلاء يقفون لساعات خوفاً امام نوافذ بيع التذاكر لصالات روكسي ودنيا وامبير والاوبرا والحمراء وكولورادو وستراند وريفولي، بعد ان يكونوا طالعوا باعتناء فعلي النقد بأقلام مشعّة لامثال سمير نصري وغوبيليتون وألان بليسون وابرهيم العريس وفاروق البقيلي...، اذ كانت السينما تأتي اليهم بثقافات العلم فيما كان يضعهم المسرح، بكبار رموزه، في مواجهة قضايا بلدهم: فمن جهة كانت أفلام من طينة "القبعات الخضر"، الذي قابله البيروتيون بالتظاهر الحار، ومن جهة اخرى كانت مسرحيات من طينة "اخ يا بلدنا" لشوشو، والتي قابلتها حكومة تلك الايام بالمنع والقمع، اذا كانت الذاكرة جيدة.

مئتان وخمسون ملصقاً "مستوفة ستفاً" على جدران "آرت لاونج"، ولكل حقه في التوقف في مكان تجمّده فيه ذاكرته او تلفته اليه ذاكرته. فللمعرض من هذه الزاوية معنى انعاش ذاكرة مدينة الى زمن كان للفن السينمائي فيه دور ثقافي بارز، نما تأصل حتى بات في المرتبة بين الاوائل. فهو يختصر بالملصق كأداة، ذاكرة مدينة لنصف قرن والى مرحلة قريبة جداً من يومنا: فمن عالم الموسيقى الى عالم رعاة البقر، ومن الروائع المسرحية والروائية الى طبقات المخيلة الشعرية التي من دون حدود، انما من دون الافلات من شعور لا يزال ساطعاً في الناس الى اليوم، اي الشعور بالكم العادي جداً لأفلام تذكر فيها ملصقات هي من ناحيتها اكثر من عادية. كأن هناك صلة عضوية بين رتابة الفيلم ورتابة الملصق المعني به، مما يلون المعرض بكامله بأجواء من المنظر غير المشوق، رغم بروز ملصق من هنا وملصق من هناك يرفع الضجر من العيون.

لكنه معرض للزيارة، وفي اقل صفاته انه يحمل في ملصقاته نبض مدينة لم يعد شيء في بيروت اليوم يذكّر بها.  

نزيه خاطر : nazih.khater@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في 23 فبراير 2006

"البوم".. أول غيث السينما العمانية

أسامة جاد**  

البوم.. قصة الآباء والأجداد

لم يكن الفن السابع بحال من الأحوال فنا غريبا على سلطنة عمان، خاصة أن بداياتها التلفزيونية كانت باستخدام خامات ومعدات تصوير وطبع سينمائية وبالطبع بمساعدات تقنية خارجية من بريطانيا والهند. إلا أن هذه البدايات التي تطورت فيما بعد سرعان ما تراجعت مع دخول أنظمة البث بتقنيات الفيديو وكاميرات "البيتا كام" و"البيتاماكس".

غير أن ذلك لم يمنع سلطنة عمان من ابتعاث عدد من كوادرها لدراسة السينما بصورة محترفة، سواء في القاهرة أو سوريا أو حتى في أوربا، فكان أن تخرج عدد من السينمائيين العمانيين الذين ساهموا بعد عودتهم في تطوير الفن التلفزيوني -في الأساس- برؤية أكثر احترافية وتخصصا.

بدايات مختلفة

ومن هؤلاء خميس المسافر الذي أضحى مديرا عاما لتلفزيون سلطنة عمان لفترة كبيرة، وعبد الرسول الزدجالي وغيرهما، ومن بعدهما جيل آخر يضم كلا من مال الله بن درويش البلوشي، ود. خالد بن عبد الرحيم الزدجالي، ومحبوب موسى، والثلاثة درسوا في القاهرة، إضافة إلى عبد الله حبيب وسالم المعمري اللذين درسا بشكل شخصي في الولايات المتحدة الأمريكية، وحاتم الطائي الذي كان دءوبا في السعي لإنتاج أول فيلم روائي قصير بعنوان "شجرة الحداد الخضراء"، غير أن إشكالات التمويل حالت دون إتمام مشروعه.

