كل من غاص في عالم الفن السابع يوماً، لا بد ان يعرف من هو ميشال سيمان: ناقد سينمائي ألّف 15 كتاباً عن كبار في الفن السابع، من لوزي الى كوبريك فكازان، واستاذ جامعي ومستشار مهرجانات سينمائية دولية، وصديق لتافيرنييه وبورمان وانغلوبولوس وسوتيه... حتى ان كوبريك الذي خصص عنه كتاباً بات المرجع الوحيد طوال سنوات، كان يأخذ نصائحه في الاعتبار. لم يكن سيمان ليحقق هذه الشهرة الواسعة، لولا مجلة "بوزيتيف" التي انضم اليها قبل أكثر من اربعين عاماً الى ان اصبح مديرها، وهي اليوم رائدة في فن التحليل السينمائي، على غرار "دفاتر السينما". وتجاوزت شهرة سيمان المحيط المهني الضيق، عندما قرر الاميركيون وضع اسمه على الملصق الاعلاني لفيلم "تقرير الاقلية" على النحو الآتي: "افضل فيلم لسبيلبرغ". توقيع: ميشال سيمان. ليس هذا الرجل الشغوف بالسينما منذ اليفاع، الا احد اعمدة النقد السينمائي في اوروبا اليوم. وربما في الولايات المتحدة التي عشق ثقافتها، الى ان بات احد اهم خبراء السينما الاميركية الذين اعادوا الاعتبار الى بعض المؤلفين الاميركيين الذين كانوا منبوذين في بلادهم لاسباب سياسية وايديولوجية. عندما تكون عاشق سينما مثله، يحلو لك مجالسة هذا الرجل المهذب والرقيق وغير المتطرف في آرائه ومواقفه. قد تشرد في كوكب آخر وانت تراه يتكلم بحماسة بالغة عن موضوعات دافع عنها طوال حياته، لأن ما يعتبره الاخرون تسلية يعتبره هو قضية. · مشاهدة الافلام وابداء رأي نقدي فيها، أهذه فعلاً مهنة؟ - النقد نشاط مهم بالنسبة الى السينما، وقد يتحول فناً، لكن اقل أهمية من الفنون الاخرى. هذه المهنة تقتضي التزاماً على الدوام، لذا، لا نستطيع ان نمارس مهنة أخرى حين نكون نقاداً. لماذا نحتاج الى رأي الناقد، حين في الامكان أخذ رأي المواطن العادي؟ الجواب أن الاخير لديه مهنة أخرى، وهذه المهنة تمنعه تزوّد الثقافة والمعرفة. الفرق بينه وبين الناقد، ان الاخير يهتم بالسينما نحو عشر ساعات في اليوم، ثم يضعها في تصرف القراء. على الناقد ان يظهر ايضاً قدرة ما، على التحليل والاجتهاد، لكن يجب الاّ يخضع هذا التحليل لمعايير يتكرر استخدامها على نحو منتظم. · في ما يتعلق بـ"سياسة المؤلفين"، لم تطبّقوها في "بوزيتيف" مثلما طبّقتها "دفاتر السينما"... - هناك اسطورة ترغب في جعلنا نصدّق ان "دفاتر السينما" هي التي أنشأت "سياسة المؤلفين". هذا خطأ فاضح، وهو نتيجة انعدام الثقافة وفقدان الذاكرة. اذا عدت الى مجلات أواخر العشرينات، خصوصاً "مجلة السينما"، تكتشف انها كانت تخصص اعداداً لكينغ فيدور وارنست لوبيتش ومقالات طويلة عن فريدريك مورنو وروبن ماموليان. هذا يدل على ان مؤلفي الافلام كانوا دوماً محمولين على راحات النقاد منذ عشرينات القرن الماضي. يذكر ان المخرج في هوليوود في ذلك الوقت، كان نجم الشاشة بامتياز. اتكلم على زمن سيسيل ب. دوميل واريك فون ستروهيم، وتشارلز شابلن. كان هؤلاء بمنزلة الهة. ولم تبدأ السيطرة الكاملة لارباب الاستوديوات الا بعدما دخلت السينما مرحلتها الناطقة، اذ اصبحت الافلام تكلّف المزيد من المال، فبدأ المنتجون بالتدخل في كل شاردة وواردة. وعليه، ليست "دفاتر السينما" وراء "سياسة المؤلفين" انما وراء سياسة المؤلفين التي مورست ممارسة منتظمة. وهذا يعني ان المؤلف لا يخطىء. ثمة نظرية بلورها ايضاً اشخاص اكنّ لهم حباً كبيراً مثل اريك رومير، مفادها ان المخرج الذي يعتبر مؤلفاً يطوّر عمله باستمرار: في تقديرهم، هذا يعني ان "كونتيسة هونغ كونغ" اعظم فيلم لشابلن. وهذه هرطقة! · في "بوزيتيف" تسلطون الضوء على اسماء أسيء تقديرها او سقطت من الذاكرة (بيتر واتكينز أخيراً)، في المقابل لا تشعرون بحرج في "حماية" اعمال شاءها اصحابها للجمهور العريض... - هذا تقليد راسخ في مجلتنا، كون "بوزيتيف" تأثرت جداً بالحركة السوريالية. في البدء، نشأت هذه المجلة في ليون وكان مصيرها ان تتبلور خارج السرب الباريسي. المكان الذي خرجت منه، كان له وقع كبير على المجلة. والناس ينظرون اليها بشيء من الغرابة، لأنهم لا يستطيعون تصنيفها. لذا، كانت المجلة في منأى من الـ"سنوبية" الباريسية. بدءاً من العدد 10 أو 12، تغلغلت السوريالية في شرايينها، وانضم اليها اشخاص مثل ادو كيرو وروبير بينايون، ولاحقاً جيرار لوغران، ثم كل الذين كانوا من الحركة. جميع هؤلاء اعطوا مكاناً في "بوزيتيف" للسوريالية التي كانت في الاصل حركة استطاعت ردم الهوة بين ما يسمّى الفن الراقي وفن السذّج. في "بوزيتيف" تولّينا المهمات التي قام بها السورياليون في مجال الفن التشكيلي: كانوا يحبون "فانتوماس" والرواية الغوطية الانكليزية وروايات الرعب. · انت احد النجوم القلائل في هذه المهنة: لا يتسنى لنقاد كثر ان يروا اسمهم على اعلى الملصق الاعلاني لفيلم "تقرير الاقلية" لسبيلبرغ. - (يبتسم). كانت هذه فكرة الاميركيين. ارادوا إلقاء الضوء على مجلة نخبوية، وعلى ناقد معروف أكثر من آخرين يكتبون في مجلات ذات انتشار واسع. لكن هذا لا يعني اني نجم. من يعرف السينما يحترمني ويأخذ رأيي في الاعتبار. اعتقد ان للعمر دوراً في الشهرة التي اكتسبتها. لا اظن اني اليوم اصبحت ناقداً أفضل مما كنت قبل ثلاثين عاماً. الامر متعلق ايضاً بكوني عاصرت كبار المخرجين وألفت 15 كتاباً وسافرت كثيراً... وهكذا يتعرف اليك الناس. الى ذلك، كنت مستشاراً لمهرجانات برلين وسان فرنسيسكو والبندقية وشيكاغو، ومهرجانات اخرى كثيرة، لذلك كان رأيي موضع تقدير واحترام، وإن لم يشاركني فيه الجميع. · كيف ولدت هذه الثقة بينك وبين السينمائيين الذين يمنحونك مقابلات طويلة جداً لا يمنحونها لآخرين؟ - الفضل لـ"بوزيتيف" التي بقيت مخلصاً لها طوال حياتي. · أليس الفضل لك بالاحرى؟ ألا تعتقد ان مسارك ومسارها مترابطان؟ - لا اعتقد ذلك، لاني بدأت أكتب فيها بعد 10 سنين من انطلاقتها، وحين باشرت اجراء حوارات طويلة مع ريتشارد بروكس او جون هيوستن او روبرت الدريش، كان هؤلاء قد حازوا دعم المجلة. هيوستن كان يحب المجلة كثيراً، وكذلك انطونيوني وبونويل. لم يكن الاميركيون يقرأونها، او فقط يقرأون الاعداد الخاصة بهم. بونويل كان يعتبرها "مجلته". و"بوزيتيف" كانت اول مجلة دعمته، خلافاً لـ"دفاتر السينما"، باستثناء بازان الذي كان كاثوليكياً وأكثر انفتاحاً. استفدت كثيراً من "بطاقة التعريف" هذه. (...). والسبب الاخر - لا اريد ان أبدو متعالياً - هو اني اجري مقابلات جيدة: اتعامل بجدية كبيرة مع مرحلة إعداد الحوار، وقد امضي احياناً 3 أيام بحثاً عن وثائق ومعلومات تساعدني في طرح الاسئلة التي تكشف للسينمائي الذي احاوره اني اعرف سينماه جيداً. الى اليوم، لم ينس سكورسيزي المقابلة التي اجريتها ومايكل هنري ويلسون معه في بداياته، حين لم يكن احد يرغب في محاورته. لم يكن مكرساً بعد، فشاهدنا فيلمه "شوارع رئيسية" وامضينا معه 6 ساعات. الوفاء والاخلاص يلعبان ايضاً دوراً اساسياً في الثقة التي تنشأ بينك وبين السينمائيين. لا اتكلم على الوفاء الاعمى، انما على مبدأ الدفاع عن مخرجين يجتازون مراحل ينجزون فيها افلاماً جيدة، لكن لا احد يهتم بهم لاسباب ذات علاقة بالتيارات أو بالـ"سنوبية"، وهم يعرفون ان ثمة مجلات سينمائية تهتم بهم. مثلاً، لا اعتقد ان وودي آلن لم ينجز الا الافلام الرديئة خلال السنوات الـ15 الاخيرة. ذات يوم، بعد رحيله، حين سننظم عدداً استعادياً مخصصاً له، سنندهش بحس الابتكار والتنوع الذي يتسم به عمله. الرجل يعلم التزامنا هذا الخط، لذا عندما يمر بباريس يعطينا من وقته أكثر مما يعطي غيرنا. · كيف التقيت ستانلي كوبريك؟ - كنت قد نشرت مقالاً نقدياً شاملاً عن "2001، اوديسيا الفضاء"، وعن التيمات التي كان يعالجها (اظن انهم كانوا يترجمون له المقالات). ثم، عندما اقترحت عليه مجلة "اكسبرس" اجراء مقابلة معه، طلب اليها ارسال اسماء صحافيين محتملين، فاختارني من بين ثلاثة اسماء، وهكذا اجريت معه حواري الاول في 1971 عن "البرتقالة الآلية". اما بالنسبة الى المقابلة معه عن "باري ليندون"، فلم يحاور احداً غيري في هذا الفيلم. لا تسألني لماذا اتيحت لي هذه الفرصة. كان يتصل بي بين وقت وآخر ليسألني عن الافلام التي شاهدتها، واستشارني في مسائل متعلقة بالملابس، حين كان يرغب في تصوير فيلمه عن المحرقة اليهودية . لم يكن كوبريك قد تكرّس بعد عندما صدر كتابي عنه. وكثيراً ما كانت افلامه عرضة للانتقاد القاسي، وبعضها احدث فضائح في عالم السينما. "2001" و"البرتقالة الآلية" كانا موضع كراهية لدى الكثير من النقاد، و"باري ليندون" اجمع حوله النقاد في فرنسا، لكن كان رد فعل زملائنا في اميركا وانكلترا اشبه بكارثة. اما "شاينينغ" فكنت اجادل الناس جدالاً قاسياً من اجله. لم تكن علاقتي بكوبريك علاقة صداقة قريبة كما هي الحال مع بورمان وروزي وانغلوبولوس، لأنه لم يقم علاقات وطيدة الا مع عائلته، ولم يكن وحدانياً كما تردد عنه: كان يستضيف في منزله حائزي جائزة نوبل، وخبراء في الاستراتيجيا العسكرية وكتاباً وسينمائيين، وكان يعيش حياة اجتماعية ليست ناشطة جداً لكنها موجودة. لم يكن الناسك المجنون كما يحلو للصحافة وصفه. اتذكر اني شاهدت "باري ليندون" برفقة كلود سوتيه في لندن في صالة شبه فارغة، بعد تعرضه لهجوم قاس من الصحافة الاميركية والانكليزية، ولم ينل اي استحسان من الجمهور في كلا البلدين. بعدما صعقنا بالفيلم، ذهبنا لرؤية كوبريك وقلنا له: "فيلمك تحفة خالصة ونؤمن انه سيحقق نجاحاً جماهيرياً ساحقاً في فرنسا". اجتذب الفيلم في فرنسا نحو مليون مشاهد، علماً ان كوبريك حين حاولنا اقناعه بهذا الواقع، اعتبر اننا نوجه اليه الاطراء للتخفيف من الاساءة المعنوية التي تلقّاها من الصحافة. اعتقد ان الفنانين يتذكرون دوماً دعمك لهم في أوقاتهم الصعبة. اظن ان السينمائيين يعرفون جيداً مستوى العمل الذي انجزوه، وقد يضحكون سراً عندما تمدح عملاً لا يعتبرونه مهماً، وقد يبكون حين تقول عن احد افلامهم انه لا يساوي شيئاً، بعد أن يكونوا قد امضوا حياتهم في انجازه. · تقول في كتابك ان "2001" كان صدمة لك. - بالطبع. لم اتلقَّ صدمات سينمائية كبيرة في حياتي، من تلك الافلام التي تمنحك الانطباع انك تعيش لحظة من لحظات تاريخ السينما. لم أعش هذا الاحساس كثيراً. لو ولدت عام 1900 وشاهدت "ولادة امة" في عمر الـ 16 أو "البارجة بوتمكين" في عمر الـ25، أو "المواطن كاين" في الـ40 من العمر، لدهشت. عندما عدت من الولايات المتحدة، بعد اتمامي المرحلة الجامعية، في صيف 1959، اكتشفت "هيروشيما، حبي" لـ ألان رينه، وهذا الفيلم احدث انقلاباً عميقاً في داخلي. لا يزال الفيلم ثورياً، ولكن في ذلك الوقت لم نكن شاهدنا بعد مثل هذا العمل: المونتاج الموازي، والمزيج بين الوثائقي والروائي، والتلاعب بعنصر الزمن، واللقاء المتناغم بين الادب والصورة. شعرت بهذا ايضاً عندما شاهدت "سالفاتور جوليانو" لفرنشيسكو روزي، او "الخادم" للوزي او "رحلة الممثلين" لأنغلوبولوس " او "نقطة اللاعودة" لبورمان. ثم كان الاكتشاف الاكبر: “2001". والكتب التي ألفتها ناتجة من هذه الصدمات الانفعالية. النهار اللبنانية في 11 فبراير 2006 |
الإخوان يهاجمون دم الغزال محمد عبد الرحمن من القاهرة: وجه الموقع الرسمي لجماعة الأخوان المسلمون نقدا لاذعا وعنيفا للسينارست المعروف وحيد حامد بسبب المضمون الذي قدمه في فيلمه الأخير "دم الغزال" والذي تناول العلاقة بين التطرف والارهاب والعشوائيات في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، ويعدّ حامد أحد أبرز العاملين بالحقل الفني الذين وجهوا انتقادات حادة للتطرف الديني بجميع الأشكال الفنية سواء الكتابة للصحف أو للسينما والتليفزيون حيث يعد مسلسل "العائلة "العمل الأول الذي يتعرض لتلك القضية في الدراما المصرية ، كما قدم مع النجم عادل إمام فيلم "طيور الظلام" الذي آثار ضجة شديدة عند عرضه عام 1997 . ووضع موقع الأخوان لمقاله عن وحيد حامد عنوان " فن تقبيل أعتاب السلطة " وقال الكاتب أن وحيد يحرص دائمًا على تقديم صورة مشوَّشة ومبتورة للإسلاميين على شاشة الدراما المصرية عن طريق الخلط بين "بعض جماعات العنف" مع مزجِ هذه الصورة بالواقع السياسي ليُضفيَ عليها مسحةً مزيفةً من الواقع. و تابع قائلا : المشكلة دائمًا في أدبيات وحيد حامد أنه يختزل الإسلام الذي جاء لإنارة العالم في شكل طاقية وجلباب وسنج، في الوقت الذي يحتشد فيه الإسلام بالقيم النبيلة كالتسامح مع أهل الأديان الأخرى وحماية المقدسات الدينية حتى لو كانت لديانة أخرى. فلو تتبعنا أعماله الدرامية "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، مسلسل "العائلة"، "الإرهابي"، وأخيرًا فيلم "دم الغزال" نجدها تركِّز بإصرار على رسالة واحدة- وإن اختلفت النماذج- ألا وهي رفض سيطرة المسلمين على مجريات الحياة السياسية في مصر، وتصوير الحياة بشكل لا يُطاق تحت هذا الحكم، وبالتالي حشد رفض شعبي لهذه السيطرة، ولنأخذ مثالاً لذلك آخر أفلام وحيد حامد بعنوان "دم الغزال". والملحوظة المهمة هنا أن فيلم" الإرهابي" ليس لوحيد حامد وإنما للكاتب لينين الرملي، لكن يبدو أن الهجوم العنيف لم يسمح للكاتب بتحري الدقة، واعتبر أن إبقاء المؤلف على بطل الفيلم-المتطرف- حيًّا فيه إيحاءٌ مباشرٌ بأن الخطر موجودٌ ويعيش وسط المجتمع، ويتعين على الجميع الحذر منه ومقاومته، وهو بذلك يحاول الزجَّ بالإسلاميين وتحذيرَ الرأي العام بأن الخطر الإسلامي قادم لا محالة وأن مواجهتَه هي أفضل الوسائل في رسالة "رخيصة" للنظام يدغدغ بها مشاعره بضرورة الضرب بقوة على كل ما هو إسلامي. من جهة أخرى ذكرت أسبوعية "الفجر" القاهرية أن ندوة معرض الكتاب المخصصة لمناقشة الفيلم قد انتهت بعد انطلاقها بعشرين دقيقة فقط وذلك بسبب الهجوم العنيف ضد وحيد حامد ونور الشريف وواتهام وحيد من سيدة ترتدي النقاب بأنه يعادي الإسلام، لكن وحيد رد بقوله أنه قدم دم الغزال ضد من يحاول ارتداء عباءة الإسلام لفرض آرائه ونظرياته على الآخرين. موقع "إيلاف" في 11 فبراير 2006 |
الناقد الشهير صديق السينمائيين في لقاء خاص مع "النهار" ميشال سيمان: من يعرف السينما يحترمني ويأخذ رأيي في الإعتبار جيرار سليمان |