في نقاش مع أحد كبار مخرجي السينما المصرية‏,‏ حول أزمة النقد في مصر علق قائلا‏:‏ لن تكون هناك حركة نقدية جيدة ومتوازنة‏,‏ طالما لا توجد سينما حقيقية‏.‏ فماذا سيفعل ناقد أمام أعمال تملأ الشاشات وهي بلا ملامح‏,‏ مجرد اسكتشات للاستظراف‏,‏ أو نجم يفرض نفسه في كل لقطة من لقطات الفيلم‏,‏ حيث يقدم لنا عرضا لـ‏onemanshow‏ أو شريطا سينمائيا يطلق عليه فيلم‏,‏ وهو قائم علي الردح والإيفيهات الجنسية بحجة أن وصلات الردح هي جزء أصيل من الثقافة الشعبية‏.‏

كأن الأحياء الشعببية لا يميزها سوي النساء الدميمات‏,‏ العروس التي تضرب زجاجة بيرة في ليلة الفرح وتترك الكوشة‏,‏ وتذهب لغرفة النوم مع آخر كما جاء في فيلم حاحا وتفاحة‏,‏ أو نساء يتنافسن مع الرجال في الوقاحة‏,‏ وإطلاق الإيفيهات‏,‏ هذا ما يؤكده منطق صانعي حاحا وتفاحة ليس ذلك فقط‏,‏ فهناك نبرة من التعالي علي الأشياء‏,‏ وعندهم حق‏,‏ فلغة الإيرادات هي التي تتحدث‏,‏ والفيلم وصلت إيراداته حتي الآن إلي‏8‏ ملايين من الجنيهات‏,‏ لذلك فهم يقولون وبالصوت الحياني إن جاز التعبير‏,‏ يعني إيه نقد؟ هو فيه نقاد في مصر؟ النقاد عندنا لا يعرفون أ‏.‏ب النقد‏,‏ قدمنا فيلما لطيفا عاجب الناس ومسمع معاهم‏,‏ ليس ذلك فقط‏,‏ فالفيلم يخلو من الابتذال‏,‏ تلك بعض من جمل وردت علي لسان مخرج العمل أكرم فريد‏,‏ وأكرم لمن لا يعرفه هو معيد بالمعهد العالي للسينما‏,‏ وكان من الأسماءالمبشرة من خريجي المعهد‏,‏ حيث قدم العديد من المشروعات السينمائية المتميزة‏,‏ والتي حازت علي العديد من الجوائز المحلية والدولية‏,‏ ومن تمكن من مشاهدة أفلامه القصيرة التي تنتمي إلي السينما الراقية‏,‏ لا يمكن أن يقول إن من صنع هذه الأفلام هو صاحب حاحا وتفاحة‏,‏ من حق المخرج أن يدافع عن عمله‏,‏ لكن من حق المتابع أيضا أن يري أن هناك نوعا من الاستهبال وليس الاستسهال‏,‏ في هذه النوعية من السينما التي ابتكرت لنفسها تصنيفا خاصا ينتمي لأفلام الإيفيهات الجنسية المتراصة ووصلات الردح‏,‏ وأداء ممثلين أميل إلي الاستظراف وليس الخفة‏.‏

وسيناريو قائم علي موقف محدد‏,‏ خلاف حول شقة بين شقيق وشقيقته‏,‏ ومحاولة الأول تزويج شقيقته لأي شخص‏,‏ حتي يحصل علي الشقة‏,‏ وتنويعات علي هذا الموقف باختلاف العرسان‏,‏ لذلك ستجد أن الحوار الملفق مبني علي الفوتو مونتاج وكأن صانعي العمل يتذكرون فجأة أن هناك زمنا لابد أن يمر خاصة أن الحدث ثابت لا يتصاعد‏,‏ لذلك يضطرون إلي التلفيق فشقيقة حاحا وتفاحة بالصومال‏,‏ ضاقت بها الدنيا فتزوجت صومالي‏,‏ وطبيعي أن تنجب أولادا شديدي السمرة‏,‏ ليقوم صانعو العمل بالتريقة علي خلق الله‏,‏ والسخرية من لون بشرتهم‏,‏ وراقصة قزم‏,‏ وانقلابات سياسية تحدث في دول بين عشية وضحاها‏,‏ وريكو بائع الأنابيب الذي يتحول إلي مطرب عادي في هذا الزمن‏,‏ لكن أن يقف ليقلد عبدالحليم ويحول أغنية مغرور لحاجة ماسخة يقفز وهو يغني بها بشكل يثير الشفقة قبل الضحك‏.‏

وبالطبع لا يخلو الفيلم من مشاهد الفرح الشعبية‏,‏ حيث يظهر المنتج محمد السبكي ليقوم بمنح النقوط للمخرج ومدير التصوير‏,‏ وآخرين‏,‏ وأعتقد والله أعلم أن الفيلم تمت صناعته بهذه الطريقة‏,‏ المؤلف أعطي السيناريو للمخرج نقوطا‏,‏ والمنتج منح المخرج فرصة عمره‏,‏ بإخراج العمل‏,‏ نقوطا‏,‏ وطلعت زكريا اتنقط بالبطولة‏,‏ وسمعني سلام ذئاب الجبل ديب‏..‏ ديب علي رأي المنتج‏,‏ وكما ورد في مشهد من مشاهد العمل‏.‏

أؤكد من حق أكرم فريد أن يبحث عن اسمه وأن يجد له مكانا في السوق السينمائية‏,‏ و أن يتحدث عن آكل العيش‏,‏ لكن الذي أعرفه أن هناك حدا أدني للتنازل‏,‏ قدت تتنازل في أجرك‏,‏ في سيناريو لطيف‏,‏ خفيف‏,‏ يحمل سمات تجارية‏,‏ يضع اسمك علي الخريطة ثم بعد ذلك تعمل بشكل مناسب‏,‏ مثلما فعلت كاملة أبوذكري وهالة خليل‏.‏

لكن في التجربة الثالثة‏,‏ وتصنع هذه النوعية ليس ذلك فقط‏,‏ فالتعالي في الرد من كل صانعي الفيلم بحجة أن شباك التذاكر يتحدث هو شئ لا يغفر ابتذال العمل‏,‏ وسأكتفي بأن أورد بعضا من الجمل الحوارية التي وردت علي لسان الأبطال‏:‏ وحياة أمي اللي مادخلت دنيا وانكشفت علي راجل‏,‏ حسن حسني‏,‏ يتعاطي الفياجراويرقص علي أغنية قوم أقف‏,‏ طبعا صانعو العمل سيقولون خيال المتفرج هو اللي مريض وملئ بالهواجس‏,‏ أنت واقف فاتح السوستة ليه هتطاهر‏,‏ الحق مراتك بتغتصب‏,‏ يرد الرجل‏..‏ تاني‏,‏ سامية دي بختم ربها‏,‏ مش مهم أجيبلك واحدة استعمال طبيب‏.‏