هذا الجيل الأحدث من السينمائيين وانطلاقا من الرغبة في تطبيق ما درسوه في معاهد السينما بدءوا في محاولة تقديم صيغة مختلفة للدراما التلفزيونية فكان أن قدم د. خالد عبد الرحيم الزدجالي سهرة تلفزيونية اعتمد فيها أسلوبا سينمائيا في زوايا الكادر وعمق الصورة وأساليب القطع.

ونجحت السهرة التي حملت عنوان "العرس" بامتياز لدى عرضها في بدايات التسعينيات، بل ظهر جمهور احتفى بالسهرة التي كانت مغايرة من جهة وجريئة الطرح من جهة حتى وصل الأمر إلى تكوين جمعية باسم "أصدقاء العرس".

وفي عام 1993 كرر الزدجالي التجربة في سهرة ثانية بعنوان "المناطحة" التي حظيت بالنجاح ذاته، غير أن اهتمامات المخرج تشعبت ومع انشغاله بالتحضير لأطروحته الخاصة بالدكتوراة وتقديمه لأكثر من عمل مسرحي منها "المياشين" انحسر حلم السينما نسبيا، خاصة بعد سفر كل من عبد الله حبيب وسالم المعمري للولايات المتحدة الأمريكية لأغراض دراسية.

جماعة السينمائيين العمانيين

وفي عام 1995 ومع عودة محبوب موسى من القاهرة، بعد عدة محاولات كمساعد لعدد من المخرجين في مصر، عاد حديث السينما بقوة، ليعود د. خالد عبد الرحيم وبمشاركة عدد من الفنانين لتأسيس ما سمي بجماعة السينمائيين العمانيين، وتواكب ذلك بالترخيص لوزارة التنمية الاجتماعية -الشئون وقتها- بالسماح بإنشاء الجمعيات الأهلية المختلفة، وكانت باكورة أعمال الجماعة مهرجانا بالتعاون مع سفارة فرنسا للأفلام العربية الفرنسية حيث أقيم المهرجان في 1996 وعرضت فيه أفلام من مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر.

وإثر دعوة خاصة من الحكومة الفرنسية كانت مشاركة الزدجالي في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، أحد أهم ثلاثة مهرجانات في عالم الفن السابع، وهناك كان لقاؤه المهم بالمخرج الفرنسي فيليب جالادوه رئيس مهرجان نانت الدولي للقارات الثلاث.

المهرجان الأول

ومع عودته بدأ د. خالد الإعداد لأول مهرجان سينمائي باسم مهرجان مسقط حيث كانت الدورة الأولى للمهرجان في عام 2000، وقد افتتح المهرجان بفيلم "تراب الغرباء" أحد روائع السينما السورية الذي يتناول قصة المفكر والمناضل السوري عبد الرحمن الكواكبي.

المهرجان ورغم نجاحه الكبير على مستوى السلطنة فإنه طرح سؤالا مهما هو: ما المعنى في إقامة مهرجان للسينما دون وجود فيلم سينمائي درامي عماني طويل؟.

وفي عام 2001 كانت الدورة الثانية للمهرجان حيث بدأ المهرجان يستقطب أسماء مهمة عربيا ودوليا فحضره من مصر الراحل رضوان الكاشف والنجم نور الشريف، بالإضافة إلى نقاد مميزين كعلي أبو شادي ومدكور ثابت، غير أن الحدث الأبرز تمثل في توقيع اتفاقية توأمة بين المهرجان ومهرجان "نانت" السينمائي؛ الأمر الذي يعني بداية الرحلة نحو تدويل مهرجان مسقط.

وفي تلك الدورة تقرر أن يقام المهرجان كل عامين عوضا عن عام واحد، على أن يشهد العام الذي لا يقام المهرجان فيه أسبوعا أو أسابيع سينمائية مميزة.

ومع بداية العام 2003 شهدت الدورة الثالثة للمهرجان أكثر من حدث مهم، ربما كان أبرزها الاهتمام والرعاية الرسمية من الحكومة العمانية للمهرجان ممثلة في وزارة التراث والثقافة (التراث القومي والثقافة وقتها)، إضافة إلى تكوين لجنة نقاد دولية بالتجاور مع لجنة التحكيم التي رأسها الممثل حسين فهمي، ومشاركة مخرجين عالميين على رأسهم الراحل مصطفى العقاد، فيما كان الفيلم اللبناني "لما حكيت مريم" لمخرجه أسد فولاذكار والذي حصد جوائز أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن تمثيل نسائي، مفاجأة كونه أنتج بكاميرا الديجيتال وبتكاليف لم تتعد وقتها 15 ألف دولار.

"البوم": أول الغيث

وهنا طرح السؤال مجددا: متى يكون هناك فيلم عماني؟.

وزارة التراث والثقافة يومها بادرت بالإعلان عن تبنيها لتمويل إنتاج فيلم سينمائي عماني، ليدخل المخرج د. خالد عبد الرحيم مرحلة إعداد النص.

وعلى مدى العامين الماضيين وبالتعاون مع المخرج المصري د. محمد كامل القليوبي، أستاذ السيناريو والإخراج في معهد السينما بمصر، بدأت مراحل تنفيذ فيلم "البوم" أول فيلم سينمائي عماني والذي تم عرضه منذ أسابيع في افتتاح مهرجان مسقط السينمائي الدولي في دورته الخامسة.

و"البوم" هو اسم خليجي لنوع من السفن كالبغلة والسنبوق والجالبوت والغنجة؛ فعمان تملك امتدادا ساحليا كبيرا؛ الأمر الذي جعلها إحدى الدول البحرية بامتياز.

وتدور أحداث الفيلم في قرية للصيادين، على خلفية من حكاية شعبية يطلق عليها "أبو السناسل" عن مجموعة من الأقوياء يسيطرون على مقدرات أهل القرية في الخفاء، حيث يدور صراع خفي ينجم عنه موت أحد الصيادين قبيل ليلة عرسه.

محلية وعودة للأصول

ومن خلال الخطوط العامة للفيلم والتي تدور في قرية للصيادين يطلق عليها "البوم" تكشف الأحداث عن أن هناك أحد الأثرياء الذي يقف وراء كثير من الحوادث الغامضة التي تشهدها القرية ومن بينها اختفاء بعض الصيادين وتدمير بعض مراكب الصيد.

ومن خلال الأحداث تكون قصة الحب الجديدة بين الخطيبة التي فقدت خطيبها ووالد الخطيب موضوعا جديدا وجريئا تتطور معه أحداث الفيلم التي تكشف عن وجود صراع خارجي على مساحات الصيد وأماكنه من قبل شركات استثمار أجنبية كبرى، تستخدم أحدث السفن وتعمل على استمرار الخلافات والفتن بين أهل القرية التي ينزح الكثير من أبنائها الشباب إلى المدينة للبحث عن فرص عمل أخرى.

ولكن هاجس الأصالة يظل هو الأبرز؛ لذا تأتي النهاية لصالح انتصار الخير النابع من الأصالة ورجوع الأبناء إلى مهن الأجداد وتراثهم وتقاليدهم. وقد عبرت لقطة النهاية عن هذا الانتصار بعودة "البوم" يتهادى فوق مياه الخليج بدلا عن السفن الحديثة التي كانت تجور على الثروة السمكية في الأعماق وتقطع رزق الصيادين التقليدين على الساحل.

جمالية وخصوصية

وعلى الرغم من بساطة القصة وتقليديتها فإن الفيلم اتسم بمشهدية جمالية واضحة ساهم فيها جمال البيئة البحرية في عمان، فضلا عن إيقاع الحياة الهادئ الذي يحيل إلى جماليات أقرب للأسطورية.

غير أن العيوب التي ظهرت في نسخة الفيلم الأولى قللت من قيمة الفيلم إجمالا؛ إذ على الرغم من كونه باكورة الإنتاج السينمائي الدرامي فإن ذلك لا يمكن أن يكون سببا في ضعف التقنية والمعالجة وخاصة الموسيقى التصويرية التي اتسمت بكثير من العيوب، فمع الإمكانات الكبيرة في الإنتاج كان من الأحرى البدء من حيث انتهت السينما العربية، وليس شرطا أن يكون تأخر البدايات سببا في الانطلاق من نقطة الصفر.

الفيلم اشترك في بطولته كل من صالح زعل وسعود الدرمكي وسالم بهوان وزهى قادر وزكريا يحيى وعصام الزدجالي وفريدة نور، بالإضافة إلى أمينة عبد الرسول وبمشاركة الفنان المصري سعيد صالح.

مخرج الفيلم أكد أنه لم يكن يسعى لتقديم صيغة هوليودية في فيلمه، مشيرا إلى أن قوة "البوم" تكمن في محليته وكونه نابعا من البيئة العمانية ويحكي قصة بسيطة جدا تتحدث عن صيادين يعيشون في البحر.

ورغم أن هذا الموضوع تم تناوله ومعالجته تلفزيونيا، فإن الفيلم يعالج نفس القضية ولكن برؤية سينمائية؛ بمعنى أن المشاهد غير محتاج أن ينتظر إلى 15 يوما وأكثر من أجل أن يرى نهاية اللغز في الأعمال التلفزيونية. ثانيا الرؤية البصرية من خلال كاميرا السينما والصورة البصرية وجمالها مختلفة عن الرؤية البصرية في التلفزيون؛ بمعنى أنها أجمل مئات المرات، إلا أن ذلك لم يبرر وقوع الفيلم في عدد من المآزق التقنية والعيوب الفنية التي لم يكن وجودها مقبولا مع تجربة خالد السابقة.

كثيرون أكدوا على أهمية الفيلم كونه بسيطا ويحمل فكرة العودة للأصول، فهو عمل سينمائي واقعي قريب من الواقعية الإيطالية، مخلص في الحكي عن الناس، يمتاز بالجمالية المشهدية وجرأة الطرح وقادر على الدخول في مهرجانات أيضا.

كما أن الفيلم يحوي الخصوصية العمانية الواضحة فيه، كما ظهر تميز الأداء لدى زهى قادر وعصام يحيى اللذين برزا كنجمين سينمائيين متميزين.

وقد حقق الفيلم نتائج إيجابية كونه العمل الأول، منها تعرف الممثلين العمانيين وخوضهم تجربة الفن السابع وهي خطوة أولى ومقدمة لتقديم أعمال أخرى أنضج وأجمل وأفضل للجمهور العماني والعربي.

ورغم بعض العيوب الفنية المتمثلة بالصوت والمؤثرات الصوتية التي ظهرت في الفيلم ومن المتوقع معالجتها، فإن ذلك لم يمنع من كونه حصل على استحسان الجمهور العماني والعربي الذي شاهده في المهرجان.

سؤال معلق

بقي أن نشير إلى أن الفيلم ورغم نجاحه كهدف في إنتاج فيلم سينمائي عماني فإنه كان مدعاة للسؤال الأهم، وهو: كيف يمكن قيام صناعة سينمائية في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه المليونين ولا توجد به أكثر من عدة دور عرض لا تتجاوز أصابع اليدين؟.

وهل يمكن لهذا الفيلم أن يحقق الإيرادات المطلوبة ليكرس لسينما جديدة في المشرق العربي أم أنه فقط فيلم احتفالي في صيغة العمل الأول ليس أكثر؟.

سؤال جديد معلق ربما تجيب عليه الأيام المقبلة. وإن كان حديث المخرج يشير إلى أنه فيلم مهرجانات، أي إن هدفه ليس تسويقيا بحال من الأحوال.

بقي أن نقول إن الفيلم ما زال ينتظر رأي السينمائيين العرب حيث من المتوقع أن يستقبلوه بفرح شديد كونه بدايات الإنتاج السينمائي العماني.

** كاتب وناقد فني. 

موقع "إسلام أنلاين" في 22 فبراير 2006

 

سينماتك

 

"حين تكذب الحقيقة" لآتوم إغويان ظلّ متكاملاً رغم مقصّ الرقيب
صداقة أسطورية تتحوّل إلى جرح داخلي

نديم جرجوره

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك