أدت بطولة «العلاقات الخطرة» المأخوذ عن قصة للفرنسي شادرلو دي لاكلو كما لمعت في «البؤساء» عن رواية فيكتور هوغو الشهيرة، ثم في «هنري وجون» تقمصت دور زوجة الروائي الاميركي هنري ميللر الذي عاش الجزء الاكبر من حياته في باريس، ومثلت إلى جوار النجم جيرار دوبارديو في فيلم تاريخي تدور أحداثه في البلاط الملكي الفرنسي عنوانه «فاتيل» اضافة الى مواجهتها روبرت دي نيرو في «ماد دوغ أند غلوري» وجون ترافولتا في «بالب فيكشن» من إخراج كوينتين تارانتينو، وإيثان هاوك الذي كان سيصبح زوجها في ما بعد، في «غاتاكا»، وأفلام كثيرة أخرى من أبرزها «كيل بيل» لتارانتينو أيضاً، بجزأيه الأول والثاني والذي لا شك في أنه يعتبر بمثابة محطة سينمائية لا يمكن تجاهلها في مشوار أوما ثورمان (36 سنة) الفني.

وربما أن القسوة التي يتميز بها «كيل بيل» دفع النجمة إلى الاتجاه، ولو موقتاً، إلى الفكاهة والرومانسية، فهي ظهرت اخيراً في عمل فكاهي يحمل عنوان «بي كول» وها هي تشارك العملاقة ميريل ستريب بطولة «اعترافات خاصة جداً» النازل حديثاً جداً إلى صالات السينما.

تزوجت ثورمان وهي بعد في العشرين الممثل البريطاني غاري أولدمان، لكنها سرعان ما انفصلت عنه بسبب إدمانه الكحول والمخدرات معترفة بأنها وافقت على الزواج منه أصلاً لمجرد أن تخدمه ويستطيع الحصول على الأوراق الرسمية التي تسمح له بالعمل في الولايات المتحدة. وكانت أوما إلى حين عامين سفيرة عطور دار «لانكوم» بموجب عقد بملايين الدولارات أنهته الماركة الفاخرة بشكل مفاجئ غير أن الممثلة انفصلت في الفترة نفسها عن زوجها الثاني ووالد طفليها الممثل والمخرج إيثان هاوك الذي تعرفت إليه في أثناء تصوير فيلم «غاتاكا».

صحيح أن المرأة الثلاثينية التي تقترب من الأربعين يمكنها أن تضارع من حيث الأنوثة والجاذبية الشابات في منتصف العشرينات أن الزمن الراهن يشجع النساء، مهما كان عمرهن على ممارسة التمارين الرياضية وخوض حياة مهنية مملوءة بالنشاط والحيوية، وهذا غير الجراحة التجميلية التي تساهم في الحفاظ على وجه بلا تجاعيد. عندما التقت «الحياة» ثورمان في باريس كانت النجمة ذات الطول الفارع (180 سنتم) محاطة بفرقة من رجال الشرطة الفرنسية اضافة الى حراسها الشخصيين، وعندما سألنا عن هذا الامر كان جواب مسؤولة علاقاتها العامة ان هذه الحماية المشددة ليست تلبية لرغبة ثورمان بل هي من عمل الشركة الاميركية موزعة فيلم «اعترافات خاصة جداً».

·         هل تعرفين بنفسك من أجل قرائنا؟

- اسمي أوما ثورمان، أميركية الجنسية وأعمل ممثلة ويسعدني التحدث إلى قراء جريدتكم المحترمة والرد على أسئلتك.

·     لنتكلم أولاً عن الفيلم الذي يعتبر محطة في مشوارك السينمائي في الفترة الأخيرة وهو طبعاً «كيل بيل» بجزأيه، فماذا كان رد فعلك عندما عرض المخرج كوينتين تارانتينو عليك شخصية امرأة مغامرة تقضي حياتها في الانتقام من الذين حاولوا ذات مرة اغتيالها، علما أنها كانت في بادئ الأمر تعمل قاتلة أجيرة، وهو لون يختلف كلياً عما اعتدت تقديمه في السينما؟

- صحيح إنني لست معتادة على أدوار الشر وإن كانت البطلة هنا تمزج بين الخير والشر بأسلوب مخطط كي يثير إعجاب المتفرج في النهاية ويقف في صفها وليس ضدها. لكنني فرحت جداً عندما قرأت السيناريو واكتشفت ان هذه المرأة شريرة من الدرجة الأولى أساساً بمعنى أنها لا ترحم ولا تتميز بأي صفة إنسانية، فهي سوداء قاتمة من حيث الروح والمزاج والتصرف وهذا أمر نادر في السينما، فغالباً ما يمكننا العثور لدى المجرم على شيء ولو بسيط يسبب عطف المتفرج ويبرر إلى حد ما تصرفاته المنافية للإنسانية، ربما لأنه حرم من أهله وهو طفل مثلاً، أو لأن الحياة جعلته بائساً وكل ذلك غير متوافر في هذه الشخصية، فهي قاتلة أجيرة قضت الجزء الأول من حياتها في تنفيذ عملية اغتيال من أجل كسب لقمتها، وتقضي الجزء المتبقي منها في سحق الذين أرادوا موتها في يوم ما، وهذا كل ما في الأمر. لقد تمتعت بأداء الدور خصوصاً أن المواجهة في الفيلم بيني وبين الشريرة الثانية التي أدتها ببراعة داريل هانا كانت شيقة للغاية وربما أكثر من المواجهات التقليدية بين الأبطال والمجرمين من الرجال في الأفلام بشكل عام، وأعتقد بأن كوينتين تارانتينو، لأنه يعشق المرأة ويحترمها ويقدرها إلى حد كبير جداً اخترع هنا سينما نسائية مبنية على المغامرات يمكن وصفها بأنها موجة جديدة اتوقع لها مستقبلاً باهراً.

·     يتضمن الشريط لقطات كثيرة مبنية على الحركات الرياضية الآسيوية فهل تخيلت نفسك بروس لي نسائية اثناء تصوير هذه المشاهد؟

- أجل فهذا بالتحديد ما شعرت به، وبما انني أحب أفلام الكاراتيه الآسيوية شعرت وكأنني طفلة تلعب أمام الكاميرا. ولذا أشكر تارانتينو على منحي مثل هذه الفرصة للتسلية وكسب المال في وقت واحد.

·         أنت تبرزين عضلاتك بطريقة مستمرة في الفيلم، فهل تتدربين رياضياً عادة أم أنك فعلت ذلك من أجل التصوير بشكل خاص؟

- أنا رياضية جداً منذ صغري وأتدرب يومياً على رفع الأثقال وتربية العضلات غير أنني أمارس السباحة والقفز العالي وركوب الخيل والتزلج ولا أتخيل العيش بلا رياضة من أجل تنشيط جسدي والحفاظ على لياقتي البدنية.

بسرعة البرق

·     أديتِ في العام 2005 دور راقصة وممثلة فاشلة في فيلم «بي كول» وهو من أجمل وأقوى أدوارك الفكاهية فوق الشاشة، فكيف تعمقت في هذه الشخصية وأين تعلمت الرقص بهذا الشكل المحترف؟

- لهذا الفيلم حكاية طريفة مختلفة في جوهرها عن الأسلوب المتبع عادة في تحضير الأفلام، فالمخرج سوننفلد جمع بين ممثلي الفيلم، أي أنا وكريستينا ميليان وجون ترافولتا وذي روك وداني دي فيتو، وطلب منا التفكير في مواقف قابلة لأن تشكل تكملة لفيلم «إقتل شورتي» الذي أخرجه هو قبل ست سنوات شرط أن تدور الحبكة في إطار فرقة فنية مكونة من ممثلات وراقصات ومغنيات لأنه لم يكن قد كتب السيناريو بعد على رغم كون الشركة المنتجة جهزت كل تفاصيل التصوير من ديكورات ووسائل تقنية وخلافه. وقد وجدنا التجربة مثيرة للاهتمام فراح كل منا يدون أفكاره ويبني لنفسه شخصية في إطار الموقف الموصوف ويتخيل الأمور الإيجابية والسلبية التي يمكن أن يتعرض لها في كل يوم جديد. وعني شخصياً فقد قضيت ثلاثة أسابيع كاملة أتردد على مسرح إستعراضي محدد حيث تعرفت إلى الراقصات والمغنيات فيه واعترفت بأنني كنت في حاجة إلى بعض التدريب، خصوصاً إلى نصائح المحترفات صاحبات الخبرة من أمثالهن. وهل تعرف ما هو الشيء الذي صدمني بشدة في بادئ الأمر؟ كون الفنانات لم يتعرفن علي اطلاقاً ولا حتى صاحب المكان على رغم كوني لم أتنكر حقيقة، فكل ما فعلته هو الامتناع عن وضع أي ماكياج أو ارتداء أزياء أنيقة فاخرة. لقد تلقيت درساً عظيماً في القناعة والتواضع واكتشفت أن النجومية يمكنها أن تختفي بسرعة البرق تبعاً لظروف محددة وفي أماكن معينة خصوصاً خارج المدن الكبيرة.

هكذا قضيت سهراتي كلها في المسرح وراقبت الفنانات وسمعت حكاياتهن المهنية والشخصية، وارتبطت بصداقة مع إحداهن قالت لي ذات مرة إنني أذكرها بامرأة ثانية، فلم أقدر على السكوت وكشفت لها هويتي، لكنني طلبت منها ألا تخبر زميلاتها بالامر، واعتقدت في تلك اللحظة أنها كانت ستصاب بأزمة قلبية (تضحك). هكذا ولدت شخصيتي في الفيلم. وبما أن كل ممثل كتب حكاية وألف دوره جاءت النتيجة النهائية مملوءة بالحساسية، وهذا ما ينبثق عن الشريط في نظر كل من يشاهده. ومن ناحية ثانية وبخصوص موضوع الرقص أرجوك ألا تنسى انني أديت دور أشهر رقصة سينمائية في التاريخ مع جون ترافولتا وهو أيضا شريكي في «بي كول»، قبل بضع سنوات في فيلم «بالب فيكشن» لتارانتينو، فأنا ملمة بعض الشيء في الأساس بهز جسدي وربما أيضاً أن إجادة الرياضة تساعدني في ممارسة الرقص بفضل الليونة الجسدية المكتسبة.

أسرار مهنية

·         حدثينا عن فيلمك الجديد «اعترافات خاصة جدا»؟

- إنه أيضاً من أحلى تجاربي المهنية، ليس بفضل حبكته وإن كانت جذابة ومسلية وتتجه إلى الجمهور العريض جداً، ولكن لأنني حزت فرصة مواجهة النجمة الكبيرة ميريل ستريب التي أعتبرها الآن أستاذتي في التمثيل إذ إنني تعلمت منها، وبمجرد أن راقبتها وهي تعمل ومن دون أن أطلب منها أي نصيحة، خصوصاً أنها بحسب ما اتضح لي ليست من النوع الذي يميل إلى البوح بأسرارها المهنية ولا إلى مساعدة غيرها في إتقان العمل، خصوصاً إذا كان هذا الغير ينتمي إلى صنف النساء (تضحك).

·         أنت تحطمين صورة ممثلة قديرة ألا يضايقك الأمر؟

- أرجوك لا تكتب إنني أحطم صورة ميريل ستريب بل اكتب انني قلت إنها أستاذتي ومعلمتي ولكن لا شعورياً ورغماً عن أنفها، وكل ما أعنيه هو أنها تكرس وقتها قبل التصوير للتركيز على دورها ولا تبالي بمن حولها، وفي النهاية هي على حق لانها ليست مدرسة متنقلة ولكن فنانة تأتي إلى مكان عملها بهدف إنجاز ما هو مطلوب منها على أفضل وجه، وهذا ما تفعله بنجاح، وهو شيء يكفي.

·         أنها تمثل دور حماتك في الفيلم فربما لهذا السبب لم ترغب في مساعدتك؟

- إنها تلعب دور حماتي وطبيبتي النفسانية في الوقت نفسه ما يسبب المشكلات ويمنح الشريط نكهته الكوميدية الساخرة. ومثلما ذكرته أنا تحسنت كممثلة من بعد انتهائي من العمل في «اعترافات خاصة جداً» لأنني تتلمذت على يد ميريل ستريب من دون أن تعلم هي بالأمر بتاتاً.

·         كثيراً ما تأتين إلى فرنسا فماذا تفضلين فيها؟

- «الكرواسان» الذي أتناوله كل صباح مع فنجان القهوة، ثم جيرار دوبارديو!

الحياة اللبنانية في 17 فبراير 2006

 

أفلامنا الفرنكوفونية: نعمة أم نقمة؟

المغرب – خالد الخضري 

أثيرت ولا تزال تثار في كثير من المهرجانات العربية، وعلى رأسها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قضية «الفرنكوفونية» في السينما المغاربية – المغربية على وجه الخصوص – انتاجاً ولغة. ففي الوقت الذي يطالب المصريون الأفلام المغربية بنزوحها بدرجة أكبر نحو العربية الفصحى لتسهيل استيعابها والتواصل معها، نجد أفلاماً من الجنسية ذاتها تغرق في اللهجة المحلية المشفعة أحياناً باللغة الفرنسية!

هذه الازدواجية لا يزال كثر يعيبونها على السينما المغربية ويرونها حائلاً أمام تواصلهم معها. في حين انه بقليل من الجهد وباهتمام أكبر بالكتابة السينمائية التي تنتج الصورة الى جانب آليات أخرى قوامها المؤثرات الصوتية والموسيقى – بغض النظر عن لغة الحوار – قد نتواصل مع هذا الفيلم أو ذاك أياً كانت جنسيته، بدليل تفاعل الجمهور المصري والعربي مع أفلام مغربية شاركت في مهرجان القاهرة بالذات ونالت أو لم تنل جوائز وأبرزها: «علي زاوا» لنبيل عيوش الذي حصل على جائزتين: أفضل فيلم عربي – مناصفة – وأول عمل سنة 1997، ثم فيلم «ذاكرة معتقلة» لجيلالي فرحاتي الحاصل على جائزة أفضل سيناريو في الدورة السابقة، إضافة الى أفلام أخرى لكل من حسن بنجلون وكمال كمال ومحمد اسماعيل...

هذا رأي الأشقاء المصريين. لكن ما هو تعقيب أو رد فعل بعض المخرجين والنقاد المغاربة بخصوص الفرنكوفونية في السينما المغربية، هل هي نعمة أم نقمة؟

يعتبر الناقد المغربي نور الدين كشطي هذه الظاهرة ايجابية خصوصاً حين تُعرض الأفلام المغربية على القنوات الغربية ويقول ان «شاشات الفرنسيين غدت بمثابة رئة ثانية تتنفس منها السينما المغربية، وهذا مكسب كبير واعتراف مهم بالفيلم المغربي عموماً والسينمائي المغربي خصوصاً... وهذه النافذة المفتوحة على الغرب في إمكانها أن تخدم السينما المغربية على المستويين المتوسط والبعيد.

فلعل هذا سيمكن من إيجاد مخرجين ومنتجين في إمكانهم التعاون مع السينما المغربية والمشاركة في انتاج أعمال مشتركة، على ألا ينحصر هذا التعاون في توظيف تقنيين ومديري تصوير غربيين أو في توظيف اللغة الفرنسية فقط... علماً أن المساهمة المالية الغربية تمنح للمخرجين المغاربة مساحة أكبر للاشتغال في ظروف انتاجية كفيلة الى حد ما بحصر اهتمامه بالجانب الابداعي بالدرجة الأولى».

مخرج فيلم «علي ربيعة والآخرون» أحمد بولان، يرى ان الدعم الغربي له ما يبرره. فالأفلام المغربية المعروضة ليست سوى مادة فرنسية ولا يعتبرها مغربية مئة في المئة، لا فرق بينها وبين الأفلام الفرنسية لغة، أداء أو تركيباً... انهم يريدون سينما مغربية على مقاس الطاهر بنجلون في الادب، وهذا أمر مرفوض «لست ضد الثقافة الفرنسية» يؤكد بولان، «ولكنني ضد الفكر الاستعماري والثقافة المهنية».

بالنسبة الى مخرج فيلم «منى صابر» عبدالحي العراقي، فإن التعامل مع الفرنكوفونيين يقتضي بالضرورة المرور من سيناريو يستجيب شروطهم اللغوية والثقافية كما حصل مع فيلمه الأخير «غضب». وهو يلح على ضرورة عدم الاستسلام لكل هذه الشروط، وعلى الدفاع عن الفيلم المغربي المعاصر بعيداً من السينما الفولكلورية التقليدية. ويستحضر العراقي نموذج السينما التونسية وكيفية صراعها من أجل إبراز منتوجها السينمائي من داخل القنوات الفرنسية، ان هذا النوع له ما يبرره سياسياً، لغوياً وثقافياً.

ويرى البعض ان فرنسا الأم ما زال يشغلها نشر جذوعها الحضارية والاستعمارية في أعماق شعوب الدول النامية. وما زالت تعترف بأن «حقوقها محفوظة» في هذه الدول وعليها الحفاظ عليها. فملائكتهم لا تحلق في سماء هذه الدول الا لغاية في نفس يعقوب: ولا أدل على ذلك من رصد إمكانات مالية ضخمة للكتاب الذين ينشرون كتبهم باللغة الفرنسية وفتح قنواتها للسينما المغاربية.

الحياة اللبنانية في 17 فبراير 2006

أخرج «هبوب» و«عرج الطين» لمسابقة أفلام من الإمارات

سعيد سالمين: تراثنا.. أرض عذراء لم تكتشف بعد

أبوظبي ـ محمد الأنصاري: 

بعد أن اختير فيلمه «هبوب» من بين 145 فيلماً ليمثل مع أربعة أفلام أخرى دولة الإمارات في مهرجان دبي السينمائي الثاني قبل فترة، وبعد أن اشترك في مسابقة أفلام من الإمارات في دوراتها السابقة منذ عام 2003 في أفلامه: بقايا تراب، جدران، مسافر، هاهو المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري، يعود ليقدم نفسه مرة أخرى في مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الخامسة من خلال فيلميه: «هبوب» و«عرج الطين».

عبر هذه الحوارية القصيرة، التي نتمنى أن نتيحها للمخرجين الشباب المشاركين في المسابقة طيلة الأيام المقبلة، يلقي سعيد سالمين المري الضوء على تجربته المختلفة هذه المرة في فيلميه، حيث قال عن فيلم «هبوب»: كتب السيناريو معي في هذا الفيلم طلال محمود، ومثل فيه: بلال عبد الله وجاسم الخراز وسعود عبد الرحيم وعبد الله الجفالي، والممثلتان أشواق وحنان شاكر، ومدة الفيلم 22 دقيقة وهو روائي مشارك عن فئة العام بالمسابقة الرسمية، أما القصة فهي من التراث الشعبي وتتناول قصة شاب تتلبسه «جنية» ـ وهو من التعبيرات والمعتقدات الشائعة في الإمارات ومنطقة الخليج ـ ويعكس الفيلم عقيدة ميثولوجية محلية لم يتم تناولها من قبل في الأفلام الإماراتية المشاركة في المسابقة، وأرى أن تراثنا «أرض عذراء» لم تكتشف فنياً في العديد من جهاتها.

وأضاف سالمين: تدور الأحداث في حقبة الستينات من القرن الماضي، قبل حدوث الطفرة البترولية الاقتصادية التي مرت بها المنطقة، وحاولت من خلال الديكورات والموسيقى التصويرية والأزياء، أن أعيد بعضاً من الذاكرة التراثية للبلد وتقديمها في عمل فني، حيث نقلتُ أجواء حفر «الطويان ـ الآبار» والصورة المعمارية للأبنية القديمة، كما رافق الفيلم موسيقى تصويرية اعتمدت الإيقاعات القديمة، وأعتقد أنني وفقت بتصوير هذا الموروث ليتعرف أبناء هذا الجيل والمشاهد من غير الإماراتيين على بعض من العادات والمعتقدات المحلية القديمة، ورغم ارتكاز القصة على عالم «الماورائيات» إلا أنني لم استخدم خدعاً فنية بصرية في الفيلم، واعتمدتُ بالكامل على أداء الممثلين، وقد نجحتُ في ذلك، وأعتقد أننا في ظل الحياة المعاصرة التي نحياها ـ بجمودها وماديتها ـ قد فقدنا تلك الأجواء وحميميتها رغم قسوتها المعيشية، وأعتقد أني قد وجدتُ حلمي السينمائي في هذا الفيلم، وجاء عنوانه «هبوب» من الجملة التي يطلقها سكان الإمارات في الماضي على من تتلبسه «الجنية» حيث كانوا يقولون «هبّت عليه».

فيلم سعيد سالمين الثاني الذي يشارك فيه بالمسابقة؛ لا يختلف في أجوائه التراثية واعتماده على الموروث العقائدي المحلي عن فيلم «هبوب»، عن فيلم «عرج الطين» يقول سالمين: إن فيلم «عرج الطين» يحمل روحاً تراثية مقتبسة عن الحكايات القديمة ولكنه منفذ بطريقة حداثية من حيث الأداء والديكور المستخدم، وكتب السيناريو له محمد حسن أحمد، وتم تصويره على قمم جبال الفجيرة، ويدور حول كيفية إزالة النحس وفق المعتقدات القديمة، والفيلم قائم على الصورة والأداء أكثر من اعتماده على الحوار، وهو من تمثيل: صوغة البلوشي، أشواق، الطفل حسن محمود، حسن طاهر، أما بناؤه البصري فهو بعيد عن التقليد والوضوح، لأني أعتقد أن الغموض حول الفكرة يشكل جزءاً من عملية الإبداع الفني، وكان أكثر مكان مناسب لهذا العمل هي منطقة جبال الفجيرة، وقد كنت وفريق العمل نتسلق حوالي ساعة كاملة كي نصل إلى مكان التصوير، وأعتقد أني سأدخل المسابقة وأنا راضٍ عما أنجزت بغض النظر عن رأي لجنة التحكيم.

حين سألتُ سعيد سالمين السؤال التقليدي الذي يسأله الصحافيون كل مرة عن قضية الدعم المالي والإنتاجي الذي يطالب به جميع المخرجين؛ تأفف وتحسر ولم يرَ جدوى من الإجابة، وقال: لقد تعبت وتعب الشباب من التكلم حول قضية الدعم للمواهب، والأعمال المطروحة كأعمال سينمائية إماراتية لا تمثل الإمارات ولا تمت لواقعنا بصلة، لقد انطلق «بس يا بحر» من المحلية إلى العالم العربي، وجميع مبدعي العالم انطلقوا من المحلية، ولقد حازت أفلام مثل «طوي عشبة» لوليد الشحي و«جوهرة» لهاني الشيباني إعجاب العالم العربي، وعرف المشاهدين هناك عن مخرجيها أكثر مما يعرفهم أبناء الإمارات، ولقد حاول مسعود أمر الله آل علي الاتصال منذ الدورة الأولى بعشرات من محطاتنا الفضائية المحلية لعرض أفلامنا ولم يجد أذناً صاغية، فإن كان هذا الحال بالنسبة لعرض الأفلام؛ فكيف هو الحال بالنسبة لإنتاجها!!

وختم سعيد سالمين حديثه بالقول: لقد اتجه بعض الشباب ممن شارك في مسابقة أفلام من الإمارات إلى الإنتاج التجاري من «فيديو كليب» وغيره هرباً من أجواء الإحباط التي أصيبوا بها بعد حالة الصمم التي أصابت بعض الجهات حول مسألة الدعم، ولكن بالنسبة لي فإن عزوفي عن تحقيق حلمي ومواصلة مشواري هو من المستحيلات، لأني أعتقد أن مهرجان دبي السينمائي ومسابقة أفلام من الإمارات في الطريق لتكوين مشروع إماراتي سينمائي، ونحن في الانتظار.

الحياة اللبنانية في 13 يناير 2006

 

عن توليف الابنة المتدربة في أفلام أبيها...

سنوات أخرى للرماد في العراق المضطرب

دمشق – فجر يعقوب 

يذهب المخرج العراقي المقيم في الدنمارك محمد توفيق الى «سنوات الرماد» في تلعفر، المدينة التي خرج منها ذات يوم الى المنفى.

وهو عندما يعود الى هناك ليصور فيلمه انما يستدعي الذكريات التي وقعت في المستقبل، أو هي، كما في فيلمه، تلك الذكريات التي تسابقت مع طفولته بنوع من الإصرار نحو وجهة واحدة... تكاد تكون المنفى فقط، إذ لا يعود هناك صدى لهذه الطفولة، فهي لا تعود تعوزه أبداًَ في منفاه الاختياري، والآن قد اصبح منفى متعدد الأصوات، فكأنه مسافر غير مقيم فيه يبحث عن صوته هو، فلا يجده أبداً.

يهدي محمد توفيق فيلمه الى زوجته الفلسطينية التي قضت بالسرطان قبل عامين وتركت له ابنة أو «مونتيرة» متدربة الآن بعدما كانت هي حتى وفاتها مونتيرة أفلامه كلها. ها هنا تتدرب في أفلام أبيها وتبرع في إبداع الإيقاع الخاص بـ «سنوات الرماد».

يروي الفيلم حكاية ذلك الضابط العراقي الذي تخرّج في الكلية العسكرية وشارك في الحرب العراقية - الإيرانية، ثم ذهب في إجازة ولم يعد. اختفى في سقيفة ومرض وتـألم وعالجه شقـيقه الطبيب بعدما كاد يحتضر. وبحث عنه جنود صدام ولم يجدوا له أثراً. تمكن من جمع سنواته الهاربة (وكأنه ضمها الى صوته الذي يروي حكايته في الفيلم) في لحظة، هي اللحظة الأكثر نجاحاً في حياته، لأنه وجد من يصور مأساته وسكوته وهو يصنـع (مخبأ مجـازياً) في سقيفة بيت، لأن أحداً لم يقل له إن الحرب قد انتهت... اعتقد ان الطاغية لا يزال موجوداً، ورجاله يدبون على الأرض.

هنا يجيء مونتاج الابنة المتدربة ليعيد تركيب حكاية ذلك الضابط الوسيم بالسحنة المتوردة والعينين الزرقاوين، وإن أطل علينا وهو يمارس رياضة الهرولة، كأنه هرب للتو من ثكنته، أو ليعيد علينا رواية الحكاية من أولها... أي من تلك اللحظات القاسية التي نزل خلالها ليمارس رياضة تمنع تصلب ظهره في السقيفة الاجبارية، وتمنع انطفاء ذكرياته إن استدعاها لحظة جلاء السنوات الرمادية التي صنعها الطاغية له ولنفسه. أفلم يخبرنا انه سيذهب هو أيضاً للاختباء في حفرة يوم لم يخبره وزير إعلامه (الظريف) بأن الحرب انتهت منذ زمن بعيد، وأن في وسعه أن يمارس الرياضة، أي رياضة، ذلك ان ابنة متدربة له اسمها رغد تستعد لإطلاق فضائية باسم قيثارة... تعيد فيها توليف الحكاية كلها... تماماً كما في «سنوات الرماد» التي لا يراد لها ان تنتهي في العراق!

الحياة اللبنانية في 17 فبراير 2006

 

سينماتك

 

من بطلة مغامرات «كيل بيل» الى رومانسية «اعترافات خاصة جداً»...

أوما ثورمان: تتلمذت على يد ميريل ستريب رغماً عن أنفها

باريس – نبيل مسعد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك