''صور التراجيديا لأية أمة هي المحرك الفعلي لاستمرار التفاعل مع كل القيم التي تحملها المأساة بكل مفرداتها''. يمثل الحدث المأساوي (التراجيدي) الصورة التي تقدم تلك الزاوية المظلمة من الإنسان لأخيه الإنسان ليعيش في ذاته ''الشيطنة'' التي تحول كل المفردات المحيطة بالإنسان الشيطان إلى أدوات جهنمية ينبع من تفكير أبعد ما يكون عن معنى الوجود الإنساني بكل معانيه. والتراجيديا هي إحدى السُبُل التي تلامس الإنسانية الكثير من القيم الأساسية الفطرية للإنسان، ضمن حدث وسلسلة حركية تظهر فيها التناقضات في المبادئ بين جبهتين مختلفتين إحداها تمثل القيم النبيلة وأخرى نقيضه لها، وقد دأب الإنسان بشتى خلفياته العقائدية على توثيق صور المأساة التي عاشتها أمته، ضمن عملية تحتفظ بالصور لتصل إلى الآخر. ويتضح ذلك الأمر من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف تارة، والخزفيات تارة أخرى، والوثائق المرسومة تارة ثالثة، ويمثل نقل المأساة من التاريخ إلى الأمة في حاضرها أمانة تدخل في صلب التكوين الأساسي للهوية، ويتخذ الإنسان في كثير من الأحيان وسائل متعددة لحفظ ذلك التاريخ عبر توثيق بصري يضمن له وجود روح الحدث بتفاصيله التي وقعت، ونتيجة لذلك يرى الباحث الوسائل البصرية التاريخية التي تنقل الحدث في ''صورة كلامية'' عبر السرد القصصي والروائي، أو من خلال ''صورة حركية'' تتشكل عبر تمثيلية تجسد واقع الأمة المأساوي. وقد أخذت ''واقعة كربلاء'' صوراً متعددة لحفظ وقائعها، وسرد أحداثها، لتكون أضخم صورة تاريخية لمأساة عاشها الإنسان شعراً وكلمة وصورة وحركة، ونتيجة للوضعية الخاصة التي عاشتها مأساة كربلاء من ناحية الزمان والمكان والشخوص، كان لا بد من وجود ''مصدر بصري'' ينقل تفاصيل تلك المأساة إلى الأمة، فكان النقل الروائي ووجود الشهود من المعسكرين أدوات الرسم الثانوية بعد كلام الرسول الأكرم (ص) عن تلك الواقعة، وتبدأ أول عملية توثيقية بالرسم لواقعة كربلاء وما تلاها من خلال رسم السبايا في الكوفة والشام، وعبر رسم الراهب المسيحي الذي أخذ رأس الإمام الحسين ليبيت عنده ليلة واحدة، بعدما أخذه من جنود بني أمية مقابل مبلغ من المال، وبعدها تتابعت صور التوثيق وسرد المأساة. ولم تبتعد ''صور كربلاء'' عن الخصوصية التي تمتعت بها الكثير من البلدان الإسلامية في مرجعيتها ''البصرية'' من خلال التاريخ الذي تملكه في الرسم وتصوير الأحداث، لتكون مأساة كربلاء الصورة محل إسقاط بصري لبعض المجتمعات الإسلامية من دون غيرها، والملاحظ نوعية الرسومات التي تنقل مأساة كربلاء عبر تصويرات للشخوص الموجودة في الحدث، ونعتقد بأن المجتمع الإيراني هو من أكثر المجتمعات الإسلامية ممارسة لتصوير واقعة كربلاء من خلال اللوحات والرسوم التي تصف شخوص الحدث الكربلائي في أكثر من موقع يستخدم فيه الفن ''الفارسي'' كهوية مميزة بما يمثله من وسيلة نقل بصرية لهذه الواقعة المأساوية، فهناك إسقاط لسمات الخلفية البصرية للرسم الإيراني على الشخوص الكربلائية، حيث يلحظ في كثير من الرسومات الملامح التي تتميز بها رسومات شخصيات روايات وقصص بلاد فارس القديمة التي تستعرض شخصيات قديمة كمجنون ليلى، والقائد رستم، وغيرها من الشخصيات التي تتخذ ملامح مميزة لها من دون غيرها من رسومات البلدان الأخرى، بل إن لباس المعركة الذي اتخذه العباس (ع) على سبيل المثال، يتميز عبر تلك الرسوم بالتشابه الواضح مع لباس الحروب التي كانت متخذه في العصر الفارسي القديم، ويمكن التأكد من ذلك عبر مراجعة رسوم ''الشاهنامة'' -وهي ملحمة شعرية تصف بعض مقاطع التاريخ الإيراني- والكثير من الرسومات التاريخية القديمة في المتاحف والكتب. ومن تلك الملامح لبس الخوذة المصممة بالطريقة الموجودة في الرسوم في عصور فارس القديمة، وكذلك العصر الصفوي، بالإضافة إلى دلالات بصرية أخرى كوضع ''الريشة'' على الخوذة، وطريقة اللباس بصورة عامة، وبقدر ما كان ''الإسقاط الرسمي'' موجوداً-إن صح التعبير- فقد كانت القيم التي تزخر بها معركة كربلاء تتمثل بأجلى صورها في تلك الرسومات، عبر التضحية والصدق والشجاعة من جانب، والوحشية والظلم والدموية من جانب آخر، عبر تمثيل ثنائي لمخيمي الإمام الحسين(ع) وعمر بن سعد، ويمكن ملاحظة ذلك عبر الرسومات التي تحكي المواقف المختلفة في معركة كربلاء، وتحمل معها المشاعر والقيم المتناقضة من قمة الفداء والتضحية إلى قاع الوحشية والظلم. وبحكم ''التطور الصوري'' الذي يساير عمر المجتمعات، يلحظ وجود الصور المتعددة القوالب التي تتناول كربلاء من زوايا مختلفة، فمن وجود الرسومات في الكتب إلى تكبيرها في الحسينيات، وحملها في المواكب العزائية، وقد أخذت النماذج الحديثة مجالاً أوسع لتناول مأساة التاريخ ليكون المجتمع لابساً لسواد ملون عبر اللون الأسود التي تتشح به الكثير من المدن والقرى في شهر محرم الحرام في أكثر من بلد حول العالم، وبأشكال مختلفة وبطرق متعددة في عرض واقعة الطف، فمن الرسومات التقليدية انتقلت إلى مرحلة تثبيتها في الحسينيات عبر سجاد معلق فيها، أو من خلال ثياب سود تحمل تلك الصور، بل وقد أصبحت تجارة لها سوقها الرائجة في المجتمعات الشيعية وخصوصاً للأطفال، وقد انسحب التمثيل البصري على كثير من المنتجات اللباسية مثل ''القمصان، تي شيرت، القبعات، وشاح الرجل''، بل واتخذ الأمر حيزاً أكبر من خلال الميداليات، والملصقات، بل وحتى بعض اللوحات القماشية التي توضع في خلفية السيارات، واتخذت التقنية الحديثة مجالها في ذلك عبر التصميمات في الكمبيوتر، ورسائل الوسائط المتعددة MMS عبر الهاتف. ومع التنوع البصري الذي يتخذ من ''كربلاء'' ملهماً له يضع الرسام ريشته لا لتوثيق ''حدث'' أكثر منه من تسجيل ''موقف'' تظهر كل آثاره من خلال الألوان المستخدمة والشخوص المعروضة، لتصبح واقعة كربلاء تسجيلاً بصرياً متجدداً ينطق بكل لغات العالم، ضمن حركة لا تستدعي البحث عن معانٍ أخرى، ما زالت تزخر كربلاء بالكثير من القيم التي يحولها الفنان إلى لوحة أو قصيدة أو فيلماً. التنوع الحاصل في عملية ''الإسقاط الفني'' لواقعة كربلاء والملاحظ في أكثر من بلد، يقدم مؤشراً عن وجود ''إلهام'' لا ينقطع لحادثة تاريخية مرت قرابة ألف وعدد من مئات السنين عليها، ونعتقد بأن مثل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية التي حظيت بتجدد في التوثيق البصري لها، من خلال التفاعل السنوي معها، فبالرغم من وجود مآسٍ متعددة في تاريخ البشرية من العهد القديم والحديث، إلا أنها توقفت عند انتهائها وأخذت نصيبها من التوثيق والتصوير الفني لها، وتوقف الأمر عند ذلك الحد، ويكفي النظر لجميع مراحل ومحاولات التوثيق البصري لأكثر من مأساة عاشتها البشرية قديماً وحديثاً، إذ تتوقف الأقلام وتجف الألوان في فرشاة الرسام، لتكون اللوحات الفنية سواء رسومات، قصائد أو تشبيه للواقعة محدودة، فيما يلاحظ الباحث الموضوعي تجدد ''التفاعل'' مع واقعة كربلاء من خلال وسائل متعددة للفن، كلامياً وبصرياً عبر الرسومات وما تُسمّى بالشبيهات، حيث تُمثل الواقعة في الهواء الطلق. وتمثل واقعة الطف زخماً بصرياً وإعلامياً قوياً ما زالت المجتمعات المؤمنة بالحرية والعدالة تقتبس منها وتستلهم، وتأخذ صور المأساة كل مساحة التفاعل الإيجابي بين التاريخ والحاضر عبر سلسة من الصور والرسوم التي تحمل معها التاريخ في قيمه ومبادئه، وما زالت تشكل واقعة الطف ملهمة البصر والنظر، ولا أدل على ذلك من إبداعات متجددة وتطور في تناول تلك الواقعة عبر قنوات متعددة، وتبقى مأساة الصورة بمأساة القيمة التي نُحرت على حجر نكران القيم الإنسانية الأصيلة، وتبقى قوة الثبات على الحق بثبات الاستفادة من الصورة المأساة في نشر القيم الأصيلة لواقعة الطف. عـدســــة .. بلاغة الصورة.. بين التحريم والإبداع فريد رمضان أخذت الصورة منذ أن رأى الإنسان وجهه في الماء، أبعاداً تأويلية، لما لها من علاقات تعبيرية وفنية تعكس من خلالها عناصرها الذاتية والموضوعية وأبعادها الفلسفية على مدى العصور، ولقد أضحى الرسم قبل ظهور الكاميرا وسيلة لكشف الذات وانعكاساتها في المرآة. مرآة الذات والآخر. ولقد كانت من أولى المهام التي تنفذها الصورة الفنية أنها تُجسِّد تجربةَ الفنان وتبلور رؤاه، وتعمق إحساسه بالأشياء، وتساعده على تمثل موضوعه بشكل حسي، كما تساعده على التواصل مع العالم الخارجي والاتحاد به. والصور بكونها تجسد المفهوم، وتشخّص المعنوي، وتجعل المحسوس أكثر حسية وحضوراً، وتعـد بالنسبة إلى المتلقي مدخلاً إلى عالم الفنان، والإحساس بتجربته، وبتشخيصه للعمل المرسوم أو المصور. ولعل تحريم الصورة في الإسلام جاء عبر تأويلات لنصوص اختلف فيها المفسرون وفي معانيها مُفوتين بذلك على الأمة تجسيد التاريخ الإسلامي من خلال الصورة والرسم والتي نجدها غنية في الإسلام الشرقي الممتد من إيران وأفغانستان، إضافة إلى المغرب العربي، حيث أخذت الصورة مكانة في جسد الثقافة الإسلامية. ولقد كان للمتصوفة دور هام في رسم حركة الجسد عبر طقوسهم وشعائرهم. وهكذا أيضاً بدأت حكاية موقعة كربلاء تأخذ حضورها مع تأسيس الدولة الفاطمية وبروز المنبر الحسيني، حيث تطورت هذه الاحتفالية بشهر محرم وأخذت ابعاداً فكرية وفنية وثقافية عامة، برز فيها الرسم والتجسيد ليخدم هذه القضية الجوهرية عند المسلمين. وعلى صعيد السينما ظلت الصورة السينمائية العربية خجولة في تقديم الأفلام الدينية بشكل مباشر أو حتى في ترميز الشخصيات، فذهبت إلى أفلام مثل (بلال مؤذن الرسول) للمخرج أحمد الطوخي في عام 1953م ووصولاً لفيلم صلاح أبوسيف (فجر الإسلام) في عام 1971م. وقد رفض رجال الأزهر مسرحية الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي (الحسين ثائراً والحسين شهيداً) ولم يسمح بعرضها. ، ويكفي أن نتذكر المشاكل التي عانى منها المخرج العربي مصطفى العقاد وصراعه مع الأزهر الشريف في تحقيق فيلم (الرسالة) وكم كان الوضع مثيراً إذا نرى التحفظات في هل يحق إظهار ناقة الرسول، أوعصاة الرسول الكريم أو لا؟! وهي مسألة كافح من أجلها المخرج حتى خرج الفيلم بالشكل الذي رأيناه! في عام 1980 قدَّم المخرج الباكستاني جميل ديهالي فيلمه المميز (دم الحسين) بإنتاج باكستاني بريطاني حين جسد حكاية الحسين بشكل معاصر، مستفيداً من الرمز في حكاية الفداء والصراع السياسي عبر سيرة الحسين وتكرارها على مدى العصور. وقد نجح الفيلم في إبراز قضية الحسين وتقديمها برؤية حديثة. ولكن ورغم قوة الفيلم وجمالياته، إلا أنه منع في العالم العربي، في الوقت الذي شاهد فيه العالم هذه التجربة السينمائية الناجحة في قراءة التاريخ وتقديم تجارب سينمائية حديثة مستفيدة من هذا الدرس. ولكن علينا أن نتحلى برحابة صدر في تجاوز مفهوم تحريم الصورة، خاصة إذا كانت تخدم قضايانا المصيرية، إذ تُعَدُّ الصورة الفنيه بالنسبة إلى العمل الفني مجاله الحيوي الذي ينمو فيه ويعبر من خلاله. فالصورة وحدة بنائية متكاملة ذات مناخ منسجم، وأبعاد متناغمة، تجمع بين أشياء لا تُجمع فـي الواقع، وتوحّد بين أشياء متناقضة، وتقرب بين أشياء متباعدة، وهذه تدخل في سيرة إبداع الصورة وجمالياتها. الوطن البحرينية في 15 فبراير 2006
هند الحناوي والعبارة.. وأشياء أخري أشرف بيدس انتشار قنوات الأفلام أمر جيد، لأنه في النهاية يقوي التنافس بين هذه المحطات لإخراج أفضل ما لديها، وهذا يصب في صالح المشاهد، لكن في الفترة الأخيرة لوحظ أن بعض الأفلام تذاع في ذات الوقت علي أكثر من محطة، فمثلا فيلم جواز بقرار جمهوري عرضته قناة دبي وقناة ميلودي، وكذلك فيلم خان الخليلي، وفيلم حرامي الورقة0 استمرار وجود سعاد نصر في العناية المركزة، يثير علامات استفهام حول حقيقة حالتها الصحية0 كشفت بطولة الأمم الإفريقية عن أهواء وميول بعض المهتمين بالعمل الرياضي، والتربص لنجاحات الآخرين ومحاولة تشويهها، لكنها أيضا كشفت عن معادن أصيلة في الوسط الرياضي، ورغم فوز مصر بالبطولة، إلا أن ذلك لن يخفي ميول هؤلاء، فكتاباتهم وآراؤهم المنشورة خير دليل، وإن كنا نتوقع في الأيام القادمة بعضا من عمليات تغيير المواقف بما يتماشي مع الحدث0 في إحدي حوارات الفنانة علا غانم بعد أن وجه إليها سؤال : بأن كلامها يحمل رنة غرور، أجابت : أحب التمثيل ولكني أرفض أن يكسرني، ولو اضطررت للتنازل عن برستيجي - تقصد مكانتها- سأعتزل فورا؟ وجاء السؤال التالي عن توقعاتها عن فيلمها الجديد عبده مواسم والذي يشاركها البطولة فيه محمد لطفي : قالت محمد لطفي قلبه أبيض وابن حلال، وأنا كمان، واعتقد ان ربنا هيكرمنا0 والغريب في الأمر أن الممثلة الشابة لم تفسر لنا ما هي حدود برستيجها؟، وما دخل القلب الأبيض والأحمر والأسود بمدي نجاح فيلم أو فشله، لقد دأبت علا في حواراتها الصحفية أن تثير المشاكل، معتقدة أن هذا يثير الجدل حولها، بعد أن فشلت في أن تثيره بأعمالها0 مازالت أصداء حكم محكمة زنانيري بعدم نسب الطفلة لينا إلي الفيشاوي الصغير يملأ صفحات الجرائد والمجلات والمحطات والإذاعات والنواصي والشوارع والحارات، بعد أن فتح الستار عن الكلام المباح وغير المباح، وتحول الأمر إلي قضية قومية تعاني منها 14 ألف أمرأة، فتحت شهية الكتاب والنقاد والدكاترة وعلماء الاجتماع ومنظمات حقوق الإنسان، والقانونيين، والتجاريين والصيادلة، والسؤال الذي يفرض نفسه أين كنتم يا أصحاب المشورة والرأي وهناك عشرون ألف لينا تبحث عن أب0 إن كلام هند هو الذي فتح تلك الملفات المقفولة، فماذا كان سيحدث لو أن هند لم تتكلم أو آثرت السلامة، أغلب الظن ما كان سيحدث شئ0 لكن ما يجعل الموضوع متداولا بهذه السخونة حتي هذه اللحظة أن هند الحناوي تقاتل بشراسة في معركتها، فليس لديها ما تبكي عليه، ولن تخسر أكثر مما خسرته، ويخطئ من يظن أن الفيشاوية لم يخسروا شيئا، فستظل هذه الحكاية معلقة بأثوابهم حتي آخر العمر0 والغريب أن نقابة الممثلين والتي ينتسب إليها الفيشاوية لم يكن لها أي ردة فعل، ظنا منها أن هذه المسائل شخصية ولا يحق لها الاقتراب منها، مازلت مصرا أن لينا تدفع ثمن اعوجاج مجتمعها، وتصرخ ما بين الحين والحين قائلة سيبوني في حالي انتوا لا بتحلوا ولا بتربطوا0 إن أروع مشاهد السينما اجتمعت في الفيلم العالمي تيتانيك، فعندما كانت تغرق السفينة والركاب في حالة هياج وفزع بحثا عن مهرب من الموت، وقف مصمم الباخرة في فناء صالتها الفسيح ينظر إلي الساعة المعلقة، بينما صرخات المذعورين تتوالي هنا وهناك، وقد لاحظ أن العقارب تشير إلي بضع دقائق زائدة، فراح يضبطها، التقي به أحد الأشخاص، قال له بصوت مملوء بالهلع، لماذا تقف مكانك؟ السفينة تغرق، حاول الفرار في أي قارب، فقال له في ثبات: هذا هو قاربي، ومصيري مرهون به، ولم ابن غيره ووقف ينتظر الموت في كبرياء 0 وفي مشهد آخر، وقف الموسيقيون يعزفون مقطوعتهم بينما الناس أيضا يهرولون أمامهم للفرار من الموت، وعندما قال أحد الموسيقيين لقائد الأوركسترا، الناس لا تسمعنا فهم مشغولون بالنجاة من الموت، قال له، إنهم أيضا بالداخل لا يسمعوننا فهم مشغولون بتناول عشائهم00 أعزف علي آلتك، فما أجمل الموت ونحن نعزف هذه الموسيقي!!
تم تأجيل
حفل اعتزال محمد الحلو بسبب مباريات بطولة الأمم الإفريقية، ما دخل اعتزال
محمد الحلو بكرة القدم، وهل هو تقليد جديد يحاول الحلو أن يستنه قبل اعتزال
الغناء بإقامة مباراة عفوا نقصد حفلة اعتزال أشبه بالرياضيين0 أم هي تماحيك! هل صحيح أن أعداد من فقدناهم نتيجة الإهمال يفوق أضعاف من ماتوا في الحروب والمعارك؟!! في مسلسل علي نار هادئة الذي يذاع علي محطة الراي الكويتية يبحر بنا الفنان توفيق عبد الحميد في عوالم الإحساس والرومانسية من خلال دوره في المسلسل، فهو يملك من الموهبة ما يجعله ينوع أداءه في المشهد الواحد، فيشعر المتفرج أنه يملك زراير يستطيع أن يضغط عليها في أي وقت، قدرة فائقة علي المعايشة والإحساس بالكلمات التي ينطقها، أن توفيق عبد الحميد من الممثلين القلائل الذين يجيدون تلوين الكلمات واكسابها مذاقاً خاصاً 0 كشف العالم المصري أحمد زويل في محاضرته التي ألقاها بدار الأوبرا عن أشياء كثيرة وخطيرة، تمثلت في الفروق العلمية الرهيبة التي تفصلنا عن العالم، والتي تؤكد من عام لآخر أنهم يسيرون في واد ونحن في واد آخر رافعين رايات المصلحة الشخصية والمنفعة الوقتية، بعد تفشي الروتين واللامبالاة في كثير من محافلنا العلمية، كما قال إن 280 مليون عربي أصبحوا في مؤخرة العالم، بعد أن اتضح أن أكبر 500 جامعة علي مستوي العالم ليست بينها جامعة عربية، وأن أول 20 جامعة إفريقية ليست منها جامعة عربية00 الأهالي المصرية في 15 فبراير 2006 |
الأبعاد البصرية لواقعة كربلاء قراءة في توثيق التراجيديا الدينية كتب جعفر حمزة: |
«كازانوفا».. سيرة ذاتية مختصرة وعاشق يعرف الاخلاص في الحب عرض وتحليل: عماد النويري كازانوفا (1725 ـ 1798) واسمه الحقيقي جان كازانوفا دي سينيالت اوحى الى العديد من الموسيقيين والمسرحيين ثم الى السينمائيين في القرن العشرين بعشرات الأعمال الفنية، ونذكر بالنسبة الى السينما فيلم فلليني الشهير «كازانوفا ـ فلليني» الذي ضمنه المخرج الإيطالي الشهير الكثير من هواجسه وأحلامه. ولعل احدث هذه الأعمال التي تتناول قصة من قصص العاشق الشهير هو فيلم «كازانوفا» الذي عرض في مهرجان فينسيا السينمائي للمخرج السويدي المعروف لاس هالستروم. والفيلم الأخير هو أول عمل سينمائي يتناول الشخصية ـ الأسطورة في القرن الحادي والعشرين وبطاقم تمثيل أميركي وبريطاني وبميزانية ضخمة لمواجهة تكلفة اجواء فينسيا القرن الثامن عشر. هذه الأجواء تظهر مدينة فينسيا بشوارعها الضيقة ومبانيها التاريخية وقنواتها المائية الشهيرة. ملامح واعجاب الملامح الأساسية لشخصية كازانوفا يمكن التعرف عليها من خلال كتاب «حكاية حياتي» الذي صدر للمرة الأولى عام 1823 أي بعد ربع قرن تقريبا من موت كازانوفا وقيل ان كازانوفا كتبه خلال السنوات الأخيرة من حياته، وقيل أيضا ان مؤلفه الحقيقي هو ستاندال الكاتب الفرنسي الذي لم يكف عن إبداء إعجابه بشخصية هذا العاشق الإيطالي الشهير، وقيل أيضا ان ثمة مخطوطا للكتاب وجد في قصر في لايبزغ اجمع الباحثون على انه من كتابة كازانوفا نفسه. في كل الأحوال فان كتاب «حكاية حياتي» يروي لنا جانبا من فترة الطفولة قبل ان يصبح بطلنا في الثامنة من عمره حينما بدا يراقب الناس ويرصد أحوال المجتمع من حوله بفضول شديد ومع الأيام يبدأ في البحث عن دور له وترسله جدته التي كانت تتولى امر تربيته، وقد أضحى في سن المراهقة، الى بادوفا ليدرس، وهناك يلتقي حبه الأول الحسناء باتينا التي ما ان يهيم بها حتى يكتشف ان لديه غريما تفضله عليه فلا يكون منه الا ان يوحي الى الناس ان الفتاة ممسوسة، وهكذا يبتعد الغريم لتكون أول مغامرة نسائية حقيقية في حياته، وكانت هذه المغامرة بمنزلة بداية لسلسة طويلة ومن المغامرات التي تروى في الكتاب بعد ذلك تلك المغامرات التي وضعت بطلنا في موضع الخطر، كما في موضع لوم المجتمع وانتقاده لكن كازنوفا وهو يروي حكايته يؤكد ان هذه المغامرات قد أعطته حريته وان تلك الحرية التي استقاها من الحدود القصوى للمغامرة كانت هي ما مكنه من ان يتعامل مع المجتمع بحرية والنظر اليه دائما بتهكم وسخرية. عاش كازانوفا متنقلا بين عواصم أوروبا وقصور سادتها الكبار بعدما عاش أولا متنقلا بين المدن الايطالية ثم الفرنسية واستطاع ان يرصد المجتمعات واهلها واذا اضطر إلى الحديث عن عيوبه ومساوئه الشخصية كان نصيرا حقيقيا للصدق وميالا بشكل حقيقي الى مناصرة الجمال والطيبة وفي حكايته الطويلة يروي لنا كازانوفا أو من ينوب عنه في الرواية مؤامرات القصور ومناورات الكواليس وطموحات الرجال وغرور النساء في أوروبا النصف الثاني من القرن الثامن عشر. أوروبا التي كانت تعيش واحدة من اغرب المراحل الانتقالية في تاريخها . مغامرات وخطوط عريضة في فيلم «هالستروم» الجديد نستطيع القول إننا بصدد كازنوفا جديد شاعر وفيلسوف وعاشق ولهان يتعذب في الحب بل يخلص لمحبوبته حتى الموت ويفعل المستحيل من اجل ان يكسب ثقتها. اما تلك المحبوبة التي تدفعه الى طريق الاستقامة والكف عن المغامرات العاطفية فهي الكاتبة فرنشيسكا بروني باعتبارها المرأة الوحيدة التي تصده وترفضه، بل وتقول له انه نموذج مجسد لكل ما ترفضه في الرجال. وينتهى الفيلم نهاية سعيدة بالتوفيق بين الحبيبين على رغم كل ما يعترضهما من متاعب، إلا ان الفيلم يشير من خلال كتابة تظهر على الشاشة الى ان فصولا اخرى أعقبت هذا الفصل الخاص بعلاقة كازانوفا بفرانشيسكا وهو ما يعني ان كازانوفا ربما يعود ليحكي لنا مغامرة جديدة من مغامراته التي لا تنتهي. الفيلم «السيناريو» ومنذ البداية لا يلتزم بالخطوط العريضة لمذكرات كازانوفا، انما يقتطع فترة قصيرة من حياته ويقتطع أيضا مغامرة تقول مقدمة الفيلم ان صاحبها ربما يكشف عنها للمرة الأولى. وبجانب شخصية كازانوفا يقترب بنا السيناريو من بعض الشخصيات التي صاحبت كازانوفا في حياته مثل الخادم لوبو وتيتو حبيب الام كما يركز السيناريو أيضا على صناعة الكثير من المفارقات التي تحول الأحداث في بعض المشاهد الى كوميديا راقية. تقمص ومتعة فنية والفيلم «السيناريو» لا يقدم كازانوفا كمؤرخ اجتماعي كبير أو كفيلسوف مكتشف للحياة بحلوها ومرها، انما يقدم كازانوفا كعاشق كبير قادر على الحب وقادر على الإخلاص لمحبوبته. والى حد كبير استطاع الفيلم ان يقدم لنا توليفة تجمع بين الحقيقي والمزيف وتمزج الواقع بالخيال وتخلط الكوميديا بالتراجيديا. لكن في النهاية تنتصر إرادة الحب أمام محاكم التفتيش. وفي الفيلم «الفن» ينجح المخرج هالستروم في التحكم في مفردات لغته السينمائية ليقدم لنا صورة فخمة ومبهرة وأزياء عصر بأكمله واستطاع من خلال اختياره وادارته للممثلين تقديم منظومة ادائية متجانسة ومتفهمة لطبيعة الأحداث، واستطاع هيث ليدر ان يجسد شخصية كازانوفا الى حد كبير وتألقت سينا ميلر في دور فرانشيسكا بروني، ونجح اوليفر بلات في تقمص شخصية تاجر شحم الخنازير بابرتزو. وهناك إشارات أيضا الى الإضاءة التي وُظّفت لتلائم أجواء الاحداث وإلى الموسيقى التصويرية التي تناغمت مع بهجة الصورة وقوتها. فيلم «كازنوفا» على رغم انه قدم قدرا صغيرا من سيرة ذاتية كبيرة لواحد من اشهر عشاق التاريخ المعاصر الا انه استطاع ان يقدم لنا ساعة ونصف الساعة من المتعة الفنية والتسلية الراقية. القبس الكويتية في 14 فبراير 2006
ازدهار صناعة السينما فى دبي دبى –العرب أونلاين-وكالات: بدأت الإمارات تثير اهتماما متزايدا فى مجال صناعة السينما بعد أن وقع اختيار المخرج العالمى ستيفن غاغان على دبى كموقع لتصوير مشاهد من فيلمه السياسى "سيريانا" ثم جاء اختيارها لتصوير فيلم "الكيميائي" المأخوذ عن رواية الأديب العالمى باولو كولهو ليعطى دفعة جديدة لصناعة السينما فى البلاد. وقالت صحيفة " جلف نيوز" نقلا عن تيم سميث مدير شركة فيلم ووركس للإنتاج السينمائى أن فيلم سيريانا الذى قامت الشركة بإنتاجه قد لفت الانتباه إلى دبى كموقع لتصوير الأفلام ولكن الاستفادة من ذلك يعتمد على تطور هذه الصناعة فيها. وأضاف سميث أن صناعة السينما الإماراتية تشهد نموا ثابتا لكنها ما تزال فى مراحلها الأولى وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود. وأشارت الصحيفة إلى النمو الملحوظ فى صناعة السينما فى دبى خلال السنوات الخمس الماضية حيث ارتفع عدد شركات الإنتاج فيها إلى 15 شركة بعد أن كان لا يتجاوز ثلاث شركات فى عام 2001. وكانت الإمارات قد استضافت عمليات تصوير لعدد من أفلام بوليوود لكنها تتطلع الطن إلى منافسة المراكز الكبرى للإنتاج السينمائى الغربى فى الشرق الأوسط مثل تونس والمغرب اللتان حققتا شهرة واسعة بهذا المجال من خلال إنتاج أفلام ضخمة مثل "حرب النجوم" و"إنديانا جونز" و"ملكوت السماء". ويؤكد الكثير من المعنيين فى صناعة السينما بأن لدى الإمارات الكثير مما تقدمه فى هذا المجال حيث يقول طلعت قبطان منتج فيلم الكيميائى أن الإمارات تمتلك الكثير من مقومات العمل السينمائى مثل المناخ الرائع والمواقع الممتازة حيث يتوفر فيها المحيط والصحراء والمدن بالإضافة إلى انخفاض كلفة استخدام هذه المواقع إذ لا يحتاج المنتج لأكثر من الحصول على ترخيص للتصوير فى أى موقع فى حين أن مثل هذا الأمر يكلف عشرات الطلاف من الدولارات فى لوس أنجلس. كما أن المشاريع الضخمة الحالية التى تتضمن إقامة مدن وفنادق ومنتجعات وجزر ستساهم أيضا فى زيادة الإقبال على تصوير مشاهد الأفلام السينمائية فى دبي. وستوفرأماكن مثل جزيرة النخيل ودبى لاند وغيرها تنوعا فى المواقع الجديدة غير المستهلكة.. بيد أن صناعة السينما فى دبى تواجه عددا من الصعوبات منها ارتفاع نفقات إحضار طاقم عمل كامل وتأمين إقامة له فى أحد فنادق الإمارة التى تعرف بأنها من أكثر الفنادق فى العالم غلاء وازدحاما لكن الأمور قد تشهد تحسنا بعد انتهاء العمل على المشاريع الحالية للفنادق التى ستؤمن أكثر من 100 ألف غرفة فندقية فى غضون عامين. وتتمثل العقبة الثانية فى غياب المعونات المالية التى تقدمها الكثير من المدن لصناع الأفلام كحافز لتصوير مشاهد أعمالهم فيها والتى تأتى عادة من الضرائب وهو أمر غير متوفر فى دبى ولحل هذه المشكلة يتطلع عدد من المستثمرين والمعنيين فى صناعة السينما إلى تشكيل رأسمال خاص بتقديم الدعم المالى لتوفير الحافز المشجع على تصوير الأفلام فى دبي.. أما العقبة الثالثة فتتجسد فى النقص الكبير فى الخبرات الفنية المحلية وهو الأمر الذى يحتم على شركة الإنتاج إحضار طاقم عمل سينمائى كامل بكافة عناصره وهذا ما يعلق عليه زياد بطل المنتج المنفذ من ميديا جروب للإنتاج الفنى فى دبى بقوله "سيكون الأمر مكلفا جدا بالنسبة إلى المنتج إذا كان عليه أن يحضر كامل طاقمه ومعداته من خارج دبى ثم يقوم بأعمال الطباعة فى مكان طخر هذا بالإضافة إلى ندرة الخبرات وقلة المعدات والاستوديوهات فى دبي". موقع "العرب أنلاين" في 15 فبراير 2006
|