لا حياء في العلم‏,‏ فالجهاز المنجب عبارة عن شوية موارد وأوردة ومواسير لازم لها تسليك‏,‏ وتنظيف‏,‏ ولو ما سلكناهاش هنتصاب بالأمراض‏,‏ البطل صاحب الإيرادات طلعت زكريا‏,‏ يشرح لخطيبته لماذا يدخل في علاقات جنسية ليس ذلك فقط‏,‏ فهو لا يكتفي‏,‏ حيث يستكمل البنت تبقي عاملة زي الجاموسة العشر وما تعرفش حاجة‏,‏ يولع بجاز وسخ‏,‏ طيارة تخش نافوخ أمه‏,‏ مروي اللولبية جسمي منمل‏,‏ يرد طلعت‏:‏ إيه المرة المنملة دي فعلا الفيلم ليس به أي نوع من الابتذال‏!‏

أتساءل هل يستطيع المخرج أن يقف ليناقش طلابه في معهد السينما حول كيفية صناعة شريط سينمائي بهذا الشكل؟ علي الرغم من أنه يحمل أسماء مثل محسن نصر‏,‏ في التصوير‏,‏ ومعتز الكاتب في المونتاج‏,‏ ونبيل علي ماهر في الموسيقي‏.‏

وإذا كان صانعو العمل يرون أنهم قدموا فيلما لطيفا خفيفا‏,‏ رافعين شعاريعني إيه نقد ونقاد‏,‏ أرد عليكم يعني إيه سينما هو ده فيلم؟‏!*‏

الأهرام العربي في 4 فبراير 2006

 

طلعت زكريا يرفض الأدوار الثانية‏:‏

نجاح الفيلم السينمائي بالإيرادات وليس بالجودة‏!‏

أجري الحديث ـ أحمد إسماعيل 

طلعت زكريا كوميديان بالفطرة ونجم بمواصفات خاصة‏,‏ الضحك كان طريقه إلي قلوب المشاهدين‏,‏ وصناعة الإيفيه مهارة يجيدها ويلعبها بحرفية عالية ـ سواء في المسرح أم السينما ـ ومنذ مشاركته الأولي في أفلام مثل جاءنا البيان التالي ـ عوكل ـ وحريم كريم ـ سيد العاطفي وغيرها قلنا إننا أمام صاروخ كوميدي جديد‏,‏ بعد نجاحه في حاحا وتفاحة البطولة الأولي وتحقيقه لإيرادات وصلت إلي‏8‏ ملايين أصبح طلعت من نجوم شباك التذاكر وعن فيلمه والإيرادات الكبيرة التي فاجأته شخصيا ومشروعه الجديد طباخ الرئيس تحدث لـالأهرام العربي‏.‏

·         في أول بطولة سينمائية حقق فيلمك حاحا وتفاحة إيرادات لم تكن متوقعة؟ هل توقعت هذا النجاح؟

علي الرغم من أن الكثيرين توقعوا نجاح الفيلم جماهيريا وتحقيقه لإيرادات عالية‏,‏ إلا أنني الوحيد الذي كنت أري عكس ذلك‏,‏ لذلك فنجاح الفيلم فاق كل توقعاتي والحمد لله فجمهوري أنصفني خاصة وأن معيار نجاح الفيلم حاليا يقاس بالإيرادات وليس جودة الفيلم من عدمه‏.‏

·         إذن أنت مع مقولة إن الإيرادات هي الفيصل سواء بالنسبة للنجم أم الفيلم؟

أنا لم أضع القاعدة ولكن وضعها المسئولون علي الصناعة وطبيعي جدا أن النجم الذي يحقق إيرادات عالية هو النجم المطلوب من الجمهور والمنتجين‏,‏ أما معيار جودة الفيلم فتاريخ السينما يؤكد أن أفضل الأفلام وأحسنها ليس بالضرورة هو الأعلي في سوق الإيرادات‏.‏

·         النجاح الجماهيري قابله رفض نقدي للفيلم واتهامات بالإسفاف والابتذال مع كثرة الألفاظ الجنسية ومشاهد الإغراء فما تعليقك؟

بداية الفيلم ليس به قبلة واحدة‏,‏ والجنس الموجود في الفيلم عبارة عن مشاهد إغراء قليلة بعيدة عن الإسفاف كما تردد‏,‏ حتي الإيفيهات الموجودة‏,‏ قدمناها بهدف إضحاك الجمهور فقط‏.‏

وقد يكون هناك اعتقاد خاطيء قد تشكل بسبب إذاعة أغنية مروة ـ الفنانة اللبنانية التي تشاركنا البطولة ـ علي الفضائيات مما جعل البعض يأخذ هذا الانطباع علي الرغم من أن الأغنية في الفيلم كانت خالية من الإثارة والشخصية نفسها ليست مقحمة علي الأحداث وفي الأساس تجسد شخصية راقصة أفراح شعبية وهو نموذج موجود في جميع مناطقنا الشعبية في مصر‏.‏

·         كل كلامك يعني أن الفيلم جيد وأن النقاد هاجموه بدون وجه حق؟

عن نفسي أرحب بالنقد الذي يعلمني شيئا‏,‏ ويوضح لي نقاط قوتي وضعفي‏,‏ هذا النقد أحترمه وأقدره‏,‏ ولكن ما يحدث في بعض الأحيان أن المسائل تصل إلي حد التجريح والإهانات‏,‏ وهذا ما يحزنني كفنان‏,‏ خاصة أنه من الصعب علي أي فنان تحقيق المعادلة الصعبة أقصد إرضاء الطرفين الجمهور والناقد‏,‏ وإذا تمكن من ذلك فاعتقادي سيكون ذلك قمة النجاح‏,‏ ولكنني أكتفي الآن بالنجاح الجماهيري الذي حققه الفيلم‏,‏ وبعد ذلك أعدكم بالعمل علي إرضاء الجمهور‏.‏

·         هل تري أن فرصتك في البطولة جاءت في وقتها المناسب؟

الحمد لله‏..‏ خاصة وأنني أعتقد أن الفرصة كلما كانت مصحوبة برصيد من الخبرات والتجارب كلما كانت أفضل‏,‏ وعن نفسي أعتبر الفترة الماضية هي فترة تدريب لموهبتي حتي لو شاركت بمشهد واحد في فيلم أو مسلسل‏,‏ وهناك الكثير من النجوم الكبار حققوا نجوميتهم في وقت متأخر‏,‏ وبالمناسبة أنا لم أسع إلي البطولة ولم أتعجلها‏,‏ ولكن المنتج محمد السبكي والمخرج أكرم فريد والعديد من أصدقائي أكدوا أن لدي طاقة فنية هائلة تنتظر فرصة حقيقية وهذا ما حدث في فيلم حاحا وتفاحة الذي استطاع مؤلفه بلال فضل صياغة فيلم يتناسب مع إمكاناتي كممثل وفي منطقة إنسانية أحبها‏.‏

·         ماذا تقصد بمنطقة إنسانية تحبها وهل حاحا تفاحة من نوعية السينما التي ترغب في تقديمها؟

أقصد بكلامي طبيعة الشخصية فأنا أعشق تقديم الشخصيات القريبة من قلوب الناس‏,‏ وإن كانت التركيبة الدرامية لشخصية حاحا جديدة علي السينما فهذا يحسب لنا نحن صانعي العمل‏,‏ علي الرغم من أنها تركيبة قريبة الشبه بالناس في الشارع ونراها كثيرا‏,‏ حاحا هو شاويش المسرح الذي يشعل الخشبة حتي تنهال النقود علي الراقصة وفي نفس الوقت مثله مثل أي شخص يرغب في الزواج ويواجه مشكلة الحصول علي شقة فينشأ بينه وبين شقيقته صراع علي الشقة التي ورثاها من والديهما‏.‏

·         معني تحقيقك لإيرادات عالية يعني أنك لن تعود إلي تقديم الأدوار الثانية مرة أخري؟

بالتأكيد لن أكررها مهما كان الدور أو العمل‏,‏ خاصة أن البعض يفهم هذه الأمور بشكل خاطيء‏,‏ حيث يعتبرون أن عودة الفنان للأدوار الثانية هي نوع من الفشل مع أن المفهوم خاطيء‏,‏ لكنني أعلنها صريحة لن أتنازل عن البطولة المطلقة ولا عودة للأدوار الثانية إلا مع الزعيم فقط‏.‏

·         لكنك شاركت في فيلم فتح عينيك في دور مساند؟

مشاركتي في فيلم فتح عينيك جاءت قبل تصوير حاحا وتفاحة ومع ذلك فهو فيلم لا أستطيع أن أرفضه خاصة وأنه ينتمي إلي نوعية الأكشن وأقدم فيه الكوميديا بشكل مختلف كما أنني كنت الكوميديان الوحيد في الفيلم في حين أن حاحا وتفاحة كان معي حسن حسني وياسمين عبد العزيز‏,‏ إلا أنني سعيد بمشاركتي في فيلم فتح عينيك وبالنجاح الذي حققه وأعتبره إضافة لي في مشواري الفني‏.‏

·         ماذا عن فيلمك القادم طباخ الرئيس؟

طباخ الرئيس تأليف يوسف معاطي وإخراج عمرو عرفة ودوري هو طباخ رئيس الجمهورية وهو رجل طيب وصريح جدا وصادق مع نفسه ومع الآخرين ورئيس الجمهورية يحبه لصراحته وتلقائيته لأنه ينقل له أخبار الناس ومشاكل البسطاء منهم وهذا طبعا يكون له رد فعل جيد جيدا في نهاية الفيلم نتيجة إصلاح كثير من الأحوال ويشارك فيه الفنان الكبير حسن حسني والفنان صلاح عبد الله وخالد زكي وحجاج عبد العظيم ومحمد وفيق وسنبدأ التصوير مع بداية شهر مارس وسيكون بين شرم الشيخ وسويسرا‏.‏

·         تردد أخيرا أنك اشترطت علي المنتج وائل عبد الله في فيلمك القادم طباخ الرئيس ضرورة موافقتك علي فريق العمل؟

هذا الكلام ليس حقيقيا بالمرة وهو مجرد شائعات مغرضة خاصة أنني أعرف تماما أن ترشيح المخرج هو جزء أساسي من عمل المخرج فهو القائد وأنا لا أتدخل إلي إذا استشارني أحد فقط‏!‏ فمثلا عندما تم ترشيح ياسمين عبد العزيز وداليا البحيري لاختيار أي منهما لمشاركتي في بطولة فيلم طباخ الرئيس قلت إنهما ملائمتان للدور لذلك لن تفرق معي سواء جاءت ياسمين أم داليا‏.‏

·         هل من الممكن أن نراك بعيدا عن الكوميديا؟

ولما لا فأنا بدأت مشواري الفني بعيدا عن الكوميديا وفي أدوار درامية ولكن قدمت مشاهد كوميدية لكنني عندما فوجئت باستجابة الجمهور لذا دفعت للاستمرار في تقديم الكوميديا‏,‏ ولكنني كممثل قادر علي تقديم كل الأدوار ولكن أحب أن ألفت الانتباه إلي أن الكوميديا من أصعب أنواع الدراما‏,‏ ومهمة الكوميديان أن يضحك الجمهور حتي لو كان يتألم فلا دخل للجمهور بأوجاع الفنان‏.‏

·         بعد النجاح الذي حققه فيلمك تردد أنك رفعت أجرك وأصبحت تتعالي علي زملائك؟

لم ولن يحدث أنني تعاليت علي أحد من زملائي فأنا أقدرهم ولا أستطيع أن أنكر فضل أي زميل ساندني‏,‏ أما مسألة الأجر فمن الطبيعي جدا أن الفنان الذي يحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر يرتفع أجره ولكن ليس إلي حد الأرقام المبالغ فيها والتي تنشرها الجرائد والمجلات حيث يتحدثون عن ملايين‏*‏

الأهرام العربي في 4 فبراير 2006

 

المطربة اللبنانية مروي لا تقدم إثارة جنسية

ليس عيــبا أن أكون جميلة ومغرية

أجري الحديث ـ سامي كمال الدين 

مثلما أثارت بداياتها الغنائية جدلا وتساؤلات حول علاقة الغناء بالعري‏,‏ تماما جاءت بدايات مروي السينمائية والتي أثارت زوبعة من النقد ضد أدائها ورقصها المثير ووصلات الردح التي شاركت بها في فيلم حاحا وتفاحة هي تؤكد علي تميزها وقدراتها الفنية العالية في مجال الاستعراض‏,‏ وترفض كل ما قاله النقاد عن أدائها وعن فيلمها الأول في السينما‏,‏ ليس ذلك فقط بل تري أنها جميلة ومثيرة وصوتها حلو‏,‏ وإغراؤها طبيعي علي عكس العديد من النجمات اللاتي يعتمدن علي أجسادهن فقط‏!!

وفي حوارها مع الأهرام العربي تحدثت بكل صراحة وجرأة عن جسدها وإمكاناتها الفنية العالية واستعدادها لفيلمها الجديد‏.‏

·         هل أعجبك حاحا وتفاحة؟

الفيلم جيد وأعجبني وأحس أنه أخرج مني إمكانيات جديدة‏.‏

·         ما رأيك فيما كتبه النقاد عنه؟

لم أقرأ عنه كثيرا‏,‏ أما من هاجموا الفيلم فلم أغضب منهم ولم يضايقوني لأن هذا نجاح للفيلم‏,‏ وليس فشل فالفيلم الفاشل لا أحد يتابعه أو يهتم به أو يهاجمه‏.‏

·         كيف قدمت دور راقصة شعبية مصرية وأنت لا تجيدين اللهجة العامية؟

لأول مرة أسأل هذا السؤال خاصة أنه واضح في الفيلم أني أتحدث العامية بشكل جيد‏,‏ ومعني سؤالك عكس ذلك‏,‏ لكني قرأت السيناريو بشكل جيد وحفظت دوري بالعامية المصرية وبدأت التصوير والمسألة لا تختلف كثيرا عن الأغنية بالعامية المصرية حيث أحفظها ثم أسجلها في الاستديو‏.‏

·         ما سر اختيارك لدور راقصة؟

لم أختر دوري في فيلم حاحا وتفاحة المنتج محمد السبكي هو الذي اختارني للدور وأثق فيه وفي خبرته وفي قدرته علي توظيف كل فنان في الدور المناسب له‏.‏

·         كيف ذلك؟

نحن بحاجة إلي راقصة شعبية استعراضية تذكرنا بأيام هند رستم فالفيلم به كوميك ويحتاج إلي استعراض‏,‏ وعملنا أغنية مناسبة دراميا لما حدث معي ومع حاحا ـ طلعت زكريا ـ وكنت سعيدة بدوري ومقتنعة به وأسعدني أكثر خروج الجماهير من العرض يسألونني‏:‏ لماذا كان دورك قصيرا فقد ذهبنا نبحث عنك ولم نجد سوي دور صغير؟‏!‏ فأحسست أن الجماهير متشوقة لي‏!!‏

·         ترين أنه لا يوجد فن استعراضي فما سر غيابه الآن؟

لأن مصر هي أساس الفن الاستعراضي حيث كانت هناك سعاد حسني في صغيرة علي الحب وهند رستم وسامية جمال وغيرهن افتقدناهم الآن وغابت نيللي وشريهان فلم يأت أحد لكي يقدم هذا الفن وفي فيلم حاحا وتفاحة وجدت هذه المساحة فقدمتها؟‏!‏

·     كانت بداية ظهورك في الفيلم غريبة إلي حد ما فقد ظهرت كراقصة شعبية ثم توقفت لثوان وفوجئنا بك تغني أمه نعيمة‏..‏ أتقولين للناس أنك مروة صاحبة أمه نعيمة مثلا؟

الأغنية كانت في الفيلم لأن أغني في فرح شعبي والأغنية من الفولكلور الشعبي المصري؟

·         معني هذا أن السيناريو كتب علي مقاسك؟

لم أقصد هذا ولكن السيناريو أوضح أن هناك فرحا شعبيا أقيم وبه مشاكل ولكي أغير هذه المشاكل وأمحو البؤس من علي وجه العروسين كان علي أن أقدم لونا آخر خلاف الرقص فاخترت غناء أمه نعيمة وتحمس السبكي منتج الفيلم للفكرة لأن الناس عرفتني من خلال هذه الأغنية ثم إن السبكي تفاءل بهذه الأغنية مثلما تفاءلت بها في بدايتي‏.‏

·     ظهرت أغنية الصراحة راحة لك في الفيلم وهناك معاني غريبة خلف الكلمات مثل الصراحة راحة وأنت مابتعرفش‏..‏ مابتعرفش إيه بالضبط؟

هي أغنية تطلبها الفيلم وأحداثه وهي تحسم معركة بيني وبين حاحا ـ طلعت زكريا ـ الذي يظل في عراك دائم معي طوال الفيلم‏.‏

·     تعمدت أيضا استخدام أسلوب غير لائق وأنت تقفين علي السلم وقلت عن حاحا إنه طلع قطة أليس هذا يعد خروجا عن السياق؟

ولا خروج عن السياق ولا حاجة هو دور تطلبه الفيلم ثم إنه تمثيل ومحاولة لحبك دور الراقصة‏.‏

·         قولك في غرفة النوم جسمي منمل وردحك شيء عادي فأين ذلك من فن السينما وهذا نوع من النساء صعب أن نصفه؟

انفعلت مروة قائلة‏:‏ الفيلم نجح وحقق جماهيرية كبيرة بالنسبة لي وقد قدمت ما أريد وإن كنت قد ردحت في الفيلم علي السلالم وهذا لا يعجبك فمن الممكن أن أقوم وأردح لك الآن وبالشكل ده ممكن مكملش الحوار معاك‏.‏

·         ماذا كانت شروطك للتعاقد علي هذا الفيلم مع السبكي؟

كان شرطا واحدا مهما جدا بالنسبة لي لم يكن ماديا ولا عن الدعاية أو الإعلان‏,‏ ولكن إن لم أكن البطلة فلا أن أكون متميزة في الفيلم وأن أحصل علي دور مميز‏,‏ وقد ميزني بالفعل حيث قدمني في دور مختلف فكل أدوار الفيلم تشبه بعضها ولكن دوري كراقصة مايصه كان مميزا‏.‏

·         قدمت في مشهد وصلة من السب المتواصل لحاحا الذي لا تفهمه إلا راقصة من تحت الربع كيف أجدت هذا؟

من خلال مشاهدتي للأفلام المصرية القديمة وماذا كانت تفعل الراقصات‏,‏ إضافة إلي سعيي لإجادة العمل الذي أقدمه‏,‏ وبموهبتي أيضا وبالدراسة الجيدة والتأني مثلما فعلت في أمه نعيمة‏.‏

·         هل أحسست بالغرور بعد هذا الدور؟

إطلاقا منذ نجاحي في أمه نعيمة وحتي الآن ورغم زيادة شهرتي إلا أني لم أصب بالغرور‏,‏ ولكن أصبح عندي ضغط نفسي وعصبي‏.‏

·         توقعنا مشاهد عري كثيرة لك في الفيلم وعدة أغان ولم يحدث؟

قدمت أغنية واحدة فقط كما أن مساحة الفيلم ليست كبيرة كما أن هناك زميلا آخر وهو ريكو ويقدم أغاني وله دوره ومساحته التي يستحقها في الفيلم لذا قدم أكثر من أغنية أما العري وأشياء من هذا القبيل التي تتردد علي أقول لك إنها تسعدني فأنا جميلة ومن الطبيعي أن تكون المرأة الجميلة مثيرة‏,‏ ثم إن صوتي جيد وأنا موهوبة والإغراء الذي أقدمه طبيعيا ولا أصطنعه مثل العديدات‏.‏

·         مثيرة لزوجها في حجرة نومه وليست مثيرة بمعني أن تقدم إثارة جنسية من خلال أعمالها؟

لا أقدم إثارة جنسية إنني أعبر عن كل امرأة كبلها الرجل وأراد أن يسلبها حقوقها ويقيدها لذلك قدمت مثلا أغنية شيل إيدك التي أطالب فيها الرجل الشرقي بأن يشيل يده من علي المرأة ويتركها تمارس حريتها دون سيطرة أو شروط وأود أن أقول لك إني سعيدة سواء بالأغاني التي قدمتها أم بأول تجربة سينمائية لي‏,‏ وكان حلمي أن أكون علي شاشات السينما المصرية ولكن ليس حاحا وتفاحة هو حلم البطولة‏,‏ بالنسبة لي أحلم بأن أكون بطلة لعمل وأقدمه بشكل أفضل فطريق النجومية ليس سهلا‏.‏

·         هل من الممكن أن تؤثر السينما علي أغانيك؟

لا لأن السينما تختلف عن الغناء وأقدم نفسي بالشكل المناسب في كل مجال أري نفسي أستطيع تقديم الجديد فيه لأني أحب الفن عموما وفضلت أن أثبت نفسي بالغناء أولا ثم بعد ذلك أحقق وجودي السينمائي بعد تحقيقي كمطربة في ألبوماتي وفي الحفلات التي قدمتها في معظم الدول العربية‏.‏

·         هل تستطيعين أن تختلفي عن دور الراقصة الذي قدمته تحية كاريوكا وسامية جمال في السينما؟

أختلف عنهن في هذا الدور حيث قدمت الاستعراض بشكل مختلف وجديد وكان لونا موجودا افتقدته الساحة وأعدته أنا‏.‏

·         ما الذي استطعتي أن تتميزي فيه عن ياسمين عبد العزيز في هذا الفيلم؟

تميزت بدوري وبأدائي المختلف خاصة أنني مطربة في الأساس ولست ممثلة فقط‏.‏

·         أين ألبوماتك في الفترة الحالية؟

أركز علي السينما وعلي الفيديو كليب وفي موسم الصيف سيطرح لي ألبوم جديد وحتي هذه المرحلة أنا أعمل علي الألبوم وأقوم باختيار الكلمات والألحان‏.‏

·         وما الجديد في الفيديو كليب بالنسبة لمروي؟

لي كليب سيذاع قريبا اسمه ياختي كميلة كلمات أحمد مواري وألحان يزبك‏.‏ وهو كليب للأطفال أظهر فيه بثلاث شخصيات‏,‏وهناك مفاجأة بأنني لن أرقص في الكليب‏.‏

·         هل تحسين باختلاف في مصر ولبنان من حيث تعاملك كنجمة؟

أحس بالاختلاف لأن الشعب المصري قلبه كبير جدا ويستطيع أن يحتوي أي قادم إليه‏,‏ بذلك يكفيني جمهور مصر‏,‏ أتمني أن يحبني ربع أهل مصر‏,‏ وقد غنيت اللون الشعبي المصري لأني أحس بأنني قريبة منهم فهم أناس طيبون يجدون في الموال حياة وأملا كما أني لي جذور مصرية فجدتي لأبي مصرية‏,‏ لذا فأنا سعيدة أني اقتحمت كل هذه الأصوات الموجودة في مصر وأثبت وجودي من خلالها‏.‏

·         وهل الرقص في شيل إيديك هو أيضا من قبيل الرفض لقهر المرأة العربية؟

لم أرقص في كليب شيل إيديك ولكنه كان دورا مثلته في الكليب لأوصل رسالتي الغناء والتمثيل‏!!‏

·         وماذا عن عمليات التجميل لمروي؟

لم أجر أي عمليات تجميل في حياتي‏.‏

·         لماذا هاجمت هيفاء وهبي؟

لم أهاجمها فقد سئلت عنها فقلت إن جسمها متناسق ويصلح لأن تكون عارضة أزياء ولما سئلت‏:‏ لماذا أنت وهيفاء قريبتان في الشكل من بعضكما‏,‏ أجبت بأن كل واحدة تختلف عن الأخري وكل واحدة لها طريقتها المختلفة تماما في الفن‏.‏

·         نانسي وهيفاء ومروي هل هو اكتساح لبناني للإثارة في مصر؟

الإثارة تختلف من فنانة إلي فنانة‏,‏ والفنانة الحقيقية هي التي تبقي مثيرة وأكثر جمالا مع كل عمل جديد تقدمه‏.‏

·         وما الجديد سينمائيا لديك؟

طرح علي أكثر من عمل لكن الاحتمال قائم بتقديم عمل من إنتاج السبكي ومازال موضع تفكيري‏!!*‏

الأهرام العربي في 4 فبراير 2006

إيرادتها فرضت مراسم عروض جديدة

الأفلام الاجتماعية تنهى أسطورة الصيف والأعياد

تحقيق‏:‏ زينب هاشم 

ظاهرة غريبة تشهدها السينما المصرية هذه الأيام إذ نجحت مجموعة من الأفلام الاجتماعية قليلة التكلفة في تحطيم الأسطورة المزعومة بأن من لم يلحق فيلمه بالعرض في مواسم الصيف والأعياد فلن يحقق فيلمه الإيرادات المطلوبة‏,‏ ولكن مع نجاح أفلام سهر الليالي وأحلي الأوقات وغيرها في مواعيد عرض ميتة علي حد وصف السينمائيين دفع بنجوم ومنتجين أفلام اجتماعية أخري للسير في نفس الطريق ولم يخيب الجمهور توقعاتهم لدرجة أن المقولة السائدة هي أن كل شهور العام أصبحت موسم عرض‏.‏

الأهرام العربي رصدت عن قرب انطباعات السينمائيين عن تلك الظاهرة وتطرقت لتجاربهم‏.‏

السيناريست وسا سليمان ترفع هذا الشعار من خلال تجربتها الناجحة في فيلميها أحلي الأوقات وبنات وسط البلد وتقول عنهما‏:‏

الجمهور والمجتمع بشكل عام طوال الوقت في حاجة لمشاهدة أفلام تتناول موضوعات اجتماعية لأننا نعيش مع الناس‏,‏ فهناك العديد من المشكلات والموضوعات التي لم تناقشها الأعمال الفنية ونحن في حاجة لها‏,‏ ولذلك حاولت في فيلمي أحلي الأوقات وبنات وسط البلد تقديم نوعية اجتماعية تفتقدها السينما المصرية في الفترة الأخيرة‏,‏ أما عن فكرة الفيلم الكوميدي‏,‏ فأنا لا أقدم أفلاما كوميدية ولم أحاول من قبل تقديم عمل كوميدي وهذا لا يمنع من تقديم عمل اجتماعي دمه خفيف فهو أفضل من وجهة نظري لأننا في حاجة لتقديم أفلام حديثة تناقش قضايا مهمة تشغل المجتمع فتناقشها بجرأة لأننا للأسف نعيش حالة من الخوف تنتاب القائمين علي السينما في السنوات الأخيرة منبعها الخوف من شباك التذاكر ومن إحجام الجمهور علي متابعة الفيلم‏,‏ ولذلك لابد وأن تكون هناك جرأة من جهة المنتجين لأن الوسط السينمائي في الفترة الأخيرة أصبح غير مشجع لأي عمل جديد قد يؤدي إلي ظهور أعمال أخري غير الموجودة حاليا‏.‏

وتسير علي نفس الدرب السيناريست شهيرة سلام‏,‏ والتي يعرض لها حاليا أولي تجاربها السينمائية من خلال فيلم الحياة منتهي اللذة وهو عمل اجتماعي وكان من المفترض عرضه في موسم عيد الفطر الماضي لولا تأخر مخرجته منال الصيفي في الانتهاء من عمليتي التحميض والمكساج‏,‏ وعن القضايا الاجتماعية التي تتناولها تقول‏:‏
هناك العديد من المشكلات الاجتماعية التي تشغل بال المجتمع بأكمله وهي مشكلات خطيرة وعدم إيجاد حلول لهاقد يجعل المجتمع مهلهلا وضعيفا ومليئا بالفساد وهو ما يجعلنا طوال الوقت في حاجة لمليون عالم وطبيب نفسي واجتماعي حتي يبحثوا لنا عن حل لمشاكلنا الاجتماعية‏,‏ أي أن الموضوع صعب وأري أن الأفلام الاجتماعية بها فرصة كبيرة لنضع أيدينا علي المشكلات ومواجهتها من خلال دراما غنية تنجح في حلها بشكل نهائي‏.‏

أما فكرة تقديم عمل اجتماعي في بداية حياتي السينمائية فهذا أمر لا يقلقني لأنني أقدم العمل الذي يعبر عن مشكلة تؤرقني وبه قضية أرغب في التعبير عنها‏,‏ ولذلك قررت تقديم العمل مهما كانت النتائج لأن ما يؤخرنا دائما هو أن الفنان عليه أن يبدع ويفكر وينظر حوله وهذا ما يجعله بواجه أزمات ولذا فالفنان عليه أن يجرد نفسه من كل ما يحدث حوله لأنه في هذه الحالة ستكون تجاربة مختلفة‏,‏ ويجب علي كل فنان أن تكون له بصمته الخاصة به وعن نفسي فقد وجدت ردود أفعال جيدة لتصبح الحياة منتهي اللذة قبل عرضه وذلك بمجرد عرض البردمو الخاص في دور العرض ومعظم التعليقات ناتجةمن أن الجمهور شاهد فيلما جديدا ومختلفا وتركيبته قريبة من تركيبة الأفلام القديمة‏,‏ وهذا ليس معناه أنني أكره الكوميديا وأرفضها ولكن الجمهور يبحث عن الأفكار النادرة والجديدة في ذات الوقت‏.‏

ومن الأعمال الاجتماعية أيضا التي عرضت في موسم عيد الفطر الماضي فيلم أريد خلعا الذي يمثل التجربة الإخراجية الثالثة للمخرج أحمد عواض وهو فيلم اجتماعي يناقش قضية الخلع‏,‏ ويقول عن ذلك‏:‏

فكرة الفيلم جاءت لي عندما كنت أجلس مع مذيعة قناة العربية دينا سالم‏,‏ وكنا نعقد جلسة عمل وبالمصادفة تصفحت إحدي الجرائد التي كانت تتناول قضية الخلع فأعجبتني فكرة أن تستيقظ سيدة من نومها وتقول لزوجها أنا سأخلعك ومن هنا تناقشت مع دينا في الفكرة وشعرت أنه سيكون عملا جديدا وحقيقيا في نفس الوقت أما عن فكرة الفيلم الاجتماعي ففي رأيي المجتمعات في حاجة لكل النوعيات من الأفلام لأن العلاقة بين السينما والمجتمع علاقة تبادلية فالسينما تؤثر في المجتمعات بشكل جيد فحتي الضحك له دور اجتماعي يؤدي إلي إحداث حالة من النفريغة تودي إلي إسعاد الجمهور لأننا نقدم أفلاما تسعدنا وتسعد جمهورنا وفي المقابل نفكر فيما يعادلها من موضوعات اجتماعية لأن هناك علامة استفهام من عزوف الجمهور عن هذه النوعية من الأفلام وهو ما يجعل إيراداتها تتراجع وربما لم تحقق إيرادات رغم أنها أفلام جيدة الصنع وفي رأي أن السبب في ذلك يرجع للمجتمع الذي يشهد بعدا سياسيا واجتماعيا فنحن نعيش أسوأ فترات حياتنا‏,‏ فالجمهور يبحث عن الضحك والتهريج فقط وهذه مصيبة في حد ذاتها‏.‏

ويضرب عواض مثلا بفيلم كلم ماما الذي استقبله الجمهور بشكل جيد فحقق أرباحا ومكاسب هائلة‏,‏ ولكن هذا النجاح غير مرضي بالنسبة لي لأننا كفنانين لدينا دورا آخر في المجتمع مرتبط بالصناعة الجيدة أي أنني سوف أقدم في الفترة القادمة موضوعات لها بعد اجتماعي وهو في نظري ما سيبقي بعد ذلك‏.‏

مواسم جديدة

وفي مقدمة المنتجين الذين تحمسوا للأفلام الاجتماعية وفتح مواسم سينمائية جديدة من خلال هذه الأفلام المنتج محمد العدل والذي قدم من قبل فيلمي أحلي الأوقات وأريد خلعا ويستعد مستقبلا لتقديم عدد من الأفلام الاجتماعية وعن تلك التطورات التي تشهدها السينما المصرية يؤكد أن الأهم بالنسبة له هو تقديم عمل جيد يتضمن فكرة جيدة تخدم المجتمع بشكل فيه خفة ظل وفي نفس الوقت هادفا يبحث عن حل حقيقي للكثير من المشكلات التي تؤرق المجمع ولذلك تحمست جدا لفيلم أحلي الأوقات من قبل وكان يحمل التجربة الإخراجية الأولي للمخرجة هالة خليل وأيضا التجربة السينمائية الأولي للسيناريست وسام سليمان والحمد لله العمل حقق نجاحا كبيرا وجاءت نفس النتيجة لفيلم أريد خلعا‏,‏ الذي حقق نجاحاص جيدا علي مستوي الجمهور والنقاد أما شباك التذاكر والإيرادات فدائما النجاح والتوفيق بيدالله لأننا نقدم سينما جيدة تحترم الجمهور وتبحث عن حل لمشاكله‏,‏ وهذا ليس معناه أنني ضد الأفلام الكوميدية ولكننا نقدم العمل الجيد سواء كان كوميديا أم اجتماعيا‏.‏

وعن زيادة عدد المواسم السينمائية يري د‏.‏ العدل أن هذه الظاهرة مؤشر جيد لزيادة عدد الإنتاج السينمائي وأنا عن نفسي لا أخشي من عرض أفلامي في مواسم لم يعتاد عليها الجمهور خاصة بالنسبة للأفلام العربية والدليل علي ذلك أن فيلم أحلي الأوقات كان من أوائل الأفلام التي اختارت لها موسما جديدا تماما وهو موسم شهر مارس للعام الماضي ومع ذلك الفيلم نجح نجاحا كبيرا‏,‏ وذلك لأن في اعتقادي أن العمل الجيد يفرض نفسه مهما كان موسم عرضه‏.‏

ويتفق مع نفس وجهة النظر المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي حيث يؤكد رمزي بأن عرض الأفلام المصرية طوال أشهر العام أصبح ظاهرة جيدة وتحد من فكرة التكالب سواء كان من قبل المنتجين أم من قبل النجوم للتواجد في موسم سينمائي واحد وهو بالنسبة لهم الموسم الوحيد الذي يتيح لهم فرصة الحصول علي أعلي إيرادات طوال العام ويستكمل أنا لا أجد مشكلة من توزيع أفلام جيدة تم الاتفاق عليها بشكل جيد أيضا في مواسم عرض لم يعتاد الجمهور المصري علي مشاهدة أفلام سينمائية مصرية فيها والدليل علي ذلك أنني قمت بتوزيع فيلم الحياة منتهي اللذة وكان موسما جديدا تماما علي المشاهد وبالفعل الفيلم حقق نجاحا جيدا والحمد لله‏.‏

ومن نفس المنطلق يتحدث المنتج والموزع هشام عبدالخالق‏,‏ صاحب شركة المابة‏,‏ أستعد الآن لطرح فيلم عن العشق والهوي في شهر فبراير القادم وهو موسم جديد ولكنني أعتقد أنه آن الأوان للتخلي عن بعض الأفكار القديمة وفي مقدمة هذه الأفكار حصر المواسم السينمائية علي موسم واحد فقط أو موسمين أخرجت ثلاثة لأن في النهاية العمل الجيد سيفرض نفسه وهو ما يجعلني أتنبأ لفيلم عن العشق والهوي بنجاح كبير بإذن الله هذا بخلاف أننا نطمح منذ زمن بعيد لأن تكون السينما العربية وخصوصا المصرية متوفرة طوال أيام السنة بحيث يصبح المشاهد بإمكانية مشاهدة أي فيلم في أي وقت من العام وأعتقد أنها ظاهرة مبشرة‏.‏

لم يختلف رأي المخرج عادل أديب‏,‏ مسئول الإنتاج بشركة جود نيوز‏,‏ عمن سبقوه من منتجين وموزعين حيث أكد بأن السوق السينمائية والصناعة بشكل عام تتطلب وتتحمل ذلك ويستكمل قائلا‏:‏

هي ظاهرة إيجابية لأنه بذلك يصبح بإمكاننا مشاهدة أفلاما مصرية طوال أشهر العام ولا تقتصر الصناعة فقط علي أشهر بعينها وهو ما يتيح الفرصة لعدد كبير من المواهب الجديدة وأيضا الأفلام السينمائية وهذا يسهم بشكل كبير في إزدهار الصناعة وأتمني أن نسير بنفس المبدأ وإلا تصبح المسألة مجرد ظاهرة وتنتهي بعد ذلك‏.‏

الأهرام العربي في 4 فبراير 2006

 

أكرم فريد لا ينفي أنه تعامل مع فيلمه بمنطق سلق البيض‏!‏

النقاد لا يعرفون أ‏.‏ب النقد السينمائي

أجري الحديث ـ زينب هاشم 

جدل كبير أثاره المخرج أكرم فريد بفيلمه حاحا وتفاحة الذي يعرض حاليا‏,‏ حيث هاجمه النقاد بشراسة‏,‏ واكتفي صانعوه برد فعل الجمهور‏,‏ والذي أقبل علي الفيلم‏,‏ حيث تجاوزت إيراداته الثمانية ملايين جنيه حتي الآن‏,‏ أكرم الذي كانت بدايته توحي بأنه مخرج متميز‏,‏ لاسيما أن مشروعات تخرجه في معهد السينما‏,‏ حصل من خلالها علي عدد كبير من الجوائز من مهرجانات دولية‏,‏ لكن أفلامه الأخيرة جاءت مخيبة للآمال‏.‏ الأهرام العربي التقت به في حوار جرئ أجاب خلاله عن العديد من الأسئلة الشائكة‏.‏

·         بماذا تصف رد فعل الجمهور لفيلمك حاحا وتفاحة؟

رد فعل الجمهور جيد وهوفي رأي كثيرين فيلم لطيف جدا‏,‏ وأنا عن نفسي لن أدعي أنني قدمت فيلما عظيما‏,‏ لكن في رأيي مستوي الفيلم معقول وحقق إيرادات تجاوزت الثمانية ملايين جنيه‏,‏ وسيستمر لفترة في دورالعرض حتي يقترب من أسبوعه التاسع‏,‏ ولو لأسوأ فرض لن يحقق إيرادات جيدة في الفترة القادمة سيصبح إجمالي إيراداته تسعة ملايين جنيه‏,‏ وهو في النهاية لبطل جديد في أول تجاربه المطلقة‏.‏

·     تري هل هذا كاف ليصبح الفيلم ناجحا ومارأيك في النقد الشديد الموجه للفيلم من قبل النقاد بشكل جعل البعض منهم يراه فيلما مبتذلا ولا يحمل أية قيمة فنية؟

من قال ذلك؟ هذاالنقد لم أقرأه‏,‏ ومع ذلك دعي النقاد يقولون ما يحلوا لهم‏,‏ أنا فيلمي لا أراه مبتذلا ولا تافها‏,‏ وأعتقد أن الجمهور يري ذلك‏,‏ ويقول عكس ما يقوله النقاد إلا إذا كان جمهورنا يحب الابتذال والأفلام السطحية التافهة‏,‏ ولو الجمهور يحب هذه النوعية من الأفلام أهلا ومرحبا بالابتذال‏,‏ لكنني مصر علي رأيي بأن الفيلم لا يحمل أي ابتذال لأن الابتذال معناه أن الفيلم يلعب بمشاعر الجمهور‏,‏ ويقدم لهم قصصا ومشاعر مزيفة‏,‏ ونحن لم نقدم أي شئ مزيف‏,‏ بل قدمنا قصة نزاع أخ وأخته حول الشقة السكنية التي يسكنان بها‏,‏ وأنا عن نفسي أسكن في شبرا‏,‏ وأري مثل هذه الشخصيات في الواقع‏,‏ وقد يكون الناقد الذي كتب هذا النقد يعيش في مصر الجديدة ولا يعرف هذه الشخصيات‏.‏

·     من بين النقد ما وجه لأغنية الصراحة راحة التي تعرضها الفضائيات للمغنية مروة‏,‏ لما تحمله من إيحاءات جنسية بكلماتها وبأداء مروة‏,‏ وهو ماجعل البعض يطرح السؤال‏..‏ كيف أجازت الرقابة هذه الأغنية‏...‏ ما تعليقك؟

أغنية الصراحة راحة وسيلة من وسائل الدعاية للفيلم‏,‏ وفي رأيي من ينتقد الأغنية يشاهدها أثناء عرض الفيلم في دور العرض‏,‏ ليري مدي إعجاب الجمهور بها إلي جانب أننا نشاهد الآن أغلب الأغاني المعروضة علي الفضائيات ولا تقل في مشاهدها أو كلماتها عن هذه الأغنية‏,‏ ربما نري ما هو أكثر من ذلك من مشاهد إباحية‏,‏ وليس هذافقط‏,‏ بل لو استرجعنا بعض أغانينا القديمة التي تغني بها كبار النجوم مثل سحر حمدي أو عدوية أو حتي الأغاني الشعبية بشكل عام‏,‏ وحتي ألف ليلة وليلة فهل لم يكن بها جنس؟ القصص نفسها كانت قائمة علي الجنس‏,‏ لكن ألف ليلة وليلة أدب‏..‏ أما الفيلم‏....!!‏

·         معني ذلك أنك لا تهتم بالنقد؟

النقاد يكتبون حسب أهوائهم الشخصية‏,‏ والدليل علي ذلك أنني قدمت فيلمي الأولي فرح وكنت أري أنه فيلم بسيط وبه مجهود‏,‏ ربما لم يكن جيدا جدا‏,‏ لكن بدون أخطاء‏,‏وفوجئت أن النقاد يكتبون عن الفيلم ويقولون إن صانعي هذا العمل لا يعرفون أ‏.‏ب سينما‏,‏ لكن في رأيي هم لا يعرفون أ‏.‏ب نقد‏,‏ وأنا في النهاية الذي يهمني أكثر هو إيرادات الفيلم‏,‏ وأنا سعيد بها جدا‏,‏ وكذلك شركة الإنتاج والتوزيع‏,‏ هذا بخلاف أن كل أبطال الفيلم وهم ياسمين عبدالعزيز وطلعت زكريا‏,‏ ومروة وريكو ارتفع سعرهم‏,‏ وأصبحوا أعلي سعرا بعد هذا الفيلم‏,‏ وأنا عن نفسي لا أعترف بالنقد في مصر‏.‏

·         هل منطقي أن تقوم بتصوير الفيلم بالكامل في أربعة أسابيع فقط؟ فهل تعاملت معه بمنطق سلق البيض؟

ما المشكلة في أن يتم سلق الفيلم الأهم ما هي إيراداته‏,‏ لأنني لدي سيناريو ومطلوب مني كمخرج أن أقوم بترجمته إلي لقطات وصور‏,‏ وهوفيلم يتناول حارة شعبية‏,‏ وصورنا كل مشاهده في حارة بالفعل‏,‏ وكانت نتيجة الفيلم ستصبح كما هي إذا قمت بتصويره في فترة أكبر‏,‏ بالعكس أنا وفرت للمنتج‏,‏ وسبب رئيسي من أسباب تمسكه بي‏,‏ أنني وفرت له ولم نستهلك سوي‏120‏ علبة خام‏,‏ في حين أنه استخدم في آخر فيلم أنتجه قبل حاحا وتفاحة‏220‏ علبة خام‏.‏

·     دائما ما يتردد في الوسط السينمائي أن السبكي وهو منتج الفيلم يتدخل في كل التفاصيل المتعلقة بفيلمه بشكل يجعله قد يقوم هو بإخراج الفيلم بدلا من المخرج في بعض الأحيان‏..‏ فماذا عن تجربتك معه؟

أنا سعيد جدا بالعمل مع السبكي‏,‏ وأري أنه من أهم المنتجين الموجودين في مصر حاليا‏,‏ وأنا عن نفسي ارتحت جدا معه‏,‏ وهذا بعكس كل ما يقال‏,‏ ومنذ الجلسة الأولي التي جمعت بيني وبينه للاتفاق علي تفاصيل الفيلم‏,‏ قلت له أنا سمعت إنك تتدخل في الإخراج‏,‏ وأنا لا أقبل ذلك‏,‏ ولو تدخلت في عملي كمخرج سوف أرحل من اللوكيشن‏,‏ لأنني لا أقبل أي تنازلات‏,‏ فوجدته يقول لي من قال كذلك بالعكس لن أتدخل في عملك‏,‏ وهو ما حدث بالفعل‏,‏ وبعد بدء التصوير وجدته شخصا منظما جدا‏,‏ وليس ديكتاتورا‏,‏ وفي التصويركان مواظبا علي الحضور أول أربعة أيام‏,‏ كان يحضر من أول النهار ويرحل بعد نهاية التصوير‏,‏ وكنت سعيدا جدالأن وجوده في اللوكيشن يضفي علي المكان كله الهدوء‏.‏

·         هل تتوقع لفيلمك فرح أو حاحا وتفاحة أن يشتركا في مهرجانات؟

لا طبعا‏,‏ لأننا لا نقدمه حتي يحصل علي جائزة‏,‏ وإنما ليشاهده الجمهور‏,‏ لأننا نقدم فيلما عن الناس‏,‏ ولا أذكر أنني أقدم فيلم مهرجانات‏,‏ لكنني أقدم فيلما تجاريا يعرض لمدة شهرين‏,‏ وبالتأكيد لن أدخل بحاحة وتفاحة مهرجان كان‏,‏ لكنني أقدم فيلما حتي ينال رضا الجمهور‏,‏ ولا تراودني فكرة الدخول به أية مهرجانات لأنه بالتأكيد لن تكون كل أهدافي تقديم أفلام والدخول بها مهرجانات‏,‏ أنا عاوز آكل عيش‏,‏ وأنا لست ضد أن يقدم المخرج أفلاما في المهرجانات‏,‏ لكن كل مخرج يختار ما يرضيه‏,‏ ولو نظرنا حولنا نجد مخرجا مثل أسامة فوزي الذي شارك بكل أفلامه في مهرجانات‏,‏ لكن تجاريا‏..‏ أين هو؟‏*‏

الأهرام العربي في 4 فبراير 2006

 

سينماتك

 

لم تشفع له إيراداته ولا نجومية أبطاله‏:‏

لا هو فيلم‏..‏ ولا حاحا‏!!‏

علا الشافعي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك