كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

تحولت ندوة مسلسل ''التوبة'' ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب الى تقييم للدراما المصرية ورد المتحدثون على اسئلة الحضورالذين طلبوا تفسيرا لهبوط الدراما المصرية، وارتفاع اسهم الدراما السورية في بورصة الفضائيات·

الندوة حضرها الفنانون محمود ياسين وهالة فاخر وسلامة حمودة مؤلف مسلسل ''التوبة''· والنصيب الأكبر في الندوة اتجه للدراما التليفزيونية، ولم يأخذ مسلسل ''التوبة'' الذي أقيمت الندوة من أجله، الا القليل من كلام المتحدثين، حيث أكد مؤلفه سلامة حمودة أن احتفاء التليفزيون المصري بالمسلسل لم يتناسب مع القيمة التي يحملها ولا النجوم الذين شاركوا فيه، وقال: اسعى من خلال أعمالي الى ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع العربي خاصة أن الغزو الفضائي الذي يلتف حوله الشباب يحتاج الى حائط صد قوي، وقد رأيت أن الدراما التليفزيونية المتضمنة لقيمنا الأصيلة هي الحائط الأنسب لما لها من تأثيرقوي على الجمهور وخاصة الشباب·

وأكد أن الاحتفاء غير اللائق بمسلسل ''التوبة'' لم يوقف زحف نجاحاته، حيث حقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية ورسالته وصلت الى عدد كبير من الجمهور·

وقال الفنان محمود ياسين أن العمل الجيد يفرض نفسه، حتى لو عرض في قناة مشفرة والدليل أن أعمالا كثيرة عرضت في فضائيات عربية وحققت نجاحا، فأطباق الاستقبال قربت كل بعيد، وأصبحت الأعمال المصرية التي تعرضها القنوات العربية في متناول الجميع· والتمس محمود ياسين العذر للتليفزيون المصري لأن كم الأعمال الذي يتم اعداده للعرض كبير· وأكد أنه لم يسع يوما لدى مسؤول في التليفزيون لعرض أعماله· وانتقل ياسين الى الحديث عن الدراما المصرية ومقارنتها بالدراما السورية، التي أكد اغلب الحضور انها تفوقت في السنوات الأخيرة· وقال ياسين: الدراما المصرية تواجه تحديا كبيرا، لأن البعض حفر لها حفرة ووقعت فيها، ورغم أنني اؤيد من يقولون أن الدراما المصرية تراجعت في الفترة الأخيرة، الا انني اعترض على من يقولون أن هذا التراجع صارخ واذا كانت الدراما السورية استطاعت ان تحقق نجاحا مؤخرا خاصة في العام الماضي، فان الدراما المصرية ستظل الأقوى في العالم العربي، لأنها مليئة بعشرات النجوم الكبار وعشرات الكتاب والمخرجين وهؤلاء ثروة·

شهادة

وقال محمود ياسين أنه كان في سوريا مؤخرا وفوجيء بالجمهور السوري والعديد من الفنانين يقولون له أن الدراما المصرية لا تزال في المقدمة، بل انهم معترضون على من يقولون أن الدراما السورية تفوقت على المصرية لأنهم لم يلحظوا ذلك·

ويتساءل محمود ياسين: لماذا نستمتع بجلد الذات؟ فالدراما المصرية مازالت بخير ولدينا كتاب كبار مثل محفوظ عبدالرحمن ويسري الجندي ومحمد جلال عبدالقوي ومحمد السيد عيد، وهؤلاء ثروة واسماؤهم معروفة في كل الدول لأن أعمالهم تعرض أكثر من مرة، وما يؤكد أن الدراما المصرية مازالت في المقدمة، أن القنوات الفضائية تتهافت على عرضها، فلا تخلو قناة من عمل درامي مصري طوال العام، وكلامي هذا لا يقلل من شأن الدراما السورية التي تشهد تقدما ملحوظا في الفترة الأخيرة، وأنا من أشد المعجبين بها لكن تاريخ مصر الفني لا يمكن أن يمحوه عمل فني أو حتى عشرة أعمال قدمتها دولة شقيقة ونالت اعجاب الجمهور والمنافسة على تقديم الأفضل يجب ان تستمر والكلام عن الدراما السورية لابد ان يحفز الفنانين والكتاب والمخرجين المصريين على تقديم الافضل، وسوف تحفز السوريين ايضا على تقديم احسن ما عندهم· وانتقل محمود ياسين الى الرقابة التليفزيونية ودورها الذي يعوق خيال المبدعين وقال ان الرقابة تمنع خيال المؤلفين من التحليق في الأفق، فكل مؤلف يسعى جاهدا الى تلبية رغبة الجمهور بأعمال يرى فيها نفسه، وأهم ما يعوق مسيرة المبدع هو اصطدامه بجهات رقابية، ولابد ان تعي الرقابة المصرية أننا نعيش عصر السماوات المفتوحة، وما تعترض عليه في مصر قد تعرضه دولة أخرى بنفس فريق العمل المصري· ويؤكد ياسين ان الانتاج يمثل لعبة أخرى، فما يسمعه المؤلفون أو المخرجون أو الفنانون مؤخرا عن التجاوزات في ميزانيات بعض المسلسلات وتقليص ميزانيات مسلسلات أخرى يجعل المؤلف عندما يكتب لا يتخيل أماكن أو مشاهد من الممكن تنفيذها·

حجم الانتاج

وقال: عندما حصر المسؤولون في التليفزيون المصري الأعمال الجاهزة للعرض، وجدوها تزيد على الخمسين مسلسلا، وهذا يؤكد ان حجم الانتاج لا يتناسب ومنافذ العرض، وأتمنى أن تكون هذه الأعمال ذات مستوى فني جيد· وينتقل ياسين الى الحديث عن السينما فيقول: أسعد كثيرا عندما أسمع عن فيلم قدمه الشباب وحقق نجاحا، وأدعو النقاد الى مساندة جيل الشباب لأن السينما شابه ولا تسير الا في ركب الشباب، فالشباب يحتاج الى مساندة حتى يأخذ فرصته كاملة مثلما أخذها أبناء جيلي، فقد كنت في سن الأربعين وقدمت أجمل أفلامي، أما مستوى ما يقدم في السينما المصرية فليس ذنب الشباب لأن كثيرا منهم يخضعون لرغبة المنتج الذي يسعى هو الآخر لتحقيق مكاسب مادية يقدم بها أفلاما أخرى، وطالما اندهشت من هجوم بعض النقاد على افلام الشباب التي تحقق ايرادات ضخمة ويجب ان نسعد بهذا الكم من الافلام الذي يعيد للسينما المصرية ريادتها·

مرحبا بالعرب

وحول استعانة النجوم المصريين بمخرجين سوريين مثلما حدث في مسلسل ''أحلام في البوابة'' حيث استعانت الفنانة سميرة أحمد بالمخرج السوري هيثم حقي قال محمود ياسين: مرحبا بالمبدعين العرب في مصر، وهيثم حقي مخرج كبير وقدم العديد من الأعمال الجيدة وكانت سميرة أحمد على صواب عندما استعانت به، كما أن الاستعانة بمخرجين أو بفنانين عرب في السينما المصرية أو الدراما التليفزيونية ليس جديدا، فمصر فتحت منذ القدم ذراعيها لكل المبدعين حتى نسي الجمهور موطنهم الأصلي، وفي الساحة الفنية المصرية حاليا نجوم ونجمات من كل الدول العربية وكلهم حقق نجاحا وكانوا اضافة للفن المصري وهذا لا يعني أن هناك تقصيرا من المصريين، بل ان الاستعانة بالعرب في الأعمال الفنية المصرية تؤكد أن الفنانين المصريين لديهم ثقة بامكانياتهم، كما انني اميل الى هذه الوحدة الفنية لأننا في أشد الحاجة لأي مجال يجعل العرب يدا واحدة·

وتحدثت الفنانة هالة فاخر عن مسلسل ''التوبة'' فأكدت أنها لعبت فيه دورا من أجمل ادوارها، ولن تنسى المشاهد التي قدمتها مع الفنان محمود ياسين الذي شعرت بأنه شقيقها بالفعل، كما ان اخلاصه في العمل يجبر العاملين معه على ان يخلصوا مثله· ثم تحولت للحديث عن الدراما المصرية لتؤكد انها ستظل في المقدمة، واذا كانت سوريا نجحت في تقديم مسلسل عن ''الظاهر بيبرس'' وتصادف ان مصر قدمت نفس المسلسل وجاء مستواه أقل من المسلسل السوري فهذا لا يعني أن الدراما المصرية تراجعت ولابد ان ننظر الى تاريخنا الفني الطويل، فكل عمل له ظروفه وربما كانت الميزانية المخصصة للمسلسل السوري ضخمة وهو ما لم يتوفر للمسلسل المصري·

في المقدمة

وأضافت هالة فاخر: الدليل على ان الدراما المصرية في المقدمة أن العديد من الأعمال العربية التي نشاهدها في الفضائيات ثم اقتباسها من أعمال مصرية، ففكرة واحدة في مسلسل مصري من السهل أن نراها حاليا عملا دراميا كاملا تقدمه دولة أخرى، كما ان العديد من الدول العربية تستعين بكتاب ومخرجين وفنانين مصريين في أعمالها، حتى ما يتردد عن أن الدراما العربية دخلت منافسة مع الدراما المصرية يتنافى مع الواقع لأن الدراما العربية لا تخلو من عناصر مصرية وكل ممثل أو مطرب عربي يرغب في تقديم نفسه للساحة يأتى أولا الى مصر، لأنه على يقين من أنه سيخرج منها نجما، و ان كثيرا من الممثلين جاءوا الى مصر ولم يغادروها لانهم أصبحوا نجوما، كما أنهم لن يجدوا في بلدانهم صناعة سينمائية أو تليفزيونية مثل الموجودة في مصر وكلهم أكد ذلك·

وقال المؤلف سلامة حمودة: أتفق مع الفنان محمود ياسين في كل ما قاله، لكني أختلف معه في كلامه عن مستوى الدراما التليفزيونية في الوقت الحالي، لأن تكرار الموضوعات في الدراما المصرية أصبح ظاهرة وهذا التكرار دفع الجمهور المصري الى مشاهدة الدراما السورية ليجدو موضوعات جديدة، وعلى الكتاب المصريين ان يقدموا ما يلبي احتياجات الجماهير، لا أن يقدموا موضوعات مستهلكة وأنا أبحث كثيرا عن موضوعات تهم القطاع الأكبر من الناس··

وينتقل سلامة حمودة الى دور الدراما في استلهام الأوضاع السياسية الراهنة ليؤكد أن الدراما لم تتخل عن السياسة في أي عصر، ودائما تحتك بها، لكن الرقابة تتعامل احيانا مع بعض الاعمال السياسية على أنها ضد المصلحة العامة·

الإتحاد الإماراتية في 8 فبراير 2006

 

« كارلا» عقدة قاتلة في حياة الكنديين

مونتريال - خالد سليمان 

كارلا، إسم فيلم وفتاة وقاتلة، دخل كل بيت في شمال أميركا قبل ان تعيد له هوليوود اعتباراً آخر قد يختلف عن صفات كارلا الأصلية. هي أفلام اباحية بامتياز وقعت في عز شبابها تحت تصرف شاب متشبع بالسادية الجنسية إسمه بول بيرناردو في إحدى ضواحي مدينة تورونتو الكندية. قبل الحديث عن الفيلم الذي أنتجته هوليوود في الفترة الأخيرة والذي يعرض حالياً في أكثر من مئة صالة سينمائية، لا بد من التطرق إلى سيرة هذه القاتلة وزوجها ومعذبها بيرناردو. وهي سيرة لا يبدو فيها الكتمان إلاّ شكلاً من أشكال تلفزيون الواقع، ذلك ان جميع قصص الاغتصاب التي تلاها القتل مصورة على أشرطة الفيديو وتبدو الحكاية بالتالي كفيلم مركب بين «الاباحية” والرعب.

في عام 1987 يغتصب بول بيرناردو ثلاث فتيات في منطقة سكاربوروغ الواقعة في ضواحي مدينة تورونتو، وفي العام ذاته يتعرّف على كارلا هومولكا داخل مطعم في المنطقة نفسها. من هنا تبدأ الرحلة الثنائية في الإغتصاب والقتل إذ تقوم كارلا بتسهيل وتصوير ومتابعة إغتصابات بيرناردو المتكررة حتى عام 1990 ويصل عدد المُغتصبات إلى13 إمرأة. في ليلة عيد الميلاد من عام 1990 تُخدر شقيقة كارلا الصغيرة «تومي» ثم يغتصبها بيرناردو وتموت في الليلة نفسها خنقاً على يد القاتلين. في عام 1991 يختطف بيرناردو فتاة عمرها 14 سنة إسمها ليسلي محافي أمام بيتها ويعذبها بعد الإغتصاب، وتموت بعد يومين من الحدث ثم تقطع قطعاً صغيرة وترمى. بعد أيام معدودة من وقوع تلك الجريمة يتزوج القاتلان في شكل رسمي ويقيمان حفلة العرس.

في عام 1992 تُختطف الشابة كريستين فرانج وتتعرض أيضاً للإغتصاب ثم القتل وترمى جثتها في المكان الذي أُختطفت منه ليسلي محافي. بعد عام تتعرض كارلا لضرب عنيف على يد زوجها وتعترف على اثر ذلك بجرائمه ضد فتيات منطقة سكاربوروغ.

تعاون

تظاهرت كارلا هومولكا، خلال التحقيقات في المحاكم والتي بدأت عام 1993 بأنها كانت الضحية ولم تشارك زوجها في عمليات الإختطاف والاغتصاب والقتل وأبدت إستعدادها للتعاون مع السلطات القضائية شرط تخفيف أية عقوبة ضدها. لكن الشرطة عثرت على مجموعة من كاسيتات فيديو في منزلهما تظهر دور كارلا الفعال في إغتصاب وتعذيب وقتل الفتيات الصغيرات وتؤكد انها هي نفسها خنقت شقيقتها الصغيرة تومي عندما وضعت كمامة على فمها بينما كان بيرناردو يغتصبها.

بإستثناء بعض تغيرات طفيفة كأسماء الضحايا لا يبتعد مخرج الفيلم جويل بندر عن البيئات الإجتماعية والنفسية وتسلسل الأحداث، لكنه يتجنب إبراز حقيقة شخصية كارلا ويحاول إظهارها كمعقدة لا تتمكن من الخروج من تلك الأجواء «الجرائمية» التي حبك خيوطها بيرناردو الذي حكم بالسجن مدى الحياة. وهو بالتالي فيلم يعيد الإعتبار الإنساني لأكبر «مجرمة كندية في تاريخ البلاد المعاصر» كما وصفتها وسائل الإعلام وفق شروط بسيكولوجية تضع الأفلام الأصلية المصورة لحظة حدوث الجرائم على أيدي المجرمين، محل النسيان. من هنا يختفي بعض من تلك الأسرار التي كشفت عنها التحقيقات الجنائية والقضائية من خلال إعترافات بطلة الأفلام الاباحية والأشرطة المصورة، وأصبح المسلسل المحبوك وفق معايير تلفزيون الواقع والأفلام البوليسية الأميركية أثناء كل إغتصاب وقتل، شيئاً فرضه «مُغتصب سكاربوروغ» كما لقبته الصحافة المحلية زمنئذ. ولا تشكل بالتالي مشاهد السينما داخل السينما، أي بعد فكري وجمالي لبناء الفيلم الذي يتحدث عن سلسلة من الإغتصاب والقتل بالقرب من شلالات نياغارا. ومن الأمور البارزة في القصة الواقعية تغيير بيرناردو وكارلا إسميهما وإختيار «تيل» إسماً لهما في بداية التسعينات وقد استلهما هذا الإسم من شخصية فيلم «جريمة قانونية» مارتن تيل. وكان تيل الذي جسد شخصيته الممثل كيفن بيكن عام 1989، بارعاً في تنفيذ سلسلة من عمليات القتل واستطاع خداع الجميع حول ماضيه، ومنهم محاميه الخاص، وظهر حراً في النهاية.

كان إختيار إسم تيل وتصوير كل فعل قام به بطلا الفيلم المنزلي على غرار أفلام تلفزيون الواقع عنصراً مهماً لكشف الطبيعة الإجرامية لكل منهما خلال التحقيقات. لكن المخرج جيل بندر يقول : «كارلا في هذا الفيلم هي عقدة الحدث لأنني لا أعرف لماذا فعلت كل تلك الأشياء». ومن ضمن العناصر الأُخرى التي تجاهلها المخرج سيرة القاتل التي تميزت بالعنف العائلي وضرب الأُم والإغتصاب أيضاً. وكان الأب «كينث بيرناردو» سكيراً عنيفاً مع زوجته قبل إنفصالهما وسبق أن اغتصب فتيات صغيرات في سكاربوروغ ذاتها. وكان للصحافة الكندية الإنكليزية والفرنسية دور فاعل في كشف هذه الخيوط التي أخفاها جويل بندر في الفيلم. ويمكننا القول بالتالي هنا ان تجاهل أبعاد الشخصيات الإجتماعية وبيئاتها البسيكولوجية قلل من القيمة الفكرية والفنية للعمل , ذلك انه اعتمد بعداً واحداً في إظهار الشخصية الداخلية لبول بيرناردو وهو الجانب السادي المنفصل عن الماضي، وكأن الحاضر ولد مع لقاء البطلين.

لقد رفض مهرجان مونتريال الدولي للسينما الفيلم بعدما أدخله ضمن برامجه خريف عام 2005، والسبب هو ان أهالي الضحايا لا يزالون يعيشون تحت تأثير الصدمة ويجب إحترام حزنهم الإنساني على بناتهم اللواتي أُغتصبن وقتلن بأشبع طريقة، ثم ان البطلة القاتلة كانت خارجة من السجن تواً حينئذ ( صيف 2005 ) فأعادت الأجواء إلى زمن وقوع الجرائم في سكاربوروغ. لكن منتج الفيلم ميكايل سيلر ومخرجه بندر أستطاعا أخيراً ومن خلال محامٍ بارز في مدينة تورونتو اختراق سوق السينما وعرض فيلمهما في انحاء البلاد باستثناء منطقة سكاربوروغ حيث يسكن أهالي الضحايا.

الحياة اللبنانية في 10 فبراير 2006

معرض متكامل بدارة الفنون عن الجدار والحواجز:

أربعة تشكيليين ومخرج سينمائي يقدمون رؤيتهم الفنية لمعاناة الفلسطينيين!

يحيي القيسي 

عمان ـ القدس العربي تستضيف مؤسسة خالد شومان ـ دارة الفنون في عمّان حتي الثالث عشر من نيسان (ابريل) المقبل المعرض المتكامل المخصص لموضوع (الجدار والحواجز) ويشارك فيه أربعة فنانين فلسطينيين هم: إميلي جاسر، رلي حلواني، طارق الغصين، دانا عريقات إضافة إلي عرض متواصل لفيلم (توتر) للمخرج رشيد مشهراوي...

ويقدم كل واحد من هؤلاء الفنانين رؤيته الخاصة بالكاميرا الفوتوغرافية وبالتلفزية لجدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، وتلك المعاناة التي يعيشها السكان نتيجته، وأيضا بسبب الحواجز التي تقطع أوصال البلاد، وتجعل التواصل صعبا بين السكان، إضافة إلي رصد أحوال الفلسطينيين في أماكنهم وتمنياتهم الإنسانية في التواصل مع أهلهم في شتاتهم، وكل هذا يتم ضمن أساليب فنية عالية المستوي، تلتقط هذه الحالات لتدمج فيها المكان وانزياحاته بالسكان، وحركتهم اليومية، والاجتماعية، ولقد أتيح لهؤلاء الفنانين فرصة الحركة في فلسطين كونهم يحملون الجنسية الامريكية ما عدا مشهراوي، ولهذا أتت أعمالهم ذات طابع مغاير وجريء ربما.

أولي هذه التجارب للفنانة الفلسطينية إميلي جاسر، هي من مواليد الرياض وتعيش بين رام الله ونيويورك,وهو معرض فوتوغرافي بعنوان من أين نأتي ضم 31 صورة ملونة، وجاءت نتيجة قيامها بالالتقاء مسبقا مع عدد من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وتوجيهها السؤال التالي: لو أستطيع عمل شيء لكم، في أي مكان في فلسطين، ماذا يمكن أن يكون؟

وقد أتاحت لها حريتها النسبية أن تنجز بعض الآمال الصغيرة، وتحيي بعض الذكريات لهؤلاء الأشخاص، وتصورها لهم، فمنهم من طلب أن تلتقي مع أمه لأنه لا يستطيع زيارتها، ومنهم من طلب أن تزور بيتهم القديم المهدم في مناطق 48، أو تدفع له فاتورة هاتف، أو تأكل نيابة عنه الصيادية الغزاوية أو الكنافة النابلسية، و هكذا تدرجت المطالب من الشخصي الحميمي إلي الأشمل.

أما في فيلمها (عبور سردة) الذي صورته بواسطة كاميرا محمولة في حقيبتها، وتطل من فتحة فيها عدستها، فهي تسجل من خلاله رحلتها اليومية علي طريق رام الله ـ بير زيت عبر نقاط تفتيش إسرائيلية متعددة وصولا إلي عملها في الجامعة. حيث التدابير العسكرية الصارمة الأكثر تعقيداً والتي تحول دون تنقل البشر من منطقة إلي أخري وما يصاحبها أحيانا من عواقب مدمرة، وهي تظهر فيها تلك القسوة المفرطة في تقسيم الأرض، ومنع الأهالي من السير عليها بسلاسة، بل تفرض عليهم معاناة يومية لا تحتمل، ولا فرق بين طفل أو امرأة أو شيخ مسن في قطعه لنحو كيلومترين من الطريق رغم تقلب الأحوال الجوية.

المعرض الثاني (صور للجدار) للفنانة رلي حلواني، وهي مولودة في القدس عام 1964وما تزال تقيم فيها، وتعمل مدرسة ورئيسة برنامج التصوير الذي أسسته في جامعة بيرزيت، وهي حاصلة علي بكالوريوس رياضات وتصوير من جامعة كندية وماجستير دراسات تصويرية من جامعة انكليزية، وسبق أن شاركت في خمسة معارض جماعية في الشارقة وفرانكفورت وتكساس وباريس وهولندا ولندن والنرويج، وفي معرضها هذا تتناول عمليةَ توثيق الجدار منذ بداية بنائه، وتقول عن ذلك: في كل مرة قمتُ فيها بتظهير الصّور كان كل ما أراه هو بشاعة الجدار وغضبي. وعندما وصل الجدار إلي نقطة تفتيش (قلنديا) بدأوا ببنائه في منتصف الطريق، طريقي إلي عملي. وتضيف: لطالما تخيلتُ أنه سيكون بإمكاننا زراعة الأشجار في منتصف تلك الطريق.

ورصدت حلواني في صورها وعملها الإنشائي مراحل بناء الجدار العازل مصورة بكاميرتين واحدة ابيض واسود واخري ديجيتال بشاعة الجدار ولا إنسانيته، وتري ان الهدف من الجدار الاستيلاء علي مزيد من الأرض الفلسطينية ، وعن تجربتها في تصوير الجدار تقول اردت ان اصوره في الليل، ربما لجعله يعلم انني لست خائفة، ذهبت وكان الجدار بشعا جدا، والأرض حزينة وخائفة، لم يكن هناك سوي الجنود، آلات ثقيلة ونباح كلاب، كنت مرعوبة ومعزولة، قمت بالتصوير خلال النهار لكن الذكري الباقية لتلك الليلة موجودة في الصور .

الفنان الثالث المشارك هو الفوتوغرافي طارق الغصين وهو فلسطيني من مواليد الكويت ولم يعش في فلسطين، وهو حاصل علي بكالوريوس وماجستير في التصوير من أميركا، وقد عمل مصورا صحافيا لعدد من المؤسسات الدولية والصناديق الخيرية كصندوق الملكة علياء وصندوق الأمم المتحدة وغيرهما ويدرِّس حاليا في الشارقة، وعمله التركيبي الفوتوغرافي جاء بسلسلة تحت عنوان بورتريه شخصي أنجزها بين عامي 2002 و2003، وهو يقول مقدما لعمله بدأ هذا المشروع كنتيجة لإحباطي المتنامي للطريقة التي يظهر فيها الفلسطينيون وبعض العرب في الإعلام الغربي من خلال تشويه صورتهم. وقد أثار انتباهي ذلك التشابه الصارخ ما بين أسطورة سيزيف وما تستطيع هذه الأسطورة أن تمثله في الصحافة الغربية التي تعاملت مع الانتفاضة مثل سيزيف نفسه حلقة مفرغة من الصراع المستمر. أما السلسلتان المتعلقتان بالحواجز فهما امتداد للمواضيع التي كنتُ بدأت استكشفها في السنوات القليلة الماضية. وخلال هذه العملية التي قادت إلي تلك الصور أصبح من الواضح لي كيف أن الحواجز، الشوق، والهوية تكوِّن وتشكل وتوضح بعضها البعض .

أما المعمارية والمصورة دانا عريقات الحاصلة عام 2001 علي بكالوريوس هندسة عمارة من جامعة بيركلي في أميركا فقد اختارت أن تقدم في معرضها (حدود تجتاز الأجساد) 60 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود أنجزتها في عام 2003، وركزت من خلالها علي التعابير التي تظهر معاناة المواطنين في تنقلهم بين الحواجز، ومن خلال الجدران، فثمة نساء مسنات، وأطفال رضع، وطلبة مدارس، وقد جاء هذا المشروع بدعم من جامعة بيركلي في امريكا. تقول واصفة تجربتها: مشيت وسطهم بالكاميرا، تراكض الأطفال من حولي، انا فلسطينية اميركية، انا هم، انا لست هم. لماذا لا تغطين شعرك؟ سألتني فتاة في الرابعة من عمرها، ولن يطول الأمر حتي يقول لي ولد في التاسعة من عمره يقف الي جانبي ان التدخين مكروه ، تبسمت لتعليقه وأنا اشهد ولادة التزمت تحت قوة الاحتلال .

بقي أن أشير إلي فيلم (توتر) للمخرج السينمائي رشيد مشهراوي المولود في مخيم الشاطئ بغزة ويعمل في رام الله، والذي سيتم عرضه بشكل متواصل، وهو ينقل صورة لما يتعرض له الفلسطينيون علي الحواجز وحالات القهر والإذلال التي يمارسها الاحتلال ضدهم وحالة القلق والتوتر التي تغمر الحياة اليومية للناس، وقد عبر المخرج عن ذلك بالصمت، حيث يكتفي بالكاميرا التي تنقل أدق الحالات النفسية العميقة للحياة في ظل هذا الوضع الرهيب.

إن هذه المعارض التي تشتغل علي ثيمة متقاربة، توفر فرصة للمشاهد أن يتعرف علي تلك الحالة السريالية التي يعيشها الأهل في فلسطين، وعلي تلك المعاناة النفسية للأقرباء في المنافي والشتات، وهم يرقبون من بعيد، يمكن للمرء هنا أن يحس بضخامة جدار الفصل العنصري، ويستذكر تلك الآيات الكريمة التي تتحدث عن جبن اليهود، ومقاتلتهم من خلف الجدران، وما لذلك من دلالات يعيشون عليها، تستند إليها سياساتهم دون أن نعيرها انتباها، ومن الضرورة بمكان هنا أن تعرض هذه الصور علي أبناء الغرب لكي يدركوا بشاعة التفكير الإسرائيلي والعزلة اللاحضارية التي يفرضونها علي أبناء جنسهم، في الوقت الذي ينادي فيه العالم أجمع بضرورة الحوار.

لقد تباينت الطرق الفنية التي عبر بها الفنانون الخمسة عن تجاربهم، ولكنها في النهاية انصبت جميعا في الإشارة التي لا تخفي علي كل بصير عن تلك الرحلة السيزيفية التي يعيشها الفلسطيني تحت حراب الاحتلال، و لتؤكد أن أعداء بمثل هذه البشاعة والظلم الأسود لا يمكن أن يتم التعايش معهم، فيبدو أنهم في واد، والعالم المتحضر في واد آخر..!

من جهة أخري ترافق هذه المعارض سلسلة من النشاطات المختلفة في دارة الفنون ، ففي لقاء الخميس الفني سيتم عرض سلسلة أفلام باللغة الإنكليزية عن الفن في القرن الواحد والعشرين من تقديم جمانة قعوار هي: (إيحاءات) استقبال الفنان للإبداعات الفنية: لقاء مع دافيد بويي، روي ليختنشتاين وديل شيهولي إخراج مايكل أبتت. (فن المدينة : النجاح في مانهاتن) الصعوبات التي يواجهها الفنانون: لويز بورجوا، بريس ماردن واليزابيت موري. (فن المدينة: العواطف) شخصية الفنان وبماذا يتأثر: لاري بتمان، دافيد دويتش. (فن القرن 21: الموضوع قصص)، (فن القرن 21: الموضوع الزمن) وأخيرا فيلم بعنوان (فن القرن 21: الموضوع الفكاهة).

وضمن لقاء الأحد الأدبي سيجري عرض فيلم (مملكة السماء) إخراج ريدلي سكوت، تمثيل أورلاندو بلوم، غسان مسعود، وإقامة احتفالية، يتخللها حفل توقيع كتاب (آفاق ومرايا ـ مقالات في الفن التشكيلي) للفنان العراقي رافع الناصري. وأمسية شعرية للشاعر الفلسطيني أحمد دحبور.

وعرض للفيلم الصيني (جادا ميلين) قصة وإخراج فينغ إيكسيونينغ، ويقدم فنان الكاريكاتير عماد حجاج محاضرة حول تجربته الإبداعية وبعض الأعمال التي تناولت قضية الجدار والحواجز. ويختتم الأحد الأدبي بعرض لفيلم (السيد إبراهيم) عن رواية الكاتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت، إخراج فرانسيس دوبيرون، تمثيل عمر الشريف.

القدس العربي في 8 فبراير 2006

 
سينماتك

 

الدراما المصرية والسورية ··· تنافس يثير الجدل

القاهرة ــ جميل حسن

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك